رواية مجنون بحبي بقلم /امل اسماعيل
الفصل السادس عشر والسابع عشر
كانت تركض بخوف وفزع، تنظر خلفها لتأكد من أنه لا يتبعها، تذهب إلى أحد الماره لتتحدث معه لكنه لا يتحدث العربية، يتحدث لغه غريبه لا تعلمها،
حاولت أن تحدثه بالأنجليزيه لكنه لا يفهمها أيضاً، واصلت الركض حتى لا يلحق بها، تبكى بخوف لا تعلم ما الذى يجب عليها فعله أو إلى أين تذهب
كان يبحث عنها مثل المجنون الذى فقد عقله، لا يستطيع تخيل فكرة فقدانه قلبه يرتجف خوفاً من فكرة فقدانها، تنهد براحه عندما رائاها تركض أمامه
، أختفى الخوف الذى فى قلبه وحل مكانه غضب قاتم، ركض بأتجاهها بسرعة وهوا يقول بجهير
_حياااااااااااة
أرتعد جسدها بخوف عندما سمعت صوته البغيض، نظرت للخلف وجدته يركض نحوها مثل أعصار هائج والشرار يتطاير من عينيه، ركضت بسرعة أكبر وقلبها يكاد ينفجر من الخوف تحاول الهرب منه
كان أسرع منها أستطاع ألحاق بها، أمسك يدها وجزبها إليه، رمقها بغضب وقال
_ كنتى فاكره أنك هتقدرى تهربى منى بسهوله كده
رمقته بحقد وغضب وقالت وهى تحاول الأفلات من قبضته
_ هفضل أهرب منك مش هستسلم، لحد ما أنجح وأرجع لجوزى وأبنى أل أنتا حرمتنى منهم
حاول السيطرة على غضبه وقال
_ قولتلك أنا جوزك مش هوا، أنتى بقيتى مراتى خلاص مش عايزة تفهمى ليه
رمقته بغضب وقالت : لأ أنتا مش جوزى، أنا وأدم كنا مغصوبين على الطلاق علشان كده طلاقنا باطل، يعنى انا لسه مرات أدم
لم يستطع التحمل أكثر، وضع يده على فمها لأسكاتها، وقال بنبرة تشبه فحيح الأفاعى
_ مش عايز أسمعك بتقولى كدة تانى، وأوعى تفكرى فالهرب مره تانيه، بدل مخلص على أدم وأبنك وعيلتك كلها، مش هخلى ليكى حد عايش علشان ترجعيله أنتى فاهمه
قال كلمته الأخيرة بجهير وغضب، ثم جزبها من يدها وجعلها تركب السيارة التى كانت قد وصلت
تجلس فى السيارة بهدوء، تنظر إلى الطريق ودموعها تنزل على وجهها مثل الشلال، تفكر فى مستقبلها المظلم، لقد قضى على أخر أمل لها الأن، لم تعد تستطيع الهروب خوفاً على أدم وعائلته منه، خطر فى بالها الأنتحار لكنه أن فعلت ذلك ستقضى على أخر أمل لها للقاء أدم والعيش معه، نعم فهى مؤمنه أن الله سيجمعها معه فى الجنة، وأن قتلت نفسها فلن يكون مثواها ألا النار، لذلك لا داعى لتخسر دنيتها وأخرتها يكفى خسارة أحدهم وهى الدنيا
*******************************
خرجت شادية من المستشفى، ذهبت إلى شقة أدم حيث كان الجميع فى انتظارها
أحسان بسعادة : الحمدلله على سلامتك يا بنتى، كده يا شادية تخوفينا عليكى
حاولت شادية كتم دموعها، هى لا تريد أن تقلقهم عليها أكثر يكفى ما أصابهم، كما أن دموعها لن تعيد أبنتها مره أخرى
_ معلش يا ماما حقك عليا
نظرت إلى سلوى التى كانت تحمل أحمد وقالت بحزن وهى تمد يدها
_ هاتى أحمد أما أشيله شويه
أعتطها سلوى الطفل، حملته بين يديها تنظر إليه بحب وحنان، تتذكر طفلتها الجميلة كانت تشبه تماماً عندما كانت فى سنه، كم كانت طفله جميلة، لقد ربتها بكل حب وحنان كانت تفكر بمستقبلها، أنها ستصبح شابه جميلة ستحقق كل أحلامها، تتزوج وترا أحفادها لكنها لم تتخيل يوماً أن تفقدها، أن تخسرها بتلك الطريقة البشعه، ترغرغت عيناها بالدموع، حاولت كتمها هى لن تكون ضعيفة، يجب أن تكون قويه من أجل ذلك الطفل الصغير
راضى : أحنا مينفعش نقعد هنا أكتر من كده
حسين : عندك حق يا عمى، أحنا نرجع كلنا البلد
نظر إلى ادم وقال : أنتا كمان يا أدم هترجع معانا، نفتحلك مكتب هندسة وتقعد وسطنا انتا وأبنك
تنهد أدم وقال : أنا قررت أسافر كمان شهر
حسين بصدمه : تسافر تروح فين
أدم بحزن : هلف الدنيا هسافر كل بلد شويه، وأحمد هيفضل معاكم، وانا لما أبقى أجى أجازة هبقى أخده واقعد بيه هنا، ولما أسافر تانى هبقى اجيبهلكم
سامى : وايه لزمة سفرك ده
أدم بأبتسامة حزينه : كل بلد ليها طريقتها فى البناء وتصميم البيوت، هشتغل فى كل بلد شويه علشان اتعلم منهم
كانت سلوى تنظر إليه بحزن، هى تعلم جيداً أنه لا يرغب بالسفر من أجل ذلك، بل يريد البحث عن حياة، هوا مازال يظنها على قيد الحياة وأن ذلك المجنون أخذها وذهب بعيداً، لهذا يريد السفر والبحث عنها ياله من مسكين، يقولون أن الحب أجمل شئ فى الحياة لكنه الأن أصبح لعنه أصابته
سلوي بحزن : لو لفيت العالم كله بردوا مش هتلاقيها لأنها معدتش موجودة، خليك هنا يا أبنى عيش معانا ومع أبنك
تعجب الجميع من حديثها كثيراً، من التى يريد البحث عنها، مستحيل هل ما زال يفكر بها
حسين بحزن : مستحيل أنتا لسه مش مصدق أنها ماتت
راضى : اسمع الكلام ال هقلهولك ده وحطه حلقه فى ودنك، حياة خلاص راحت ولو عملت إيه مش هترجع، كمل حياتك يابنى انتا لسه شاب صغير، وهتلاقي واحده تانيه تحبها وتحبك
أدم بحزن وغضب : أنتا أزاى تقول كده، عايزنى أحب واحدة تانيه غير حياة، ده مستحيل شكلك متعرفش حياة تبقى إيه بالنسبالى
تنهد راضى بحزن وقال : لا يمكن تتخيل الوجع والحزن، ال انا حاسس بيه وأنا بقولك الكلام ده، بس دى حقيقة لازم نتقبلها، حياة ماتت وانتا لسة عايش ولازم تكمل حياتك
أدم بحزن : قولتلكم أنا هسافر علشان أطور نفسى، أرجو أنكم تتفهموا موقفى
حسين بحزن : ال يريحك يا بنى اعمله
أدم بأبتسامة حزينه : شكراً بس أتمنى أنكم تفضلوا هنا لحد ما أسافر
نظر إلى راضى وقال : طبعاً الكلام ده ليكم أنتوا كمان
راضى : وانا موافق
******************************
بعد مرور شهر
جهز أدم حقيبة سفره، أرتدى ملابسه ألقى نظرة أخيره على الغرفة وصور حياة وكل ما يخصها ثم ذهب، أغلق الغرفة بمفتاحها وأخذه معه
كان الجميع يقف فى الخارج لتوديعه، ودعهم أدم ثم ذهب رافقه عادل وحسين
****************************
فى مكان أخر
كانت تجلس على فراشها تبكى بحرقة، لقد تحققت مخاوفها، كانت تشعر بالتعب والغثيان، دعت الله الا يكون ما تفكر به صحيح، لكن هى تعرف تلك الأعراض جيداً، الأن بعد مرور شهر تأكدت أن ما كانت تفكر فيه صحيح، أنها تحمل طفل ذلك البغيض فى أحشائها، يا الله كيف حدث ذلك، لم تكن إلا مره واحدة كيف حدث ذلك الحمل، لا يمكن أن تنجب طفل ذلك البغيض والده، هى تمقته بشدة إذا كيف سيكون هنا طفل يربطهم، نهضت من فراشها فتحت باب الغرفة حمدت الله انه لم يعد يغلقه، وقفت أعلى الدرج ثم سقتط من عليه، تدجرجت من على الدرج وصلت للأسف فاقده الوعى مصابه ببعض الكدمات والدماء تخرج منها
***************************
فى المطار
أدم بأبتسامة حزينه : ده معاد طيارتى اشوف وشكم على خير
ضمه حسين وقال بحزن : خلى بالك من نفسك، اتصل بينا على طول ومتتأخرش فالغيبه
بادله الضم وقال : حاضر هتصل بيكم على طول
أخرج مفتاح من جيبه، أعطاه لوالده وقال
_ ده مفتاح الشقة علشان لو احتاجتم حاجه
ضمه عادل وقال : اشوف وشك على خير
بادله أدم الضم وقال : مش هوصيك على أحمد
عادل : ده فى عنيا
أدم بأبتسامة : اشوف وشكم على خير
ثم ذهب
**************************
كان جالس فى مكتبه يراجع بعض الأوراق، عندما سمع صوت صراخ، خرج من مكتبه بسرعة، وقف ينظر بصدمه وخوف أسفل الدرج
كانت حياة ملقاة أسفل الدرج فاقده الوعى والدماء تخرج منها، و الخادمة تقف بجوارها تصرخ بفزع وخوف
نزل بسرعة، انخفض لمستواها يتفحصها وهوا يصرخ بخوف وفزع ويقول
_ شوقى يا شوقى
حضر شوقى وقال بخوف وفزع
_ الهانم مالها ياباشا
إياد بخوف وفزع وبكاء
_ أنتا لسه هتسأل جهز العربية بسرعة، هنوديها المستشفى
ذهب شوقى جهز السيارة
حمل إياد حياة بين يديه ينظر إليها بحزن، وقلبه يتمزق من الخوف، صعد إلى السيارة وهوا مازال يحملها وضعها على قدميه، يحتضنها بخوف، رمق شوقى بغضب ممزوج بخوف وقال
_ سوق بسرعة
انطلق شوقى بسرعة
كان جسد إياد يرتجف من الخوف، هذه أول مره يشعر فيها بالخوف على شخص، لقد كان دائماً قاسى بارد لا يهمه أحد، لكن الأن ذلك القلب البارد القاسى يكاد يتوقف من شدة خوفه، بالرغم من خوفه ألا أنه كان يشغل تفكيره سؤال واحد عجز عن إيجاد جوابه، لماذا فعلت ذلك؟ هل تعمدت السقوط أم أنها سقطت بدون قصد؟
وصلوا إلى المستشفى، كان الطبيب بأنتظارهم، اتصل به شوقى وأخبره بكل شئ
كان جميع من فى المستشفى يتحدث الأنجليزيه
الطبيب : ضعوها على الناقله بسرعة
وضعها إياد
أخذوها إلى غرفه العمليات بسرعة
أراد إياد الدخول معهم بالقوة لكن أوقفه شوقى
*************************
بداخل غرفه العمليات
كانت حياة ما تزال فاقدة للوعى
عالج الطبيب جروحها والكدمات، لكنه صدم عندما كشف على معدتها بالأشعه التلفزيونيه للتأكد من سلامتها، أنها حامل!! لكن لماذا لم يخبروه بذلك، نظر إلى أحد الممرضات وقال
_ اذهبى واخضرى الطبيب "ستيفن"
ستيفن هوا طبيب نساء وتوليد ماهر للغاية
خرجت الممرضة بسرعة وأخضرته
قام ستيفن بفحصها وأكد لهم حملها، وقال
_ أنها حامل فى الشهر الأول، الحمد لله الطفل لم يتأثر بالسقطه، لكنها بحاجه للراحه وبعض الفيتامين
*************************
خارج الغرفة
كان إياد يسير ذهاباً وإياباً بخوف وقلق، خاصة عندما رائى طبيب أخر يدخل
حاول شوقى تهدئته وقال : متخفش يا باشا هتبقى كويسه
إياد بخوف وتوتر : طب الدكتور التانى ده دخل يعمل إيه
شوقى : ألوقتى نعرف
قاطع حديثهم خروج الأطباء، ومعهم حياة التى كانت ما تزال فاقدة الوعى
ذهب إليهم إياد وقال بخوف وقلق
_ هل هى بخير
الطبيب : لا داعى للقلق هى بخير، فقط بعض الكدمات، إيضاً الجنين بخير لم يصبه مكروه، لكن يجب عليها الراحه وأخذ بعض الفيتامينات
إياد بصدمه وعدم تصديق : ماذا جنين
أدرك الطبيب أنه لا يعلم شئ، قال بأبتسامة
_ نعم جنين أنها فى الشهر الأول من الحمل
ظل إياد شارد لبعض الوقت، هل سقطت عن عمد لأنها لم ترد أن تحمل فى أحشائها طفله
شوقى : شكراً للمساعدة، هل يمكننا أخذها والذهاب
الطبيب : نعم يمكنكم الذهاب، لكن يجب أن تأخذ هذه الفيتامينات وتنتبه جيداً
إياد بحزن : حاضر
أخذوها وذهبوا
***************************
نائما على فراشها مثل الملاك، كم كانت تشبه الأطفال، ينظر لها بحزن ويفكر لهذه الدرجة تمقته، لماذا تمقته؟ هوا أحبها بصدق، تخلى عن كل شئ لأجلها لكن هى تمقته وبشدة، لم ترغب بحمل طفله فى أحشائها، لكن لا بأس هى بخير وطفله إيضاً بخير، أنها مسألة وقت ستنجب طفله وسيكونون أسرة سعيدة
أستيقظت من نومها تنظر حولها، عندما رائته تذكرت كل شئ، كانت تفكر هل مات الطفل، أنه غاضب الأن بالتأكيد
رمقها إياد بغضب وقال : ليه كل الكره ده؟ للدرجادى مش طيقانى كنتى عايزه تقتلى أبنى ال لسه بيتخلق!!!
هل يتعجب حقاً من كرهها له، ألا يعلم السبب!! هل نسى كل ما فعله بها، أيظن أنها ستتوقف عن كره أنه مجنون مغرور ومتكبر حقاً، لكن لحظه، هل يقصد من كلامه هذا أن الطفل مازال على قيد الحياة؟؟ ينموا داخل أحشائها!!
رمقته بغضب وقالت : أنتا بجد بتسأل أنا بكرهك ليه
أغلق قبضته بغضب وقال
_ طب أنا وأذيتك، لكن الطفل ال لسه بيتخلق ده عملك إيه!! ذنبه إيه علشان عايزة تقتليه؟؟
أنه محق كيف استطاعت فعل ذلك، أرادت أن تقتل طفل برئ لم يفعل شئ، ماذنبه هوا ليعاقب على أفعال غيره
إياد بغضب : اسمعينى كويس أنا ميهمنيش حد فى الدنيا دى غيرك، أنتى أغلى حاجة عندى، لو أذينى أغلى حاجه عندى، ساعتها أنا مش هخلى ولا حاجه غاليه ليكى على وش الدنيا، أنتى لا يمكن تتخيلى الخوف والرعب ال حسيت بيهم النهارده
غادر وتركها
كانت جالسة تفكر ما الذى عليها فعله، هى لا تطيق فكرة أن يكون لديها طفل منه، لكن ما ذنب ذلك الطفل البرئ، لقد أخذت قرارها ستنجب ذلك الطفل مهما حدث، على كل حال هى لن تستطيع العوده إلى أدم، سيكون هذا الطفل مؤنسها فى وحدتها، كما أن الله له دائماً حكمه فيما يرزقنا، لابد أن يكون هناك سبب لقدوم ذلك الطفل
رواية مجنون بحبي بقلم /امل اسماعيل
الفصل السابع عشر
هبطت طائرته مُعلنه عن وصوله إلى وجهته، استقل أحدى سيارات الأجرى للذهاب إلى مسكنه الذى سيقيم فيه، وصل إلى مسكنه وهوا عباره عن شقة صغيرة أعطته إيها الشركة التى سيعمل بها، قبل سفر أدم بحث عبر الأنترنت عن بعض شركات البناء حول العالم، واتفق معهم على العمل لمده لا تزيد عن سنه، أرسل لهم بعض من أعماله التى أعجبتهم كثيراً، لهذا وافقوا على العمل معه
أبدل أدم ثيابه، وضع أغراضه بالشقة ثم نزل ليبحث عن حياته، هى السبب الرئيسى لسفر، قلبه يخبره أنها على قيد الحياه، موجودة فى مكان ما تنتظر قدومه وقلبه لم يكذب عليه قط
**************************
فى مكان أخر
تجلس شادية فى غرفتها تداعب ذلك الصغير الذى يبلغ من العمر خمسة أشهر، كم هوا طفل مسكين لقد حُرم من أمه، أما والده فقد عقله بسبب موتها وها هوا يهيم فى العالم بحثاً عنها
أبتسام صغيرة زينت وجهها وهى تنظر له وتقول
_ حتى لو أمك وأبوك مش موجودين، أنا هفضل جنبك مش هخلى حاجه تأزيك، هربيك بحنان زى ما ربيت أمك، بس مش هعمل زى ما عملت مع أمك وأضعف ومقفش جنبك، أنا هقف جنبك وأخليك تحقق أحلامك وده وعد منى
بعد أن أنهت كلامها، بادلها الصغير بضحكه بريئه كأنه يخبرها أنه يصدقها
ضحكت بصوت مرتفع قليلاً وقالت
_ يبقى أتفقنا
يقف خلف باب الغرفة يستمع لحديثها مع الصغير ويبتسم، كان يشعر بالخوف عليها من أن تتدهور حالتها ويفقدها أيضاً، بالرغم من أنه لم يعد يخبرها أنه يحبها منذ زمن، لا يساندها أيضاً معظم الوقت، لكنه عاشق مُتيم بها منذ أن رائاها أول مره، لم يقل حبه لها مع مرور الوقت وتقدمها بالعمر، بل زاد كثيراً، بعد أن فقد أبنته أصبح أكبر كوابيسه هوا فقدانها
*******************
يمر الوقت ويحين موعد ولادة حياة
تجلس حياة فى المستشفى وتضع يدها على قلبها الذى يدق بقوة، ستدخل الأن غرفة الولادة، هذه الولادة الثانيه لها لكن الوضع مختلف الأن، فى المرة الأولى كانت سعيدة للغايه تتحرق شوقاً لرؤيه مولودها، كما كانت تشعر بالخوف من الموت، لم تكن تريد أن تموت وتترك طفلها وزوجها، لكن الأن هى حزينة للغاية، ليس لديها الرغبة فى الأنجاب تتمنى الموت، تدعوا الله أن لا تخرج حيه من هذه الغرفه
يأتى الطبيب يدخل خياة الغرفة
يحاول إياد الدخول معها، لكن الطبيب يمنعه
**************** ****************
بداخل الغرفة
تجلس حياة على سرير الولاده، تبكى وتدعوا الله أن لا تخرج حيه
يعطيها الطبيب المخدر، تغفوا حياة وتتم الولاده
******************
يقف أما الغرفة والخوف ينهش قلبه، يرمق شوقى الذى كان يقف معه بحزن ويقول بأمل
_ هتبقى كويسة مش كده
شوقى بأبتسامة : متقلقش يا باشا دى ولاده، كل الستات بتولد
إياد بسعادة : أنا مش مصدق، حياة هتبقى أم أبنى
شوقى : هوا صحيح يا باشا هيجيلك ولد ولا بنت
زم إياد شفتيه ورفع كتفيه دلاله على عدم المعرفة وقال
_ معرفش أنا مسألتش الدكتور، كنت ببقى خايف عليها وبنسى أسأله
أكمل بحزن : وهى مكنتش مهتمه تعرف
قاطع حديثهم خروج الطبيب من الغرفة، وخلفه حياة التى كانت نائمه على الناقله، تسير بجانبها أحدى الممرضات تحمل الطفل
ذهب إليهم بسرعة وقال بخوف وتوتر وهوا يتفحصها
_ ماذا بها!! هل هى بخير
الطبيب : لا تقلق هى بخير لكنها لم تفق من المخدر بعد
تم وضعها بغرفة خاصة
وضع كرسى بجانب سريرها ينظر إليها بسعادة وهوا يحمل طفله ويقول
_ ربنا رزقنا بطفل، كنت عايز أسميه إياد، أنتى عارفة أحنا اضطرينا نغير أسامينا علشان محدش يعرفنا، بس قولت ممكن حد يشك فى الأسم، علشان كده هاسميه "جاد" أهو يبقى قريب من الأسم
بدائت حياة تستيقظ وهى تبكى بشده وتقول
_ يارب أموت مش عايزة أطلع من هنا عايشة، يارب مش هقدر أستحمل أكتر من كده
نظر إليها يطالعها بحزن، كم تألم قلبه لرؤيتها هكذا، لكنه كان متأكد أنها ستحبه يوماً وتقبل به، وهوا مستعد لأنتظار ذلك اليوم
أنه مسكين حقاً ينتظر دون فائدة، يتطلع إلى المستحيل ألا يعلم أنه يعذبها ويعذب قلبه أيضاً، لو أنه تركها تعيش بسلام مع من دق قلبها له، وذهب هوا وبحث عن فتاة أخرى يحبها وتحبه، أما كان هذا أفضل لهم، نعم كان سيتعذب فى البداية لكن عذابه هذا كان سينتهى، لكن الأن عذابه لن ينتهى وعذابها إيضاً، أن البشر غريبون حقاً يبحثون عن ما يؤلمهم ويتعلقون به
استيقظت حياة، كان وجهه البغيص أول ما رائته، أغمضت أعينها بحزن وألم عندما أدركت أنها مازالت على قيد الحياه، كيف ستمضى حياتها الأن، أنها حقاً لا تستطيع التحمل أكثر من ذلك
طالعها بحزن شديد وقال
_ أبننا أهو خدى شليه، أنا قررت نسميه "جاد" إيه رائيك
لم تجبه بل نظرت للجه الأخرى، سمحت لدموعها بالنزول وبكت بحرقه، ربما تستطيع تلك الدموع أت تخفف من ألامها
تنهد بتعب ثم ترك الطفل بجانبها وغادر الغرفة
لم تنظر حياة إلى الطفل، كانت تنظر إلى الجه الأخر
بعد خروج إياد بقليل بكا الطفل، تجاهلته لبعض الوقت لكن لم تستطيع أن تتركه يبكى ورق قلبها له، فى النهايه يبقى طفلها وليس له ذنب فى ما حدث معها
نهضت حياة بصعوبه بسبب جرحها، حملت الطفل بين يديها، أبتسمت رغماً عنها لقد كان طفل جميلاً ورقيقاً حقاً، داعبته وابتسمت له محاولة تهدائته
توقف عن البكاء أخيراً، تنهدت براحه وقالت
_ أنتا باين عليك شقى
ظلت تطالعه بحزن تتذكر أحمد أول طفل لها، تفكر كيف حاله الأن هل يبكى أم أنه نائم أم جائع هل من الممكن أن يكون مريض، أنها حقاً تشتاق له تتمنى لو تحمله بين يديها وتقبله، لكن ذلك مستحيل الأن
******************************
فى مكان أخر
تركض خلف ذلك الصبى المشاكس الذى تجاوز الأربع سنوات، وتقول بنبره جاهدت لجعلها غاضبه
_ بطل جرى يا أحمد علشان متضربش
أحمد بمشاكسه : تعالى أمسكينى
تسلل عادل ببطئ من خلفه وقام بأمساكه وقال
_ بتعذب ستك ليه
صرخ أحمد عندما أمسك به عادل ثم أنفجر ضاحكاً وقال
_ أنا بلعب معاها
عادل بأبتسامة : طب يلا روح ألبس علشان منتأخرش
أحمد بسعادة : هاى هروح أجيب بابا من المطار
نظر إلى عادل وقال : هوا جاب الكورة ال قولتله عليها
عادل : أبقى أسائله
شادية : يلا تعالى أبلس بقى
أحمد بسعادة : حاضر
اليوم موعد قدوم أدم من سفره، فمنذ أن سافر لم يأتى ألا مره واحده، كان عمر أحمد وقتها سنه ونصف، لكنه كان يحدثه دائماً عبر الهاتف، وقد طلب أحمد منه أن يحضر له كرة قدم لأنه يحبها كثيراً
أبدل أحمد ثيابه وذهب مع خاله لأستقبال والده
كان حسين ينتظرهم بالسيارة أسفل المنزل
عندنا رئا أحمد حسين ذهب إليه راكضاً
حمله حمله حسين وقبله
قبله أحمد وقال : وحشتنى يا جدوا
حسين بأبتسامة : وحشتنى يا جدوا وكمان بوسه، قول عايز إيه
أحمد بأبتسامة مرحه : عايز اسوق العربية
حسين : نعم
نظر إلى عادل وقال : الحق شوفه عايز إيه
ضحك عادل وقال وهوا يرفع يديه : أنتا حُر معاه أنا ملييش دعوه
حسين بأبتسامة : هى بقت كده، طب أحنا هنروح نجيب بابا، واحنا رجعين تركب أنت وأبوك مع بعض وأبقى سوق برحتك
أحمد بسعادة : ماشي
***************************
يجلس فى مكتبه يطالع بعض الأوراق
دق أحدهم على الباب
نظر إلى الباب وقال : أدخل
دلف الطارق وقال : أنتا لسه مروحتش يا باشا هتتأخر على الحفله
تكلم وهوا ينظر إلى الملف الذى فى يده وقال
_ هروح أهوا
نظر إليه وقال بتوتر : مدام حياة هتروح معاك
ترك الملف من يده ورمقه بغضب وقال
_ أنتا أتجننت يا شوقى، أنتا عايزنى أخدها معايا
شوقى بتوتر : أسمعنى بس يا باشا، أنتا دلوقتى مش إياد أنتا يامن التهامى وهى مدام تمارا، وانتوا عمركم ما ظهرتم مع بعض وده هيخلى الناس تتعجب وتسأل، والشبهات هتدور حواليكم، علشان كده أنا بقترح أنك تاخدها معاك، ثم أن دى حفله صغيرة
أقتنع إياد بكلام شوقى وقال
_ عندك حق، هقوم أنا أمشى علشان منتأخرش
**********************
فى مكان أخر
تلاعب صغيرها الذى بلغ من العمر ثلاث سنوات
يركل الصغير الكرة بتجاهها، ثم يقفز فرحاً ويقول
_ هاى جبت فيك جول يا ماما
تزم شفتيها متصنعه الحزن وتقول
_ كده يا جاد تخلينى أخسر، دا أنتا هتبقى لعيب كبير أوى
جاد بأبتسامة : طبعاً يا ماما، وانتى هتبقى مامت أكبر لعيب
ضمته حياة وقامت بمداعبته فى معدته، وهوا يضحك بصوت عالى
قاطع لعبهم قدوم إياد وهوا يقول
_ تمارا خدى الفستان ده وأجهزى علشان تاجى معايا الحفله
كان يناديها تمارا وهى تناديه يامن، هما لم يخبرا طفلهما شئ عن ماضيهم ولا حتى أسمائهم الحقيقية، لكنهم لم يستطيعا أن يخفيا علاقتهم السيئه مع بعضهم، التى لاحظا جاد
حياة ببرود : أنا مش هروح معاك فى حته
حاول السيطرة على غضبه وقال
_ تمارا بلاش عناد قولتلك قومى أجهزى
حياة بغضب : قولتلك مش عايزة أروح معاك فى حته
شعر جاد بالخوف، أحتضن والدته وجسده يرتجف
حاولت حياة تهدئته وقالت : متخافش يا حبيبى
رمقهم إياد بغضب وقال : روح أوضتك يا جاد
تشبث بوالدته أكثر وقال : أنا عايز أقعد مع ماما
أشتد غضب إياد أكثر وقال بجهير
_ قولتلك روح أوضتك
شعر جاد بالخوف الشديد وأنفجر بالبكاء
ضمته حياة، ثم رمقت إياد بغضب وقالت
_ تصدق أنتا فعلاً حيوان، ازاى تزعقله كده ده طفل لسه، ومش أي طفل ده أبنك
إياد بغضب : أنتى لو كنتى سمعتى الكلام، مكنتش زعقت
نادى على أحدى الخادمات وطلب منها أن تأخذ جاد إلى غرفته
جأت الخادمة وأخذت جاد وذهبت
بعد ذهابها، أمسك إياد يد حياة بقوة وقال
_ قدامك خمس دقايق تكونى جهزتى فيهم، وألا هدخل أنا وأساعدك فى ألبس فاهمه
ترك يدها وغادر الغرفة قبل أن يسمع جوابها
طالعت الباب بغضب وأشمئزاز بعد خروجه وقالت
_ يارب تموت وأرتاح منك
أبدلت حياة ثيابها ثم خرجت
تنزل من أعلى الدرج بهدوء تنظر إلى ذلك البغيض، الذى ينتظرها فى الأسفل كى يذهبوا
نظر للأعلى عندما سمع صوت أغلاق باب الغرفة، ياليته لم ينظر لقد قتلته حقاً بجمالها، تعلقت عينيه بها لم يستطع أن يبعد عينيه عن تلك الحسناء، كانت جميلة للغايه بذلك الثوب الأسود البراق، كان الثوب طويل ضيق من الصدر والخصر، طويل بعض الشئ وله زيل طويل خلفه، كانت ترتدى حجاب فضى يشبه لون بريق الثوب، كما وضع ميكب رقيق لاق كثيراً بها
عندما أقتربت منه مد يده إليها ليمسك بها، لكنها تجاهلت يده وخرجت وتركته
قور قبضته وصك على أسنانه من شده غضبه ولحق بها
صعدا إلى السيارة وذهبا إلى الحفلة
عند وصولهم أمسك إياد يد حياة بالقوة وقال بغضب
_ أيدك دى تبقى فى إيدى وتضحكى علشان الناس، وأنتى عارفه أنا ممكن أعمل إيه لو مسمعتيش الكلام
رمقته بغضب وأمسكت يديه
دلفا إلى الداخل بكل هيبه، كانت أنظار الجميع متعلقه بهم، لقد كان إياد وسيم للغايه هذا شئ لا يمكن نكرانه فهوا شاب وسيم، أما حياة فقد تفوقت على الجمال بكثير
من بين الأشخاص الذين ينظرون إليهم، كان هناك شاب يجلس على البار يرمق حياة بنظرات خبيثه، نهض وذهب إليهم ليعرفهم على نفسه وقال وهوا يطالع حياة بخبث
_ مرحباً أنا أدعى مايكل
رمقه إياد بغيظ وقال بغرور : أظن أنك تعلم من أكون
ثم أشار إلى حياة وقال : هذه زوجتى تمارا
أنحنى مايكل ومد يده لحياة وقال بأبتسامة
_ شرف لى التعرف عليكى سيدتى الجميلة
لاحظت حياة نظرات إياد الناريه، أرادت أغاظته وأغضابه أكثر، مدت يدها وأمسكت يد مايكل وقالت بأبتسامة
_ الشرف لى إيها السيد الوسيم
قام مايكل بتقبيل يدها، ثم نظر إليها وأبتسم وقال
_ يبدوا أنها ستصبح حفلة رائعه
