CMP: AIE: رواية رد سجون الفصل الاول والثانى بقلم شيماء رضوان
أخر الاخبار

رواية رد سجون الفصل الاول والثانى بقلم شيماء رضوان


 رد سجون 

الفصل الاول والثانى 

بقلم شيماء رضوان

 رد سجون 


الفصل الأول:-

بقلم شيماء رضوان


تجري بين الأزقة والشوارع الضيقة بقامتها الطويلة والجسد الممتلئ بعض الشئ وخصلاتها المموجة القصيره نسبيآ التي التصقت علي وجهها وجبينها لكثره تعرقها لركضها العنيف تحاول الهرب منهما ولكن صوت خطاهم أصبح قريبا جدا منها فشهقت مرتعبة من فكرة امساكهما لها وحاولت الاسراع حتي تستطيع الابتعاد عنهما ولكن هيهات فعملها بذلك المطعم استنزف قوتها وأصبحت غير قادرة علي الركض اكثر

نادمة أشد الندم انها لم تستمع له من البداية عندما حذرها من العمل وأخبرها انه كفيل بها فترة خطبتهما وجميع مستلزمات شقة الزوجية سيتكفل بتجهيزها فهما سيعيشان مع والدته ولكن كرامتها وكبريائها اللعين من يقف حائل امام الموافقه علي ما يطلبه منها

شهقت عندما وجدت نجدتها من ذلك المأزق متمثلة في شهاب زوج صديقتها الوحيدة يقف علي رأس احدي الشوارع الجانبية يتحدث مع صديقه لم تفكر في سبب تواجده في تلك المنطقة وصرخت بأعلي صوتها حتي يسمعها فقدماها لم تعد تتحمل الركض أكثر

صرخت باعلي صوتها وهي تتجه اليه قائله

شهاااااب


التفت شهاب ليري مصدر الصوت ولم تكن الا غادة صديقه زوجته العنيدة ولكن لفت نظره الرجلان وراءها فتحفز جسده وأيضا صديقه الذي يقف معه وسارا الاثنين باتجاه غادة التي وصلت اليه ووقفت وراءه تشير للرجلين خلفها هاتفه بذعر

أنجدني شهاب يريدان اختطافي

نظر شهاب وصديقه لبعضهما البعض بتحفز ثم نظر للرجلين هاتفا بشراسة

ماذا تريدان منها


اقترب منه احداهما لاويا شفتيه بتهكم

لا يعنيك ما نريده والأفضل لك ان تتركها وترحل من هنا بسلام قبل أن أقطعك لأشلاء أنت وصديقك هذا


ابتسم شهاب بشراسة للواقف أمامه يتباهي بعضلاته وجسده وكور يده في قبضة قوية ليحط بها علي فك الرجل ليجعله يترنح للخلف وهتف بعنف

انا من سيقطعك الي أشلاء

وكانت هذه بمثابة اشاره لصديقه لينقض علي الرجل الأخر لتدور بينهما معركة طاحنة انتهت بفوز شهاب وصديقه ولكن مع بعض الكدمات في وجه كلاهما في حين ان غادة تقف واضعة يدها علي فمها تنظر بذعر لما يحدث داعية الله ان تمر الليلة بسلام


نفض شهاب ثيابه من الغبار وودع صديقه وأشار لغادة لكي يغادرا تاركين الرجلين فاقدين للوعي علي الأرض


سارت غادة بجواره تخفض نظرها للأسفل غير قادرة علي التفوه بشئ

نظر لها شهاب بطرف عينيه منتظرا ان تبدأ هي حديثها وتشرح له عن سبب تواجدها هنا بذلك الوقت وماذا أراد الرجلان منها الا أنها لم تتفوه بشئ وظلت منكسة رأسها للأسفل فزفر بضيق من صمتها وهتف بتساؤل

ماذا كانا يريدان منك غادة ولم لست بمنزلك في هذا الوقت وهل يعلم ياسر ببقائك خارجا للأن


كانت تستجمع شجاعتها لتتحدث وتخبره ان الرجلان أرادا اختطافها بسبب رفضها أن تذهب معهما للتسليه فكانا يعتقدان أنها من فتيات الليل وعندما رفضت حاولا امساكها الا أنها استطاعت الركض بعيدا حتي أتي هو وأنقذها ولكن عندما سمعت اسم ياسر شحب وجهها ونظرت له بذعر فان علم ياسر لن يسامحها أبدا لأنها كسرت كلمته لن تتحمل خروجه من حياتها فهو عوض الله لها بعد شقائها

تلعثمت وهي تجيبه قائله

يي ياسر لا يعلم شيئا وأرجوك لا تخبره بما حدث فان علم لن يسامحني علي خروجي وعملي بدون علمه


غضب من تهورها وفعلتها الحمقاء فهتف بغضب

اللعنة غادة الساعة تجاوزت الواحده صباحا وتعملين بدون علمه أيضا فهو المسؤول عنك الأن كيف أصبحت بهذا التهور غادة لابد أن السجن وبقائك به هو من تسبب بهذا


لعن نفسه عندما رأي دموعها تنهمر علي وجنتيها بسبب ذكره لتلك الفترة العصيبه التي دمرت حياتها ودمرت حياته أيضا فهو الأخر رد سجون ولكن ياسر بعثه الله لها ليكون عوضا عن شقائها في الدنيا

هتف بندم شديد

سامحيني غادة لم أعي بما أتفوه بسبب غضبي منك وأعتذر لأني ذكرتك بذلك الأمر


ابتسمت له ابتسامة باهته لم تصل لعينيها فهو يظن أنها نست تلك الفترة لا يعلم أنها ستظل كالعلقم في حلقها لأخر حياتها فرفعت رأسها هاتفه بامتنان

أسامحك شهاب وأشكرك أيضا علي ما فعلته معي ولي عندك رجاء خاص


ابتسم لها ليرد بهدوء

لن أخبر ياسر بشئ غادة ولكن يجب أن تتركي العمل حتي لا يعلم وتتدهور علاقتك به


أومأت برأسها بخفوت وقد وصلت للحي الذي تقطن به ولوحت له بيدها مودعة معتقدة أن الأمر انتهي غافله عن أعين ياسر التي تراقبها ورأى ابتسامتها لشهاب وضيق عيناه متوعدا لها وغاضبا من بقائها للخارج حتي ذلك الوقت

عندما صعدت الي البناية التي تقطن بها اطمأن عليها وأثر التحدث معها صباحا فالوقت قد تأخر الأن ولكن لن يضر اتصاله بها


دلف الي حجرته راميا بجسده علي الفراش ممسكا بهاتفه ليتحدث اليها


دلفت الي شقتها التي ورثتها عن أبيها وألقت بنفسها علي الفراش غير قادرة علي الاستحمام وتبديل ملابسها


انتفضت عندما رن هاتفها وكان ياسر المتصل فابتلعت ريقها بخوف وأجابت عليه بهدوء مصطنع

السلام عليكم ياسر


أجابها بخفوت

وعليكم السلام غادة ها اخبريني كيف الحال فأنا لم أرك اليوم ولم أملك الوقت للتحدث اليك


تنهدت وثد ذهب القلق بعيدا وبدأت تسترخي علي فراشها تتحدث معه حتي باغتها بسؤاله

هل خرجت اليوم غادة فأنا لم أرك اليوم بالشارع


ابتلعت ريقها بذعر وقد ذهب الاسترخاء بعيدا وحل مكانه الخوف مرة أخرى وأجابته بنبره حاولت أن تبدو طبيعية

لا ياسر لم أخرج اليوم أبدا لقد مكثت في الشقة طيله اليوم


أنهي معها الإتصال وهو يزفر بغضب فقد خرجت بدون علمه وتأخرت للساعة الواحدة بعد منتصف الليل وأيضا وقفت مع زوج صديقتها سينتظر للصباح ليسمع مبرراتها

وضع الهاتف مكانه وتمدد علي الفراش غير قادر علي النوم ويتقلب يمينا ويسارا بلا فائده كأنه يتقلب علي صفيح ساخن

جلس مكانه ثم مسح علي وجهه وهو يزفر بعنف ثم استعاذ بالله ونهض ليقف في شرفه غرفته يتطلع لشرفتها المغلقة يتمني لو يستطيع الوصول لها الآن ومعرفة كل شئ


دلف شهاب الي منزله وجده هادئ كالعادة وممل فقد تغير كل شئ بزوجته عند دخوله السجن وغندما خرج أصبحت زوجته امرأه اخرى غير التي يعرفها لا ينكر أنه هو المخطئ وأن أفعاله منذ خروجه من السجن أصبحت متهورة ولا يبالي بأحد حتي تعامله مع زوجته لم يعد كالسابق


ألقي بجسده علي الفراش مغمضا عينيه غافلا عن تلك التي تقف تراقبه وتتأمل كل إنش فيه تتمني عودة الزمن للوراء وعودتها لحياتها السابقه ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه


ظلت تتأمل شعره القصير كان طويلا يلامس عنقه قبل دخوله السجن وعيناه المغمضة التي تعشق لونها الأسود أما جسده لم يعد كالسابق فقد خسر بعض الوزن بعد أن كان ممتلئ قليلا ولكن هيئته قديما كلمت تخطف الأنفاس والآن أيضا ولكن شغفها قد فقدته عندما دمر حياتهما


تنهيده حارة خرجت منها فدلفت الي غرفتهما لتنام غير مدركة لنظراته التي توجهت نحوها ترميها بسهام من العشق يخصها هي به فقط دونا عن غيرها متأملا هيئتها المحببه لقلبه بقامتها المتوسطة و شعرها البني المموج المحيط بوجنتيها الممتلئتين امتلاء محبب لعينيه وبشرتها الخمرية ولكن كانت تعطيه ظهرها فلم يتمكن من تأمل عيناها البنيه كخصلاتها


زفر بعمق وهو يمسح علي وجهه براحة يده ثم نهض واتجه وراءها

فتح الباب بهدوء كانت تعطيه ظهرها وتنزع المئزر الخفيف ثم ألقته باهمال علي المقعد لتظهر بقميصها القرمزي ثم تحركت خطوة تجاه الفراش والثانية كانت بين ذراعيه يضمها من الخلف دافنا وجهه برقبتها هاتفا بعشق

لم أحب أحدا قبلك فقط امنحيني الفرصة لأكفر عن ذلاتي نحوك

أنهي حديثه وأتبعه بضمه لها بقوة

أما هي ابتلعت ريقها بتوتر من هجومه نحوها تحاول ايجاد طريقة ليبتعد عنها ولكن عقلها المشوش لا يمنحها فرصة للتفكير وقلبها الخائن يشتاق له كثيرا ولكنها لا تريد الاستسلام المخزي له مجددا

حاولت التسلل من بين ذراعيه الا أن ذراعيه كانت كالأصفاد حولها وهو يعبر عن اشياقه الشديد لها وبدات مقاومتها تضعف فقد اشتاقت له هى الأخرى واختارت الاستسلام له ولتترك البعد جانبا الأن وهو كان أكثر من شاكرا لها لاستسلامها لا يعلم أن ذلك الاستسلام المخزي بالنسبة لها هو القشة التي ستقسم ظهر البعير وتجعلها تبتعد أكثر


في الصباح


كان يتقلب علي فراشه ووضع يده علي الفراش ظنا منه أنها نائمة بجواره إلا أن يده لامست الفراش البارد ففتح جفنيه ليري أنها ليست بجواره فنهض ليراها الا أن صوت الماء المنهمر علي أرضية المرحاض ممتزج مع صوت بكائها وشهقاتها القوية أكدا له أنها بالداخل

جلس علي الفراش يبتسم بسخريه كان يعتقد أن تقاربهما بالأمس حطم الجدران التي تقف عائق بينهما تمنعهما من العيش ككيان واحد وروح واحده ولكن شهقاتها بالداخل أكدت له أن الجدران زادت جدارا أخر لتتسع الفجوة بينهما أكثر بدلا من أن تضيق


نهض من مكانه ليقترب من باب المرحاض وطرق علي الباب بخفة فانقطع ضوت شهقاتها ومعه صوت المياه أيضا لتجيبه بخفوت

ثوان فقط وسأخرج


ذهبت لترتدى ملابسها التي أحضرتها معها فجاءها صوته الخافت المتألم

أنت بخير


صوته الذي يبدو طبيعيا ولكنها تعلم أنه يتألم مثلها قد مزقها الي أشلاء فأغمضا عيناها بألم وذهب برودها أدراج الرياح وحل مكانه صوتها الخافت أيضا

نعم بخير

سمعت صوت خطواته تبتعد ثم باب الغرفة يفتح ويغلق فعلمت أنه تركها بمفردها لتستعيد نفسها وتلملم شتاتها قبل أن تأتي لحظة المواجهة فهل سترمم علاقتهما ام ستتمزق لألاف القطع التي يصعب تجميعها مرة أخرى


أنهت ارتداء ملابسها وخرجت لتقف أمام المرأة لترى ملامحها الشاحبة واتجهت يدها للمشط كي تمشط خصلاتها المموجه بشرود وتحدث نفسها بتساؤل:

-الي متي مريم سيظل الجفاء عنوان علاقتك بشهاب؟

أنهت تمشيط خصلاتها ثم اتجهت الي الفراش لتجلس عليه لتدمع عيناها مرة أخرى فهو من دمر بيده تلك العلاقة بينهما ليذهب الحب بعيدا ويكون الجفاء أساسها

تتذكر منعها له أن لا يقترب من ابن عمه ذلك الخسيس الذى كان سببا في زج شهاب بالسجن عندما ألح عليه أن يعمل معه بالنصب علي رجال الأعمال وكان نتيجة ذلك هروب ابن عمه للخارج وتوريط شهاب والزج به في السجن لخمسة أعوام ومعه تدمير حياتهما لتنهار عقب علمها لما حدث ودخولها لحاله نفسيه سيئه أدت الي اجهاض جنينها قبل أن يري النور وكان ذلك هو ما وأد علاقتها به

خمسه سنوات عملت كبياعة في محل ملابس تتحمل تذمر مديرها ومعامله الزبائن السيئه لها من أجل كسب قوت يومها

والآن عاد شهاب محاولا ترميم تلك العلاقة ولكن هل سيعوضها حياتها البائسة طيلة السنوات التي قضاها بالسجن أم سيعيد لها شعورها بالأمان الذى افتقدته بسببه


تنهدت تتذكر صديقتها الوحيدة غادة تلك الرقيقه الهشه التي قسا الزمن عليها التي تم زجها بالسجن هي الأخرى بسبب ضربها لخطيبها التي وجدته في الفراش مع امرأة أخرى واحداث عاهة مستديمة له وكان نتيجة لذلك ضياع من عمرها ووفاه والدها من حسرته عليها لتخرج بعد ذلك الي العالم القاسي الذى لا يرحم فتاه بمفردها ولكن قد عوضها الله بياسر

دعت الله من قلبها أن يجعل قلب والدته لينا رقيقا عطوفا عليها فهى لا تريدها زوجة لابنها فمن رأيها أن غادة رد السجون تلك لا تليق بالأستاذ ياسر المربي الفاضل فهو يعمل معلما بمدرسة الحي


ابتلعت عصة بحلقها عندما استمعت الي صوته الهادئ فقد حانت لحظة المواجهة التي أجلتها كثيرا

مريم أنا وأنت بحاجة للحديث سويا لا تتأخرى أنتظرك بالصالون


نهضت بتكاسل لا تريد الخروج ورؤيته بعد ما حدث بينهما وانهيارها بالمرحاض منذ قليل ولاكن لابد من وضع النقاط علي الأحرف

خرجت اليه وجدته يذرع المكان ذهابا وايابا ويده خلف ظهره فاقتربت منه هاتفة بنبرتها التي اكتسبت الجفاء مؤخرا بدلا من الرقة واللين

لا أظن أن هناك ما نتناقش به سويا شهاب فكل شئ انتهي


كلماتها أخرت الثور من عقاله فاقترب منها ممسكا بكتفيها بيديه وهو يضغط عليهما بقوه وعيناه الداكنة من غضبه الشديد وأنفاسه الهادرة التي تلفح صفحتي وجهها فأغمضت عيناها بترقب لردة فعله فجاءها صوته القوى

بلي مريم هناك ما سنتناقش به


أزاحته عنها بحدة واستدارت توليه ظهرها وهي تحيط ذراعيها بيديها وذكرى القبض عليه وزجه بالسجن وفقدان جنينها تلوح في الأفق فهتفت بألم ينهشها ويمزقها الي أشلاء

لا أظن ذلك شهاب فقد تنازلت عن كل شئ حتي أحقيتك في الحديث معي عندما استمعت لذلك اللعين ابن عمك وسرت معه في الطريق الخطأ


ألمه نبرتها المنكسرة ولكنه انسان وأخطأ ثم تاب وندم ألا يستحق الغفران منها

اقترب منها يحاول وضع يده علي كتفها ولكن غصة مؤلمة بقلبه منعته من الإقتراب منها فأغلق قبضته بقوة زافرا بعنف ثم قال بهدوء عكس المراجل المشتعلة بصدره

ألا يستحق حبنا فرصة أخرى مريم فقط فرصة واحدة ودعيني أصلح ما أخطأت به


التفتت اليه بحدة تنظر اليه بعيناها الحمراء والغضب جليا علي محياها ورفعت يداها لتدفعه بصدره هاتفة بشراسة

هل ستعوضني عن حياتي البائسة التي تسببت بها أم ستمنحني الأمان الذى أفتقده حتي بوجودك

تهدلت يدها للأسفل لتمسك ببطنها قائلة بنبرة منكسرة

أم ستعوضني عن طفلي الذى مات قبل أن أراه وأضمه الي صدرى

تحولت نبرتها للشراسة مرة أخرى وهتفت بقوة

اخرج من حياتي شهاب فقد مللت منك ولا أطيق تحملك بعد الأن فقد ارحل ودعني أحيا بسلام

تحرك فكه بعنف واصطكت أسنانه بعنف وخرج من المنزل صافعا الباب خلفه بقوة انتفضت لها ولكنها حاولت التماسك فما كسر بداخلها لا يمكن إصلاحه


رنين الهاتف كان سببا بايقاظها من نومها فنهضت بتثاقل وكان المتحدث ياسر فأجابت بخفوت

صباح الخير


لم يرد تحيتها الصباحية وقال بجمود

غادة أنتظرك بمطعمنا المعتاد بعد ربع ساعة لنتناول الفطور سويا قبل أن أذهب لعملي الي اللقاء


أغلق الهاتف عبر انتهائه من حديثه فتأففت بضيق ثم نهضت لتعد نفسها قبل الذهاب


أما هو استدار ليجد أمه ترمقه بغيظ ثم غادرت حيث صالة منزله الذى يقيم به برفقتها فتنهد بضيق ثم لحقها ومال عليها يقبل رأسها قائلا بحب

صباح الخير أمي


رمقته بأعينها بضيق ثم التفتت للجانب الأخر هاتفة ببرود

صباح الخير بني


اعتدل بوقفته هاتفا بهدوء

أراك علي الغداء أمس فقد وعدت غادة بتناول الفطور معها وداعا


غادر ياسر أما والدته زفرت بغل من تمسكه برد السجون تلك ونظرت امامها بقهر تود رؤيته مع فتاة تسر الأعين بحسبها ونسبها أما تلك اليتيمة رد السجون فلا تشرفها اطلاقا


جلست علي طاولة بالمطعم البسيط تنتظره وبعد قليل وجدته قادما باتجاهها وسحب المقعد ليجلس أمامها بدون ان يتفوه بشئ ثم طلب النادل ليطلب منه الطعام وعندما غادر قال بجفاء

ألا يوجد شئ تودى إخبارى به كرفقتك أمس لزوج صديقتك....

جحظت عيناها من الصدمة ودارت حدقتاها بتوتر لم تحسب أمر رؤيته لها أثناء عودتها ليلا والأدهي أنه رأها برفقة شهاب ماذا تفعل الأن هل تخبره عن عملها ولكن كيف ستبرر تواجد شهاب معها بالأمس بالتأكيد


عندما طال صمتها كان غضبه قد وصل الي ذروته فضرب الطاولة بيده بغضب أجفلها وجعلها تنظر اليه بريبة ثم حسمت أمرها ستخبره وليعينها الله علي رد فعله


ضمت قبضتيها بجوار بعضهما أسفل صدرها ونظرت للطاولة أمامها غير قادرة علي النظر بعيناه الثاقبة ستخبره فقط بعملها وأنها قابلت شهاب صدفه وأصر علي ايصالها اما من حاولا الاعتداء عليها لن تذكر سيرتهما مطلقا أجلت حلقها قائلة بصوت أقرب للهمس

كنت في عملي الجديد وقابلني شهاب بالصدفة وأصر علي ايصالي لأن الوقت قد تأخر


انتهت من سرد القصة وانتظرت رده وعندما طال صمته احتارت في تفسير نظراته الثاقبة نحوها همست بخفوت متوسل

ألا تصدقني ياسر


دارت عيناه في المكان يحاول صرف نظره وغضبه عنها حتي لا يؤذيها ثم عقد ذراعيه أمام صدره ونظراته مثبتة أمامه علي الطاولة مجيبا ببرود

ومن قال أني لا أصدقك غادة


ابتسمت بهدوء له ولكنه وأد تلك الابتسامة عندما أكمل حديثه

ولكني لن أمرر لك عملك بدون علمي وعودتك للمنزل بوقت متأخر

الفصل الثاني

انتهت من سرد القصة وانتظرت رده وعندما طال صمته احتارت في تفسير نظراته الثاقبة نحوها ؛ همست بخفوت متوسل:

ـ ألا تصدقني ياسر .


دارت عيناه في المكان يحاول صرف نظره وغضبه عنها حتي لا يؤذيها ، ثم عقد ذراعيه أمام صدره ونظراته مثبتة أمامه علي الطاولة مجيبا ببرود:

ـ ومن قال أني لا أصدقك غادة.


ابتسمت بهدوء له ولكنه وأد تلك الابتسامة عندما أكمل حديثه:

ـ ولكني لن أمرر لك عملك بدون علمي وعودتك للمنزل بوقت متأخر .


حاولت التبرير له :

ـ كنت فقط أريد مساعدتك في العفش فلن تستطيع التحمل وحدك ولم أخبرك لرفضك القاطع مسبقا .


زفر بضيق يحاول تدارك الأمر تلك المرة قائلا :

ـ لم دوما تتصرفين من رأسك أخبرتك أننا سنقطن مع والدتي بنفس الشقة انها كبيرة ما سأغيره هو غرفة النوم والمعيشة فقط ودهانات الحوائط.

ـ وماذا عن ملابسي ياسر علي الأقل اتركني أبتاعها .


عض علي شفتيه بضيق؛ قائلا وهو يدس يده بجيبه يخرج منها بعض الأموال، ثم وضعهم أمامها :

ـ خذى تلك الأموال غادة وابتاعي ما تريدين من ملابس تلزمك .

قطبت جبينها متسائلة :

ـ كيف حصلت عليها؟


أجاب بهدوء :

ـ اشتركت في جمعية كبيرة أعطيتك جزء من المال والباقي سأقوم بتجهيز مستلزمات الشقة به لأنني أنوى الزواج منك في غضون شهر ونصف لن أنتظر أكثر .


ابتسمت له وأخفضت عينيها للأسفل كيف تخبره أنها تعشقه كثيرا خجلها الفطرى يمنعها من البوح بمكنون مشاعرها فقط تنتظر لتصبح زوجته وتبوح بكل شئ .


نظرت له مرة أخرى ورأت التجهم يحتل تقاسيم وجهه ؛ فزفرت باحباط قائلة :

ـ أسفه وأعدك ان أترك العمل فقط ابتسم لا أحب رؤيتك عابسا هكذا .


رفع حاجبه لها ونظر باتجاه النادل القادم اليهما يحمل الطعام :

ـ قلت لن أمررها لكي تلك المرة .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

امتدت يده كي تمسح عرق جبينه زافرا بضيق؛ وهو يكمل العمل بالسيارة التي أمامه فلم يجد وظيفه سوى امتهانه لحرفته القديمة "ميكانيكي سيارات" قبل أن يقابل ابن عمه الحقير ويجر قدميه لطريقه الخاطئ .

تنهد بثقل وكأن هموم العالم تجمعت فوق رأسه ومازالت مناقشة اليوم الحادة تعكر صفو يومه كيف يتركها وهي داء القلب ودوائه هي حبيبة الطفولة والصبا لن يتركها مهما ترجته أن يفعل سيظل يحاول ويحاول مادام في العمر بقية .


أنهي العمل بالسيارة ثم جلس علي المقعد المجاور يتناول كوب الشاي ومازال عقله في ماراثون يفكر كيف يجر قدميها لتستكين بعرينه مرة أخرى .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حبي لك شهاب هو اللعنة بحد ذاتها فقد ولدت موشومة بك لا أنا قادرة علي الفكاك منه ولا التعايش معه .

حبي اللعين هو ما يربطني بك أشعر بقلبي مقيد لا يخضع لسيطرتي بقائي معك لتلك اللحظة بعد ما حدث بسبب دقات قلبي التي لا تعرف مالك لها سواك .

أشعر أنني أدور في متاهة لا أعرف فيها رأسي من قدماي فقط ما أعلمه هو أنك تقف في نهاية المطاف فكل الطرق تؤدى اليك .


امتدت أناملها لتزيل عبراتها المنهمرة بشدة علي خديها؛ كيف تطلب منه الخلاص وهو حبيبها صاحب الحلم الوردى الذى ظلت تعيش به لفترة طويلة قبل أن تستيقظ علي كابوس زجه بالسجن .


تنهدت بقلة حيلة لن تطلب منه الطلاق مجددا فبعد ما حدث بينهما البارحة أكد لها أنها لن تستطيع تركه والرحيل بعيدا ولكن هنا تكمن المعضلة فلا هي قادرة علي الرحيل ولا البقاء أيضا...


تركت الطعام علي الموقد وجلست تنتحب بجواره :

ـ أه شهاب متي سأتعافي من حبك ؟!


بعد قليل نهضت مجددا كي تكمل اعداد الطعام بعد أن اتخذت قرارها ستبقي معه ولكن بغرفة أخرى لحين اشعار أخر اما أن يأتي الخلاص أو تلتئم جروحها وتعيش الحلم الوردى مرة أخرى ...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سارت غادة عائدة الي منزلها مرة أخرى والتجهم هو عنوان ملامح وجهها بعد أن تركها ياسر وغادر لعمله غاضب منها .

ابتسمت بسخرية هاتفة :

ـ غاضب لأنني لم أخبره بعملي ااااه لو تعلم ما حدث أمس ستقيم الدنيا فوق رأسي بالتأكيد .


قاطع سيرها صوت بعض النسوة قائلة بامتعاض :

ـ رد سجون وتأخذ أفضل شاب بالحي أين العدل في ذلك حظها جيد بنت عامل اللحام .


مصمصت أخرى شفتيها هاتفة ببغض ظهر جليا علي قسمات وجهها :

ـ معك حق فوزية فمن كان يصدق أن ياسر زينة الشباب يتقدم لخطبتها ويترك بنات الحي الجميلات المهذبات .


اشتعل بريق الغضب في عينيها والتفت للمرأتان تطالعهما بكره ؛ ثم سارت حيث يقفان قائلة باستياء:

ـ ان تفوهت احداكما مرة أخرى سأخرج لسانها من فمها لألفه علي رقبتها حتي تختنق وأتخلص منها نهائيا .

تقدمت فوزية لتلكزها بكتفها قائلة :

ـ أريني كيف ستفعلينها يا رد السجون؟


أغمضت عيناها قليلا؛ ثم نظرت لهما بكره وشمرت ساعداها لتجذب المرأة للأرض وتجثو فوقها قائلة بتهديد :

قسما بالله من ستدخل ستكون مكانها ولم يأخذها من يدى سوى الموت .


تراجعت النساء التي التفت حولها بخوف من قوتها الظاهرة للعيان يتعجبن من تلك الرقيقة الهشة التي تغيرت كليا عندما تم الزج بها في السجن .


كانت بمطبخ منزلها تعد الطعام لوحيدها فانتفضت بشهقة عندما سمعت صوت النساء الصارخ بالأسفل ، فتركت ما بيدها ثم دلفت للشرفه لتعلم ما يحدث بالأسفل ؟!

جحظت عيناها بصدمه عندما رأت غادة خطيبة ولدها تجثو بكل قوتها فوق فوزية جارتها فلطمت وجهها بقوة قائلة :

ـ تلك اللعينة ستفضح ابني في الحي .


هبطت للأسفل بسرعة وانقضت علي غادة تمسكها من ذراعها بحدة قائلة :

ـ هل جننت اتركيها فورا .


لو كان أحدا أخر غير حماتها لما تركت تلك المرأة صاحبة اللسان الطويل أبدا ..


زفرت بضيق، ثم استجابت لجذب حماتها العنيف لذراعها وتركت المرأة التي أصبحت تبكي وتولول ..


جذبتها حماتها للأعلي؛ فجذبت غادة ذراعها منها قائلة :

ـ سأصعد معك ولكن ليس بتلك الطريقة فلست بهيمة ليتم سحبها خالتي .


جزت المرأة أسنانها بشدة واستدارت صاعده للأعلي تلحق بها غادة .


دلفتا سويا لغرفة المعيشة وفجأة تعالي صوت حماتها "حكمت" :

ـ هل جننت لتقومي بتلك الأفعال في الشارع لا يهمني مظهرك بتاتا ولكن فكرى قليلا بمظهر ابني وخطيبته تتعارك مع النسوة في الحي .


أجابت غادة بثبات تحسد عليه :

لا أظن أنني أسأت لمظهر ياسر بشئ .


ردت حكمت بغيظ :

ـ وما فعلته بالأسفل؟


أجابتها ببساطة اشتعل لها حقد حكمت:

امرأة أخطأت بحقي وقمت بتهذيبها.


أدركت حكمت أن تلك الطريقة لن تجدى نتيجة معها ؛ فحاولت استعطافها بنبرة بائسة وهي تتهالك علي المقعد المجاور تبكي بمسكنة :

ـ حاولي فهمي قليلا انه وحيدى ولا أريد مساس سمعته بشئ حلمت بتزويجه من أفضل الفتيات ولكنك حطمتي كل شئ حين ظهرتي بحياته أنا أمه وأخاف عليه لن تتفهمي موقفي الا عندما تصبحي أما مثلي.


ردت ببرود :

ـ وهل زواجه مني سيسيئ لسمعته خالتي .


أجابت بخفوت:

ـ عراكك بالأسفل ألم يكن بشأن دخولك السجن وزواج ياسر منك صحيح غادة.


قلبت عيناها بضيق هاتفة :

ـ نعم تلك المرأة البغيضة لسانها يحتاج للقص .


وضعت حكمت وجهها بين كفيها قائلة :

أرأيت هذا ما كنت أخاف منه مستقبل ابني أصبح علي المحك بسببك ان كنتي تحبينه كما تقولي لما تفعلين به ذلك .


ضيقت غادة عيناها و قد فهمت مقصدها وماذا تريد؟

ماذا تريدين خالتي ؟


ـ اتركيه!

كلمة واحدة من ستة أحرف كفيلة أن تجعلك تسقط من سابع سماء لسابع أرض .


ارتسم اليأس وقلة الحيلة علي محياها هاتفة بهمس خافت:

ـ هل هذا ما تريدينه خالتي؟


ـ من أجل مصلحته ان كنت تحبينه كما تقولي


أخفضت بصرها للأرض تقول بقهر :

ـ حسنا كما تريدين .


لمعت عين والدته ببريق الانتصار الذى لم يكد يظهر حتى تم وأده بسرعة عندما تعالت ضحكات غادة الساخرة تقول :

ـ رائع جو الروايات المبتذلة تلك.. الحماة تقول لعروس ابنها اتركيه من أجل مصلحته والفتاة الخانعة البسيطة تفعل ذلك بطاعة.

صمتت قليلا تراقب ملامح حماتها القاسية ثم تابعت بحدة :

ـ بأحلامك خالتي لن أتركه أبدا فهو عوض الله لي .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تعالت ضحكات مريم العالية قائلة :

ـ تلك العجوز الخبيثة كانت تلعب عليك لتتركي ابنها .


شاركتها غادة الابتسام قائلة :

ـ بأحلامها حبيبتي تظنني لا أعلم أنها تريد تزويجه بابنه شقيقتها تلك الحرباء الملونة.


ضحكت مريم مرة أخرى قائلة بخفوت عندما أحست بقدوم زوجها شهاب :

ـ وماذا ستفعلين يا خائبة الرجا .


قلبت غادة عيناها بملل :

لا يهمني أمرها فقط أريد التفكير بشئ لمصالحة ياسر .

ردت مريم بضيق:

غادة تركك لعملك كان أفضل شئ فعندما أخبرتني بما حدث أمس لولا وجود شهاب ورفيقه لكنت بخبر كان .


تمتمت غادة بحمد الله ؛ وقالت وهي تهم بالرحيل:

اشكريه مرة أخرى بالنيابة عني فعلي الذهاب الأن .


أمسكتها مريم بشدة قائلة بقوة:

لا والله ستأكلين معي انا وشهاب لن أتركك اليوم .


أمام الحاح مريم واصرارها جلست غادة علي مضض تفكر بطريقة تقوم فيها بجعل ياسر يسامحها .


وضعت مريم الطعام أمام شهاب وعندما همت بالرحيل أمسك بساعدها قائلا بابتسامة باهتة :

ـ ألن تتناولي معي الطعام .


أجابته ببرود:

ـ غادة هنا وسأتناول معها الطعام بالداخل.


دلفت للداخل فأمسك بالمعلقة يملؤها بالأرز ليدسها بفمه شاعرا بالحنق منها ومن صديقتها ومن نفسه أيضا .


أثناء تناول الطعام راجعت الصديقتين ذكرياتهما سويا وسط جو هادئ يشع بالحنين للماضي ، وأيضا تطرقت فيه غادة لتلك الفترة الصعبة التي قضتها بالسجن فشفقت عليها مريم وهي تتطلع نحو الباب الذى يحجب عنها معذبها فكيف كانت فترة سجنه هو الأخر فبالتأكيد كانت قاسية فكيف يكون شعور المرء وهو مقيد فاقدا لحريته كالطير المقصوص ريشه .


انتبهت غادة علي تحديقها المستمر بالباب القابع خلفه زوجها وابتسمت بخبث قائلة :

ـ هل تصافيت مع هولاكو حبيبتي أرى ذلك من تحديقك للباب المتوارى خلفه زوجك .


ابتسمت مريم عندما تذكرت لقبه قديما بالحي فقد كان يتفاخر بعضلاته القوية وأجابت بتنهيدة خرجت معبأة بالهم :

ـ الامر يزداد سوءا غادة لا أنا قادرة علي مسامحته ولا قادرة علي تركه الأمر صعب

تلك الفترة الصعبة التي مررت بها وهو بالسجن قتلت كل المشاعر بداخلي أصبحت امرأة أخرى غير ما كنت عليه هل تفهمينني؟


ردت بخفوت :

ـ أفهمك حبيبتي والأن علي الرحيل قبل أن يخرج هولاكو من مخبأه ويزج بي للخارج .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يكفي أمي بالله عليك ..

نهضت حكمت لتقف أمامه هاتفة بضيق:

لا ياسر لن أصمت اليوم ستتركها شئت أم أبيت يكفي الفضيحة التي افتعلتها بالحي اليوم .


عض علي شفتيه بضيق قائلا :

ـ غادة لن تفعل ذلك الا إن استفزتها تلك المرأة أنا أعرفها جيدا .


نظرت له بقهر من تعلقه الزائد بها ؛ وأردفت بنفاذ صبر :

ـ استفزتها أم لا هل ما فعلته تصرف يليق بفتاة يكفي سيرتها المبهرة التي تلاحقها بكل مكان .


قال بنفاذ صبر :

ـ أمي ماذا تريدين بعد تلك المقدمة الطويلة.


ـ اتركها وتزوج بسحر بنت خالتك .


ـ علي جثتي أمي .


تركها تغلي والحقد يلمع بحدقتيها أكثر ودلف لغرفته كي لا ينفعل أكثر فهي بالنهاية أمه .


أمسك هاتفه يتصل بها وانتظر الرد ..

بدأ المكالمة بالسؤال عن أحوالها ثم هتف بضيق :

ـ هل يصح ما فعلته اليوم بالحي غادة .

انتظر ردها وأجاب بهدوء عكس الانفعال بالخارج منذ قليل :

ـ كان يجب أن تأتي الي وتخبريني وسأتحدث مع زوجها ليعيد تقويمها كي تبتعد عنك لا أن تقومي بضربها وسط الشارع .


ـ حسنا غادة في المرة القادمة هدأي من حالك قليلا وفكرى بعقلك قبل أن تتهورى مرة أخرى .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ألقت الهاتف بضيق علي الفراش ؛ فبالتأكيد والدته هي من أخبرته بما حدث .

ـ حمدا لله أنه عاقل ومتفهم ولا ينساق وراء أحاديث والدته فإن كان عكس ذلك لكان تركني الأن .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


جلست بغرفتها تقضم أظافرها غيظا من رد فعله كان يجب أن يتركها بعد ما افتعلته من فضيحة أمام الجميع لا أن يبرر موقفها كالعادة ...


أضاء هاتفها برقم شقيقتها ، فأغلقته لا تريد أن يلومها أحد فما ستفعله هو وضع البنزين أكثر علي النار وتجعلها تشتاط غضبا أكثر وهي لا تريد ذلك .

تريد التريث والتفكير قليلا كي تجد طريقة مضمونه تزيحها بها عن الطريق.....



                   الفصل الثالث من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-