رواية مجنون بحبي الفصل السادس والعشرون والسابع والعشرون بقلم امل اسماعيل


 رواية مجنون بحبى بقلم /امل اسماعيل

الفصل السادس والعشرون والسابع والعشرون


فى تلك الحظه وصل أحمد ورائا الرجال يقيدون جاد، والدماء تسيل من رائسه، ومارك يطعنه فى يده


أنقض عليهم، أمسك يد مارك التى تحمل السلاح، أبعدها عن جاد ثم ضربها وأوقع السلاح أرضاً


أراد مارك لكمه باليد الأخرى، لكنه تفاداها وسدد له ضربه قويه أوقعته أرضاً


هجم الرجلين الأخرين على أحمد، سدد لكمه لأحدهم، لكن الأخر باغته وقام بلكمة، رد له الكمه ولم ينتبه على مارك الذى قام بضربه على رائسه بالعصا


حاول جاد التخلص من قبضت الرجلين لكنه فشل


فى هذه الحظه وصل رجال الأمن، عندما رائاهم مارك ومن معه، تركوا جاد وهربوا


سقط جاد على الأرض عندما تركوه


فزع أحمد عندما رائاه ملقى على الأرض، يتألم والدماء تسيل منه، ساعده رجال الأمن على حمله، ثم أخذوه إلى المستشفى


************************

فى مكان أخر


يجلس فى مكتبه يطالع بعض الملفات


يدق الباب ويدخل شوقى، يطالعه بحزن ويقول

_ معاد الرحلة كمان ساعتين يا باشا


رفع رائسه يرمقه بحزن ويقول

_ يدوب أجهز الشنطة


رمقة بنظرة حزينه وقال

_ أنا مش فاهم إيه لزمة سفرك، ما أنا هسافر زى كل مره وأخلص الشغل وأجى


تنهد بألم وقال بأبتسامة حزينة

_ عايزها تضحك تانى


شوقى بعدم فهم : هى مين ال تضحك


إياد بنبرة عشق وهيام : حياة، تعرف أنا عمرى ما شوفت ضحكتها غير فى أحلامى، مشفتهاش ولا مره فى الحقيقة، بس أنبارح شفتها، كانت جميلة جداً أحلى من ال شفتها فى أحلامى بكتير، كان نفسى أقف جنبها وأضحك معاها وأشوف ضحكتها عن قرب، بس أنا متأكد أنها لو شافتنى كانت الضحكة هتختفى


أكمل بحزن : علشان كده هسافر معاك المره دى للشغل، علشان ترجع تضحك تانى، أنا عارف أن بعدى هيفرحها جداً وهيخليها تضحك 


رمقه شوقى بحزن، ذلك المسكين العاشق، هوا حقاً متيم بحبها، مجنون به، لكن لماذا لا تقبل به وتنهى عذابه، لقد عاش وحيداً لم يحبه أحد لذاته، وهوا إيضاً لم يهتم بأحد عداها هى، لكنها للأسف تمقته تتمنى الأبتعاد عنه، أنه لشعور سئ حقاً أن تتعلق روحك وقلبك بشخص، لا يكن لك سوى المقت والحقد، أن يكون أكثر ما يسعدك قربه ورؤيت أبتسامته، بينما هوا أكثر ما يسعده البعد عنك وعدم رؤيتك


**************************

فى مكان أخر


تجلس على الأرجوحه التى توجد بحديقة القصر تقراء أحد الكتب، تشعر فجأه بأنقباض فى قلبها لا تعلم سببه، تحاول تجاهل ذلك الشعور المزعج، تعود للقرائه


يدلف هوا بسيارته الفخمه، يتبعه سيارت الحراسه


يترجل من سيارته، يجدها تجلس على الأرجوحه، تقراء كتاب، وحجابها الطويل يتطاير من حولها كم كانت جميلة بنظره، ملامحها الرقيقه كم يعشقها، لكن ذلك الحزن الذى يحاوطوها كم يؤلم قلبه، يتمنى لو يستطيع أبعاده عنها، لكن أبعاده يعنى فراقهم فهوا سبب ذلك الحزن، ظل يطالعها بهيام قليلاً  ثم أقترب منها وقال بحزن

_ حياة


طالعته ببرود ولم تجيب


أكمل هوا بحزن وقال : أنا هسافر أسبوعين علشان ألشغل


أبتسامة كبيرة زينت وجهها عندما سمعت حديثه


بالرغم من أن أبتسامتها بسبب بعده، ألا أن ذلك لم يمنعه من الشعور بالسعادة لروئيتها، أراد أن يحول تلك الأبتسامة لضحكة فقال

_ أنا عارف انك محبوسة هنا مبتطلعيش، ولا حتى بتحضرى تمارين جاد ومبارياته، علشان كده هسمحلك تخرجى وتروحي تمارينه والمباريات


تحولت أبتسامتها إلى ضحكة رقيقة، طالما عشقها وتمنى رؤيتها


أمسك زراعيها وطالعها بترجى وقال

_ أنا هثق فيكى، بس أوعى تكسرى ثقتى وتحاولى تهربى، لأنى هعرف أجيبك وأنتى عارفه إيه أل هيحصل


أبعدت يديه بغضب وقالت

_ خلاص ماشى زهقت من الكلام ده ومن  تهديدك


طالعها بحزن وقال : هروح أحضر شنطتى وأمشى علشان متأخرش


تجاهلت كلامه، جلست على الأرجوحه مره أخرى، تقراء كتابها


أجتاح قلبه حزن قاتم، كم تمنى أن تودعه، أو تضحك فى وجهه قبل ذهابه، هه لكن هذا بالتأكيد مستحيل


ذهب ليعد حقيبته، بعد القليل من الوقت عاد وهوا يحمل حقيبته، وقف أمامها يطالعها بشوق، ثم أخرج هاتفه وقال

_ حياة


رفعة رائسها ترمقه ببرود، لكنها تفاجأت بالتقاطه صوره لها


أبتسم وقال : علشان لما توحشينى أبصلها، حاجه أخيره قبل ما أمشى، لو رنيت فى إى وقت ومردتيش، هعرف أن فى حاجة وهخليهم يمنعوك من الخروج وهاجى فوراً


أبتسمت بسخريه، ثم عادت لقرائة كتابها


******************************

فى مكان أخر


أنتهى الطبيب من خياطة جراحة وتضميدها، ثم قال

_ لا داعى للقلق سيكون بخير، جراحه ليست خطيرة، لكنه بحاجة للراحة قليلاً

ثم نظر إلى أحمد وقال : أنت إيضاً بحاجة للراحة، حتى يشفى جرح رأسك


أحمد بأبتسامة : شكراً لك إيها الطبيب، هل يمكننا المغادرة


الطبيب : بالتأكيد يمكنكم


رمق أحمد جاد بجديه وقال

_ يلا علشان نروح نبلغ عن مارك


تصنع جاد البرود وقال

_ مفيش داعى


رمقه بغضب وقال : هوا إيه أل مفيش داعي


تنهد بتعب وقال : أنا مش هبلغ عن حد، أنا هقوم أروح


رمقه بغيظ وقال : كنت عارف أنك هتعمل كده، علشان كده أتصلت بالشرطة


رمقه جاد بدهشه وقال : أنتا مجنون أتصلت بيهم ليه


قال أحمد بجهير وغضب : أومال عايزنى أسيبه كده، علشان يرجع يقتلك تانى، ده كان عايز يموتك يا بنى


تعجب من نبرة كلامه، لماذا هوا غاضب هكذا!! هوا من كان سيُقتل، ما الداعى من غضبه!! إيعقل أنه خائف عليه؟؟ لكن لماذا هوا لا يعرفه ألا من يومين، كما أنه لم يعامله بطريقة جيدة


قاطع شروده وصول الشرطة، أخذت أقوالهم ثم ذهبوا ليروا كاميرات المراقبة، ويلقوا القبض على مارك ومن معه


كان جاد يرمق أحمد بغضب


تجاهل أحمد نظراته وقال بأبتسامة

_ تعالى علشان أوصلك


رمقه جاد بشك وقال : أنتا بتعرف تسوق


أبتسم بخبث وقال : والله مجربتش أسوق، بس عارف أساسيات السواقة


أبتلع جاد ريقه بخوف وقال

_ ربنا يستر، شكله أخر يوم فى حياتى

******************************

فى مكان أخر


تدلف من الباب بغضب، تلقى حقيبتها أرضاً ترمق الجالسين أمامها بغضب وتقول بجهير

_ أنا عايزه أعرف أشمعنا أنا ال طلعت قصيرة، ها أشمعنا أنا


أنفجر الجمع ضاحكاً، تلك الصغيرة المشاكسه، لا تتوقف عن أضحاكهم بتصرفاتها المجنونة


أغتاظت كثيراً من حديثهم وقالت بجهير

_ أنتوا بتضحكوا على إيه


أبتسمت لها شادية بحنان وقالت

_ تعالى بس قولى مين أل مزعلك


عقدت زراعيها حول صدرها وقالت ببكاء

_ معرفش، انا عايزه أطول مليش دعوة


شعروا بالقلق من بكائها، نظروا إلى حياة التى تقف خلفها وقالوا بصوت واحد

_ حد عملها حاجة


حاولت كتم ضحكتها وقالت

_ أصل العيال بيقولولها يا قصيرة

قالت كلمتها الأخيرة وهى تضحك بصوت عالي


رمقتها أسيل بغضب وقالت 

_ بتضحكى على إيه يا طويلة يا هبله أنتى 


نهض عادل وقام بضمها وقال 

_ يا حبيبتي أنتى لسه عندك أتناشر سنه، بكره تكبرى وتطولى 


أبتعدت عنه وقالت بحزن وجهير 

_ ياسطا أنتا بتضحك عليا، طب ما أمى أهى كبرت وأتجوزت وخلفت ولسه قصيرة، أشمعنا أنا أل طلعت قصيرة زيها 


خرجت لمار من المطبخ وهى تمسك المكنسه فى يدها وتقول

_ هى مين دى ال قصيرة


أختبأت أسيل خلف عادل وقالت 

_ انا عايزة أعرف إيه أل مزعلك، ما أنتى قصيرة 


حاولت ضربها بالمكنسة لكن عادل أوقفها، رمقتها بسخريه وقالت 

_ طب ما تقولى لنفسك يا نص شبر أنتى، إيه أل مزعلك من كلام العيال ما أنتى قصيرة فعلاً 


فى هذه الحظه وصل أدم، نظر إليهم بتعجب وقال

_ فيه إيه مالكم


ركضت إليه أسيل، قامت بضمه وقالت ببكاء

_ أختك بتقولى يانص شبر يرضيك كده ياسطا 


ضحك أدم وقال : لأ ميرضنيش يا معلم 


نظرت إليها لمار بغيظ وقالت 

_ إيه ياسطا أل طلعتى فيها دى، أنتى سواق توك توك يا بنتى 

أكملت بنحيب : أه يانا يا حظى الأسود، عملت إيه علشان ربنا يرزقنى ببنت زيك، أموت وأعرف أنتى طالعة لمين 


أنفجر أدم فى الضحك وقال 

_ تصدقى مش عارف طالعة لمين 


رمقته بغيظ وقالت بتوتر : قصدك إيه 


قاطع حديثهم راضى وقال 

_ سيبك منهم يابنى وتعالى 


رمقه أدم بحب وقال : حاضر جاى 


ذهب وجلس معه يتحدثان، بالرغم من أنه بلغ التسعين عاماً، ألا أنه مازال يتمتع بصحه جيده وبهيبته الطاغيه


رمقت أحسان حياة بحنان وقالت 

_ تعالى يا حبيبت ستك أقعدى جنبى 


أبتسمت حياة وقالت : حاضر يا تيته 


كانت أحسان تحب حياة كثيراً وتدللها، فقد كانت تذكرها بحفيدتها الراحله، تُحب أن تناديها بأسمها وتتخيل أنها تنادى لحفيدتها الراحله 


****************************


 في مكان أخر 


وصلا إلى القصر أخيراً بعد جهد كبير، ترجلا من السيارة وهما يحاولان ألتقاط أنفاسهم 


أبتسم أحمد وقال : ألحمد لله، لسه عايش 


ضحك جاد على طريقة حديثه وقال 

_ دى معجزة أننا لسه عايشين، لأ وبتقولى عارف الأساسيات 


قاطع حديثهم صوت حياة الفزع والخائف وهى تتفحصه وتقول

_ جاد مين أل عمل فيك كده 


توتر جاد وقال : وقعت وأنا بتدرب 


لم تصدقة، من الواضح من جراحه أنه كان يخوض قتال


عندما رائها أحمد، شعر بأحساس غريب لم يشعر به من قبل، لكنه أحساس رائع وأصبح قلبه يدق بطريقة عجيبه، حاول أخفاء شعورة وطمئنتها فقال

_ أصله وقع وأحنا بنلعب والكورة جت فيه 


عندما رائت حياة جاد بتلك الحاله، فقدت تركيزها ولم تنتبه للشخص الذى يرافقه 


نظرت لصاحب الصوت، لكنها تفاجأت بل صُدمت عندما رائته تلك الأعين، وتلك الأبتسامة التى تزينها الغمزتان، أنهما تشبهانه كثيراً، أصبح جسدها يرتجف بقوة، وصدرها يعلوا ويهبط من بسرعة، حاولت التكلم بصعوبة وقالت 

_ أنتا مين 


أبتسم لها ومد يده وقال 

_ أنا أحمد أدم


لم تسطتيع تحمل الصدمة، سقطت فاقدة الوعى


فزع جاد وأحمد عندما سقتط، حملها أحمد وصعد بها إلى غرفتها هوا وجاد


أحضر جاد زجاجة عطر، رش القليل على يده ثم وضعها على أنفها، بدائت تفتح أعينها ببطئ، كان أحمد أول ما رائت عندما فتحت أعينها


صدمه، سعادة، أشتاق، خوف، فزع الكثير من المشاعر أجتاحت قلبها، لا تعلم ما الذى عليها فعله الأن، هل تضمه وتخبره أنها والدته، لكن أن أكتشف حقيقتها سيخبر الجميع، وسيعلم إياد ويقتلهم جميعاً كما هددها من قبل، يجب عليها التريث قليلاً والتفكير فى خطة مناسبة


أيقظها من شرودها صوت جاد الخائف والقلق وهوا يقول

_ ماما أنتى كويسة


حاولت أن تبدوا طبيعية وقالت

_ أنا كويسة بس أنصدمت لما شوفتك كده


تنهد براحه ثم ضمها وقال

_ الحمدلله خوفتينى عليكى


نهض أحمد وقال بأبتسامة

_ الحمدلله على سلامتك، أستأذن


قاطعته حياة وقالت

_ لأ أستنى


نظرا إليها بدهشه


نظرت إليهم وقالت بتوتر : ألوقت أتأخر خليك هنا النهاردة، كمان أنتا واخد ضربه على دماغك، أفرض حصلك حاجة بالليل، ولا فى حد معاك ياخد باله منك؟ 

كان الغرض من سؤالها الأخير، هوا معرفة إذا كان أدم موجود معه أم لا


شعر بسعادة كبيرة عندما طلبت منه البقاء، هوا يريد البقاء بجانبها، سعيد بذلك الشعور الذى يشعر به بقربها، ذلك الشعور الذى لم يشعر به من قبل، شعور بالأمان المفرط والسعادة والطمأنينة

رمقهم بسعادة وقال : مش عايز أزعجكم


قاطعته حياة وقالت بسعادة وحنان

_ لأ مفيش أزعاج، هنبقى مبسوطين لو فضلت


أحمد بسعادة : يبقى أتفقنا


كان جاد يرمق والدته بشك، يشعر بأن هناك شئ تخفيه، ليس من عادتها أن تتمسك بأحد هكذا، إيضاً تلك السعادة الظاهره على وجهها لم يراها بتلك السعادة من قبل


لا حظت نظراته فقالت بتوتر

_ روحوا خدوا دش حلو كده، وغيروا هدومكم، وانا هحضر العشا


أراد جاد مسايرتها حتى يذهب أحمد ويتحدث معها


أخذ جاد أحمد وذهبا إلى غرفته


نهضت حياة وذهبت إلى المطبخ لتعد الطعام 


**********************

فتح جاد خزانه الملابس وأخرج له ثياب؛ ثم نظر إلى أحمد وقال 

_ ألبس أل يعجبك 


أخرج أحمد تشيرت زيتى مصنوع من القطن، وبرمودا سوداء 


نظر إليه جاد وقال : أدخل أنتا أستحما هنا 


أبتسم أحمد وقال : حاضر 


أخذ جاد ثيابه وخرج من الغرفة 


*******************************

تصنع الطعام بسعادة كبيرة، لقد ألتقت بطفلها بعد غياب طويل، لقد أصبح شاب رائع يشبه نبض قلبها وسارقه كثيراً، كم تمنت لو تستطيع ضمه وتقبيله فى جميع أنحاء وجهه، لكنها أن فعلت ذلك ستلفت الأنظار 


قاطع شرودها صوت جاد وهوا يقول 

_ بابا فين 


رمقته بقلق وقالت : سافر وهياجى كمان أسبوعين 


تعجب كثيراً هذه المره الأولى التى يغادر بها، لا يهم هذا الأن فهناك موضوع أهم يجب أن يعرفه، أقترب منها وهوا يرمقها بشك ويقول 

_ ممكن أعرف فيه إيه 


تجاهلت النظر فى عينيه، وهى تتصنع الأنشغال وتقول 

_ هوا إيه 


أبتسم بسخرية وقال : من أول ما شوفتى أحمد وانتى مش على بعضك، أغمى عليكى، كمان مسكتى فيه أنه يقعد، ومتقوليش مفيش لأنى متأكد أن فيه حاجة


رواية مجنون بحبى بقلم /امل اسماعيل


الفصل السابع والعشرون


أبتسم بسخرية وقال : من أول ما شوفتى أحمد وانتى مش على بعضك، أغمى عليكى، كمان مسكتى فيه أنه يقعد، ومتقوليش مفيش لأنى متأكد أن فيه حاجة


قامت بدفعه برفق ليغادر المطبخ وقالت

_ روح خد دش وغير هدومك، يلا هتتأخر على الضيف


رمقها بتوعد وقال : ماشى همشى الوقتى


تنهدت براحه بعد ذهابه، ثم عادت لتكمل عملها


بعد أن أنتهت من أعداد الطعام وضعته على الطاولة، ثم جلست تنتظرهم، فى أثناء جلوسها خطر على بالها سؤال مهم، لماذا لم يتعرف عليها أحمد؟ لقد أنشغلت بأصابة إياد، وسعادتها بروئيه أحمد مجدداً، ولم تنتبه لهذا الأمر، ألا يفترض أنه يعرفها فهى والدته فى النهايه!! لا بد من أنه قد رائا صورها وأنهم حدثوه عنها، أذاً لماذا لم يتعرف عليها!!


قاطع شرودها قدوم جاد وأحمد، جلسا على الطاولة يتناولاً الطعام بهدوء


كانت حياة تنظر إلى أحمد بسعادة، أنها المره الأولى التى يتناول فيها طعام من صنع يديها، بالرغم من سعادتها ألا أن لغز عدم التعرف عليها يزعجها وتريد معرفته


كان جاد ينظر لها بشك، لقد تأكد الأن أنها تخفى شئ عنه، كما أنه كان يشعر بالغيرة من أحمد، هذه المره الأولى التى تهتم بأحد غيره، منذ نشأته وأعينها متعلقه به، لا تهتم ألا به، لكن الأن أعينها أصبحت متعلقه بغيرة، تشعر بالسعادة بوجود غيره، وهذا يزعجه لكنه سعيد إيضاً بروئيت تلك السعادة فى أعينها، التى كان يرا فيهما الحزن دائماً


سكبت حياة المزيد من الطعام فى صحن أحمد، وقالت بسعادة

_ أنتا مش بتاكل كويس ليه، الأكل مش عاجبك


شعر أحمد بسعادة كبيرة بسبب أهتمامها، بالرغم من أنه نشأ على حب وأهتمام كبير من الجميع، ألا أن أهتمامها والحب الذى يشعر به منها مختلف تماماً، يجعله سعيد يحرك نوع جديد من المشاعر فى قلبه، أحساس لم يجربه من قبل، لا يستطيع وصفه لكنه يسعده ويشعره براحه كبيرة


رمقها بسعادة وقال : لأ بالعكس، أكلك حلو جداً


أنتهزت حياة الفرصه، لتجعله يجيب على أسئلتها، رمقته بسعادة وقالت

_ انا عارفة أنه مش حلو زى أكل ماما


رمقها أحمد بحزن وقال : مش هعرف أقارن، لأنى مأكلتش أكلها


شعرت بحزن كبير لأجله، لكن ذلك لم يمنعها عن التراجع فقالت

_ أنا أسفه معرفش أنها ميته، بس أنتا عايش دلوقتي مع مرات أبوك


رمقها جاد بغيظ وقال : خلاص ياماما


رمقته بحزن وقالت : أنا بس حابه أتعرف عليه، أسفه لو أتعديد حدودى


رمقها أحمد بأبتسامة وقال

_ مفيش داعي للأسف، بابا متجوزش، من يوم ما وعيت على الدنيا وهوا بيسافر كل بلد شويه، زى ميكون بيدور على حاجه، وانا كنت عايش مع جدى وستى، لحد ما خالى وعمتى أتجوزو وخدونى علشان أعيش معاهم


قاطعت حديثه وقالت بدهشه

_ إيه ده هما أتجوزو


رمقاها بتعجب، من دهشتها


توتر من نظرتهم، أنها حقاً حمقاء، يجب أن تسيطر على تصرفاتها

رمقتهم بتوتر وقالت : أستغربت أن خالك وعمتك أتجوزو، أصلها غريبه شويه


أبتسم أحمد وقال : أصهم طلعوا بيحبوا بعض


رمقته حياة بسعادة وقالت : وخلفو


أحمد بسعادة : أيوة جابو بنتين، حياة وأسيل


شعرت بسعادة كبيرة تغدق على قلبها، هوا لم ينساها، وقد سمى أبته تيمن بها


رمقته بسعادة وقالت : كويس أنه لسه فاكر أخته، وسمى بنته حياة على أسمها


طالعها أحمد بدهشه وقال : وانتى مين أل قالك أنه سماها على أسم أمى


بلعت ريقها بخوف وقالت بتوتر

_ ليه هى مامتك مش أسمها حياة، أنا أستنتجت كده


طالعها بحزن وقال : معرفش أسمها إيه


طالعتة بحزن وقالت : فى حد ميعرفش أسم أمه


رمقها بأعين دامعه وقال : معرفش أسمها ولا حتى شكلها، مكنش مسموح ليا أعرف إى حاجه عنها


غزى الحزن قلبها ووجهها، أيعقل أنهم لم يخبروه عنها!! هذا يفسر عدم تعرفه عليها


حاولت كتم دموعها، نهضت وهى تنظر للأسف بحزن وتقول

_ كملوا أكل، هروح أعمل عصير


ذهبت إلى المطبخ، ثم انفجرت فى البكاء، لماذا لم يخبروه شئ عنها، هوا لا يعلم إسمها أو حتى شكلها، هل أصبحوا يمقتونها، هى كانت تحاول الهرب والرجوع إليهم، بينما هم أخرجوها من حياتهم وكائنها لم تكن موجودة يوماً


*******************************


رمق جاد أحمد الجالس أما بحزن وقال 

_ متزعلش من أمى، هى متقصدش تزعلك 


رمقه بأبتسامة حزينه وقال 

_ أنا مش زعلان منها، بالعكس حسيت براحه لما حكيتلها 


رمقه بحزن وهوا يفكر، أنه حقاً مسكين لا يعلم شئ عن والدته، ولم يراها من قبل، من يراه وهوا يضحك ويلعب يظن أنه أسعد شخص فى العالم


جاد بحزن : عن أذنك هجيب مايه واجى 


ذهب إلى المطبخ، وجد والدته تجلس على الأرض، تضم قدمها إلى صدرها و تبكى بحرقة 


رمقها بفزع ثم ذهب إليها يتفحصها بخوف ويقول 

_ فيه إيه يا ماما، مالك بتعيطى ليه 


رمقته بحزن، ودموعها تنزل بغزاره على وجهها مثل الشلال؛ ثم قامت بضمه وزادت من بكائها وشهقاتها 


تمزق قلبه لرؤيتها بهذا الشكل، بادلها الضم وقال بحزن 

_ قوليلى إيه أل مزعلك، مخبيه عليا إيه يا أمى 


هزت رائسها دلاله على النفى، ثم دفنت رائسها فى صدره أكثر


ربت على رئسها بحنان، ثم قبله وقال 

_ مش هضعط عليكى، بس مش هسكت غير لما أعرف فيه إيه، عايزك تتأكدى انى مستعد أعمل إى حاجه علشان أبعد  الحزن أل فى عنيكى


*******************************

فى مكان أخر


يضم ثيابها، يستنشق عطرها، ثم يطالع صورتها بحزن ويقول

_ وحشتيني أوى يا نبض قلبي، روحى تعبت وقلبى وجسمى، معدتش قادر أستحمل بعدك

أكمل بيأس ونبرة باكيه

_ الكل بيقول انك ميته، بس أنا مصدقتهمش، بس ألوقتى بدائت أصدق، قلبى بيقولى أنك عايشه، بس عقلى بيقول أنك ميته، مين الصح فيهم

رف يديه أمامه، ثم نظر للأعلى، وقال بترجى ونبرة تكسوها الألم

_ يارب إى أشاره، أعرف بيها أذا كانت عايشه ولا ميته


قاطع حديثه صوت والدته وهى تقول من أمام الباب

_ الغدا جاهز يا أدم 


جاهد لجعل صوته طبيعى وقال

_ حاضر يا ماما 


خرج من غرفته، ثم جلس على طاولة الطعام 


كانوا يتناولون طعامهم فى صمت، قاطع هذا الصمت صوت سلوى الحزين والغاضب وهى تقول

_ انا عايزه أعرف هتعيش حياتك أمتى، هتبطل تجرى ورا أوهام أمتى 


تنهد بتعب ثم ترك طعامه ونهض وقال

_ أنا زهقت من المرشح ده


سلوى بحزن : يابنى حرام عليك أنا تعبت 


رمقها بألم وقال : وأنا هريحك منى، بكره هروح أحجز وأسافر

تركها قبل أن تتحدث وعاد إلى غرفته


رمقها حسين بعتاب وقال

_ قولتلك مية مره بلاش الكلام ده، أهو هيمشى ويسبنا أرتحتى

ثم غادر وتركها 


****************************

فى مكان أخر 


تتمد على فرشها، تبكى بحرقه وتفكر فيما سمعت، لماذا لم يخبروه شئ عنها، هل نسيها أدم حقاً، نسى حبهم بهذه السهوله، نفضت تلك الفكره من رائسها، هى واثقه أنه مازال يعشقها، نعم فهوا لم يتزوج بغيرها، كما أنه يبحث عنها، نعم سبب سفره هوا البحث عنها، لكن لماذا لم يخبره شئ عنها، حتى أسمها لم يخبره به 


*******************************


يتمددان بجوار بعضهما، كل منهم يدير ظهره للأخر ويتصنع النوم، لكن إى نوم يأتى مع هذا التفكير 


كان إياد يفكر فى والديه وعلاقتهم السيئه، وتلك الأسرار التى يخبئانها، وتصرفات والدته الغريبه، منذ أن رائت أحمد وهى تتصرف بشكل غريب، تسأل على أشياء لا تعنيها وتهتم به، وتلك الدموع وذلك الحزن الذى شعرت به اليوم، ما سببه ياترى، هوا لم يراها بتلك الحاله من قبل 


أما أحمد فكان يفكر بحياة، ما ذلك الشعور الغريب الذى يشعر به عند رؤيتها، كما أن وجهها يبدوا مألوف لديه، يشعر أنه رائها من قبل لكن لا يذكر أين رائها، إيضاً ذلك الفضول الذى لديها!! لماذا تهتم بمعرفته ومعرفتش عائلته، وذلك الحزن الذى شعرت به عندما أخبرها أنه لا يعلم شئ عن عائلته، نعم كانت حزينه لم يكن شفقه على حاله 


******************************

فى اليوم التالى 


أستيقظ حياة من النوم، ثم أعدت الأفطار وأيقظتهم 


بعد أن أستيقظوا وتناولو الطعام، رمقتهم حياة بسعادة وقالت 

_ إيه رائيكم نخرج نتفسح النهارده 


رمقها أحمد بسعادة وقال 

_فكره رائعة 


رمقت جاد بأبتسامة وقالت 

_ إيه رائيك يا جاد 


رمقها بأبتسامة وقال 

_ فكره كويسة، خاصه أنى مش هروح النادى 


حياة بسعادة : طب يلا علشان منتأخرش، روحوا غيروا هدومكم وتعالوا 


رمقاها بأبتسامة وقالا

_ حاضر 

******************************

ترمق الألعاب بسعادة مثل طفلة صغيرة، تشير بيدها إلى أحد الألعاب وتقول 

_ عايزه أركب دى 


رمقها أحمد بسعادة وقال : وأنا هركب معاك 


أمسكت يده وقالت بسعادة 

_ يلا بينا 


كان كاد يطالعها بدهشه ويفكر، كيف تستطيع السيطرة على حزنها وأخفائه بتلك الطريقة، لماذا تحاول أخفاء ألامها عنه؟! لماذا لا تشاركه بما يحزنها وتخفف الحزن عن قالبها، هوا مستعد لفعل إى شئ من أجلها 


ظلوا يلعبون ويمرحون طوال النهار، ثم عادوا إلى القصر، لم يريد أحمد العوده معهم لكن حياة أصرت عليه 


********************************

فى مكان أخر 


يعود إلى شقته بعد أذان العصر، يجد والدته بأنتظاره


عندما تراه تذهب إليه وتقول بقلق

_ كنت فين يا أدم


رمقها بحزن وقال : كنت بحجز هسافر بكره 


أنفجرت فى البكاء ثم قالت 

_ ليه كدا يا أبنى حرام عليك، كل ده علشان الكلمتين بتوع أنبارح 


قام بضمها وقال بحزن 

_ أنتى ملكيش دعوه، أنا كنت وعدت أحمد أنى هروحله 


رمقته بحزن وقالت : بس أنتا لسه جاى، ملحقتش تقعد شهر 


قبلها من رائسها وقال : معلش يا ماما، أحمد وحشنى


***************************

فى مكان أخر 


تستيقظ من نومها على صوتها العالى، تذهب إليهما وتقول

_ أنتوا لا بسين كده ورايحين على فين 


رمقها جاد بأبتسامة وقال

_ رايحين النادى 


رمقته بقلق وقالت : بس أنتوا مصابين 


رمقها أحمد بأبتسامة وقال

_ أنا أصبتى عاديه، ينفع ألعب بيها، وجاد أصابته مش خطيرة، هيضرب بسيط علشان عندنا مباريات كتير 


رمقتهم بأبتسامة وقالت 

_ هاجي معاكم 


رمقها جاد بدهشه وقال

_ تيجى فين يا ماما 


تصنعت حياة الحزن وقالت 

_ مش عايزنى أجى معاكم 


طالعه أحمد بحنان وقال بمشاكسه

_ سيبك منه، تعالى معايا أنا 


صفقت بسعادة، ثم ذهبت إليه، أمسكت زاعه وقالت 

_ ثوانى هغير هدومى وأجى 


***********************************

فى مكان أخر 


أعد حقيبته ثم ودع الجميع وذهب، وصل إلى المطار فى الوقت المحدد، صعد إلى الطائره لتبداء رحلته


بالرغم من أنه أعتاد على السفر، لكن هذه المره يشعر أن الوضع مختلف، يشعر بدقات قلبه تتزايد كلما أقترب، شعور غريب أجتاح قلبه لم يعرف سببه 


وأخيراً هبطت الطائره، نزل ثم ذهب وأستقل سيارة أجرى 


السائق : إلى إين تذهب يا سيدى 


أدم : إلى نادى*****


******************************

تراقب تمرينه بسعادة، أنها المره الأولى التى تشاهدمها يتمرنان، وأخيراً أتفقا فى شئ 


جاء وقت الأستراحة، جلسا بجانبها يحاولاً التقاط أنفاسهم بصعوبه 


رن هاتف أحمد، أجاب أحمد وقال بسعادة 

_ بابا


دق قلبها عندما علمت أنه المتصل، كم تمنت سماع صوته، وأخباره أنها أشتاقت له، تتمنى رؤيته وضمه، تريد أن ترى كيف أصبح شكله الأن 


قاطع شرودها صوت أحمد وهوا يقول بدهشه وسعادة 

_ بتقول إيه، أنتا قدام النادى بتهزر صح، طب أنا جايلك أهو 


أمسكت قلبها بخوف، ثم رمقت جاد بفزع وقالت 

_ يلا نمشى 


لاحظ خوفها وفزعها فقال 

_ مالك ياماما فى إيه 


جاهدت لجعل نبرتها طبيعيه وقالت

_تعبت شويه يلا نمشى 


رمقها بشك وقال 

_ حاضر هنسلم على والد أحمد ونمشى 


أمسكت زراعه بخوف وفزع وقالت 

_ لأ مش لازم يشوفنى 


أكملت ببكاء وترجى : أرجوك يا جاد خلينا نمشى قبل ما يشوفنى 


رمقها بخوف وقلق وقال 

_ فيه إيه ياماما، مش عايزاه يشوفك ليه 


رمقته بحزن وقالت بترجى 

_ هقولك كل حاجه بس خلينا نمشى الأول


             الفصل الثامن والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>