رواية طفلة في صحراء الذاب الفصل العاشر والحادى عشر بقلم الكاتبة الصغيرة


 الفَصْلُ العَاشِرُ والحادى عشر

 روايه طفلهُ في صحراء الذئاب.. 

بقلم الكاتبة الصغيرة


هتف ادم ببرود وكانت ملامحه جامده.. مستكينه..!! :سمعيني بقي غلطاتك اللي عملتيها النهاردة...!! اصل انا بقي هعيد تربيتك.!! 

رمقته بنظرات البرود... كانت تعرف انها ستهاجم حرب بسبب حديثه المسلح بالغضب والسيطرة..!!

حفر الالم بأتقان في عيناها.!! اصبحت عيناها حاده وخالية من المشاعر..!! 

هزت رأسها ببرود ويأس نافيه حديثه..!! 

كانت تشعر انه يريد ان يجعلها نسخه ماسخه..!! 

عروس خشبية لاجله..!! 

رد من بين اسنانه بحده قائلاً :انتي هتستهبلي..!! 

اي بقيتي خارسه..!! 

كانت تشعر انها اصبحت زهره زابله..!! انطفئ بريق عيناها ووجهها..!! 

هتفت ببرود قائله :مش هقول حاجة..!! 

=انا مش طفله علشان تقولي كده.... اعمل ما بدالك...!! انا اصلاً ادمرت..!!!

شعر بهزه قويه في كيانه اثر حديثها البائس..!! 

ولكن..! هل حقاً يؤذيها..!! 

هتف بجديه :يبقي انتي اللي اختارتي..!! وتتحملي نتيجه اختيارك..!! 

رفعت رأسها ليقابل حده عيناها وشراستها.. 

وهتفت بحديه :نجوم السما اقربلي من اني استسلم لواحد زيك بالسهولة دي..!! 

ابتسم هو بسخرية علي حديثها.. وسرعان ما امسكها من ذراعها وسحبها خلفه بقوه... وخرج من باب الغرفه..!! 

هتفت ندي بحديه :انت واخدني علي فين!! 

لم يعيرها ادم اي اهتمام واكمل طريقه حتي وصل لتلك الغرفه..!! 

فتح ادم باب الغرفة والقي ندي بها.. حتي سقطت بقوه.!! 

ادم بحديه :اترزعي هنا بقي لوحدك..!! ونشوف مين فينا اللي هيربي التاني..!! 

واغلق الباب بعنف..!! 

هربت تلك الدمعه من عيناها... رغماً عنها..!! 

تسطحت علي الارض... وضمت ركبتيها لصدرها..!! كطفله مفقودة..!! انهدم كبريائها.. وغرورها..!! 

كانت الغرفه يزداد سقيعها بهطول دموعها. ..!! 

كانت كطفله صغيره تصرخ في ثنايا الليل..!! 

اصبحت عيناها الخضراء الصافيه.. مملوئه بالدموع والشوائب.!! 

نهضت من الارض.. بعد ان ابتلت ثيابها بتلك الدموع..!! 

اتجهت ناحيه خزانة الملابس. بحركة ثقيله..!! 

كان جسدها يتلوي من الارهاق..!! 

فتحت الخزانه..!ولم تجد اي ملابس لارتدائها.! 

اخفضت رأسها بيأس..! واعلنت استسلامها للنوم بملابسها المتهدله..!! 

كان النوم يجافي جفنيها رغم عنها..!! 

اصبحت حياتها ملونه بالسواد والغبار.. ! 

تلك الروح البريئه اصبحت متهدله..!! 

اتجهت ناحيه السرير... والقت جسدها عليه بثقل....كانها تزيل الم سنوات...!! 

واغمضت عيناها بألم..!! محاوله ترويض دموعها..!! لكي لا تكن ضعيفه امامه..!! علمت انها قد دخلت نار جهنم..!! 

واستسلمت للنوم لكي تهرب من الم الواقع..!! 

لتدخل في عالمها الملئ باحزانها..!! 

*****************

عند ادم..! 

كان يجلس علي السرير.. والغضب يتطاير من عينه...!! يحاول تجميع شتات نفسه..!! 

كان يشعر بعذاب الضمير... لانه اذاها بقسوته..!! 

دق نسيم الخوف علي بابه..!! 

اصبح كالذئب القاضي..!! حكم عليها بالموت وهي علي قيد الحياة..!! 

كان يجمد حركته لكي لا يذهب لها..!!! 

اراح جسده علي الفراش..!! 

ولكن لم يجد النوم..!!

تأفأف بضيق..!! محاولاً تهدأت اعصابه..!! 

حدث ادم نفسه بضيق قائلاً :مش هعرف انام النهاردة انا عارفه..!! هو الضمير بيصحي دلوقتي..!! اي الهم ده..!! انا هقوم اروح ليها علشان اكون خلصت ضميري من قرفها..!! 

نهض ادم من فراشه. !! والحده المُقلقه مرسومه علي وجهه...!

خرج ادم من غرفته متجهاً لغرفة تلك الفتاه..!! 

دلف ادم لغرفة تلك الفتاه... ووجد الغرفه بارده بشده..!! 

دق قلبه بعنف..!! وهو يراها نائمه بغطاء خفيف.!! 

اقترب منها رويداً رويداً... وامسك بيدها ووجدها بارده كالثلج... وتنتفض من مكانها... متقوقعه في نفسها.. محاوله البحث عن اي دفئ..!! 

رمقها بنظرات الضيق... وذهب من الغرفه لإحضار غطاء ثقيل عن هذا.!! 

بعد مرور عدة دقائق..!! 

دلف ادم لغرفتها وهو يحمل غطاء ثقيل..! 

جلس ادم بجانبها بهدوء حتي لا تشعر بوجوده..!! 

وقام بوضع الغطاء عليها جيداً..!! 

ومن دون وعي منه..! كان يرفعها له ويضعها بين احضانه.. بهدوء..!! 

ويمسد علي شعرها بحنو..!! 

شعرت هي بذلك الدفئ الذي غمرها.. كانت تشعر انها فيه حلم..!! لا تريد فتح عيناها.. لكي لا ينتهي ذلك الدفئ..!! ورائحة ذلك العطر الذي تدغدغ روحها..!! 

استكانت رأسها علي صدره العريض براحه... 

وانسدل شعرها علي وجهها كالستار.. يحجبها عن الرؤية...!! 

شعر هو بذلك الثقل الذي علي صدره.. عندها علم انها قد ذهبت في سبات عميق..!! 

امسك بيدها الصغيره... ووجد الدفئ قد تسلل لها..!! 

كانت اللحظات تمر عليه كسنوات...!! لا ينكر تلك الابتسامه التي اعتلت ثغره..!! 

ورائحة شعرها الذي سكرت عقله.. جعلته مغيباً عن العالم..!! 

ولكن شعر بأن تلك الروح الزجاجية.. حطمها بقسوته...!! جعلها حطام انثي..!! 

كان يشعر بتأنيب ضميره...!! 

تنهد بصعوبة.. مخرجاً تلك الانفاس المضطربة..!! 

وقطع وعد علي نفسه بأن يصبح ليناً معها..!!

فمن الممكن ان تكون حقاً ليس لها اي ذنب في الاعيب والدها... وانها هي ضحيه افعاله..!! 

ضمها له بحماية.. ودفن رأسه في شعرها..! 

واستسلم هو لسلطان النوم..!! معلناً ترك همومه بأكملها..!! 

**********************

عند عاصم..!! 

كان يجلس علي الكرسي...  ويضع قدم فوق الاخري... وفتيل الحقد والكره يشتعل في عيناه....!!يهز قدماه بتوتر واضح عليه..!! 

كان يشعر بأنه قد وقف امام تلك النار الذي ستقضي عليه قريباً..!! ولا احد سوف ينصره. !! 

كان يكتم بداخله تلك الذره المشحونة بالغضب والكره..!! 

كان يتمني لو ان يتخلص من ادم بدماء بارده..!! 

علم ان ذلك الزواج سوف يضره..!! 

علم ان قسوه ادم.. مُخيفه..!! غائره..!!

هز رأسه نافياً يُحدث نفسه بغضب :لا.. لازم اخلص منه.. قبل ما ينتقم مني..!! مش عاصم السوهاجي اللي يتعلم عليه..!! 

وهب واقفاً من علي المقعد..!! صاعداً لغرفته..!! 

وشظايا الغضب تتناثر داخله..!! 

****************************

في صباح اليوم التالي..! 

بدات تململ في الفراش ببطء.. عندما شعرت بانسحاب ذلك الدفئ..!! واندفاع ضوء الشمس.. لنشر النور ..!! 

بدات تفتح عيناها بتماطل..!! لتظهر عيناها الخضراء.. الذي مازالت الشوائب والدموع تغمرها...!! وتحول لونها لغابات بارده..!! 

وجهت نظرها ناحيه النافذه..!! 

فوجدته واقف امامها بهئيته الجذابة..!! 

وعطره التي لن تنساه طوال حياتها..!! 

هتفت بخفوت قائله :انت بتعمل اي هنا!! 

التف لها عندما سمع صوتها العذب يدخل مسامعه..!! 

توجه ادم ناحيتها.. وجلس بجانبها.. مما اثار خوفها منه..!! 

هتف ادم بابتسامة صافيه :صباح الخير.. نمتي كويس!! 

اتسعت حدقتها بذهول.. اثر معاملته لها..!! 

هتفت بضيق :انا مش فاهمه حاجة..!! اي اللي قلبك كده..!! ما انت كنت امبارح مطلع عيني!! وشغاله شتيمة وضرب!! 

اغمض عيناه بألم... وتذكر معاملته الغليظة معها..!! فتح عيناه مره اخري.. وهو يبتسم بمرارة.. قائلا بحنو :انا اسف.. اسف علي كل حاجه عملتها فيكي وحشه.. اسف اني ظلمتك..!! انا فكرتك زيه.. بس غشمي كان عميني ومش عارف انك مش زيه.!! 

انا اسف يا ندى..!! وحقك هيرجع..!! 

ترقرت الدموع في عيناها قائله بألم :اسف..!! اسف علي اي بالظبط!! انا حاولت كذا مره اقولك اني مش زيه.!! وانت كنت معتقد اني زباله..!! 

فاكر لما قولتلي ان دعوتي مش هتستجاب لاني عاهره..!! 

والعاهره دي بقي مش مسمحاك..!! العاهره دي مش من مستواك...!! العاهره دي بترمي نفسها علي الرجاله زي ما انت بتقول!! العاهره دي رخيصه..!! وشربت الحقد والقرف من ابوها صح!! 

ثم صاحت فيه بقوه :مش ده كلامك..!! جاي تقولي بعد كده اسف...!! هنتني وشكيت فيا..!! وضربتني..!! وجاي تقولي اسف!! 

ضربت علي صدره بعنف بيداها الصغيرتان قائله بصراخ وقهر :بكرهك... بكره اليوم اللي شوفتك فيه.. بكره اني عرفتك..!! انا بكرهك..!! بكره وجودك جنبي.!! ابعد عني وسبني في حالي..! 

امسك ادم بيداها الصغيرتان وجذبها من خصرها واحتضنتها بقوه... قائلا بألم :حقك عليا.. وانا راضي بأي عقاب انتي عايزاه...بس بلاش تبعدي عني..!! 

حاولت ندي مقاومته ولكنه يشدد من احتضانها..!! 

هتفت ندي بصراخ.......!! 




الفَصْلُ الحَاديِ عَشْر  رواية طفله في صحراء الذئاب.. 

هتفت ندي بحديه واندفاع:طلقني.. انا بكرهك.. سبني اعيش حياتي بقي...!!انا كاره اعيش معاك.. وكارهاك انت شخصياً...!! 

شعر بتلك الصدمه التي لجمته لارض الواقع بقسوة... شعر بفقدان الامل..!! تحولت لون عيناه كالظلام الدامس..!! اعتبرها كورده حمراء بريه في عينه..!! كان يشعر انه اصاب بالجنون من سماع حديثها...! 

وحينها جذبها من معصمها بقوه لترتطم بصدره العريض وهدرها بقسوة :حياه اي اللي انتي كنتي عايشاها..!! حياه السجن..!! اب حابس بنته علشان الورث.... كنتي ممنوعه من انك تشوفي النور علشان الورث.. والضرب والاهانه..!! اي نسيتي كل ده..!!!؟ 

شعرت بغضه مريرة في البكاء.. وهتفت ببكاء مرير :وانت فرقت عنه اي..!! ما انت كنت بتعمل اسوء منه..!! فكرتك هتحميني..! طلعت بتعيد المأساه تاني...!! 

امسكها من ذراعها وهزها بعنف وصاح بها بحديه وجنون :بتحاسبيني علي غلطه غشمي ارتكبها..!! 

اي حجر.. مبتحسيش...!! 

سالت دموعها برجفه.. وترمقه بنظرات الألم..!! 

وهتفت بخفوت :طلقني... انا مش عايزاك..!! بلاش تجبرني عليك!! 

صاح ادم بها بقسوة :مش هطلقك يا ندي..!! ولو قعدتي من هنا لبعد ميت سنه تقولي الكلمه دي مش هطلقك... لانك بتاعتي انا وبس..!! 

وترك ذراعيها...! وكان هدير انفاسه تتعالي بشده..! اغمض عيناه بقوه.. محاولاً تهدات اعصابه. !! 

فتح عينيه وهتف بضيق :انا ماشي.!! سيبهالك مخدره..!! عيشي انتي بقي في دور الدرامه دي..!!

ونهض من الفراش واتجه ناحيه الباب ورمقها بنظرات ندم اخيره..! وخرج صافقاً الباب خلفه بقوه..!! 

***********************

القت بجسدها علي السرير..! تبكي بصمت.!! 

تنتظر من الذي سوف يأتي بحقها..!! 

تتسارع خفقات قلبها المذعور..!! 

علمت انها اصبحت مقيده..!! 

هتفت بحروف مختنقه واصرار :لازم امشي من هنا.. قبل ما يعتبرني ليه بجد.!! انا مش  هستحمل اقعد هنا.!! 

اعتدلت في جلستها... وعيناها تنبض بالقسوه..! 

وتشتعل فتيل الكره والحقد في اوردتها..!! 

وظلت تنظر للفراغ البارد بشرود.! والافكار تتزاحم في عقلها..!! ويزداد ضجيج عقلها..!! 

وذهبت في عالمها... لتغرق في افكارها..!! 

*********************************

عند مليكه..!! 

ظلت جالسه علي الكرسي..!! ومازال التوتر يغمرها..!! والافكار تتضخم في عقلها!! 

مازالت تعاند.. وترفض السماح بتركه..!! 

كانت تحاول لملمه عقلها المجنون..!! 

غمغمت بصوت حاد وخالِ من المشاعر :بس..!! هو ده اللي هينفع معاك!! وده اول مسمار في نعشك يا ادم!! 

هتفت نازلي ببرود :ها..!! وهتعملي اي يا فيلسوفه.!! والله انا حاسه انه هيكشف الاعيبك دي.!! وما هيرحمك..!! وانا بصراحه ولا هعبرك..!! 

ردت مليكه من بين اسنانها بحده :هو انتي متخصصه في حرق دمي.. وتفصليني من افكاري..!! 

هتفت نازلي بسخرية :هو انتي بتعرفي تفكري اصلاً!! 

عضت علي شفتيها بقوه.. ونطقت بحروف ساخره.. :اه بعرف..!! وبكره تشوفي بنتك لما تكون حرم ادم السوهاجي.!! ساعتها بس هتعرفي اني صح!! 

ثم هتفت بخنق :وبعدين هو انتي امي ولا درتي.!!!المفروض تساعديني في اللي انا بعمله..!! مش تحبطيني...!! 

هبت نازلي واتجهت امامها بخطوات جامده..! 

وردت عليها باقتضاب :لما تكوني بتعملي حاجه صح.. ساعتها بس اقدر اساعدك..!! غير كده ولا تلزميني...!! 

ثم هتفت بجديه :وبعدين بكره تشربي من نفس الكأس اللي بتشربي منه ادم بافعالك..!! وصدقيني هتحطي راسك في الطين..!! 

وتركتها واتجهت لغرفتها.. لاعنه عقل ابنتها..!! 

دبت مليكة بقدمها علي الارض... وهتفت بضيق :لا اللي في دماغي لازم يحصل.. لو هيتكلف عمري!! 

وهبت واقفه من الكرسي.. واتجهت ناحيه الباب وخرجت منه.... وصفقت الباب بقوه... معلنه عن غضبها.!

*******************

عند ادم السوهاجي..!! 

وصل ادم الشركه.. ونزل بطالته الفخمة..!!

وكبريائه الذي يُثير قلق العاملين بالشركة..!! 

دخل ادم الشركه.... وهو جامد الملامح..!! 

ويسير بخطوات جامده..!! 

هب العاملين بالوقوف احتراماً لادم...مطأطأين رأسهم ارضاً...!! 

دخل ادم مكتبه دون ان ينظر لنيروز التي مازالت تختلس النظرات له..!! 

دخل ادم المكتب واغلق الباب خلفه بهدوء.. 

هب مراد واقفاً.. بعد رؤيته لادم وترك اي شئ في يده...!! 

مراد بترحاب :ادم... ازيك..!! 

ادم بهدوء :تمام يا مراد..!! 

اتجه ادم ناحيه المكتب وجلس علي كرسيه وراح جسده عليه..!! 

وهتف بضيق :اخبار الشركه اي!! 

جلس مراد علي الكرسي المجاور له قائلا بهدوء :تمام...!! ادم.. انت فيك حاجه مش مظبطه النهاردة..!! 

تنهد ادم بصعوبة قائلاً بحنق :بعدين.. !! هحكيلك بعدين.. لاني مش طايق اتكلم..!! 

اومأ مراد رأسه بالموافقة..!! 

وجلس ادم يراجع بعض اوراق الشركة..!! 

********************

عند ندي..! 

استيقظت صفاء بعد نوم عميق..!! 

وبدات تفتح عيناها بهدوء..!! حتي بدات الرؤيه بالوضوح.! 

قامت صفاء من فراشها... واتجهت ناحيه المرحاض لاخذ حمام دافئ للاستيقاظ..!! 

بعد مرور عشر دقائق..! 

خرجت صفاء من المرحاض. وهي ترتدي بيجامه رمادية واسعه..

واتجهت ناحيه المرأه وبدات في تصفيف شعرها باهتمام..! 

انتهت صفاء من تجفيف شعرها... ولملمته كعكة منظمة... 

اتجهت صفاء ناحيه الباب.. وخرجت من الغرفه متجه لغرفة ابنتها..! 

لم تعرف صفاء اي غرفه ندي سوف تكون بها.. 

فأخذت تبحث في كل الغرف...

حتي وجدت ابنتها في تلك الغرفه الساقعه..!! 

تجمدت صفاء عند دخولها تلك الغرفه... 

وهتفت بفزع :اي اللي مقعدك هنا يا ندي..!! 

رفعت ندي راسها بلهفة عند سماع صوت امها.. وبدات الدموع ترقرق في عيناها... 

اقتربت صفاء من ابنتها عندما احست بتوتر الاجواء حولها..!! 

جلست صفاء بجانب ابنتها.. ورمقتها بنظرات الاستفهام.. عن سؤالها الذي لا يستطيع الخروج من جوفها.. بسبب تلك الصدمه..!؟ 

انفجرت ندي في البكاء قائله ببكاء هيستسري وهي تمسك في الفراش :زيه بالظبط.. مفرقش عنه حاجة.. هو ده اللي هيحميني.. حرام عليكي.. بترميني ليه لي.!! دخلت السجن تاني..!! ارتاحتي...!! 

احتضنها صفاء بندم قائله:انا اسفه يا بنتي... غصب عني.. فكرت ان انا كده بحميكي..!بس طلعت بحطك في النار تاني..!! 

ارتجفت شفتاها بسبب الرجفه الذي اصابتها بسبب بروده الجو..!! 

شعرت بشلل تام في جسدها..!! 

تلك الصخره الكبيره التي حاولت تدميرها..!! 

اصبحت طفله تائهة.!! 

ذلك الذئب الذي يريد ان ينقض علي حياتها..!! 

ترى كابوس حياتها يتكرر كل يوم..!! 

حتي امر العقل بأمر العيون بالراحه... وذهبت في عالمها الذي يجمع احزانها.. لتهرب من الواقع. !! 

********************

عند ادم السوهاجي.. . 

القي الاوراق من يده بملل.. وملامحه الصلبة مازالت مرتسمه علي وجهه... كأنه طفل صغير وعصي امه...!! 

عقله كاد ان ينفجر من تضخم الافكار..!! 

بين جزئين من النار...! 

جزء تأنيب ضميره.. وجزء علي كسب ثقتها له..!! 

يلعن غشمه اللعين..!! 

هتف مراد بجديه :لا انت تحكي مالك..!! انت مش شايف منظرك.. كأنك فيك غضب الدنيا كله..!! 

هتف ادم بحديه :هتجنني يا مراد.!! 

رمقه مراد بنظرات الاستفهام قائلا :هي مين اللي هتجننك!! 

رد عليه ادم باقتضاب :مراد فوق الله يخليك.. هتكون مين.. ندي..!! 

ارتسمت الصدمه فوق وجه مراد..!! 

هز راسه نافياً حديثه... قائلاً بعدم تصديق :انت اتجوزتها بجد..!! 

ادم ببرود :اه..! 

مراد باستفهام :وهتعمل اي!! 

هدره ادم بحديه :هو انا بحكيلك علشان تقولي اعمل اي!! فكر معايا...متستغباش..!! 

مراد بخوف :طيب اهدي وتعالي نفكر هنعمل اي! 

******************

في الخارج...! 

دخلت مليكه الشركة وهي تبكي.. والصدمه حلت علي الجميع.. وبدات الهمهمات بالتعالي علي شكل مليكه..!! 

وقفت مليكه امام مكتب نيروز قائله ببكاء :ادم فين!! 

رفعت نيروز راسها بسرعه... عندما سمعت صوت البكاء القادم من مليكه..!؟ 

فتحت نيروز فمها بدهشه.. وبدات حدقتها بالاتساع تدريجياً وهي تري دموع مليكه في الانهمار..!! 

ردت نيروز عليها بدهشه :جوا.. لسه جاي مش بقالو مده..!! 

مليكه باندفاع :دخليني ليه بسرعه.!! 

رمقتها نيروز بنظرات الشك قائله ببرود :اول مره اشوف مليكه هانم بتعيط.. وترجع لطبيعتها فجاه!! غريبه.. هو الزمن رجع لورا..!! 

عادت مليكه لبكائها الاحترافي بعد ان شعرت باكتشاف خطتها قائله ببكاء هيستيري:دخليني ليه بقولك. !! 

هبت نيروز واقفه من المقعد وتأفأفت بضيق.. واتجهت ناحيه باب مكتب ادم.. والشك يزداد بداخلها..!! 

*************

عند ادم..! 

مراد بهدوء :اهدي مفيش حاجة مستهله غضبك دة.. المفروض انك عارف تعمل ايه.. 

ادم بجموديه :مش عارف دماغي فيها الف حاجة... مخلياني مش عارف افكر. !! 

كاد مراد ان يتحدث ولكن قاطعه صوت طرق الباب...!! 

ادم بحديه :ادخل...!! 

دخلت نيروز .... والخوف يتملكها..!! 

تقدمت بخطوات مرتعشه.. ثم هتفت بتلعثم :مستر... اد..ادم... مليكه... ه..هانم. برا.. ومنهاره.. م..من العياط.. و..وعاوزة تدخل..!؟ 

قبض ادم حاجبيه باستغراب. وضاقت عيناه بتنمر.... وهتف بجموديه وشك :خليها تدخل..!! 

اومأت نيروز راسها بالموافقة... وسرعان ما خرجت من المكتب..!! 

مراد بجديه :ودي بتعيط لي!! 

ادم بشك :سيبها... خليني اجيب اخرها..!! 

اندفعت مليكه ناحيه المكتب.. 

وزادت من هطول دموعها قائله ببكاء مصطنع باحترافية :ادم الحقني.. انا واقعه في عرضك..!! 

ارخي ادم مرفقيه... وهتف ببرود وهو مستمتع ببكائها :خير.. عملتي مصيبه اي!؟ وجايه تتحامي فيا!! 

مليكه ببكاء احترافي..........!


               الفصل الثانى عشر من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا



تعليقات