رواية الوحش والنمرة الفصل السابع والعشرون والثامن والعشرون والتاسع والعشرون بقلم داليا السيد


رواية: الوحش والنمرة

الفصل السابع والعشرون والثامن والعشرون والتاسع والعشرون 

بقلم داليا السيد


الفصل السابع والعشرين

سفر...سعادة

وصلوا الى مطار ارجون بمدينة نيقوسيا عاصمة قبرص والتي تقع شمال قبرص المدينة والذى يبعد عن المدينة اربعة عشر كيلومتر...كانت قبرص جزيرة تتلألأ وسط البحر المتوسط تتميز بشواطئها الهادئة خاصة في شهر ابريل ومايو وقلاعها القديمة وسلاحفها المعششة علي الشواطئ الشمالية ...

كان الفندق جميل وهادئ وتوسطه حمام السباحة ويطل علي شاطئ من شواطئ المدينة السياحية كانت غرفتهم واسعه ومريحه ولكنها لا تقارن بغرفه القصر اطمئن علي والدته والممرضة بالهاتف وتبعها الي غرفتهم

 كان الوقت متأخر غيرت ملابسها وتجرأت وارتدت قميص نوم ازرق كالبحر القي ضوء مثيرا علي عيونها الزرقاء ووضعت بارفانها الذي تحبه وقد امتنعت عن وضعه منذ وقت واسدلت شعرها لا تعلم لماذا كانت تريد ان تبدو جميله الليلة خاصه بعد كلماته لها امس كانت تريد ان تفعل كما تفعل الزوجات لأزواجهم خاصه اذا كانت تحبه وتريده لها ذلك الوحش الذى روضته اصبح كهفه ملازها   وعذابه متعتها وزئيره موسيقي تطرب اذنها لم تعد تخافه ولا ترتعد من قربه بل تمنته ارادته بكل كيانها ستلقى بنفسها بين احضانه حتى ولو لم يحبها يكفيها ان تحبه ان تسكن بين جوانبه وان تخترق سكون كهفه لتخرجه اليها الى الحياه والنور والحب الى احضانها لتذيقه من حبها وحنانها..

رائحة عطره انبأتها بحضوره كان يمسك جاكته بيده ويفتح ازرار قميصه.. وما ان رآها حتى القاه بعيدا نظر اليها لأول مرة تظهر امامه هكذا بدت كأميره بقوامها الممشوق البارز من وراء قميصها الذى يظهر اكثر مما يخفى.. وشعرها المنسدل برقه وتلك العيون التى اسرته بل سجنته 

لم يشعر بنفسه وهو يتجه اليها لم تقف الا عندما مرر يده في شعرها وقفت وابتعدت ولكنه جذبها من يدها برقه وعيونه تخترق كل مكان في جسدها اقتربت منه عندما نفذ عبيرها اليه زاد من رغبته واثارته اكثر بذلك الروج الدموي الذى يقتل اى موانع داخله لم يعد يستطيع   ان يتمالك نفسه نعم يريدها من كل قلبه ليس كأي امرأة وانما هى فقط التى يجد المتعة بين ذراعيها هى فقط من يريدها  من يحبها ويتمناها للابد هى من اخرجته من كهفه ولم يستطع ان يجذبها هو له خرج ليلقى بنفسه بين ذراعيها وينعم بدفء احضانها وحلاوة شفتيها ورقة يديها ..

.قربها له وهمس "تبدين جميله.."

 قبل وجنتها فاغمضت عيونها وهمس "بل فاتنه وهذا العطر مثير حقا " 

تحركت شفتاه برقه علي عنقها وكتفها وعاد الي شفتيها ثم جذبها اليه فى قبله طويله تألمت هى من قوتها ولكنها تلذذت من طعمها الجديد عليها ابتعد عندما لمس طعم الدم من شفتيها التى ادماها كانت   عيونها مغلقه فقبلها بحنان انطلق اليها بكل جوارحه ووجدت هى نفسها تتجرا وتتعلق برقبته ثم تسبح بيدها على صدره العارى وعضلاته القوية فتزيده اثاره ورغبه فيحملها ويتجه بها الى الفراش وهو ينظر لعيونها التى تامرة ان يأخذها لعالمهم هما فقط.. ليطفا تلك النار التى اشتعلت داخله تجاه المراه التى تزوجها ثم احبها نمرته الشرسة

امضوا الايام الثلاثة مع الفوج السياحي ما بين المزارات السياحية او حتي رحلات فرديه لهم وعند الليل كان يبحث عنها عندما كان يأخذها بين    ذراعيه بحنان جديد ومشاعر جديده تبادلها الاثنان سويا وكانه كما قالت امه يريد ان يعتذر ويعبر لها عن ندمه ولكن بدون كلمات فقط نظرات قبلات لمسات وفى النهاية احضان تمتلأ بالحب والحنان

رأت تلك التلال المغطاة بالزهور وانطلقوا الي الشواطئ وكانت سعيدة بين ذراعيه وهما يرون تلك السلاحف وهى تضع بيضها فكما اخبرهم المرشد انها تضع بيضها في هذا الشهر مايو ثم يستفرخ بعد شهرين كانت لحظه جميله القت عيونه عليها نظرة يملأها الحب والحنان والسعادة كما زاروا تمثال إلفثريا " الحرية " والمسرح البلدي. وتألقت كنيسة القديس يوانو بالهيبة الدينية ولم يتركوا ايضا الخان    الكبير ولا جامع السليميه حتي متحف الدراويش ..وفي الاوقات الحرة كانوا يزوروا السوق القديم لرؤية ثقافه البلد واهلها الذين طغت اللغة التركية عليهم وتمتعوا بالمأكولات التي هي مزيج من التركية واليونانية واعجبها جدا " الدولماديس " وهو ورق العنب المحشو. تمتعت جدا معه وهو ايضا وكأنهم يمضون شهر العسل الذى لم يحصلوا عليه لم يكن يضايقها سوي ذلك الدوار او شعور القيء والغثيان ولكنها لم تكن تهتم لان سعادتها كانت اكبر من اي شيء اخر ولن تتركها تذهب خاصه وان هو ايضا كان يتملكها حقا ولكن بالحب والحنان. صحيح لم يصارح احدهما الاخر بمشاعره ولكن ربما لا يحتاج الحب الي كلمات بقدر ما يحتاج الي افعال...

فى المساء كان الفندق يقيم حفله على البسين كانت الحفلة جميله شاركوا مع الجميع فى الرقص واخيرا هدأت الموسيقى الى السلو فجذبها وتعلقت هى به نظر كلا منهما فى عيون الاخر وقال " عيونك جميله "

 ضحكت بدلال وقالت " غزل هذا ام ماذا " قربها منه وقال " بل حقيقه.." 

ضحكت ولكنها شعرت بالدوار مرة اخرى فاستندت عليه فقال " ماذا بكى هذا الدوار مرة اخرى "

 اغمضت عيونها قليلا الى ان ذهب وقالت فى محاوله كى لا تقلقه " لا انا بخير "

 قادها الى المائدة واجلسها وقال " لابد ان نذهب للطبيب " 

تملكه شعور بالخوف هل يعيد القدر لعبته معه " 

ابتسمت وقالت " انت تهول الامر انا بخير " قال بضيق " لا عندما نعود لابد ان تقومي بفحص كامل لا يمكن ان اتركك كما .." 

لم يكمل اشعل سيجارة فنظرت اليه وقالت " ادهم لماذا توقفت كما ماذا ؟" 

نظر اليها وقال " مثل سمر زوجتى السابقة "

 رغم انها تذكر انهم اخبروها انه كان متزوج الا انها لم تذكر الامر الا الان قالت " سمر ؟ ماذا عنها " 

حكى لها كل شىء وانهى كلماته مع سيجارته ومعالم الحزن والالم تبدو على وجهه ربما شعرت هى بالغيرة منها ولكن ادركت انها ماتت فعادت لنفسها امسكت يده فنظر اليها فقالت " كنت تريدها ان تعيش وتستمر فى التألم ام تذهب وترتاح من الالم "

 قال " الالم كلمه قليله على ما كانت تعانيه " 

تجرأت وسالته " كنت تحبها لهذه الدرجة ؟"

 نظر الى عيونها وقال " ربما كانت بحاجه الى حبى لتواجه الالم " 

سحبت يدها وقالت " والان ؟" 

واجهها بعيونه وهو لا يعلم كيف يصف ما بداخله الى ان قال " ربما تعلمت ان اتعايش مع انها ماتت واصبح الحى ابقى من الميت مثلما تقول امى " 

نظرت اليه وقالت " الحى؟" طالت نظرتهم دون ان يتحدثا فامسك يدها وقال " نعم الحى " كادت تسأله عمن يقصد لولا ان رن هاتفه فترك يدها ورد ..

في اليوم الرابع تركها وذهب لقضاء بعض المقابلات الخاصة بالعمل كانت تجلس علي حمام السباحة ولكن عاودها الدوار مرة اخرى قررت ان تذهب لغرفتها للراحة ولكن ما ان صعدت لأعلي حتي رأت ياسين امامها 

نظر اليها واقترب منها وقال " اهلا بالعروس الجميلة كيف حالك ؟ظننتى انكى تخلصت منى " 

تراجعت من امامه وقالت " انت ؟ الم تكتفى بما حدث المرة السابقة " 

ضحك وقال " انا لا يوقفنى اى شىء "بدأ يقترب وقال " هلا اسالك سؤال "

 لم ترد اصطدمت بالحائط فوقف امامها وقال " هل ظننتى اننى سأترككى بالسهل او يظن زوجك الاحمق انه بما فعله معى سأخاف وابتعد انا لن افعل وانما سأنتقم " 

قالت بغضب " انت مجنون ابتعد عنى " 

زاد قربه وقال " تحبينه ام تحبين امواله بالتأكيد تحبين امواله اذن اتفقنا انا ايضا اريد امواله هلا نتفق "

 ابعدته وقالت " انت مجنون اخبرتك اننى لن اخون زوجى فانا احبه هووليس امواله انت انسان حقير " 

كادت تذهب لولا ان جذبها من يدها وقال " لن أتركك بسهوله لابد ان يندم علي ما فعل وانتى ستساعدينني والا سأقتلك واقتل امه لأكسر قلبه عليكم "

 قالت بغضب " انت اجبن من ان تواجه ادهم مرة اخرى فها انت لا تلعب الا مع النساء "

ضحك وقال " النساء هم مفتاح الرجال ولأصل له علي بكي ما رأيك ستاتين معي كي تعرفين غلاوتك عند زوجك " 

حاولت ان تفلت منه ولكنه شدد من قبضته وفجأة جذبها اليه وقبلها غصبا ولكنها قاومت وابعدته بقوة ثم صفعته علي وجهه وقالت " ايها الحقير الجبان لن اتى معك وستتركني والان " 

وفجأة وبكل قوتها ضربته بقدمها بين قدميه فافلتها وهو يصرخ من الالم فبصقت عليه  واسرعت من امامه الي حجرتها وهى ترتعد من الخوف والغضب وهي تسمع صوت ضحكاته المختلطة بالألم. وقد قررت ان تحكى لادهم ما حدث..


الفصل الثامن والعشرين

تهديد...عودة

عاد من مقابلته الي الفندق وما ان دخل حتي قابله ياسين اندهش من رؤيته ولكن هذا الاخير قال " كيف حالك يا عزيزي ؟ من الواضح انك سامحتني بعد ما فعلته معى " 

ضاقت عيون ادهم وتملكه الغضب من وجوده هنا فقال " انت ماذا تفعل هنا؟ الم تتعلم من الدرس الذى اعطيته لك " 

ضحك ياسين وقال " ربما تعلمت ولكنى اردت ان اريك شيء سأرسله لك علي الهاتف اه وعندما تراه اعتقد انك لابد ان تمنحني هديه ماليه كى لا.."

 ثم ضحك وفجأة تحولت ملامحه واقترب من ادهم وقال " عليك ان تدفع ثمن اخطاءك "..

وتركه وذهب وادهم لا يفهم اي شيء لم يحاول ان يفهم لان الغضب قد تملكه كيف يجرؤ ويأتي هنا وماذا كان يريد وريم ..

 اسرع الي غرفته وقبل ان يصل وصلت الرسالة على هاتفه فتحها ورأى ذلك الكلب وهو يقبلها ثار غضبه ..

 كيف تجرأ ولمسها زاد غضبه وهو ينظر الى الصورة التى توضح انه يجبرها علي ذلك وهو لن يسمح له بان يدمر حياته صحيح هو لا يعلم ما اذا كانت تحبه ام لا ولكن تصرفاتها معه لمساتها نظراتها كلها لا تنطق    الا بالحب وياسين هذا كلب وقد رأى ما فعله يوم الحفل وردها هى كما انه لن يعيد خطأه معها مرة اخرى لن يفقدها مرة اخرى ليس الان ثم انه يعلم ان ياسين لن يتركه ومن الواضح انه بدء الانتقام...

 اسرع الي غرفته وما ان دخل حتي اندفعت هي اليه وهى في حالة من الخوف وهي تتحدث في فزع..

 امسكها واجلسها وقال " هلا تتحدثي بهدوء كي افهم " 

حكت له كل ما حدث ثم نظرت اليه واكملت "  ادهم انا خائفة لقد هددني سيقتلني ويقتل ماما ثم عاد واخبرني انه سيأخذني لولا ان ضربته ادهم ارجوك انا.. لقد .. لقد قبلني غصبا ادهم " 

ضمها اليه والغضب وربما الغيرة تأكله من انه لمسها لابد ان يندم شعر بها تهدْء ابعدها وقال " هل انتى بخير الان ؟" 

هزت رأسها والدموع بعيونها احاط وجهها بيديه وقال "اريدك ان تنسى ما حدث وانا اعدك انه لن يتكرر انه ينتقم لما فعلته به وربما مازال يحبك كما يقول "

 نظرت اليه وقالت "لا يهمنى فانا اكرهه واشمئز من وجوده وارى شر كثير بعيونه " قبل جبينها وقال " هلا تهدئين.. انا معكى الان ولا اريد كلام فى هذا الموضوع مرة اخرى " 

ثم ابعدها ومسح دموعها وقال بحنان " هيا اهدءى ودعيني اجرى بعض الاتصالات " 

ولكنها لم تتركه وانما قالت " ولكنى اخاف عليك وعلى ماما " 

جذبها لحضنه مرة اخرى وقد شعر بالقلق يدق ابواب قلبه همس لها " لا تخشين علي طالما انتى معي " 

هدأت وقالت والدموع تملاء عيونها " انا آسفه انا السبب في كل ذلك ولكن صدقني والله لم اكن اقصد وهذا الانسان احقر من قابلته " 

هداها وقال "لستى بحاجه للأسف فقط كنت اريد ان اتأكد من شىء واحد وقد تأكدت " 

قالت بحيرة " اى شىء ؟"

 نظر فى عيونها بنفس الحنان وقال " انه لم يعد يمثل لكى اى شىء " 

نظرت اليه وقالت " ليس له اى وجود فى حياتى ليس بحياتى الا.. " 

اخفضت عيونها ولم تكمل احاط وجهها بيديه فنظرت اليه وسألها " من ؟" 

همست " انت "

قبل جبينها ثم جذبها اليه وقال " وانا يكفيني ذلك لأقاتل العالم من اجله " ابتعدت عنه وقالت " لا ارجوك ان الشر يملاء عيونه انا اخاف عليك "

 ابتسم وقال " لا تخافي فقط لا تفعلى شىء دون ان اعرفه " هزت رأسها  

رن هاتفه بالتأكيد هو.. رد بنفس الهدوء " الو " 

جاء صوت ياسين المنتصر وقال " ما رأيك بالصورة الم تخبرك انها كانت تحبني منذ الازل و.." 

قاطعه ادهم بنبرة ارتجف لها ياسين " اذا تحدثت عنها مرة اخرى سأقتلك "

 لحظات قبل ان يأتيه ضحك ياسين ويقول " انه الحب اذن علي العموم انا عندى الصورة وانا ساترك لك تحديد ثمنها قبل ان انشرها علي السوشيال ميديا ليري العالم زوجه ادهم البحراوي بين احضان رجل اخر " 

شعر بان الغضب يتصاعد من بين عروقه وتشنجت عضلات وجهه وجز علي اسنانه قبل ان يقول " لا تعبث معي لن تعجبك النتيجة كل اوراق صفقاتك المشبوهة عندى اذا فكرت في ان تنشر اي شيء سيليها بيان للعالم وللحكومة عن اعمالك القذرة فكر جيدا قبل ان تلعب معي انت لا تعرفني جيدا.." 

ثم اغلق الهاتف والغضب يملؤه. صحيح انه فى المرة الاولى اطلق سراحه والمرة الثانية ضربه لأنه تجرأ عليها وايضا تركه.. ولكنه جعل رجاله يتابعونه ويسجلون كل علاقاته المشبوهة وتعاقداته الغير مشروعه لذا لم يتملكه القلق بل والان اصبح لا يشك فيها لأنه يعلم ان ياسين يتبع كل الطرق الغير مشروعه ليصل لأهدافه..

شعرت بالقيء فاتجهت للحمام القت ما بمعدتها وحاولت ان تستعيد نفسها وقد بدأت تعرف سر ذلك القيء والدوار ولكن لا يمكنها ان تبوح باي شيء الان فخوفها عليه لا يقل عن خوفها على مافى بطنها ولكن لا يمكنها ان تجعله نقطة ضعفه

 عادت اليه كان قد انهي مكالمته فقال وهو يلاحظ شحوب وجهها " هل انتى بخير ؟ " 

هزت رأسها فقال " سنعود الان لقد حجزت طائرة خاصة امي وحدها وهذا الجبان لن يتأنى عن فعل اي شيء " 

هزت رأسها وقالت بضعف " ادهم انا لا اريد ان اكون سببا في هزيمتك "

 ابتسم واقترب منها وقال " ليس من السهل هزيمتي انتى لا تعرفين زوجك جيدا سيكون عليه فعل الكثير قبل ان يصل اليكى مرة اخرى ثم انا اعرف انكى لستى بالخصم السهل ايتها النمرة الشرسة وحتي لو وصل تأكدي انى لن اتركه يمسك بسوء فقبل ان يفكر سأكون امامه وسأقتله"

 شعرت بالخوف من كلماته ولكنه ابتسم محاولا ان يهدئها لا يمكن ان يمسها احد بسوء وهو على قيد الحياه لقد اصبحت الهواء الذى يتنفسه والحياه التى يعيشها كيف يجرؤ ويهدده بها 

نظر لعيونها وقال " هلا تهدئين وتستعدين للعودة " ابتسمت فجذبها اليه شعرت بالراحة حقا والامان...

ما ان وصلا مطار الإسكندرية حتي استقبله فتحي ركب بجانبها وفتحي بالأمام فقال له " امي يا فتحي "

 قال فتحي" الحراسة مشددة يا باشا "

 قال " الاوراق التي اخبرتك عنها " 

قال فتحي " في امان وكذلك التسجيلات الصوتية كلها في امان "..سأله" هل نحن مراقبون " 

رد فتحي بثقه " لا هربت من المراقبة قبل ان اصل المطار كما طلبت مني " 

عاودها الخوف فنظرت اليه امسك يدها ليطمئنها وقال " عزيزتي اسف ولكنى لن اعيدك الي القصر ستقيمين في شقة خاصه لا يعرف مكانها الا انا وفتحي من باب التأمين وسيكون هناك حراسه حولك " 

قالت بخوف " لا انا اريد ان اكون مع ماما من فضلك ادهم لا يمكن ان اتركها وحدها " 

ابتسم وقال "هي ليست وحدها " 

هزت رأسها بأصرار وقالت " لا لن اذهب لأي مكان بعيدا عنها اعدنى لها ارجوك ادهم انا لن اترك ماما ابدا ارجوك "

 نظر لفتحي الذى قال " من الافضل بقاؤهم سويا في مكان واحد حتي لا ننقسم يا باشا ما رأيك "

 فكر قليلا ثم قال " حسنا ولكن شدد الحراسة علي القصر "هز رأسه 

احتضنتها المرأة بسعادة وهي ايضا نظرت اليها وقالت " ماذا بكى يا ابنتي هل ضايقك ادهم " 

جلس امامها بينما ابتعدت هي وقالت " لا ماما انا فقط متعبه من الرحلة وافتقدتك جدا " 

نظرت الام اليه وقالت " ماذا بكم تخفون عني شيء والا لماذا عدتم مبكرين ؟ " 

قال بهدوء " بالطبع لا يا امي ولكن انا عندى اشغال هامه هي التي اعادتني هل انتى بخير "

 لم تترك المرأة يدها وقالت " هذه الفتاه ليست بخير عليك بان تصحبها الى الطبيب " 

نظرت اليها بدهشه هل يمكن ان تكون عرفت سرها تأملتها ثم قالت " ولكني بخيريا ماما ولا داع للطبيب اذا احتجته سأخبرك "

 قام وقال وهو يحاول ان يبدو هادئ كى لا تشعر الام بأى قلق " لابد ان اذهب هل تريدين شيء ؟"

 ابتسمت الام له فقبل رأسها بينما قامت هي تتبعه الي الخارج..

امسكت يده وقالت " ادهم " نظر اليها فقالت " خلي بالك من نفسك "

 قربها اليه وطبع قبله علي جبينها وقد اعجبه انها تخاف عليه قربها اليه واحاط خصرها بيديه وقال " تخافين على ؟"

 اخفضت عيونها وقد دق قلبها لا تعلم هل لقربها منه ام لخوفها عليه فقالت بهمس " نعم " 

قرب شفتيه من وجنتها وطبع قبله رقيقه ارتعش لها جسدها واغمضت عيونها وسمعته يقول " لماذا " 

فتحت عيونها وابتعدت ولكن وهى بين ذراعيه وقالت " لماذا ماذا ؟" 

تأمل عيونها وقال وقد تمنى ان يسمعها منها "لماذا تخافين على الا تريدين ان ارحل حتى تتحرري منى انا سجانك " 

وضعت ذراعيها على كتفيه وقالت بدلال اثاره " انت بالفعل حررتني وانا. اقصد..انت هل تريد تحريري " 

طبع قبله رقيقه على شفتيها وقال " عندما اعود باليل سأخبرك ما اذا كنت اريد تحريرك ام لا فقط لا تنامى وانتظرينى بذلك القميص الازرق مثل موج البحر " 

ضحكت بدلال فاطبق بقوة على شفتيها وقد فقد تلك القوة التى تصنعها واخيرا ابعدها برفق وقال " هلا تدعيني والا لن أتركك الا فى غرفتنا وعلى فراشنا "

 ضحكت وهى تبتعد وعادت تقول " لم تعدني ان تأخذ بالك من نفسك " قال " حاضر انتى ايضا انتبهي لنفسك ونامي واذا شعرتي باي شيء اتصلي بي فورا " ثم تركها وخرج...

اجبرتها المرأة علي ان تذهب لغرفتها لترتاح فذهبت فهي حقا متعبه ولكنها ايضا تخاف عليه وعلي المرأة ...اخذت حمام ودخلت ونامت من تعبها...

شعرت بحركة حولها ولكن قبل ان تنهض كانت يد تطبق علي فمها رأت وجها غير واضح تحت القناع جذبها بقوة خارج الفراش حاولت ان تقاوم    ولكن كان هناك رجل آخر خلفه كتفها الرجل بيديه بعد ان وضع شريط لاصق علي فمها وجذبها خارج غرفتها واتجه بها الي خارج القصر كانت اجساد الحراس ملقاه في كل مكان وما ان ركبت السيارة حتي رأت جيلان مغمي عليها حاولت ان تصرخ او تحرر نفسها ولكن لم تستطع خاصه بعد ان حقنها احدهم بحقنه المتها ثم بعد ذلك لم تشعر بشىء..



الفصل التاسع والعشرون 

اصابة فى مقتل

عندما وصل الشركة كان فتحي قد جهز له كل الاوراق والتسجيلات ولكن بعد فترة ليست قصيرة رن هاتفه ورأي رقم ياسين ففتح الهاتف " ادهم باشا حمد الله علي السلامة مصر نورت " 

رد ادهم بنفاذ صبر " ماذا تريد ؟ " 

ضحكات ياسين زادته غضبا ثم قال "بالطبع لم تصدق ان المدام خائنه بصراحه ولا انا فهي من النساء القديمة التى تؤمن بالإخلاص والشرف. لا يهم المهم اوراقي التي عندك وخمسه مليون دولار " 

قام ادهم وقال " ماذا عنهم " 

رد ياسين " الاوراق سترسلها لي مع احد رجالي والمال بحسابي ببنك الخاص بي بلندن " 

" واذا لم افعل ؟ "

 ضحك ياسين وقال " هل يرضيك ان تفقد الام والزوجة في يوم واحد " 

ضاقت عيون ادهم ولكن ياسين اكمل بجديه " هما عندى امامك اربع وعشرون ساعه لتنفيذ طلباتي واذا لم تفعل لا احب ان تجرب غضبي وانت لا تحب ان ترى زوجتك الجميلة التي تحبك وتصون شرفك في احضان رجل سواك " 

ثار غضب ادهم وصرخ فيه وقال " ايها الكلب الجبان اذا لمست أيا منهما فستندم.. وسأقتلك هل تفهم وسأقتلك " 

ضحكات ياسين الجنونية اثارته اكثر فقذف بالهاتف بعيدا ونادى بغضب علي فتحي الذى اسرع اليه فقال وهو يتحرك للخارج " لقد اخذهم الندل الجبان اين كان رجالك اين..؟ " تملكه الغضب من ياسين والخوف علي امه وعليها لابد ان يندم...

عندما عاد الفيلا رأى جثث الحراس فادرك ما حدث اخذ يجوب المكان بجنون نظر اليه فتحي وقال " آسف يا فندم ولكن " 

قال بغضب " لن يمر منها بسلام انا سأجعله يندم قبل ان يتمتع بما فعل هل جمعت رجال اخرين "

 " بالطبع يا فندم " 

نظر اليه وقال " اعطينى هاتف "

 اعطاه هاتفا ادخل ارقاما ثم انتظر قبل ان يأتيه الرد " اهلا يا فندم هاتفك مغلق " 

 قال بغضب " ماذا فعلت وكيف لم تخبرني بخطتهم ؟" رد " لم يخطط معي وكانه كان يشك بي ولكن كما خمنت حضرتك لقد احضروا الجميع  الى المخزن ببورسعيد مكان لا يمكنك ان تتوقعه انا الان هناك بماذا تأمرني "

 قال وهو يتحرك الي الخارج " جهز رجالك وانتظرني انا في الطريق " 

تبعه فتحي وهو لا يفهم شيء وما ان ركب السيارة حتي سأله " الي اين يا باشا ؟ " نظر الي فتحي وقال " بورسعيد "

 حدق فتحي به فصاح به ادهم " هلا تذهب الوقت يضيع " قاد فتحي ولكنه عاد وقال " هل يمكنني ان اسال.." 

لم ينظر لفتحي وهو يقول " لم يكن من الممكن ان اترك كل شيء عليك فزرعت شخصا ما بين رجال ياسين حتى اصبح قريبا منه ولكن يبدو انه بدء يشك به علي العموم علينا ان نصل قبل ان يدبر امره " 

عندما افاقت كانت تجلس علي مقعد خشب ومقيده بقوة نظرت للمكان الذى كانت به كان اشبه بمخزن دارت برأسها حتي رأت جيلان وما زالت فاقدة للوعى حاولت ان تناديها ولكن  مازال الشريط حول فمها يمنعها حاولت ان تتحرك ولكن لم تستطع رات المكان كان مخزن وكانه مهجور تأملته كان علي الحائط لوح زجاج كبير فخطرت لها فكرة حاولت ان تتحرك بالكرسي ولكن الامر لم يكن سهل ولكنها لم تستسلم ما زالت النمرة الشرسة كما سماها وكما تستمد قوتها منه...

 ظلت تحاول حتي وصلت بصعوبة مالت علي الزجاج بقوة فانكسر اللوح انتظرت قليلا ولكن لم يأتى احد على  الصوت حاولت ان تحصل علي   قطعه الي ان وصلت وببعض الاصرار المختلط بالألم من الزجاج الذى جرح يدها استطاعت ان تقطع الحبل وفكت نفسها واسرعت الي جيلان في محاوله ان تفيقها الى ان افاقت المرأة ثم فكتها

 وقالت بهمس وهي تقطع جزء من منامتها وربطت به يدها التى تنزف " ماما هل انتى بخير  "...

شعرت ان احدهم يتقدم للباب فأسرعت تختفي خلف الباب وبيدها قطعه الزجاج وما ان فتح الباب رات رجل يتقدم اسرعت وغرست الزجاجة بكل قوتها في ظهره صرخ الرجل مع صرخة جيلان التى كتمت    صرختها وانفجرت الدماء من الرجل حاول ان يمسك بها ولكنها ابتعدت وتراجعت وهو يتقدم اليها وتلك السكين بيده الى ان سقط بدون حراك.

 تسارعت انفاسها من الخوف الي ان سكن امامها اسرعت واخذت السكين نظرت خارج الباب ورأت رجل اخر يجلس علي بعد عدة امتاركان عليها ان تقضي عليه هو الاخر كى يمكنها ان تخرج جيلان خرجت بدون ان تحدث اي صوت ولكنها لم تنتبه لما خطت عليه حيث اصدر صوتا فانتبه الرجل واسرع اليها ولكنها لم تتراجع وهى تواجهه بالسكين علمتها الحياه ان لا تهرب من مواجهة قدرها.

 تقدم الرجل منها حاول ان ينقض عليها ولكنها ابتعدت فمر من امامها فهوت بالسكين على ذراعه فأصابته .. 

فصرخ الرجل من الالم كادت تصيبه مرة اخرى لولا ان شعرت بيد تحاوطها بقوة وتجذب منها السكين وصوت تعرفه يقول " لم اعرف انكى شجاعه هكذا ولكن الي هنا وكفي " 

حاولت ان تخلص نفسها منه ولكن لم تستطع فضحك وقال لرجاله الذين امتلا بهم المكان " هيا خذوا هذين الرجلين من هنا واتبعوني "

عاد بها الى داخل المخزن والقاها علي الارض فشعرت بألم في معدتها..

صرخت الام وقالت " ابتعد عنها ايها المجنون " 

ضحك ياسين بجنون وقال " ليس بعد فقد جاء وقت الحساب ولابد ان تعاقب على ما فعلت "

 جذبها من شعرها فقالت بغضب " اتركنى ايها الجبان " 

نظر في عيونها وقال " انا لن انتظر لانتهاء الوقت لابد ان تدفعي ثمن اخطائك وغرور زوجك ثم بعد ذلك اقتلك واقتل امه لأقتل قلبه بموتكم.."

 نظر الي رجاله وقال" هيا انها لكم تمتعوا بها.." 

اتسعت عيونها وهي ترى ثلاث رجال يتجهون اليها وهي تتراجع ولكن هيهات فقد انقضوا عليها وعيونهم تنطق بالشهوة والرغبة...

قاد فتحي بأقصى سرعه وما ان وصل هو ورجاله اسرع اليه رجل ووراءه العديد من الرجال

 نزل من السيارة وقال " ما الاخبار ؟ "

 " رجالي يحيطون بالمخزن وياسين بالداخل ومن قليل سمعت صوت صراخ و..."

 لم يكمل حيث عاد صوت الصراخ وكان لأمرأه ومن داخله شعر انه صوتها هى وانها في خطر قال " هيا اسرع انت ورجالك فتحي انضم لهم لابد ان نهجم الان هيا..." 

ساد الهرج في المكان واسرع هو الي المخزن وما ان وصل حتي راي الرجال وهم ينقضون عليها ثار الغضب داخله وانخلع قلبه عليها لا يمكن ان يمسها احد انها له هو فقط نعم له هو وحده... 

فانطلق اليهم وهجم بشجاعة ولم يلاحظ ياسين وهو يأخذ جيلان ويبتعد بها الي الخارج بينما عدلت هي ملابسها وحاولت ان تنهض رأت احدهم وهو يهم بالهجوم عليه من الخلف فأمسكت بالمقعد والقته



 عليه بكل قوتها انتبه اليه كاد الرجل يهجم عليها لولا ان يد ادهم اسقطته ارضا وعاد الي الباقين ولكن رجاله كانوا قد سيطروا علي الجميع 

اتجه اليها واحتضنها وهو يقول " هل انتى بخير هل اصابك شىء اي شيء "

 نظر اليها وهو يحيط وجهها بيديه فهزت رأسها من بين دموعها وقالت " لا انا بخير " 

سمع فتحي يقول " باشا جيلان هانم "

 انتبه فنظر اليها وقال " انتظرى هنا ولا تتحركي " 

اسرع فاسرع الجميع من خلفه.... كان المكان منقطع ولا يوجد به اى علامات للعمران مع تأخر الوقت حتى لاح لهم وهو يمسك المرأة استدار ليواجه ادهم فوقف ادهم ومن وراءه الباقين 

امسك سكينه وصوبها تجاه جيلان وقال " لا تقترب سأقتلها اذا حاولت اجعلهم يلقون اسلحتهم "

 استرد ادهم انفاسه واشار لرجاله الذين القوا سلاحهم وقال " ياسين لا تكن غبي سأمنحك المال الذى تريده ولكن اتركها ياسين "

 ضحك ياسين وقال " بالطبع ستمنحني النقود والان هيا اتصل برجالك هيا "

 اقترب ادهم وهو يمد ذراعيه ويقول " تعلم انني لا املك هذا المبلغ كاش والان لا يوجد اى بنوك بالصباح اعدك "

 اطلق ياسين ضحكه جنونيه وقال " اذن ابتعد انت ورجالك ولا تأتوا خلفي وعندما يأتيني المال سأطلق حريتها..." 

واخذ يتراجع وفجأة خرجت هي من الظلام خلفه وهي تمسك بعصا غليظة وضربته علي رأسه صرخ من قوتها وافلت جيلان التى تلقتها ريم وابتعدت بها بينما هجم ادهم واشتبك معه في صراع قوى كان النصر فيه لادهم فأسقطه ارضا

 تراجع جميع الرجال و قام ادهم وانطلق اليها امسك امه وقال " امي انتى بخير " 

هزت المرأة رأسها فاحتضنها ولم ينتبه الى ياسين الذى انطلق اليه بتلك السكين ولكن هى رأته فصرخت باسمه وهي تضع نفسها امامه لتجد السكين يغرز في صدرها ....


                   الفصل الثلاثون من هنا


لقراة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>