رواية مجنون بحبي بقلم /امل اسماعيل
الفصل العاشر والحادى عشر
وقفت أمامه تلتقت أنفاسها بصعوبه، تمد يدها وتقول
_ ممكن حجابى
أعطاها حجابها وهوا مُغيب عن الواقع، شارد فى ملامح وجهها وقلبة ينبض بقوة، ان كان يظن أن ما كان يشعر به حباً، هوا الأن قد تخطى الحب والعشق بمراحل وصل بحبه لها إلى مرحله لم يصل لها أنسان من قبل
أخذت حجابها وقامت برتدائه
فى هذه الحظه وصل أدم، ذهب إليها والقلق والخوف ظاهران على وجهه وقال
_ خوفتينى عليكى يا حياة، مش قولتلك متروحيش فى حته
حياة : الحجاب طار منى وجريت وراه علشان امسكه
ثم أشارة بيدها نحو إياد وقالت : بس الأستاذ مسكه
أدم بأبتسامة وهوا يمد يده لمصافحته
_ إياد بيه مخدتش بالى كنت قلقان على حياة، شكراً على المساعدة
ظن إياد أن حياة شقيقتة، مما اسعدة كثيراً وظن ان حلمة سيتحقق قريباً
بادله إياد المصافحة وقال بسعادة
_ أختك ظريفة أوى بس باين عليها أنها شقيه ومعذباك
ضحك أدم وضم حياة بيدة وقال
_ عندك حق من نحية شقية ومعذبانى، بس دى مراتى مش أختى
كانت كلماتة مثل صاعقة ضربت قلب إياد، ظل فى حالة صدمه لبعض الوقت يفكر، هل ماسمعة صحيح؟؟ هل هى زوجته؟ مستحيل لا يمكن أن تكون ملك لغيره لن يسمح بذلك، لم يحلم بها كل تلك السنوات لتكون ملك لأخر، هى الأن كنزة، حلمه، هدفة، سر سعادته ولن يسمح لأحد بنتزاعها منه مهما حدث
نظرت حياة لأدم وقالت : يلا نروح علشان أحمد، زمانه بيعيط
أدم بأبتسامة وهوا ينظر إليها : يلا نروح
ثم نظر إلى إياد وقال : عن أذنك يا إياد بيه، هنمشى علشان سيبين أبننا مع والدة حياة
برزت عروق يده من شدة الغضب، وأصبح وجهه أحمر، أراد ضرب أدم وأنتزاع حياة منه، وأخبارة أنها ملك له وحدة
كاد أن يرفع يدة لضرب أدم ولكن أمسك شوقى ، الذى كان يقف خلفه يستمع لحديثهم، يده قبل أن ينتبه أدم ومنعه من التهور، ثم نظر إلى أدم وحياة وقال
_ أتفضلوا علشان متتأخروش على أبنكم
بعد ذهابهم أمسك إياد شوقى من ملابسه، وهوا يرمقه بغضب ويقول بحقد
_ إيه اللى انتا عملته ده، ازاى تسمحله ياخدها ويمشى، انتا مش عارف دى مين
شوقى بأبتسامة خبيثه : عارف يا باشا علشان كده منعتك قبل ما تتهور، وتضيع كل حاجه
تركه إياد وهداء قليلاً وقال
_ قصدك ايه انتا عندك خطه
شوقى بخبث : لسه معنديش، بس مبدائياً كده هى شكلها بتحبه وكمان مخلفه منه، يعنى مهمتنا هتبقى صعبه
إياد بغضب : متقولش بتحبه، حياة بتاعتى أنا ومش هتحب غيرى أنا، وبكره هتبقى ليا أما أدم ده هيطلقها، أو يقول على نفسه يا رحمان يا رحيم
شوقى بثقه وجديه : أوعدك أنها هتكون ليك يا باشا، بس انتا اسمع كلامى ومتتهورش
إياد بخبث : ماشى موافق، شوف أنتا ناوى على إيه وأنا معاك
**************************
فى مكان أخر
وصل أدم وحياة إلى شقتهم، بمجرد دلوفهم ذهبت حياة إلى طفلها حملته وقبلته، ثم نظرت إلى والدتها وقالت
_ الأستاذ أحمد تعبك النهارده ياماما
شادية بأبتسامة : لأ كان ساكت أكل ونام ولسه صاحى من شويه
تصنعت حياة الحزن وقالت
_ إيه لسه صاحى يعنى سهرتنا هتبقى صباحى
أدم بأبتسامة : وأنا لزمتى أيه، نامى شويه وانا هشيله وبعدين انتى تصحى وتشليه
شعرت شادية بسعادة كبيرة، فقد اطمئنت على أبنتها وعلمت أنها فى أيد أمينه
شادية بسعادة : متقلقش انتا يا أدم، نام وأنا هشيل أحمد
أدم بأبتسامة : تسلمى يا ست الكل، بس أنتى كفايه عليكى كده متقلقيش أحنا متعودين نسهر بيه مع بعض، بنعمل دوريات
قال كلمتة الأخيرة وهوا يضحك بصوت عالي
لم تصر شادية خاصة أنها رأت حب التعاون بينهم
شادية بأبتسامة : طب تصبحوا على خير يا ولاد
حياة وأدم : وأنتى من أهل الخير
******************************
فى أليوم التالى
استيقظت شادية مبكراً وأعدت الطعام.
استيقظ أدم وحياة على رائحة الطعام الشهى، نهضا وأغتسلا وأبدلا ثيابهم ثم خرجا، القيا تحية الصباح على شادية ثم جلسا لتناول الطعام
حياة : انتى تعبتى نفسك ليه بس يا ماما، انا كنت هقوم أعمل فطار
أدم : يعنى أنتى جاية علشان نتعبك، مش كفايه انبارح فضلتى قاعدة بي أحمد لحد ما جينا
شادية بأبتسامة : تعب أيه بس وبعدين أحمد حبيب قلبي أكتر حاجة بتفرحنى أنى اقعد معاه
أدم بأبتسامة : يبقى خلاص تقعدى معانا يومين
شادية : ياريت ينفع بس أنا معملتش حسابى اقعد كتير، لازم اروح النهاردة هخلص فطار وامشى علشان متأخرش
حياة بحزن : معلش يا ماما تعبتك معايا، بس أم محمد اللى بتاجى تقعد بيه أبنها تعبان ومعرفتش تاجى
شادية : تعب إيه بس يا حبيبتي، عن أذنكم أمشى أنا علشان متأخرش
أدم : تعالى أوصلك للمحطة
شادية : أنتا كدة هتتأخر
أدم بأبتسامة : ولا يهمك يا ست الكل
ذهب أدم وشادية وبقيت حياة وأحمد فى المنزل
*******************************
فى الشركة
كان إياد يجلس فى مكتبه يستمع لخطت شوقى
شوقى بخبث : هوا لما ياجى انتا تقوله يطلقها وفى المقابل، هتديله الشركة دى وتكتبها بأسمه بيع وشرا
إياد : طب لو موافقش
شوقى : مستحيل يرفض
أكمل بأبتسامة خبيثه : ولو فرضنا أنه موافقش، أنتا تطرده من الشركة وأنا أنفذ الخطه البديله
إياد بأبتسامة خبيثه : طب روح انتا ولما ياجى قوله أنى عايزة
شوقى بأبتسامة : أوامر ياباشا
**************************
قام أدم بأيصال شادية إلى المحطة، بعد أن تأكد من ذهابها ذهب إلى الشركة
دخل إلى الشركة وجد شوقى، بأنتظارة أخبرة بأن إياد يريده
ذهب ادم إلى إياد وجلسا يتحدثان
إياد بأبتسامة : إيه رائيك أكتبلك الشركة بأسمك بيع وشرا
أدم بتعجب وعدم تصديق : نعم تكتبها بأسمى بيع وشرا ليه
حاول إياد التلاعب به وجعلة يشعر أن حلمة قريب، وسيحققة قريباً
إياد بخبث : أنا عارف أنك بتحلم يكون ليك شركتك الخاصة، علشان كده أنا هكتبها بأسمك وأحققلك حلمك
لم يكن أدم بالشخص الساذج، ليصدق أنه سيعطيها له بدون مقابل، بل هوا متأكد أنه سيأخذ شئ أثمن منها فى المقابل، فهذا هوا المعروف عنه
أدم : طب متجيب من الأخر يا باشا وتقول هتاخد إيه فى المقابل
ضحك إياد بصوت عالى وقال
_ أكتر حاجه بتعجبنى فيك ذكائك وأنك بتفهمها وهى طايرة، بص يا أدم أنا أمتلك حلم حياتك ال هوا الشركة، وانتا تمتلك حلم حياتى ال فضلت أحلم بيه بقالى أكتر من خمس سنين
أدم بجدية : وأيه حلمك أل أمتلكه ده
إياد : حياة حلمى ال تمتلكه
صدم أدم ولم يصدق أو يستوعب ما سمعه، هل قال حياة حقاً؟ كيف يتجراء ويقول هذا!! الأ يعلم أنها زوجتة وحبيبته بل هى العالم بالنسبه له
غضب قاتم أجتاح قلب أدم، رمق إياد بغضب وحقد وقال بصوت أشبه بفحيح الأفاعى
_ بتقول إيه
لاحظ إياد غضب أدم، لكنه أكمل ببرود قاتل
_ بقولك هديك الشركه وفى المقابل، تطلق حياة علشان أتجوزها
عند هذه النقطة لم يستطع أدم أن يتمالك أكثر، نهض ولكم إياد لكمة قويه اسقطته أرضاً
نهض إياد حاول رد الكمة لأدم
أمسك أدم يدة، ثم ركله بقوة فى معدت
أمسك إياد معدته بألم، وهوا يصرخ وينادى على شوقى
لم يتوقف أدم عن ضربه، وأمسك رائسه وضربها فى الحائط
جاء شوقى ومعه الحراس، أبعدوا أدم عن إياد وأمسكوة بأحكام
أقترب منه إياد والشرار يتطاير من عينه ثم لكمة بقوة، وقال بصوت أشبه بفحيح الأفاعى
_ أنا أديتك فرصة مكنتش تحلم بيها، بس أنتا ضيعتها بغبائك
ثم أكمل بثقه وتحدى : سواء وفقت أو رفضت حياة هتبقى ملكى
اشتعل قلب أدم بالغضب، حاول الأفلات ليضربه حتى يشفى غليله منه، لكنه لم يستطع فقام بالبصق فى وجهه
اشتعلت النيران فى جسد إياد، وأعمى الغضب بصيرته، أنهال بالكمات على أدم
تدخل شوقى وأوقفه
نظر إياد إلى أدم بستحقار وقال بغضب
_ مش عايز أشوف وشك هنا تانى
ثم نظر إلى الحراس وقال : أرموه برا
أخذ الحراس أدم وذهبوا
نظر شوقى إلى إياد وقال بخبث : أنفذ الخطه البديلة
إياد بأبتسامة شر : نفذ مستنى إيه
*******************
فى مكان أخر
كان أدم يقود سيارته بغضب شديد يفكر، كيف يتجراء على أن يقول هذا، من يظن نفسه ليطلب منه أن يترك قلبة، روحة، عقله، حياته كلها له، كان يظن أنه سيركض خلف المال وحلمة ويتركها، لكنه لا يعلم أنها أكبر أحلامه، هدف حياته، سر سعادته، أنها جنته فى هذة الدنيا
كان أدم شارد والغضب يعمى بصيرته، لم ينتبه على تلك السيارة القادمة نحوه بسرعة جنونيه، اسطدمت به، مما أدى إلى أنقلاب سيارته
أجتمع الناس حوله كى يخرجوه من السيارة، ويأخذوه إلى المستشفى
بعد أن صدمته السيارة هربت بسرعة قبل أن يلحق بها أحد، بعد أن وصل سائق السيارة إلى مكان أمن، أخرج هاتفة أتصل بشخص وقال بأبتسامة خبيثه
_ عملت اللي حضرتك قولت عليه
الطرف الأخر : وأنا عند وعدى ليك، روح البنك هتلاقينى حولتلك المبلغ ال اتفقنا عليه بأسمك
*********************************
فى مكان أخر
كانت جالسة تشعر بوغزة فى قلبها وقلق شديد لا تعلم سببه
رن هاتفها أجابت بقلق وخوف، كأن قلبها كان يعلم ماحدث
الطرف الأخر : حضرتك تعرفى حد بأسم أدم حسين
ازداد دقات قلبها وشعور الخوف بداخلها، قالت بخوف شديد
_ أيوه أعرفه ده جوزى
الطرف الأخر : حضرتك هوا عمل حادثة ونقلناه مستشفى ******، اتصلنا بيكى لأنك أخر رقم كلمه
كان كلامة مثل صاعقة أصابت قلبها وحولته لرماد، ارتعش جسدها بخوف، سقط الهاتف من يدها، أنهالت الدموع من عينيها، وظلت تردد بصدمه وهى مغيبه الوعى
_ مستحيل أدم
أستجمعت شجاعتها وأخذت طفلها، ثم ذهبت إلى المستشفى التى أخبرها به الرجل
بعد ان وصلت، ظلت تبحث عنه مثل المجنونه والخوف والفزع قد سحقا قلبها ورحها، دموعها تنهمر على خدها مثل الشلال وتقول
_ أدم فين، جوزى فين لو سمحتوا
أشفق الجميع على حال تلك المسكينه، اجتمعوا حولها ليروا ما بها، علموا أنها تبحث عن الشخص الذى اوصيب فى الحادث
اقترب منها أحد الأطباء وقال
_ متخافيش أنا الدكتور أل متابع حالته، هوا كويس حالته مش خطيرة، شوية كدمات وكسر فى الرجل اليمين
شعرت ببعض الراحة من كلام الطبيب، كأن روحها عادت مره أخرى، نظرت إليه وقالت من بين شهقاتها
_ ارجوك خدنى ليه
الطبيب : حاضر أتفضلى معايا
أوصلها الطبيب إلى غرفة أدم ثم ذهب وتركها
دلفت إلى الغرفه وقلبها يدق بخوف شديد لم تشعر به من قبل، عندما رائت أدم ركضت إليه وهى تحمل طفلها، ضمته وانفجرت فى البكاء قالت من بين شهقاتها
_ أدم أنتا كويس أنا كنت هموت لما عرفت أنك عملت حادثة، خوفت أنى مشوفكش تانى
حاول تهدئتها وقال بأبتسامة تخفى خلفها، بركان نشط يريد الأنفجار
_ متخافيش انا كويس
لم تستطع أن تتوقف عن البكاء وقالت
_ أنتا عملت الحادثة ازاى
لم يرد أن يقلها ويخيفها وقال : كنت بفكر فى حاجه ومخدتش بالي من العربيه
حياة بحزن وبكاء : حرام عليك يا أدم خلى بالك من نفسك، أنتا مش عارف انا ممكن يحصلى ايه لو جرالك حاجه، انا ممكن اروح فيها
أدم بأبتسامة : بعد الشر عليكي يا قلبي، يلا خدى أحمد وروحى
حياة : يلا قوم نروح
أدم : أنا هنام هنا النهاردة
حياة بخوف وفزع : ليه أكيد فى حاجه أنتا مش عايز تقولها
حاول أدم أن يطمئنها وقال : متخافيش والله مفيش حاجة، هما بس هيحطونى تحت الملاحظة النهاردة
حياة بأصرار : خلاص هنام معاك
أدم بنفاذ صبر : حياة متنشفيش دماغك، مينفعش تنامى لو مش عشانك يبقى علشان أحمد
نظرت حياة لطفلها وقالت : خلاص هرن عليك كل شويه اكلمك، لو مردتش مره واحدة هجيلك ولو كنا فى نص الليل، والصبح بدرى هتلاقينى هنا
أدم : ماشى موافق روحى يلا
ذهبت حياة، وظل أدم شارد يفكر فيما حدث، هوا متأكد أن إياد من دبر الحادث، انه حقاً شخص خطير، يبدوا أنه مستعد لفعل أي شئ للحصول على حياة، يجب علين الحظر والتفكير فى خطه جيده للتغلب عليه
****************************
فى مكان أخر
أبتعدت حياة عن المستشفى، وقفت تأشر بيدها لسيارات الأجرة، توقفت سيارة سوداء ضخمه أمامها، فُتح باب السيارة، كان بداخلها رجال ملثمين
نظرت إليهم حياة بخوف وفزع وقالت : انتوا مين، ثم حاولت الهرب
كانت إيدى الرجال أسرع منها وأمسكوها، ثم خدروها بسرعة قبل أن تصرخ وأخذوها هى وطفلها وذهبوا
رواية مجنون بحبي بقلم /امل اسماعيل
الفصل الحادي عشر
كانت أيدى الرجال أسرع منها وأمسكوها، ثم خدروها بسرعة قبل أن تصرخ وأخذوها هى وطفلها وذهبوا
توقفت السيارة أمام أحد المنازل المنعزله، نزلوا وأدخلوا حياة وطفلها
كان ينتظر وصولها بفارغ الصبر، عندما رائ الرجال يدلفون بها، ذهب إليهم وقال بقلق
_ هى كويسه
أحد الرجال : متقلقش يا باشا، أحنا خدرناها علشان نعرف نجيبها
شعر براحه كبيرة ثم حملها، مشاعر فياضه أجتاحت قلبه، وجعلته يكاد يطير من فرط السعادة
نظر إلى شوقى وقال : خد الطفل وروح انتا
شوقى : حاضر، ثم أخذ الطفل وذهب
أخذ إياد حياة وصعد بها إلى غرفة أوعدت للنوم، دلف إلى الغرفة وضعها على الفراش، ثم أحضر مقعد ووضعه بجانب الفراش، ظل ينظر إليها بهيام وقلبه يكاد ينفجر من فرط السعادة، ينظر إليها بأشتياق لقد أنتظر ذلك اليوم منذ زمن، منذ أن رائها فى أحلامه، لكن الأن الوضع أختلف مشاعرة تجاهها قد زادت كثيراً، كل ما يريده الأن هوا النظر إليها، بقائها معه هذا أكثر ما يريده الأن، عندما ينظر إلى وجهها يتحول إلى شخص أخر، شخص مُفعم بالحياه، مليئ بالسعادة، يرا كل شئ جميل، عكس شخصيته البارده الغير مباليه، المليئه بالحزن، الخاليه من البهجه والسعادة
تفتح حياة عينيها ببطئ وتنظر حلولها، تجد إياد جالس أمامها ينظر إليها، تنهض من الفراش بسرعة وتقول بخوف
_ انتا مين، تبداء فى تذكره وتقول : انتا إياد صاحب شركة البناء
إياد بسعادة كبيرة : أيوه أنا
تنظر حياة حولها وتقول : أنا فين
تتذكر ماحدث معها، تلك السيارة التى توقفت أمامها والرجال الملثمين تقول بخوف وفزع
_ العربية والرجاله، مسكونى وانا ماشيه وأبنى كان معايا
تنهض وتبحث فى الغرفة عن طفلها، بخوف وفزع وتقول
_ أبنى أبنى راح فين وديتوه فين
نهض إياد وأمسك يدها وقال
_ أهدى أبنك كويس متخافيش عليه، ممكن تقعدى علشان أعرف اتكلم معاكى
حياة بخوف وعدم فهم : تتكلم معايا فى ايه، هات أبنى حالاً
إياد بنفاذ صبر : نتكلم الأول، بعدين أجبلك أبنك
شعرت حياة بخوف شديد، ووغزة فى قلبها، نظرت إلى إياد وقالت بخوف وفزع
_ أنتا عايز إيه
إياد بأبتسامة : عايزك أنتى
نزعت حياة يدها من يده، وضعتها على قلبها الذى يرتجف من شدة الخوف، ثم ابتعدت عنه قليلاً وقالت بخوف وجسدها يرتجف
_ إيه هوا إيه ال عايزك
إياد بسعادة : عايز أتجوزك
أختفى كل الخوف الذى تشعر به، حل مكانه غضب شديد قالت بأشمئزاز
_ تتجوز مين انتا اتجننت، بعدين أنا متجوزه
تحولت ملامح وجهه من السعادة إلى الغضب وقال
_ أنتى هتطلبى منه الطلاق
صدمت حياة كثيراً من جوابه وقالت بغضب
_ إيه أطلب الطلاق، ومين قالك أنى عايزة اتطلق، أنا بحب جوزى وعايزاه
اشتعل فى قلبه نيران الغضب والغيره، ركل المقعد الذى كان يجالس عليه فتهشم، نظر إليها بغضب وقال بنبره تشبه فحيح الأفاعى
_ لو سمعتك بتقولى بتحبيه تانى هقتله
ثم أكمل بجهير : فاهمه
أرتعدت وقالت بخوف وفزع : هات أبنى عايزة أمشى من هنا
حاول إياد السيطرة على غضبه وقال
_ أنا بحبك أوى، بحبك من زمان، أنا مستعد أكتبلك كل أملاكى وثروتى بأسمك، بس أنتى خليكى جنبى
حياة بخوف وفزع : انا مش عايزة منك حاجه، انا عايزة أخد أبنى وأرجع لجوزى
أمسك إياد زراعيها بقوة مما سبب لها الألم، وقال بغضب وحقد
_ متقوليش جوزك، اسمعينى كويس أنتى هتروحى تطلبى منه الطلاق وتخليه يطلقك، وبعد تلت شهور نتجوز، وألا هقتله هوا وأبنك، أنتى فاهمه
انفجرت فى البكاء وارتجف جسدها بقوة وقالت بترجى وخوف
_ أرجوك هات أبنى خلينى أمشى
تحولت تعابير وجهه إلى تعابير جامده وقال وهوا يرمقها بغضب
_ أبنك مش هتشوفه إلا لما تاجى ومعاك ورقة طلاقك، وألا قولى عليه يارحمان يا رحيم، ولو فكرتى تبلغى الشرطة هقتله، ومش هبقى المدان لأن الرجاله اللى جابوكى هيعترفوا أنهم ال خطفوكم ومحدش حرضهم، وهيقولوا على مكان أبنك قصدى جثته، هيقولوا برضوا أنهم اللى قتلوه، مش كده وبس هقتل كمان أدم
حياة بخوف وأنهيار : حرام عليك أنا عملت فيك إيه علشان تعمل معايا كده
إياد بغضب : وأنتى مش حرام عليكى، لما تعذبينى وعايزه تبعدى عنى وتحرمينى منك
حياة ببكاء شديد : أنتا مجنون
إياد بنظرة عشق : أيوه انا مجنون بيكى
حياة ببكاء وغضب : انا مستحيل أحبك او اتجوزك انتا فاهم
إياد بغضب : مش بمزاجك وعلى العموم أنا هخلى الرجاله يوصلوك مكان ما جابوك، وفكرى براحتك وقولى لى أدم كمان مسموح تقولى لى أهلك وأهله لكن غير كده، هتقولى على أبنك يا رحمان يارحيم، طبعاً أنا مراقيبكوا
لم تستطع أن تجيبه مش صدمتها، تفكر هل هى فى حلم لا بل كابوس، يستحيل أن يكون حقيقى، هل يوجد بشر هكذا حقاً!!
أيقظها من شرودها يد إياد، التى تمسك يديها
نظر إليها إياد وقال : يلا علشان متتأخريش
أخذها إلى الرجال وقال لهم بتحزير
_ وصلوها للمكان اللي جبتوها منه، بس غموا عنيها كويس
ثم نظر إلى حياة وقال : خليك فاكره الكلام اللي قولته كويس
أخذها الرجال وأوصلوها
نزلت من السيارة وجسدها يرتجف من شدة الخوف، قلبها يتمزق خوفاً وقلقاً على صغيرها، لا تعلم ما الذى يجب عليها فعله هى لا تستطيع ترك أدم، أنها تعشقه هوا روحها وحياتها لا تستطيع العيش بدونه، لكن أن لم تتركه سيقتل ذلك المجنون طفلها البرئ الذى لم يكمل الشهرين بعد، كيف يمكنه أن يكون بتلك القسوة، لقد دمر حياتها ويقول أنه يعشقها، ما الذى سيفعله أذاً مع من يكرههم
*********************** *********
فى مكان أخر
كان مُمدد على الفراش يفكر فى حل لتلك الكارثه، ماذا يجب عليه فعله هل يُخبر الشرطة، لكن الشرطه لن تجدى نفع معه فهوا شخص غنى صاحب نفوذ، لكنه لن يردخ له مهما حدث حتى إذا اضطر لقتله
قطع تفكيره صوت بكائها الشديد وهى تدلف إلى الغرفه، نظر إليها بخوف وقلق وقال
_ فيه إيه مالك بتعيطى ليه
ركضت إليه وأرتمت فى أحضانه وقالت من بين شهقاتها
_ أحمد يا أدم، بيقولى هيقتله
صدمه وخوف شديد اجتاح قلبه، حاول التماسك قليلاً ليعرف ما حدث وقال
_ أهدى يا حياة علشان أفهم إيه ال حصل
حاولت التماسك قليلاً وقصت عليه ماحدث
اشتعلت نيران الغضب والحقد فى قلب أدم، وقال بجهير
_ هقتله والله هقتله مش هسيبه
ضمته حياة بقوة وقالت ببكاء شديد
_ بلاش تتهور يا أدم، أبننا بين أيديه ممكن يقتله ده مجنون
شعر بعجز كبير وكسرة، لأ يعلم ما الذى يجب عليه فعله، لقد استطاع تقييده ففى النهايه هذا طفله الذى بين يديه
قال بنبرة تملئها العجز والحزن
_ يعنى عايزانى اطلقك زى ما بيقول
تركته حياة ونظرت إليه بفزع، ودموعها تنزل على وجهها مثل الشلال، تهز رائسها بقوة وجسدها يرتعد بخوف وقالت
_ لأ مستحيل متعملش كده أنا مقدرش أعيش من غيرك
أمسكت يديه وقالت بترجى
_ متسبنيش يا أدم، متسمحلوش يفرقنا عن بعض
قاطع حديثهم رنين هاتف أدم، نظر ليرا هاوية المتصل، تحولت نظراته إلى نظرات غضب وحقد عندما رائا هاوية المتصل، أجاب وقال بغضب
_ انتا ازاى تتجراء وتعمل كده، لو انتا راجل رجع أبنى وواجهنى راجل لراجل
ضحك إياد وقال بسخريه : وانتا فاكر نفسك راجل، على كل حال انا متصل علشان اسمعك حاجه
أختفى صوت إياد وظهر صوت بكاء طفل صغير
أدم بخوف وقلق : أبنى انا بحزرك يا إياد لو قربت منه هتقتلك
إياد ببرود شديد : افتح الأسبيكر
أدم بتوتر : لأ مش هفتحه
إياد بغضب : تفتكر انتا فى وضع يسمح ليك بالنقاش، أفتحه احسنلك
فتح أدم سماعة الهاتف
إياد بجديه : اسمعوا أنتوا التنين قدامكم يومين تبلغونى بقراركم، يا أما تطلقوا يا أما تقولوا على أبنكم يا رحمان يا رحيم
أغلق الهاتف قبل أن يسمع جوابهم
حياة بخوف وفزع : هنعمل ايه
نزلت الدموع من عين أدم وقال بحزن وكسرة
_ مش عارف أول مره أبقى عاجز كده ومش عارف اعمل ايه
حياة : أحنا نتصل بى بابا وجدى راضى وعمى حسين وكمان عادل، نقولهم ياجوا هنا ضرورى، ولما ياجوا نقولهم ونفكر مع بعض
أدم بحزن وكسرة : عندك حق
أتصل أدم بهم واخبرهم بالقدوم من أجل شئ ضرورى، أخبروه بأنهم سيأتون إليه بسرعة
ينهض أدم من فراشه ويقول : يلا نروح نستناهم فى البيت
حياة بخوف : بس أنتا المفروض تفضل هنا النهارده
أدم بحزن : عايزانى أخاف على نفسى وأفضل هنا، واسيب أبنى فى خطر وأتفرج عليكم وأنتوا بتضيعوا منى
ساعدته حياة على النهوض، وأخذته وذهبت قبل أن ينتبه عليهم أحد
*************************
فى شقة أدم
وصل أدم وحياة إلى الشقه، ساعدت حياة أدم على دخول الغرفه، استلقى على الفراش ظل يفكر فى طريقة يرجع بها طفله دون أن يخسر زوجته، لكن دون فائده عقله الأن مشتت لا يستطيع التفكير، القلق والخوف يسيطران عليه
بعد مرور أكثر من ثلاث سعات، رن جرس الباب
حياة : دول أكيد وصلوا
أدم : روحى افتحى بسرعة
ذهبت وفتحت الباب، وجدت والدها وجدها وشقيقها وعمها قد وصلوا
عندما رائتهم حياة لم تستطع أن تسيطر على دموعها، انفجرت فى البكاء
شعروا بخوف شديد وأن شئ خطير قد حدث
راضى بخوف وقلق : فيه إيه يا بنتى
قالت من بين شهقاتها وهى تشير إلى غرفة النوم
_ أدخلوا وانتوا تعرفوا
دلفوا إلى غرفة النوم حيث يوجد أدم، صدموا كثيراً عندما رائوه بتلك الحاله، ذهب إليه حسين وقال بخوف وقلق
_ مالك يا أدم إيه ال عمل فيك كده
قص أدم عليه ما حدث، كيف طلب منه إياد ان يترك حياة كى يتزوجها، وكيف رفض لهذا دبر له هذا الحادث، ثم أكمل بأنهيار شديد وأخبره، بأخطتافة لحياة والطفل وتهديدة لهم بقتل الطفل أن لم يتركا بعضهم
عادل بغضب : إيه ده مجنون ولا إيه، انا هقتله وأشرب من دمه
سامى بحقد : عندك حق يا عاد ده لازم يموت
قاطع حديثهم صوت راضى الغاضب وهوا يقول
_ مش عايز اسمع صوتكم، بعدين انتوا فكركم انكم هتقدروا توصلوله مستحيل دا أكيد عامل حسابه، حتى لو وصلتوا ليه ناسيين أن أبننا معاه وممكن يقتله
حسين بحزن شديد : طب والعمل يا عم راضى
راضى بثقه : مفيش غير حل واحد
نظر إليه الجميع وقالوا : وإيه هوا
راضى : أن أدم يطلق حياة
قاطعته حياة بخوف وزعر وقالت
_ مستحيل أدم مش هيطلقنى أنا مقدرش أعيش من غيره
أدم بغضب : أيوه انا مش هطلق حياة مهما حصل
قاطعهم راضى وقال بغضب
_ ممكن تسكتوا وتسمعوا للأخر، انتوا هتروحوا تطلقوا وتروحوا تدوله ورقه طلاقكم، علشان يرجع أبنكم بعدين نقتله ونتاوى جثته وترجعوا لبعض
حسين : عندك حق يا عمى راضى، هوا ده الكلام المظبوط
أدم : موافق يا جدى بس ساعتها أنا ال هقتله بأيدى
راضي : يبقى اتفقنا هنروح الوقتى المحكمه علشان تطلقوا، وناخد ورقه الطلاق نوريها له ونجيب أحمد
*************************
فى المحكمه
تم توقيع أوراق الطلاق، تحت بكاء حياة الشديد، بالرغم من أنه مؤقت الأ انها كانت حزينه للغايه، هى تعشق أدم ولا ترغب بتركه وهناك صوت بداخلها يخبرها أنهما سيفترقان
********************
عادوا إلى شقه أدم وحياة، جلسوا يتحدثون
حسين بحزن : مين ال هيروح علشان يديله الورقه ويجيب أحمد
أدم بغضب : أنا ال هروح طبعاً علشان اطلع روحه فى إيدى
عادل بحقد : لأ انا ال هروح أنتا مش شايف نفسك عامل أزاى
راضى بحزم : محدش فيكم هيروح أنا وحسين وسامى ال هنروح
قاطع حديثهم رنين هاتف أدم، نظر إلى الهاتف وقال بغضب وحقد
_ ده هوا اللي بيرن
سامى بحقد : أكيد عرف كل حاجه، مش أنتوا قلتوا بيراقبكم
راضي : رد عليه بسرعة وأفتح الأسبكير
فتح أدم وأشغل سماعه الهاتف
إياد بسعادة : كنت متوقع أنكم هتاخدوا وقت أكبر، بس شكلكم بتحبوا أبنكم أوي
أدم بغضب وحقد : أحنا عملنا أل انتا قولت عليه، هات أبنى
ضحك إياد وقال : وأنا عند وعدى، هتاجى أنتا وحياة وجدى راضى، فى عربيه مستنياكم تحت العمارة هتركبوا فيها أنتوا التلاته وهتجيبكم هنا، ومتنسوش ورقه الطلاق، حاجة أخيره قبل ما أنسى لو حد فكر يمشى وراكم علشان يعرف الطريق هتندموا، متنسوش أنى مراقبكم
راضى بحزم : محدش هيمشى ورانا
أغلق إياد الهاتف، نهض راضى وأدم وحياة، نزلوا للأسفل وجدوا السيارة بأنتظارهم، صعدوا بها وبمجرد صعودهم، تم تقييدهم وعصب أعينهم حتى لا يروا الطريق
بعد مرور ساعتين توقفت السيارة أما المنزل المنعزل، نزل الثلاثه بعد أن فكت قيودهم، دلفوا إلى المنزل وجدوا إياد بأنتظارهم
نظر إياد إلى أدم وقال بسخريه
_ شكلك حلو وأنتا ماشى على عكاز كده
اشتعل أدم من الغضب وأراد الذهاب إليه وضربه، أوقفه راضى ونظر إلى إياد بغيظ وقال
_ اظن ملوش لازمه الكلام ده، أحنا عايزين أبننا
إياد بأبتسامة خبيثه : فين ورقة الطلاق
مد راضى يده بالورقه وقال : أهى الورقه، فين أحمد
نهض إياد وأخذ الورقه، ثم قال بخبث
_ أحمد موجود فى الحفظ والصون، بعد تلت شهور بالظبط نتجوز أنا وحياة وتاخدوه
حياة بغضب وغيظ : مستحيل أنا عايزه أبنى حالاً
ضحك إياد بصوت عالى وقال
_ كنتوا فكرنى غبى، تجبولى ورقه الطلاق وتاخدوا أبنكم وبعد كده ترجعوا لبعض
أدم بحقد وغضب : هقتلك يا إياد هقتلك
إياد ببرود قاتل : طب اقتلنى يلا وأبقى ورينى هتلاقى أبنك ازاى
قاطعهم راضى وقال بحزم : طيب موافقين، بس أحنا عايزين نطمن على الطفل
إياد بخبث : تقدروا تمشوا وتسيبوا حياة علشان تطمن عليه
أصبح وجه أدم أحمر من شدة الغضب، برزت عروقه وقال بجهير
_ أنتا مجنون وأنا مش هسمحلك تاخد حياة منى
نظر إليه إياد بتحدى وقال بخبث
_ بس هى مبقتش ليك علشان أخدها منك
صدم أدم كثيراً لم يعلم ما الذى يجب عليه قوله، هى حقاً لم تعد ملك له، لا هوا لن يسمح بضياعها منه مهما حدث
كانت حياة تستمع لحديثهم بصمت، كان قلبها يتمزق مع كل كلمه تسمعها، لكن ما الذى يمكنها فعله، إي تصرف خاطئ الأن سيدفع طفلها ثمنه
راضى بحزن : بس مينفعش حياة تفضل هنا، أنتا لسه متجوزتهاش عايز الناس تقول علينا إيه
إياد بأبتسامة خبيثه : أنا مقولتش أنها هتعيش هنا، أنا قولت تفضل تطمن عليه وتمشى
نظر إلى أدم بتحدى وقال : على كل حال كلها تلت شهور وتبقى مراتى وتعيش معايا لأخر العُمر
أراد من كلامه هذا أن يشعل غضب أدم، أن يخبره أنه أنتصر وأخذ حياة منه كما أخبره
نظر إلى حياة وقال : ها قولتى إيه هتفضلى علشان تطمنى على أبنك، ولا هتمشى
