رواية عشق الرجال الفصل التاسع والثلاثون39بقلم ساره مجدي


 رواية عشق الرجال

الفصل التاسع والثلاثون  

بقلم سارة مجدي


جالسه على الكرسى الكبير فى غرفتهم تنظر إلى النافذه ودموع عينيها تغرق وجهها اقترب عبد العزيز منها وجلس على ذراع الكرسى وضمها من 


الخلف وظل صامت لبعض الوقت تعالا صوت بكائها ليظل على صمته ويربت على كتفها وذراعها وبعد مرور عدة دقائق قال بصوته الحانى 


- غالى و هنحزن عليه العمر كله ..... لكن إبنك ومراته وبنتك وجوزها ذنبهم أيه 


أغمضت عينيها بألم ثم قالت 


- حمزه راح للى أحسن من الكل واللهم لا إعتراض لكن تمام زينة الرجاله تبقى عديمة الشخصيه المعقدة دى مراته .. ليه ! ولا حسناء ليه تعيش حياتها مع واحد معتدى على الحرامات ليه تربى بنت حرام مش بنتها أنا عملت أيه وحش فى حياتى علشان يكون ده نصيب ولادى 


كان يستمع إليها وكلماتها تؤلمه بشده حتى بدأت بالحديث عن ورد وراشد قطب جبينه بضيق وابتعد عنها ليجلس أمامها  ينظر إليها بلوم ثم قال 


- تفتكرى يا وداد لو أنا كنت أب قاسى كانوا ولادى حبونى


نظرت إليه بحيره واندهاش ليكمل هو قائلاً 


- ولو كنت راجل مش محترم ليا فى الحرام والشرب كنت هبقى مثل أعلى لولادى الرجاله إللى أنتِ بتفتخرى بيهم دلوقتى 


ظهرت علامات التفكير على وداد ليكمل عبد العزيز كلماته قائلاً 


- تفتكرى حسناء كانت هتكون قادره تناقش وتاخذ حقها وحاسه أن ليها بدل الظهر اتنين وتلاثه لو أنا كنت زى منصور الله يرحمه 


ظهرت معالم الرفض على ملامح وداد ليكمل عبد العزيز بهدوء قائلاً


- ده حال ورد وراشد محتاجين الحنان والأمان والحياه السويه ..... كفايه الزمن داس عليهم زمان متبقيش أنتِ عليهم دلوقتى ....... كمان ولادك بيحبوهم ومتعلقين بيهم اكسبى ولادك واكسبى  اجوزتهم كمان يمكن يعوضونا عن إللى راح 


ظلت وداد صامته تفكر فى كلمات زوجها حين سمعت طرق على الباب ودخول تمام الذى اقترب منها وهو ينظر إليها بنظره حانيه قبل أعلى رأسها وانحنى يقبل يدها ثم جثى على ركبتيه أمامها وقال 


- أنتِ كويسه يا أمى ارجوكى متقلقنيش عليكى 


ربتت وداد على وجنته برفق ثم انحنت تقبل أعلى رأسه وهى تقول 


- طول ما أنتوا حوليا و كويسيين أنا كويسه 


ليبتسم بسعاده وهو يقول بحب وبر 


- ربنا يخليكى لينا يا أمى ويديمك نعمه غاليه فوق راسنا 


لتبكى من جديد وهى تقول 


- روح يا ابنى هات مراتك وأنا هعتذرلها


ليهز رأسه بلا وهو يقول 


- هروح اجبها بكره وأبدا يا أمى عمرى ما أقبل أن أمى تعتذر لحد طول ما أنا عايش أنا هراضى ورد رغم انى عارف أنها مش زعلانه منك ومقدره زعلك وبتحبك 


وفى نفس الوقت كانت ورد تجلس فى غرفتها القديمة فى منتصف سريرها تلف نفسها بإحدى عبائات تمام تضمها بقوه وعلى وجهها إبتسامه صغيره رغم الحزن الساكن فى عيونها رغم أنه لم يمر يوم كامل على ابتعادها عنه إلا أنها تشعر بالخوف وكأنها فى العراء بمفردها دون حمايه لا فى غرفتها  


دلفت نعمات من الباب تنظر إلى ابنتها بحزن اقترب منها وجلست بجانبها وقالت 


- أنا عارفه أنك شيفانى أم ضعيفه وملهاش شخصيه رضيت بالذل والإهانة ومكنتش بدافع عنكم ولا عرفت احميكم 


اندهشت ورد من كلمات والدتها ونظرت إليها بحيره واستفهام 


لتكمل نعمات كلماتها ودموعها تغرق وجهها 


- أنا تعبانه اوووى يا ورد تعبانه جداً ومحتاجه أتكلم كاتمه كتير جوه صدرى ونفسى أخرج كل إللى فى قلبى 


اعتدلت ورد ونظرت إلى والدتها وقالت 


- أنا سمعاكى يا أمى قولى كل إللى أنتِ عايزاه


نظرت نعمات إلى ابنتها وقالت 


- أخويا كان صاحب منصور شفته مره أو مرتين لكن مكنتش أعرف أيه علاقتهم ببعض بالتحديد بس أخويا لما منصور أتقدملى وافق على طول من غير حتى ما يسألنى ومن أول يوم ليا مع ابوكى عرفت كل حاجه  عرفت أن أخويا مجرد مرمطون لابن الإكابر بيتعامل مع أخويا على أنه مجرد خدام هو يأمر وأخويا ينفذ وبس ومن أول ما دخلت بيته وهو بيعاملنى أنا كمان على أنى خدامه لا ليا رأى ولا كلمه ولا قيمه أصلاً وجدك وقفله كتير و شال عنى كتير  بس ابوكى كان شايف نفسه و مكنش بيسمع لحد  فى يوم تعبت وفاض بيا وسيبت البيت انضربت علقه موت من أخويا ورجعنى مسحوله لابوكى ومن وقتها لا عرفت أرفع راسى ولا أعمل لنفسى كرامه ولا قيمه وبعدها بقى عرفت أنى حامل فى سليمان وباقى الحكاية أنتِ عرفاها 


كانت ورد تبكى على حال والدتها وما عانته طوال حياتها مع والدها وضعت نعمات يدها على وجه ورد ومسحت دموعها لتقبلها ورد بحب لتقول نعمات


- تمام راجل حقيقى وبيحبك وبيهتم بيكى بجد وعمره ما هيعمل معاكى زى ابوكى بالعكس هيحافظ عليكى  اتمسكى بيه يا بنتى وبحياتك معاه واسمعى كلامه عمره ما هيقبل أن حد يهينك  


ثم قبلت رأسها وغادرت  الغرفه تاركه ورد تفكر فى كل ما قيل وفى حياتها القادمة مع تمام 


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


كانت تقف أمامه مثال الخيانة والرخص تتدلل على أحد الرجال مؤكد تمارس هوايتها القديمة تظهر الحب له حتى تحصل على المال 


ظل واقف فى مكانه يشعر بالغضب يشتعل بداخله وزاد حين نظرت إليه نظره خاطفه ثم عادت تنظر إليه بسعاده وجذبت ذلك الرجل من يده واقتربت منه تقف أمامه وقالت بسعاده 


- معقول كامل إزيك يا باشمهندس وحشنى جداً


ظل صامت ينظر إليها بغضب مستتر ولم يجيبها بشىء لتنظر هى إلى الرجل الذى برفقتها وقالت 


- أعرفك يا بيبى باشمهندس كامل كان زميلى أيام الجامعة أشطر مهندس ممكن تقابله فى حياتك 


لينظر الرجل لكامل بابتسامه واسعه ومد يده وهو يقول 


- أهلاً وسهلاً بيك يا باشمهندس دى صدفه سعيده جداً والله أحنى كنا جاين مكتب الهندسه ده من غير ما نعرف أنه تبع حد معرفة مها


ظل كامل صامت تماماً ينظر إلى الرجل الذى يقف أمامه بازدراء ثم غادر من أمامهم دون كلمه أخرى ولكن مها كان لها رأى آخر فقالت بصوت عالى 


- هنجيلك تانى يا كامل  


صعد إلى سيارته يشعر بالغضب لماذا الأن ماذا فعل هو بحياته ليقابل أسوء ما مر به فى حياته واليوم خاصه 


ظل بسيارته يدور فى شوارع البلده لا يريد أن يعود إلى البيت الأن هو لا يضمن ردة فعله مع نجاة بعد ما حدث بينهم وبعد مقابلته لمها 


أوقف سيارته أمام بيت الوريدى وترجل منها وسار فى إتجاه الملحق الخاص بهم ولكنه وقف أمامه ولم يدخل 


نظر حوله ثم توجه إلى إحدى الكراسى الموجودة بالحديقة وجلس عليه باسترخاء ينظر إلى السماء حتى غلبه النوم 


وكانت هى تجلس بالداخل تشعر بالقلق عليه لقد مر اليوم كله ولم يعود  كانت تفتح الباب كل خمس دقائق تنظر من النافذه لم تتناول شىء تلوم نفسها على كلماتها الجارحه له 


و غلبها النوم وهى جالسه على الأريكة تنتظره حتى تعتذر منه 


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


كان ينتظرها فى سيارته لم يرد أن يدلف إلى الداخل فتشاهده والدتها وتشعر بالضيق يكفى أن حسناء قررت الذهاب معه وهذا بالنسبه له كبير  وضع الصغيره على الكرسى الآخر حين رأها تخرج من الباب ومعها أخيها ترجل من السيارة وحمل الحقيبه من تمام ووضعها فى صندوق السيارة ثم عاد ووقف أمامهم ليقول تمام بهدوء 


 - خلى بالك منها 


ليهز راشد رأسه بنعم ثم قال باستفهام 


- و ورد ؟


اخفض تمام رأسه لثوانى ثم قال 


- بكره الصبح هروح أخدها من بيت الوريدى .... أنا مقبلش أبدا إللى حصل من أمى وبعتذرلك وهعتذر لطنط نعمات ومراتى كرمتها من كرامتى ومش هقبل أن أى حد يهينها حتى لو كانت أمى . 


أبتسم راشد وهو ينظر إلى تمام بفخر هو حقاً يحترم تمام بشده ثم قال 


- أنا واثق فيك وعارف كويس جداً ان أختى مع راجل حقيقى هيصونها ويحميها حتى من نفسه 


أبتسم تمام ورفع يده ليربت على كتف راشد ثم غمز له وهو يشير على حسناء وقال 


- ربنا يعينك بقى .... عندك مهمه صعبه 


لينظر راشد إلى حسناء بحب حقيقى ورجاء 


- ولو فيها موتى لازم أخليها ترضى عنى 


- بعيد الشر عنك 


قالتها حسناء سريعاً ليضحك تمام بصوت عالى وهو يقول 


- يالا يا ابنى خد الواقعه دى وروح 


ضمت حسناء تمام بقوه وهى تقول 


- ربنا يخليك ليا يا ابيه 


ليقبل أعلى رأسها وهو يربت على ظهرها بحنوا وقال 


- ولا منك يا حبيبتى ... خلى بالك من نفسك ومن بيتك وجوزك 


لتصعد إلى السيارة بعد أن حملت الصغيره وقبلتها بحب وشوق وكانت بين قبولاتها تخبرها أنها اشتاقتها كثيراً وكان راشد يشعر بالسعادة والراحة والرضا


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


كان يقف فى مكان خالى تماما من البشر يضع يده فى جيب بنطاله حين استمع إلى صوت صرير سياره توقفت خلفه مباشرةً وغمره ضوئها ظل على وقفته حتى ترجل صاحب السيارة ووقف بجانبه ينظر إلى الأفق ويضع يديه فى جيب بنطاله هو الآخر 


شاب طويل مفتول العضلات بملامح رجوليه صارخه حليق الرأس ودون سلام قال 


- عايز أعرف تار حمزه هخده من مين  


ظل خالد صامت تماما لعدة دقائق ثم قال 


- حمزه قتل إلى قتله لكن له تار تانى عند واحد خسيس ومنه هنوصل للرأس الكبيرة لمافيا الأدوية 


اعتدل نديم فى وقفته ينظر إلى خالد بتمعن وقال 


- طول عمرك بتكرهنى ليه دلوقتى عايز تشتغل معايا 


نظر إليه خالد بثبات وقال بهدوء


- أنا مش بكرهك أنا كرهت تصرفاتك إللى كنت أنا وحمزه بندفع تمنها لكن حمزه كان مؤمن بيك وبيحبك وشايف أنك راجل حقيقى وقت اللزوم بتبقى أسد 


ظل نديم ينظر إلى خالد بصمت وهو يتذكر كم من مره أنقذه حمزه من السقوط فى أخطاء كانت تنهى مسيرته الوظيفية وكم كان يؤمن به حقاً ودائم النصح له اعتدل ينظر إلى الأفق من جديد وقال 


- المطلوب 


مد خالد يده بصوره لرامز  ومعها ورقه بكل بيناته وقال 


- أنا عايز الواد ده حى 


ظل نديم ينظر إلى الصوره ثم أخذ الورقة وقال ببرود قاتل


- أربعه وعشرين ساعه وهيكون فى المخزن 


وغادر دون كلمه أخرى ليأخذ خالد نفس عميق ثم قال 


- أطمن يا حمزه حقك هيرجع وعلى أيدى 


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


جالس أمامها صامت تماماً فبعد ذلك اليوم الذى سألته عن رساله حمزه وهو تهرب من الموضوع وغادر سريعاً وحين عاد فى اليوم التالى صباحاً رفضت أن تقابله والأن صامته لا تجيب على أسئلته طال صمته وهو يفكر كيف يتصرف هو يريد أن يخرجها من صمتها  اعتدل فى جلسته وأجلى صوته ثم قال ما جعلها تنتبه إليه بكل حواسها 


- أول مره حمزه جالى و حكالى كل إللى حصل وقد أيه هو تعبان مش قادر يبعد عنك ومش قادر يسامحك حاسس بنار بتحرق قلبه وروحه وتعذبه وكان بيطلع ده فيكى علشان يرتاح ومع ذلك كان بيتعب أكتر كان بيحس أنه ضعيف علشان بعد ما شاف خيانتك ليه لسه بيحبك ومش قادر يبعد عنك كنت بسمعه وأنا شايف نفسى فيه 


قطبت جبينها بحيره وظهر القلق عليها ليكمل هو ما بدأه 


- أنا كنت بحب بنت الجيران إللى كنت مربيها على أيدى كل حاجه كانت بتسألنى فيها أى حاجه عايزه تعرفها تسيب الدنيا كلها وتيجى تسألنى أنا اتعلقت بيها عشقت تفاصيلها ضحكة عينها  روحها المرحه حركاتها الطفولية لما تزعل أو تضايق 


وقف على قدميه وتحرك ليقف أمام النافذه ثم أخذ نفس عميق و أخرجه بهدوء ثم أكمل قائلاً


- أتقدمتلها و وافقت عليا وكنت سعيد وفرحان كل يوم بحس أننا بنقرب لبعض وفى يوم حسيت فيها حاجه اتغيرت ضحكه عينها اختفت روحها المرحه انطفت بقت عامله كل ما تشوفنى زى القطه المرعوبة بتتمسح فى رجلى لا بقت بتشاغبنى ولا تقف قدامى تعاندنى وبعدين توافق على كلامى بقت كل ما قولها حاجه تقولى حاضر لحد ما جه معاد الفرح 


صمت يشعر بألم قوى فى صدره وألم حاد فى عينيه أثر الدموع الحبيسة لسنوات ظلت تنظر إليه تنتظر أن يكمل وهو لم يتأخر كثيراً 


- بعد الفرح إللى كان عكس توقعاتى أنها مش هتبطل رقص ولا هتقعد  ثانيه هتغنى بصوت عالى وتملى الفرح جنان لكن كانت هاديه ساكته وكأنها جسم من غير روح عينها ثابته لما وصلنا البيت وقبل ما أقول حرف واحد الباب خبط فتحت ملقتش حد كنت هدخل لكن لمحت على الأرض ظرف اخدته ودخلت ملقتهاش فى الصاله قعدت على أقرب كرسى وفتحت الظرف وياريتنى ما فتحته 


- لقيت فيه أيه ؟ 


قالتها بصوت ضعيف مكتوم ليقول هو بصوت مختنق 


- صور ..... مراتى إللى لسه ملمستهاش بنتى إللى اتربت على أيدى شايف صورها وهى فى أوضتها فى أوضاع بشعه جسمها مكشوف بالكامل ومع الصور فلاشه لما شغلتها شوفت إللى كسر قلبى ودمر رجولتى 


صمت لثوانى يتذكر كل ما حدث  يتألم وكأنه يرى ما حدث الأن 


- شفتها عريانه وهو بيكلمها من شاشه الكمبيوتر بيأمرها تلمس جسمها وتقول كلام قذر وتعمل حاجات قذره وفى الآخر يشتمها بألفاظ بشعه ويقفل وفيديو وراى فيديو بقيت عامل زى الثور الهايج محستش بنفسى غير وأنا داخل عليها الأوضه وبضربها وبشتمها وسبتها بعد ما كانت ما بتتحركش نهائى 


لتشهق بصوت عالى وهى تقول 


- ماتت 


نظر إليها بعيون حمراء وبملامح حزينه مكسوره وقال 


- سبتها مكانها وخرجت وبعد وقت معرفش قد أيه لقيتها فاجئه قدامى قاعده تحت رجلى وبتحكيلى كل إللى حصل وأنه إزاى ركب صورها على صور بنات عريانه وهددها أنها لو معملتش إللى يطلبه منها هينزل الصور دى إلى كل المواقع وبدء الأول بكلام عادى وبعد كده كلام فى الجنس وبدء يطلب منها تقول ألفاظ معينه وبعدين تفتح الكاميرا لحد موصلت للى أنا شوفته 


صمت ليأخذ نفس عميق محمل بألم الذكرى وأكمل قائلاً


- أنا لا كنت طايقها ولا سامعها ومقدرتش اعذرها ولا اسامحها فضلت لمدة ثلاث شهور بعاملها أسوء معامله أفظع وابشع كلام بسمعهولها بعاملها على أنها أقل من خدامه حرمتها من الأكل والشرب كنت بخليها تشتغل شغل يهد جبال ومخليهاش تنام كنت ساعات أءمرها تفضل واقفه طول الليل وممنوع تقعد أو تنام وساعات كنت بخليها تنظف الشقه من غير ما توقف لحظه تخلصها وترجع تنظفها تانى لحد فى يوم رجعت البيت ملقتهاش كنت زى المجنون خرجت أدور عليها فى كل حته ملقتهاش 


لتقاطعه هى قائله 


- وأهلها فين ؟ 


نظر إليها وقال 


- هى أصلاً كانت يتيمه و مكنش ليها غير اخ واحد وبعد فرحنا بيومين سافر 


هزت رأسها بنعم ليكمل هو 


- رجعت البيت وأنا بستحلفلها لما ترجع هقتلها بإيدى ..... ومر اليوم من غير ما أعرف عنها حاجه وتانى يوم الساعه سبعه الصبح الباب خبط كنت هائج زى المجنون وناوى اموتها لكن أول ما فتحت الباب اتصدمت لقيت ظابط ومعاه اتنين عساكر جاين ياخدونى كل إللى كان فى دماغى أنها راحت بلغت عنى أنى بضربها وبعذبها لكن الصدمه الحقيقه لما عرفت أنها  


صمت للحظه مع سقوط أول دمعات من عينيه وقال بألم 


- انتحرت ..... رمت نفسها من فوق الجبل ماتت قررت تبعد عنى وعن ظلمى ليها وظلم الناس قررت تروح للى أحن عليها من العالم الظالم ده إللى قتلها بدم بارد راجل استغل سازجتها وراجل قتل اداميتها 


اقترب من سريرها ينظر إليها بعيونه المتألمة وقال 


- كان كل املى أن حمزه ميبقاش أكرم جديد وأنتِ متبقيش سمر جديده 


اقترب أكثر من السرير وقال لها 


- حمزه جالى قبل ما يروح المهمة الأخيرة وقال على القرار إلى خده أنه بعد المهمة دى هيقدر يكمل وينسى ولا يبعد للأبد...... بس قبل ما يمشى بصلى وقالى


((أنا  بحبها وقربى بيتعبنى و بعدى بيتعبنى .... بس لو الأختيار ما بين نارين فأنا راضى بنار علياء ))


وغادر الغرفه دون أن يضيف شىء آخر لتنهار هى باكيه رغم تلك الإبتسامه الصغيره على وجهها


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


كان يجلس فى حديقه البيت الكبير  لبيت النادى فزوجته بعيده عنه ترفض أن تقابله رغم معرفته بما قاله لها أكرم وأيضا ما قاله له الجد نعمان يطمئنه أنها بخير وهادئة و لكنه يريد أن يتحدث معها يريد أن يطمئن عليها بنفسه ويراها بعينيه ويضمها بذراعيه يقوم بحركات أبطال الروايات معها نفخ بضيق ورفع رأسه إلى السماء يدعوا الله أن يهون عليه ذلك الوقت خاصه وهو الأن فى أجازه من العمل  جلست والدته بجانبه وربتت على كتفه لينظر إليها نظره غريبه لم تفهمها منذ يوم وفاة حمزه وأيضاً تشعر أنه يتجنبها قالت باندهاش 


- مالك يا رحيم هو أنا يا بنى زعلتك فى حاجه 


ظل صامت وهو يتذكر اتصاله بخالد بعد الإنتهاء من كل إجرائات دفن حمزه والعزاء حتى يعرف من ذلك الشخص بالتفصيل نظر إليها من جديد وقال 


- أنتِ تعرفى واحد أسمه حسام الاسدى 


ظهر الاندهاش على رحمه من ذلك الأسم وعدم معرفته ثم بعد قليل اتسعت عينيها بادراك وقالت 


- أنت عرفت الأسم ده إزاى ومن مين هو وصلك


ليقف رحيم وهو يقول بغضب 


- يعنى فعلاً تعرفيه 


وقفت سريعاً تحتضنه بقوه وهى تنظر فى جميع الجوانب وهى تقول بهستيريا 


- ها ياخدك منى زى ما اخد أبوك هيحرمنى منك أنت كمان 


قطب رحيم حاجبيه وهو يتابع انفعالاتها وربت على ظهرها وهو يحاول أن يهدئها ولكنها متشبثة به بشده ليقول بالقرب من أذنها بعد أن ضمها بقوه 


- أهدى يا أمى أنا جمبك أهو مش هبعد عنك أبدا ولا عمرى أقدر أهدى 


وأخذها ودلف بها إلى البيت ومنها إلى غرفتها أراحها على السرير و جلس بجانبها يهدئها ويطمئنهاا حتى غفت 


وظل هو يفكر فى رد فعلها 


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


استيقظت صباحاً وهى ترتب خطتها أعدت الإفطار وكان هناك إبتسامه كبيره مرتسمه على وجهها وكان هو ينظر إليها بابتسامه أخرى هو يظن أنها فهمت ما يقصده وسوف تتوقف عن العند وتهدء حياتهم تناولا افطارهم بهدوء ثم غادر إلى عمله لتمسك هى هاتفها وتتصل بالسكرتيره الخاصه به وسألتها عن مواعيده اليوم 


ابتسمت بسعاده ووقفت على قدميها ودلفت إلى الغرفه  وارتدت ملابسها  وخرجت لتجلس فى شرفه منزلها لتحتسى كوب القهوة قبل أن تغادر  المنزل لتنفذ خطتها 


عاد إلى المنزل بعد أن شاهد على هاتفه رساله منها تخبره أنها بالبيت الكبير لمرض أمها وأنها أيضاً حاولت الأتصال به مراراً ولكن هاتفه كان مغلق استشاط غضباً خاصه وأن هاتفه لم يتوقف عن الرنين طوال تلك المده مكالمات عملاء واتصال مفتوح مع مهندس الموقع ذهب مباشرةً إلى البيت الكبير ليكتشف أنها لم تذهب إلى هناك من الأساس وأن كل الأمور بخير عاد إلى البيت غضبه يسبقه وشياطين الأرض تلاحقه  ليجدها لم تعود بعد وبعد أكثر من نصف ساعه كاد فيها أن يجن دلفت إلى المنزل بهدوء لتبتسم حين رأته وقالت 


- حمد الله على السلامه يا بيبى 


وكانت سوف تكمل كلماتها وهى تقترب منه ولكن الغضب المرسوم على ملامحه مع تلك العيون الحمراء جعلتها تصمت وبدل التقدم نحوه بدأت فى الرجوع إلى الخلف حتى اصطدمت بالحائط تستند بظهرها إليه وتحمد الله أنه خلفها وإلا كانت سقطت أرضاً من الخوف لأول مره ترى سليمان على تلك الحاله عصبيى عيونه تنطق بالشر كان صوت أنفاسه العاليه تنبئها أن الأمر لن يمر على خير 


- كام مره قولت أنتِ مش حرة نفسك ... ليكى راجل ترجعيله فى كل صغيره وكبيره ... لأمتى هتفضلى تعاندى فيا .. وتكسرى كلامى 


ظلت تنظر إليه بقوه عكس ذلك الخوف الذى يملئها وقالت بصوت حاولت إظهاره قوى 


- أيه أكسر كلامك ده كل الحكايه بس أنا كان لازم أخرج واتصلت بيك وأنت مردتش عليا .


ليضرب الحائط جانب رأسها بقبضة يده وهو يقول  بصوت عالى جعلها تنتفض فى مكانها


- حووووووور ..... متخرجيش شياطينى ومتكذبيش .


- أنا مش بكذب أنا أتصلت 


ليقطع سيل كلماتها وهو يقول 


- أنتِ متصلتيش و مرات عمى مش عيانه أنا لسه راجع من البيت الكبير وكانت كويسه ... وأنتِ مكنتيش هناك ... كنت فين يا حور .


شعرت أن قلبها سيتوقف الأن .... ماذا تخبره أنها فقط خرجت من المنزل لتجعله يفهم وبالطريقه الصعبه أنها حره ولا قيد عليها .. وأنه لن يتحكم بها ... هل تخبره أنها فقط ذهبت إلى الحديقه العامه جلست هناك لبعض الوقت ثم عادت .


كان ينظر إليها بشر ... وصمتها يزيد من غضبه وشعوره أن والده محق ... هؤلاء النساء ضلع اعوج لايمكن أن تجعله يستوى .... فلابد من كسره اقترب بوجه من وجهها لتلفح أنفاسه بشرتها وهو يقول 


- أنا مش عارف ليه أنتِ عايزه تطلعى أسوء ما فيا مش عارف ليه عايزه تجيبى لنفسك عذاب عمرك ما هتستحمليه .


اعتدل فى وقفته ينظر إليها بتشفى وقال 


- من النهارده يا حور خروج من البيت ممنوع غير معايا أنا ... شغل البيت أنتِ إللى هتعمليه سعاد من اللحظه دى مش هتشتغل هنا .... كلامى تانى مره تكسريه هتشوفى منى إللى عمرك ما شفتيه .


وابتعد عنها سريعاً لتقول هى سريعاً دون تفكير


- حاضر يا سيدى .


لينظر إليها وهو مقطب الجبين وعينيه يتطاير منها الشرر 


لتقترب هى خطوه وأكملت قائله


- هعيش خدامه فى بيتك .... هكنس وامسح واغسل واطبخ .... وآخر الليل هتلاقى جريتك جاهزه ومستعده علشان تسعد مولاها فى السرير .... هغسلك رجليك بمايه وملح ... هبقى نعمات جديده على الموضه زى ما أنت بقيت منصور جديد على الموضه مش ده إللى أنت عايزه .


ليعود إليها بحركه سريعه مخيفه واعادها لتستند إلى الحائط مره أخرى ولكن تلك المره يديها مقيده بيديه بجانب رأسها 


- لا يا حور مش ده إللى كنت عايزه ولا عمرى كنت عايزه فى يوم ولا عمرى شوفتك مجرد  خدامه ولا جاريه ولا كنت عايزك فى يوم تكونى أمى ولا أنا منصور 


ليترك يدها ويبتعد لتسقط على ركبتيها وأكمل قائلاً 


- بس بما أنك أنتِ إللى عايزاه فا ستعدى بقى لذل عمرك ما كنتِ تتخيليه ... وقسماً بربى لو كلمه من إللى قولتيها متنفزتش لتشوفى أيام أسود من شعر راسك مفهوم 


كانت ترتجف حقاً أول مره تخرج الأمور عن سيطرتها عليها الأن أن تهادنه فقالت بصوت ضعيف أثر الخوف 


- مفهوم 


- يا سيدى 


لتنظر له باستفهام ليقول 


- تقولى مفهوم يا سيدى  ...  فاهمه أنتِ إللى حكمتى على نفسك 


لتهز رأسها بنعم ليرفع حاجبه لتقول سريعاً 


- مفهوم يا سيدى .


ليبتعد ويذهب ليجلس على إحدى الكراسى ونادا على سعاد وقال لها 


- من النهارده هترجعى البيت الكبير .... فى نص ساعه تكونى لميتى حاجتك بسرعه ومشيتى .


لتتحرك الفتاه سريعاً تنفذ أمره لينظر هو إلى حور وقال بصوت ثلجى 


- قومى هاتى الميه وتعالى اغسليلى رجلى .


شهقت بصوت عالى وهى تنظر له باندهاش ليبتسم إبتسامه خبيثه وقال 


- مالك مندهشه ليه مش أنتِ قولتى  كده .... يلا قومى اخدمى سيدك وتاج راسك ... قومى عيشى أحساس الذل إللى طلبتيه بنفس

                     الفصل الاربعون من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا



تعليقات



<>