رواية عشق الرجال الفصل الرابع والاربعون44 بقلم ساره مجدي


رواية عشق الرجال

 الفصل  الرابع والاربعون  



خرج نديم من الحمام كانت تلك الفتاه مستيقظة جالسه على السرير تغطى جسدها العارى بالشرشف وحين رأته ابتسمت إليه بأغواء حتى يعيد ما فعله معها أمس لينظر هو لها بشر وقال أمراً 


- أمشى يلا 


قطبت جبينها وقالت بصوت مائع


- أمشى ليه .... تعالى نعيد إللى حصل أمبارح 


ظل واقف مكانه ينظر إليها بدون أى تعبير واضح على وجهه ثم اقترب منها لتبتسم بسعاده وقد شعرت أن مرادها سيتحقق .... فبالأمس كان نديم مختلف بعد حديث خالد معه الذى أخبره فيه عن علياء ومشروعها الجديد واحتمالية أن يراها قريباً جعلت منه شخص صعب .... كان يتفنن فى إخراج شحنة غضبه بها وتلك الفتاه كانت ترى ذلك قوه وصحه مفرطه وتريد المزيد وقف بجانب السرير ينظر إليها من علو و بدأت هى فى نزع الشرشف حتى يظهر جسدها العارى له لتصدم بصفعه قويه على وجنتها و صوته العالى يقول


- لما أقول أمشى تقومى جرى تلمى قزارتك دى وتمشى مفهوم 


وكان يشير إلى ملابسها الملقاه أرضا .. و كانت هى  تنظر إليه بصدمه كبيره ويدها على وجنتها التى تلقت صفعه قويه ومؤلمه وحين زادت تقطيبة حاجبيه غادرت هى السرير سريعاً تلملم ملابسها وغادرت الغرفه وبعد وقت قليل كانت تصفع باب الشقه 


كان واقف هو فى منتصف الغرفه عارى الصدر ويغطى باقى جسده منشفه كبيره يضع يديه حول خصره يتنفس بصوت عالى وهو يفكر فيما يفعله بحياته هل يظن حقاً أنه سوف يكون له فرصه مع علياء ..... زوجة صديقه تلك الفتاه البريئه الطيبه الخجولة ...... هل شخص فاسق مثله زانى وقاتل يستحق أن يحصل عليها .... هل هناك فرصه للرجوع عن ذلك الطريق جلس على طرف السرير يفكر حين علا صوت هاتفه من جديد وكان رجله السرى أجابه قائلاً


- عرفنى الجديد 


ليضحك محدثه بصوت عالى ثم قال 


- كله فى التمام يا كبير  تقدر تتحرك 


•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


كان أندورا يجلس فى بيت رامز يشعر أن هناك شىء ما سيحدث لكنه لا يستطيع فهم الأمر رغم احساسه بالأمان فهو ليس بمفرده فالعضو الجديد بالمافيا شخص شديد الذكاء وأيضاً قوى جداً لا يهاب المخاطر ولا يهتم للموت أن ماركوس شخص مميز فى كل شىء 


وكان ماركوس يجلس على الكرسى المواجه لأندورا  شاب فى أواخر الثلاثينات .... طويل القامة بجسد قوى يغطى معظم جسده الوشم بشعر طويل يرفعه خلف رأسه كزيل حصان .... صامت تماماً فهو فى الأساس قليل الكلام عاد رامز من المطبخ يحمل بين يديه حامل كبير عليه زجاجه مشروب و كاسات وضعها على الطاولة الموجوده  بين الكرسيين وهو يقول 


- أنا شفتهم بنفسى ... شكله كده عمل حكايه موته دى علشان يخلع من المافيا 


كان ماركوس يتابع كلمات رامز بصمت وتركيز شديد وكان أندورا يشعر بالغضب يتصاعد أنه فى الأساس يكره غيث وزاد هذا الكره الأن 


وقال بصوت يملئه الغضب 


- ما رأيك ماركوس ماذا علينا أن نفعل  


ظل ماركوس صامت لبعض الوقت ثم قال بلغته الأم 


- أريد بعض التفاصيل حتى أستطيع وضع خطه 


وكان رامز بينهم لا يفهم أى شىء مما يقولونه ولكن كل ذلك الحديث يتم تسجيله ومؤكد هم لديهم مترجم 


ليهز أندورا رأسه بنعم وبدء فى سرد بعض المواقف والتفاصيل


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


كانت تقف فى منتصف صالة منزل حمزه بعد أن بدأت فى إجرائات تعديلها وبعد أن أخذت إذن عمها وزوجته 


دخل أكرم وهو يحمل بين يديه بعض الأشياء التى لم تميزها علياء وضعها على إحدى الطاولات وقال إلى أحد العمال 


- ها يا اسطوات هنخلص الشغل ده أمتى .... عايزين نفتتح بقى 


ليقول العامل 


- متقلقش يا بيه  كله هيخلص فى معاده 


نظر إلى علياء وقال 


- أنا جبتلك هديه صغيره وأتمنى تقبليها


نظرت إليه بعدم فهم وهى تقول 


- كفايه إللى حضرتك بتعمله معايا ... ليه كلفت نفسك 


لينظر إليها بلوم وقال 


- مش هرد على الكلام ده وكأنى مسمعتش  حاجه .... وتعالى بقى أوريكى أنا جبت أيه 


سارت خلفه لتجده قد أحضر معدات للغرفه الطبيه بالدار نظرت إليه باندهاش ليقول هو 


- دول هديه بإسم سمر مشاركه منى فى الدار 


لتبتسم وهى تقول 


- الله يرحمها ويجعله فى ميزان حسناتها ..... أنا مش عارفه أشكر حضرتك إزاى 


ليقول هو بصوت حانى 


- لو عايزه تشكرينى بجد بلاش الكلام ده 


لتهز رأسها بنعم ليبتسم هو الآخر ثم تحرك ليرى ما أنجز من عمل


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


كان يجلس مع خالد فى غرفه مكتب الأخير يشرح له الوضع كاملاً حين علا صوت هاتف خالد ليجدها علياء أجابها قائلاً 


- أهلاً مدام علياء أخبارك أيه 


صمت قليلاً يستمع إليها وكان الجالس أمامه وكأنه جالس على جمر من النار ينتظر بشوق أن يسمع عنها أى شىء أنتبه لكلمات خالد الذى قال 


- حضرتك متقلقيش خلال يومين ثلاثه بالكتير الترخيص هيكون جاهز 


أبتسم إبتسامه صغيره وهو يقول 


- أنا أكيد هعزم كل إللى كانوا بيحبوا حمزه الله يرحمه 


صمت مره أخرى وكان الآخر يشعر أن قلبه غادر صدره ويبحث عنها بين كلمات خالد كان يقبض كفيه بقوه حتى لا يخطف الهاتف من يد خالد ويستمع إلى صوتها من جديد أنتبه لكلمات خالد التى أسعدته 


- خلاص تمام هعدى عليكى وأشوف كل الحاجات دى 


أغلق الهاتف وهو ينظر إلى صديقه باندهاش وقال 


- مالك يا نديم فى أيه ؟ 


أنتبه نديم على حاله وقال 


- أبدا كنت بفكر فى الخطه ... والخطوه الجايه 


ليهز خالد رأسه بنعم ثم قال 


- خلينا نروح لسيادة اللوا شاكر ونفهمه الحكاية 


ليهز نديم رأسه بنعم وتحرك خلف خالد بصمت


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


 مر أسبوع آخر وها هى الأن تستعد لدخول غرفة العمليات حتى تتخلص من تلك الكتله التى تسبب لها الألم وأيضاً الخوف وها هم جميع عائلتها ومحبيها بجانبها والديها وأخيها وزوجته وأختها و أبناء عمومتها زوجها المحب ووالديه وجدها أيضاً 


الكل يدعمها الكل يدعوا لها 


وكان هو رغم إظهاره التفائل و القوه إلا أنه من داخله طفل يبكى خوفاً على حبيبته وزوجته كان يقويها بكلماته وعاطفته الحقيقية إلا أنه من داخله يريد من يضمه ويطمئن خوفه 


مر الوقت وهى بداخل غرفه العمليات بطىء  بشده  فالجميع فى حاله ترقب لأكثر من ساعه 


وحين خرج الطبيب لم يستطع عامر  الاقتراب منه كان يشعر أن قدميه لا تحمله


التف الجميع حول الطبيب الذى أبتسم وقال 


- الحمد لله مدام فدوى بخير أحنى شيلنا الكتله وان شاء الله أسبوع ونبدء العلاج وكل الأمور هتكون بخير 


لم يشعر عامر بنفسه وهو يسجد لله شكراً ودموعه تغرق وجهه كان الجميع متأثراً بذلك الموقف واقتربت عبله من ولدها وضمته وهى تقول 


- الحمد لله يا ابنى هى بخير ... وربنا يباركلك فيها 


ليضمها بقوه وهو يقول 


- يارب يا ماما يارب 


بعد عدة دقائق تم نقل فدوى إلى غرفتها وكان الجميع حولها حين فتحت عيونها بعد عدة ساعات ابتسمت بسعاده وهى تشعر أن الجميع حولها يحبها وكم هذا شعور رائع .... وخاصه مع وصف الجميع لقلق زوجها عليها وكيف سجد لله شكراً حين أطمئن عليها


•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


كان يجلس فى سيارة خالد متوجهين إلى دار المسنين حتى يروا ما تحتاجه علياء من مساعده قبل الإفتتاح 


كان يفكر فى سنوات عمره الماضيه وصداقته لحمزه كيف بدأت رغم إختلاف طباعهم وأسلوبهم أغمض عينيه وهو يقول لخالد 


- فاكر أول مره أتعرفت عليك أنت وحمزه الله يرحمه


نظر خالد إليه نظره خاطفه وابتسم وهو يقول 


- طبعا فاكر كنت أنا وحمزه عندنا مهمه فى منطقه شعبيه وأنت كنت هناك عند واحده من إياهم وجوزها قفشكم 


ليضحك نديم بصوت عالى وهو يقول 


- ما هى إللى غبيه ومش عارفه مواعيد جوزها 


ليضحك خالد بصوت عالى وهو يقول 


- استغفر الله العظيم ....  يا سبحان الله رغم كل السنين دى ونفس الرد 


ليضحك نديم بجانب فمه وهو يقول 


- ساعتها حمزه أدانى محضره فى الأخلاق والقيم والمبادئ والدين ..... وعلشان الوقت أخدنى معاكم فى المداهمة ووقتها أنقذته من رصاصه كانت هتصيبه فى قلبه وجت فى كتفى 


ليأخذ خالد نفس عميق وهو يقول 


- من وقتها وحمزه رغم إختلافكم إلا أنه كان بيحبك جداً و بيخاف عليك 


ليغمض نديم عينيه و يشعر بألم قوى فى قلبه كم مره حاول حمزه أبعاده عن كل تلك الأخطاء والقازورات التى يقوم بها ولكن شيطانه دائماً هو الغالب والأن ينظر إلى زوجته كم هو حقاً حقير 


عاد من أفكاره حين أوقف خالد السيارة أمام المبنى الموجود بها شقة حمزه شعر أن قدمه لن تحملانه ورجفه قويه فى قلبه وتزايدت دقاته حد الألم ولكنه يريد أن يراها من جديد أن يستمع إلى صوتها الرقيق الناعم


•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


كانت تجلس فى غرفه صغيره قد أعدتها حتى تكون غرفتها بها مكتب صغير  وأمامه كرسيان جلد وبجانب الغرفه أريكه كبيره مناسبة لاستقبال الزوار وفى المساء تتحول إلى سرير 


رفعت رأسها عن الأوراق التى كانت تراجعها حين سمعت طرق على الباب وقبل أن تسمح بدخول الطارق أنزلت نقابها على وجهها 


وقفت سريعاً حين دلف خالد وخلفه نديم الذى كان ينظر إليها بأحترام كبير وتقديس من هيئتها المحتشمه وأيضاً فى محاوله منه لتنحيه عقله عن التفكير بها بشكل غير لائق 


قالت بترحيب 


- أهلاً سيادة المقدم الدار نورت 


ليقول خالد بأدب 


- الدار منوره بأصحابها وسكنها ان شاء الله


لتبتسم إبتسامه لم يراها ولكن الواقف بجانبه شعر بها نظرت إلى نديم وقالت 


- أهلاً وسهلاً نورت 


لتتسع ابتسامته وقال 


- شكراً 


أشارت لهم بالجلوس ليجلس خالد وهو يقول 


- أنا جاى أشوف لو محتاجه أى حاجه قبل الإفتتاح مش كمان أسبوع برضوا 


لتهز رأسها بنعم وقالت 


- ان شاء الله فى معاده إللى بلغت حضرتك بيه ولو على المساعدة فحضرتك عملت كتير .... كتر خيرك


ليقول نديم بهدوء


- أنتوا بتقبلوا تبرعات 


لتنظر إليه باهتمام وقالت 


- اه طبعاً أنا مش همنع خير جاى لناس كبيره ومحتاجه كمان الدار دى صدقه جاريه بأسم حمزه وأكيد كل إللى بيحب حمزه يقدروا يساعدوا 


ليقف على قدميه وأخرج رزمه ماليه من جيب الجاكيت وقال 


- ده مبلغ صغير وان شاء الله فى مبلغ شهرى للدار


لتقف سريعاً وهى تقول 


- كتر خيرك والله ربنا يجعله فى ميزان حسناتك 


ليقف خالد وقال بإقرار 


- أنا وسيادة اللوا شاكر  وبعض الزمله هنحضر الإفتتاح ووقتها هنسلمك التبرعات إللى أحنى جمعناها


لتبتسم بسعاده وراحه وهى تقول 


- أنا مش عارفه أشكركم إزاى 


ليقول نديم 


- حمزه الله يرحمه كان يستاهل أننا نعمل كل إللى نقدر عليه علشانه واحنى مكانه فى أى وقت 


وأكمل خالد قائلاً


- وأرملة الشهيد تأمر واحنى ننفذ 


كانت تبكى من السعاده وتتمنى  وجود حمزه الأن بجانبها


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


كانت تقف أمام خزانتها تبحث عن شىء ما ترتديه لتذهب إليه فى الشركه تريد أن تفاجئه ولكنها تذكرت شىء ما 


تحركت فى إتجاه السرير وجلست وهى تمسك هاتفها الموجود على الكومود واتصلت به وحين سمعت صوته قالت 


- وحشتنى اوووى ... أنت فين ؟


صمتت تستمع إلى إجابته التى أسعدتها بشده 


- وأنتِ كمان وحشتينى جداً 


ابتسمت ثم قالت 


- طيب أنا بتصل علشان أستأذنك عايزه أنزل أجيب حاجات 


ليصمت لعدة ثوانى ثم قال 


- المسألة مش أستأذان يا حور بس ابقى عارف أنتِ رايحه فين علشان لو حصل أى حاجه 


لتقول هى بصوت رائق 


- عارفه يا سليمان  أنا مش هتأخر ماشى 


- ماشى خلى بالك من نفسك 


- حاضر 


أغلقت الهاتف وصفقت بسعاده وارتدت ملابسها سريعاً وغادرت البيت لتجد عم محسن ينتظرها أمام البيت ابتسمت بسعاده ... أنه تفكيره بها أصبح يسعدها الأن خاصه وهى تفهم الأن أن هذا إهتمام وحب و ليس تحكم....  وركبت فى المقعد الخلفى وقالت له بعد أن ألقت التحية 


- على الشركه يا عم محسن 


وكان هو يجلس فى غرفه الاجتماعات الصغيره ومعه ثلاث مهندسين يناقشون آخر تطورات المشروع الذى شرفوا على تسليمه وأيضاً وضع خطه للمشاريع القادمة وقف على قدميه يدور حول الطاولة وهو يقول 


- فى مكافئه ليكم ان شاء الله بعد الإنتهاء وتسليم المشروع ... وأتمنى من دلوقتى كل واحد فيكم يحطلى تصوراته عن المشاريع الجديدة 


صمت حين استمع لطرقات على الباب وسمح للطارق بالدخول ليجدها تقف أمامه بكامل هيئتها وبهائها وجمالها وقالت بهدوء  


- مساء الخير يا باشمهندس أسفه على المقاطعة 


ليبتسم بشقاوة وهو يقترب منها بخطوات متمهلة وهو يقول 


- ولا يهمك يا فندم الباشمهندس تحت أمرك ... أنت تأمر يا جميل 


شعر المهندسين بالحرج فخرجوا واحد خلف الآخر 


حين وقف هو أمامها يقول 


- أءمرينى  


قالت بدلال 


- عايزه أعزمك على الغدا لو وقتك يسمح 


ليمسك يدها يقبلها بحب وعينيه تنظر إلى عمق عينيها بحب حقيقى كبير وصادق وقال 


- وقتى كله علشانك 


ونظر خلفه حتى ينهى الإجتماع فلم يجد أحد ليضحك بصوت عالى ووضعت هى يدها على وجهها بخجل ليقول هو بمشاغبه 


- عجبك الفضايح دى يا هانم 


لتضحك وهى تفتح يدها عن وجهها وقالت 


- طيب أيه جاى ولا عايز فضايح جديده 


ليشير إلى الباب وهو يقول 


- يلا يا هانم اتفضلى 


لتسير بجانبه وهى سعيده وكان هو أيضاً يشعر بالسعادة والراحه 


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


كان يجلس فى غرفه مكتبه يمسك بهاتفه يحاول كتابة رساله لها هو غير معتاد على ذلك 


ألقى الهاتف على المكتب وهو ينفخ بضيق  وقف ينظر من النافذه الزجاجية الكبيرة وهو يتذكر لحظاته السعيدة خلال الأسبوعين الماضين 


أنها حقاً إنسانه رائعه هادئه ومطيعة لينه وطيبة القلب 


أغمض عينيه وهو يتذكر احساسه بالراحة والسكينة وهو يجلس معها ويتحدث وهى تستمع بتركيز 


أمسك هاتفه من جديد وكتب شىء ما وضغط زر الإرسال ثم وضع الهاتف فى جيب بنطاله وهو يأخذ نفس عميق لقد وصل أخيراً لبر الأمان والأن هى البدايه


كانت تجلس فى حديقه منزل الوريدى بجانب فدوى حسب طلب عامر حتى يعود من العمل وكانت الخاله صفيه ونعمات من وقت لآخر تحضر أحدهم للاطمئنان والأخرى تحضر بعض العصير لقد تقربت كثيراً منها فى هذه المده وأصبحى صديقتان 


أخذت نفس عميق وهى تقول 


- هو أنتِ عرفتى إزاى أنك بتحبى عامر ؟ 


نظرت فدوى إليها باندهاش وقالت 


- لما بقى كل حياتى وبقى هو رمز الأمان لما بقيت أخاف عليه أكثر من نفسى ... لما أبتسم لما تيجى سيرته وأبكى لو عرفت أنه تعبان أو زعلان لما بقيت أحب أسمعه أكثر ما أتكلم أنا 


صمتت لثوانى ثم قالت بخبث


- إيه بتحسى بحاجه من دى ناحيه كامل 


لتبتسم نجاة وهى تقول 


- عارفه يا فدوى أنا عمرى ما حسيت الإحساس إللى أنا حساه دلوقتى ... مش عارفه افسره أو اشرحه بس بقيت بحس جمبه بالأمان  بحس أن الدنيا بقت بتاعتى وهو معايا ... تصدقى بقى بيوحشنى 


لتبتسم فدوى وهى تقول بسعاده 


- يبقى بتحبيه 


نظرت إليها نجاة وقالت 


- يمكن ويمكن كمان 


وقطعت حديثها حين سمعت صوت وصول رساله إلى هاتفها لتمسكه سريعاً تنظر إليه بلهفه حين وجدت أسم كامل هو المرسل 


فتحت الهاتف سريعاً لتجد كلمه واحده فقط ولكن تلك الكلمه جعلتها تقف على قدميها وتعود إلى جناحها ولم تجيب على نداء فدوى لها


كانت تقراء تلك الكلمة بسعاده و خوف بدموع الفرح وعدم التصديق 


هل كلمه واحده مكونه من أربع حروف تجعلها تحلق فى سماء السعاده 


عادت بنظرها إلى الهاتف من جديد وقرأت الكلمة من جديد (( بحبك )) لتبتسم بسعاده وهى تقرر شىء ما 


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


كان يجلس فى شرفة منزله يمسك هاتفه ينتظر أتصال رجله السرى يريد أن ينهى تلك القضيه ويريد أيضاً أن يعرف نتيجة خطته 


نفخ بضيق وأشعل لفافة تبغ جديده وهو يقف ليستند بذراعيه على سور الشرفة وهو ينفخ الدخان من صدره حين علا صوت هاتفه 


ليجيب سريعاً قائلاً 


- طمنى 


صمت قليلاً يستمع بتركيز ثم قال 


- يعنى هنفذ بكره 


صمت لثوانى ثم قال 


- خلاص تبعتلى التسجيلات علشان كله يبقى رسمى 


ألقى لفافة التبغ من يده وهو يقول 


- أنت عارف أنا عايز الكل 


ليبتسم بسعاده وتشفى وهو يقول 


- خلاص تمام .. هستنا تليفونك سلام 


اعتدل فى وقفته وهو يقول بابتسامه يملئها الانتصار 


- حقك راجع بكره يا حمزه وهرد دينى ليك وأخيراً 


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


كان يدلف من باب النادي بهيبته التى يفرضها عقله وحكمته و أسلوبه المهذب على الجميع  ليجد وردته تجلس بجانب والدته وعمته الذان يتناقشان فى شىء ما و ورد صامته تنظر إليهم بتركيز 


اقترب منهم وألقى التحية وانحنى يقبل رأس والدته وعمته ثم أبتسم إلى زوجته التى وقفت وقالت 


- حمد الله على السلامه 


- الله يسلمك اتعشيتوا ولا لسه 


لتجيبه وداد قائله بهدوء


- أحنى اتعشينا لكن مراتك لسه مرضيتش تأكل من غيرك 


ليبتسم بسعاده وهو ينظر إليها بحب يزداد يوم بعد يوم بسبب قلبها الكبير  طيبتها مع الجميع خوفها على الجميع ومعاملتها اللينه مع والدته قال برفق 


- طيب خلينا نطلع شقتنا ونتعشى سوا 


لتبتسم بخجل وهى تقول لوداد 


- ماما وداد حضرتك عايزه منى حاجه قبل ما أطلع 


لتبتسم وداد برفق وقالت بهدوء 


- لا يا بنتى اطلعى مع جوزك 


لتسير بجانبه ليخفض رأسه قليلاً وقال بصوت منخفض 


- وحشتينى 


لتشهق وهى تنظر حولها ثم نظرت إليه لتجده يبتسم بمشاغبه لتلوى فمها كالأطفال وقالت 


- هتنام من غير عشا النهارده 


ليقول بمشاغبه 


- هكلك أنتِ 


لترفع حاجبها وهى تدلف من باب الجناح وقالت 


- هنام فى الأوضه التانيه 


ليمسك ذراعها بقليل من الحزم وقال 


- أوعى فى يوم تنامى بعيد عن حضنى حتى لو كنا متخاصمين فاهمه 


كانت تنظر إليه وعيونها مليئة بحب كبير ثم أبتسمت وقالت 


- ينفع أقولك حاجه 


ليهز رأسه بنعم وهو يقول 


- طبعاً ينفع .. قولى إللى أنتِ عايزاه 


كان يجلس على السرير ويخلع حذائه لتقف يديه فى الهواء حين سمعها تقول 


- بحبك 


ظل منحنى كما هو ثم رفع رأسه ينظر إليها بشك وقال 


- أنتِ قولتى أيه 


لتجثوا أمامه وهى تنظر إلى عينيه وقالت من جديد 


- بحبك .... بحبك اوووى يا تمام 


ليمسكها من كتفيها وأوقفها أمامه  وهو يقول 


- بجد يا ورد 


لتهز رأسها بنعم ليحملها من تحت ذراعيها ودار بها بالغرفة وهو يقول 


- أنا بحبك بحبك بحبك بحبك 


وكانت هى تضحك بسعاده طفله حصلت على كل الدمى والحلوى التى تعشقها فى وقت واحد


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


كان يعيد ترتيب كل الأوراق حتى يتوجه إلى مكتب اللواء شاكر ليطلعه على كل المستجدات 


حين علا صوت هاتفه ليجده رجله السرى الذى قال 


-  استعد يا نديم و بسرعه 


ليقول نديم سريعاً وبحماس   


- أقل من نصف ساعه 


وأغلق الهاتف ليتصل بخالد الذى أجابه وهو نائم وقال 


- عايز أيه يا مزعج على الصبح 


ليتكلم نديم بجديه 


- خالد فى أقل من نصف ساعه عايزك تكون موجود على مكتبك علشان تجهز القوات ويكونوا الأكفئ


اعتدل خالد وانتبه لكلمات نديم وقال بجديه 


- هنخلص النهارده 


لينظر نديم إلى باب اللواء شاكر وقال 


- أيوه ....  استعد


لينهض خالد من سريره وهو يقول 


 - دقايق وهكون عندك 


أغلق الهاتف مع خالد ودلف إلى اللواء شاكر ودقائق وخرج من عنده وهو يرتسم على وجهه الحماس والثقه


            الفصل الخامس والاربعون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا



تعليقات



<>