رواية شغف
الفصل الرابع والخامس
بقلم ضحي حجازي
الفصل الرابع :
أخذ يحاول الأتصال بها مراراً ولكن النتيجة هي ان هاتفها مغلق ...ألا يكفي انها خرجت
دون ان تأخذ أذنه لا بل تركت تلك الرضيعة التي عمرها لم يتجاوز العشرة أشهر بعد في
المنزل بمفردها ...لم يعد بأستطاعته التحمل أكثر من ذلك ..كان يتحمل من أجل تلك
الصغيرة التي يصعب عليه ان تعيش بلا أم ولكنه وجد ان حياتها معها وبدونها واحدة
فعزم أموره علي ان يتخلص من تلك التي تعد أكبر وأبشع اخطائه ...هو بالفعل لا يتخيل
كيف انه تخلي عن حبيبته التي ليس لها مثيل كي يتزوج تلك !
ـ طبعاً مبتردش كالعادة ...خلاص والله قرفت منها ومبقتش طايقها وانتي كمان مش كده بس انا الي غلطان من الاول ..صمت قليلاً ثم نظر لها كأنما يستجدي عطفها ودعمها قائلاً : أ
ـ نا عارف انه غلط كبير أني أفكر في واحدة متجوزة ومش من حقي بس مش قادر ...أنا عارف
انها بتتعذب ومش عارف اساعدها ...جوزها ده الشيطان ذات نفسه وانا متأكد انه هو الي خاطفها ...نظرت له بعينيها البريئة كأنما تفهمه وتناقشه بالأمر لدرجة انه اجابها قائلاً :
ـ متبصليش كده هي مش هتهرب وتختفي مننا لو كانت عايزة ده مكانتش حكت لبابا الموضوع وبلغتنا انها هتطلق وبعدين علي الأقل كانت طمنت اختها ...أنا متأكد ان هو الي خاطفها وانا هرجعها بأذن الله ..صمت قليلاً كأنما يستجمع نفسه ثم أكمل :
ـ كل حاجة هترجع لمجراها الطبيعي الي كان المفروض تكون فيه و زي م انا الي دمرتها انا الي هرجعها ثم أكمل برجاء :
ـ بس هي توافق !
أخذ طفلته التي أصبحت تشد في قميصه كحركة لتخبره انها تريده أن يحملها أو بالأحري يطعمها فهو يفهم مطالبها بصورة عجيبة ...أخذها الي المطبخ وأعد لها وجبتها من الطعام المخصص للأطفال وأجلسها بجواره علي الكرسي الصغير المخصص لها ثم شرع يطعمها وذهنه يرفض ان يمنحه بعض السكون ويذكره بما مضي من غبائه ..
.......فلاش باك ......
كان وقتها قد مر شهرعلي خطبتهما ...
لم يتغير في تلك الأشهر شيئاً بداخله ناحيتها بل علي النقيض تماماً كان بغضه لها يزداد بمرور الوقت ...بالطبع الي جانب حديث والدته المستمر بالسوء عنها وعن عدم مناسبتها لعائلتهم ذات الأصول الكريمة ..
كان يتحدث معها بالهاتف بالطبع ليس برغبته بل والده الذي أجبره علي ذلك كما أجبره علي تلك الزيجة برمتها ...
ـ طيب هننزل بكره نكمل باقي الحاجات الي المفروض نجيبها ولا انت وراك شغل ؟! كانت تلك كلماتها التي يظهر فيها نبرة الألم
ـ لا هاخد اجازة وهنروح بس ياريت تخلصي بسرعة مش نقعد ستين سنة بنتفرج في محل وفي الأخر تقوليلي مفيش حاجة عجبتني وياريت كمان تعدلي زوقك المقرف ده عشان انا مش ناوي الصراحة اخلي شقتي زريبة
ردت عليه بنبرة شبه باكية : خلاص ابقي نقي انت الي انت عاوزه وانا مش هيفرق معايا ...لم تمهله فرصة كي يرد وأغلقت الهاتف وهو يعلم انها دخلت في نوبة من البكاء الحارق الأن ...
نهر نفسه علي فعلته تلك والتي كررها كثيراً ...حتي وان كان مجبراً علي تلك الزيجة فما ذنبها تلك ان يزيد همومها هموماً وخاصة بعد معرفته ان امها حالتها حرجة للغاية لذا أسرعوا ميعاد الزواج برجاء منها حتي تطمئن علي ابنتها ...
لن يستطيع ان ينسي حديثها الأخير له ان يتقي الله في ابنتها ويحافظ عليها ويحميها ...كلما يتذكر كلامها يستشعر مدي حقارته تجاهها ولكنه بالفعل لن يستطيع ان يكمل وخاصةً بعد ان تعرف علي تلك التي سلبته عقله "سالي" ..
"سالي" بدأت العمل في شركته الصغيرة التي شرع في انشاءها بعد خطبته ل"شغف" كتنفيذ لأتفاقه مع والده ...اعجبته كثيراً ..جمالها ..شخصيتها ..كانت تمثل له امنية صعبة المنال ولكنه قرر ان ينالها عاجلاً أم أجلاً ولكن اولاً عليه ان يتخلص من الأخري ..كانت شقراء ذات جسد شديد النحافة وعيون خضراء وبشرتها قمحية ...من يراها كان يفتن بجمالها ولكن الظاهر ليس كالداخل بالطبع
مر أسبوعان ولم يزداد الوضع سوي سوءاً
كان يتحدث مع والدته التي كانت بدلاً من ان تجعله يعود الي صوابه كانت تقويه علي تلك المسكينة وتصب السم في أذنيه صباً وخاصة بعد ان علمت منه أمر حبه لتلك "سالي"
ـ انا مش عارفه يا حبيبي انت ايه الي رماك الرمية دي بس البت مفيهاش ريحة الحلاوة ولا من عيلة عدلة والصراحة متلقش بيك خالص وبعدين انت كمان مش عايزها يبقي تسكت ليه ؟! صمتت قليلاً ثم أكملت بمكر :
ـ وبعدين الصراحة انا بعد م شوفت سالي الي بتشتغل معاك في الشركة دي وانا مش قادرة اتخيلها غير ليك البنت جمال ومال وحسب ونسب وتعليم متتعايبش ..مش تقولي الزبالة دي
كانت هي وابنها في أحد المراكز التجارية الشهيرة حيث كانت تريد ان تبتاع بعض الأغراض
وطلبت منه ان يقلها ...تقابلا مع "سالي"ووالدتها بمحض الصدفة وقتها وتعرفت هي عليهم واعجبت بهن بشدة وبالطبع لم يخفي عليها نظرات ولدها التي توحي بحبه لها !!
وجدت ان تلك هي فرصة جيدة جداً كي تتخلص من تلك الحثالة التي يريد زوجها المصون تزويجها لأبنه ..
لم ينتهي الحديث عن هذا الحد بل أخذت تعدد محاسن "سالي" ومساوئ "شغف" لدرجة انه حتي إن كان متيماً بعشقها وقتها كان ليكرهها أشد الكره ..
.وأقنعته ان والده قد فعلها وأعطاه أموال الشركة فبأستطاعته الان ان يلغي الامر برمته متحججاً انه لا يحبها وسوف يظلمها ان تزوجها بهذه الطريقة ..
في اليوم التالي كان يحدث والده في هذا الأمر ...
ألقي الكلام علي مسامع والده وهو ينتظر ردة فعله العنيفة ولكن ما وجده كان العكس تماماً!
نظر "عصام" لولده وهو يقول بسخرية وابتسامة متهكمة رسمت علي ثغره :
ـ خلصت كلامك ؟! أسمعني بقي انت مستني مني ايه اقعد اترجاك متسيبهاش واهددك واعمل واسوي ؟!! طيب انا بقي هقولك اني هخذلك ومش
هعمل كده .. الي انت بتقول عليها وقال ايه بتحبها وعايز تتجوزها ماشي اتجوزها انت حر ...الي متعرفوش ان انا الي كنت ناوي أفسخ الخطوبة دي علي اعتبار اني في مقام أبوها ...انا عملت
كل ده عشان كنت متوقع انك هتحبها وهتخاف عليها وانك احق الناس بيها بس الحقيقة اني كنت غلطان وانا مش هرمي بنتي الرمية دي انت متستحقش ضفرها حتي بالطريقة الي سمعتك بتكلمها بيها في التليفون دي ...انا عيني مغمضتش
امبارح وانا بتخيل أبوها وهو بيقولي اني ضيعت أمانته ... انت حتي معملتش حساب لأمها الي بين الحيا والموت وكل أملها انها تفرح بيها وهي اصلا مش راضية عنك كزوج لبنتها لأنها شايفة معاملتك ليها ..ثم نظر لزوجته وقال بتهكم : ومعاملة أمك
المصون الي انا متأكد انها هي الي مكبرة في دماغك الموضوع والي خدت طبعك الزفت ده منها ...أعمل الي انت عايزه يا أدهم بس أفتكر ان هيجي اليوم الي هتندم فيه علي كل الي عملته ده وهتتمني الزمن يرجع بيك تاني بس ده مش هيحصل ...هيبقي فات الأوان يابني ..
......نهاية الفلاش باك ......
أخذت كلمات والده تتردد في أذنه كالأجراس والدموع قد أحتجزت في مقلتيه ..لكم تذكر هذه الجملة واستشعر صدقها ...وبالأخص الأن ..
أخرجه من تفكيره صوت فتح الباب فنظر تجاهها وأستغفر الله في سره كي لا يقوم ويفتك بها الأن فهي حتي الموت كثير عليها
قال بنبرة مخيفة جعلتها ترتجف :
ـ كنتي فين لحد الساعة 2 الفجر يا هانم وسايبة بنتك لوحدها ..لا وكمان قافلة تليفونك
عشان القفص الي متجوزاه ميوصلكيش صح ...كانت نبرته قد أرتفعت بطريقة مرعبة وهو يجذبها من شعرها بقوة جعلتها تبكي من الألم ..
الفصل الخامس :
خلصت شعرها من بين قبضته بصعوبة شديدة ...ثم حاولت ان تنقذ الموقف فتحدثت بنبرة ناعمة قائلة :
ـ والله انا اسفة مكنتش اعرف اني هتأخر كده ...ثم مدت يدها كي تلعب في خصلات شعره القصيرة بنعومة تجعله يود ان يتقئ وأكملت حديثها :
ـ أنت عارف اني ببقي قاعدة مخنوقة في البيت وروكا كانت نايمة فقولت أنزل أروح ل"شيري" صاحبتي نقعد سوا شوية وكنت هرجع قبل م تيجي
بس القعدة خدتني وانت رجعت بدري النهاردة ...أنا آسفة يا بيبي مش هتتكرر تاني ..
نظر لها بأشمئزاز وهو يقول بفحيح :
ـ يستحسن تكون أخر مرة عشان أقسم بالله المرة الجاية هتشوفي وش عمرك م شوفتيه
ولو كنت سكت المرادي فده مش ضعف مني لا ده عشان بنتي مش عشانك وياريت تفهمي ده كويس ...وأخذ يطرق بأصبعه علي دماغها بعنف مكملاً :
ـ وحطي في دماغك دي ان اول م بنتي هتتفطم من الرضاعة انتي مش هيبقي ليكي وجود تاني في البيت ده متعمليش فيها الحمل الوديع ..
كانت سترد عليه ولكنه لم يمهلها تلك الفرصة وتركها وذهب الي غرفة ابنته كي ينام ويزيل فكرة ان يقتلها الان من رأسه
انتظرت حتي تأكدت من نومه ودخلت الي غرفتها أو تلك الغرفة التي كانت مخصصة لكليهما قبل أن يقرر هو أن يتركها ويذهب لينام في غرفة إبنته ..
.لا تتذكر منذ متي بدأت سلسلة المشاجرات المتتالية بينهما ..لنقل منذ أن بدأ يفهم ماهية مشاعره تجاهها وأنها لم تتخطي مرحلة الاعجاب فقط ! هي بالطبع لم تتأثر من ذلك فهي
لم تطيقه يوماً بل تزوجته كي تخرس عائلتها وبالأخص والدها عن الثرثرة حيال أمر الزواج ...زادت المشاكل والخلافات بينهما حتي انهما كانا قد اتفقا علي الطلاق قبل ان تعلم هي بأمر حملها منه ...أتفقا ان يأخذا فرصة أخري من أجل ذلك
الطفل الذي ليس له أي ذنب في خلافاتهما ...حسناً لنقل ان هي من أقنعته بهذا وهو لم يكن يريد ان ينظر لوجهها حتي وإن جئنا للحق هي كانت تبغضه بدرجة أكبر بكثير من درجة بغضه لها ولكن لمصالحها الأولوية هنا ..
نفضت عن رأسها تلك الأفكار وأمسكت هاتفها وأجرت مكالمة ...جائها صوت الطرف الأخر قائلاً :
ـ ياريت طالما مكلماني دلوقتي يكون في جديد وألا مش هيعجبك ردة فعلي
ضحكت ثم أردفت بمكر :
ـ مفيش جديد بس في قديم ...بالنسبة ان الفلوس لسه موصلتش حسابي مثلا ! أصل انت أوعي تفتكر أني هكمل علي الوضع ده أنا مستحملة القرف
والتهزيق بتاعه عشان سيادتك أنما لو علي الحال ده سوري يا بيبي مش لاعبة ...أنا ممكن في لحظة أقلب الوضع عليك
ضحك بقوة أثارت أستفزازها وهو يقول بنبرة قوية :
ـ والله شوية المعلومات الخايبة الي بتجيبهالي عن جوزك دي ولا حاجة أنا أقدر أجبها بمعرفتي يا حلوة من غير م أحتاج أمثالك ...ثم أكمل بنبرة مرتفعة جعلتها ترتجف :
ـ إنما حوار تقلبي الوضع ف انتي فهمتي غلط مش "عمر حداد" الي يتلعب معاه اللعبة دي ي قطة ..لو لسانك فكر للحظة يقول كلمة فأنا الصراحة مش
مسئول عن تصرفاتي وانتي عارفة ...لو تحبي انا ممكن أوريكي عينة من الفيديوهات الي عندي ليكي بصراحة أدهم طلع معاه
فرسة أصل الي متعرفيهوش ان الي كنت مفكراه حبيبك ده باعك وسجلك الفيديوهات الجميلة دي وجه أداهالي مش تبقي تختاري الناس كويس برضه ...أبقي فكريني أخدك ليلة ومتخافيش بدفع كويس ...
جحظت عينيها بذعر وهي تقول :انت بتقول ايه ؟! انت أكيد مجنون ...الي في الفيديوهات دي أكيد مش أنا
ضحك بشدة ثم أغلق الهاتف في وجهها تاركاً أياها تلعن نفسها علي غبائها وتفكر كيف ستخرج من ذلك المأزق الذي سيدمر حياتها وحياة عائلتها التي لن ترحمها ابداً ..
غافلة عن المأزق الأكبر الذي وقعت فيه فقد أستمع لحديثها "أدهم" الذي كان قد خرج ليشرب
حينما كانت تتحدث وصعق بشدة حينما سمع حديثها وقرر أن يتحري عن الموضوع وإن كان حقيقة فموتها سيكون
علي يده لا شك في ذلك ...لم يرد أن يعلمها بسماعه لحديثها كي لا تأخذ إحطياتها ولا يستطيع كشفها فحاول التظاهر كأن شئ لم يكن وفي داخله نيران مشتعلة تريد الفتك بها ..
.......................................
دلف الي الغرفة باحثاً عن زوجته فوجدها تجلس علي السرير ممسكة بهاتفها وتنتحب بشدة ...كانت تطالع صور أختها المفقودة بحسرة
جائها صوته القلق قائلاً :
ـ الجميل هنا وانا قالب عليه الدنيا بره ...كان قد جلس بجوارها علي السرير وقام بمد يده لكي يمسح الدموع عن وجهها ثم جذبها الي صدره كي يشعرها بالأمان ..
دفنت هي وجهها في عنقه وهي تقول مع بكائها المستمر : مش قادرة يا يوسف بجد مش قادرة انا تعبت ...عيلتي كلها ضاعت يا يوسف ...مكانش متبقيلي في الدنيا غيرها وهي كمان ضاعت
كلماتها وبكائها كانا كالخناجر المصوبة لقلبه.. يريد ان يساعدها ويجعلها تتخلص من آلامها ولكنه مكبل الأيدي
حاول التخفيف عنها وهو يبعد وجهها عن صدره وينظر لعينيها قائلاً بلوم مصطنع :
ـ وانا روحت فين هه ؟! ثم أكمل بمرح محاولاً رسم الأبتسامة علي وجهها البرئ : رمتيني في الزبالة في ثانية ي خاينة ؟!! أمال فين أنت أبويا وأخويا وحبيبي ؟!
أبتسمت أبتسامة شاحبة كانت كافية لتنعش روحه المتألمة لألمها ...كوب وجهها بيديه ونظر لعينيها قائلاً :
ـ هترجع يا حبيبتي بأذن الله ..وانا والله بعمل كل الي عليا أنا وأدهم وعمو عصام عشان
نرجعها ومش هنرتاح ولا يهدالنا بال الا لما ترجع لحضنك ونخلصها من الحيوان الي هي متجوزاه ده ...ده وعد مني ليكي يا نور
حياتي ...وأكمل بنبرة كوميدية: أو كما قال الأخ الفنان" تامر حسني " يا نوووور عيني ضميني حسيني ..مش هتضميني بقي ولا ايه ؟!
ضحكت بشدة علي كلماته فهو دوماً يستطيع ان يخرجها من حزنها بدعمه وحبه لها ..أقتربت منه وأحتضنته بشدة قائلة بهيام :
ـ بحبك أوي بجد ..وبحمد ربنا كل يوم أنه رزقني بيك ..
أبتسم لها بعشق قائلاً :
ـ مين الي المفروض يحمد ربنا علي مين قوليلي ؟! انتي اجمل حاجة حصلت في عمري كله والله ...ثم تابع بجدية : صحيح متفكرنيش نسيت ..انتي بقالك كام يوم مبتروحيش الجامعة وانا مش هسكت علي ده تاني ...لازم نلتزم بمواعيدنا ياحضرة الباشمهندسة ...
رفعت يديها الي وجهها كتقليد للحركة العسكرية قائلة : حاضر يا فندم
ضحك كلاهما بشدة فقد أستطاع أخيراً ان يزيل عنها بعض من حزنها ويعطيها بعض الأمل ولكن سرعان ما تغيرت تعابير وجهها الي الاشمئزاز وهي تقول له :
ـ ريحة البرفيوم بتاعتك وحشة أوي
نظر لها بأستنكار قائلاً :
ـ نعم ! ده البرفيوم الي بحط منه علي طول مغيرتوش وانتي عارفه ريحته كويس
ـ مش عارفه ريحته قلبت بطني ..وما كادت تكمل كلماتها حتي جرت علي الحمام بسرعة وأخرجت كل ما بجوفها ...
لحقها هو بسرعة وهو يسألها بذعر : أنتي كويسة ؟! أيه الي حصل ؟!
قامت بغسل وجهها بالماء جيداً وهي تقول : مش عارفه بقيت مش طايقة ريحة اي حاجة وكل شوية برجع
ـ طاب مقولتليش ليه طيب ؟!
ـ مكنتش عايزاك تقلق عليا عادي يعني تلاقيه برد في بطني وهيروح وانت بتقلق جامد
نظر لها بعتاب قائلاً :
ـ مينفعش الي انتي بتقوليه ده تاني مرة تقوليلي علي طول فاهمة ! بكره ان شاء الله هاخدك تكشفي قبل الشغل عشان نتطمن ..
نظرت له بحب قائلة :
ـ انا اسفة عشان خاطري متزعلش
ـ أنا مبعرفش ازعل منك بس الفكرة كلها أني بترعب ...أنا بخاف عليكي من الهوا الطاير والله
ـ متخافش قاعدة علي قلبك ومربعة ...ومش هنول الكركوبة الصفرا دي مرادها ابداً
ضحك بشدة علي تعابيرها مردفاً :
ـ هتفضلي طول عمرك كده أقسم بالله
"نور" هي أخت "شغف" التي تصغرها بعامين وتشبهها في الملامح الي حد كبير ...ذات عينين بنيتين وشعر أسود تغطيه بحجابها بالطبع وبشرة بيضاء وجسدها نحيف ...ملامحها الرقيقة تجعل منها جميلة بالطبع
"يوسف" صديق "أدهم" المقرب الذي يعد كالأخ بالنسبة له ...جسده نحيل ولكنه طويل
ووسيم الي حد ما ...ذو بشرة سمراء وعيون سوداء وكذالك شعره ...يتميز بأخلاقه وتدينه وحنانه مما يجعلها تحبه بصورة لا تصدق
