رواية طفلة في صحراء الذئاب الفصل الرابع والعشرون24 والخامس والعشرون25بقلم الكاتبة الصغيرة


 الفَصْلُ الرَآبِعُ والعْشرونْ والخامس والعشرون

 روايه طفله في صحراء الذئاب.. 

بقلم الكاتبة الصغيرة

هتفت مليكة بسيطره وشماته "انا اللي كشفت حقيقه بنتك....!! بنتك خاطيه يا عاصم .. وانت نايم علي ودنك...!! هي دي تربيه بنتك الشريفه العفيفة... اللي مفيش في ادبها واخلاقها..!! بنتك يا عاصم بيه عارفه واحد بقالها فتره...!! وصمتت لوهله.... وهي تشعر بأنها قد تجرأت وفعلت ما لم يفعله احد ابداً..!! ومن ثم هتفت بنبره مستفزه وخطيرة كجلد الثعبان لاحدي الاشخاص :"يعيني عليك يا عاصم بيه.... بنتك بتعرف واحد علي جوزها... وانت وجوزها نايمين علي ودنكوا..!! للدرجه دي بتغفلكوا...!!؟"

ابتلع عاصم ريقه بصعوبة... وهو يدرك معني حديثها اللعين..!! اصبح كالثور الهائج.... يخترق ظلام الليل...!! اصبحت انفاسه حاده.. !! 

تحول لون عيناه للون الدموي. !! 

كانت نار....  تشتعل بداخله.... تحرقه بقوه..!!

كان كلام تلك الفتاه كالسوط يجلده بقوه...!! 

صدمته تزداد مع زياده ذلك السكون البشع..!! 

ليهتف فجاه صارخاً بقوه:"انتي بتقولي اي يا بت انتي.. انتي اتجننتي ولا ايه...!! وبعدين انتي جبتي الكلام الماسخ ده منين...!! ولا انتي مزقوقه علينا ولا حكايتك اي...!!؟"

ردت عليه مليكة بنبره بارده... وتهكم مرير.. :"عيب عليك... انا مبجبش معلومات غلط..!! انا كل حاجة بجيبها عارفه انها صح ومليون في الميه كمان...!! وبعدين عاوز الدليل...!! الشخص اللي بتحبه اسمه جاسر الحديدي...!! وكانت عارفاه في الجامعه... ومقولكش بقي علي قصه الحب اللي كانت ما بينهم...!! روميو وجوليت في زمانهم.!!" 

ارتجفت شفتاه بقوه... اثر تلك الصدمه..!! 

كان خوفه يتسارع بشكل ملحوظ..!! 

الصدمات تتجمع عليه لتصعقه كصعقه كهربيه..!! 

كانت كلماتها كنخجر سام عليه..!! 

كانت علامات حديثها القابعه في عقله لن تزول ولو بعد سنوات.  !! 

تشقق جموده ليرتسم الغضب علي وجهه...!! 

ليردف بقسوه :"انتي تعرفي لو اللي قولتي عليه ده طلع غلط هعمل فيكي اي..!! مش عاصم السوهاجي اللي يضحك عليه في الاخر من واحده زيك..!!" 

ردت عليه مليكة بسخرية وشماته واضحه في حديثها..  وهي تستشعر مدي غضبه.. وحدته التي تطيح في حروفه..!! 

"لا لا.. متخافش.... كلامي كله صح... واتأكد انت بنفسك بقي. !!انا مش هشوه سمعة بنت يعني..!! دي اعراض ناس..!! بس انت كان لازم تعرف.. علشان تتصرف ومتعقدش نايم علي ودنك كتير كده...!!" 

استمع عاصم لحديثها.... ومن ثم اغلق الخط... لا يطيقُ سماع اي كلمه منها.. !! الكلمات تهرب من لسانه...!! الجمت الصدمه لسانه... لتنعقد الحروف في فمه تأبي الخروج...!! 

كانت تلك الصدمات التي تطعنه في ظهره...!!

ولكن لم ينزف دماءً.... بل ينزف قهراً وآلماً..!! 

كانت شظايا الغضب تنغرز في مكمن جوارحه..!! ليزداد سوءً وغضباً..!! 

لينهض من الاريكة... يدمر كله شئ امامه...!! وهو غائب العقل..!! 

*********************************

{عند مليكة... }

ضحكت بشماته... لتدوي صوت ضحكتها المنزل بأكمله... كأنها كالجليد القاسي..!! 

وسقيع المنزل يزداد....!! وعيناها تلتمع بوميض النصر والسيطرة...!! 

هتفت بشماته لتخرج تلك الكلمات من بواطن لوح ثلج صلب قاسي..  "وكده بقي انتي انتهيتي يا ندي تماماً.... ومعدش في اي عقبات تمنعني عنك يا ادم...!! علشان الكل يعرف ان مش مليكة اللي يداس عليها وتتكسر بسهوله...!!"

لتنهض واقفه من الاريكة....!! متجه للخارج..!! 

وهي تشعر بأن السيطره تغمرها.. !! 

****************************

{عند ادم السوهاجي }

نظر لها بحنو وهتف بلطف :مبروك يا روح ادم"

ابتسمت بخفه...لتهتف بهدوء :"المفروض اننا نروح الشركة دلوقتي..!! ومنة زمانها خللت..!!" 

ابتسم بهدوء ليردف بلطف :"حاضر قومي جهزي نفسك وانا كمان هقوم اجهز نفسي.!! 

هزت ندي رأسهم بالموافقة...!! ونهضت من الفراش بهدوء لتدلف الي المرحاض لتبدأ في اعاده نفسها..!! 

حدق هو في السقف... ليبتسم بشرود... وهو يشعر بأن قلبه يرقص علي نغمات العشق...!! 

كانت ضحكتها الشقيه.. مسكن لالمه..!! 

لاول مره يذق طعم العشق..!! 

بدات انفاسه بالهدوء لينهض من الفراش ويبدأ في ترتيب نفسه مره اخري..!! 

******************************

{في شركة ادم السوهاجي }

كان مراد يتصل علي نيروز... ولكن كانت لا تجيب..!! 

كان القلق يستولي عليه.. !! 

بعثر شعوره بالامان...!! 

كان بين الخوف والجمود..!! 

مسلوب العقل والاراده...!! 

يطرق علي المكتب باصابعه بخفه وهو شارد..!! 

كان قلبه يعزف لحن الخوف...!! 

ليقطع شروده صوت طرق الباب... 

ليرفع نظره بهدوء ناحيه الباب ويهتف بهدوء عكس العاصفه التي بداخله :"ادخل...!!" 

دخل ذلك الشخص للمكتب...!! 

وهتف مراد باستغراب :"مين معلش..!!" 

المجهول :...............!!"

**********************

........!! 💜🔥

الفَصْلُ الخَآمِسُ والعْشرونْ من روايه طفله في صحراء الذئاب... 

هتفت نازلي بهدوء :"انا نازلي والده مليكة...!" 

صُدم مراد مما سمعه...!! لتنفرغ شفتاه فجأه غير واعي عما يحدث..!! واتسعت حدقتاه بذهول..!! 

كانت عيناه مُسلطه عليها بأهتمام..! يتسأل في نفسه... لماذا اتت لهنا...!!؟شعر بأنه قابل رد ما بداخلها بذلك الصمت...!! شعر بأنها قد فقدت جزء ما في حياتها لتصبح بهذا الشكل..!! فقدت بريقها... وفقد كيانها...!! ليصبح التغيير لا شئ في حياتها...!! 

هتف بمواساه خفيفه :"طيب اتفضلي اقعدي واقفه لي...!!؟"

اقتربت نازلي من المكتب بخطوات هادئه لتجلس علي ذلك المقعد بهدوء تام... يسبق العاصفه التي سوف تهبُ الآن لتفرغ ما بداخلها..!! 

رمقها مراد بنظرات الاستفهام...!! شعر بذلك الخذلان التي هي فيه...!! ليشعر بأن حياتها مُلطخه ببعض السواد..!! 

هتف بهدوء تام عكس القلق الذي بداخله ولكن كان يريد التمسك بقناع الهدوء الذي بدا ان يتصدأ:"خير يا نازلي هانم....!! في حاجه جايه عشانها...!!؟" 

ردت عليه نازلي بهدوء وكانت كل كلمه تخرج من فمها تغرز في منتصف جوارحها لتزيدها الماً وعجزاً :"عاوزة ادم حالاً.... لو كان موجود..!" 

هتف مراد بجديه "لا مش موجود... تقدري تقعدي تستنيه لحد ما يجي..!!

اومأت راسها بالموافقة.. وظلت مطأطأه الراس.... ناظره للاسفل بحزن وضيق وخذلان...!! تشعر بذلك الخنجر الذي يطعنها في ظهرها.. ولكن لا يزال الخنجر موجود..! 

شعرت بأنها مقيده وتجلد بلا رحمه...!! 

تجلد بسوط الواقع المؤلم..!! وتأنيب ضميرها.. لا يتوقف عن تعذيبها...!! 

تتمني لو ان تشفي جروحها.. حتي ولو ببطء..!! 

كانت كصخره لامواج الحزن والألم.. تطيحُ في الزمن..!! 

كان الحزن والألم يسطر صفحات جديدة من حياتها... المُلطخه بالسواد...!!. 

كان مراد يراقبها بأهتمام...!! ذلك المشهد الذي كاد ان يُثير جنونه بشده...!! 

كان قلقه وفضوله يزلزل كيانه الشامخ... ليهبط ارضاً بقوه...!! 

كان نزاع قلبه وعقله حاد... لا يستطيع تصديق مشهدها هذا... ولكن مشاعر الانسانية بداخله تصرخ بأنها تصدق هذا...!! 

ليهز رأسه بعنف... لينفض تلك الافكار من عقله... ويبدأ في العمل من جديد حتي ياتي ادم..!! 

***************************

{عند ادم السوهاجي }

انتهي كلاهما من ارتداء ملابسها... حتي خرجت ندي من المرحاض...!! تقدم ادم منها بخطوات ثابته... ولكن نظراته لها يتخللها العشق والشغف..!! ليبدأ قلبه بالسكون... واعاده الحياه له مره اخري..!! 

امسك ادم بيدها وحاوطها من خصرها... وهتف بخفوت ونبرة عاشقه :"يلا علشان منتاخرش...!!" 

اومأت ندي راسها بالموافقة لتبتسم بخفه...!! ويتجهوا كلاهما للخارج...!! 

فتح ادم الباب ووجد منه واقفه امام الباب ببرود تام... لتهتف بزمجره طفولية وتعقد حاجبيها بتذمر طفولي وتخبط بقدماها علي الارض... "انتوا اتأخرتوا لي.... كل ده بتلبسوا... اي بتجربوا الدولاب كله...!!" 

هتف ادم بابتسامه صافيه :"يلا يلا....ادينا خلصنا..!!" 

تشبتت منه بذراع ادم كطفله صغيره.... تحتضن ذراع اخيها بقوه... كأنها تستمد منه الطاقه...!! 

لينزل كلاهما للخارج... '!!!

ركب ادم سيارته وبجانبه ندي وفي الوراء منه..!! 

ومن ثم حركة مباغتة منه كان يمسك بيد ندي ويقبلها بحنو ويضعها علي مقبض السواقة وبيدأ في القياده وهو في اشد لحظات الفرح..!! 

كانت ندي جالسه بأستحياء.... وجسدها يرتجف اثر امساك يدها...!! شعرت هي بتلك الهشاشه التي اصبحت بها...!! تباً لذلك القلب الذي يستسلم لسلطان العشق...!! 

تنهد بعمق.. تنهيده تحمل في طياتها الكثير من المشاعر...!! 

ربما هو غامض وقاسي.... ولكن ليس وحشاً او ظالماً...!! 

كان الصمت يسود السياره... صمت مبطن بألاف الكلمات والنظرات..!! 

كانت تحاول تجميع شتات نفسها...!! شغف يختفي بين الهدوء والسكينة.!! 

*****************************

كانت منه تجلس في الوراء شارده... لا تدري بما يحدث حولها...!! ولكن كان عقلها وقلبها مع شخص واحد..!! ذلك الشخص الذي سرق قلبها منذ الوهله الاولي...!! ولكن كان تخاف بأن تنتطفئ الشعله الوحيده التي كانت تُنير قلبها...!! 

تخاف ان تكون سجينه في بحور ذكرياتها..!! 

كانت ملامحها مغلقه تماماً..!! 

تنتظر المستقبل المجهول..!! 

***************************

{عند مليكة }

وصلت مليكة الشركة... لتدخل بغرور وتعالي..!! 

وهي تتجه ناحيه مكتب ادم لتجد مكتب نيروز فارغ...!! لترتسم ابتسامه الخبث والشماته علي وجهها....!! 

التمعت عيناها بوميض النصر والسيطرة...!! 

لتتخفي فتيل الكره والحقد بين اوردتها... لتظهر طبيعيه جداً.... ويتشقق جمود وجهها ليرسم بقايا الخبث علي وجهها....!! وهي تغمغم بانتصار "كده انتهيتي خالص يا نيروز. .!! ومعدش ليكي وجود وسطنا...!!" 

اندفعت مليكة ناحيه المكتب لتدخل دون طرق الباب.... لتجد والدتها جالسه في المكتب.!! 

لتتسع حدقتاها بذهول.... وتشعر بانسحاب الدماء من جسدها...!!وخرت قواها... لتصبح كالزجاج المحطم...!! 

شعرت بنار تُسكب بين ثنايا.... لتجعلها تذوب من الفزع...!! 

كانت بين الفزع والاشتعال...!! 

كانت تشعرُ بانها فقدت الاكسجين من رئتيها..!! 

شعرت بألم فتاك يخترق جسدها فجاه.. !! وهي لا تعلم سببه.!!  

شعرت بأنها تجر ذيول الخيبه والخذلان معها..!! 

ليهتف مراد بحديه :"دي تاني مره تدخلي بالطريقة الهمجيه دي...!! هو انا مش نبهت عليكي تخبطي لما تدخلي.... ولا معندكيش ايدين...!! اتشليتي...!!" 

رمقته مليكة بنظرات الكره والحقد... وهي تشعر بأنها مقيده.... لا تستطيع علي التفوه باي كلمه... الكلمات تهرب من لسانها..!! شعرت بأنها سوف تسقطُ من الصدمه التي لجمتها لارض الواقع بقسوة..!!يحاول عقلها ابعاد فكرة بأنها والدتها هنا وامامها...!! كانت تلك الصدمه كفيروس يخترق عقلها...!! كانت كلمات مراد تخترق عقلها لتصبح كموسيقي صاخبه في عقلها..! 

هتفت مليكة بجديه :"انت بتتكلم معايا كده لي..!! واي اللي جاب ماما هنا...!!" 

رفعت نازلي رأسها بسرعه.... عند سماع تلك الكلمه التي اخترقت اذنها بعنف... لترمقها بنظرات الخذلان والاستحقار....!! 

لتنهرها بقوه وحديه :"متجبيش سيره ماما دي على لسانك... انا مش امك ولا اعترف بيكي..!! انتي بالنسبه ليا موتي من زمان.. معدتش اعترف بيكي خلاص...!! انتي بالنسبه ليا بقيتي عاهره..!!" هتفت مليكة بصدمه :"انتي بتقولي اي!!" 

هتف ادم من ورائها بجديه :"اللي سمعتيه منها..!! واظن ان انا قولتلك انك مطروده من الشركة اي بقي اللي جابك هنا تاني...!!" 

التفت مليكة لادم... وهي تنظر له بدهشه وهي تجد ادم محاوط ندي من خصرها وبجانبه اخته..!! لتلتمع عيناها بالغضب... وهي تهتف بقسوه :"انتي اي اللي جابك هنا... انتي لسه في حياته لي..!! انتي ايه معندكيش دم او احساس..!! انا بكرهك..!! لو طولت اقتلك هقتلك وارتاح منك.. !!" 

دهشت ندي من رد مليكة عليها ونهرها بقوه لها.. لتبدأ عيناها بالانغلاق بسجائن الدموع تدريجياً... وهي تشعر بتلك الصدمه التي ضربت كيانها الشامخ ارضاً.... تشعر بالاهانه والشفقه علي نفسها...!!اغمضت عيناها بقوه تحاول التحكم في دموعها..!! تحاول ترميم روحها المهدمه..!! 

شعرت بأنها دخلت ذلك السجن مره اخري..!! 

شعرت بأن الداخن يتصاعد من اذنها..!! 

واخيراً نطقت بحروف محذره :"انتي عارفه انا ممكن اعمل فيكي اي دلوقتي... انتي مين انتي علشان تكلميني كده..! انتي فاكره نفسك علشان بتشتغلي في شركة يبقي هتطاولي عليا.. اوعي تفتكري ان انا هسكتلك... انتي واحده لا تسوي اي شئ اصلا..!!انا مش ضعيفه علشان اسكتلك... بس انا مش هنزل مستوايا لمستواكي.. علشان ردك ده بيدل علي البيئه الزباله اللي انتي جايه منها.. وبتحاولي تداري عقد نقصك بس مش عارفه...!!" 

صاحت مليكة بحديه وشظايا الغضب تتناثر من حروفها :"انتي اتهبلتي ولا ايه... انتي مش عارفه انتي بتتكلمي مع مين..!! انتي مفكرة نفسك ليكي مقام بجد..!!" 

نهرها ادم بقسوه :"مليكة.... ما اسمعش صوتك خالص... اتفضلي اطلعي برا...!! ومشوفش وشك هنا تاني...!!" 

اتسعت حدقتاها بذهول لتصيح بقوه "ماشي... ماشي يا ادم... بس متجيش بقي تتحسر علي حبيبه القلب...!!" 

وخرجت مليكة من الشركة باكملها والغضب يطيح في عيناها..!! 

*****************************

كانت منه تنظر لمراد باهتمام.... وهي تلتمسُ الاشتياق والشغف منه...!! تشعر بان روحها ترجع لها....!!تتذكرُ ملامحه...!! تتذكرُ ذكرياتها معه.!! 

عيناها كانت مُسلطه عليه كشعاع هادئ..!! 

عيناها تلتمعُ بالسعاده... ذلك الطيف البراق الذي بينهم.. !! 

كانت مطعونه باشواك الشوق والحنين والاشتياق...!! 

طارت تلك السحابه التي بين ثنايا عيناهم..!! 

همست باسمه بخفوت :"مراد...!! "

قطع ادم ذلك الصمت التام وهو يردف بهدوء :"يلا.... ادخلي يا ندي انتي ومنه..!!" 

دخلت ندي ومنه وجلسوا كلاهما علي تلك الاريكة الصغيرة...!! 

وكان مراد لا يبعد نظره عن منة.. ولكن كانت نظراته خاليه من المشاعر.... جامده...!! 

ولكن من داخله يلعن عيناه وقلبه علي ذلك الجمود..!! 

كانت تلك النظرات ثقيله علي قلبه...!! 

كان يحاول تمالك رجفه يده...!! 

لم يستطع ان يفهم ما بداخل قلبه من المشاعر ... ولو بنسبه واحد في المئة....!! 

هتف ادم بجديه :"مراد معرفتناش بالاستاذه..!" 

هتف مراد بتوهان وهو يبتعد عن الكرسي ويتجه للكرسي الاخر ليجلس عليه :"دي نازلي هانم والده مليكة..!!" 

عقد ادم حاجبيه يتعجب.. !! وهتف بجديه :"شرفتي يا نازلي هانم..!!" 

هتفت نازلي بهدوء :"شكرا"

جلس ادم علي كرسيه وهتف بجديه :"خير يا نازلي هانم في حاجه عاوزة تقوليها...!!" 

هتفت نازلي بهدوء :ايوه في حاجه كنت عاوزه اقولها...!! بس ياريت علي انفراد..!! "

هتف مراد بجديه :"طيب يا ادم انا همشي دلوقتي..!!"

هتف ادم بهدوء :خد منه معاك... وندي..!! وقاعدهم في المكتب بتاعك..!! 

هتف مراد بجديه :تمام..!! 

خرج مراد من المكتب ومعه منه وندي... وذهب بهم للمكتب...!! 

*****************************

{عند ادم السوهاجي..}

هتف ادم بهدوء :"اهم مشيوا... اتفضلي اتكلمي..!! هتف نازلي بهدوء :"ماشي.. بس ياريت تسمعني للاخر..!! 

وبدات نازلي في قص كل ما حدث من ابنتها...!! والتوتر يملئ قلبها..!! هل سيصدقها ام لا..!!" 

****************************

{في مكتب مراد.. }

دخل مراد المكتب.... ومعه ندي ومنه...!! 

جلست ندي علي الاريكة وكادت منة ان تجلس ولكن اوقفها مراد قائلا بهدوء :"منه عاوز اتكلم معاكي برا شويه.. !!" 

اومأت منه راسها بالموافقة وخرجت مع مراد وندي جالسه في صمام ذهولها مما يحدث..! 

امسك مراد يد منه واوقفها امامه بقوه وهتف بحديه وقسوة جعلتها ترتجف من مكانها :"انتي اي اللي جابك... ها... عاوزة مني اي..! جايه تفتكريني دلوقتي...!! بعد ما سبتيني سنتين..!!" 

شعر بأن كلماته تطعنها في قلبها...!! شعرت بأنها لم تبقي علي عهدها..!! شعرت بأنها تحت اشعه شمس حارقه لقلبها..!! شعرت بأن افكارها تزداد كالحمم البركانية...!! شعرت بأنها سقطت سابع ارض...!! شعرت بأن كلماته لها مغري... بأنها كاذبه...!! مخادعه...!! 

كانت تشعرُ بانها انتهت حقاً.... اصبح ذلك الحلم الوردي ملئ بالاشواك...!! لتغرز في قلبها بعنف.!! 

هتفت بانكسار واضح في كلماتها.. وهي تحاول ان تكتم دموعها قدر الامكان :"يعني اي..!! انت جاي تلومني دلوقتي..!! لي...!! مكنش بايدي اسيبك...!! حياتي حكمت عليا بكده..!! جاي تحطني بذنب مش بايدي لي..!! بتحكم عليا بالموت لي...!! بتطعني بكلامك لي..!! للدرجه دي بقيت مش فارقه بالنسبه ليك.. !! 

كانت ملامحه متجمده.. وجهه خالي من التعبير..!؟

كان يشعر بانه يتعامل مع طفله يرتجف لها الابدان من انكسارها.. !! 

شعر بأنه كريشه صغيره تسير في وسط ملئ بالحزن والخداع..!! 

شعرت بأنها التقطت صفعه جديده في حياتها..!! 

كان كلامها كالنار الذي اضرمت مشاعره.!! 

اللعنه علي لسانه الذي يتفوه بأي كلمه..!!

صاحت فيه بقوه كانها قد تخطت مرحله الجنون :"رد عليا...!! انا مبقتش فارقه معاك..!! للدرجه دي نسيتني ورمتني ورا ضهرك....!!للدرجه دي كرهتني!!" 

ومن ثم خرج الجميع من مكاتبه ليتبعوا ذلك الصراخ...!! 

ليجدوا تلك الفتاه تبكي امام مراد بهيستريا..!! 

توجهت ندي وادم مسرعين امام منه.. ومن ثم هتفت ندي بقلق :"في اي يا منه..!! 

ابتعدت عنهم منه بقوه وهتفت بتوازن :"انا كده وصلتني اجابتك..!! 

ومن ثم ركضت مسرعه للخارج...!! لتتبعها ندي بسرعه...!! 

وتصرخ ندي بقوه :منه استني.. مالك يا منه...!!

ومن ثم.............!!!!! 

          الفصل السادس والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات