رواية حور الاسد الفصل الاول1والثانى2 والثالث3بقلم شيماء محمود
كان يحب واحدة فخذلته و لعبت به. كانت تحبه فخذلها و إستغلها أسوء إستغلال. لتقسم على أن تعود إلى نفسها الصغيرة و تتمرد عليه و تريه الويل لكي يندم على إستغلالها لكن على طريقتها الخاصة.
|#اقتبااااااااس||
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
توقفت عن الشعور للحظات فقط تريد أن يستوعب عقلها الصغير ما تحدث به هذا الأحمق الواقف أمامها لتقول بهدوء غير مصدقة إياه:
هي: أنت مجنون صح؟؟!!
ليرد عليها بجمود بارد و عيناه مثبتة في عيناها:
هو ببرود: لا مش مجنون.
لتصرخ في وجهه و هي تتخصر بطفولية سألة إياه:
هي بصراخ: أومال اللي أنت عملته فيا دا يتسمى إيه إن شاء الله!؟.
تحدث ببرود و هو ينظر إلى ظلام الليل الدامس من النافذة الطويلة التي أمامه مباشرة:
هو ببرود: تسميه انتي زي ما تسميه المهم إن أنا إتجوزتك و خلاص يعني أنتي مراتي.
لترد به صارخة بغضب عارم:
هي بغضب: بس دا كان إستغلال عارف إيه يعني إستغلال؟!.
رد بهدوء عالما عقوبة فعلته هذه:
هو: عارف و المهم إني عملت اللي في دماغي و خلاص.
لترد عليه بهدوء مماثل و قد كشفت له شيئا عنه:
هي: كل دا عشان تثبتلها إنك تقدر تتجوز حد غيرها تروح تستغلني أنا!!....تستغل حبي ليك!!...تستغل إهتمامي بيك من بعيد!! تستغل إخلاصي ليك إلي كنت بخفيه!!
لتكمل بخيبة أمل و الدموع رقرقت عينيها الجميلة أخذت تصفق بيديها بهدوء:
هي: أهنيك على فعلتك يا أستاذ أنت نجحت في إستغلالي و قلبت كل حاجة جوايا كل حاجة حبي ليك قلبته كره...إهتمامي بيك دلوقتي هيبقى إهمال.... إخلاصي بيك هيروح كأنه مجاش أبدا إرتحت؟!.
لتمسك بفستانها الأبيض و تخرج خارج الغرفة بينما هو يقف بإندهاش تام ناظرا إليها و هي تخطوا خطواتها خارج حدود الغرفة المتواجدين فيها.
..................... ....
إقتباااااس يا رب يكون عجبكم كتمهيد لباقي القصة الجديدة .
||#حور_الأسد||
#الفصل ¤1¤
🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂
في إحدى أحياء الأسكندرية الجميلة الهادئة حيث المباني السكنية المجاورة لبعضها البعض و متماثلة اللون و التصميم الخارجي و الداخلي أيضا، يعيش فيه معظم الناس من الطبقة المعيشية الوسطى و منهم في بداية الغنى و لكن جميعهم يمتازون بالطيبة و الأخلاق الحسنة و الآلفة لما بينهم.
المبنى السكني رقم 23 الموجود في الطابق الرابع شقة رقم3.
هذه الشقة الأكثر ضوضاء و إزعاجاً في هذا المبنى بالذات بسبب تلك الطفلة، لا عفواً أقصد الطفلة الكبيرة؟! نعم!!.
شقة رقم 3 تقطن داخلها أسرة محمد السيوفي المتكونة من:
الأب محمد السيوفي شاهين: رجل أعمال مشهور في البلاد يبلغ من العمر 55 عاماً، حكيم جداً في قرارته التي يتخذها مرح جداً و يحب المزاح في البيت وسط إسرته الصغيرة لكن في العمل هو جاد تمام الجد ولا يحب المزاح فيه أبداً، متوسط القامة بصحة جيدة يمتلك شعراً أسود يتخلله بعض الشيب ذو بشرة حنطية شرقية جميلة يمتلك زوجاً من الأعين البنية فـ برغم أنه أبن عائلة السيوفي شاهين الشهيرة في البلاد إلا أنه دائماً يحب البساطة لـ يعيش في شقة بدلاً من الڤيلات و القصور.
الأم رضوى البحيري: هي من عائلة البحيري المشهورة بإمتلاكها سلسلة شركات إستيراد و تصدير في البلاد تبلغ من العمر 54 عاما طيبة القلب و حنونة على أبنائها و زوجها متوسطة القامة ذات شعر بني فاتح يتخلله بعض الشيب و تخفيه تحت حجابها بشرة بيضاء ناصعة تصاحبها بعض التجاعيد التي أكسبتها جمالاً على جمال زوج من الأعين الزرقاء البحرية البراقة أنف يونانية جميلة مع شفاه توتية اللون.
الأبن سيف محمد: الأبن البكر لمحمد يبلغ من العمر 27 عاما كان يعمل في الشرطة لكنه إستقال بعد أن أخذ ترقية لمنصب رائد لسبب ما مجهول أصبح يعمل مع والده في الشركة و يساعده في إدارة بعض الفروع فارع الطول 189سم يمتلك شعراً أسود كثيف ناعم مع أعين بنية ورثها من والده و اخذ منه البشرة الحنطية أيضا هادئ في تصرفاته جداً و جاد جداً في عمله لا يحب أن يمس أحداً عائلته بسوء فهم خطاً أحمر و خاصة أخته الصغيرة.
الأبنة حور محمد : هي الأبنة الصغيرة و الأخيرة لمحمد تبلغ من العمر 23 عاما إنتهت من دراستها لمجال تصميم الهندسة من فترة قصيرة و كم هي موهوبة في هذا المجال متوسطة القامة لكن أقرب إلى القصيرة ف طولها هو 158سم أو قصيرة تمتلك شعراً بنياً طويل جداً يصل إلى ركبتيها تتخلله خصلات صفراء ذهبية و هو أملس حريري و ناعم جداً مع بشرة بيضاء ناصعة و شفاه توتية تصبح حمراء بشدة عندما تأكل الشوكولاتة فهي نقطة ضعفها يزين وجهها أنف صغير جميل و عيون أقل ما يقال عنها رائعة صدق من أسماها حور و هي حورية من حوريات الجنة سقطت على الأرض هي مجنونة و طفولية جدا تحب الأطفال بشكل غريب طيبة القلب و رحيمة جدا.
^•^•^•^•^•^•^•^•^•^•^•^•^•^•^•^•^
تخرج رضوى من المطبخ بعد أن أعدت الأفطار و تركت إبريق الماء على النار ليغلي بينما توقظ زوجها و أبنتها و قد سبق و أن أستيقظ زوجها منذ وقت قصير.
وقفت أمام الباب الأبيض الذي يزينه ملصقات و رسوم لشخصيات كرتونية مختلفة و أعلاه قوس قزح الجميل المرسوم باليد بحرفية تامة طرقته بهدوء لكن لم تسمع رداً لتطرقه مرة أخرى و تدلف إلى الداخل و تغلق الباب خلفها جلست بجانب جسد أبنتها التي تنام على جانبها الأيمن و شعرها مبعثر في جميع أنحاء السرير و يغطي وجهها بخفة.
لتمد رضوى يدها و تبعد الشعر بخفة من على وجهها لتظهر ملامح حور النائمة بعمق إبتسمت على أبنتها لتبدأ بهزها برفق من كتفها تردف قائلة:
رضوى: حور يا حبيبتي يلا إصحي بقى الله؟!.
لم تجد رداً لتتنهد بنفاذ صبر لتبدأ بهزها بقوة بسيطة و هي تقول:
رضوى: قومي يا حور عشان سيف جابلك الشوكولاتة إلي بتحبيها ولا أروح أديها لريم؟!.
لتعتدل حور من نومها بسرعة البرق و شعرها غطى وجهها مرة أخرى بشكل مضحك لتكتم رضوى ضحكتها بصعوبة و لم تنجح في هذا لتبدأ بالضحك بخفة عليها لتهز حور رأسها بيأس من والدتها بسبب أساليبها التي تجعلها تستيقظ من نومها بسرعة كبيرة.
رفعت يديها لتبعد شعرها من أمام وجهها و تغلق عينها اليسرى و تتحدث مع والدتها بخيبة أمل و ممل:
حور: ماما أبوس إيدك بلاش سيرة الشوكولاتة دي على الصبح بدل ما اتوحم عليها و انتي عارفة كدة و بعدين شوفيلك حيلة تانية و أنتي بتصحيني مفيش غير كل شوية شوكولاتة شوكولاتة شوكولاتة جربي مرة تصحيني و أنتي تقوليلي: حور يا حبيبتي أصحي عشان تفطري معانا.
إتسعت عينا رضوى بصدمة و هي مازالت تنظر إلى حور التي تغلق عينها اليسرى للتضيق عيناها و تضع يديها على كلا جانب خصرها و تقول بلؤم:
رضوى: بقى أنا إلي مفيش ولا مرة بصحيكي و بقولك إصحي يا حبيبتي؟! أنا يا بنت المجنونة لسا من شوية قايلالك كدة و مش ذنبي إنه نومك عامل زي الدببة ماشي.
أبتلعت حور ريقها بصعوبة و تنظر إلى والدتها بعين واحدة :
حور: ماما حبيبتي أنتي خلاص روحي بقى أنتي صحي حمو عشان ميزعلش و أنا حمسة و هاجي وراكي.
نظرت إلى والدتها بنظرات القط و هي تبسط أناملها أمام وجه رضوى و قالت ( حمسة) عمداً لكي تهدأ رضوى قليلا.
تنهدت رضوى بيأس من طريقة تحدث حور مثل الأطفال التي تلفظ الحروف بشكل خاطئ لتومئ لها بخفة بثانية تجد حور تعانقها بشدة و هي تضحك.
لتضمها إليه و هي تمسد شعرها الطويل، إبتعدت حور لتخرج رضوى ذاهبة إلى زوجها لكي تراه إذا أستعد أم لا.
إستقامت حور من سريرها بعد أن فتحت عينها اليسرى لتقف على الأرض الصلبة البادرة و هي ترتدي خفها المنزلي لتذهب إلى حمامها الخاص لتستحم و تفرش أسنانها ثم تتوضئ إرتدت ملابس بيتية مريحة و رفعت شعرها الطويل بصعوبة على شكل كعكة بعد عدة محاولات إنتهت لتخرج من الحمام و ترتدي إسدالا و تؤدي فرضها و تنزعه لتستقم في وقفتها لتجد شعرها ينسدل مرة إخرى لتتنهد بيأس منه إتجهت إلى تسريحتها الخاصة و تمسك بعلبة العدسات الطبية اللاصقة و تفتحها بحذر مدت سبابتها اليمنى تلتقط تلك العدسة الرقيقة على طرف سبابتها و رفعتها نحو عينها اليسرى لتضعها بحذر شديد.
أغلقت عيناها عدة مرات لتعتدل وضعية العدسة الطبية في مكانها الصحيح لتبتسم بخفة.... أمسكت منشفة وردية اللون متوسطة الحجم لتبدأ بتنشيف شعرها و هي تجمعه على جانب واحد.
إنتهت لتتركه منسدلا و تخرج من غرفتها ذاهبة إلى المطبخ لتجد والدها و والدتها جالسين لتتجه إلى والدها و هي تحتضن رأسه من الخلف أنزلت رأسها نحو وجهه لتطبع قبلة رقيقة على وجنة والدها محمد الذي ضحك لتقول بينما تسند راسها على رأسه:
حور: صباح الخير يا حمو.
محمد بإبتسامة: صباح النور على العسل و السكر.
حور بخبث تجاه والدتها: و بخصوص العسل و السكر دا يا حمو صبحت على النحلة و قصب السكر ولا إيه؟؟.
صدمت رضوى من حديث حور لتشهق ناظرة لها بينما ضحك محمد بصخب بعد أن فهم إبنته لتعبس حور من نظرات والدته و تبتعد عن والدها الذي مازال يضحك لتخلس على مقعدها الخاص لتقول رضوى ناظرة بحقد مصطنع نحو محمد:
رضوى: والله و عجبك كلامها يا محمد.
أصبح محمد يهدأ نفسه بصعوبة من الضحك ليتنحنح قائلا بجمود مصطنع:
محمد: أه عجبني و فيها حاجة يا رضوى ولا إيه؟؟.
رضوى بتهكم: لا مفيهاش بس كفاية دلع ليها بقى دي مش صغيرة دي بنتك كبيرة.
محمد: حتى لو كبرت مية سنة لقدام يا رضوى هتبقى صغيرة في نظري عشان هي حبيبتي.
لتصفق حور و تقول بصوت عالي:
حور: إشطا عليك يا أبو سيف يا جامد.
كانت ستصرخ بها رضوى إلا أنها وقفت هاربة من على سفرة الطعام قائلا بضحك:
حور : هروح أشوف سيف إتأخر ليه بدل ما أموت النهاردة.
ما أن ذهبت حور من ناظريهما ضحكا عليها بخفة من تصرفاتها تلك.
بينما هي وقفت أمام باب الغرفة المقابل لغرفتها و تطرق الباب بخفة لتسمع الأذن بالدخول أطلت برأسها نحو الداخل لتقول بإبتسامة:
حور: صباح الخير يا سيفو ممكن أدخل؟.
رد عليها سيف بينما يعدل أكمام قميصه الأبيض و هو ينظر نحوها بإبتسامة:
سيف: طبعا أدخلي خصوصا إني مش متعود على الأحترام الزايد ده منك!!.
دلفت حور و أغلقت الباب خلفها لتقول بعبوس و هي تتجه لتقف أمامه و ترفع رأسها بسبب فارق الطول بينهما:
حور: بقى كدة يا سيف يعني أنا مكنتش محترمة قبل كدة ولا إيه؟.
أنزل سيف نفسه قليلا ليصبح بمستواها و يقول:
سيف: خلاص متزعليش يا رورو بقى و بعدين يا ستي انا و راجع من الشغل ليكي عليا أجيبلك شوكولاتة.
ليلمس قمة أنفها بسبابته بسرعة و يذهب نحو تسريحته و يمسك بربطة العنق السوداء ليربطها حور جعدت أنفها بشكل مضحك و هزت رأسها لكلا الجانبين بإنزعاج لطالما لم تحب هذه الحركة لأنها تسبب لها قشعريرة في أنحاء جسدها.
لكنها إبتسمت له و ذهبت نحوه لتقف بين جسده العريض و بين التسريحة لترفع نفسها برؤوس أصابعها لتمسك بربطة عنق أخاها الذي نظر لها بضحكة خفيفة فهذه عادتها دائما.
إنتهت من ربط ربطة عنقه لتمسك بجاكيت البدلة الرسمية الخاصة به و تلبسه إياها بلطف و رقة صادرة منها ليباغتها هو بإمساكها من خصرها رافعا إياها على كتفه لتصرخ ضاحكة و يهم خارج حدود غرفته ذاهبا إلى المطبخ.
نظرت رضوى و محمد إلى سيف الذي يحمل أخته على كتفه ليقول هو بمرح ناظرا نحو والديه:
سيف: القصيرة جاااات أهيييه.
حور بإنزعاج: قصيرة في عينك يا طويل يا نخلة.
رضوى ممازحة: طيب و هو قال حاجة غلط يا حور؟.
أنزلها سيف لتذهب نحو مقعدها و تجلس عليه و تضع يدها على وجنتها اليمنى و تبرز شفتيها و تقول بعبوس ناظرة إلى الطاولة:
حور: لا كلامه صح أنا قصييييييرة.
صرخت بأخر كلمة بصوت خفيف و قد وضعت رأسها على الطاولة بيأس لتجعلهم يضحكون عليها بصوت عالي...رفعت راسها ناظرة نحوهم بنظرات غاضبة لتقول لمحمد:
حور: بابا هو أنا ممكن أروح أتمشى شوية على البحر النهاردة؟؟.
محمد مفكرا: لا يا حور مينفعش النهاردة و غير كدة إستني لحد بكرة عشان كدة كدة رايحين القاهرة لبيت جدك نقضي باقي الأسبوع هناك.
لينظر سيف و رضوى و حور نحوه بإستغراب لتقول رضوى:
رضوى: ليه هنروح هناك هو مش لسا قدامنا يومين على ما نروح هناك زي كل مرة ولا إيه؟؟.
محمد مطمئنا: لا متخفيش مفيش حاجة كل ما في الحكاية إني هدي الموظفين بتاعت الشركة و فروعها إجازة يومين غير يوم الجمعة و السبت عشان يرتاحوا شوية.
سيف: بس يا بابا بكرة عندنا إجتماع مع شركة علشان الصفقة ولا أنت نسيت.
محمد: لا منسيتش بس عرفت إنه الصفقة دي هتبقى خسارة للشركة فرحت رافضها.
سيف: أه طيب ماشي زي ما أنت عايز.
حور: طيب يا بابا مش هروح المرة دي بس المرة الجاية هنروح كلنا سوا ماشي.
نظر لها محمد ليرفع يده و يمسد شعرها قائلا بإبتسامة:
محمد: حاضر يا حور من عنيا يا حبيبتي.
رفعت يداها للأعلى بحماس و هي تضحك بصوت عالي ليبتسموا معها ليبدوأ معا بتناول وجبة الأفطار سريعا ليذهب محمد و سيف إلى الشركة من أجل إنجاز العمل سريعا.
***********&&**********
في القاهرة تحديدا في قصر أسد السيوفي.
أسد سيف السيوفي هو مالك و مدير أكبر مجموعة شركات تصميم في البلاد ولها شهرتها الواسعة و صدق من سماه أسد فهو كملك الغابة في هذا المجال الذي يتفنن به بكل طرقه الحرفية و المميزة جدا بذكاء عالي و جهد كبير.
أسد هو شاب في منتصف العشرينات يبلغ من عمره بالتحديد 27 عاما فهو و سيف إبن عمه ولدا في نفس اليوم من الشهر و السنة ذاتها....ذو جسد مملوء بالعضلات المفتولة و أسمر البشرة بشكل جذاب و وسيم لديه معالم رجولية و فك حادة جدا و صارمة مع عينان من اللون الأسود الداكن يتميز بشعره الأسود الكثيف اللامع بشكل طفيف و يتميز بنعومته الشديدة...مع أنف حاد كالسيف تمام و شفاه غليظة تناسب وجهه الرجولي.... فارع الطول حيث يبلغ طوله 191 سم....يهوى و يعشق التصميم الهندسي بشكل غريب جدا....صارم جدا في عمله ولا يحب التقصير به....قليل الأبتسام و إن إبتسم يكون إستهزاءا أو حقق إنتصارا يضيفه إلى قائمة إنتصاراته.......بارد التعامل دائما إلا مع سيف الذي يعتبره أخاه برغم إنه إبن عمه إلا أنه صديقه المقرب أيضا... غامض جدا و قليل الكلام مع الأخرين.
سارة سيف شقيقة أسد الصغرى تبلغ من العمر 24 عاما تعمل مع اسد في شركته كمصممة معمارية أيضا....متوسطة القامة حيث يبلغ طولها 161 سم لديها شعرا بني غامق اللون و هي بيضاء البشرة مع أعين عسلية جميلة و شفاه مكتنزة رائعة وردية اللون و أنف صغير جميل يناسب ملامح وجهها الرائعة...على الرغم من عدم تحدثها مع شقيقها كثيرا إلا أنها تعرف جميع أسراره و هي تحبه و هو يحبها أيضا و كثيرا أيضا....مرحة و تحب الضحك عكس أسد و طيبة القلب أيضا ذات أخلاق عالية و هادئة السلوك عكس انتيمتها حور التي تحبها كثيرا.
والدهم سيف توفى منذ سنين بسبب حادث سير على الطريق السريع و هذا أثر على الجميع و أكثرهم أسد و لكنهم تخطوا هذا الموقف مع الوقت.
والدتهم نسمة التي تعيش بمفردها هي و سارة في فيلتهم الخاصة إمرأة في عقدها الرابع متوسطة الطول تمتلك شعرا بنيا غامق اللون و أعين بنية عادية ذات بشرة بيضاء و مسمرة قليلا و أنف يناسب ملامح وجهها و شفاه وردية اللون.
..................................
قصر أقل ما يقال عنه خاصا للملوك فهو كذلك بالفعل لأنه قصر الملك أسد السيوفي ملك الشركات للتصاميم المعمارية و الهندسية في جميع أنحاء البلاد.
نذهب إلى الطابق الثاني حيث جناحه الخاص المتميز باللون الرمادي و الأثاث الأسود اللامع... هناك على السرير الكبير ينام عليه جسد أقل ما يقال عنه مثير بعضلاته تلك....كان أسد نائما على بطنه عندما رن منبه هاتفه ليمد يده و هو مغلقا عيناه و يطفئه بضغطة واحدة.
أعتدل في جلسته لتظهر عضلات معدته السداسية و عضلات صدره المشدودة فهو دائما و أبدا ينام فقط ب بنطال قطني... ليرفع يده اليمنى و يفرك منطقة أعلى أنفه التي بين عيناه بإرهاق....فتح أخيرا عيناه السوداء الجميلة لينظر إلى الساعة و يقف متجها إلى حمامه الخاص...إستحم و فرش أسنانه ليتوضئ إرتدى بنطالا أسود و خرج من الحمام و هو يضع منشفة بيضاء على كتفيه لينشف شعره الفحمي....إرتدى تيشرت أبيض و بدأ بأداء فرضه كالعادة لينتهي و يتجه نحو غرفة الملابس ليختار بدلة بدلة عمل سوداء بقميص أبيض ناصع.
إرتدى البنطال ثم أمسك بالقميص إرتداه ليترك أول ثلاثة أزار حرة تكشف جزءا من صدره العريض بدأ يضبط أكمام القميص ليضع فيه أزار سوداء لامعة على شكل وجه الأسد ثم أمسك بجاكيت البدلة ليرتديها بطريقة رجولية سريعة جلس على الكرسي و هو يربط ربطة جذمته الرجالية الفخمة.
إتجه إلى أحد الأدراج الموجود في الرفوف أمامه ليخرج علبة و يختار ساعة سوداء فخمة و يرتديها في يده اليسرى بحرفية تامة....خرج من غرفة الملابس ليتجه نحو التسريحة مشط شعره سريعا لأعلى ليبدو جذابا بشكل مجنون لينهي طلته الملكية برشة من عطره المفضل.
أمسك هاتفه الأسود و مجموعة من مفاتيحه الفضية التي علق عليها دلاية على شكل أسد.
نزل درجات السلم بسرعة ليهم خارج قصره إلا أن أحد الخدم قاطعه بندائه قائلا بإحترام مطأطأ رأسه لأسفل:
الخادم: أسد بيه الفطار جاهز.
توقف أسد ليستدير له و يقول ببرود:
أسد: لا أنا مش هفطر هنا إنتوا إبقوا جهزوا الغدا بس.
الخادم بإحترام: حاضر يا أسد بيه.
ليرحل أسد متجها إلى السيارة التي جهزها له السائق ليتجه السائق لكي يفتح الباب إلا أن أسد أوقفه بحركة بسيطة من يده ليذهب السائق نحوه بإحترام و يعطيه مفتاح السيارة....إلتقطها أسد من يده ليذهب بها نحو مقعد السائق بينما السائق إبتعد عن طريقه....بدأ أسد يتحرك بسيارته نحو البوابة الألكترونية لتفتح و يخرج بها خارج حدود قصره و تغلق أوتوماتيكيا بمفردها.
لينظر خلفه من المرآة الجانبية ليجد مجموعة من السيارات تسير خلفه بإنتظام كانت جميعها محملة بأعتى و أقوى الرجال مكلفين بحماية أسد دوما.
وصل هو أمام شركته ليهبط من سيارته برجولية ليطاوقه سريعا مجموعة من الحراس ليسير إلى الداخل بخطوات سريعة نسبيا و يمشي معه الحرس إلى أن وصل مدخل الشركة تروكه ليدخل معه إثنان فقط و الباقي على مدخل الشركة.
سار أسد نحو المصعد ليستقله نحوه الطابق الاخير حيث مخصص لمكتبه فقط هو و السكرتير....بعد ثلاث دقائق وصل المصعد إلى طابقه المنشود ليفتح المصعد ابوابه و يخرج منه وجد سكرتيره أحمد منتظرا إياه ليقول أحمد بإحترام و هو يسير خلف اسد:
أحمد:صباح الخير يا أسد باشا.
دلف أسد إلى مكتبه الفخم ليجلس على مقعده خلف مكتبه الأسود ليقول:
أسد: صباح النور يا أحمد قولي في إجتماعات الناس النهاردة.
رد أحمد متصفحا جدول أعماله ليقول:
أحمد: لا يا أسد باشا كل إلي موجود النهاردة في جدولك إنه عليك تمضي أوراق الصفقة النهائية لشركة الوفد الأمريكي يا فندم و الورق قدام حضرتك.
أومىء له أسد ليكمل:
أحمد: و كمان النهاردة صرف شيك لدور الأيتام إلي تحت إشراف الشركة بس هو دا جدول أعمالك النهاردة يا فندم.
أومئ له أسد مرة أخرى ليمسك بعدها بالقلم و يبدأ بتوقيع الأوراق و حرر الشيك بالمبلغ الذي يريده كما يفعل في كل نهاية شهر.
أخذهم أحمد من أمامه ليستأذن منه و يهم بالخروج من مكتبه....أراح ظهره على ظهر الكرسي لتمر دقائق معدودة و يرن هاتفه أخرجه من جيب سترته الداخلية لينظر إلى شاشته ليجد المتصل هو سيف... فتح المكالمة ليصله صوت سيف الهادئ:
سيف: صباخ الخير يا أسد.
رد عليه ببروده المعتاد:
أسد: صباح النور يا سيف.
سيف: عامل إيه؟؟.
أسد: كويس و إنت؟؟.
سيف: كويس...حبيت أطمن عليك لأنه بقالي يومين متصلتش بيك.
أسد: أممم ماشي يا سيف مش هسأل عن السبب.
سيف مقهقها: ماشي يا ملك المهم بكرة وراك حاجة مهمة؟؟.
أسد: لا ... ليه؟!!.
رد عليه سيف بينما ينهي إمضاء بعض الورق أمامه:
سيف: عشان تيجي بيت جدي بكرة لأن بابا هيدي الشركة إجازة يومين ف لو مفيش حاجة مهمة عندك تيجي معانا.
همهم أسد ليرد مفكرا:
أسد: ماشي هشوف يا سيف.
سيف: طيب يا كينج مستني منك الرد.
أسد: ماشي سلام.
سيف: سلام.
أغلق الهاتف ليضعه على طاولة المكتب أمامه و يعود مريحا ظهره إلى الخلف و ينظر إلى السماء من النافذة الطويلة التي أمامه.
دقائق تمر بهدوء و هو مغمض العينين ليصل إلى مسامعه صوت شجار و من تميزه للأصوات عرف أن أحمد يتحدث مع احدهم لكن من لا يعرف....فتح عيناه بنفاذ صبر ليهب واقفا بسرعة من مقعده و يتجه إلى الباب فاتحا إياه بقوة و يقول بهدوء:
أسد: هو في إيه يا أحمد؟؟ و ليه الدوشة دي كلها؟؟.
وجد أحمد يتحدث بعصبية مع تلك الواقفة أمامه و معطية ظهرها لأسد.... ما أن سمعت صوته إستدارت له لينظر لها هو و تتسع عيناه من الصدمة ليقول:
أسد: أنتي.........
الفصل الثاني والثالث
ها هو الأن يقود متجها إلى قصره مفكرا في موضوع ما ليمسك المقود بيده اليسرى و يده اليمنى إتجهت نحو جيب سترته الداخلية مخرجا منها هاتفه و يضغط على رقم سيف و يضعه على أذنه منتظرا رد الأخر....سمع صوته قائلا:
سيف: أهلا يا كينج.
رد عليه أسد مباشرة:
أسد: أنا جاي بكرة لبيت جدي يا سيف.
ليبتسم سيف و يقول بفرح:
سيف: والله طيب كويس يا أسد دا أنت بقالك سنين مرحتش هناك.
أسد بغموض: ما أنا عارف بس هغير جو هناك و في حاجة كدة هعملها.
سيف بإستغراب: حاجة!!...حاجة إيه دي؟.
أسد: هتعرف بعدين يا سيف...سلام دلوقتي عشان في حاجة أعملها كدة.
سيف: ماشي سلام.
أغلق أسد هاتفه ليرجعه بداخل جيب سترته ليصل إلى قصره لتفتح البوابة الألكترونية...ليوقفها و يخرج منها و يغلق الباب خلفه.... وقف أمام الباب الحديدي ليخرج مجموعة المفاتيح من جيب بنطاله و يمسك بمفتاح الباب ليفتح به الباب و يدخل مغلقا إياه خلفه....إتجه إلى السلم ليصعد عليه ليقاطعه صوت نفس الخادم الذي حدثه صباحا ليقف أسد و يقول الخادم:
الخادم بإحترام: أسد بيه الغدا جاهز زي ما حضرتك طلبت.
أسد: ماشي.
أكمل طريقه صاعدا لأعلى دخل إلى جناحه الخاص ليبدأ بنزع ثيابه و إتجه إلى الحمام ليستحم بماء بارد ليريح أعصابه المشدودة.... توضئ و نشف جسده من الماء و لم يبقى إلا شعره الذي ينقط ماءا خفيفا على أكتافه العريضة لتنساب بحرية على طول ظهره المشدود.
إرتدى بنطالا قطني رمادي اللون و خرج من الحمام ليلتقط من خزانته تيشرتا أسود اللون مظهرا عضلات يده و صدره ليبدأ هو بإداء فرضه.
إنتهى لينزل لأسفل و يجلس على طاولة الطعام الطويلة جدا ليجلس على المقدمة و يبدأ بتناول طعامه بهدوء.
...........................................
:حووووووووووووووور.
نطق ذلك صوتا أنثوي من خلال الهاتف التي تمسكه لتبعده قليلا عن أذنها بلامبالاة و هي تتناول بعضا من الفشار بينما تستمع إلى أحد الأفلام الكرتونية لترد حور بغضب :
حور: يخربيت كدة طبلة ودني إتخرمت يا بت أنتي.
لترد الأخرى بتهكم واضح من صوتها:
:بقى يا جزمة بقالك يومين لا بتتصلي ولا تسألي ليه يختي تكونيش شوفتيلك واحد و خلاكي تتوهي في هواه.
حور بملل: لا يا سوسو كل الحكاية إنه تلفوني وقع في المية الحمد لله إني لحقت الخط قبل ما ضرب.
:طيب يختي عندي ليكي خبر معرفش إذا حلو ولا وحش.
حور بنفاذ صبر: إيه هو يا سارة.
سارة بقهقة: مالك كدة يا بت بصلتك محروقه كدة لييه؟؟.
صرخت حور: سااارة هتقولي يا أخرة صبري ولا أقفل في وشك التلفون؟؟.
كتمت سارة ضحكتها بصعوبة لتقول:
سارة: لا لا خلاص هقولك و النعمة.
حور: هاا إيه هو.
سارة بهدوء: نردين جات مصر إمبارح.
إنتفضت حور من مكانها ليسقط وعاء الفشار من حضنها لتقول بصدمة و قد توقعت سارة ردة فعلها:
حور: سردين... قصدي نردين جات يا نهاااار إسوح.
سارة: ايوة و إحنا بكرة رايحين بيت جدي و هما هيكونوا هناك.
جلست حور مرة أخرى على الأريكة لتقول بفرح:
حور: طيب كويس إنه أنتي جاية عشان إحنا بردو هنروح بكرة على بيت جدي.
سارة: طيب حزري فزري مين هيجي تاني هناااك.
إستغربت حور لتعقد حاجبيها و بدأت بحك اعلى رأسها مفكرة لتقول بيأس:
حور: مين تاني مفيش حد غيرنا يا صرصور.
إبتسمت سارة: لا هيجي أسد كمان هناك.
ما أن سمعت حور إسمه تجدمت و إتسعت عيناها بصدمة تنفسها إضطرب و دقات قلبها أصبحت متسارعة و معدتها بدأت تؤلمها بخفة...صمتت لتستغرب سارة و تقول:
سارة: حوور إنتي سمعاني....حووور.
حور: هااا.
سارة: هااا إيه يا بنتي بقولك أسد جاي و إنتي تقوليلي هااا.
أغمضت حور عيناها عدة مرات لتستعيد نفسها المشتتة لتقول بهدوء:
حور: مش غريبة إنه يجي بعد السنين دي كلها يا سارة.
سارة: هي أه غريبة بس أحسن عشان يغير جو دا هو شديد حبيتين و هاري نفسه في شغل الشركة ليل و نهار مفيش إلا اليومين دول إلي مفيش فيهم شغل كتير و دا كويس.
ردت حور مهمهمة :
حور: طيب يا حب روحي أمشي دلوقتي عشان أنضف البيت عشان ماما مش موجودة لحسن تنفوخني...و شكلها هتبقى إجازة زفت بسبب سردين يووه قصدي نردين.
سارة مقهقهة: ههههه لا متخافيش طالما إحنا بعيد عنها و ملناش دعوة بيها خلاص.
حور: على قولك...طيب سلام يا مزة.
سارة: سلام يا قلب المزة.
أغلقت حور الهاتف لتفكر قليلا هل عليها ان تفرح أم تحزن....تفرح لأنها ستراه بعد طول تلك السنين أم تحزن لأنه لن يتذكرها.
تنهدت بيأس لتقف من على الأريكة و تبدأ بتنظيف الفوضى التي أحدثتها بالفشار و هي تدندن بكلمات أغنيتها الكرتونية المفضلة بينما تنظف و تتمايل مع عصا المكنسة:
حور: عن طيبة الجنة الكون غنى و الكل بيتعلم منا أفكارنا حياتنا و تفانينا و العالم كله يغني.
رفعت عصا المكنسة لتقربها من فمها على هيئة ميكروفون و تقول بصوت عالي:
حور: ليلا ليلا لوووو ليلا ليلا لااااا ليلا ليلا لووووو ليلا ليلا لاااااااااا.
أنزلت عصا المكنسة لتعود للتنظيف مرة أخرى لتنوي إكمال الأغنية ليقاطعها جرس الباب لتقول بصوت عالي:
حور: أيون جااااية أهوه ثانية واحدة بس.
جلبت المجرف البلاستيكي و وضعت به القمامة و إتجهت إلى المطبخ لتضع المكنسة مكانها و تمسك بحجاب ما على الطاولة و تضعه على رأسها بسرعة لتقف عند الباب و بسبب قصر قامتها لم تستطع أن تصل إلى العين السحرية...فتحت الباب لم تجد أحدا لتسمع صوت ضحكات صغيرة لتنظر إلى الأسفل لتجد إبنة جارتهم الصغيرة التي تسمى ريم لتبتسم بإتساع و تنحني نحوها و تحملها لتتشبث ريم الصغيرة في ثيابها و تضحك لتقبلها حور على وجهها قبلا كثيرة لتضحك ريم أكثر فقالت حور بعد أن توقفت عن تقبيلها:
حور: هو عاصم سابك زي كل مرة على الباب بعد ما زهق منك.
ضحكت ريم مرة أخرى كأنها فهمتها لتضحك حور و تدخل بها إلى الداخل من جديد و ذهبت بها نحو غرفتها لتفتح الباب و تدلف داخلا و تغلقه خلفها إتجهت إلى سريرها و وضعت ريم في منتصفه لتجلب لها جميع الألعاب خاصتها و بعض الدباديب المحشوة بالقطن لتقول لها بينما تنزع الحجاب عن رأسها:
حور: ريم حبيبتي أنا هروح أتوضى و أصلي و نيجي نلعب مع بعض.
صفقت ريم بطريقة طفولية تدل على موافقتها لتضحك حور عليها و تذهب نحو حمامها الخاص لتتوضئ و تخرج ثانية لتنشف وجهها و يديها ثم أمسكت إسدالها و ارتدته لتفرش سجادة الصلاة و تبدأ بصلاتها.....و هي في أخر ركعة بدأت ريم بالزحف من على السرير للخلف لتنزل على قدميها لتضحك كونها نجحت بهذا بدأت تخطوا و هي مستندة على حافة السرير و تنزل رويدا على الأرض لتبدأ بالحبي نحو حور لتأتي أمامها و تجلس صفقت بيدها لتنام بهدوء في منتصف السجادة و ترفع قدمها اليمنى محاولة أن تدخل أصبع قدمها الكبير في فمها بينما تنظر إلى حور...إنتهت حور من صلاتها لتنحني نحو ريم بسرعة و تبدأ بدغدغتها و ريم تضحك بصخب و حور معها.
أمسكتها حور مرة أخرى لتحملها و تضعها على السرير لتنزع إسدالها و تضعه في مكانه المخصص هو و السجادة لتجلس أمام ريم لتحبو نحوها و تجلس في حضنها و ترفع نفسها بينما حور تسندها بيد و تراقبها تريد أن تعرف إلى أين تريد أن تصل.
وقفت ريم على أقدامها لتضع يدها الصغيرة على شعرها ليسقط شعر حور من لمستها فقط لتضحك بينما ترى شعر حور منسدلا لتمسكها حور و تقول بشقاوة و هي تضيق عيناها بشكل مضحك:
حور: أه يا خبيثة أنتي كل دا عشان تخلي شعري يتفلت يا خبيثة يا ريم.
وضعتها في حضنها لتمد يدها نحو الكومود و تفتح الدرج الأول لتخرج منه لوح شوكولاتة و تغلقه مرة أخرى.
ريم فتاة صغيرة تبلغ من عمرها عاما و نصف فقط لديها شعرا أسود قصير بما إنها لازالت طفلة و عينان بنية داكنة اللون و بيضاء البشرة و هي سمينة قليلا كحال أي طفل في هذا العمر و تكون إبنة جارهم هشام الذي يعمل معلما و صفاء والدتها التي تعمل طبيبة... و لديها أخا كبير إسمه عاصم حيث يبلغ من العمر ثمانية سنوات و نصف.
تبقى تلعب معه إلى أن يمل منها فيضعها أمام باب شقتهم و يرن الجرس ثم يرجع مغلقا الباب فهذه عادته.
فتحت حور غلاف لوح الشوكولاتة و تقول و هي تنظر لريم:
حور: و أدي يا ستي شوكولاتة إهيه و مش هتغلى عليكي.
أمسكتها ريم لتبدأ بوضعها في فمها و تمصها بطفولية مصدرة أصوات مضحكة..... تركتها حور لتذهب نحو خزانتها و تخرج منها حقيبة يد لتفتحها و تبدأ بترتيب بعض الثياب و بيجامات النوم...من أجل المبيت في بيت جدها.
إنتهت لتضعها جانبا و تذهب نحو التسريحة لتمسك بشعرها و تمسكه لتجمعه على شكل كحكة لتنزل يدها هكذا و ينسدل شعرها مرة أخرى تنهدت بيأس لتترك شعرها هكذا فهي مهما فعلت لن تستطيع جمعه لانه ناعم جدا.
بينما تضحك عليها ريم و في فمها شوكولاتة ملطخة وجهها و أناملها لتنظر لها حور من المرآة و تفعل حركات مضحكة بوجهها مما جعل ريم تضحك أكثر و قد تجعد أنفها بشكل جميل لتذهب حور نحوها و تحملها و تخرج خارج غرفتها.
كانت ستجلس على الأريكة إلا أن صوت جرس المنزل صدح في الأرجاء لتتنهد و تغير طريقها نحو الباب و وضعت حجاب على رأسها.... فتحت الباب بينما لازالت تمسك بريم لتجدها والدتها صفاء و يبدو إنها قد عادت من عملها توا لتقول صفاء بإبتسامة:
صفاء: إزيك يا حور عاملة إيه؟؟.
حور بإبتسامة: الحمد لله يا دكتورة صفاء إنتي عاملة إيه؟؟.
صفاء: الحمد لله هو عاصم سابها تاني قدام الباب.
حور بضحك و هي تنظر إلى ريم التي تضع أناملها الملطخة بالشوكولاتة في فمها:
حور: أيوة سابها تاني شكلها طفشته بشد شعره ولا إيه.
مدت صفاء يدها لتحمل ريم من حضن حور لتقول بقلق:
صفاء: طيب هي سببتلك دوشة ولا حاجة أو تعبتك؟؟.
حور بقهقهة: هههههه لا أبدا دا تعب ريم راحة و بعدين حد يقعد مع القمر دا و يتعب بردو.
صفاء: هههههه طيب ماشي أستأذن أنا بقى عشان أشوف هشام جوى مش عايزة حاجة.
حور: لا بس حبيت أقولك إنه بكرة إحنا مش هنبقوا موجودين عشان هنروح لبيت جدي بدري.
صفاء: ماشي يا حبيبتي تروحوا و تيجوا بالسلامة.
حور بإبتسامة: الله يسلمك.
ودعتها صفاء لتذهب نحو شقتها بينما أغلقت حور باب الشقة لتنزع الحجاب عن رأسها و تخرج شعرها من تحت ثيابها و الذي سبق و أن أدخلته تحت ملابسها بسرعة....ذهبت نحو المطبخ لتبدأ بإعداد طعام الغداء بينما يصل شقيقها و والداها.
.......................... ................
أسد ألأن جالسا جالسا في مكتبه و يرسم تصميما معماريا من إبتكاره و هو مركزا كل التركيز على الرسم الذي يرسمه....دقائق تمر ليخرج من فقاعته و هو يطقطق رقبته من التعب ليترك قلم الرصاص و يقف من على الكرسي و يتجه خارج غرفة المكتب....صعد لأعلى ناويا الذهاب إلى جناحه إلا إنه تذكر أمرا ما لينادي على أحد الخدم قائلا:
أسد: كاميرون...كاميرون.
خرج الخادم كاميرون من أحد أركان القصر قائلا بإحترام:
كاميرون: أمرك يا أسد بيه؟؟.
أسد بهدوء سائلا: هو إنتوا النهاردة إعتنيتوا ب ليث كويس؟؟.
كاميرون بحترام: طبعا يا أسد بيه.
أسد: طيب خلاص ممكن تروح تشوف شغلك دلوقتي.
إنحنى كاميرون إنحناءة بسيطة ليذهب إلى عمله....أخذ أسد بخطواته نحو الباب المجاور لجناحه ليفتح الباب و يدخل داخلا و يغلق الباب خلفه ليجد شبلا كبير الحجم نسبيا جالسا على الأرض و قد تميز هذا الشبل بأنه أبيض اللون... ما أن وقع نظر الليث على أسد الواقف أمامه واضعا يده بداخل جيب بنطاله القطني وقف و إتجه له بخطوات راكضة....جثى أسد على ركبة واحدة ليبدأ بمداعبة عنق الشبل ليث
مما جعل ليث مرتاحا قليلا....ليلعب معه قليلا كعادته كل يوم و يذهب نحو جناحه و يخرج حقيبة ما و يبدأ بإعداد حقيبة ملابسه بمفرده فهذه إحدى عاداته...لينتهي بعد دقائق معدودة و يذهب نحو الخزانة ليخرج شيئا ما لكن عوضا عن ذلك وقع كتاب من بين ملابسه و خرج من الكتاب صورة.
إنحنى ليلتقط الكتاب و معه الصورة ليدرها بما أنها كانت مقلوبة....صدم عندما وجد فتاة تبدو صغيرة ببشرة بيضاء ناصعة مع شعرا بني فاتح اللون و عيناها كم هي جميلة فعينها اليمنى زرقاء بلون البحر و عينها اليسرى ذهبية اللون كلون أشعة الشمس....إنصدم من كمية الجمال التي تحملها هذه الفتاة التي تبدو أمامه بسن الخامسة عشر...أدار الصورة للناحية الثانية لعله يجد شيئا عن هذه الفتاة لكن خاب ظنه ليستغرب أدار الكتاب ليجد عنوانه مكتوب أعلى غلافه بخط أحمر دموي " أحببته رغم كل شيء".
أعاد الصورة في وسط صفحات الكتاب و أعاده مكانه ليغلق الخزانة و يذهب نحو سريره ليغط في نوما عميق و هو يتمنى أن ينسى ما حدث صباحا.
............. .............. ..............
بدأت أشعة الشمس الذهبية تنحصر رويدا رويدا نحو الغرب لتغرب و يبدأ القمر يظهر مشكلا بدرا جميلة في وسط عتمة السماء الحالكة المزينة بنقاط من النجوم اللامعة و كم كان جميلا مظهر السماء في هذا الوقت مع نسمات الهواء الباردة و المنعشة أيضا.....بينما تجلس حور في شرفة الشقة المطلة على البحر من على بعد كثير لكن هذا لم يمنعها من تأمله أيضا.
كانت تجلس على المقعد و أمامها طاولة زجاجية صغيرة بسيطة بينما رفعت كلتا قدميها على المقعد و تريح ظهرها على ظهر الكرسي و شعرها تجمعه كله على جانبها الأيمن لتمر عليها نسمة هواء باردة عليلة لافحة وجهها الحسناوي لتغمض عيناها مستمتعة بمداعبة تلك النسمة المنعشة لتطير معها بعضا من خصلات شعرها القصيرة نسبيا....فتحت عيناها مرة أخرى لتتنهد للمرة المائة على التوالي كل هذا بسبب تفكيرها به... به هو فقط...هو فقط.
دلف سيف إلى الشرفة ليجلس على المقعد مقابلا ل حور التي لازالت تنظر إلى البحر البعيد و لم تشعر بدخول شقيقها حتى.... إستغرب سيف من هدوء شقيقته الغير معتاد ليتنحنح بصوت عالي....لتفزع حور بشدة ليبدأ هو بالضحك لتضع يدها على قلبها الذي ينبض بسرعة لتنظر له صارخة:
حور: الواحد هو و داخل يقول إحم ولا دستور حتى مش يقعد على حيله و يقعد يلبس العفاريت للناس التانية.
سيف ضاحكا: ما أنا دخلت لقيتك سرحانة في دنيا تانية ولا أنتي هنا...دا حتى محستيش بيا أنا و داخل يا شيخة.
ليقول سائلا:
سيف: هو في حاجة يا حور ولا إيه؟؟.
نظرت له حور و وتربعت على المقعد وضعت مرفق يدها على فخذها و تبرز شفتيها إلى الخارج بعبوس و تقول بإشمئزاز:
حور: ست سردين جات يوووه بقى قصدي نردين افندي جاات هنا في مصر.
همهم سيف على حديث حور ف لطالما لم تعجب حور بها بسبب شكلها و تصرفاتها الغير لائقة...ليقول هو ملطفا الجو فهو لا يحب أن يرى شقيقته عابسة الوجه أبدا فهذا لا يليق بها أبدا:
سيف: طيب سيبك من سيرتها و خلينا في دي إيه رأيك.
أخرج من جيبه ثلاثة ألواح من الشوكولاتة التي تحبها حور ليتحول وجهها العابس في أقل من ثانية إلى وجه مبتسم بحالمية و قد تحولت عيناها لقلوب لتمد يدها و تلتقط ألواح الشوكولاتة من يد شقيقها بسرعة ليضحك هو عليها ف لطالما كان الشوكولاتة نقطة ضعفها.
فتحت حور واحدة منهم لتبدأ بتناولها بشكل طفولي متلذذة بكل قضمة و مع الوقت بدأت شفاهها الوردية تتحول للون الأحمر الذي يشبه لون إحمرار حبة الفراولة الناضجة... فقال سيف:
سيف: صدق إلي قال يخلق من الشبه أربعين.
حور: لييه هو أنت شوفت حد من النسخ ال 39 المختفيين النهاردة ولا إيه.
سيف بضحك: لا يا حور يا حبيبته لأنك إنتي نسخة أصلية من جدتك الله يرحمها و لأني شفتها و إنتي مكنتيش موجودة أصلا.
حور بفضول: كلهم بيقولوا إنه أنا نسخة طبق الأصل منها طيب أوصفهالي كدة و النبي يا سيف.
سيف: حاضر... هي كان شعرها طويل زيك كدة و عنيها بردو زيك بس الفرق الوحيد إنها كانت سمرة حبتين مش بيضة زيك كدة.
حور مهمهمة: بقى كدة.
سيف: أييييوة كدة... دا حتى كمان لما كانت تاكل شوكولاتة زيك كانت شفايفها بتحمر أنا مشفتش كدة بس ماما هي إلي بتقول كدة.
حور متفهمة: أااااه أهوه إلي محيرني شفايفي دي والله لانها بتحمر عشان باكل شوكولاتة و غير كدة هي جينات وراثية نادرة.
سيف: أيوة نادرة....و الحاجة النادرة تنفع ليكي يا قمر.
حور بخجل: بس بقى يا سيف.
سيف: حاضر أقوم أنا بقى أحضر شنطتي عشان بكرة.
حور: ماشي بالسلامة و القلب داعيلك.
تحدثت بلامبالاة بينما تقضم أخر قطعة لوح الشوكولاتة الثاني و تهم في فتح الثالثة....ليضحك عليها سيف عاليا لتدير رأسها نحوه و تجده قد خرج لتتمتم مع نفسها بصوت خافت بينما تكمل فتح الشوكولاتة:
حور: هو دا بيضحك على إيه.
رفعت كتفيها بلامبالاة و تكمل:
حور: تلاقيه إتجنن يا حرام.
لتضحك هي لتكمل تناول الشوكولاتة بإستمتاع و قد نسته هو و نردين تلك.
°^°^°^°^°^°^°^°^°^°^°^°^°^°
||#حور_الأسد||
#الفصل ¤3¤
💥💥💥💥💥💥💥💥💥
في صباح اليوم التالي حيث أشرقت الشمس على قصر أسد السيوفي.
بدأ الحراس الذين يطوقون المكان بالذهاب لأن مناوبتهم الليلية إنتهت لتبدأ المناوبة الصباحية ليأتي طاقم أخر من الحراسة المشددة و يذهب كل حارس إلى مكانه الخاص....ليعلوا فجأة زئيرا قوي أفزع بعض الخدم داخل القصر.
ليعلم الحرس أن أسد يتدرب مع شبله الليث في حديقة القصر الواسعة جدا.....و بالفعل كان أسد يجري تمرين الركض بينما يرتدي بنطالا أسود رياضي و فانيلة رجالية بحملات باللون الأسود مظهرة كما هائل من عضلاته بينما تبللت أطراف شعره الأمامية بسبب العرق لتلتصق في جبينه.
و بجانبه يركض ليث الذي يستمتع بدوره أيضا في هذا التمرين....توقف أسد عن الركض أمام باب قصره ليتوقف بجانبه ليث متعبا قليلا...نظر نحوه أسد لينحني نحوه و يحمله بين يديه ليمشي به إلى خلف القصر ليقف أمام حوض المسبح الكبير لينزله أرضا ليقف الليث على أقدامه منتظرا صديقه.
نزع أسد الفانيلة عن جسده و قفز قفزة سريعة ماهرة بداخل حوض المسبح الكبير ليبدأ بالغوص صعودا و نزولا في الماء بمهارة عالية...لم ينتظر الليث إشارة من أسد عوضا عن ذلك قفز هو الأخر في الماء..بدأ بتحريك قوائمه الأربعة ليصعد على سطح الماء و يكشر عن أسنانه بغضب فقد كانت المياه باردة على جسده... ضحك عليه أسد ضحكة خفيفة ليبدأ بجولة أخرى من السباحة هو و ليثه و بعدها خرجا من حوض المسبح ليذهب نحو الباب الخلفي فتحه و دلف داخلا ليسبقه ليث مهرولا نحو الأعلى و من حسن الحظ أن الخدم لم يظهروا في طريقه وإلا ماتوا رعبا من رؤيته فقط.
صعد هو درجات السلم سريعا و قال مصيحا لكاميرون الذي خرج من المطبخ توا:
أسد: كاميرون خليهم يجهزوا الفطار على ما أنزل.
كاميرون بإحترام: أمرك يا باشا.
ذهب كاميرون ليفعل ما طلبه منه ليكمل هو سيره نحو جناحه ليجد ليث قد فتح الباب و بدأ بهز جسده بعنف ليبعد الماء الملتصق بفروه الأبيض القصير....أخذ أسد ملابسا عادية و يذهب بها نحو الحمام...إستحم سريعا بماء بارد كما يفضل و فرش أسنانه ثم توضئ...إرتدى البنطال ثم أمسك بمنشفة بيضاء و نشف جسده العلوي جيدا و معه شعره بسرعة ليخرج من الحمام....و بدأ بأداء فرضه بينما ليث قد نام مسبقا وسط سرير أسد كما إعتاد.
إنتهى أسد ليرى ليث نائما ذهب نحو غرفة ملابسه أخرج منها بدلة سوداء كالعادة فخزانته مملوءة باللون الأسود ماعدا بعضا من القمصان بيضاء اللون لتكون بدلة كلاسيكية رائعة عندما يرتديها و بعضا منها أيضا باللون الأسود و كم يبدو فاتنا و مثير الشكل إذا إرتدى قميصا أسودا تحت البدلة...ليتوج ملكا تحت عنوان الغموض بحرفية تامة منه.
و بالفعل أخرج من إحدى الرفوف قميصا أسود ليرتدي بنطال البدلة السوداء ثم أمسك القميص الأسود ليرتديه ليترك اول ثلاثة أزار حرة طليقة كالعادة أمسك بجاكيت البدلة ليرتديه بحركة رجولية سريعة صادرة منه ثم جلس على المقعد و إرتدى جذمة سوداء لامعة.
وقف منتصبا ليتجه نحو درج الساعات أمسك بساعة ما و إرتداها في يده اليسرى ثم خرج من غرفة الملابس...وقف أمام التسريحة ليبدأ بتمشيط شعره الفحمي لأعلى و أنهى طلته برشة من عطره المفضل.
أخذ هاتفه و نزل متوجها لأسفل نحو غرفة مكتبه...أغلق الباب خلفه إتجه ليتأكد من شيئا ما صغير ثم خرج مرة إخرى.... و إتجه نحو طاولة الطعام ليجلس على المقدمة كالعادة فهو بمفرده على أية حال....بدأ الخدم بوضع طعام الفطور أمامه.... قال لكاميرون الذي يسكب فنجانا من القهوة أمامه:
أسد: أبقى خليهم يحطوا الشنطة السوداء إلي في الجناح عندي في شنطة العربية و انا من النهاردة لحد تلات أيام مش هكون في القصر و تهتموا بليث كويس في غيابي مفهوم؟؟.
كاميرون بإحترام: مفهوم يا باشا.
أسد: تقدر تروح دلوقتي.
إنصرف كاميرون بأدب من أمام أسد ليبدأ بتنفيذ أوامره على أحر من الجمر فأي خطا قد يودي بحياته أو بحياة أي أحد....إنتهى هو بعد مرور بعض الوقت ليذهب نحو الباب ليفتحه أحد الخدم ليكمل طريقه و يتوقف أمام سيارته السوداء صعد بها بعد أن صرف السائق و بدأ يقود ليخرج من حدود قصره فنظر عبر المرآة الجانبية ليجد موكب من الحراس كالعادة يسير خلفه.... تنهد بملل كان جليا على ملامح وجهه الحادة و الصلبة ليخرج هاتفه و يكتب رسالة سريعة لسيف و يرسلها له ثم يعيد الهاتف إلى مكانه السابق.
ليكمل طريقه بهدوء مخيف نحو قصر جده و هو عازما على تحقيق ما يريد.
...........................................
ها هي حور تقف أمام المرآة بينما تلف حجابها الذي كان باللون الأسود لتنتهي سريعا لتنظر إلى نفسها...فقد إرتدت بنطالا أسود من الجينز الممدد و عليه تيشرتا بأكمام طويلة باللون الرصاصي مصنوع من القطن و عليه جاكيت طويل قليلا يصل إلى منتصف فخدها و خفيف باللون الأسود أيضا... جلست على سريرها لتخرج حذاءا رياضي من إيديداس باللون الأبيض مخطط بأسود.
وقفت ثم أمسكت هاتفها و وضعته في جيب بنطالها لتمسك بحقيبتها و تهم خارجة من غرفتها و تغلق الباب خلفها بإحكام لتذهب نحو غرفة الجلوس و تجد والدتها رضوى جالسة بجانب والدها الذي همس بشيء ما في أذنها لتحمر رضوى خجلا لتضربه على كتفه بخفة كرد فعل تلقائي...ضيقت حور عيناها بإستمتاع و تزين وجهها إبتسامة خبيثة لتقول بينما تجلس صارخة لينتفض محمد و رضوى على صراخها و هي تقول بدرامية:
حور: لااااااااا كدة حرام إلحقني يا سيف محمد قاعد بيتحرش و يعاكس في رضوى وسط البيت.
سيف بفزع: إيه في إيه...حصل حاجة؟.
حور تكمل الدراما: أه محمد بيه قاعد يعاكس في رضوى كدة حرام هما غلطوا و لازم يصلحوا غلطتهم دي و يتجوزها.
سيف كان واقفا بذهول...رضوى التي تجلس بجانب محمد و هي منصدمة بشدة من تصرف حور و تضع يدها على فمها بينما محمد الذي همس بصدمة قائلا:
محمد بهمس: يا بنت المجنونة إيه إلي بتقوليه دا!!دا هي مراتي.... مراااتي.
ليصرخ بأخر كلمة بينما حور نظرت على وجوههم لتبدأ بالضحك بصوت عالي جدا جدا....لم تتمالك نفسها أكثر لتسقط أرضا من فرط ضحكها....هم إلى الأن لم يخرجوا من صدمتهم إلا بعد أن رأوها تسقط أرضا ليبدوأ بالضحك معها لأنها نجحت في إخافتهم و إصابتهم بالصدمة.
توقفوا جميعا للحظة عن الضحك ثم عادوا يضحكون مرة أخرى أمسك سيف بيدها ليوقفها على قدميها بينما هي مازالت تضحك لتقول بينما تمسح الدموع التي خرجت من كثرة الضحك:
حور: أااه يا ولاد لو شفتوا وشوكم كان عامل إزاي كأنكم إتلبستوا بخمس عفاريت دفعة واحدة.
سيف: دا أنتي لوحدك ملبوسة لسا هتلبسي الناس مش كفاية علينا أنتي؟؟.
محمد: سيف عنده حق دا إلي هيتجوزك يا حور أمه داعية عليه من يوم ما إتولد.
لتومئ رضوى موافقة على حديث محمد بينما تشير إليه و على وجهها إبتسامة خفيفة....كتفت حور يديها إلى صدرها و تقول بغرور مصطنع:
حور: دا يحمد ربنا ليل و نهار لأنه إلي هياخدني كأنه طال حتة من القمر.
سيف مكملا: قصدك طال القمر كله.
حور صارخة بخجل: ما إحنا قلنا حتة تبقى حتة يا أخي أنت بارد و مستفز.
ليقاطع صراخها حديث محمد:
محمد: طيب يلا بينا عشان لسا الوقت طويل قدامنا فلازم نوصل بدري كالعادة.
حور و سيف: حاضر يا بابا.
أمسك سيف بحقيبته هو و شقيقته بينما حمل محمد حقيبة تخصه هو و رضوى ليخرجوا من الشقة بعد أن تأكدت رضوى من كل شيء و تغلق الباب بالمفتاح و تذهب نحو المصعد عندما كانوا ينتظرونها.
خرجوا جميعا من باب العمارة ليقف عم عبده البواب و يحيهم و يردو له التحية بحرارة شديدة....ذهب سيف نحو سيارة والده بعد أن فتحها من بعد بواسطة زر التحكم...فتح الحقيبة الخلفية للسيارة و وضع فيها الحقائب و يغلق الباب الخلفي مرة أخرى....تحدثت حور بينما تطلب من والدها بإحترام:
حور: بابا هو أنا ممكن أروح مع سيف؟؟.
محمد بإبتسامة: طبعا يا حبيبتي و ليه لا.
حور قافزة بسعادة: ربنا يخليك ليا يا بابا.
إبتسمت رضوى على حور فمهما كانت مشاكسة و متمردة فهي لن تنسى إحترامها لوالدها أو لها أبدا....جلس محمد في مقعد السائق و رضوى بجانبه ليبدأ بالقيادة بهدوء كالعادة....جلست حور سريعا في المقعد بجانب السائق منتظرة سيف ليأتي لها ويجلس بجانبها خلف مقود القيادة ليقول بشك بينما بدأ بالقيادة:
سيف: أنا مش مطمن إنك عايزة تيجي معايا هنا في العربية في حاجة أكيد.
ضحكت حور لأنه كشفها فتقول بإبتسامة:
حور: أمووت فيك و أنت فاهمني كدة يا سيفو يا قلبي أنت.
سيف: طيب هاه بقى عايزة تعملي إيه.
حور: عايزة أعمل دا.
لتخرج هاتفها من جيب بنطالها و توصله بوصلة خاصة في راديو السيارة و تبدأ بتشغيل الأغاني بصوت عالي جدا ليضحك عليها سيف...لتشير له بأن يبدأ بالقيادة بسرعة ليسبق والدها و يفعل كما أرادت.
نظر محمد بجانبه من النافذة بعد أن سمع صوت بوق سيارة إبنه ليجد حور تلوح له بإبتسامة بلهاء و يصل إلى مسامعه صوت الموسيقى الصاخبة ليعلم أن حور هي السبب و لهذا طلبت منه الذهاب مع سيف...لأنها لو كانت معه لما سمح بهذا أن يحدث.
نظرت رضوى هي الأخرى لتلوح لها حور و لمحت سيف يبتسم و هو يهز رأسه بخيبة أمل من شقيقته....ليسرع سيف و يتعدى سيارة والده و هي لا تزال تلوح لهم بإبتسامة بلهاء.
..........................................
توقفت سيارة أسد أمام مطعم فخم فنظر في ساعته بينما مازال جالسا في سيارته....أخرج هاتفه و إتصل برقم ما ليرد الطرف الأخر بإحترام:
أحمد: أسد باشا إحنا منتظرين حضرتك في المطعم زي ما طلبت.
أسد ببرود: ماشي.
لم ينتظر إجابة أحمد ليغلق الهاتف هبط من سيارته ليرتدي نظارته السوداء ليمشي خلفه حارسين و أمامه حارسين مهد الحارسين الأمامين له الطريق و فتح إحداهما الباب ليتوقف الأربع حرس خارجا و الباقي طوق المكان بأكمله....دلف داخلا بخطوات رجولية لينظر في الأرجاء ليجد سكرتيره أحمد قادما نحوه مهرولا بخطوات سريعة و يقف أمامه قائلا:
احمد: أسد باشا الوفد التركي موجود و في إنتظارك من خمس دقايق بس.
سار أسد و بجانبه أحمد متجهين إلى طاولة بعيدة عن الحضور الذين بدأوا بالتهامس عن أسد و جميع الأعين عليه فقال أسد ببرود:
أسد: التصاميم موجودة معاك؟؟.
أحمد يومئ: أيوة يا فندم موجودة و جاهزة كمان حتى العقود موجودة مش ناقصة غير إمضيتك بس.
أسد: تمام كويس جدا.
وصلا إلى الطاولة التي يجلس عليها شخصا يبدو في عقده الخامس و غريب الملامح قليلا ليقف ما أن وقعت عينيه على أسد الذي كان يتقدم :
الوفد التركي: سعيد برؤيتك سيد أسد.
( الكلام بينهم بالتركي بس انا هكتبه باللغة العربية الفصحى)
أسد مصافحا إياه: و أنا أيضا سيد يوسف أوغلوا.
جلس ثلاثتهم ليتحدث يوسف أوغلوا:
يوسف: هل إنتهيتم من رسم التصاميم؟.
أسد بهدوء: نعم إنتهينا منها و أيضا قبل المهلا التي حددتها في العقد مسبقا و بخصوص هذا الأمر لقد جلبت معي رسم التصاميم لكي تراها بنفسك و إن كنت موافقا سوف يعقد العقد بشكل رسمي.
يوسف بإبتسامة: جيد جدا هل يمكنني رؤية التصاميم الأن من فضلك؟.
أسد: بالتأكيد.
أشار أسد بيده ل أحمد الذي أمسك حقيبة بنية اللون من جانبه و فتحها ليخرج رسم التصاميم ثم بسطها أمام الوفد التركي لينبهر يوسف من دقة و مهارة في الرسم ليقول بذهول:
يوسف: في الواقع لم أكن أتوقع هكذا تصاميم بهذه الدقة و المهارة العالية سيد أسد .... أنا موافق على التوقيع و عقد العقد مع شركتكم.
أسد: يسرني التعامل معك سيد يوسف أوغلوا.
يوسف: أنا أكثر سيد أسد.
صافحه أسد لينظر إلى أحمد و يقول:
أسد: أحمد هات العقد عشان أمضيه لأنه عايز أمشي...و بكرة مش هاجي الشركة.
أحمد: حاضر يا أسد باشا.
أخرج أحمد العقد ليمسك أسد بالقلم و يمضي ثم نظر إلى سيد يوسف أوغلوا محدثا إياه بالتركية:
أسد: عذرا منك سيد يوسف سوف أتركك تكمل إجراءات العقد مع أحمد لأنه علي الذهاب الأن.
يوسف: لا لا يوجد مشكلة سيد أسد.
أسد: حسنا إذا أنا قد مضيت العقد و أعتذر مرة أخرى.
تحدث بينما ينهض ليصافحه للمرة الأخيرة و يتركه مع أحمد بينما هو بدأ في السير نحو باب المطعم ليفتح له الحارس الباب بإحترام و الحارس الأخر أعطى إشارة مسبقى ليتجمع جميع الحرس بجانب السيارات....فتح له الحارس باب السيارة ليدخل و يشير للحارس بالذهاب فذهب سريعا لينضم إلى باقي الحرس...نزع أسد نظارته راميا إياها على المقعد بجانبه أدار محرك السيارة ليبدأ بالقيادة بهدوء...بعد مرور بضع دقائق قليلة رن هاتفه ليخرجه من جيب سترته بينما نظره مثبتا على الطريق....فتح المكالمة دون النظر إلى الأسم فوجد صوتا رقيق يرد عليه:
سارة: أسد وحشتني أووي.
لأنت ملامح أسد الجامدة عندما علم إنها شقيقته الصغرى ليرد قائلا بحنان:
أسد: و أنتي أكتر يا حبيبتي...عاملة إيه؟
سارة بإبتسامة: كويسة... مش إنت كويس؟؟.
أسد: طالما حبيبتي كويسة أنا كويس.
سارة بخجل: ربنا يخليك ليا.
أسد: كان نفسي اشوفك و إنتي شبه الطماطم بس يلا خيرها في غيرها.
سارة بقهقهة: طيب يا سيدي هعديها المهم إنت فين دلوقتي؟.
أسد: أنا قدامي ساعة يمكن أو أقل و إنتوا وصلتوا.
سارة ممازحة: قصدك وصلت يا أسد وصلت.
أسد مستغربا: ليه لوحدك أومال أمك فين.
سارة: سافرت النهاردة الصبح ل لبنان عشان عايزة تفتح فرع جديد هناك من بيوت الجمال زي العادة و هتغيب يمكن شهر أو شهرين.
أسد: طيب ماشي يا حبيبتي إنتي خليكي عندك لحد ما أوصل و اتكلم معاكي.
سارة: طيب و انا مش هطول عليك عشان الطريق و خد بالك من نفسك يا أسد و النبي.
أسد مبتسما: حاضر يا سارة من عينيا.
سارة: مع السلامة يا حبيبي
أسد: مع السلامة.
أغلق هاتفه و زاد من سرعة قيادته ليصل مبكرا قليلا.
...........................................
بعد 45 دقيقة **
في سيارة سيف الذي كان منهمك في القيادة لاحظ سكون و هدوء مريب لينظر بجانبه....ليجد حور نائمة بعمق بينما تسند رأسها على زجاج النافذة إبتسم عليها ليوقف السيارة على جانب الطريق حرر نفسه من حزام الأمان ليستدير نحو حور ليعدل رأسها بشكلا صحيح ثم ضغط على زر أسفل المقعد ليرجع ظهر إلى الخلف ليصبح ممددا و أرجع حور للخلف على ظهر المقعد لينيمها براحة أكثر.
ما أن تركها تململت في نومها لترفع ساقيها نحو معدتها بحركة تلقائية معتادة منها....إبتسم عليها ليجد هاتفه يرن لينظر إلى هاتفه ليجده والده....أغلق الموسيقى التي كانت تعمل من هاتف حور ليرد على والده الذي كان صوته قلقا:
محمد: وقفت ليه يا سيف حصل حاجة ليك أو ل حور.
سيف مطمأنا: لا يا بابا إحنا بخير بس كالعادة حور نامت فوقفت العربية عشان أعدل نومتها بس و هتحرك على طول.
محمد: طيب يا أبني و إحنا قدامنا عشر دقايق و نوصل.
سيف: أنا عارف يلا سلام دلوقتي عشان الطريق.
محمد: سلام.
أغلق محمد هاتفه لتقول رضوى بقلق:
رضوى: وقفوا ليه يا محمد.
محمد: لا متقلقيش دي حور بس نامت عشان كدة وقف.
رضوى بإرتياح: أه طمنتني...طيب يلا يا سيدي سوق بسرعة عشان نوصل.
محمد: مستعجلة ليه دا أنا خدتها فرصة إن حور مع سيف عشان أستفرد بيكي براحتي يا جميل أنت.
رضوى بخجل: بطل يا محمد و ركز في السواقة و بطل الكلام دا أعقل إحنا كبرنا.
محمد بحب: هو إلي يعقد مع وحدة عسل زيك يبطل حب فيكي و بعدين إنتي مراتي مش وحدة غريبة.
رضوى: إخلص يا محمد الله.
محمد: يا عيني على الناس إلي بتتكسف يا جدعان.
صمتت رضوى من كثرة خجلها ليضحك عليها محمد.
بعد 10 دقائق**.
وقفت سيارة محمد أولا في فناء القصر الواسع ليهبط منها و بعده رضوى ليتجه نحو الباب الخلفي لسيارته ليفتحه و يأتي خادمان و يأخذان الحقائب إلى الغرف.
بعدها دخلت سيارة سيف ليوقفها خلف سيارة والده و يطفئ محرك السيارة و يهبط بينما نظر نظرة سريعة نحو والده الذي كان يتحدث مع والدته عن موضوعا ما و يبدوا مهم.....أغلق الباب خلفه ليتجه نحو الباب من نحو حور ليفتحه و كان سيحمل حور لكنه لاحظ دخول رجال كثيرة تطوق المكان و يبدوا من ملابسهم إنهم حرس ليعلم أن أسد قد أتى.
دلفت سيارة أسد إلى الداخل ليوقفها و يهبط منها برجولة مغلقا الباب نظر إلى عمه و زوجته الذين إنصدما من رؤيته بعد طيلة غيابه ليتجه نحوهم بهدوء و على وجهه إبتسامة خفيفة تكاد ترى...بينما سيف حمل حور لعتدل ظهر المقعد أوتوماتيكيا ليغلق الباب بقدمه.
تحدث أسد بينما يحتضنه عمه بشوق:
محمد: إزيك يا أسد يا أبني عامل إيه؟...وحشتني جدا.
أسد: الحمد لله يا عمي إزيك أنت؟؟.
محمد: أنا بقيت أحسن بشوفتك يا أبني...إيه مش هتسلم على مرات عمك؟؟.
أسد: و أنا أقدر...أزيك يا ماما رضوى؟.
إحتضنته رضوى بمحبة كبيرة لتقول بسعادة عارمة:
رضوى: الحمد لله يا حبيبي...إنت كبرت أهوه و بقيت راجل قد الدنيا يا حبيبي.
أسد: أه يا ماما رضوى...ليقول سائلا...هو سيف فين؟؟.
سمع صوتا خلفه ليستدير و يرى سيف و هو يحمل حور بين يديه....لم يتعرف عليها ليستغرب ليقول:
أسد: إزيك يا سيف.
سيف بإبتسامة: كويس يا أسد إزيك إنت.
أسد: الحمد لله.
سيف سائلا: إيه يا عم...ليه كل الحرس دول حولين القصر؟؟... و بعدين المكان بعيد عن الناس و أمن ملوش لزوم.
أسد بهدوء: لا هما بيشوفوا شغلهم مش اكتر يا سيف.
ليقاطعهم محمد قائلا :
محمد: طيب يلا ندخل جوى عشان حور يا سيف.
سيف: حااضر يا بابا.
ليسير محمد و رضوى أولا بينما بدأ سيف و أسد بالسير و سأل سيف:
سيف: إنت لابس بدلة ليه...متخنقتش منها طول اليوم.
أسد: لا كانت معايا مقابلة شغل مع وفد تركي عشان تصاميم لشركة هتتبني في تركيا.
سيف متفهما: أمممم ماشي يا معلم.
دخلا إلى الداخل و بينما هما يسيران إلى طريق الصالة تملمت حور بين يدي سيف ليتوقف عن السير و توقف اسد بدوره....لم يسأل أسد على الفتاة التي يحملها سيف و التي هي حور ليراقب ما تفعله الفتاة بين يديه....حور رفعت يدها اليمنى لتحاوط عنق سيف و تتمتم بنعاس:
حور بنعاس: سييف.
سيف: نعم يا حور.
حور: هو إحنا وصلنا ولا لسا؟؟.
سيف: لا لسا واصلين يا حبيبتي.
رفعت حور رأسها بينما هي مغمضة العينين و تقول بغضب ناعس بينما أسد يراقب الوضع بصمت و سيف إبتسم:
حور: طيب مصحتنيش ليه يا بارد نزلني يلا.
سيف بقهقهة: ما أنا لقيتك نايمة قلت خلاص أشيلك و أوديكي الأوضة عشان تكملي نوم على السرير.
أنزلها بينما يتحدث لتقف على قدميها و تقبض بيدها على تيشرته و سيف وضع يده خلف ظهرها لتفتح عيناها بنعاس لتظهر زرقاوتيها بينما إتسعت عينا أسد بصدمة فهذه الفتاة التي تسمى حور تشبه حدا كبيرا الفتاة نفسها التي كانت في الصورة فقد تبينت ملامحها بعد أن أنزلها سيف من حضنه....لكنه أجزم بأنها ليست هي لأن الفتاة في الصورة عينها اليسرى صفراء ذهبية لكن هذه فلا....نظرت حور بنعاس إلى سيف بينما تتمسك لتقول بعبوس:
حور: سييف أنا نعسانة خالص مش قدرة حتى أفتح عينايا ممكن تطلعني أوضتي و تعتذر لجدي لأني مش هسلم عليه و أنا في الحالة دي أكيد.
لتقول أخر كلمة بينما تتعرقل لتمسك بسيف أكثر الذي كان يضحك عليها بصوت منخفض لأنه إن سمعته حور يضحك عليها سوف تغضب منه فقال لها بعد أن تمالك نفسه:
سيف: حاضر.
اغمضت هي عيناها بينما لا تزال واقفة ليبدأ بالسير و هي معه ممسكة به و هو يسندها ليشير برأسه لأسد أن يدخل إلى إلى الداخل ليومئ له أسد بصمت....صعدت حور درجات السلم الطويلة مع سيف ليذهب إلى أخر باب غرفة في طريق الردهة من الجهة اليمنى الذي ينتهي بنافذة كبيرة بعض الشيء...فتح الباب ليذهب بها نحو السرير سطحها عليها لتغرق في النوم ما أن لامست رأسها الوسادة...رفع قدماها من على الأرض ليبدأ بنزع الحذاء من قدميها ليضعه تحت السرير ثم إتجه نحو رأسها ليبدأ بنزع الحجاب الأسود عن رأسها لكي تنام براحة أكثر ليظهر شعرها الذي كان مجدلا و قد جمعته على شكل كحكة...فتح عينها اليسرى بهدوء لينزع العدسة الطبية برفق و يخرج العلبة من جيب بنطالها و يضعها في مكانها المخصص.
ليلقي نظرة أخيرة عليها و يخرج مغلقا الباب خلفه... ليسير و هو ينظر إلى ساعة يده ليصتدم ب.. ..............
......... .................................
بينما في الأسفل...حيث دخل أسد بخطوات هادئة ليجد عمه محمد و زوجته رضوى جالسين على أريكة مقابلة للمقعد الذي يجلس عليه جده هلال و في أريكة أخرى أيضا كانت تجلس عليه شابة و إمرأة في سن رضوى و عمه الثاني و كان إسمه أحمد.
الفتاة: نردين أحمد...إبنة عم أسد و حور و إبنة خالة أسد أيضا...تبلغ من العمر 25 عاما.... كانت تدرس في الثانوية نفسها التي درس بها أسد و سيف و لكن أكملت دراستها الخارجية خارج البلاد و قد عادت من جديد...هي أطول من سارة بقليل لكن مغرورة جدا جدا...لديها شعرا أشقر اللون يصل إلى منتصف ظهرها و ذات أعين رمادية و بيضاء البشرة....كانت تحب أسد و لكن ليس لشخصه و إنما لثروة والده و عمها الكثيرة جدا... و ترتدي ملابس قصيرة و غير محجبة.
نادية محمد: هي والدة نردين سيدة طيبة و حنونة القلب جدا و لم تعرف نوايا إبنتها أبدا ولا تعلم عنها شيئا إلا القليل لان نردين دائما الأبتعاد عنها و لم تتقرب منها.
أحمد السيوفي: هو والد نردين و هو رجل معروف بإدارته لسلسلة مطاعم و فنادق مشهورة حول البلاد يحب زوجته و إبنته كثيرا لكنه حزين أيضا لأنها غير مقربة منه هو أيضا. .و يعيش مع والده بناءا على طلب من زوجته نادية.
..............
رأه أحمد ليقف و يسلم عليه و يحتضنه أسد بدوره و سلم على نادية أيضا...و إتجه فورا إلى جده ليلقي السلام عليه ممسكا يده اليمنى و يقبلها ... ليحتصنه جده سريعا قائلا بشوق:
الجد: إزيك يا إبن الغالي مش باين أبدا.
أسد: معلش يا جدي الشغل كان كتير بس أديني جيتلك أهوه و هقضي الأجازة هنا كمان.
الجد: البيت شرف و نور بيك يا أبني.
أسد: منور بيك يا جدي.
جلس الجد مكانه و قبالته أسد بهدوء...بينما هو لاحظ نظرات نردين النارية له و لكن لم يبالي بها أبدا و بقي يتحدث مع عمه محمد و جده و يشاركهم أحمد القليل من الحديث بينما هو يعمل على بعض الأوراق.
في الأعلى**
عندما خرج سيف من غرفة حور و هو يسير ناظرا لساعة يده و يجدها الساعة الرابعة عصرا .... فجأة إصتدم ب سارة التي كانت قد خرجت توا من غرفتها. كادت أن تقع إلا إنه أمسكها من أكتافها بسرعة لتشهق هي و تمسك إحدى يديه.. .أسندها جيدا بينما هي نظرت له بتوتر لتبتعد عنه بسرعة و تقول بتوتر و قد غزى الأحمرار وجنتيها:
سارة: أنا أسفة كنت لسا طالعة من الأوضة و مخدتش بالي منك.
تحدث سيف بهدوء ناظرا لها و قد كان يفترس ملامحها جيدا لتنظر هي إلى الأرض سريعا خجلة من نظرته المتفحصة تلك:
سيف: لا دا أنا إلي أسف لأني كنت ببص في الساعة...على العموم ولا يهمك محصلش حاجة.
تحدثت سارة بهدوء قائلة:
سارة: طيب لو سمحت هي حور فين؟؟.
سيف: حور نايمة في أوضتها.
سارة: طيب و ماما رضوى تحت.
سيف: أه تحت و أسد جه كمان.
رفعت سارة رأسها نحوه بسعادة و تقول بسرعة:
سارة: بجد......طيب الحمد لله على السلامة...عن إذنك هنزل.
كان سيرد عليها لكنها لم تعطه المجال لأنها هبطت مهرولة لأسفل لكي ترى شقيقها.... تنهد هو بتشتت من حاله لينزل لأسفل بهدوء ذاهبا خلفها بدوره لكي يسلم على جده.
كان أسد جالسا يتحدث مع محمد ليشعر فجأة بيدان صغيرتان تعصبان عيناه ليقول بهدوء بعد أن علم من هي:
أسد: إنتي عارفة إنك مهما عملتي هعرفك يبقى متحاوليش أحسن يا سارة.
لتنزل سارة يديها من على عينا أسد و تقول بتأفف:
سارة: يوووه مفيش في مرة مقدرتش تعرفني.
وقف أسد و توجه نحوها ليحتضنها و تحتضنه هي بدورها و تشدد عليه و تقول:
سارة: وحشتني أووي يا أسد.
أسد: و إنتي أكتر يا حبيبتي.
سارة: سلمت على جدو طيب.
أسد: طبعا يا حبيبتي.
أمسكها من يدها و يجلسها بجانبه و هو محتضن كتفها نحو صدره العريض لتبتسم سارة و تمسك بيده.
ليبتسم محمد و أحمد و جدهم هلال و هم ينظروا لهما....ليتحدث سيف بينما يدلف داخلا... لتختلس سارة نظرة سريعة نحوه ليلاحظها أسد لكنه لم يتحدث :
سيف: جدو حبيبي وحشتني جدا.
هلال: إزيك يا سيف.
سيف: الحمد لله يا جدو و إنت عامل إيه.
هلال بسعادة: طول ما إنتوا حوليا أنا هبقى كويس.
سيف مقبلا يده: دايما يا رب دايما.
جلس هلال على مقعده ليجلس سيف بجانب رضوى التي تبتسم عليه فتحدث هلال مستغربا من هدوء القصر:
هلال: إومال حور بنتك فين يا محمد هي مجتش معاك ولا إيه؟؟.
محمد ضاحكا: دي تقدر متجيش بردوا...هي تعبت من طول الطريق و كانت نايمة فخدها سيف و طلعها على أوضتها إصبر ساعة ساعتين كدة و هتلاقي البيت كله دوشة.
أحمد: عندك حق والله يا محمد.
إستغرب أسد من تعلقهم الشديد في الفتاة التي تسمى حور و علم إنها إبنة عمه من حديث جده.... يحاول أن يتذكرها لكن لا فائدة أبدا.
...........................................
في إحدى الملاهي الليلية كان يجلس أحدهم عند البار و هو منتظر خبرا ما ليرن هاتفه أمسكه ليرد عليه و يتحدث:
الرجل: هااا إيه إلي حصل؟؟.
المتحدث: تمت الصفقة يا باشا مع الوفد التركي.
الرجل بغضب: إبن ال**** تاني أنا هوريه إقفل إنت يلا.
أغلق هاتفه بغضب ليشرب ما في الكأس الذي بين يديه في جعبته بغضب ليحدث النادل طالبا المزيد لعله ينسى خسارته الفادحة لهذه الصفقة أيضا.
...........................................
في المساء**
في غرفة حور التي إستيقظت على رنين هاتف الغرفة لتمد يدها و تضع سماعة الهاتف الأرضي على أذنها متحدثة بنعاس:
حور: أيوووون؟؟.
سارة بصراخ: إصحي يا رخمة الساعة سبعة بالليل.
إنتفضت حور من نومها و هي تشهق قائلة:
حور: يا نهار إسود و منيل بستين نيلة دا هيلو هيزعل مني جامد.
سارة بسخرية: دا يقدر دا إنتي إلي في الحتة الشمال كلها.
حور بصراخ: طيب إقفلي إقفلي عشان ألحق أصلي المغرب و أنزل أجيب تلفوني و بعد كدة هتصرف.
سارة بقهقهة: طيب يا حور سلام.
حور: سلام.
أغلقت الهاتف لتهبط من سريرها و تذهب نحو النافذة لتزيح الستائر و ترى السماء سوداء حالكة...لتذهب مهرولة نحو الحمام لتتوضئ سريعا و تخرج بينما تنشف وجهها و يديها...أمسكت الأسدال و إرتدته و فرشت السجادة و بدأت تصلي....بعد فترة ادت فرضها لتنزع إسدالها و تمسك السجادة و تضعهم على السرير لفت حجابها جيدا...إرتدت حذائها الرياضي.
فتحت باب غرفتها لتخرج و تغلقه خلفها...نظرت لباب الغرفة المقابل لها بحزن لتتنهد و تأخذ خطواتها مهرولة نحو باب القصر و تمشي بهدوء كالقطة و كم هي بارعة في هذا...لتسمع أصواتهم من غرفة الجلوس لتسير ببطئ أكثر...فتحت باب القصر و تخرج منه و تغلق الباب بهدوء... إبتسمت هي ببلاهة على ما فعلته لتعض على شفتها السفلية من فرط حماستها و من أجل عدم صراخها.
سارت نحو السيارات المصفوفة خلف بعضها البعض في فناء حديقة القصر الأمامية.... تنهدت بعبوس لأنها قد نسيت وضع عدستها اللاصقة..إتجهت سريعا نحو نافورة الماء لترى إنعكاس وجهها لتحمد ربها كثيرا كون إنه لم يرها أحد..أخرجت العلبة من جيب بنطالها..لتفتحها و تخرج العدسة بسرعة و تضعها بحذر شديد في عينها اليسرى... رمشت بعينها قليلا و عدة مرات لتعتدل العدسة جيدا...أمسكت العلبة و وضعتها في جيب بنطالها مجددا.
إتجهت نحو السيارات مرة إخرى لتقطب حاجباها بإستغراب من الطريقة التي إصطفت بها السيارات فقد كانت سيارة والدها و سيارة سيف محتجزة بين سيارة عمها أحمد و سيارة سوداء عالية فخمة لم تعرفها لمن...لم تهتم للموضوع إتجهت إلى سيارة عمها أحمد لتصعد عليها بهدوء و تقف على سقفها لتقفز برشاقة على سطح سيارة والدها و حمدت ربها بإنها لم تصدر صوت الأنذار....لتقفز مرة إخرى على سقف سيارة سيف و لم تطلق الأنذار لترفع يدها لأعلى على شكل قبضة و تضحك بصوت خفيف....سارت إلى الخلف لتنزل و أخرجت مفتاح السيارة الاحتياطي من جيبها لتفتح الباب الخلفي للسيارة. ..... دخلت إلى الداخل و بدأت بعبور المقاعدة بخفة و أمسكت هاتفها لتخرج مرة إخرى و تغلق الباب كأنه لم يفتح....صعدت مرة إخرى على سقف السيارة لترى إنها بعيدة عن الطريق التي جائت منه....فنظرت إلى يسارها لتجد السيارة السوداء بجانبها لتقول:
حور: خليني أعدي من عليها أحسن و أسرع عشان أدخل أسلم على هيلو لحسن يزعل... بس هي دي عربية مين دي حلوة أووي...يلا مش مهم.
أمسكت هاتفها جيدا لتقفز عاليا على سقف السيارة...ما أن وقفت عليها أصدرت السيارة صوت إنذار عالي جدا لتنتفض من قوة الصوت و في ثانية وجدت السيارة محاوطة بأعتى الرجال صلابة مشهرين بأسلحتهم في وجه حور التي صدمت من سرعة الوضع لترفع يديها لأعلى بينما لازالت ممسكة بالهاتف و تقول ببلاهة كأنها مجرمة بريئة:
حور بغباء: والله العظيم ما عملت حاجة غير إني جبت التلفون بتاعي يا جماعة.
و كما هم الحراس لازالوا مشهرين السلاح في وجهها.
....................................
في الداخل رن هاتف أسد بعد أن صمتوا جميعا لأنهم سمعوا صوت إنذار السيارة من الخارج ليجزم أسد بإنها سيارته...أخرج هاتفه ليرد ببرود:
أسد: طيب خلاص أنا جاي دلوقتي.
هب واقفا ليقف معه الجميع ليقول محمد:
محمد: في إيه يا اسد و بعدين إيه الصوت دا.
أسد بهدوء: دا الصوت بتاع عربيتي و الحرس إتصلوا بيا و قالولي في وحدة واقفة على سقف العربية.
محمد و سيف و أحمد: واحدة؟؟.
اسد راحلا: ايوة و أنا خارج أشوفها.
نظر الجميع إلى بعضهم بإستغراب ليخرجوا خلفه مندهشين.
...........................................
عند حور التي لازالت رافعة يديها لأعلى و هي تبتسم ببلاهة في وجوههم... إبتلعت ريقها بتوتر لتبدأ بالصراخ منادية:
حور: باااااباااا...يا سيييف.....يا هييييلو....يا باااااباااا.
رأت باب القصر يفتح و خرج منه أسد لكنها لم تعلم إنه هو....عندما سمع محمد صوت حور ليقول هو و سيف و هلال بصوت واحد:
: دي حووور!!!!!.
سارا خلف أسد بهدوء تام.
نظرت حور نحوهم لتجد شخصا ما يرتدي أسود في أسود يربت على كتف احد الحرس لينزلوا أسلحتهم و بالفعل أنزلوا أسلحتهم بسرعة ليطفئ هو صوت الأنذار....لم ينظر لها بعد لتقول مفكرة بصوت عالي و هي على حالها:
حور: هو دا لابس إسود في إسود كدة ليه؟؟....دا شبه دراكولا مش ناقصله غير سنان مصاص الدماء.
سمعها أسد ليبتسم بسخرية عليها...رفع رأسه لينظر بينما إتسعت هي عيناها و قد إجتمع الجميع خلف أسد ينظرون لها بينما هي تقف على سقف سيارته....نظرت لأسد و بقيت تنظر في عيناه السوداء التي كانت تلمع من ضوء القمر المسلط على عينيه لتتوه في بحره الأسود من دون أن تشعر.
إلا إنها إستفاقت من غرقها على صوت والدها الذي تحدث سائلا إياها بشك:
محمد: حوور بتعملي إيه على سقف العربية و إيه إلي طلعك برة في وقت زي كدة؟؟.
أنزلت يديها بسرعة بعد أن أدركت إنها بهذا الوضع المحرج لتخجل قليلا و قد لاحظها أسد و هو لازال يفترس ملامحها الهادئة.... تنحنت قليلا لتبدأ بالحديث كانها تلقي خطابا رسميا في مؤتمر ما:
حور: أولا مساء الخير عليكم جميعا...و أنا أسفة يا هيلو إني مسلمتش عليك و عارفة إنك ممكن تكون زعلان مني...بس أنا كالعادة نمت...امممم المهم أنا صحيت بعد ما كلمتني سارة من التلفون الأرضي و رحت نزلت عشان أجيب التلفون بتاعي من عربية سيف لأنه نسي يجيبه فلقيت العربية محجوزة بين العربية الحلوة دي و العربية بتاعتك يا بابا...فرحت ببساطة ركبت على عربية عمي احمد و بعد كدة نطيت على سقف عربيتك يا بابا و بعدين عربية سيف فتحت باب الشنطة و دخلت خدت التلفون و خرجت و قفلت الباب و طلعت تاني فوق سقف العربية...لقيت المسافة بعدية قلت اعدي على سقف العربية دي و أنزل من غير دوشة...بس للأسف أول ما نطيت العربية طلعت صوت الإنذار و في ثانية دا حتى كمان مكملتهاش و لقيت الناس دي لفت حولين العربية الحلوة دي و طلعوا السلاح حسسوني إني مجرمة درجة أولى...بس دا إلي حصل هو أنا كدة غلطت؟؟.
نظرت نحوهم ببرائة و هي تسألهم بعفوية صادرة منها...دقيقة صمت تمر لتجدهم جميعا يضحكون ماعدا هذا الرجل الذي يقف أمامها مفترسا ملامح وجهها و كأنه يحفرها في عقله لكي لا ينسى وجهها أبدا.
تقدمت لكي تنزل من سقف السيارة و قد تهجم وجهها بغضب لأنهم يضحكون عليها...لكن عوضا عن ذلك صرخت بخوف عندما تزحلقت قدمها بسبب سقف السيارة الأملس الناعم و ما سهله أكثر هو أن حذائها الرياضي كان أملس أيضا.....أغمضت عيناها بخوف و غطت وجهها بيديها مستعدة لتلقي ألألم المبرح...لكنها لم تشعر إلى بقبضيتن من حديد تحيط جسدها الصغير.
