الفَصْلُ الرَآبعُ عَشَرْ والخامس عشر
روايه طفله في صحراء الذئاب..
بقلم الكاتبة الصغيرة
تحولت نظرات ندي للخوف والذعر..! واتسعت حدقتها بخوف..!! ومن ثم اخذت تصرخ بقوه.. محاوله الاستنجاد بأحد...!!
فزعت صفاء... وانتفض ادم ايضاً... من صراخ ندي القوي..!!
امسك ادم بيدها محاولاً تهدأتها... ولكنها كانت تعافر لتنزع يدها من يده...!!
صفاء بخوف؛يالهوي يا بنتي... في اي...!!!!
ادم بجديه :عمتي روحي شوفي الدكتور فين..!!
اومأت صفاء رأسها بالموافقة...!! وهبت من مقعدها ذاهبه من الغرفه.. لتبحث عن الطبيب الذي يعالج ندي...!!
احتضن ادم ندي بقوه...!!
واخذ يربت علي ظهرها...!!!
ولكن كانت تخبط بقبضتيها الصغيرتان علي صدره بضعف..!! وتعالى صوت بكائها بقوه..!! كأنها تعاتبه علي ما فعله...!!
همس ادم في اذنها بحنو :متخافيش... انا عمري ما هأذيكي...!!! مش هأذي روحي يا ندى...!!
توقفت لوهله عن البكاء..! ولم تنكر انها اطمئنت له...!! ولكن كان ظل بداخلها احساس الخوف..!!
اعتقدت انه سوف يعاقبها.. ويزداد سوءًا..! ولكن خاب ظنها..!!
لم تظن في يوم انها سوف تتخلص من بين براثن ادم..!!
ولكن انعكست الاحداث..!
ابتعدت عنه ندي... وضمت ركبتيها لصدرها.. واخفضت رأسها..!! كأنها طفل صغير..!! خائف من المستقبل المجهول..!!
هتف ادم بضيق :لسه برده فكراني هأذيكي.!!
رفعت لها رأسها وكانت نظراتها ساكنه..!! مُلطخه بالخوف والذعر...!! بداخلها آلاف الكلمات..!!
ولكن فضلت هي الصمت..!!
شعر بوخز في قلبه... كلما يراها بهذه الحاله..!!
لا يتحمل نظراتها له..!! لم يمنحها اي شئ ليجعلها تطمئن..!! منحها فقط الخوف والذعر..!!
انقسم قلبه لجزئين...!! لا يعرف كيف سوف يُشفي قلبه..!!
علم انها لن ترضي عنه..!! ولن تكون له..!!
هتف ادم مره اخري بهدوء :انتي مبترديش.. لي!! متسبنيش علي اعصابي..!! انا مش متحمل ضغط اكتر من كده..!!
اندفع فجأه الطبيب ناحيه الباب..!
ودخل الغرفه علي عاجله..!!
وقف الطبيب امام سرير ندي..!! واخذ يلهث بشده ويلتقط انفاسه بصعوبة..!!
هتف الطبيب بضيق :هي فين دي يا مدام اللي بتصرخ ومبهدله الدنيا..!!
صفاء بقله حيله :والله يا دكتور كانت بتصرخ دلوقتي..!! مش عارفه اي اللي جرا..!!
اقترب الطبيب منها بهدوء... ومعه حقنه مهدئه..!!
وكاد ان يعطيها اياها..!! ولكن نفضت يداها بقوه..!! وصرخت مره اخري.. وامسكت بيد ادم.. محاولة الاستنجاد به..!! والدموع تتجمع في مقلتيها..!!
هدره ادم بحديه :اي الحقنه دي..!!
الطبيب بهدوء :دي حقنه مهدء....!!؟
صاح ادم به بقوه وهو يجز علي اسنانه :وحد قالك انها عاوزة حقنه مهدء؟!!!
هتف الطبيب بضيق :يا ادم بيه المدام عندها حاله فزع..!! وجالها فقدان نطق...!! والصراخ اللي بتصرخه ده غلط عليها..!! هيزيد من الضغط النفسي..!!
هتف ادم بصدمه :فقدان نطق...!!؟
انتزع قلبه فزعاً من ذلك الخبر..!!
تهكم ضميره..!!
شعر انه انهش روحها بقسوته..!!؟
افاق من شروده علي صراخ ندي وهي تمسك بيده...!! وتعاند قرار الطبيب في اخذ الحقنه..!!
انتزع ادم الحقنه من يد الطبيب بغضب.. والقاها بعيداً...!! ومن ثم هدر الطبيب بحديه :انا مش قولتلك متديهاش الحقنه ولا انت مبتفهمش..!!
اخفض الطبيب رأسه خجلاً وخوفاً من ادم... فهو عرف انه قد فعل خطأ كبير..!!
الطبيب بهدوء :انا اسف يا ادم بيه.. عن اذنك. !!
وخرج الطبيب من الغرفه..!!
جلس ادم بجانب ندي علي السرير... واحتضنها بحماية...!! خوفاً من ان يفقدها مره اخري..!!
تجمعت غلائل الدموع في عيناها..!! وشعرت بانخفاض انفاسها..!!
همس ادم في اذنها قائلاً بحنو :خلاص اهدي... مش هتاخدي الحقنه...!!
ظلت ندي متمسكة بقميصه بشده.. خوفاً من ان يتركها..! فهو المأوى الوحيد لها..!!
شعرت بذلك الدفئ الذي حل عليها... مجرد ان احتضنته..!! ولكن هل حقاً اطمئنت له...!! ام سيراودها شعور الخوف منه مره اخري..!!
طرق الباب عده طرقات.. ولفت منه الي الغرفه.. وهي تحمل بعض الاكياس التي بها الطعام..!!
حاولت منه تلطيف الاجواء وابتسمت بمرارة..!!
وهي تصطنع المرح.. وهتفت بمرح مصطنع :اي الصمت ده..!! انا بكلم اصنام..!! قوموا يلا علشان تاكلوا.. انا مروحتش الطريق ده كله مشي علشان متاكلوش. !!
رمقها ادم بنظرات الندم..! وعلم ان ضحكتها ليست سوي مجرد غطاء تخفي ورائه حزنها وآلمها..!!
هتف ادم بهدوء :يلا يا ندي علشان تاكلي..!! انتي مكلتيش حاجة بقالك يومين..!!
هزت ندي رأسها نافيه حديث ادم.. وتمسكت بقميصه اكثر...!! حتي شعر بأنه سوف ينتزع من قوه شدها..!!
اخرجها ادم من احضانه... وامسك بقبضتيها قائلاً بحنو ليبعث لها الاطمئنان :متخافيش.. انا جمبك اهو..!!
ارخت ندي قبضتيها وتركت قميصه...!!
واخفضت رأسها خجلاً مما فعلته. !
هتف ادم بهدوء :يلا علشان ناكل..!!
اومأ الجميع رأسهم بالموافقة..!
وبدأوا في تناول الطعام.. وادم الذي كان يطعم ندي بيده..!! ولا يفترق عن معاملتها بشكل لطيف..!!
******************
بعد مرور ربع ساعة..!
انتهي الجميع من تناول الطعام..!!
واخذ ادم تلك الاكياس الفارغه والقاها في سله القمامه..!
هتف ادم بهدوء :منه.. خدي عمتي وروحوا ناموا في الاوضه اللي هناك.. انا خليت الممرضين يجهزوها ليكوا..!! وانا هبات مع ندي..!!
=ردت عليه صفاء سريعاً :انا مش هسيب بنتي لوحدها..!! انا هقعد مع بنتي لحد ما تمشي من هنا..!!
شعر ادم بشئ ما في حديثها..!! كأهانه!!
هتف ادم بضيق :امال انا روحت فين.!!
هتفت صفاء بحديه :بنتي مش هتقعد معاك لوحدها..!! مأمنش عليها وانت معاها.!؟
اختطف الحزن ملامح ادم..!! وشعر بذلك الخنجر الذي طعنه في قلبه..!! وهتف بخيبه امل :تمام انا هروح انام مع منه..!
عن اذنك..!!
وامسك بيد اخته ووقف امام الباب واستدار لندي يرمقها بنظرات الألم عن فراقها..!!
رمقته ندي بنظرات الرجاء بأن لا يتركها..!
وخبطت علي يد امها بأن تدعه ينام معها..!!
ولكن صاحت بها صفاء بقسوة :قولت مش هيبات معاكي..!! انتهي الكلام..!! واتفضل زوج في الاوضه التانيه. !!
انا ما اضحيش ببنتي بسببك.!؟
غادر ادم ومنه الغرفه دون اي نقاش..!!
وذهبوا لغرفتهم..!!
********************
في غرفه ندي..!
رمقت ندي امها بنظرات الحزن..!! وتجمعت الدموع في مقلتيها رغماً عنها..!! فهي شعرت بأن الخوف قد عاد لها مره اخري...!! وشعرت بضيق المكان.. لعدم وجود ادم به.!
ذهبت صفاء لسريرها بعد ان فهمت نظرات ابنتها. !! فهي لا تستطيع مجادلتها..!! وعلمت صفاء انها قد اخطأت.. وان هذا سوف يسبب الاذي لها..!!
****************
في غرفه ادم...!!
جلس ادم علي السرير..!! ناظراً للسقف. !!
وعيناه التي تلمع اثر تجمع الدموع..!!
هتفت منه بهدوء :خلاص يا ادم..!! بكره هتشوفها..؟! انا حاسه بيك..!! اول مره اشوفك بتحب حد بجد اوي كده!!
هتف ادم بضيق :مش عارف يا ندي.. فيها حاجة غريبه..!؟اول مره احس اني ضعيف قدام حد اوي كده..!!
هتفت منه بلطف :بتحبها يا ادم!!
هتف ادم بشغف :ايوه بحبها..!! من اول مره شوفتها لما كانت حاولت تنتحر.. حسيت اني اتجمدت مكاني لما شوفتها كده. !! حسيت ان روحي اتسحبت..!وقتها بس عرفت اني بحبها وبتمناها..!! بس كنت بحاول اكدب نفسي. !!
هتفت منه بلطف :كل حاجة هتبقي بخير متقلقش...!!
تنهد ادم بضيق..؟! واغمض عيناه محاولاً النوم بالأجبار.. لكي يمنع عقله في التفكير بها..!!
****************************
في غرفه ندي..!!
نزعت ندي الاسلاك والمحاليل التي في يدها بهدوء....!!
ومن ثم قامت من فراشها.. بعد ان علمت بأن امها قد ذهبت للنوم..!!
اقتربت ندي ناحيه الباب بهدوء وفتحته.. وخرجت منه... ذاهبة لغرفة ادم.!!
اندفعت ندي ناحيه الباب.. ودخلت الغرفه..!!
ووجدت منه وادم نائمين..!!
تنهدت ندي بحزن...!! واستدارت لكي ترجع لغرفتها..!!
ولكن اوقفها صوته الرجولي الدافئ العميق الذي يسلب روحها... قائلاً :راحه فين..!!
التفت ندي له... ورمقته بنظرات الاستنجاد..
ومن ثم اقتربت منه بسرعه واحتضنته ودفنت راسها في عنقه..!!
لم ينكر ابتسامته واستمتاعه باحتضانها... ولكن ايضاً راوده شعور تأنيب الضمير..!!
رفعها ادم بين ذراعيه ووضعها بجانبه علي السرير... واحتضنها بحماية قائلا بحنو :نامي يا حبيبتي... انا جمبك..!! متخافيش من حاجه طول ما انا عايش..!
توسدت راسها علي صدره بأمان... وضمت نفسها له...!! وشعرت بعودة الدفئ والامان لها مره اخري.... تاركه شجار عقلها وقلبها. !!
مستسلمه لذلك الامان الذي يلفها بين احضانه..!!
تنهد ادم بعمق..!! ونظر لندي النائمه بسلام بين احضانه. !! وعلم انه كان قاسياً بشده...!! ولم يعلم انها كانت تريد الحنان والاطمئنان مره اخري. !!
وانتظمت انفاسه...! واغمض عيناه براحه مستسلماً للنوم بعد عوده صغيرته بين احضانه مره اخري....!!
**************************
في صباح اليوم التالي... 💫
قد انتشرت اشعه الشمس في المكان.. ودبت الحركه في المشفي..!!
لتبدأ تلك الحوريه بالتململ بين احضان ادم..!!
وشعور الدفئ يراودها...!!
بدأت تفتح عيناها بهدوء..! لأول مره تشعر بتلك الراحه..!!
لتجد ادم مازال نائماً...!!
اعتدلت في جلستها بهدوء.. واخذت تتأمل ملامحه الرجوليه الجذابة...! وتلك التجاعيد التي ظهرت عليه اثر الحزن...!!
لم تعلم انه كان حزين عليها لهذه الدرجه. !!
مدت اناملها ترسم ملامحه بأناملها..!!
كأنها تحفرها في عقلها.. لكي لا تنساها..!!
فتح ادم عيناه بهدوء.. لتظهر جمال عيناه العسليتان... كالعسل في صفائه..!!
هتف ادم بابتسامه خفيفه :وانتي علي كده يتحفظي ملامحي..!!
هزت ندي رأسها بنعم.. لتشق الابتسامه الصافيه ثغرها..!!
ليشعر ادم بأنه قد خُلق من جديد.!!
جذبها ادم ناحيته فجاه واخذها بين احضانه لتشهق ندي بفزع..!!
هتف ادم بمرح :متخافيش مش هاكلك..!!
انحني ادم براسه طابعاً قبله رقيقه علي جبينها..!! ثم هتف بهدوء :خليكي كده شويه..!! لحد ما اصحي..!!
اومأت ندي راسها بالموافقة..!! لتعاود الاندساس بين احضانه.. والابتسامه تعتل ثغرها مرة اخري..!! *****************************
في غرفه صفاء...
استيقظت صفاء بهدوء.. ومازال شعور الحزن يراودها..!! ولكن ماذا ستفعل...!! فقد حل الخوف عليها ناحيه ادم.. ولا تريد ان تأذي ابنتها مره اخري..!!
قامت صفاء من فراشها بخطوات ثقيله.. واكتاف متهدله اثر تعب البارحه..!!
وصوبت نظرها ناحيه فراش ابنتها.!! لتجده خالياً...!! والاسلاك موضرعه علي السرير بأهمال...!!
انقبض قلب صفاء.. واشتعلت عيناها بفتيل الغضب..!!
فهي شعرت بأن ادم هو من تسلل واخذها مت غرفتها.!!
اندفعت صفاء ناحيه الباب لتخرج منه صافقه الباب خلفها بقوه اثر انفجار ذلك البركان الذي بداخلها...!!
******************
في غرفه ادم..!!
اقتحمت صفاء غرفه ادم ومنه.. ليهب جميعهم من نومهم مفزوعين...!ليجدوا صفاء واقفه امامهم بغضب..!!
شعر الجميع بأن غضبها سوف يهد المشفي بأكملها...!!
نظر لها ادم بتعجب وهو يري الغضب يتطاير كالشظايا من عيناها. !!
لتزداد هي من غضبها اثر نظرته البارده ويزداد لهيب عيناها.!!
ويظل كلاهما ينظران لبعضهما..!! وكأنهم علي وشك الخوض في معركة..!!
هتفت صفاء بقسوه لتقطع ذلك الصمت الحاد ...........!!
الفَصْلُ الخَآمْسُ عَشَرْ من رواية طفله في صحراء الذئاب...
هتفت صفاء بقسوة :انت واخد بنتي عندك لي يا ادم...! للدرجة دي محدش مالي عينك..!!انت فاكر اني هسكتلك يا ادم..!!
رمقها ادم بنظرات اللامبالاة..!! وهو يراها بحاله غير متزنه..!! ومن ثم ابتسم بسخرية... وهتف ببرود ما قبل العاصفة :وحضرتك يا عمتي.. هتحميها مني..!! هتحميها من جوزها..!!
مش انتي اللي خليتني اتجوزها..!!
وانا مرفضتش...!! وبحترم ده..!! واديني بعاملها كويس..! هتحميها مني ازاي!! ولي!!؟
هدرته صفاء بقوه وقد انفجر البركان الذي بداخلها... :لما الاقي بنتي بتعيط زي العيله الصغيره.... ومش لاقيه حد ينجدها.. او يتكلم معاها..!! لما الاقي بنتي قاعده في اوضه تلج..!! وهتموت من البرد..!! والمفروض انها تنام مع جوزها..!! اسمي ده اي...!! ها..!! فسر ليا ده.. مش انت بتعاملها باحترام. ! اي اللي وصلها للحالة دي....!!انا بنتي بقت خارسه علي ايدك..!!
شعر ادم بأشواك الحزن تدخل في قلبه...!!
علم بحقيقة حديثها...!! فهي كانت تحتاج للمواساه وليس للقسوه..!!
اغمض عيناه بقوه...!! وهو يتذكر ابتسامة صغيرته الدافئة..!!! وعودت روحها لها مره اخري..!!
كان يريد ان يُطفئ تلك النار الخالده بداخله..!!
لكي يُشفي انقسام قلبه..!!!
زفر علي مهل... وفتح جفنيه مره اخري..!!
معاوداً النظر لصفاء...!
وهتف بهدوء تام اثار القلق بداخل الجميع :عندك حق...!! انا كنت قاسي عليها...!! ومكنتش عارف احميها كويس.!! وغشمي كان مصور ليا انها زي عاصم..!! بس اتضح العكس تماماً..!! ودلوقتي انا ندمت.. وبحاول اعوضها عن كل حاجه وحشه حصلت ليها...!! بس الظاهر ان حضرتك كمان غشمك بدأ يعميكي...!! ويخلي الضفة تقلب..!!
نظرت له صفاء باستفهام... عن ذلك السؤال الذي لم يستطع ان يخرج من جوفها الجاف اثر فرط التوتر... كأنها شُلت من حديثه الغامض..!!
هتف بهدوء رغم تهجم ملامحه :هعمل اللي يريحك...!! حتي لو كنت هطلق بنتك علشان تطمني انها تبقي معاكي واني مش هأذيها..!!
شعرت ندي بأنها طُعنت في قلبها اثر كلماته القاسيه..!!
وبدأت انفاسها في الانخفاض..!!
وبدأت تشعر بذلك الالم الذي حل عليها...!!
تجمعت الدموع في مقلتيها... ترمقه بنظرات التوسل والرجاء بأن لا يتركها..!!
ولكن لم يُبالي هو بنظراتها... ولكن كان من داخله يلعن نفسه الف مره علي حديثه.. !! ولكن حاول التماسك بقدر الامكان..!!
هتفت صفاء بضيق بعد أن شعرت بأنتزاع قلب ابنتها من مكانه. .!! وشده تعلقها به...!!
=انا مش عاوزاك تطلقها...!! انا عاوزاك تحافظ عليها...!! مش تخليها جاريه تحت ايدك..!!
كفايه عليها عاصم وبلاويه...!!
اومأ ادم رأسه بالموافقة... وهتف بهدوء :متقلقيش... انا عمري ما هأذي بنتك.. او اخليها تفكر في يوم اني ممكن ائذيها...!!
شعرت ندي بالارتياح اثر حديث ادم...! وارتسمت ابتسامه صغيره علي شفتيها....!! وهي تعلم بأنه مازال بجانبها ولن يتركها...!!
تنهدت ندي تنهيدة نابعة من قلبها.. ووضعت رأسها علي ذراعه...!! لتشعر بوجوده معها. .!! وبدأت في اغماض عيناها...!! وهي تشعر برائحة عطره الذي يجعلها في عالم اخر...!!
صوب ادم نظره علي ندي النائمه بسلام... وعلي شفتيها ابتسامه صغيره...!!
تنهد ادم بهدوء وهو يهتف بجديه :انا هروح انادي الدكتور..!! علشان اشوف ندي هتخرج امتي..!!
=ردت عليه صفاء بسرعه قائله بهدوء :خليك..!! انا هروح اناديه....!! خلي بالك من ندي.. !!
وخرجت من الغرفه بخطوات شبه راكضه..!!
كأنها تسابق الزمن...!!
********************
في غرفه ادم...!
نظرت منه لادم بأستغراب..!! ونظراتها التي بداخلها العديد من الاسئله....!!
ابتسم ادم باطمئان لمنه..!
بادلته منه الابتسامه.. وثم هتفت بهدوء :ندي شكلها نامت..!!
صوب ادم نظره ناحيه ندي فوجدها قد ذهبت في سبات عميق..!!
ابتسم هو بحنان.. ومن ثم اخذها بين احضانه بحماية.. وكان يريد ان يمزجها مع روحه لكي لا تبتعد عنه...!! لتصبح جزءًا منه..!!
وجلسوا كلاهما ينتظران خبر صفاء من الطبيب..!! ************************
في منزل مليكة...!!
كانت تجلس علي المقعد المخصص لها.. بغرور..!!
وتضع قدم فوق الاخري..!! شارده بهدوء..!
تفكر كيف سوف تُكمل نجاح خطتها.. لتكسب ادم في صفها...!!
نتهدت بشرود..!! وافاقت من شرودها الذي سلب عقلها علي صوت نازلي القاسي قائله :بتفكري ترخصي نفسك ازاي..!!
رمقتها مليكة بنظرات فروغ الصبر وهي تراها تنزل من السلم بشموخ وخطوات متنزنه..!!
جلست نازلي علي الاريكة المواجهة لمقعد مليكة... وهي تشيح نظرها عنها بأشمئزاز واضح..!!
هتفت مليكة بفروغ صبر :انا مش فاهمه.. انتي معتبره ده ترخيص نفس..!! تبقي فاهمه الحياه غلط...!! ده زي ما تقولي كده بيزنس..!! بس في صالحي انا..!! انا بس اللي بكسب فيه..!! وبأشاره مني انهي كل البيزنس ده..!!
=افهمي يا امي..!! انا لو خطتي نجحت واتجورت ادم هتنقل نقله تانيه خالص...!!
وبعدين انا طبقتي من طبقه ادم..!!
اي بقي اللي مضايقك في كده..!!؟
لم ترد نازلي علي حديثها.... وهتفت بحديه :الحاجه الوحيده اللي فهماها انك رخيصه..! وان دي عمرها ما كانت تربيتي. .! انا لو كنت اعرف انك هتبقي بالرخص ده انا كنت اجهضتك من قبل ما اجيبك.!على الاقل مكنتش هبقي عايشه في القرف ده...!!
زفرت مليكة انفاسها الحاده.. وهي تستمع لحديث والدتها...!! وكلماتها تخترق مسامعها بقوه...!!
كانت كلماتها قد اصابت قلبها بطعنات سامه..!!
حاولت مليكة استجماع قوتها.. وأن لا تتأثر بحديث والدتها..!!
اجابتها مليكة بلامبالاه زائفة.. تُخفي ورائها عبوس وجهها... ونزيف قلبها..!
=تمام... انتي شايفه كده.. دي حاجة تخصك..!
بس انا بقي هكمل اللي بعمله..!! وتقدري تتبري مني... لو شايفه اني عار عليكي..!!
وهبت مليكة واقفه من مقعدها... واتجهت ناحيه الباب بخطوات راكضه كأنها تسابق حكم السماء عليها..!! وخرجت من المنزل صافقه الباب بغضب..!!
*******************
وضعتها نازلي رأسها على الاريكة بتعب.!!
والدوار يستولي مره اخري علي رأسها. !! كأن رأسها سوف تُقتلع من مكانها.. !!
شعرت بذلك التشوش في الرؤية. !!
وتجمعت الدموع رغماً عنها في مقلتيها..!!
تشعر بأن التيار سوف يأخذ ابنتها... لطريق ليس له نهايه..!!
واعطي العقل امراً براحه العيون...!!
**********************
في المشفي...!
دخلت صفاء غرفه ادم بخطوات بطيئة...!!
ومازال الحزن يراودها..!!
هتفت صفاء بهدوء تام.. واجابات مقتضبه :الدكتور قال تقدر تروح النهاردة.. مادام اتحسنت....!!
اومأ ادم رأسه بالموافقة.!!
وسرعان ما هبط من الفراش.. حاملاً ندي علي ذراعيه..!!
واشار لمنه بأخذ عمتها والذهاب للسياره..!!
اومأت منه رأسها بالموافقة وخرجت هي وصفاء صامتين.... واتجهوا للخارج...!!
*****************
{في غرفه ادم }
قبل ادم راس ندي.. قبله عميقه بث فيها مدي حبه لها...!!
واتجه للخارج تاركين المشفي..!!
وقطع علي نفسه وعداً بأن لا يأتوا للمشفي مره اخري...!!
***********************
{في الخارج }
ركبت صفاء ومنه السياره..!!
ومن ثم هتفت صفاء بقلق :...........!!