رواية عشق الرجال الفصل الاربعون40 بقلم ساره مجدي


رواية عشق الرجال

 الفصل الأربعون   


استيقظ مبكراً ليصلى الفجر  نظر إلى والدته الغارقة فى النوم بعد جلسه طويله بالأمس من


 المصارحة وتوضيح الأمور اعتدل فى جلسته على سجادة الصلاه وهو يتذكر 


كلماتها التى فتحت له الأبواب المغلقة وأوضحت له الأمور 


- أبوك وحسام كانوا صحاب وفى يوم حسام شافنى وأنا بتكلم مع أبوك قدام باب البيت أعجب بيا جداً وحبنى اوووى فضل متابع كل خطواتى لحد فى يوم وقفنى علشان يتكلم معايا ويقولى أنه بيحبنى و عايز 


يتجوزنى وقتها رضا شافوا وجه اتخانق معاه وكان هيضربه بس حسان شافنا وافتكر أن أبوك كان بيظبت لصاحبه معايا مواعيد وحصلت المشاكل


 ما بينهم ووقتها أبوك حب يساعدنى علشان عارف أن حسان ممكن يعمل فيا أى حاجه راح طالبنى من أبويا و جدك وافق لأنه كان بيحب رضا جداً 


صمتت لثوانى تحاول التقاط أنفاسها  ثم قالت 


 - بعد ما خلفت أختك بأسبوع أبوك قابل خالك علشان يحنن قلبوا عليا ويصالحنا وننسى إللى فات لكن خالك مرضيش وقبل ما يسيب رضا ويمشى سمع صوت ضرب نار وفاجئه لقى رضا على الأرض غرقان فى دمه لا شاف إللى ضربه ولا لمحه حتى وفى ساعتها أبوك مات 


أخذت نفس عميق وهى تمسح دموعها ثم قالت 


- وبعد أسبوع من وقت موت رضا وحرقه قلبنا عليه لقيت رساله قدام الباب ولما فتحتها لقيت مكتوب فيها 


((( أخدك منى وكان لازم أخد حياته ... عياله أنا إللى هشيلهم علشان دول ولادك أنتِ إللى كان المفروض تجيبهم منى أنا مش منه هو )))


اقتربت من رحيم أكثر و أمسكت يده بقوه وقالت 


- أنا خايفه عليك يا ابنى هياخدك منى زى ما اخد رضا 


ليقبل يدها ويضمها إلى صدره بقوه وهو يقول 


- متخافيش يا أمى حسام مات وحمزه قتل ابنه الوحيد أحنى فى أمان متخافيش 


ظلت تحتضنه بقوه وهو يربت على ظهرها ويقبل خصلات شعرها الفضيه و يطمئنها بعد أن أطمئن قلبه رغم حزنه على عدم مقدرته فى أخذ ثأر ابيه بيديه 


عاد من ذكرياته على صوت الهاتف وظهر الاندهاش على وجهه  من أتصال أخته فى ذلك الوقت لذلك أجابها سريعاً 


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


استيقظت من نومها تشعر بألم حاد فى رأسها  وعينها نظرت حولها لم تجد أثر لكامل نظرت من النافذه لتجده نائم على إحدى كراسى الحديقة لتركض سريعاً إلى باب الجناح استيقظ كامل يشعر بتعب فى كامل جسده من تلك الجلسة الغير مريحة فوق ذلك الكرسى و أيضاً نومه فى العراء وقف ليمدد عظام جسده ليجدها تقف أمامه بعيون حمراء باكيه ظلت ثابته النظر لا تتحرك فقط صوت تنفسها العالى هو ما يثبت أن من تقف أمامه إنسانه على قيد الحياه وليست تمثال ظل الموقف ثابت حتى تحركت ودلفت إلى داخل الجناح سريعاً أخد نفس عميق ودخل خلفها ليجدها جالسه على الأريكة تضم قدميها إلى صدرها وتحاوط قدمها بذراعيها وجسدها كله يهتز  بسب بكائها جلس بجانبها لعدة دقائق صامت ثم قال بصوت ضعيف 


- ممكن أعرف أنتِ بتعيطى ليه دلوقتى 


توقف جسدها عن الاهتزاز وخيم الصمت عليهم لعدة ثوانى ثم اعتدلت فى جلستها تنظر إليه ليهوله مظهر وجهها شديد الأحمرار الغارق بالدموع ونظره عيونها المعاتبة شعر بألم حاد فى قلبه .... عادت بنظرها إلى الأمام وقبل أن تنطق بحرف وجدت رأسه تستريح على كتفها لتتسع عينيها من المفاجئه وتنظر إليه بزهول ولكنها شعرت بحراره عاليه تصدر منه لترفع يدها وتضعها على جبينه لتجد حرارته مرتفعه بشده لتسند رأسه بيدها ووقفت وإراحته على الأريكة وركضت سريعاً تحضر الهاتف واتصلت بأخيها الذى خلال دقائق كان أمامها ومعه الطبيب الذى أخبرهم أن لديه حمه ونصح بعمل الكمادات بعد أن أوصل المحاليل المغذية له وكتب  الأدوية المطلوبة 


جلست بجانبه تنظر إليه بعد أن غادر أخيها والطبيب والدموع تتجمع فى عيونها انحنت تقبل يده ثم وقفت سريعاً لتحضر الكمادات


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


انتهز فرصه أنه فى بيت الوريدى  بعد أن احضر الدواء لأخته   دلف إلى  الغرفه الكبيرة الخاصه بالحج نعمان  وجلس أمامه ينظر إليه باستعطاف ليبتسم الحج نعمان إبتسامه صغيره وهو يقول  


- منور يا دكتور رحيم والله 


اقترب رحيم من نعمان وجثى أمامه وقال 


- أرجوك عايز أشوف مراتى  


لينظر إليه نعمان بابتسامه صغيره وقال بدهاء 


- كنت فاكر أنك خلاص ارتحت وشيلت الحمل التقيل إللى اتحط على اكتافك 


ليقاطعه رحيم قائلاً باندهاش 


- حمل أيه.... مسك مراتى حبيبتى وأنا بقى عايز مراتى 


ليضحك نعمان بصوت عالى وهو يقول 


- اهى عندك فوق فى اوضتها اطلعلها وأنت حر أنت وهى أنا مالى 


ركض إلى الأعلى بسرعه ليضحك نعمان بشده لتأكده من أن حفيدته فى أمان مع  زوجها


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


كان يقف أمام باب غرفتها بعد أن أشارت  إليه صفيه عليه طرق الباب برفق ليستمع لصوت خطواتها الرقيقه وهى تقترب من الباب لقد أشتاق لوجهها وعيونها الملونة حركاتها الطفولية وعشقها للقصص والروايات الرومانسية 


فتحت الباب تنظر إليه بصدمه ثم كادت أن تغلق الباب ولكنه وضع يده يمنع ذلك وقال 


- مسك ارجوكى أنتِ وحشانى اوووى محتاج أتكلم معاكى و أطمن  عليكى  


أخذت نفس عميق وكتفت ذراعيها أمام صدرها وقالت 


- اااااااعتقد مممفيش حااااااجه نقووووولها أنت اااااكيد  خلاااااص ااااااارتحت منى


ليقاطعها قائلاً


- مسك بلاش الكلام إللى ملوش لزمه ده  أنتِ مراتى حبيبتى وأنا متجوزك بكامل إيرادتى لأنى كنت عايزك معايا علشان يومى مكنش بيمر من غيرك واليوم إللى كان بيعدى عليا من غيرك كان بيبقى ناقص  و كئيب .... يا مسك انا بحبك 


كانت تنظر إليه ومن داخلها تشعر بالسعادة ولكنها قالت 


- بس دددده مميمنعش ااانك اتجوووزتتنى بأااامر حمززززه


ليضرب الباب بقوه وهو يقول 


- مسك لآخر مره بقولك أنا اتجوزتك علشان حبيتك و مش عايز أعيش من غيرك 


لوت فمها بعدم تصديق ليقول هو بأمر 


- خلاص مفيش قعاد هنا لمى حاجتك علشان هنرجع بتنا وهناك هثبتلك بكل الطرق أنى بحبك بجد وانى مش عايز أعيش من غيرك


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


عادت من المستشفى بعد يوم شاق ومتعب كان عامر قد سبقها إلى البيت خاصه وهو قد مر على البيت الكبير  


دلفت إلى الغرفه تشعر بألم قوى فى أسفل معدتها ولكن حين وقعت عيونها على عامر ممدد على السرير ابتسمت إبتسامه صغيره واقتربت منه تضمه بقوه ليقبل رأسها وهو يقول 


- ربنا ما يحرمنى منك يا فدوى  ديماً واقفه جمب الكل 


رفعت رأسها تنظر إليه بابتسامه صغيره وقالت 


- أنا لازم أقف جمب عيلتى يا عامر وبيت النادى بقى بيتى زى بيت الوريدى بالظبط 


قبل أعلى رأسها واحنى رأسه يقبل يدها لتغمض هى عينيها بألم من ذلك الألم الذى يزداد قطب جبينه ليسألها باهتمام 


- مالك يا فدوى أنتِ تعبانه 


وكانت إجابتها صرخه عاليه لينتفض واقفا يرتدى ملابسه ويحملها ويركض بها إلى المستشفى


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


كان يجلس فى الغرفه الكبيرة لكبير  عائلة الوريدى ينتظرها كم أشتاق إليها لنظرة عينيها التى تشعره بأهميته وكم هو كبير وكافى لها تجعله يشعر أن ذلك الضخم الغير وسيم مهم جداً لديها كأهميه الهواء والماء  .... لقد أشتاق لوجودها فى بيته لنظراتها وكلماتها الخجولة لأنفسها وعطرها المميز أن يستيقظ على وجهها الجميل كل صباح 


دلفت إلى الغرفه وعيونها ترسل إليه  رسائل الشوق والحب والخوف أيضاً 


ليقف سريعاً يقترب منها ورغم وجود الحج نعمان إلا أنه ضمها وبقوه ودفن وجهه فى عنقها يستنشق رحيقها الأخاذ كانت رغم سعادتها إلا أنها تشعر بالصدمه مما فعل وأيضاً تشعر بالإحراج من جدها ولكنه هو أبتعد عنها ونظر إلى الحج نعمان وقال 


- أنا آسف بس هى كانت وحشانى اوووى 


ليهز الجد نعمان رأسه بنعم ليقترب تمام ويجلس أمامه ثم قال 


- أنا جاى علشان أخد مراتى لكن كمان جاى علشان أعتذر من ورد ومن حماتى كمان عن تصرف أمى وغلطها فى حقهم 


- يا ابنى أنا مقدره الحاله إللى هى فيها الله يكون فى عونها 


اجابته نعمات التى دلفت من الباب منذ قليل واستمعت إلى حديثه 


وقف سريعاً احتراماً لها و اقترب ليقبل أعلى رأسها وقال 


- أنا مش عارف أقول لحضرتك أيه 


لتربت على كتفه وهى تقول 


- متقولش حاجه يا ابنى الموضوع مش مستاهل 


لينظر إلى مالكة قلبه وروحه وقال 


- أنتِ وحشتى بيتك اوووى وكمان أمى بتقولك أنها عايزه تتغدا من إيدك النهارده 


لتبتسم ورد بسعاده وهى تهز رأسها بنعم وقالت 


- هلم حاجتى وجايه على طول 


وبعد عدة دقائق كانت تجلس بجانبه فى السيارة حين نظر إليها نظره مشاغبه وقال 


- ورد هو أنتِ متعرفيش فين عابيتى الرمادى 


لتظهر علامات التوتر على ملامحها ليضحك بصوت عالى وهو يقول 


- هى معاكى صح 


لتخفض رأسها أرضا ليمد يده وباصبعه يرفع وجهها ويقول 


- متبصيش فى الأرض بصى فى عينى وقوليلى كنت و خداها معاكى ليه ها كنتى خايفه اوحشك ولا لأنك بتحسى معايا بالأمان 


ظلت صامته ليمد يده يمسك يدها يقبلها بحب وسعاده وقال 


- مش مهم تجاوبى أى إجابه من الاتنين تسعدنى جداً وتفرحنى جداً جداً وتخلينى أسعد راجل فى الدنيا 


ظلت تنظر إليه بسعاده مخلوطة بخجل وهى تتمنى من داخلها أن تقول له أحلى الكلمات وأن تصف كل ما تشعر به داخل قلبها نحوه ولكنها تخجل ولا تستطيع أنها لا تستطيع نطق اسمه تشعر بالخجل الشديد فكيف تعبر عما تشعر به نحوه اكتفت برفع يده إلى شفاهها تقبلها بحب وتقديس لامس قلبه بشده


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


استيقظت من النوم تشعر بارهاق وتعب شديد خاصه بعد ما حدث أمس بينها وبين سليمان الذى جعلها تقوم بكل أعمال المنزل دون راحه وحين حل المساء وحان وقت النوم أخبرها بكل برود 


- نامى فى الاوضه التانيه ولما أحتاجك هقولك تجيلى 


نظرت إليه باندهاش ليبتسم بجانب شفتيه وهو يقول 


- أيه مفهمتيش أفهمك أنا .... زمان السلطان كان له جناح خاص بيه ووقت ما يحتاج جاريه من جواريه يبعت يجيبها يتبسط معاها وبعدين ترجع جناح الجوارى لأن الجوارى مينفعش تنام جمب السلطان ... فهمتى


وتركها يرتسم على وجهها معالم الصدمه و دلف إلى غرفة النوم وأغلق الباب 


وها هى فى صباح اليوم التالى لا تعلم كيف تتصرف لم تتصور ولو لمره أن تصل الأمور بينها وبين سليمان إلى هذا أبداً 


خرجت من الغرفه تبحث عنه فى أرجاء البيت لم تجده و باب غرفه النوم مفتوح تأكدت أنه قد غادر  المنزل ولكن وجدت ورقه كبيره مكتوب بها 


(( متتكررش تانى أنى أصحى قبل منك وانى أنزل من غير فطار واستعدى لما أرجع لعقاب شديد لأهمالك فى حق وطلبات سيدك))


لتشعر بالخوف حقاً ظلت تنظر حولها وهى تفكر ثم  ركضت إلى الغرفه وأبدلت ملابسها وخرجت وقد قررت أن تحتمى بوالدها وجدها


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


اطمئنت عليه أن حرارته انخفضت فذهبت سريعاً إلى المطبخ لتحضر له الطعام وبعد أن أنتهت عادت إلى الغرفه لتجده مستيقظ اقتربت منه وقالت والدموع تتجمع فى عينيها 


- عامل أيه دلوقتى ..... ليه نمت فى الجنينه هو أنا عارفه أنى زعلتك اوووى منى وغلطت غلط كبير بس مش لدرجة تنام فى الجنينه أنا أسفه 


كان ينظر إليها باندهاش  ورفع يده ليسكت سيل كلماتها وقال بصوت مرهق 


- أهدى يا نجاة أهدى علشان أنا مش قادر أتكلم 


وضعت يدها على فمها و هزت رأسها بنعم ليضحك هو بارهاق وقال 


- أنا كنت قاعد بره بفكر فى كام حاجه قبل ما أدخل البيت و غلبنى النوم مش علشان زعلان منك 


لتزوم وهى تشير له بحاجبيها ليقطب جبينه بعدم فهم لتبعد يدها عن فمها قليلاً وقالت بصوت ضعيف 


- ممكن أقول حاجه 


ليبتسم وهو يفكر كم هى لذيذه حين تتعامل بطبيعتها و من غير تكلف أو عقد هز رأسه بنعم لتقول هى 


- بس أنا غلطت فى حقك ولازم أعتذر 


وصمتت لثوانى ثم قالت بشىء من العصبية 


- بس أنت برضوا غلطان أنت كذبت عليا ولازم تعتذر لى 


ليضحك بصوت عالى لدقيقة كامله ثم قال


- حاضر أخف بس واعتذرلك وتعتذريلى  وكل إللى أنتِ عايزاه 


كانت تشعر بسخريه فى حديثه ولكنها لم تهتم يكفى القلق التى عاشت فيه طوال ليله أمس وقفت على قدميها وقالت 


- هروح أجبلك الأكل علشان تاخد الدوا


وتحركت فى إتجاه الباب ثم نظرت إليه وقالت 


- وياريت تخف بسرعه علشان فى كلام كتير لازم نقوله 


وخرجت من الغرفه ..... ظل هو ينظر إلى مكان وقوفها وهو يتذكر كل ما حدث فى ذلك اليوم  ورؤيته لمها أغمض عينيه وأخذ نفس عميق وأخرجه ببطىء وهو يشعر أن القادم مؤكد سىء ولكنه لا يريد أن يخسر نجاة لقد بدء قلبه ينبض لها 


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


كان يجلس على الكرسى الموجود أمام الباب ينظر إليه برجاء يريد أن يطمئن عليها لا يعلم ماذا حدث لها لقد ضغط عليها الأيام الماضيه موت حمزه وحالة علياء ووالدته والبيت بما فيه وهى لا تتأخر عن أى شخص دائما داعمه وسند للجميع 


خرج الطبيب من الغرفه ليقف عامر سريعاً وهو يقول 


 _ طمنى عليها أرجوك 


خلع الطبيب نظارته وقال بهدوء حزر 


- الحقيقه المدام كانت بتشتكى من ألم حاد أسفل البطن أحنى عملنا سونار وأظهر أن فى كتله كبيره غير معلومه موجوده فى الرحم علشان كده أحنى أدناها مسكن وهناخد عينه من الكتله دى علشان نحللها و نفهم هى أيه وعلى أساسه هنقرر وان شاء الله خير 


ثم غادر بعد أن ربت على كتف عامر ودعى لفدوى بالشفاء 


ظل عامر واقف فى مكانه غير مستوعب لكل ما قاله الطبيب ماذا قال مما تشتكى فدوى هل من الممكن أن تكون مصابه ب .... تجمعت الدموع فى عينيه وهو يعود ليجلس على الكرسى من جديد يشعر أن قلبه سيتوقف ظل يبكى بصمت مجرد دموع تغادر عينيه دون قدره على إيقافها دموع قهر وقلة حيله فهو ليس بيده ما يخفف عن حبيبته سوى الدعاء إلى الله ... ظل منكس الرأس لعدة دقائق ثم نظر إلى الباب وهو يذكر نفسه أنها بحاجته الأن تحتاج دعمه ومساندته يده لتتكىء عليها وحضنه لتبكى فيه مسح وجهه  وأخذ نفس عميق ثم اقترب من الباب ودلف إليها ليجدها ممده على السرير تنظر إلى السماء عبر النافذه اقترب منها و جلس بجانبها و حاوطها بذراعه لتسيل دموعها  وكأنها كانت تنتظره حتى تنهار ظل يربت على كتفها ويقبل رأسها حتى هدأت شهقاتها ثم اقترب من أذنها وقال 


- أنا جمبك ومعاكى و أيدى فى إيدك مش هسيبك لحظه ... وده أختبار صغير من ربنا وهنعديه سوا 


نظرت إليه بعيونها الدامعه وقالت 


- أنا خايفه 


- وأنا كمان خايف بس عليكى أنتِ ... و واثق فى ربنا أنه ان شاء الله معانا  .... ولازم تعرفى أنى أنا مستعد علشانك احارب كل شى حتى المرض 


قالها بثقه وثبات جعلها تعود مره أخرى برأسها إلى صدره وأغمضت عينيها باستسلام وشفاهها تتحرك بما ينطق به قلبها 


- يااااارب


•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


كان واقف فى وسط الموقع يباشر العمل حين علا صوت هاتفه ليخرجه من جيبه ويشعر بالاندهاش والقلق حين وجد أسم عمه أمامه أجابه سريعاً ليتفاجىء بهجوم عمه طالباً منه الحضور إلى البيت الكبير على الفور  


قبل ذلك بساعة كانت حور تدلف من الباب الكبير تبكى وارتمت فى حضن جدها تبكى بصوت عالى وهى تقول كلمات غير مفهومه وحين هدأت قصت ما حدث ولكن من وجهة نظرها 


فجعلت والدها يشعر بالغضب الشديد 


وحين وصل سليمان وقف الحج عثمان قائلاً


- هى دى الأمانة يا سليمان بتذل بنت عمك معتبرها خدامه عندك 


نظر سليمان إليها نظرة عتاب وأيضاً أنتِ من أختار فتحملى العواقب 


اقترب سليمان من عمه ووقف أمامه بثبات وقال 


- عايز أسأل حضرتك شويه أسئله ومنها هثبت إذا كنت غلطان أو لأ  .... ولو طلعت غلطان راضى بحكمك ولو طلع معايا حق هاخد مراتى وأروح ومحدش له دخل بالى بيحصل ما بينا 


ليضرب الحج نعمان الأرض بعصاته وقال 


- موافقين يا سليمان قول


لتشعر حور بالقلق والخوف وارتبكت نظراتها ....نظر سليمان إليها باستهزاء ثم عاد بنظره لعمه من جديد وقال 


- مرات عمى خرجت كام مره من البيت من غير إذنك 


أجابه عمه سريعاً وقال بثقه 


- ولا مره 


نظر سليمان إلى حور بلوم وكأنه يقول لها اسمعتى ثم عاد بنظره لعمه من جديد وقال 


- كام مره مرات عمى كان كل همها فى أى موضوع أو نقاش تطلع حضرتك غلطان أو متسلط أو ديما تقولك مثلاً يعنى مجتمع ذكورى متعفن 


قال الأخيره بسخريه ليقطب عثمان حاجبيه بضيق ونظر إلى ابنته وقال 


- إللى جوزك بيقوله ده صح


اخفضت رأسها ليقترب منها والدها وقال بصرامه 


- ارفعى رأسك وقولى الحق يا بنت عثمان جوزك بيقول الصدق 


لتهز رأسها بنعم لتجحظ عيناها وهى تراه يرفع يده ينوى صفعها لتغمض عينيها سريعاً حين استمعت لصوت الصفعه لكنها لم تشعر بها لتفتح عيونها على اتساعها لتجد سليمان يقف أمامها وقد تلقى الصفعه بدل عنها ظل الموقف متجمد للحظات حتى قال سليمان 


- أنا مقبلش أن حد يمد إيده على مراتى حتى لو الحد ده أبوها 


كانت نظرات الاندهاش واضحة على ملامح حور ولكن عثمان كان ينظر إليه بفخر وكذلك جده الذى قال 


- خد مراتك وروح يا سليمان 


ثم نظر إلى حور وقال بأمر 


- جوزك طاعته واجبه ده أمر ربنا إلا إذا أمرك بما يغضب الله غير كده تبقى عاصيه ومتشوفيش  الجنه بعينك 


ظلت صامته تنظر إلى جدها وأبيها باستعطاف ولكن لم يزيد أحد حرفاً لتغادر مع سليمان وقلبها يقرع بقوه ولا طبول الحرب


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• 


استيقظ راشد يشعر بالفرحه والسعادة فحبيبته عادت إلى المنزل لتنير حياته من جديد نظر بجانبه ليجد ابنته غارقه بالنوم ليبتسم بطلقائيه ويقبل يدها وأصابعها الصغيره ورأسها ثم اعتدل وخرج من الغرفه يبحث عن نبض قلبه ليجدها تقف فى المطبخ تحضر الإفطار استند بكتفه على الباب ينظر إليها ويتذكر أمس حين وصلا إلى البيت نظر إليها بحب قبل أن يفتح الباب وقال 


- نفسى افرشلك قلبى على الأرض وأقولك خطى بس قلبى فى إيدك 


كانت تنظر إليه بسعاده ليقترب منها خطوه وهو يقول 


- أوعدك أنى عمرى ما هزعلك تانى واوعدك أنى هعمل كل جهدى علشان أسعدك وأفرحك


لتمسك يده وهى تقول بصدق 


- وأنا مصدقاك يا راشد بس أنا محتاجه أقولك حاجه 


ليقبل يدها وهو يقول 


- أءمرينى 


لتهز رأسها بلا وهى تقول 


- ده مش أمر يا راشد ده طلب ورجاء ..... دى آخر فرصه ليك علشان أنا مش هستحمل جرح تانى صدقنى مش هستحمل 


ليفتح باب الشقه وأشار لها بالدخول وأغلق الباب خلفهم ونظر إليها وقال 


- أنا والله والله عمرى ما فكرت أجرحك ولا كنت أتمنى أنى اوجعك سامحينى ارجوكى وحاولى تنسى إللى فات ونبدء من جديد 


هزت رأسها بنعم ثم قالت 


- هدخل أغير لكارما 


ليقبل أعلى رأسها و قال 


- ربنا يخليكى لينا يارب 


عاد من ذكرياته ليقترب منها بهدوء وضمها من الخلف لتنتفض ثم ابتسمت وقالت 


- خضتنى يا راشد 


ليقبل جانب عنقها وهو يقول 


- وحشتينى و مقدرتش أقاوم جمالك كده وأنتِ منوره مطبخك 


لتضرب يده التى تحاوط خصرها وقالت 


- أنت شقى اووووى وشكلى كده مش قدك


ليقف أمامها وقال بصدق


— أنا جمبك ببقى طفل صغير محتاج حنان  


لتضحك بخجل وهى تقول 


- وأنا محتاجه اديلك كل الحنان إللى عندى 


لينظر إليها بعدم تصديق وقال 


- بجد .... بجد يا حُسن 


لتهز رأسها بنعم ليحملها سريعاً وهو يقول 


- يارب البت كارما متقطعش علينا بس علشان أنا محروم من الحنان 


لتخبىء وجهها فى تجويف عنقه بخجل ليدلف إلى الغرفه الأخرى ويغلق الباب برفق


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


مر اليوم ولم يأتى .......  طوال اليوم عيونها ثابته على الباب تنتظر حضوره تريد أن تطمئن عليه تريد أن تعلم كيف مرت عليه الأيام بعد موت حبيبته تريده أن يخبرها ماذا فعل و ماذا عليها أن تفعل الأن ..... كيف 


تشعر من داخلها بالراحة من تلك النار التى تشتعل داخل قلبها وكيف تسكن ذلك الألم الساكن بروحها ولكن المساء قد حل ولم يأتى لتنظر إلى والدتها و قالت 


- أنا عايزه تليفون 


نظرت عبله إلى ابنتها باندهاش وقالت 


- هتكلمى مين يا علياء 


- رحيم 


قطبت عبله حاجبيها ولكنها أخرجت هاتفها وفتحته ووضعته فى يد ابنتها لتتصل برحيم


وحين أجابها قالت مباشرةً 


- رحيم عايزه رقم دكتور أكرم 


وبعد أن أغلقت الهاتف مع رحيم أتصلت مباشرةً على أكرم الذى تأخر كثيراً فى الرد ولكن حين أجابها قالت هى بلهفه 


- كده سبتنى ..... أنا محتجالك

              الفصل الحادي والاربعون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>