رواية بين ثنايا الالم
الفصل الحادي عشر والثانى عشر
بقلم دنيا رشاد
يقولون ان الايام كفيلة بأن تجعلنا نعرف الحياة جيدا 🖤
تجلس علي احدي الكراسي الموضوعة بالمطبخ ترتشف بعض حبيبات القهوة وهي تعطي تعليماتها للطاهين في أمور الطبخ ...
_ الملح يتقلل شوية ياشاهين انتو عارفين البيه مابيحبش الاكل فيه ملح كتيير .
_ حاضر يامدام .
سمعت صوت يناديها من الخارج بصوت عالي ممزوج بالغضب .
ياتوحيدة هانم انتي فين ؟!.
خرجت توحيدة علي صوته ..
_ في ايه صوتك عالي ليه يايوسف ؟!.
قرب منها بخطوات سريعة وتحدث بغضب :
_ معلي صوتي ليه هو حضرتك متعرفيش عملتي ايه !!؟
نظرت له بلامبالاه واردفت :
_ اه معملتش حاجة وصوتك ميعلاش في البيت ده ؟!.
هز رأسه وتنهده بحرقه واردف :
_ انا مش هقولك حاجة ولاانك تروحي الشقة واحنا مش فيها وتقلبي في حاجتنا ومش عارف كنتي عايزة توصلي لايه بالظبط ... بس الي هاقولهولك ان نديم هايتحبس فلو هو بقا عايز يامن نفسه وبعتك لاي غرض يبقي غلطان وهايندم علي كل ده وكله بالقانون وحياة رحمة اختي والبنت الغلبان الي مرمية في المستشفي لخليه يكره اليوم الي اتولد فيه .
_ انت بتهددني ولا ايه انا مبتهددش يايوسف فوق واعرف انت بتكلم مين !.
_ انتي صح لازم افوق واعمل الي معملتوش زمان .!
دخل ايمن علي صوتهم المرتفع واردف بغضب :
_ قصدك ايه ؟!. وانت بتتكلم علي ايه ؟!.
يوسف ... اسال توحيدة هانم .
ايمن ... احكي انت واخلص ...
يوسف ... ماشي
فلاش باك ...
وصل مراد ويوسف الي شقتهم بعدما ذهبو من المستشفي ..
مراد ... كنت فين لما مشيت ورجعت تاني المستشفي يايوسف.
يوسف ...رحت اجيب تلفونها لان الصور هاتكون الدليل ضد نديم .
مراد. ... وجبته.
يوسف ... اه جبته.
فتح مراد باب الشقة ودخل وجد الشقة مقلوبة وفوزية تحاول أن ترتبها مرة أخري .
يوسف باستغراب... ايه ده يادادة هو في ايه .؟!
مراد ... مين عمل كده .؟؟
فوزية بتردد ... تو ...توحيدة هانم يابني هي الي جت وكانت بتدور علي حاجة معرفش ايه هي وبعدها مشية .
يوسف ... خدت حاجة ؟!.
فوزية ... لاء
مراد ... كان في حد معاها ؟!.
فوزية بتذكر ... اه وانا ببص من البلكونة بعد مانزلت لقيت استاذ نديم مستنيها تحت جمب العربية .
مراد .. نديم الكلب.
باك ...
_ اقدر اعرف بقا كانت بتدور علي ايه ؟!. ونديم الزفت كان هناك ليه هاا ليه ؟!..
ايمن ... ده حصل ياتوحيدة ..
توحيدة بتلعثم ... اه حصل .! فيها حاجة لما اروح شقة ابني .
يوسف بعصبية ... شقة ابنك ازاي رايحة ليه ماانتي مكنتيش قبلانه هنا علشان نديم رايحة هناك علشان ايه لاء وكمان واخدة الزفت معاكي .
ايمن ... كنتي بتعملي ايه هناك ياتوحيدة .!؟
توحيدة بتنهيدة ... مكنتش بدور علي حاجة ؟!.
دخل مراد من باب الفيلا وقطع كلامهم ...
_ لاء دورتي وحضرتك عارفة علشان ايه ؟!. وعلشان يبقي كل حاجة مفهومة والحمل الي شيلينه انا ويوسف بقيلنا اكتر من ٦ سنين يخف من علينا لازم اتكلم لازم ..
مسكه يوسف من يده وهو ينظر في عينيه واردف :
_ مالوش لازمة يامراد مش هايفهمه الحاجات دي تتحس مش بتتقال .
_لاء يايوسف لازم يعرفو كل حاجة لازم يحسو شوية بالذنب ويعرفو انهم كانو سبب في موت امنيه لازم لاااازم .
ايمن بعصبية ... حقيقة ايه وايه دخل أمنية بالموضوع
فلاش باك ...
ريحانة ريحااااااانة
_ مالك يابنتي بتنادي كده ليه ياامنية في ليه ؟!.
_ ريحانة إسمعيني ياريحانة انتي بنت عمي واقرب واحدة ليا
_ في ايه يابنتي مالك وبتعيطي ليه مالك بس احكيلي .!؟
_ شوفي الصور دي ياريحنانة واحد بعتهوملي ؟!.
شهقت ريحانة عندما نظرت إلي الصور واردفت :
_ايه ده ياامنية انتي ازاي تتصوري مع حد بالشكل ده ومين الي معاكي ده يخربيتك انتي مخطوبة ابوكي لو شافهم هايموتك فيهم غير الفضيحة .
_ ولله ياريحانة معرف حاجة عنهم وانا معرفش مين الي بعتهم وانا عمري ماعمل كده انتي عرفاني ياريحانة .
_ طيب هانعمل ايه لو عمي ولا اي حد من العيلة شم خبر هاتكون نهايتك .
طيب ما تقولي لمراد او يوسف .
_ لاء لاء ياريحانة محدش هايصدقني لازم الاقي حل لازم ...
نظرت لها ريحانة بطرف عينيها وقربت منها وتكلمت بصوت منخفض :
_ انتي مخبية ايه عني يابنت عمي .! انا عرفاكي كويس وشكلك عاملة مصيبة غير الصور دي .
مسحت أمنية دموعها بقهرة واردفت :
_ انا مش عايزة اتجوز ياريحانة نديم طلع خاين وكان كل همه ..
صمتت للحظات واكملت :
_ مش هاتجوزه مش هاتجوزه اكيد الصور دي علشان يجبرني اتجوزه طلع نفسه منها وعايز يطعني في شرفي .
استغربت ريحانة من كلامها وضمت حاجبيها لبعضهما بتفكير واردفت بقلق :
_ بت اتكلمي الفئران بدأت تلعب في عبي ايه الي حصل عايزة تقوليلي ان الصور دي حقيقية وان نديم الي من المفروض يكون معاكي في الصور وهو ذورها وجاب واحد غيره علشان يجبرك علي الجواز .
رمت نفسها بين أحضانها وهي تتعالي شهقاتها واردفت :
_ طلع واطي ياريحانة كنت بحبه بس هو كلب حيوان معندوش رحمة كنت بعديله اخطاء كتيير بس .... انا حامل .!!
عندما تستوطن ورود الحب عيني المرأة، تعميها عن أخطاء من تحب.. حتى و إن عصفت رياح أخطاء ذاك الحبيب بها، دافعة بعض من الرؤية بين ثنايا ستار الورود، تجد و إذ همس لها رحيق الحب بأنها المخطئة، مردداً على مسامعها أعذار منمقة بعبيره الأخاذ، فتسامح بلا تفكير..
اخرجتها ريحانها من بين زراعها ونظرت لعيونها بصدمة ودموع تهبط ببطئ من صدمتها :
_ حاا ...حااامل ازاي انتي اتجننتي ازاي
وضعت أمنية يدها علي فمها واردفت :
_ وطي صوتك هاتفضحيني ياريحانة ليه كده وطي صوتك انا الي فيا مكفيني طلع خسيس .
قامت ريحانة من مكانها وبصوت عالي :
_ هو الي خسيس ياامنية هو الي ضيع سمعة وشرف عيلة كاملة تقدري تقوليلي هانعمل ايه ؟!. العيلة هاتضيع وسمعتها هاتكون علي كل لسان ...بسببك هااا انطقي حصل ازاي ؟!.
جلست علي احدي الارائك وهي تبكي بصوت عالي واردفت :
_ مهو جوزي انا لازم أطلق وانزل الجنين واقتل نديم والي يحصل يحصل .!
_ انتي اتجننتي يخربيك انتو كتبتو الكتاب بس مكنش في فرح وتقتليه انتي اتجننتي انتي اكيد عقلك طار اكيد .
_ عيزاني اعمل ايه وهو وانا مراته عمل فيا كده ورضي علي نفسه والبنت الي هاتبقي مراته أنه يركب صورها مع شاب تاني .
_ الحق عليكي انتي الي قلتياه انك سهلة ومش متربية بسبب عمايلك السوده.
_ عندك حق عندك حق .
_ قومي روحي ياامنية لحد ماشوف حل المشكلة الي شرف العيلة هاتروح فيها .
ذهبت أمنية الي منزلها وتركت ريحانة تأكل في نفسها ولكن هي لااحد يشعر بها وبحزنها وبخيبة أملها في الشخص التي كانت تظن أنه سيكون امانها ولكن وجدته العكس لااحد يعرف مقدار الحزن وقلبها الذي يتقطع بداخلها من شدة خذلانة وضياعها لااحد يشعر بالنيران التي تأكل بجسدها.
اتصلت ريحانة بيوسف ومراد وحكت لهما كل ماقلته لها أمنية وعلي مافعله نديم فلا مفر يجب ان يعرف احد ففي يوم ما سيعرف الجميع وستكون حكايتها حديث الساعة ...
باك ...
مراد بدموع وصوت عالي ... عرفتي بنتك الزفت عمل فيها ايه الي بتحبيه عمل فيها ايه عايزة تعرفي بقية الحكاية ولا لاء ياتوحيدة هانم ياام أمنية ياحضرة الحمي المحبوبة عايزة تعرفي بنتك ماتت ازاي ولا اقولك احسن انها انتحرت ومعملتش حادثة ذي ماقولنالك .
يوسف بصوت ممزوج بالحزن ... خلاص يامراد خلاص .
مراد بدموع ... لاء مش لاء احنا الي ولادها مش نديم احنا الي من المفروض نكون من أولوياتها مش هو وحضرتك ياايمن بيه اكنه هو الي ابنك مش احنا وهو كل السبب في كل الي حصل في حياتنا اقولك. بقا ماتت ازاي ...
فلاش باك ....
دخلت أمنية لغرفتها وهي تمسك دموعها حتي لايشعر بها أحد وسرعان ماهبطت دموعها علي وجهها ورمت جسدها علي السرير ...
_ انا الي عملت في نفسي كل ده انا يااارب خدني يااارب قبل ماحد يكتشف المصيبة دي يااارب حلها من عندك يااارب ...
كويس أن بابا وماما مسافرين لازم الاقي حل بسرعة اعمل ايه اعمل ايه لو قلت ليوسف او مراد هايقتلو نديم ويروحو في داهية ...
انا لازم اروحله لازم يلاقي حل معايا انا تايهة بس هو السبب لازم اقوله لازم ...
اخذت نفسها وركبت سيارتها وخرجت من باب الفيلا وهي غير واعية لشيء حتي لم تسمع صوت اخوتها وهم ينادون عليها ..
يوسف .... اطلع وراها يامراد بسرعة ..
ذهب مراد ورائها بسيارته حتي وقفت أمام احدي العمارات وصعدت لها ...
دقت علي احدي الشقق فتح لها الباب وعلي وجعه علامات النوم .
خبطته بيدها في صدره بقوة ودخلت الي الشقة وهي تتحدث بصوت عالي :
_ انت السبب في كل الي انا فيه .
_ بقولك ايه بلاش تعملي فيها خضرة الشريفةمهو كله بمزاجك واصلا كلها كام يوم فرحنا ففكيها بقا.
نظرت له بعيون مليئة بالغضب ومسكت بيدها سكينة كانت موضوعة علي احدي الاطباق واردفت :
_ مفيش فرح ساعتها هايكون معادك مع عزرايل بقا ...
_ ههه شيلي السكينة دي عايزة تقتليني ساعتهاهااموت وانتي وابنك ساعتها بقا شوفي هاتقولي ابن مين .!
وهاتقولي ايه لابوكي وعيلتك ...
جلست بوهن وهي تفكر بكلامه ...
_ يبقي الحل الوحيد موتي انا قربت السكينة من بطنها واردفت :
_ مش مسمحاك بكرة ربنا ينتقم منك وهايكون بسبب واحدة برده .
_ هاتعملي ايه يامجنونة ..
لم يكمل جملته الا وهي قد طعنت نفسها بالسكين لتقع علي الأرض بوهن والدماء تخرج من جسدها ..
وضع يده علي رأسه وهو ينظر لها بعيون متسعة لم تسول له نفسه انها ستفعل ذلك ...
فاق من نظراته لها علي دق الباب بقوة وصوت مراد ويوسف ياتيانه من الخارج ...
_ افتح افتح أمنية ...
لم يتحرك من مكانه الا والباب قد كسر ودخل يوسف ومراد منه ...
باك ...
توحيد بصوت عالي ... كفاية كفاية ...
مراد بصوت أعلي منها ... لاء مش كفاية مش كفااااية
البارت الثاني عشر
مراد ..لاء مش كفاية مش كفاية ..
يوسف بدموع ...خلاص يامراد خلاص .
مراد ...لاء لازم اكمل لازم تعرف كل حاجة .!
فلاش باك ...
ظل مراد ويوسف لفترة قليلة يدقون علي الباب بقوة الي انا كسره يوسف ودخلو الاثنين الي الشقة ليجدوا اختهم علي الأرض تلتقط أنفاسها الأخيرة ..
جري مراد ويوسف باتجاه اختهم مسك مراد راس اخته التي تهبط الدموع من عينيها وتلتقط أنفاسها بصعوبة
_ أمنية حببتي عمل فيكي ايه الواطي ده هاا ..
_ أمنية ردي عليا أمنية .!؟
لم ترد عليهم فقط تحاول التنفس تحاول أن تاخذ أنفاسها وهي تنظر لهم بحب وندم علي اشياء كثيرة فعلتها ولكن لايوجد مفر الان فنهايتها كانت يجب أن تكون هاكذا فعندما ضربت بكل شيء عرض الحائط كانت يجب أن تعرف أن نهايتها ستكون مثل هذه النهاية بسبب أمانها في زمن لايجب فيه الامان .
بعد مايقارب من الدقيقتين خرجت روحها متجهة إلي مكان آخر لااحد يعرف كيف سيكون حالها ولكن الله دائما رؤوف بعباده ورحمته وسعت كل شيء فهي الان في دار الحق تاركة كل شيء ورائها أخوين مكسورين لحالها هذا سيظلون عائشون علي ذكراها ووالدين لاتعرف كيف سيكون موقفهما عندما يعرفون بما فعلت .
كل هذا ويقف ذلك الشخص الذي يدعي نديم ينظر أمامه بصدمة مسحوبة بالرعب مما سيحدث له من هذاين الأخوين ...
ولكن لايعرف انهم في عالم آخر عالم عقولهم وقلوبهم وكل مابهم يصرخ علي اختهم واول فتاة وحب في بحياتهم يبكون علي الفرحة والإبتسامة التي رحلت عنهم ....
يبكون علي تلك الحياة التي فارقت الدنيا قبل نضجها ..
قام مراد من مجلسه وامسك ناديم بعنف وهو لايري أمامه فقط يري قاتل اخته سدد له العديد من اللكمات بوجه حتي أصبح وجهه عبارة عن كتلة متقتلة من الدماء المتخسرة..
_سيبه يامراد سيبه هايموت بايدك !.
نظر له والدموع تعيق من الرؤية واردف:
_ هو الي قتلها هو مش حرام فيه القتل مش حرااام لازم اموته لازم ..
حذفه مراد علي الأرض بقوة ليردف :
_ هاوديك في داهية هاخليك تتعدم هاقتلك هاقتلك يانديم ..
ضحك نديم بصوت عالي وبدأ في مسح بعض الدماء الموجودة علي فمه :
_ههه هاتقتلني وهاتعدمني انا مقتلتهاش .. اختك الي موتت نفسها وفي كاميرات في البيت تثبت ده وكل الكلام الي هي قاليته متسجل هو في بيت اليومين دول مش مليان كاميرات اصل ولاد الحرام مخلوش لولاد الحلال الي ذيي حاجة اهو لو مكنش في كاميرات كان زماني لابستها يامعلم وحبل المشنقة حوالين رقابتي ..
انقض عليه مراد كالاسد الغاضب وبدأ في ضربه مرة أخري وهو يري أمامه فقط صورة اخته الملقاه علي الأرض .
مسكه يوسف بعد معافرة واردف :
_ كله بالقانون هاياخد جزاته بالقانون وحق اختنا هايرجع انا هاطلب البوليس ..
_ هههه بوليس اطلبوه الفضيحة ليكم مش ليا اختكم هي الي كانت ماشية علي حل شعرها اقول ايه بقا معرفتوش تربوها وغير كده ساعتها الطب الشرعي هايثبت انها كانت حامل وشوفو انتو بقا واحدة فرحها كمان كام يوم وحامل الناس والبوليس هايقولو عليها ايه ..
جز يوسف علي أسنانه بعضب وهو ينظر له واردف :
_اه ياواطي مهو الكلب هايفضل طول عمره كلب بس وحياة رحمة اختي لاواريك ايام سوده هاخليك تتمني الموت ولاتشوفه ..
ضحك نديم وارداف ... هههه متقدروش تعملو حاجة لأن شرف اختكم بين ايديا يابهوات ..
جلس مراد علي الأرض وهو يضع راسه بين كفيه يفكر في حل لهذه المشكلة فاوالديه يمكنهما ان يكونو بمعرفة خبر كهذا ...
قام مراد من مجلسه واتجه الي ذلك الشريط الذي يسجل كل شيء وأخذه كمحاولة منه لإخراج ذالك الغضب من جوفه ...
صفق نديم علي يده واردف :
_ كسرت الشريط واخدته طيب هاتعمل ايه للطب الشرعي ...
حمل يوسف اخته هو ومراد وذهبوا من العمارة والدموع في عيونهم قبل قليل كانت أمامهم تتحرك والان يخرجون بها خفية حتي لايروهم احد يخرجون بها وهي جثة هامدة فقط جسد بدون روح ...
باك ...
جلس مراد علي اقرب أريكة في وجهه وهي وتعالي شهقاته وهو يتذكر شقيقه وهو يحمل اخته كأنها كالقمامة في احدي الاكياس البلاستيكيه السوداء ..
_ عرفتي بنتك ماتت ازاي عرفتي ياتوحيدة هانم عرفتي كل حاجة عرفتي أن بنتك معملتش حادثة ذي ماخططنا انا وابنك عرفتي دفناها ليه من غير عزا من غير ماحد يعرف عرفتي ولا لسه عايزة اثبات تاني عرفتي ولا محتاجة اثبات علي كلامي ...
احتضن يوسف مراد بقوة كأنه يطمئنه وبنفس الوقت يستمد منه طاقة التي هربت منه عندما تذكر اخته ودمائها ...
يقف ايمن مزهول من هول ماسمع احقا ابنته فعلت كل هذا ...
_ انا بنتي عملت كل ده ؟!..
نظر له يوسف بعدم استوعاب :
_ كل ده الي همك أن بنتك عملت كل ده .. ده الي همك مش همك انها كانت ضحية محستش للحظة بمعاناتها محستش بلحظة كان احساسها عامل ايه .. انتو السبب في كل حاجة انتو السبب انتو الي كنتو مهملين اهم حاجة عندكم الشغل وازاي تبقو مشهورين اهم حاجة سمعة العيلة اهم حاجة المكانة الاجتماعية انما اهتمام ببنتك لاء تقدر تقولي حبك الي كنت بتقول دائما عنه أنه حبيبتك وبنتك وامك ده كان فين كان كله متمثل في اللبس والفلوس والغربية انما تسال عنها أحوالها بتروح فين وبتيجي منين لاء تقعد معاها كانك صديق لاء ...
ثم وجه كلامه لوالدته التي تجلس بضعف :
_ هه وحضرتك طبعا مش محتاج اقول إن كان كل همك العزائم والندوات وغيره كل همك المنافسة وانك ازاي تبقي توحيدة هانم مرات ايمن بيه المحامي المشهور انما بنتك لاء كل سؤالك عنها هو كلتي خرجتي اتفسحتي انما مالك لاء انما متغيرة ليه لاء نتكلم شوي لاء نبقي أصحاب لاء حرام عليكم حرام ودلوقتي بتقولولي بنتي عملت كل ده هههه ضحكتوني ...
قام مراد من مكانه واتجه لشقيقه ومسك بيده واردف :
_ حق اختي هايرجع وانتو خليكو ذي ماانتو مخلين نديم في حضنكم . فضلنا لحد دلوقتي كاتمين جوانا ومستحملين كل الي حصل منكم في حقنا بس في الاول والاخر هاتفضلو ابوي وامي بس بالاسم انما الي ابويا وامي الي بجد هو يوسف الي كان دائما واقف جمبي لاما كنت دلوقتي قتلت نديم ودخلت السجن .
شدد يوسف من مسكة يد أخيه كأنه يطمئنه بعملته هذه ويقول له أنه سيظل بجانبه ..
اخذت بعضهما وخرجو من باب المنزل تاركينهم مصدومين مما سمعو من أبناءهم ...
امام السيارة وقف مراد ويوسف أمام بعضهما للحظات ولكن سرعان ما اخذ يوسف مراد باحضانه كأنه ابنه الصغير وليس أخيه ...
_________
صباح اليوم التالي
في المستشفي ...
ساعدت ولاء وآمال دنيا في ارتداء ملابسها حتي تخرج من المستشفي لتفدن والدتها ...
_ مين دفع فلوس المستشفي يابنات ؟!.
ولاء ... تصدقي نسيت حكاية الحسابات دي خالص وازاي مطلبوش فلوس امال انتي دفعتي فلوس ولا الحسابات جت ..
امال بنفي ...لاء
دنيا برجاء ... طيب لو سمحتي ياولاء روحي الحسابات شوفي مين دفع الفلوس ...
ولاء ... حاضر ارتاحي انتي .!!
ذهبت ولاء للحسابات وتركتهم لتري من دفع لها فلوس المستشفي ..
بعد مدة قليلة رجعت ولاء بعدما عرفت
_ هاا ياولاء مين دفع .!؟
_ يوسف بيه .!
_ ايه ده ودفع ليه ؟!. طيب عرفتي المبلغ كام .!
_ اه عرفت ؟!.
_ طيب يالي بينا ونسحب فلوس وادهومله كتر خيره .
_ يالو ...
اخذت امال وولاء دنيا واتجهوا الي السيارة التي ستاخذ جثة امها بها ...
________
في قسم البوليس ...
يقف خالد أمام مكتب مروان
مروان ... انا هاسيبك تمشي علشان تحضر عزا امك الله يرحمها وخف شوية علي اختك امضي هنا والله اعرف انك اتعرضتلها دا محضر عدم تعرض وخاليك راجل لاختك ...
تنهد خالد ومضي علي المحضر ولم ينطق بحرف واحد
_ اتفضل انا كمان رايح المقابر تعالي معايا ..
ذهب مروان وخالد مع بعضهما للمقابر التي ستدفن بها والدته ..
تقف دنيا بجانب صديقاتها وولدة ولاء التي تأخذها بحضنها حتي تطمئنها ولو قليلا ففراق الام شيء باصعب مايكون بدفنها لاتدفن جسد فقط لا فانت تدفن بجانب الجسد حب وطيبة وحنية وجمال كل شيء حلو بيدفن معها ...
كانت دموعها تهبط ببطئ علي خديها وهي تري والدتها تحمل الي داخل بيتها الجديد لم تحضر دفنت والدها ولكنها الآن تحضر دفنت والدتها واخر مقدار في الحنية التي كانت تملي حياتها .
ظلت تتابع كل شيء أمامها بدموع وشهقات مكتومة بداخلها تريد أن تخرج وتتحدث وتصيح لتعبر عن حزنها علي والدتها ووالدها ...
مرت ذكرياتها مع والدتها وابيها أمام عينيها كالشريط يحمل بداخله الفرح والسعادة والحزن والبكاء التعب والخذلان ولكن كان كل شيء يهون مادام والديها بجانبها ولكن الان تركوها وحيدة في حياة تحول البشر بها الي ذئاب مفترس تنهش ببعضها .
دفنت والدتها أمام عينها وأمام عين أخيها الذي قسي عليهم وعلي ابيها من قبل ..
نظرت له بعيون معاتبة باكية تريد ان تقول له انت اخر شخص لي في الحياة ولكن للاسف الان انت ايضا ميت في نظري قبل موت ابيك ووالدتك والان اصبحت بدون اب وبدون ام وايضا بدون اخ ..
بعد اسبوع من هذا المشهد ...
تجلس دنيا بغرفة والديها تحتضن صورتهما بحب وشوق ..
_ وحشتوني اوي يا حبايبي كده يرضيكو تسبوني لوحدي وتمشو انا زعلانة اوي منكم بقا كده مش كنت دائما بتقولولي انكم مش هاتسبوني اهو سبتوني وبقيت وحيدة بقيت من غير سند االامان الي كنت بحسه في حضنك يابابا راح ومبقاش موجود والحنية الي كنتي بتدهاني ياماما مبقتش موجودة مبقاش موجود غير ريحتكم الي مالية البيت ومخلياني مستحملة العيشة الي عيشاها .. ماما مقدرتش تبعد عنك وراحتلك علي طول يابابا طيب انا كمان مش قادرة ابعد عنكم هاجيلكم امتي هاا هاجيلكم امتي محدش حاسس بيا خالص شوفتو ابنكم بعد مدفنت ماما سافر تاني ومشي ومكلفش خاطرو يسأل عليا اكني مش اختو بس انا اصلا هو مات بالنسبالي من يوم ماسرق فلوس شغلك يابابا .
بس اطمنو انا هابقي كويسة أن شاء الله بس انتو حسسوني انكم جمبي دائما علشان محسش بالوحدة الحياة وحشة اوي من غيركم والهواء بقا خنيق اوي لأن نفسكم مش فيه... انتو اكيد في الجنة ولو طلبتو اي حاجة هاتتنفذلكم اطلبو اني اجيلكم علشان انا تعبانة والله تعبانة اوي من غيركم خاليني اجيلكم وابقي معاكم انا كنت دائما خائفة وانتو جمبي لتبعدو عني طيب دلوقتي وانتو بعيد عني اعمل ايه هاا اعمل ايه حد يرد عليا هااا ليه سبتوني لييييه ليييييه انا وحشة للدرجة دي علشان تسبوني وتمشو وحشة علشان صحبتي تخوني واخويا يكسرني والحياة تدوس عليا لحد مبقيت مش نافعة لحاجة خالص انا حقيقي تعبت من كل حاجة حتي تعبت من اني بكلم صوركم وانتو مبتردوش عليا تعبت من اني انادي عليكم وملقيش رد تعبت اني ابقي محتاجة حضنك يابابا وملئكشي قدامي تطبطب عليا وتملس علي شعري
انا مش قادرة اصدق لسه ان انت سايبني
وان خلاص مش ممكن اشوفك و تكلمني
طب مين بعدك يدي حنانك ويطمني؟
مين هيطبطب مين هشكيله وهرمي عليه؟
راح السند اللي مقويني وبتحامى فيه
مكسور ضهري واحساس عمري ماحسيت بيه
انا مشبعتش منك لسه ناقصني أمان
آه لو ينفع ترجع اشوفك حبة كمان
انت سامعني؟
رد عليا انا قلبي وجعني..
الايام من بعدك صعبة
ربنا بعدك على تعبي يعيني
انا مشبعتش منك لسه ناقصني أمان
اه لو ينفع ترجع اشوفك حبة كمان
انت سامعني
رد عليا انا قلبي وجعني
الايام من بعدك صعبة
ربنا بعدك على تعبي يعييني
