رواية مجنون بحبي الفصل الرابع والعشرون والخامس والعشرون بقلم امل اسماعيل


 رواية مجنون بحبي بقلم /امل اسماعيل

الفصل الرابع والعشرون والخامس والعشرون


حمل طفلته وقال بأبتسامة

_ حياة هسميها حياة


قاطعه أحمد وقال : عايز أشوفها يا خالى


نزل لمستواه ليرا الطفلة، قام أحمد بتقبيلها، فى هذه الحظة فتحت الصغيرة عينيها، كانتا تشبهان العشب الأخضر، عندما ألتقت عيناهما، شعر أحمد بشعور غريب وسعادة كبيرة تغدق على قلبه لا يعلم سببها


تم نقل لمار لغرفة خاصه حتى تفيق، وضعوها على الفراش وجلس بجانبها عادل وأحمد


قامت الممرضه بأخد حياة وقالت

_ هحطها على الدفايه شويه وبعدين أجبها


شعر عادل بالقلق وقال : دفاية إيه!! هى فيها حاجة


الممرضة : لأ متخافش بس أحنا بنحط المواليد على الدفاية شويه بعد لما يتولدوا


أحس عادل براحه


أخذت الطفلة وذهبت، كان أحمد ينظر لها ويشعر بالحزن


بعد القليل من الوقت، أفاقت لمار، أمسك عادل يدها وقال بسعادة

_ الحمد لله على سلامتك يا حبيبتي


لمار بأبتسامة : الله يسلمك يا حبيبي


نظرت حولها وقالت : فين بينتى


عادل بأبتسامة : ألممرضه أخدت حياة علشان تحطها على الدفاية شويه


لمار بأبتسامة : هى كويسه


عادل بأبتسامة : الحمد لله


رمقت لمار أحمد، الذى كان يجلس والحزن ظاهر عليه وقالت

_ ألجميل زعلان ليه


أحمد بحزن : علشان ألممرضه أخدت حياة، وأنا كنت عايز أقعد معاها شويه


أبتسمت لمار وقالت : بكره تزهق منها، وتقعد معاها براحتك


أحمد بسعادة : بجد


لمار بأبتسامة : بجد


بعد القليل من الوقت وصل راضى وحسين والبقية


عندما رائوا لمار أقتربوا منها وقال راضى

_ عامله ايه يا حبيبتي دلوقتى


لمار بأبتسامة : الحمدلله يا جدو


قاطعته سلوى وقالت : والنونه عامله إيه


أجابها عادل وقال : حلوه الحمد لله، شويه والممرضه هتجبها


حسين بأبتسامة : ناويين تسموها إيه، أنتوا مرديتوش تقولوا على الأسم


نظر عادل للمار وقال بأبتسامة : حياة سميناها حياة


سامى بحزن : ليه كده يا بنى بتفتح الجرح القديم ليه


شادية بحزن : مكنش لازم تسميها حياة، أحنا بنحاول ننسى


عادل بحزن : مستحيل ننسى دى أختى، يعنى مش حاجه تتنسى


قاطعهم أحمد وقال : أنتا ليك أخت أسمها حياة يا خالو


توتر عادل  حاول تغيير الموضوع وقال

_ أعمل حسابك هاخدك بكره وأقدملك فى نادى، علشان تلعب كورة


أحمد بسعادة : بجد يا خالو


عادل بأبتسامة : بجد طبعاً


*****************************

فى مكان أخر


يركض الصغير ويركل الكرة أمامه، ويقول بسعادة

_ هجيب فيكى جون تانى يا ماما


تقف أمام ألمرمى وتقول بتحدى

_ مستحيل أخليك تغلبنى ألمره دى


ركل الكرة بقوة، لكنها أستطاعت صدها، حملت الكرة وقفزت بسعادة وهى تقول

_ هاى صديتها


قوس شفتيه وقال بحزن : أنا أل خليتك تصديها


قاطع حديثهم قدوم ذلك البغيض وهوا يبتسم ويقول

_ غلبتك


عندما رائاه ذهب إلى والدته يختبئ خلفها


رمقته بغضب وقالت : ممكن أعرف عايز إيه


حاول السيطرة على غضبه وقال

_ جاى ألعب معاكم


قالت بسخريه : وده من أمتى، على كل حال أحنا مش عايزين نلعب معاك، أصلاً خلصنا لعب


أجتاح قلبه غضب وحزن شديدين، لكنه حاول التماسك، فهوا يريد أن يتقرب منهما أكثر ويبداء معهما صفحه جديدة


رمق جاد بأبتسامة وقال : أنا هقدملك فى نادى، علشان تلعب كورة ومحدش يعرف يغلبك


شعر جاد بسعادة كبيره وقال : بجد يا بابا


إياد بأبتسامة : بجد يا روح بابا


كان الغرض من فعلته هذه، التقرب من حياة، يظن أنه أن جعل جاد يحبه ويتعلق به، ستحبه حياة إيضاً، ياله من مسكين لا يعلم أنه أصبح أكثر شئ تمقته فى هذه الحياه، وتتمنى زواله


**********************************

تمر الأيام والسنين ويتعلق أحمد بحياة أبنة عادل ولمار أكثر، وتتعلق هى إيضاً به، خاصه بعد أن أنجب والديها طفله أخرى أسمياها، أسيل كانت تصغر حياة بسنتين، كانت حياة فتاة جميلة تمتلك عينين خضراء وبشره حنطيه وشعر أسود طويل، كان أكثر ما يميزها خجلها وطباعها الهادئه، أما أسيل فكانت تختلف عنها كلياً، فقد كانت فتاة بيضاء قصيرة بأعين عسليه وشعر كستنائى، لكن أكثر ما يميزها مشاكستها وطباعها المرحه، كانت تشبه أحمد كثيراً فى طباعة المرحه والمشاكسه


كبر الثلاثه على حب كبير من عادل ولمار، وبقيه العائله لم يفرقوا بينهم


عندما بلغ أحمد الرابعة عشر من العمر، قرر الأنتقاد للعيش فى شقه والده، لم يوافق عادل ولمار فى البدايه لكنه أصر، لهذا وافقوا على شرط أن يتناول الطعام معهم


وهكذا مرت الأيام والسنين، وأحمد يعيش فى شقه والده، ويتناول الطعام مع عادل ولمار، وبالتأكيد يذهب إلى المدرسة والتمرين فقد أصبح لاعب كرة قدم شهير


كان أدم يأتى كل سنتين لزيارته، ثم يسافر مره أخرى


كانوا يعيشون حياة هادئه، إلى أن جاء اليوم الذى عاد فيه أحمد من التمرين سعيد للغايه، ذهب إلى شقه عادل ولمار وهوا يصرخ ويقول

_ يا خالو يا عمتى


جاء عادل ولمار بسرعة ليروا ما حدث


عادل بقلق : فيه إيه يا بنى


أحمد بسعادة : قولى مبروك


عادل بعدم فهم : مبروك على إيه


أحمد بسعادة وهوا يصرخ : أنا جالى عقد أحتراف وهسافر


قاطعته لمار وقالت بحزن وخوف

_ تسافر فين مستحيل، مش هينفع تعيش لوحدك برا

قالت كلامها وقلبها يرتجف من شدة الخوف، هى لا تريده أن يبتعد عنها مثل شقيقها، لن تتحمل فراقه هوا إيضاً


قاطعها أحمد وقال : بس ده حلمى، بعدين أنا مش صغير أنا عندى تسعتاشر سنه، غير أن النادى ال هحترف فيه ده نادى كبير، وهيخلوا بالهم منى


أنفجرت لمار بالبكاء وقالت : قولت مفيش سفر


شعر أحمد بحزن شديد، أختفت الأبتسامة من وجهه، أقترب منها وقال بحزن

_ أنا عارف أن سفر بابا عملك عقده، بس ده حلمى من وأنا صغير، والوقتى الفرصة جت علشان أحققه، هتساعديني علشان أحققه ولا هتقفى ضدى


أنه محق فيما يقول، لكنه خائفة من ذهابه، لا تستطيع تخيل حياتها من دونه، هى من ربته وأهتمت به منذ أن كان طفل صغير، لكن هذا لا يعطيها الحق فى تحطيم أحلامه


رمقته بحزن وأعين دامعه وقالت

_ وهتسافر أمتى


أبتسم بحنان وقال : همضى العقد بكره وأسافر الأسبوع الجاي


قامت بضمه بقوة وقالت ببكاء

_ تتصل بيا كل يوم، وتاجى على طول، الأعياد والمناسبات لازم تحضرها معايا، دى شروطى ومش هتنازل عنها


بادلها الضم وقال بأبتسامة : وأنا موافق يا ست الكل


قاطعهم عادل وقال : إيه ده، هى علشان وافقت يبقى كده هتسافر، من غير ما تاخد رائيى


أحمد بأبتسامة : لأ طبعاً، دا أنتا رائيك الأهم


قام عادل بضمه وقال بسعادة : ربنا يوفقك يا حبيبى


كانت تقف أما باب غرفتها، وقلبها يتمزق من الحزن، هل سيرحل حقاً ويتركها، ماذا أن أعجب بفتاة أخرى وأحبها، بالرغم من أنها تبلع أربعة عشر عاماً فقط، ألا أنها مغرمة به بشدة، تتمنى أن تكبر بسرعة ليصبح لها، لكن الأن هوا سوف يذهب ويتركها


دخلت إلى غرفتها وهى تبكى بحرقه، تمددت على فراشها  ولا تستطيع أن توقف دموعها


كانت أسيل تنظر لها بتعجب وتقول

_ ممكن أعرف أنتى بتعيطى ليه


حياة ببكاء : مبعيطش


أسيل بمشاكسه : أومال الدموع دى إيه، كنتى بتخرطى بصل


حياة بغيظ : ملكيش دعوة بيا يا أسيل لو سمحتي


تركتها أسيل وذهبت إلى الخارج وهى تقول

_ عاملك رايعه ليه يالا


أحمد بسخريه : بقى أنتى يا مفعوصه بتقوليلى يالا


أسيل بغيظ وهى تحاول الهجوم عليه

_ هى من دى أل مفعوصه، والله ما هسيبك


تراجع أحمد للخلف وهوا يرمق عادل بخوف ويقول

_ أبعد أبنك عنى يا عمى


أمسكها عادل وقال : أهمدى بقى شويه، يا حبيبتي أنتى بنت مش ولد، بلاش التصرفات دى


قاطعته لمار وقالت : براحه شويه على أبن خالك، كلها أسبوع ويسافر


شعرت أسيل بحزن كبير لكنها حاولت أخفائه وقالت بمشاكسه

_ بجد والله ده أحلى خبر سمعته

لم تستطع أن تخفى حزنها أكثر، وأنفجرت فى البكاء


أقترب منها أحمد وقال : دا أنتى طلع عندك دم وبتعيطى أهو


قالت من بين شهقاتها : لأ مبعيطش أنا بس زعلانه، علشان مش هلاقى حد يساعدنى على هبلى


ضحك الجميع عليها


نظر عادل حوله وقال : فين حياة


أسيل ببكاء : بتعيط فى الأوضة


كان عادل يعلم جيداً مقدار حب أبنته لى أحمد، هوا يعلم أنها متعلقه به كثيراً، نظر إلى لمار وقال

_ جهزى الأكل على أما أجيبها


لمار : حاضر


كان أحمد ينظر إلى غرفتها، يتمنى أن يذهب إليها، ليمسح دموعها هوا لا يستطيع تحمل نزول تلك الجواهر النادرة، لكن لا يمكنه فعل شئ حالياً سوى الأنتظار


طرق عادل الباب ثم دلف، كان حياة مستلقيه على معدتها تبكى بحرقه، أقترب منها ربط على شعرها بحنان وقال

_ الجميل زعلان ليه


نهضت حياة وقالت من بين شهقاتها

_ مش زعلانه


عادل بحزن : عليا أنا، أومال الدموع دى نازله ليه


قامت بضمه ثم أنفجرت فى البكاء مره أخرى


قام عادل بضمها وقال بحنان

_ أنا عارف أنك زعلانه علشان أحمد هيسافر، بس مفيش داعى للزعل هوا هياجى على طول، وأحنا كمان هنروحله، غير أننا هنكلمه كل يوم، وبعدين ده حلمه وبيحققه، أحنا بقى نفرح ولا نعيط


مسحت حياة دموعها وقالت بحزن قاتم

_ نفرح


عادل بأبتسامة : يبقى تقومى تغيرى هدومك، وتغسلى وشك علشان نتغدى مع بعض


هزت رائسها بالموافقة


تركها عادل وغادر، نهضت وقامت بغسل وجهها وأرتدت ثوب أسود، مترز ببعض الزهور الخضراء، وأرتدت حجاب بالون الأخضر الذى يشبه لون عينيها


خرجت من غرفتها، كان أول ما رائته هى أبتسامته التى تزينها تلك الغمازتان، وتلك الأعين الزرقاء التى تشبه البحر


كان ينظر إلى خضراوتيها، ووجها المنتفخ من كثرة البكاء، ويبتسم بحزن


أقتربت هى وألقت التحيه، ثم جلست على مقعد طاولة الطعام المقابل له


بدائوا فى تناول الطعام، لكنها كانت تنظر له بحزن ولم تتناول شئ


كان يشعر بنظرتها وحزنها، لكنه لم يستطع أن يفعل شئ، أكتفى بالنظر للطعام وتصنع تناوله


*****************************


فى مكان أخر


أنتهت أخيراً من صنع الكعكه، طلبت من الخدم حملها برفق ووضعها على الطاوله التى فى الخارج


فعل الخدم كما أمرت


صعدت هى وأبتدلت ثيابها بأخرى نظيفه، ثم نزلت للأسفل تتفقد المكان والزينه التى وضعتها، عندما سمعت صوت سيارته قامت بأطفاء الأنوار


دلف إلى الداخل، وجد المكان مظلم للغاية، تعجب كثيراً وقال بقلق

_ ماما أنتى فين


نظر أمامه وجد شعلات شموع، تضئ الواحدة تلو الأخرى، وذلك الصوت الحنون الدافئ يقول له 

_  سنه حلوة يا جميل، كل سنه وانت طيب يا حبيبي 


شعر بسعادة كبير تغدق على قلبه، لقد نسى أن اليوم هوا عيد ميلاده، لكنها لم تنسى مثل كل عام، تفاجئه دائماً بحفله رائعه له


أقترب من الشعلات بحزر، وقال

_ كل سنه وانتي طيبه يا ست الكل 


أبتسمت برفق وقالت : أتمنى أمنيه وطفى الشمع، علشان النور يأيد


أغلق عينيه وتمنى أن تبقى بجانبه إلى الأبد، فتح عينيه ثم أطفأ الشمع، أنارة المصابيع وظهرت هى أمامه بأبتسامتها العذبه الرقيقه


قام بضمها وقال : ربنا يخليكي ليا 


بالدلته الضم وقالت : ويخليك ليا يا حبيبي، ألنهارده بقى عمرك تمنتاشر سنه، كل سنه وأنت طيب


قبل يدها وقال : وأنتى طيبه، هطلع أغير هدومى وأخد حمام وأجى 


أبتسمت برفق وقالت : أحسن هداف فى الدورى، بيتعب نفسه فى التمرين ليه 


ضحك بصوت عالي وقال : علشان أفضل أحسن هداف


*******************************


فى مكان أخر 


كان نائم فى غرفته بعمق، عندما شم رائحة الطعام الشهى، أستيقظ من نومه ينظر حوله بتعجب ويقول 

_ إيه الريحه الحلوه دى، معقوله جايه من الشقة


نهض من فراشه وتتبع الرائحه، التى كان مصدرها المطبخ، كان أدم يصنع طعام الأفطار، عندما رأه أحمد قال بسعادة

_ بابا أنتا جيت أمتى


أبتسم له أدم وقال : جيت بالليل وأنتا نايم، بس مرديتش أقلقك


ضمه أحمد وقال : الحمد لله على السلامة


بادله أدم الضم وقال : الله يسلمك يا كابتن، مبروك عليك الأحتراف


أحمد بسعادة : الله يبارك فيك، أوعى تقول أنك جيت علشان كده


أبتسم أدم وقال : بصراحه أيوه 


رمقه بحزن وقال : مش كفاية سفر بقى يا بابا، أنا مش عارف أنتا بتسافر ليه 


أبتسم أدم بحزن وقال : بكره تعرف، ألمهم خد الأكل حطه على السفرة 


لم يرد أن يضغط عليه، كما أنه يعلم أنه لن يخبره سبب سفرة، لا يعلم لماذا يخبئ والده عليه الأسرار فسفره ليس السر الوحيد، إيضاً تلك الغرفة المغلقه التى لا يسمح لأحد بدخولها، ووالدته التى يرفض أخباره أى شئ عنها حتى أسمها

قال أحمد : حاضر 


أخذ الطعام ووضعه على الطاولة، ثم جلسوا يتناولوه 


قال أدم بينما يتناول الطعام 

_ أنتا هتحترف فى بلد إيه 


أحمد بسعادة : هحترف فى *****


أدم بأبتسامة : أنا لسه مروحتش المدينه دى، هخليها وجهتى التانيه 


أحمد بسعادة : بحد يا بابا، خلاص سافر معايا


أدم بأبتسامة : مينفعش، أنا لسه جاى سافر أنتا بالسلامة، وأنا هسافر بعدك بشهر 


أبتسم أحمد وقال : وأنا هستناك 


*************************

بعد مرور أسبوع


سافر أحمد من أجل الأحتراف، بعد أن وصل إلى وجهته، وجد سيارة بأنتظاره، أخذوه إلى محل أقامته وطلبوا منه، الأستراحة والأستعداد من أجل الغد 


وضع أحمد أغراضه وغفى


***************************

فى اليوم التالى 


أستيقظ أحمد بنشاط، أستعد وتناول طعامه ثم ذهب إلى النادى من أجل التدريب 


بعد أن وصل إلى النادى تعرف بزملائه، بالرغم من أنه أول لقاء لهم، ألا أنه أستطاع أن يكسب حبهم وصداقتهم، ففى النهايه أحمد شخصيه أجتماعيه مرحه للغايه 


بداء أحمد التدريب مع زملائه، وبينما يتدرب وجد الجميع ينظرون إلى الباب ويتهامسون فيما بينهم بسخريه 


نظر إلى حيث يتهامسون، وجد شاب ضخم البنيه بشعر أسود وأعين بنيه، يبدوا على ملامحه القسوه و الوحده أقترب من أحد زملائه وقال 

_ من يكون ذلك الشخص، ولماذا تسخرون منه


أجابها زميله وقال

_ أنه جاد يامن، وهوا هداف الدورى، لكنه شخص مغرور ومتعجرف، لا يتحدث مع أحد، يرا أنه أفضل منا 


شعر أحمد بالفضول تجاه جاد، لا يعلم السبب لكنه يرغب بالتعرف عليه ومصادقته، أقترب من جاد وقال 

_ مرحباً، أنا أدعى أحمد لقد أنتقلت للنادى بالأمس، سعيد بمعرفتك 


رمقه جاد بجديه وقال : مفيش داعى للأنجليزي، أنا بتكلم عربى كويس، كمان مفيش داعى للتعرف أنا مبحبش أصاحب حد 


غادر جاد وترك أحمد مصدوماً، أقترب أحد زملائه منه وقال 

_ ألم أقل لك أنه شخص متعجرف وغليظ 


بالرغم من حديث الجميع عن جاد، ومعاملته الجافه له، ألا أن ذلك لم يذيده إلا أصرار على مصادقته، لا يعلم لماذا لكنه يشعر أن خلف ذلك الوجه القاسى والبارد، شخص طيب وحزين، نعم فلقد رائا فى عينيه حزن وكسره كبيرين، لهذا يتصنع البرود والقسوه ليخفى خلفهم حزنه، لكنه سيذيب ذلك القناع القاسى وسيعلم سبب ذلك الحزن 


فصل كبير أوي أهو أتفاعلوا بقى وأعملوا رفيوهات علشان الأحداث هتولع


رواية مجنون بحبى بقلم /امل اسماعيل

الفصل الخامس والعشرون


أرتدى جاد ملابس التمرين، ثم ذهب ليتمرن معهم


كان أحمد يراقب تمرينه، طريقه لعبه وهجومه، لم يكن كشخص يلعب من أجل المتعه، بل كان يبدوا كوحش غاضب، كأن العب وسيله يخرج بها غضبه وحزنه


أقترب منه أحمد وأخذ الكرة وقال له

_ تقدر تغلبنى


أبتسم جاد بسخريه وقال : أظن دى أسهل حاجه عندى


أحمد بتحدى : طب ورينى


أندفع جاد نحو أحمد، محاول أخذ الكرة، لكنه باغته وقامت بتسجيل هدف


أشتعل الغضب فى قلب جاد، أخد الكرة واتجه نحو المرمى بغضب، حاول أحمد قطع طريقه وأخذ الكرة لكنه فشل، ركل جاد الكرة وسدد هدف ثم رمق أحمد بسخريه وقال

_ قولتلى هتكسب مين


أبتسم أحمد وقال : متنساش أنى سجلت هدف قبلك، يعنى لسه مخسرتش


أستمر الأثنان فى العب وتسجيل الأهداف، كان جاد يشعر بسعادة ومتعه بالعب، لم يشعر بهم منذ أن كان طفلاً، وكأن شغفه بالكرة وحبه لها عاد من جديد، ولأول مره منذ زمن يشعر بسعادة بالعب، ولا يشعر بالغضب


كان أحمد ينظر له بسعادة، طريقة لعبه اختلفت كثيراً الأن، أختفى الكره والغضب من عينه، أصبحت نظراته مثل نظرات طفل صغير


أنتهت المباراة بينهم بالتعادل، جلسا على الأرض يلتقتان أنفاسهم بصعوبة، نهض أحمد وأتجه نحو جاد، مد له يده وقال بأبتسامة

_ عاش يا صاحبي


صديقى تلك الكلمة أغدقت على قلبه الكثير من السعادة، منذ صغره وهوا يتمنى أن يكون لديه أصدقاء، لكن والده يمنعه من ذلك، كم تمنى أن يمسك بيده ويتقبل صداقته، لكن ليس بيده حيله


عاد الغضب والحزن إلى عينيه، قام بأبعاد يده ثم نهض وقال بغضب

_ قولتلك مبصاحبش


أقترب منهم أحد زملائهم وأسمه مارك، كان يفهم الغه العربية قليلاً، رمق جاد بسخريه وقال

_ لن تتغير مهما حدث، ستظل شخص مغرور ووحيد


وحيد تلك الكلمه ألمت قلبه كثيراً، ربما لأنها تعكس واقعه المؤلم، قام بدفع زميله بغضب وقال

_ أفضل أن أكون وحيد، على أن أصادق أمثالك


شعر مارك بالغضب وحاول الهجوم عليه، لكن أحمد أمسكه به


أخذ جاد حقيبته ثم غادر والغضب قد تملك منه


********************************


فى مكان أخر


يضع فنجان القهوة على الطاولة، يرمق والدته بحزن ويقول

_ أنا مش همشى من شقتى، غير لما أجى أسافر


طالعته والدته بغضب وقالت

_ يابنى أنتا مجتش البد من زمان، هنقول لى أختك وجوزها، ونسافر كلنا


تنهد بتعب وقال : أنا مش هروح فى حته، بعدين عمى سامى وماما شاديه وجدى راضى وستى أحسان، كلهم هنا يبقى نسافر للبد ليه


سلوى بحزن : بس يا أدم


قاطعها حسين وقال : خلاص يا سلوى، سيبيه على راحته


أدم : عن أذنكم


ذهب إلى غرفته وتركهم


رمقت  سلوى حسين بحزن وقالت ببكاء

_ لحد أمتى هيفضل كده يسافر من بلد لبد، وفين وفين على أما ييجى، كمان لما ييجى يفضل حابس نفسه فى أوضته يبص لصورها ويكلمها


حسين بحزن : خلاص يا سلوى أرجوكى


سلوى بحزن وبكاء : لأ مش خلاص، ال بيعمله ده غلط، كمان أحنا لازم نقول لى أحمد كل حاجه، ويعرف أمه


حسين بفزع : أنتى أتجننتى يا سلوى


سلوى بحزن : أتجننتى ليه، أحمد بقى راجل ومن حقه يعرف مين أمه وهى فين، علشان يدعيلها بالرحمه ويقراء على روحها الفاتحه، أظن ده أبسط حقوقها أن أبنها يدعيلها بالرحمه


أخفض رائسه بحزن، هى محقه فيما تقول، لكنه لا يمتلك الجرئه لأخبار أحمد، كما يخشى أن يفقد أبنه للأبد أن فعل ذلك


******************************

فى مكان أخر


أوقف سيارته أمام القصر، ثم دلف إلى الداخل والغضب يتطاير من عينيه، صعد إلى غرفته بسرعة فور دلوفه


كانت تجلس على أحد المقاعد الموجوده في الصالون، عندما رائته يدلف بملابس التمرين، ووجه أحمر والشرار يتطاير من عينيه، شعرت أن هناك شئ سيئ حدث له، فاليس من عاداته أن يعود بسرعة هكذا وهوا يرتدى ملابس التمرين، كما أنه لم يبحث عنها كما يفعل فى كل مره، فعند وصوله يبحث عنها أولا ليطمئن عليها، ثم يذهب إلى غرفته


لحقت به، طرقت على باب الغرفة لكنه لم يجيب، فتحت الباب ودلفت، وجدته جالس على حافة فراشه، يضع يديه على قدمه ويكور قبدتيه بغضب ويضع ذقنه فوقهم


أقتربت منه تربط على ظهره بحنان وتقول

_ مالك يا جاد، إيه أل مزعلك


نفض يدها بغضب ثم نهض، يرمقها بغضب وعتاب وحزن ويقول بجهير

_ ليه كل ده بيحصل معايا، ليه مش مسموح يبقى ليا أصحاب، ليه ملييش أهل طبيعيين، ليه كل ما أبصلك ألاقى عنيكى مليانه كره وغضب تجاه بابا، ليه على طول حاسس أنكم مخبيين عليا حجات كتير


أكمل بأنهيار : طفولتى ضاعت منى، وشبابى كمان بيضيع، بقيت معقد حتى الكورة الحاجة الوحيده أل كنت بحبها وبلاقى سعادتى فيها، بقت مجرد وسيله أخرج فيها غضبى وحزنى، ليه كل ده بيحصل فهمينى أنا من حقى أعرف أنتو مخبيين إيه عنى


قال جملته الأخيرة بجهير، وهوا يحطم كل ما تقع عليه عينه


تقف مصدومه ترمقه بحزن، تضع يدها على فمها ودموعها تتسابق على وجنتيها، قلبها يتمزق ألماً عليه، لكنها لا تستطيع أن تخبره بشئ، أن أخبرته ستوئلمه أكثر، كما أنها تخشى عليه من بطش إياد أن علم


أمسكها من زراعيها بغضب وقال

_ لو مش هتتكلمى أمشى، أمشيييييي


أنتفض جسدها، تراجعت للخلف وهى تنظر إليه بحزن وألم، حتى وصلت إلى الباب قامت بفتحه، ثم ركضت مسرعه إلى غرفتها وهى لا تستطيع منع شهقاتها


*********************************

فى مكان أخر


يجتمعون حول التلفاز يشاهدون أحد الأفلام الكوميدية، كان الجميع يضحك ماعدا هى، تجلس والحزن ظاهر على وجهها، شارده تفكر به كيف حاله؟ ما الذى يفعله الأن؟ هل هوا نائم؟ أم يتدرب؟


قطع شرودها صوت رنين هاتف والدها


أجاب عادل على المتصل وقال : ألوو


أجابه المتصل وكان أحمد وقال

_أزيك يا خال عامل إيه


عادل بسعادة : الحمد لله يا أحمد، أنتا عامل ايه


نظرت بسعادة إلى والدها عندما ذكر أسمه، كأن الروح دبت فيها من جديد مع ذكر أسمه، تمنت لو تأخذ الهاتف من والدها وتحدثه، لكن خجلها منعها


أحمد بسعادة : أنا الحمد لله، عمتى عامله إيه وجدي راضي وستى أحسان،وجدى سامى وستى شاديه، وأبنك أسيل عامل إيه


عادل بسعادة : الحمد لله


دق قلب أحمد بقوة وقال بنبرة عاشقة تملئها الشوق

_ حياة عامله إيه


أستشعر عادل شعور أحمد وقال : حلوة ألحمد لله


أخذت أسيل ألهاتف من والدها وقالت 

_ أزيك يا سطا عامل إيه 


أحمد : الحمدلله يا أبن خالى، أنتا عامل إيه 


أغتاظت كثيراً وقالت بغضب

_ تصدق أنا غلطانه اني بسأل عليك


أعطت الهاتف إلى جدها 


حدثه الجميع وبعد أن أنتهوا، أعطى عادل الهاتف لحياة التى كانت تحترق شوقاً لمحادثته وقال

_ خدى كلمى أحمد، بس أطلعى كلميه فى البلكونه علشان الشبكة هنا وحشه 


قاطعته أسيل وقالت : وحشه أزاى وانتوا كنتوا بتكلموه 


ضربتها والدتها على يدها وقالت 

_ اقعدى ساكته يا فيلسوفه 


أخذت حياة الهاتف وذهبت إلى التراس


أحمد بسعادة وعشق : أزيك يا حياة 


دق قلبها بقوة عندما نطق أسمها، شعرت بسعادة كبيرة وقالت بخجل 

_ أألحمد لله، أأنتا عامل إيه 


أحمد بهيام : حلو أوى وجميل وقمر 


كان يقصدها بكلمات الغزل تلك 


فهمت مقصده توردت وجنتيها خجلاً وقالت 

_ هوا إيه ده أل حلو وجميل 


تنهد بهيام وقال : القمر 


ضحكت وقالت : هوا فيه قمر بيطلع بالنهار 


ضحك وقال : عندنا الدنيا ليل دلوقتي، وأنا ماشى فى الشارع وببصله، بس إيه جميل جمال، سرق قلبى 


قالت بسعادة وخجل : هوا مين أل سرق قلبك 


قال بسعادة وعشق : القمر 

أكمل بخبث وقال : هوا أنتى مبتحبش القمر ولا إيه 


أبتسمت برقه وقالت بهيام : بحبه وبعشقه 


أحمد بسعادة : هوا إيه ده 


قلت بخجل وعشق : القمر


***************************

فى مكان أخر 


يجلس على الأرض يشاهد الأثاث المحطم من حوله، هداء غضبه قليلاً لكن قلبه عنفه على معاملته السيئه لها، نهض وذهب إلى المطبخ، أعد بعض وجباتها المفضله، وبعض الحلوى أعدهم كما علمته هى، ثم أعد الطاولة بطريقة جميله ووضع عليها الأطباق، ثم أبدل ثيابه وذهب إلى غرفتها


وقف أما الباب يستمع لشهقاتها بحزن، هوا سبب بكائها وحزنها، كيف أستطاع فعل ذلك، ما ذنبها هى بما مر به، لقد فعلت ما بوسعها ليحيا حياه طبيعيه، أهكذا يرد إليها الجميل 


دق على الباب برفق


توقفت عن البكاء عندما سمعت دقته، مسحت دموعها وحاولت رسم أبتسامة، نهضت مسرعة فتحت الباب، قامت بضمه وقالت بحزن حاولت أخفائه

_ أنتا كويس 


بادلها الضم وهوا يفكر، كيف يمكنها أن تكون بهذه الرقه والحنان، بالرغم مما فعل ألا أنها مازلت قلقه عليه 


تركته ونظرت إليه بشك وقالت 

_ أنتا رايح فى حته ولا إيه 


أبتسم بحنان وقال 

_ لأ بس أنا عازمك على العشا

أمسك يدها وأنزلها للأسفل 


نظرت بسعادة للمكان والطعام الشهى، كان كل شئ رائع حقاً، رمقته بسعادة وقالت

_ أنتا عامل كل ده علشانى 


قبل رائسها وقال أبتسامة 

_ هوا أنا عندى أغلى منك 


جلسا يتناولان الطعام بسعادة


 بعد أن أنتهيا من تناوله، رمقها جاد بحزن وقال

_ أنا أسف على أل عملته، أنا كنت متضايق ومخنوق ومكنتش حاسس بى أل بقوله 


أمسكت يده وأبتسمت بحزن وقالت

_ أل قولته ده حقيقة، أسفه على طفولتك أل ضاعت، بس أوعدك أنى مش هسمح لشبابك يضيع 


شعر بحزنها، حاول تغيير الحديث فقال 

_ بتعرفي ترقصى 


أبتسمت وقالت : مش قوى 


ضحك وقال : ألوقتى نشوف


نهض من مكانه، أشغل الموسيقى  ثم ذهب إليها، مد يده وقال بأبتسامة 

_ تسمحيلى بالرقصه دى يا مدام


ضحكت على طريقت حديثه وقالت 

_ بكل تأكيد 


أمسكت يده، حاوط هوا خصرها بيده الأخرى، وضعت هى يدها الأخرى على كتفه، بدائا يتمايلان على أنغام الموسيقى العذبه، وهما ينظران إلى بعضهم بسعادة ويضحكان 


كان يقف يراقبهم من بعيد ويبتسم، هوا لم يرا تلك الأبتسامة منذ زمن، كم أشتاق لها، لكنه لا يجب أن يلوم غير نفسه، هوا السبب فى أختفاء تلك الأبتسامة، تمنى الذهاب أليهم ليضحك معهم، لكنه متأكد أنه أن ذهب ستختفى تلك الأبتسامة، لهذا سيكتفى بروئيتها من بعيد

****************************

فى اليوم التالى


بداء التدريب فى النادى، كان الجميع يتدرب، ما عدا أحمد الذى كان ينظر بأتجاه الباب منتظر قدوم جاد، فقد تأخر كثيراً اليوم


بعد القليل من الوقت وصل جاد، شعر أحمد بسعادة كبيرة عندما رائاه لا يعلم سببها، هوا يشعر بالسعادة بوجوده يريد التعرف عليه، ذهب إليه مسرعاً وقال بسعادة

_ أتأخرت كده ليه


نظر إليه بتعجب، هل كان ينتظره!! ذلك الفتى انه حقاً غريب، رغم معاملته السيئه له ألا أنه مازال مُصر على مصادقته


قاطع شروده صوت أحمد وهوا يقول

_ تعالى نتمرن مع بعض


تجاهله جاد وذهب إلى غرفة تبديل الملابس، بالرغم من تجاهله له ألا أنه كان سعيد بتقرب أحمد منه، أنه لشعور رائع حقاً أن يكون هناك أحد يرغب بك ويتقبلك بكل عيوبك


نظر له أحمد بدهشه وقال

_ بردوا مش هسيبك غير لما نتصاحب، أصل أنا رزل وهبقى عملك الأسود


أقترب منه مارك وقال : لا أعلم لماذا تصر على مصادقت ذلك المغرور الأحمق


لم يعجبه طريقة حديث مارك وقال بغضب

_ هذه حريه شخصيه


ثم ذهب وتركه


أبدل جاد ثيابه وأنضم لهم، كان مارك يرمقه بحقد أنه يكره جاد بسبب تفوقه وغروره، قام بركل الكرة بتجاه جاد، أصابته الكرة فى رائسه


أتجه جاد نحوه بغضب وقام بلكمه، نشب بينهم قتال لكن كان جاد المتفوق، تدخل أحمد والبقيه وأبعدوهم


كان مارك ينظر له بحقد وغضب طوال اليوم، وعلى وجهه أبتسام خبيثه


أنتهى التدريب وبداء الجميع فى المغادرة، كان أحمد يجلس على أحد المقاعد الموجوده فى صالة التدريب، يحدث والده عبر الهاتف عندما رائا جاد يغادر، أغلق الخط ووضع هاتفه على المقعد ولحق به، ينادى عليه ويقول

_ جاد يا جاد أستنى يا عم


توقف ونظر خلفه، وقال بتعجب

_ عايز إيه!!


أراد أحمد التقرب منه بأى طريقة فقال

_ ممكن توصلنى فى طريقك


كان يعلم أنه يريد التقرب منه فقت، وهذا أسعده كثيراً، تصنع البرود وقال

_ هطلع أشغل العربية، لو أتأخرت همشى


شعر بسعادة كبيرة وقال وهوا يعود للصالة بسرعة

_ ثوانى هجيب حاجتى وأحصلك


*********************

وقف أمام سيارته، أخرج المفتاح من جيبه ليفتح بابها، سقط المفتاح من يده عندما تلقى ضربه قويه على رائسه من الخلف؛ نظر خلفه ليرا من ذلك الذى ضربه، وجد مارك ومعه بعض الرجال يبدوا على ملامحهم الأجرام


نظر له مارك بحقد وغضب وقال

_ سأجعلك تدفع ثمن أهانتى


قيد رجلين جاد الذى فقد بعض من قوته وتركيز بسبب الضربه، قام مرك بضربه بالعصى مره أخره فى رائسه مما جعلها تنزف، ثم أخرج  سكين أراد طعن جاد فى معدته، لكنه حرك يده بصعوبه بسبب الرجلين الذان يقيدانه، وأصيب فى يده


فى تلك الحظه وصل أحمد ورائي الرجال يقيدون جاد، والدماء تسيل من رائسه، ومارك يطعنه فى يده


             الفصل السادس والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا



تعليقات



<>