رواية زينة الفصل الاول1والثاني2بقلم روني محمد

رواية زينه

الفصل الاول والثاني 

          روني محمد 

      في احد المناطق الشعبية تجلس تلك الجميلة صاحبة العيون الفيروزية ، وبيدها كتابا ويبدو عليها انها منهمكة في المذاكرة فهي في السنة الاخيرة   في كليه الفنون الجميلة ، تحلم بذلك اليوم الذي تحصل فيه على شهادتها ، طالما كانت متفوقة وتذاكر بجد حتى انها كانت من أوائل الحاصلين على الثانويه لتمنحها الدولة الدراسة    في هذه الجامعة بالمجان ولولا ذلك ما كانت تستطيع ان تتكبد وتدفع مصروفات هذه الجامعه ، 


             حلمت كثيرا بيوم تخرجها حتى تستطيع ان تعمل باحد الشركات ومن ثم تقوم بفتح اتيليها خاصا بها ، تجمع به الكتير من التحف المنحوته وكذلك اللوحات الفنيه ، التي تكون من تصميمها ، فهل  سيوفقها القدر لتحقيق حلمها ام سيقف عائقا امام ذلك الحلم البعيد؟

   او ربما يتبدل ذلك الحلم بما هو ليس في الحسبان لتعيش مغامره كبيره تجعل منها شخصا اخر ، او ربما تقابل ذلك الشخص الذي سيقلب حياتها رأسا على عقب.... 

      لم تكن عبئا على أحد فهي كانت تتنقل من وظيفه الى اخرى حتى تستطيع ان تجمع الاموال اللازمه لتجني قوت يومها وتساعد والدتها واختها المريضة...... 

      الا ان هناك من يؤرق منامها ويقتل أحلامها في مهدها قبل ان تولد الى الحياة ، لطالما كانت تحلم بالتخلص من سجن ذلك البغيض الذي طالما عكر صفو حياتها....... 

     فاقت من أحلامها على صوته الذي زلزل كيانها وصم اذونيها فأصابعه مازلت محفوره على جسدها ، حينما كان يعود كل ليله مخمورا خاسرا من لعبه للقمار ، لم يجد شيئا ليصب به غضبه سوى جسدها او جسد والدتها حين ينهال عليهم ضربا لأتفه الأسباب  ، فهي عاشت معه طفوله لاذعه المزاق ، لتستكمل شبابها على ذلك المنوال وللأسف لا يوجد مفر منه فهو اباها ومهما يحدث سيظل اسمها مرتبطا بأسمه الى اخر العمر....... 

     كانت زينة جالسة بغرفتها وعلى سريرها تذاكر دروسها الى ان يحين موعد عملها بعد ساعة ، ليقتحم عزت عليها خلوتها ويقف جوار الباب قائلا 


- : صحيتي يا زينه البنات يلا عشان عاوزك في موضوع

( عزت والد زينه شخص ظالم، سيئ بمعنى الكلمه.. انتهازي ، اناني... لايعرف الرحمه......يجري خلف شهواته ، وكذلك يفعل كل ما هو مشين لتحقيق رغباته الدنيئه لا يهمه اسرته او حتى بناته ، طالما كان مسيئا ظالما لهم ، ليس بقسوته عليهم فقط بل باهانتهم واحيانا يصل به الامر الى التطاول عليهم والحاق الأذى الجسدي بهم ، فهو كذلك يتاجر بالمخدرات.... ويخسر كل امواله بلعب القمار ، لم يترك شيئا سيئا الا وفعله ) 

   لوت زينة فمها لتقول بسخريه 

-: زينة البنات !! ده من امته ده انا كنت امبارح عملك الاسود فالحياه ، ياترا عايز مني ايه المرة دي ؟؟؟

      تراجع الى الخلف ليخرج الى الصاله ويجلس على الكنبه المهترئه والقديمه فقد نال الزمن منها ما نال ليقول بصوته الأجش 

-: تعالي اعدي جنبي وانا اقولك علي سبوبه هناكل من وراها الشهد

     اقتربت من فتحه الباب وعقدت يدها امام صدرها ثم ابتسمت بتهكم فهي تعرفه تمام المعرفه فهو لم يعمالها يوما بالين ولم ترى منه حنانا قط وكانه ليس أباها طالما كان جفا لم يهمه في الحياه سوى مصلحته التي هي كانت فوق الجميع...... 

زينه : اها ........هي الحكاية كده بقولك ايه انت سكك كلها شمال والله الغني عنك وعن الي يجي من وراك ...


   كانت زينه تستند بكتفها علي باب غرفتها وعزت يجلس علي كنبه بالصالة وما ان انهت حديثها وفوجدت عزت ينقض عليها كما ينقض الاسد علي الفريسه ...... ممسكا بشعرها ويسحبها باتجاه الكنبه 

عزت بصوت جهوري : انا قولت تيجي تعدي جنبي يبقي تسمعي الكلام .

     تألمت زينه من فعلته لتحاول تخليص شعرها من بين أصابعه لتقول ببكاء 

-: سيب شعري عاوز ايه ؟

     دفعها بقوة لتحميها تلك الأريكه القديمة من السقوط ارضا ، اعتدلت بجلستها لتنظر له بحزن وانكسار معربة عن خضوعها له ، ليرد عليها بقسوة وكأنه لم تمكن ابنته 

-: هو انا لازم اضربك عشان تتعدلي صحيح ستات عاوزه قطم رقبتكم متجوش غير بالضرب عالدماغ........ ضيعتي الأصتباحه الي كنت عامله الله يعكر مزاجك..... 

كانت زينه تبكي بصمت لتقول بصوت حزين 

-: عاوز  مني ايه ؟

عزت : ايوه كده تعجبيني المهم ندخل في الموضوع على طول ، دلوقتي المعلم مرسي عاوز ينقل بضاعه من اسكندرية للقاهرة وفي ضابط واقفلنا زي اللقمه في الزور عمال يدور ورانا ... و وقفلنا كماين في كل مكان 

زينه : مفهمتش بردو انا هعمل ايه ؟ وبضاعه ايه دي؟

عزت: منا بتكلم اهو .. عاوزينك تصاحبي الواد الظابط ده وتشغليه وتسلكلنا امورنا يعني مش هقولك انا !

     فار الدم في عروقها ليخرج على هيئه كلمات ونظرات مهينه مصوبه نحو ذلك الذي تخلى عن رجولته ونخوته حتى تصل به الوقاحة بأن يطلب من ابنته ذلك اندفعت زينه قائله 

-: تصدق انك راجل مش محترم  وعديم النخوة انت عاوزني ابيع نفسي بالرخيص عشان شويه ملاليم .. الي بتصرفهم علي مزاجك....... وكمان انت الي مفروض تحميني وتكون سندي تقولي كده... 


انقض عليها عزت وكأنه كان متأهبا لذلك الصراع الذي قد استعد له بأن يشمر عن ساعديه ... صفعا وجهها بقوه حتى اصطدمت بحافه الكنبه ، رفعت كفها وهي تبكى وتضعه موضع الصفعه ، كانت الحرارة تشتعل من وجهها لتنزل الدموع زاحفه وتتبخر من وهج وجهها الحزين ليلف يده داخل شعرها ويجرها جرا ،  مسددا لها الضربات بعنف وقسوة على انحاء جسدها الضعيف .. جاءت والدتها محاولة للدفاع عنها ولكنها قد نالت نصيبها من الضرب ايضا ...

      بعدما شعر بالأعياء تركهم منكمشين على انفسهم أرضا ليعود ويجلس على تلك الاريكه وهو يلتقط انفاسه وكأنه كان في سباقا للعدو ليقول بصوت جهوري يحمل بين طياته التحذير 

- : اعملي حسابك مفيش خروج من البيت و الكليه انسيها وشوفو مين يجبلكم اكل كمان 

ثم خرج من المنزل صافعا الباب بقوه... واغلقه بالمفتاح من الخارج... حتي لا يستطعا احدا منهم الخروج....

زينه بغضب وحزن : شوفتي يا ماما بيعمل ايه عاوز يبعني بشويه ملاليم بيصرفهم علي مزاجو انا تعبت اوي كل يوم ضرب وأهانه ولا عماد ( خطيب زينه) الي فكرته هينقذني من الهم والقرف ده كل شويه اقفشه مع واحده و اصبر نفسي اقول بكره نتجوز ويتغير. ويبقي محترم

ام زينه بدموع وآهات: هنعمل ايه يا بنتي ملناش الا ربنا هو ال قادر يخلصنا منه ...(زفرت انفاسها الحزينه لتتنهد بحزن وهي تقول ) 

: فاكرا لما استخبينا عند خالتك وجالنا هناك وضرب خالتك وفرج عليها الناس .......ولا لما اجرنا شقه مفتش يومين الا وكان عارف مكانا وضربنا وجبنا بردو هنا بفضيحه.. .. 


زينه وهي تمسح دموعها : احنا هنفضل كده لغايه امتي انا مش عارفه هو كده ازاي المخدرات لحست عقله ، مش كفايه المر الي مدوقهولنا لا عاوزني اروح اتصاحب على ظابط عشان مش بعيده اخدلي تأبيده ...

ام زينه : طب ما ماتشوفي الضابط ده يمكن يساعدنا ونخلص منه ومن مرسي الزفت الي ممشيه وراه 

زينه بحزن ودموع: فاكره لما رحت بلغت عنهم ايه الي حصلي لما حطولي مخدرات في الشنطه وكانو هيعملولي قضيه لولا عماد وستر ربنا اخد المخدرات من شنطتي قبل البوليس مايفتشها ورماها بسرعه 

ام زينه : طب ما تقولي لعماد علي الي ابو عاوز يعملو

زينه: وبعد ما قوله هيعد يزعق شويه ويتعارك مع ابويا وابويا يطلعو علينا وبعدين المره دي عماد هيصمم نعمل الفرح وانا نفسي اخلص الكليه الاول لاني عارفه لو اتجوزت عماد عمرو ماهيرضي اني اروح الكليه 

ام زينه : هانت يا بنتي كلها سنه وترتاحي وتتهني في بيت جوزك 

زينه بحزن وقهره : تفتكري هتهنا فعلا ولا عماد هيطلع زي ابويا ........

     

     وقفت تستند على ركبتيها المأنونه ، وهي تبكي بكاءا حارا تدمي له القلوب ، كانت تتمنى ان تكون يتيمه افضل من ان يكون لديها ابا كهذا ......

       دلفت الى غرفتها وتسطحت على السرير وهي تنظر الى السقف ، ومازالت الدموع تنهمر كالشلالات... 

     سرحت بمخيلتها وهي تسأل نفسها هل زواجها من عماد سيكون حلا للخلاص من جحيم أبيها ، ام انها ستنتقل لجحيم اخر  .....

    هل سيديقها المر ام سيخونها كعادته ام سيكون درعا امانا لها وسندها الذي سيعوضها عما عانته ، طمئنت نفسها بأن عمادا لم يحب سواها ، يكفي انه ترك الكثير من بنات الحي الذين يتلهفون عليه ولكنه اختارها هي لتكون شريكته ....... 

      دخلت اليها والدتها بعد قليل وهي تتكأ على الباب بساعديها لتقول 


-: قومي يا بنتي ادي لاختك الدوا بتاعها وفطريها وصلي وادعي ربنا وارمي تكالك علي الله ... ربنا قادر يخلصنا منه ومن شره.... 

   هزت زينه رأسها لتقف وهي تتامل وجهها بحزن أمام المرآه ، وترى اثار اصابعه محفوره على وجهها ، تراجعت بحزن لتدلف الى الحمام لعل الماء البارد يطفئ لهيب الحزن داخلها.... 


في مكان اخر...... 

.اللواءمختار..:ها يا زياد عملت ايه وصلت لحاجه 

زياد: ولله يا باشا انا شغال ليل نهار عالقضيه دي بس هما مهديين اللعب اليومين دول شكلهم حاسيين اننا بندور وراهم 

اللواء مختار:المهم انا عاوز اوصل لنتيجه القضيه دي اشتغل عليها اكتر من حد ومعرفش يوصل لحاجه وانا قولت مفيش غيرك انت الي هتجبهم واحد واحد. 


ذياد : ان شاء الله هيتقبض عليها في اقرب وقت ، وربنا يجعلني تحت حسن ظن سيادتك.... 

اللواءمختار : انا بعتبرك زي ابني يا ذياد وشايف نفسي فيك وانا صغير نفس الا صرار والطموح والا كده عمري ما كنت هكلفك بمهمه كبيره زي دي لو انت مكنتش قدها ..

ذياد : ده شرف ليه اني ابقي زي حضرتك 

اللواءمختار : اتفضل علي مكتبك وبلغني ديما بالجديد....


في مكان اخر عند المعلم مرسي 

المعلم مرسي : ها عملت ايه ؟

عزت : انا كلمت البت وقولتلها بس دماغها سم زي امها مانشوف بت تانيه يا معلم 

المعلم مرسي : غشييييم وهتفضل غشييييم انا ليه قلت علي زينه بالذات البت دي عليها دماغ ولا اجدعها ظابط وبعدين حلوه وتخطف القلب والعين وايوتها راجل يتمني تشاورله فهي بالذات الي تقدر تلاعب الي مايتسما ذياد وهي تستغفله شويه رايح جاي وبعدين نكسر عينها وتبطل تهددنا

عزت: طب وعماد؟؟

المعلم مرسي بضيق: ومالو عماد انا مش هعرفه حاجه وخليه ما بنا وانا هبقا ابعتو اي حته كام شهر يخلص فيها شغل وهو يتلها عننا 

عزت: بس عماد لو عرف هيطينها علينا فاكر لما حطيت للبت المخدرات وهو عرف وجه ضربني وكسرلي ايدي المره دي بقي هتبقي بموتي 

المعلم مرسي : متخفش مش هيعرف حاجه '،،،،،

عملت ايه مع الوليه صاحبت الاتليه الي بتك شغاله فيه... 

عزت: رحتلها زي ما قولتلي وعملتلها فضيحه ونبهت عليها مدخلهاش تاني 

تنهد المعلم مرسي وارجع ظهره للخلف: كده بقي مفيش قدمها غير انها توافق 


 زينة

     روني محمد 

الفصل الثاني

في اليوم التالي 

       تحديدا في منزل ذياد 

     كان يجلس برفقه والدته (هدى) واخته (ندا)  وابنه (عز)  على مائده الطعام يتناولون فطورهم ، كان ذياد مرتبكا ويبدو عليه التردد ، وكلما أوشك على الحديث تراجع مره اخرى ، كان يتطلع لأخته ندا وهو يحاول ان يستنتج رد فعلها اذا قام بفتح موضوع خطيبها السابق ، حيث أنها كانت دائما ما تثور وتغضب حينما يتطرق الي ذلك الموضوع ، فمنذ فسخ خطبتها وهي تمنعهم من الحديث عنه او حتى ذكر اسم خطيبها السابق امامها.... 

    لاحظت ندا شروده وتطلعه اليها لتقول 

          


-: في ايه يا ذياد حساك عاوز مني فلوس ولا حاجه ، قول متتكسفش ،انا بردو اختك وممكن اسلفك عادي... ها قول انا رقبتي سداده من جنيه ل جنيه ونص ....


ذياد بضحك : فلوس ايه يا  أم فلوس وجايه على نفسك اوي كده ليه ، دانتي لسه بتاخدي مصروفك مني.... 


ندا : خلاص يا عم انت هتعايرني انا لقيتك مزنوق قي كلمتين خانقينك مش عارف تطلهم..  قولت انكشك


ذياد : لا متقلقيش المحفظه عمرانه...  المهم انا عاوزك في حاجه مهمه 

ندا : قول 


ذياد بتردد : س.. سيف

      صمتت لدقيقه وهي تقبض على الملعقه بقوه لتقول 

-: ماله!!..... 

ذياد : اديله فرصه واسمعيه علي الاق...


قاطعته قبل ان يستكمل حديثه لتقول بغضب

- : لو سمحت يا ذياد متفتحش معايا الموضوع ده تاني ، انا ولا عوزاه ولا عاوزه اسمعه ، و مش عاوزه افكر في اي حاجه غير دراستي ومستقبلي ..

ذياد :مستقبلك !!!!!! ماهو هو ده مستقبلك ، سيف بيحبك ياندا ، اسمعيه علي الاقل وبعدين قرري ....


     تذكرت كل ما حدث امامها وكانه شريطا من الذكريات السوداء التي احتلت ذاكرتها ، اشتعلت نار الغضب داخلها لتكشف عن جرحها الذي خلفته الذكريات مما فعله حبيبها وعشقها الأول سيف ، وكأن ذيادا قد سكب الملح على جرحها حينما ذكرها به ، لتحاول ان تكتم نزيف قلبها الممزق قائله بغضب 


- : انا تعبت .... تعبت أوي انتو مش حاسين بالي انا فيه كل يوم نعيد ونزيد في نفس الموضوع ، وكان سيف هو الي يخصكم مش انا.... 

ثم ارتفت نبره صوتها وهي توجه اصابع الاتهام الي اخيها الذي يدافع عن صديقه باستماته وكأنه لم يفعل شيئا .....

-:  انت بدافع عنه ليه ها هو مين الي يخصك فينا انا ولا هو ....

هدي : عيب يا ندا ده اخوكي الكبير مينفعش تعلي صوتك عليه ،  وبعدين ذياد معاه حق احنا عارفين سيف زمان وعارفين تربيته كويس ، من ساعه الي حصل وانتي رافضه تسمعيه او حتى تديله فرصه يدافع عن نفسه.... 


ندا بدموع : انتو ليه مش مقدرين النار الي جوايا،   انا كل ما افتكر الي حصل بتخنق وبحس اني روحي هتطلع.....  


  لم تستطع ندا الصمود والتحمل اكثر من ذلك لتعلن انسحابها الي غرفتها التي اصبحت مأوى  لدموعها حينما تضيق بها السبل..... 


شاهدت هدى انكسار ابنتها وحزنها لتضع يدها على كتف ذياد قائله باسف


-: معلش يا ذياد متزعلش منها..  انت عارف اعصابها تعبانه من يوم الي حصل وهي حالها اتقلب... 


ذياد: ماهو عشان شايفها تعبانة وحزينه بتكلم وعاوز اصلح الي بينهم وانا عارف ومتأكد ان وراحتها مش هتكون غير معاه..... 


وصمت دقائق واستكمل حديثه قائلا 

-:عارفه يا امي لو مكنتش شايفها ضايعه من غيره  زي ماهو ضايع بردو زيها مكنتش ههتم وحاول اصلح بنهم......


هدى:ماهو بردو يا بني الي حصل مش شويه...  يالا ربنا يجازي الي كان السبب... 


في بيت زينة


     كانت زينة تقف امام المرأه في غرفتها لتعدل من وضع حجابها ، استعدادا للخروج الى العمل ، فهي لم تذهب الى العمل ليله أمس وكذلك لم تستطع ان تهاتف ربه العمل لتعلمها بعدم مجيئها ، كانت تحاول ان تعجل من نزولها قبل ان يأتي عزت ويهب الصراع بينهم ويمنعها من النزول كليله أمس..... 

      لكنه قاطعها بصوته الأجش والذي جعلها تنتفض واضعه يدها على صدها متمتمه بذكر الله بصوتا منخفضا 


عزت : علي فين العزم يا زينة البنات ...

     

ابتلعت غصه بحلقها ، وهي تحاول ان تتمالك اعصابها امامه حتى لا تفقدها ويستكمل  هو ضربه لها كما فعل ليله امس 


تجاهلته لتنظر الى المرآه مره اخرى وهي تردد داخلها : يارب ابعد عني الشيطان ده يارب وخلي اليوم ده يعدي ......

     

      اغتاظ هو من صمتها المستمر وتجاهلها له ليقول 

- : ما تردي ولا القطه كلت لسانك 


     ضغطت على اسنانها بغيظ وهي تقول بنفاذ صبر 

-: اللهم طولك يا روح ، هكون رايحة فين يعني...  هو في حته برحها غير شغلي ...


      خرج من الغرفه ليجلس على تلك الاريكه القديمه التي شهدت على صراع ليله أمس ليقول ببرود 


-: اها...  هو انا مقولتلكيش!! ....صاحبه الاتليه كلمتني وقالتلي متخليش زينه تيجي مستغنيين عن خدماتها )


زينه لنفسها :طبعا كداب ...


وقفت على باب غرفتها وهي تنظر له وتقول بسخريه 

-: بقي هي قالتلك كده!!!... طيب انا عموما لازم اروح عشان ليه حاجات هناك هاخدها ...


عزت : متتأخريش عليه يا حلوة عشان هاخد الرد منك بالليل 


تجاهلته حينما التقطت حقيبتها وعزمت على الذهاب الى عملها ، والتحقق مما قاله عزت ...


    تفاجات حينما وصلت الى هناك واخبرتها صاحبة العمل ان عزت قد جاء وهددها باشعال النيران في هذا المكان ، في حاله استمرار زينه بالعمل عندها ، لذلك اعطتها باقي حصتها من الراتب وطلبت منها عدم العوده مره اخرى تجنبا لغضب ذلك البغيض ....


        انصرفت زينه وهي تحمل من الحزن اطنانا فوق كتفها ، فهذا العمل كان يساعدها على استكمال دراستها وجلب بعض احتياجات المنزل فعزت دائما ما يرفض اعطائهم النقود لجلب احتياجتهم الاساسيه كالطعام والدواء.... 


كانت تمشي كالقطه الشريده التي فقدت طريقها ، لتنتبه لصوت هاتفها المزعج الذي اخرجها من التفكير فيما يجب ان تفعله لتبحث عن عملا اخر ، اخرجت الهاتف من الحقيبه لتنظر من المتصل فاذا به عماد خطيبها..... 


     حينما رات اسمه على الهاتف لم تكن سعيده بل اذدادت ضيقا وحزنا لتقول لنفسها 

-: اووووف وده عاوز ايه ده كمان ؟


    ضغطت علي زر الايجاب لترد عليه  قائله 

-: ألو..  ايوه يا عماد 

عماد : يا قلب عماد وروحه ونن عينه .... انتي فين يا حبيبتي عاوز اشوفك


زينه : انا كنت  في مشوار وراجعه عالبيت 

عماد : مشوار ايه الي تروحيه من ورايه....


زينه : الاتيليه يا عماد كنت في الاتيليه...  واديني سبته عشان ترتاح....


عماد : احسن بردو...  الوليه صحبته دي مكنتش بتنزلي من زور... بقولك يا زوزه بما انك فضتيلي...  يبقي تعالي نختار ألوان الشقه سوا .. 


زينه بنفاذ صبر : ألوان شقه ايه.....  انت فايق ورايق ... اختار اي حاجه انا واثقه في ذوقك


عماد بمكر : طب سيبك من الالوان تعالي نشربلنا كوبايتين شاي حتي ...


زينه : اتلم يا عماد...  انا عارفه نيتك كويس.... 

عماد : طب ولله انا غرضي شريف... واحنا مخطوبين من كام شهر وانتي مفكرتيش تحني عليه ولو ببوسه ..


زينه بغضب : باستك عقربه يا شيخ  ، انت بس مش فالح غير في قله الادب...  اقفل يا عماد انا اصلا مش طايقه نفسي ...


في بيت زينه مساءا


     كانت زينه نائمه بعد يوم طويل من التفكير في مصيرهم المجهول ، وما قد تواجهه من عزت ومن خطيبها عماد ، الا ان استطاعت ان يغلبها النعاس في نهايه الامر.... 


      رجع عزت الى المنزل بعد ان تخطت الساعه الثالثة صباحا ، عائدا من سهراته المشينة مع لاعبين القمار وشاربين الخمر ، فتح الباب بايدي مرتعشه بعدما سقط منه المفتاح اكثر من مره ليستعيده ويحاول مجددا فتح الباب الي ان استطاع ذلك... 


     ترنح يمينا ويسارا من اثر الخمر عليه مستندا على الحائط بيده حتى وصل الى غرفه زينه وفتحها ، ودخل بعدما وجدها نائمه ، ليهزها بعنف قائلا بصوته المتخشرج


-: زينة....  بت يا زينه قومي.. 


انتفضدت زينه من رقدتها لتجلس وهي ترتجف برعب من هيئته لتقول 

في ايه ، انت جي تصحيني فالساعه دي ليه... 


ليستكمل هو كلامه قائلا 


  : في كل خير قلب ابوكي ...  قومي كده اغسلي وشك وتعليلي بره نتكلم كلمتين 


    خرج عزت من غرفتها ليجلس بالصاله ، بينما هي فركت عينيها من أثر النوم واتبعته لتقول 


- : نعم عاوزني في ايه ؟

عزت : ها فكرتي ؟؟؟


     تصنعت الا مبالاه لتقول 

_: فكرت في ايه بالظبط 

عزت : في موضوع الظابط ، ها ايه قولك ؟

زينه بخوف : اممممم....  انا مش مطمنه للموضوع ده. 


قاطعها عزت : لا اطمني ... وفتحي مخك معانا هتاكلي الشهد ...


زينه : افرض الظابط ده طلع  مش كويس وعمل فيه حاجه ...


عزت : لا من الجهه دي اطمني ده ملهوش فالحرام  ...  وبعدين اخلصي عاوز ارد عالمعلم مرسي 


زينه : اصل... 

عزت : ولا اصل ولا فصل اخلصي ها موافقه 


     فركت يديها وهي تنظر بحزن وارتباك ، فهي خائفه مما هي مقدمه عليه ولكن ما باليد حيله لتستسلم وتعلن خضوعها لجبروته لتقول بصوت حزين 


-: موافقة..... 

     

                    الفصل الثالث من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 



تعليقات



<>