رواية بين عشقه وانتقامه الفصل التاسع والعاشر بقلم علا محمد فائق


 #جحيم_حبك2

#بين_عشقه_وإنتقامه

الفصـــل التاســــــــــــع والعاشر

بقلم علا محمد فائق

(مكر وخديعه)

__________________


نظر للهاتف مطولًا عندما أنار وإهتز مُعلنا عن مكالمة من أحدهم نظر إلى الخارج ليرى هل أتت أم لا ،،إنتهى الإتصال وهو مازال ناظرًا للهاتف بفضول شديد وإلى الخارج ،،حسم فضوله عندما أنار الهاتف مرة أخرى وتوجه إلى الطاولة بخطوات بطيئة للغاية حتى وصل للهاتف وأمسكه ناظرًا لذلك الرقم المجهول الذي يرنّ في تلك الساعة ،،يشعر وكأنه رأه من قبل ..ضغط على زر الإيجاب بصمت رهيب ورفع الهاتف ووضعه على أذنه أمام أنظار تلك الواقفه بذعر على عتبة المطبخ تشعر بجسدها وكأنه قطعة من الجليد وداخلها يرتجف وقليها يكاد ينفجر من كثرة دقاته وعقلها يُردد 


"الليلـــة ستكــون نهايتــك حتمًــا ...قُضــي عليــك ...!!"


أغمضت عينيها بذعر شديد مُنتظرة ما سيحل على رأسها لكن خرجت صرخة شقت سكون الليل من الأعلى جعلته يقذف الهاتف ويركض مُسرعًا للأعلى مارًا من جانب كتلة الجليد المتسمرة تلك تتصبب عرقًا ..

نظرت لأثره بعدم تصديق وأسندت يدها على الحائط تخطو خطوات مُرتجفة وقدمان لا تقويان على حملها ويدها الأخرى على صدرها وتأخذ أنفاسها بصعوبة شديدة إلى أن إرتمت إلى كُرسي في المطبخ وأخذت تتنفس بعنف شديد وإحتوت رأسها بكفيها كمن سقطت مُصيبة على رأسه .....


وصل زين إلى غُرفته في غضون ثوانٍ وفتح باب الغرفة بعنف شديد ونظر بصدمة للواقفة في زواية الغُرفة ترتجف مذعورة وكأنها رأت شبحًا ،،إتجه نحوها خطوتين ،،فنظرت هي له بخوف شديد قبل ان ينبس ببنت شفة :

في عقرب في الاوضة يا زين ....

بترت كلامها ونظرت أمامها وأشارت بإصبعها مُستأنفه حديثهه مرة اخرى :

_واقف هناك اهو ....


نظر هو حيث أشارت وما أن رأه حتى تقدم نحوه وقتله على الفور ،،تنفس شهيقًا قوي ومسح شعره بعنف فصراخها ومنظرها ذاك في ظل الأحداث الأخيرة افقده أعصابه أما عنها فأرتمت في أحضانه ودفنت وجهها في صدره فشدد هو على عناقها ومسح على شعرها برفق وحنو شديد وصاح بصوت جهوري غاضب مُناديًا "سُمية" ...


سمعت صياحه من الأسفل ويبدو أنه غاضب جدا ولكن ستتحمل هي هذه المرة فـ مهما حدث في الأعلى فما هو إلا نجدة لها من هلاك مُحتم ،،مسحت قطرات العرق المُتناثرة على وجهها وحاولت جمع أعصابها التي تلفت وصعدت إلى الأعلى برأس مُطأطأ وخطوات حاولت بكل قوتها أن تُخفي ارتجافتها .....


وصلت إلى عتبة الغُرفة ووقفت برأس منحني لم ترفع عينها إلى الأعلى قط فتقدم صوبها ودماء رأسه تغلي من شدة الغضب وصاح بغضب هادر :

_كيف يكون في عجرب السرايا وانتِ متشوفيهوش وتنبيهيني ،،انطجي ...


انكمشت هي على بعضها وتقهقرت بعض الخطوات للخلف بخوف شديد وأردفت بصوت خفيض مبحوح لا يكاد يخرج من بين شفتيها :

_مكنتش أعرف إن في عجرب في السرايا ..


تقدم هو الأخر بعض الخطوات وازدادت لهجته حدة ونظراته التي كالسهام المشتعلة تُريدها قتيلة في ثوانٍ :

كيف مكنتيش تعرفي ،،مين يعرف لما چنابك متعرفيش ،،إنتِ وظيفتك اهنه ايه ،،كيف العجرب وصل لإهنه وانتِ متشوفيهوش 


علت أنفاسها وقلبها أصبحها يرتجف بقوة وعلت نبضاتها من الذعر وكمية الخوف التي تعرضت له في تلك الدقائق ...هتفت بنبرة مُختنقة من البكاء وصوت يرتجف وكأنها عادت لعهودها الأولى :

_ولله ما شوفته ،،لو كنت اعرف كنت جولتلك وحياة سيد كنت هجول ...


شعر بها تُمسك بذراعها ونظرت إليه بعيونها المُبتلة بعبراتها الدافئه التي ذرفتها منذ قليل وكأنها تقول له (كفى) ...وهتفت بنبرة لينة مبحوحه من تلك الصرخة التي خرجت منها منذ قليل :

_خلاص يا زين اكيد مشافتوش ،،لو شافته كانت هتقول دا يأذيها اكتر ما يأذينا احنا ،،انزلي يا سمية وحصل خير ،،خدي بالك بعد كدا من نفسك اول حاجه ومن الحاجات اللي زي دي ..تصبحي على خير .....


إستدارت متوجهه إلى الأسفل دون أن ترف نظرها لأحد منهم وكل ما في داخلها كيف ستقتص من ذاك الحقير الذي كاد أن يودي بحياتها منذ قليل .....


__________________


مرت عدة أيام منذ ذلك الحادث ولم تستطع هي أن تخرج من السرايا كي لا تُثير الشكوك حولها وخاصة "زين" الذي أصبح لا يرفع عينه عنها ...


أما في القاهــــرة ...

حيث تُشرق شمس جديدة على إحدى قصص العاشقين ...


وقفت على عتبة الغرفة تنظر له بهيام شديد وتستند برأسها إلى الجدار ،،تأملته وهو يرتدي حُلته الرسمية الخاصة بالعمل وبدأ بتصفيف خصلاته الطويلة بعناية شديدة للأعلى وأمسك بزجاجة العطر الخاصة بيه ورش على ثيابه بعناية شديدة ومن ثم وضع زجاجة العطر بهدوء وعلى حين غُرة جذبها إليها بقوة فترتطم بصدره ولف يديه حول خصرها وهتف بنبرة عابثة وهو يغمز بإحدى عينيه بشقاوة :

_ايه يا شوقي ماتيجي تاكلني وخلاص ،،هو انا حلو اوي كدا


أنهى كلامه وهو يقترب منها مميلًا رأسه بحركه ماكرة ليخطف قبلة من وجنتها التي اصبحت كثمرة الطماطم الناضجة ،،فوضعت هي كفها على صدره وهتفت بنبرة انثوية ناعمه خالطها حياءها التي مازالت مُحتفظة به حتى بعد زواجهم وبإبتسامة رُسمت على ثغرها الصغير وتبعتها تلك الحفرة بوجنتها قالت :

إنتَ في عيني سيد الناس وأحلى حاچه حُصلت فِـ حياتي ،،وربنا يعلم بتوحشني كيف طول الفترة اللي بتكون فيها في الشغل دا بس أعمل ايه يعني ربنا يوفجك يا حبيبي ويبعد عنك ولاد الحرام وعيون الحريم اللي مفيش في وشها نجطة دم ..


ما أن أنهت تلك الجملة حتى كانت الغرفة تهتز بقوة من قهقته التي أطلقها للتو ..سعل بخفة ودمعت عينه من قوة الضحك ومال على رأسها قليلًا ليقبله كيفما ينحني الإنسان ليُشم عبق الزهرة حقًا تلك القصيرة أذابته في عشقه منذ اللحظة الأولى ومازالت تسير على نهجها في كل يوم يمر عليه وهي بجانبه ....


أمسك كفها بين راحته ورفعه إلى فمه ليلثمه برقة شديدة وقال بنبرة مودعة وهو يتجه للخارج ليرتدي حذائه ويذهب :

خلي بالك من نفسك يا شوقي و .....


_يلا يا حنين اتأخرنا ،،صباح الخير يا مرات اخويا ..


بتر كلماته ذلك الذي نزل للتو على الدرج ليصل إلى الطابق المتواجد به "رامي" ،،رفعت "شوق" الطرحة على رأسها فور سماعها صوت "هاني" فهو دائمًا ما يتحدث بصوت عالٍ عندما يجد باب الشقة مفتوح كنوع من التنبيه وعدم خدش حرمة بيت شقيقه ...


رفع "رامي" نظره إليه بإستياء وقال بنبرة فظة :

_يلا يابا اسبقيني وملكش فيه متبقاش قطاع أرزاق كدا ...


نظر له "هاني" مطولًا وهو مارًا من جانبه متوعدًا له قائلة بنبرة ذات معنى :

_مستنيك تحت يا باشا أنا ليا بركة الا انتَ ..


إستقام "رامي" بعدما إنتهى من ارتداء حذائه وأشار لها بيده مودعًا والقى لها قبلة في الهواء ...

_______________


في مُحافظـــة قنـــــا ...... 


كانت "سيدرا" جالسة في بهو السرايا وعلى قدمها يوجد الحاسب المحمول الخاص بها وتعمل بتركيز شديد مُرتدية نظارتها الطبية ،،جلبت لها "سُمية" كوب العصير فرفعت نظرها إليها بإمتنان شديد وقالت بنبرة لينه ودوده :

_شكرًا يا سمية تسلم ايدك ..


نظرت إليها "سمية" بضعف مُصطنع وهي تطبق خطتها التي رسمتها منذ عدة أيام وقالت بنبرة خفيضة :

_الله يسلمك ..


لاحظت "سيدرا" وهنها وصوتها الذي لا يقوى على الخروج من شفتيه فخلعت نظارتها الطبيه ووضعت الحاسوب جانبًا وقالت بتفحص ونبرة  مُتسائلة :

_مالك يا سمية انتِ تعبانة ولا حاجه ..


إبتلعت ريقها ببطء وحرفية شديدة واخذت انفاسها بصوت عالٍ لتبدو بهيئة أكثر وهنًا :

_زينة مفيش حاچه 


وانهت كلماتها بترنح وكأن العالم يدور بها وجلست على الكرسي فإنتفضت الأخرى من مكانها وقالت وهي تضع يدها على كتفها ونبنرة قلقه قالت :

_سمية انتِ كويسة ..عندك ايه ..


_معرفاش بجالي كام يوم مش شايفة جدامي وروحي مسحوبة معرفاش في ايه 


_خلاص روحي اكشفي 

قالت "سيدرا" بتلقائية شديدة وقلب حنون ..


أما الأخرى ففي تلك اللحظة ظهرت الافعى التي بداخلها مُبتسمة بإنتصار لنجاح خطتها وسذاجة الاخرى أخفت إبتسامتها وقالت بنبرة منكسرة وسالت دموع التماسيح :

_هو انا عارفة أخرچ ولا اروح في حتة منا محبوسة اهنه وشكلي مش هشوف شمس الدنيا دي واصل ...


نظرت لها "سيدرا" بتأثر شديد وشفقت على حالها وقالت بتبرير وهي تربت على كتفها برفق:

_مش كدا ولله يا سمية وعن قريب ان شاء الله هانسيبك خالص انتِ عارفة زين بس دماغه ناشفه شوية ومبينساش انما انا ولله نسيت ومسامحاكي ..


وضعت الاخرى كفها على كف "سيدرا" وقالت بنبرة ممتنه :

_ربنا يچازيكي خير على جلبك الطيب دا ،،عارفة ان عملتي متتغفرش بس انا توبت وندمت من زمان جوي ...


جلست أمامها في الكرسي المقابل لها وقالت بتصديق :

_عارفة يا سمية ومصدقاكي ولله ،،انا نظرتي مبتخيبش ابدًا ومتأكدة إنك بقيتي حد كويس ،،عموما انا هفاتح زين في الموضوع دا تاني النهارده وانتي قومي الوقتي اكشفي على نفسك ..


شهقت بخوف شديد كـ رد فعل على ما قالته صادر بحرفية شديدة تجعل اي أحد يُصدق خوفها ...وقالت بإستنكار مُغلف بخوف مُصطنع :

_لا دا زين بيه يجطع  خبري ،،دا انا اموت اهنه ولا اخرچ من غير علمه ...


_روحي إنتِ يا سمية مينفعش تقعدي وانا هنا مكان زين في البيت متنسيش أنا مراته ...

قالت تلك الكلمات بنبرة آمرة خوفًا على صحتها من التدهور وإستياءًا من خنوعها وخوفها من زوجها إلى هذا الحد ...


أومأت هي بالإيجاب ونهضت من مكانها إلى غُرفتها أما الاخرى فوضعت نظارتها مرة أخرى وواصلت ما كانت تفعله .....

__________________


كانت تسير مُتخفيه واضعه طرف طرحتها على وجهها ودلفت إلى ذلك البيت الكائن به هيثم وطرقت الباب بخفة ففتح هو بسرعة وكأنه ينتظرها منذ أيام ...

دلفت هي إلى الداخل بسرعة ودفعت الباب بظهرها لتغلقه ومن ثم أخرجت من تحت شالها الأسمر سكينًا لامعه ،،إرتجف جسد "هيثم" للحظة ونظر للسكين بخوف شديد ومن ثم إلى وجهها المتجهم ونظراتها الباردة وكأنها رأى نفسه للحظه فيها وكأنها مرآه وهي إنعكاسه السئ نظراتها المُعتمه وخطواتها البطيئه المُتجهه نحوه وكأنها أردات تعذيبه نفسيًا قبل الفتك به أما عنه فظل يتقهقر بقدر خطواتها المتقدمة نحوه وهو ينظر في جميع أرجاء الغُرفة عن سلاحه ليفتك بها قبل ان تفتك هي به ...


_مش سمية اللي تبجى حياتها على كف عفريت بسبب و*** زيك ،،لا دا انا اجتلك واشرب من دمك واسيبك اهنه لحد ما چتتك تنتن ،،انا سمية اللي لعبت بأخوها وحياته جبل اكده عشان توصل لغرضها ،،إتشاهد على روحك الـ ***** يا هيثم ....

وإقتربت منه على غفلة منه و .......

__________________

أما في القاهـــرة ......


كانا كُلًا من "هاني"و"رامي" يصعدان سلالم البيت وهما يمئلان البيت بقهقهاتهم المُرتفعة ساخرين من يوم عمل طويل شاق لكن طابعهم المرح يغلب عليهم دائمًا ...


وصلا عند الطابق الأول فلفت نظر "هاني" ذلك الحذاء النسائي ذو الكعب العالي باللون الأحمر الصارخ ...


_ولا يا رامي جذمة مين دي يالا ،،انا حاسس اني شوفتها قبل كدا ...


نظر "رامي" حيث اشار "هاني" وشعر لوهلة ان قلبه سقط بقدمه من الرعب لكن نفى تلك الافكار المُخيفة التي دارت بعقله وقال لنفسه "مُستحيل"هتف هو بكلمات مهتزه بإستنكار :

_لا يابني ولا شوفناها ولا حاجه زمانها جارتنا ولا حاجة ...


_طيب انت مش هاتدخل تاخد شوق عشان تطلعوا سوا ...

نكزه في كتفه وهو يهتف بتلك الكلمات للمحموم الذي ينظر للحذاء بتركيز شديد ..


نظر له بإضطراب واومأ برأسه دون أن يهتف بكلمة واحدة واتجه نحو الباب وطرق عدة طرقات مُضطربة وهو يبتلع ريقه بصعوبة شديدة ففتحت له "شوق" بوجه مُتجهم ونظرات بداخلها حُزن شديد لأول مرة يرى عينيها تلومانه ولأول مرة منذ مُعرفتها يراها مُطفئه بذلك الشكل وظهرت الأخرى بلبساها القصير باللون الأحمر المثير وتتحدث مع والدته وأطلقت ضحكة رقيعة ونظرت له بإنتصار ولوت شفتيها رافعة رأسها بغرور ونظرت له قائلة بعينيها ...


"قد فعلتــــها"



#جحيم_حبك2

#بين_عشقه_وإنتقامه

الفصـــــل العاشـــــــــر

"مكـــــــر"

______________


اتجه نحو الباب وطرق عدة طرقات مُضطربة وهو يبتلع ريقه بصعوبة شديدة ففتحت له "شوق" بوجه مُتجهم ونظرات بداخلها حُزن شديد لأول مرة يرى عينيها تلومانه ولأول مرة منذ مُعرفتها يراها مُطفئه بذلك الشكل وظهرت الأخرى بفستانها القصير باللون الأحمر وتتحدث مع والدته وأطلقت ضحكة رقيعة ونظرت له بإنتصار ولوت شفتيها رافعة رأسها بغرور ...


نهضت من مكانها وعلى وجهها إبتسامة مُتشفية خلفها حقد كبير وقالت من بين أسنانها :

_ايه رأيك في المفاجأه بتاعتي ،،طبعًا من يوم ما قولتلك عندي مفاجاه ليك عمرك ما كنت تتوقع انك ترجع من الشغل تلاقيني في بيتك زي زمان ....


رمت تلك الكلمة الأخيرة لترى النار داخل الاخرى تحتدم أكثر فأكثر أما عنه فكأنما عُقد لسانه لا يستطيع قول شئ فقط ينظر إلى "شوق" بقلة حيلة .


استأنفت "نادين"حديثها قائلة مُكملة ما بدأته منذ مجيئها مُلوحة بحديثها إلى مقصد أخر :

_ولسه طنط قعدتها ميتشبعش منها ولله ،،لسه كنت بقولهم الحاجة الوحيدة اللي خلتني لسه مكملة في شغلي رغم العبء الكبير والضغط اللي بشوفه هو وجودك جمبي ودعمك ليا يا رامي ..يلا انا همشي بقى زمانك زهقت مني طول النهار سوا في الشركة وتيجي تلاقيني في البيت كمان دا انتَ بقيت بتشوفني اكتر من مراتك نفسها ...


قطعت كلماتها عندما سمعت صوتها تهتف بهدوء شديد مُنافي للحالة التي يجب أن تكون عليها :

_ولله انا رأيي من رأيك الواحد بيجول يا بخت من زار وخفف والكلام الكَتير بيچيب مصايب واعرة انتِ مش جدها ،،يلا يا ياسمين بالسلامة والجلب داعيلك ...


_إنتِ بتطرديني ...

إقتربت منها "نادين"وقد نجحت "شوق" في إثارة إستفزازها بتعمدها لنطق إسم مشابه لإسمها بإستنكار وتهديدها المباشر وسلطت سبابتها في وجه "شوق" ...


نظرت "شوق" لسبابتها المرفوعة ببرود شديد وأمسكت بإصبعها وأنزلته وهي تضغط عليه بقوة قائلة بتهديد صريح:

_بطردك بالذوج ،،انا خايفة عليكي لو جعدتي هنا دجيجتين كمان لجدر الله ممكن تجعي على وشك صف سنانك دا كله يتكسر ..


أثارت "شوق" الرعب بأوصالها فإبتعدت هي عنها مُتقدمة من "رامي" خطوتين وهتفت بنبرة مُتعالية مُتعمدة إهانة الواقفة خلفها :

_فعلا يا رامي انا وجهة نظري مكدبتش لما شوفتها وشوفت سمارها وكلامها قولت عليها فلاحة وبيئة جدا والوقتي اثبتتلي كدا ،،فعلا خيبت ظن..


إبتلعت حروفها وإتسعت حدقتيها بذعر عندما رأت وجهه الذي تحول إلى الأحمر من شدة الغضب ووجدته يجذبها من ذراعها بقوة ويدفعها خارجًا وقال لها بنبرة مُحذرة ونظرات متوعدة بشر شديد :

_اول وأخر مرة تعتبي عتبة بيتي واللي قولتيه عن مراتي انا هعرف احاسبك عليه ازاي ،،شوق اللي مش عاجباكي دي ضفرها برقبتك وهي عندي بالدنيا ومافيها ولا شوفت ولا عمري هشوف في جمالها وشرفها ،،كفاية اني لو روحت آخر الدنيا عارف انها هتصوني يا انسة نادين .....


تعمد أن يلقى على مسامعها تلك الكلمات ملوحًا أنه أدرك جيدًا ما الحديث السئ الذي قيل عن عفتها وألقى نظرة عليها من أسفلاها لأعلاها بإحتقار ورجع خطوتين للخلف وأمسك بكف زوجته ودلف إلى شقته وصفق الباب بقوة شديدة جعلته يرتجف كإرتجافتها هي ...


______________


في الصعيـــد "مُحافظة قنــــا"


_مش سمية اللي تبجى حياتها على كف عفريت بسبب و*** زيك ،،لا دا انا اجتلك واشرب من دمك واسيبك اهنه لحد ما چتتك تنتن ،،انا سمية اللي لعبت بأخوها وحياته جبل اكده عشان توصل لغرضها ،،إتشاهد على روحك الـ ***** يا هيثم ....

وإقتربت منه على غفلة ووضعت السكين على رقبته ونظرت داخل عينيه قائلة بشـــر :

_إتشاهد على روحك يا هيثم ...


أغمض عينيه بخوف شديد مُحاولًا أن يجمع شتات نفسه وبحركة مُفاجئه إستطاع أن يسحب السكين منها وإحتضنها من الخلف واضعًا السكين على عنقها قائلًا بنبرة مُتهمكه وهو مازال يلهث من صدمته مما حدث :

_إنتِ هاتفضلي طول عمرك غبية يا سمية ،،إنتَ فاكرة انك هاتدخلي بسكينه على راجل وتعرفي تصيبيه بيها ،،نصيحتي ليكي يا حبيبتي اتعلمي تغدري ،،تضربي من الضهر ،،تشهري سلاحك في الوقت اللي انا وانتي فيه بناكل من نفس الطبق ،،شغل الرجالة ووشي لوشك مبياكلش عيش مش هيوصلك للي انتي عايزاه ،،انت اللي هاتطلعي خسرانة ،،انا مثلا لو سحبت السكينة الوقتي على رقبتك الحلوة دي ايه هيحصل انت اللي هتموتي مش هاتبقي وصلتي لهدفك يا ماما ...


أنهى عبارته تلك تحت نظراتها المُحتقرة والمشمئزة وهي تراه يغرز السكين بالطاولة الخشبية المتهالكة وجلس على الكرسي بأريحية شديدة وقال بنبرة باردة مُتهكمة :

_تعالي اقعدي ،،زمانك ركبك سابت لو كان هنا لمون كنت عملتلك بس انتِ عارفة بقى مجهز المكان على الضيق ....


جلست أمامه ومازالت تنظر له بغضب شديد واستحقار ولكن بالفعل صدرها يعلو ويهبط بشدة وتأخذ أنفاسها بصعوبة حقًا إستطاع أن يُثير الرعب داخلها أكثر من قبل ....


نظر لها بتفحص يرى خوفها منه يترعرع داخلها وينمو فأطلق ضحكة عالية وبلل شفتيه قائلًا بسخرية :

_الا قوليلي انت مُختفية بقالك اسبوع بتخططي للأكشن اللي عملتيه من شوية دا ...ولا العيشة مع سيدرا وزين لسعت دماغك فمعتيش عارفة مين حبيبك ومين عدوك ....


نظرت له مطولا بمعالم وجهه مبهمه وقالت مُتجاهلة مُزاحه السئ :

_انا اللي مش عارفة مين حبيبي ومين عدوي ،،بتسلمني تسليم أهالي لزين ...


إستقام من جلسته وعقد حاجبيه بإستغراب وهتف مُتسائلًا :

_أنا ...امتا دا ،،سمية انت شكلك شاربة حاجه على الصبح وجايه تطلعيهم عليا صح


_أخر مرة أتصلت فيها ،،ليه إتصلت ومين رد عليك ....


أجاب وهو يهز كتفيه بلا مبالاة ولخص إجابة سؤالها في عبارات بسيطة قائلًا :

_كنت بتصل بيكي عشان أرسيكي على الدور ،،ومحدش رد عليا سمعت صويت بس وبعدها الخط اتقفل وحضرتك معبرتنيش من يومها ...


تنهدت هي بثقل شديد وهي تشعر منذ ذلك اليوم انها تحمل السماء فوق رأسها وسردت عليه ماحدث في تلك الليلة .....!!


_______________


في القاهـــــــرة ...


_يا شوق بطلي جنان بقى واهدي عشان افهمك ...

قال تلك الجملة وهو يسير خلفها بخطوات مُسرعة حتى غرفتهم وأمسك بذراعها ليوقفها ....


جذبت ذراعها من كفه وهتفت بإحتدم والدم يغلي في عروقها وعلت نبرتها قائله بغيرة عمياء :

_تفهمني ايه ،،ان اللي انتَ كُنت ماشي معاها جبل چوزانا بتشتغل معاها دلوك ووشك في وشها طول النهار على رأيها دا انت بتشوفها اكتر ما بتشوفني ،،شوفت اني كنت مچرد محطة في حياتك زي ما جولتلك جبل سابج شوفت اني زي لعبة چديدة بالنسبه لك وانطفت خالص وزهوتها راحت ....


وضع كفه على فمها يريد أن يسجن تلك الكلمات التي تصيب قلبه مباشرة وتجعل روحه تنزف وقال وهو ينظر داخل عينيه بنبرة تحمل اللوم اهكذا حقت ظنت به وبقلبه ،،هل فعلا انعدمت ثقتها بحبه إلى هذا الحد :

_كفاية يا شوق ،،حرام عليكي كفاية اسكتي ...بتتكلمي عني انا كدا رامي ...رامي اللي وقع في حبك من اول مرة شافك وعف نفسه عن اي حاجه كان بيعملها قبل كدا عشان يستاهلك ،،اللي بقى يشتغل ليل ونهار عشان يجبلك احسن شبكة ويكون قد المقام ،،نسيتي حبي ليكي يا شوق وانه فوق اي حاجه حصلت وبتحصل عند اول مشكلة بتبيعيني كدا وتنسي كل حاجه بينا ......


رفع كفه عن ثغرها ونظر لها يعينين لامعتين والخذلان هو سيد الموقف ،،ربما الموقف لم يستدعى كُل ذاك الغضب ولكن خوفه من تحطم عشه الصغير الدافئ يدفعه للجنون ... أما هي فولته ظهره وأطلقت أسر دموعها وهي تشعر أن النار تهشم قلبها الذي ينبض بحبه ويشتعل من غيرته العمياء على معشوقه ....


______________


في الصعـــيد "مُحافظــة قنــا"


دلفت إلى السرايا تلهث بشدة من السرعة التي كانت تسير بها خوفًا من وصول زين للسرايا قبلها ...


دلفت إلى غرفتها وبدلت ثيابها إلى أخرى وجلست على الفراش تجمع شتات نفسها وتلتقط أنفاسها لتخرج تنهي بعض الاعمال كي لا ينتابه الشك حولها ....


سمعت طرقات خفيفة على الباب فنهضت وقلبها يرتجف خوفًا من الطارق ،،تخيلت لوهلة أن يكون "زين" تتبعها وعلم بكل ما يحدث خلف ظهره ..علا صوت أنفاسها مرة أخرى ونفضت كُل تلك الأفكار من رأسها وأخذت نفس عميق وفتحت الباب لتجدها "سيدرا"


رسمت إبتسامة مزيفه على وجهها وتنحت جانبا قائلة بود مُصطنع :

_إتفضلي ..


_لا شكرا عملتي ايه كشفتي؟


_الحمدلله كشفت ،،طلع عندي مشكلة في الضغط

قالت تلك الكلمات بصوت ضعيف واهن ويبدو عليها الحزن ....


_وبعدين جيبتي دوا ...

قالت "سيدرا" تلك الكلمات بتفحص لحالتها الواهنه .


اومأت لها بالإيجاب دون أن تنبث ببنت شفة فوضعت "سيدرا" يدها على كتف "سمية" قائلة :

_مالك يا سمية ...


_عرفت النهارده وانا في المستوصف ان خالتي ماتت اديلها شهرين ،،خالتي كانت عزيزة عليا جوي وولادها كُمان ....

بدأت برمي الشباك بمهارة شديدة وحرفية ليس لها مثيل وقالت تلك الكلمات وبصوت شجن وبعيون تلمع بعبرات كاذبة ..


_البقاء لله ،،عايزة تروحيلهم يعني ..

قالت "سيدرا" تلك الكلمات بنبرة مُتسائلة وهي تنظر لها بشفقه ..


_لا كفاية عليا إني أكلمهم بس واطمن عليهم ،،بس إنتِ عارفة مش معايا مليم اشحن واكلمهم دا انا واخدة منك حق التذكرة بتاعت الكشف النهارده ....


_خلاص متضايقيش انا راح من بالي فعلا الحاجات دي كلها ...اوعدك هكلم زين تاني ونشوف حل ونتصافى كلنا ... 


أنهت تلك الكلمات بعفويتها الشديدة وضميرها يؤنبها لما يحدث لـ "سمية" وأخرجت هاتفها المحمول من جيبها وقامت بفتحه أمامها بسذاجة شديدة غير عابئه بالعواقب الوخيمه لتلك العفوية :

_خدي يا سمية كلميهم الوقتي من تليفوني وربنا يسهلها ان شاء الله ....


نظرت لها بإمتنان شديد وقالت بنبرة ودودة وقد هطلت دموعها الزائفه :

_انا مش عارفة اجولك ايه ولله غير اني بضرب نفسي بالجزمه كل يوم على اني فكرت إني آذيكي ...


_اللي فات مات خلاص ومفيش داعي تفتكريه ،،يلا انت بس اعملي المكالمة واتطمني عليهم وانا خارجة اعمل شوية حاجات .....


ختمت سيدرا حديثها ذلك بإغلاقها لباب غُرفة سمية خلفها ...

ما إن خرجت سيدرا حتى ألقت سمية تلك العيون الوديعة والخنوع جانبًا وتذكرت ما قاله لها جيدًا وهي تقوم بإدخال عدة ارقام على لوحة الهاتف ورفعت الهاتف على أذنها وتردد صدى صوته في أذنها مجددًا ....


"الخطوة الجاية لازم تركزي فيها كويس جدًا يا سمية عشان في دي بالذات الغلطة بعمرك ..حتى الآن هايكون شغلنا من موبيل سيدرا لازم تقدري تمسكي التليفون وتفتحيه في اليوم مرة او كل يومين حاولي تلقطي الباسورد بتاعها بأي شكل لازم يبقى فيه مكالمات لازم زين يتأكد انها فعلا رجعتلي ،،ولازم تاخدي بالك كويس اوي يا سمية احنا دخلنا في الجد ولو مش قد اللعبة اخرجي منها احسن  "


لوت شدقها بتهكم شديد على استخفافه بقدراتها على خداع تلك المغفلة كما تنعتها دائمًا بينها وبين نفسها ورفعت الهاتف على أذنها وهي تجري اتصالًا هاتفيًا به ..


أما في الخارج لا تعلم لِم أحست بذلك الشعور الغريب ،،وكأن أنفها التقط رائحة للخيانه وكلمات زين تردد صداها في عقلها من جديد ولكن هناك جانب منها يشفق عليها وعلى حالها ،،ظلت مُمسكة بمقبض الباب وقررت أن تقف تتنصت عليها كي يستريح قلبها وتطرد ذلك الشك من داخلها ............


               الفصل الحادى عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>