#جحيم_حبك
الفصل الحادي والعشرون
بقلم علا فائق
_____________
في المساء بعدما انهى زين عمله صعد غرفته يجر اقدامه بإنهاك ليتفاجئ بـسيدرا تجلس علي السرير واضعه رأسها بين قدميها و تبكى و تصدر شهقات مكتومه ،، فزع زين من منظرها و اتجه نحوها بسرعه و جلس بجانبها و رفع وجهها لتتلاقى عيونهم
اردف زين و يلامس وجهها بحنان بالغ و يمسح لها دموعه و نبره هادئه :-
بتبكى ليه ،، حصل حاجه
شهقات سيدرا و شفتاه ترتجف و اردفت بخوف طفولى :-
انا خايفه منك يازين ،، انت خوفتينى اوى ،، انا مكنتش اعرف انك كدا خالص
احتضن وجهها بكفيه و طبع قبله مطوله علي جبينتها بحنان قائلاً :-
متخافيش منى واصل ،، انا في غضبى مبشوفش قدامى ،، لازم ياسيدرا اكون كدا عشان محدش يستهين بزين الصياد ،، انا عشان مشدتش عليه المره اللى فاتت اتچرأ و حاول ياخدك منى ،، انا لو طولت اموته مش هتأخر بس مهما كان دى نفس بس لازم اعرفه غلطه ،، فاهمنى ياعشجى
رددت سيدرا بتردد و هى تنظر للاسفل :-
يعنى مش هاتعمل فيا كدا يازين
امسك زين بيد سيدرا و طبع قبله فى باطن كفها بحنان و اردف :-
افهمى حاچه واحده ياسيدرا انتِ فى كفه و الدنيا كلتها فى كفه ،، انتِ اللى بتجدرى توجفنى عند حدى ،، رغم كل اللى حصل الفتره اللى فاتت مجدرتش اعملك حاچه و لما كنت بعمل كنت بحس انى فى حبل على رجبتى انتِ روحى اللى عمرى ماجدر اذيها انا من غيرك يتيم بحس انى طفل و تايهه من امه انتِ جوتى يا سيدرا انتِ لما غيبتى عنى سبوع اتهديت معجوله اعمل فيكى حاجه زى دى انتِ اللى روضتى الصياد ياسيدرا انا عمرى ماكون راچل عليكى و اللى عملته النهارده عشان احميكى ياحبيبتى
انهى حديثه و هو يأخذها فى احضانه
بادلته العناق و هى تتشبث به بقوه و دفنت رأسها في صدره و رددت بخجل :-
انا بحبك اوي يازين
امسك رأسها بكفيه و رفعها برفق لتتقابل عيونهم في نظره طويله تأمل كل انش فى وجهها بإشتياق و هى كانت تتأمل ملامحه الرجوليه الصارخه سماره بفعل الشمس عينيه الزيتونيه كانت فى عالم لايوجد به سواهما اقترب منها بهدوء و اطبق شفتيه علي خاصتها فى قبله هادئه عصفت بهم بادلته القبله بشغف و اشتياق ،، فصل قبلتهم بصعوبه ليطفئ النور و تسكت شهرزاد عن الكلام الغير مباح............................................
———
فـى الصـبـاح..............
استيقظ زين على صوت طرقات الباب و هى تتوسد صدره و مازالت نائمه ،، فحركها بخفه و نهض من جانبها و تناول ملابسه و هو يقول بهدوء :-
مين
اجابته هانم :-
انا يا زين
فتح زين الباب و نصفه العلوى عارى و اردف بنبره شبه ناعسه :-
صباح الخير ياما
اجابته هانم بنظرات متفحصه :-
صباح النور ي عين امك ، لما لجيت الساعه بجت ١٢ و انت لسه منزلتش قولت لازم فى حاچه......ثم اكملت و هى تنظر داخل الغرفه حتى لمحت سيدرا امال فين سيدرا
تقدم زين خطوتين للامام يعترض طريقها ،،و اردف بثبات :-
لستها نايمه
قبضت هانم على ذراع زين و اردفت بسعاده :-
نولت المراد ياواد
اجابها زين بتلعثم :-
مراد ايه ياما ع الصبح
رددت هانم بخبث :-
و هو المراد ببحصل الصبح ي واد ، انا كان قلبى حاسس
زفر زين انفاسه بضيق و اردف:-
يعنى المطلوب اى دلوك
ابتسمت هانم ابتسامه واسعه و اردفت :-
تجولى حصل و لا محصلش
اجابها زين بنبره مستاءه :-
مانتِ فاهمه كل حاچه ياما
قالت هانم بسعاده :-
عايزه اسمعها منك يانور عينى
قبل زين رأس هانم و اردف بابتسامه هادئه:-
حصل ياما ، خلاص اكده افراچ ادخل اكمل نومى
اطلقت هانم الزغاريد و التى استيقظت سيدرا على اثرها و قام زين بسد اذنيه من شده الصوت
و عندما انتهت ربتت على كتفه و اردفت بحنو :-
ادخل كمل نومك يا جلب امك و اعتبر نفسك فى اچازه مفتوحه و انا هانزل اعملك فطور يرم عضمك
قبل زين يد والدته و اردف بحب :-
ربنا يطولى فى عمرك ياحچه
مسحت هانم على شعره و اردفت :-
و يحفظك ليا يا سندى ، انا هانزل و انتَ ادخل لمرتك و متسبيهاش لحالها واصل و اياك تزعلها
ردد زين بإيجاب :-
حاضر ياامى
———
دلف زين الغرفه و وجد سيدرا جالسه على طرف الفراش مرتديه جلابيته
قهقه زين بخفه و اردف بدهشه :-
ايه اللى انت عاملاه فى حالك دا
وقفت سيدرا امامه فضحك بشده حتى ادمعت عيناه
فاردفت هى بغضب طفولى :-
بتصحك على ايه شايف ارجوز قدامك و بعدين تعالى هنا انت اللى قولت لمرات عمى على اللى حصل متكسفتش
اصبح صوت ضحكات زين الرجوليه يملأ الغرفه و جلس على الفراش
دبت سيدرا بقدميها فى الارض و اردفت بحنق :-
متعصبنيش يقى
هدأ زين قليلا و جذبها من يدها لتجلس على قدمه و اردف :-
فى ايه بجى الچميل ماله متعصب من الصبح هى دى صباح الخير لا زعلتينى ي بنت جلبى
تناست سيدرا غضبها و لمعت عيونها بفرحه و اردفت :-
الله انا بنت قلبك يا زين
تأمل زين ملامحها الملائكيه و اردف بعشق:-
طبعا ي عشجى و اكمل و هو يعبث بالچلابيه... بس اخلعى الچلابيه دى
حاوت سيدرا النهوض من على قدمه و اردفت بحنق :-
اوعى ياقليل الادب
ردد زين بمرح :-
متزعليش لما اضحك تانى و انتِ مش عارفه ليه
نظرت سيدرا لنفسها و اردفت بنبره شبه حزينه :-
هو انتَ كنت بتضحك عليا ، هو انا شكلى وحش
ضمها لصدره و اردف بغزل :-
انتِ زى الجمر بس انتِ مش باينه فى الچلابيه ، كيف العيل فى خلجات ابوه
اردفت سيدرا بضيق:-
طيب كويس انك ملاحظ فرق الاحجام خفف ايدك بقى شويه انا كدا هافطس
ضرب رأسها بخفه و اردف بمرح :-بتتالمضى كمان
و فى لحظه كانت مسطحه على الفراش و هو فوقها...............
اردف زين بخبث و هو ينظر لجلابيته :-
هاتى الجلابيه يا لمضه
ابتلعت سيدرا ريقها بصعوبه و اردفت بتلعثم :-
اوعى كدا ياعم انا زعلانه منك
اقترب منها بمكر و اردف :-
و دى تيچى انا لازم اصالحك
و قبل ان تجيبه كان يلتهم شفتيها و..................
———
فى غرفة شوق كانت تخبأ ملابس رامى التى احضرتها شمس تواً من خزانتها بين ملابسها و هى تقص عليها كل ماحدث
اردفت شمس بدهشه :-
كل دا حصل دا و لا المسلسل الهندى
ضحكت شوق على حديثها و اردفت بنبره ثابته :-
و انتِ الصادجه انا لسه مش مستوعبه اللى حصل
رددت شمس بتساؤل :-
و ناويه على ايه و انتِ واجعه الوجعه دى
اردفت شوق بثقه :-
اللى عايزنى يجينى
قالت شمس بتساؤل :-
جصدك اى
اجابتها شوق بثبات :-
اجصد ان بيتنا مفتوحله بيحبنى زى مابيجول يچى يطلبنى من اخويا و ابويا و انا عشان بحبه هاوافج ، اما لو كان بيتسلى فوالله ماهخليه يدوج طعم النوم
و فجأه دلفت هانم الى الغرفه فحاولت شوق جمع شتات نفسها و هى خائفه من والدتها
رددت شمس لتخفف من توتر شوق :-فى حاچه يامرت عمى
اجابتها هانم بسعاده على غير عادتها :-فيه كل خير ان شاء الله جومى ي شوق شيعى لسعد يروح يجيب جوزين حمام و دكرين بط وديك رومى و انتِ يا شمس تعالى معايا محتاجاكى ويايا فى المطبخ
اردفت شوق بمرح:-
ايه ياما دى صباحية ابوى و لا ايه
رددت هانم بحده :-
اتلمى يام لسانين دى صباحية اخوكى زين
خبطت شمس على صدرها و اردفت بصدمه:-
يامرى هو اتچوز على سيدرا
رددت هانم فى استياء :-
يامرى منكو هو زين دخل على سيدرا عشان يتچوز عليها
اردفت شوق بسعاده :-
يعنى زين دخل على سيدرا
امسكت هانم اذن شوق و اردفت بتوبيخ :-
يابت خلى عندك خشى زى البنات ، دا شمس اللى كانت متجوزه مبتعملش عمايلك يابنت
تأهوت شوق بصوت عالى و اردفت بألم :-
خلاص ياما هاتخرس ، هاحط لسان جوا خشمى
تركتها هانم و دفعتها بقوه للامام و هى تقول :-
همى يابت
لم تجيبها شوق بل اطلقت زغاريد هزت جدران السرايا و اردفت بهيام :-عجبالى يارب
امسكت هانم رأسها و هى تنظر على ابنتها و هى تلقى الزغاريد و تسير بدلال فى السرايا كى تعاند والدتها و زين
هانم :-
اه يامرى منك يابت عبدالكريم ، يلا يابنتى ربنا يديها نص عجلك(عقلك)
———
بعد مرور ساعه كان سعد يضع الاكياس التى تحتوى على طلبات هانم على باب السرايا بأمر من شوق
وضعت شوق يدها فى خصرها عندما رأت سميه تجلس بلا عمل فى الحديقه و والدتها و شمس يعملو فى المطبخ
وضعت شوق يدها فى نصف خصرها ،،و اردفت بحده :-
بت ياسميه انجرى اهنه
رمقتها سميه بنظرات حاده و سارت تجاهها بدلال ،،فاردفت شوق بغيظ :-همى يابت بتتمشى فى دوار ابوكى عاد همى
وقفت سميه امام شوق و عقدت ذراعيها امام صدرها و اردفت بنبره مستفزه:-
عايزه اى
اجابتها شوق بسخريه :-
لو مكانش هندايج چنابك و نجطع خلوتك تشيلى الحچات دى تتدخليها جوا
تنهدت سميه و اردفت بملل :-
و سعد ميدخلهمش ليه مش دى شغلته
رفعت شوق حاجبها و ارفت بفظاظه:-
لا دا شغل الخدامه ، يلا يامره خفى بلاش دلع
اقتربت منها سميه و اردفت بفحيح يشبه الافعى :-
انتِ تحترمينى عشان افضل ساكته و حاطه لسانى فى خشمى و الا ممكن يجيب سيرة حبيب الجلب
صُدمت شوق من حديثها و لكن تمالكت نفسها و قامت بصفعها على وجهها و اردفت بقسوه :-
مش هاتيجى الخدامه على اخر الزمن تهدد شوج الصياد فوجى لنفسك يابت دا انا اخليكى تتمنى الموت و مطليوهوش اتجى شرى و ان كنتى حيه فانا عجربه(عقربه)جرصتى(قرصتى) و الجبر(القبر) و تانى مره متتعاليش على اسيادك
نظرت لها سميه بحقد و حملت الاكياس للداخل و هى تفكر كيف تكسر شوق و تجعلها تخضع لها
———
بعد مرور عدة اياام................
اردفت سيدرا بحزن و هى تلبس زين عبائته :-
خلاص هاتنزل الشغل و معتش هاشوفك زى الاول
امسك زين بذقن سيدرا و رفع رأسها للتقابل عيونهم ،،و اردف بهدوء:-
منا غايب عن الشغل اربع تيام مينفعش اغيب اكتر من اكده
نظرت سيدرا للارض ،،و اردفت بحزن :-
خلاص يا زين
احتضن وجهها بكفيه و اردف بحنو :-
هو انا هاعرف اشتغل و انتِ زعلانه اكده
رددت سيدرا و هى تعانقه :-
اعمل اى مانتَ بتوحشنى
شدد زين على عناقها و اردف :-
و انتِ ولله انا بتوحشك و انتِ معايا مابالك و انا بعيد بس دى مصالح
ابتعدت سيدرا عنه و اردفت و هى تحاول اخفاء حزنها :-
خلاص ياحبيبى انا عارفه ولله،يلا عشان متتأخرش
اومأ لها بنعم و نزلو للاسفل فوجودو شمس و شوق يحضرون مائدة الطعام
فأردف زين بهدوء و هو يجلس ليتناول فطوره قبل ان يذهب :-
صباح الخير
ردت شمس و شوق فى نفس اللحظه :-
صباح النور
و جلس الجميع يتناولون الطعام و قطعهم صوت جرس الباب
فصاحت هانم :-
سميه ياسميه
و لكن لم تجيبهم سميه و لم يروها منذ الصباح.....
فتأففت شوق بضيق من ذلك الطارق المزعج الذى لا يقف عن ضرب الجرس و الطرق على الباب و سميه التى لا وجود لها
شوق بضيق و هى تنهض لتتجه نحو الباب :-
فين المحروجه دى ، حاضر حاضر
تفتح شوق الباب و تتسع حدقتيها بصدمه عندما
