خيوط الشمس
#الفصل_الخامس_عشر والسادس عشر
مر يومان بهدوء مريب بعد هذه الاحداث المزدحمة، كانت فيهم نور وصديقات اسيل يبذلون اقصي جهد لإخراج اسيل من حالتها، وبالفعل قد بدأت حالتها النفسيه تتحسن قليلاً
وكان سليم منهمر في اعماله كالعاده ولكن لم يخلو اليومان دون تجمع عائلي اضطر لحضوره ليهنئ عمه بسلامته بعد عودته من السفر، كان سليم يمن بالاحترام والتقدير لكرم فهو كان من اقرب الناس إليه وكان يصلح ان يكون محله ثقته كما كان اكرم في السابق ..!، فالان اكرم دائماً يهاجم سليم وكأنه عدوه وهو يعلم ان من بث له هذا الكم من الخبث هي والدته التي يتجنبها ولا يعيرها اي اهتمام..!، اما عمه فكان يعلم انه طيب القلب ولكن بعض الاحيان تتوقف خلايا عقله ليتحكم الخبث بخلاياه ويحركه كالدمي..!
زفر سليم بقوه عندما تذكر ما صدر من اكرم وعلي حاله الذي اصبح اقبح من ذي قبل ..!
__فلاااش بااك للتجمع العائلي"__
إلتفوا جميعاً حول طاوله الطعام، وقد وصل سليم للتو بعد يوم عمل شاق ومرهق ألقي سليم التحيه علي عمه وكرم واخذ يضحك مع كرم بمرح ثم اقبل عليهم اكرم مع والدته ليلقي عليهم التحيه بإقتضاب وسط نظراتهم الحاقده الخبيثه
بعد ان شرعوا في الاكل جميعاً كانت نظرات اكرم و والدته تتقابل خفيه في خبث
وكأنهم يتحدثون بالغة النظرات..!
لاحظ سليم هذا ولكن تعمد عدم ظهور ملاحظته، يري "أكرم" يرفع رأسه ينظر له بتأفف ويقول بترقب وخبث : الا صحيح يا سليم قولي الشغل عامل معاك ايه
"سليم" يضع عينه في طبقه ولم يرفعها له قال بعدم اهتمام : الحمدلله كلو تمام
"اكرم" وقد ارتفعت نبره صوته يقول بتهكم وسخريه: تمام؟.. تمام ازاي بس و أنا حاسس انك مهمل في الشغل كدا ومش عارف تشيل مسؤوليته وكل شويه سفر و...
قطع كلماته عندما رأي سليم يلقي الملعقه من بين اصابعه بعنف علي الطاوله فصدر عنها صوت عنيف شهق له من يجلس حول الطاوله ويرفع عينه له بحده كما رفع صبعه في وجهه بتحذير وقد هتف بأسمه من بين اسنانه بصرامه
فتنحنح اكرم وقد توترت نظراته ولكن لتوكزه والدته الجالسه بجانبه تحثه علي إكمال ما شرع به
ليكمل "اكرم" مصتنعاً اللا مبالاه ويكمل بنفس لهجته الساخره وخبث وقد شدد علي كلماته يشير بها للماضي : ايه يا سليم في ايه ما اكيد الحياه مش كلها شغل يعني وانت راجل صاحب مزاج وزوقك عاالي والي بيترمي تحت رجلك مش قليل بردو ، حقك تسيب الدنيا عشان تتمتع مش الشغل بس
وقد غمز بخبث بعد هذه الكلمات محاولاً استدراج الماضي
كان سليم ثابت ينظر له بنظرات تحرق من امامها ويضغط علي يده بقوه حتي ابيضت مفاصل يده وغرزت اظافره في كفه..!
"اكرم" وهو يتراجع للخلف ويريح ظهره قائلاً بلا مبالاه : بس نصيحه مني هدي اللعب شويه، انت في الشرب صع...
قطع كلماته عندما و انتفض من مكانه بذعر فقد وصلت له كلمات سليم العنيفه الذي قالها بصوته الجوهري وبحده وقسوه تقشهر لها الابدان..
"سليم" وقد تهجم وجهه واصبحت عيناه اغمق من ذي قبل و وسعت حدقتهم تشع غضباً وحده ترعب : اكــرم...! ، انا ساكتلك من بدري وعامل حساب للي احنا قاعدين في وسطهم بس لسانك القذر ده خلاك ارخص من انك حتي تقعد بكرامتك وسطهم ، كرامتك الي مش لاقيها اصلا عشان اكسرها..!، ومش من قيمه سليم المنشاوي انه حتي يسمع كلام واحد شبهك.. واحد الغل والخبث عموه وخلوه ينسي هو مين والي واقف قدامه مين وكان بينهم ايه.. خاين العشره ده بيتداس بس انا لحد دلوقتي بديك فرص تفوق لنفسك وانت بردو مصمم تكمل في الي انت فيه، انت حر ده ميهمنيش بس الي يهمني راحه دماغي فأنت متدخلش في الي ملكش فيه بعد كدا ومتوجعليش دماغي عشان لما بزعل ما بتناقش انا بنسف الي قدامي عالطول
ثم استند بيده علي الطاوله امامه يخفض مستواه ليقابل عيناه في نظره داميه يقول من بين انفاسه العنيفه بنبره صوت تظهر جانب غامض به لم يراه احداً من قبل..!
"سليم": ارجع عن الي في دمافك يبن عمي عشان الي بيفكر يعادي سليم المنشاوي بيقع ومابيقومش بعديها ... فالاخر مره بحذرك بلاش تبقي عدوي عشان ساعتها مش هيرفق معايا لا عزيز ولا غالي و مش هتردد لحظه اني امحيك من علي الوش الدنيا
شهق كل من يلتف حول الطاوله بذهول وصدمه فهذه اول مره يروا هذا الجانب القاسي في شخصيه سليم ولكن سليم لم يعير لهم اهتمام والتف يترجل من البيت بأكمله يسوق سيارته بجنون وهو يضرب مقود سيارته بعنف يحاول تهدأه نيرانه الموقده..!
وكان من في البيت ما زالوا علي صدمتهم..! ينظرون لبعض في صدمه وذعر حتي اكرم فلم يجد فرصه للرد عليه ظل ينظر لمكان سليم الخالي بشرود..!
ولكن لتكسر "والدته" ذلك الصمت وهي تقول بغل واضح وهي تنظر لعبد العزيز : جرا ايه يا عبد العزيز باشا؟ سايب حفيدك يهدد ابني قدامنا كلنا ومنغير ما تعقله ولا توقفه عن حده؟ ولا اه صحيح ده سليم حبيب جده الي شكلنا كدا كلنا واخدين علي قفانا وجده مفهمه انه الكل في الكل ولا يكون كتب كل حاجه ليه من ورانا عشان كدا عنيه قويه
لتكمل وهي تهب واقفه من مكانها تضرب الطاوله بيدها بقوه : لاا لو محدش فيكم عارف يتكلم انا بقا مش هسكت والي يحصل يحصل بس مش هسيب محمد و ولاده يلعبوا من ورانا عشان يلهفوا حقي وحق ولادي
ثم نظرت لزوجها بسخريه وهي تشير لمحمد : ادي سي محمد اخوك الي غفلك وشكله مظبط كل حاجة قولتلك العيله دي كلها عقارب
ثم اكملت : و الي حصل ده اقل حاجه عبد العزيز باشا يعلمها يطرد سي سليم من الشركه ، والاولي انه يمسكها ولاد الكبير واهم قدامك اهو يعني مفيش حجه
كان كرم و احمد ينظرون لها بعينان تشتعل غصباً ويتنحنحون خجلاً من الجالسين حتي وجودا صوت "عبد العزيز " يعصف كالبرق : انتي تخرسي خالص يا قليله الربايه يا حيه، بتفرقي ما بين ولاد العم وبعضيها والاخوات وبعضيها وبتفرقي ما بيني وما بينهم كمان؟ ده بدل ما تعقلي ابنك وتعرفيه الاصول وازاي يبقا راجل ميطلعش سر الي من لحمه ودمه برا؟ ، انا كنت عارف كل تحركاتهم زمان وعارف انهم غلطوا كتير وكنت بقول طيش شباب ومسيرهم يعقلوا ولسه بعرف كل صغيره وكبيره عن كل واحد في العيله دي طول منا كبير العيله دي مفيش حاجه بتخفي عني انا كبرت اه بس مخرفتش لسه واعرف في الاصول كويس اوي...
و لو عايزه تفهميني ان ابنك ولي من اولياء الله الصالحين؟ لاا ما شيطان إلا بني ادم وكلنا بنغلط بس المهم مين الي يفوق لغلطه ويصلحه ومين الي يكمل فيه ويعمل نفسه مش واخد باله..!
وسليم فاق... فاق من زمان ونضف نفسه من البير الي كان واقغ فيه وكبر وكبر شركاتنا ، عمل الي انا مقدرتش اعمله ولا حد يقدر يعمله، واخد الشركه فرعين تلاته وفي خلال كام سنه بقا لينا فروع في كل العالم وكل ده بسببه هو فإن جينا للجد احنا ملناش غير الفروغ الرئيسيه وباقي الفروع كلها بتاعت سليم وحقه بس هو مقالش كدا عارفه ليه؟
عشان ابن اصول ومتربي الدور والباقي علي الي لسه مطلعش من البير لا ده بيحفر فيه وينزل تحت الارض اكتر من الاول
قال جملته الاخيره وهو يشير بعينه علي اكرم
كان الجميع يقف يفتح فاهه مذهول من الذي يحدث وما يقال كان الجميع في حاله صدمه لا يرثي بها...!
وبعد هذه الكلمات هتف" عبد العزيز"بقوه في احمد : خد مراتك واطلع علي شقتكوا يا احمد وربيها وعرفها ازاي تتكلم مع ابوك، عقلها وعرفها ان عيلتنا عمرها ما كان فيها عقارب والعقارب دي بتجيلنا من برا
ليفهم الجميع مقصده وتشتعل عينها غضبا وهي تدفع الكرسي بعنف وتخرج من المنزل مهروله وخلفها احمد بعد ان نظر للجميع في خجل واسف شديد يعجز لسانه عن النطق ولكن اومأ له والده ليلتف ويخرج خلفها بنظره كلها توعد
نظر "عبد العزيز" لأكرم وقال بصرامه : وانت متدخليش البيت غير لما تفوق من القرف الي انت دافن نفسك فيه و تتصافي مع ابن عمك
انتقل نظر اكرم بينه وبين اخيه التوأم الذي يقف يكاد ينصهر خجلاً واسفاً عما صدر عن عائلته فكرم بالفعل يختلف عنهم كثيرا..!
"عبد العزيز " بحده لأكرم : ايه مستني اعيد كلامي تاني ؟
لينتبه "اكرم" له ويقول بغل وتوعد واضح : ماشي يا عبد العزيز بيه همشي، بس مش راجع غير وقت ما هاجي اصفي حسابي معاكم
سرعان ما اختفي من امام اعينهم، ليسقط كرم علي المقعد من خلفه يدفن رأسه بين كفيه
أشفق عليه جده واقترب منه يواسيه : متزعلش نفسك يا حبيبي انت برا الموضوع اصلا ومتقلقش علي اكرم انا بس بقسي عليه عشان يفوق لنفسه ويرجع لرشده
"كرم" بأسي: مش عارف يا جدي ايه الي حصلهم انا مش عارف هما بقوا كدا ازاي؟ مش عارف وخايف بدل ما يفوقوا الغل والحقد يسيطروا عليهم اكتر ويأذوا نفسهم قبل ما يأذوا الي حوليهم..!
"جده" وهو يربت علي كتفه بحنان ويتنهد بأسي : سيبها علي الله يا حبيبي هو هيحلها انشالله...
انصرف الجميع كما رقضت كندا الغارقه في دموعها ولكن قبل انصراف ساميه نادي عليها عبد العزيز ليربت علي كفها بحب محاولاً نفي كلامه لتلك العقربه عليها هي الاخري بما انها ايضاً زوجه ابنه ولم تكن من العائله وقد اصبحت
"عبد العزيز": ساميه يا بنتي، انتي عارفه انك غاليه عندي وبنتي قبل ما تكوني مرات ابني، والكلام الي قولته اكيد انتي ملكيش دخل فيه بس مكونتش قادر اتحكم في اعصابي
اومأت "ساميه" بتفهم وهي تبتسم : فاهمه ومتأكده من ده يا ابويا يا غالي، متزعلش انت نفسك بس عشان صحتك وانشالله كل حاجه تبقا تمام..
_باااااااااك للمكتب__
زفر سليم بقوه وقد عقد حاجبيه بشده وهو يتذكر مشاجرته تلك واختفاء ابن عمه من بعدها ، يتنهد بأسي عندما يتذكر كم كان هو واكرم وكرم كالضلع الواحد وكيف افترق عنهم اكرم واصبح غارقاً في بحور ظلماته ويأبي ان ينقذه احد وها قد وصلوا لهذه الحاله، لم يريد قد معاداه ابن عمه اين كانت الاسباب...! وخصوصاً انه يعرف معدنه الطيب الذي لوثه بتصرفاته الخبيثه حتي نهش به الصدي..! ليقول سليم في عقله حازماً قراره
"سليم": مش عايز اعاديك يبن عمي، مش عايز يجي اليوم الي نقف قصاد بعض فيه عشان انت غبي ومش فاهم انك مش قدي .. فاكر انك لسه تعرفني..!
فاكر ان لسه سليم زي ما هو بيغفر ويسامح، بس ده خلاص انتهي، دلوقتي سليم ما بيرحمش الي يقف قصاده ومن غير اي تردد اين كان مين..!
خايف عليك من غضبي عشان ساعتها الي هيحصل هيبقا الناهيه ومفيش حاجه هتنفع تتصلح بعد كدا ...!
ليكمل حازماً قراره: وعشان كدا انا مش قليل الاصل ومش هستني لما ده يحصل، و هعرف افوقك ازاي من الغيبوبة الي انت فيها دي ومش حاسس بتصرفاتك ولا شايف نفسك وصلت لفين..!
ليقطع شروده صوت انوثي هاتف بتردد : سليم بيه حضرتك معايا؟
ليستفق فوراً وينتبه لشذي الذي دلفت للمكتب وظلت تلقي عليه بما يخص العمل
ليرفع "سليم " عينه لها: معلش يا يشذي قولي الي كنتي بتقوليه تاني
"شذي" بنظره فضول تحاول معرفه ماذا كان يشغل باله : هو حضرتك كويس، حسه دماغك مشغوله كدا او في حاجه شغلاك وبتطلب ورق غريب اليومين دول وانا....
عقد لسانها عندما هتف بأسمها بحده محذراً
"سليم" بحده : انتي هنا مش عشان تحسي ولا متحسيش انتي هنا عشان تشتغلي وبس، يبقي تنفذي الي يتقالك عليه منغير تفكير
كان بإمكانه طردها ولكنه يعلم انها علي علم بكل شئون العمل وهو في وقت حرج لا يستطيع انتظار الي ان يتعلم الموظف الجديد ادراه شئون العمل فقرر الاكتفاء بتحذيرها مؤقتاً علي الاقل..
انتفضت "شذي" لنبره صوته وهمهمت بحرج : انا اسفه انا مقصد...
"سليم" بنفاذ صبر : بس بس خلاص، خلصي وقولي كنتي جايه ليه
"شذي": جبت لحضرتك الاوراق الي طلبتها و محمد بيه والد حضرتك برا
"سليم": وسيباه برا ليه انتي اتجننتي؟ يدخل حالاً وبعد كدا يجي في اي وقت مهما كنت بعمل ايه تدخليه فوراً
اومأت له برهبه وهرولت من امامه ...ظل هو يفر في الاوراق التي امامه بإهتمام ولم يأخذ باله من والده الذي دلف لمكتبه بل وجلس امامه ايضا
تنحنح "محمد" بقوه: شكلك مشغول يا بني
"سليم" وهو يرفع نظره له بإهتمام : معلش يا بابا مخدش بالي انك دخلت... خير؟
"محمد": متقلقش يابني خير مفيش حاجه، كنت جاي اكلمك في موضوع بس شكلك مشغول
"سليم" وهو يضع الاوراق جانباً : لا ولا يهمك اتكلم
"محمد" بتردد: بص يابني... هو.. يعني انا فاهم ان انت في غضبك ما بتشوفش قدامك وكان حقك تغضب بس..
"سليم" مقاطعا ً: بابا لو جاي تتكلم في الموضوع بتاع اكرم، بلاش احسن... عندي شغل لازم افوقله وبصراحه انا ما بكلمش في مواضيع فاتت
"محمد": ومين قالك بس يابني، انا جاي اقولك متخلطش الامور ببعضها بس كرم ملوش ذمب وهو بيحبك انت عارف ومش موافق علي الي حصل بس محرج منك اوي وحتي مش عايز ينزل الشغل عشانك انت ..يعني فاكر بنزوله الشغل كدا هيضايقك بعد الي حصل
"سليم" نافياً : انا مش عيل صغير بيتقمص، انا بحاسب الي بيغلط وبس، وكرم مغلطش يبقا ملوش دعوه بالموضوع ومفيش حاجه بيني وبينه تخليه يتحرج او يخليني اضايق من وجوده
"محمد" بنظره فخر : عين العقل يا بني، طول عمرك راجل وعقلك كبير ورأيك سيف علي رقبه الكل، انا هبلغه انك طلبت مني انه ينزلك الشغل
"سليم" : وانت تبلغه ليه بقراري؟ انا الي، عايزه يبقا انا الي هطلبه وابلغه بنفسي ، مش عيال صغيره احنا عشان نوصل لبعض الكلام عن طريق طرف تالت، مع احترامي ليك طبعاً بس كلامي يبقا مني ليه عالطول
"محمد" متفهماً: كنت عارف ان مقامك كبير يا سليم ومش هتسمح بالغلط
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
ترك الهاتف وهو يبتسم بهدوء فهذه المكالمه استطاعت ان تحسن مزاجه قليلاً بعد ان اضطرب في الاواني الاخيرة ، ولكنه كان واثقاً ان سليم لن يخلط الامور ببعضها فهو يعلم شخصيته القويه ورجاحه عقله ونضجه ولكن ما حدث جعله يشعر بالاحراج منه قليلاً... !
قام دلف للمرحاض ليستعد ويرتدي حلته الانيقه ويتوجه لسليم في العمل فهو ينتظره كما اخبره في مكالمته الاخيره له...
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
في نفس الوقت كانت كندا تقف داخل غرفتها تسمتع للطرف الاخر في هاتفها بإهتمام
"كندا" ببكاء : انا بجد تعبت مش عارفه ليه حظي كدا..! كل ما احب يحصل فيا كدا، طول عمري بحبه وطول عمري بتمني انه يحس بيا، حتي بعد ما بعد عننا وسافر مابطلتش احبه، كنت بحاول انساه بواحد تاني بس بردو معرفتش واول ما شوفته اكتشفت اني ما حبتش غيرو، مش عارفه حتي احب غيره..!
انا بجد تعبانه يا نور، كل واحد مشغول بحاله ومحدش حاسس بيا..!، من ساعه ما الي حصل حصل ومشي، محدش يعرف عنه حاجه قلبي واجعني عليه ومنه..! وخايفه عليه من سليم، انتي ما شوفتيش كان منظره عامل ازاي اذا كان انا خوفت من نبره صوته بس ..!
لتستمع لنور بإهتمام وهي تقول بأسي : عارفه ان هو الي غلط ويتساهل بس مش عارفه قلبي واجعني عليه بردو مش عارفه ابطل قلق عليه..
صمتت قليلاً تستمتع لنور و تقوم برفع كفيها تزيل اثار الدموع من علي وجنتيها وقد هدأت قليلاً
"كندا": بجد يا نور؟ يعني خلاص هشوفك؟
طيب ما تجيبي اسيل معاكي بالمره
ثم صمتت قليلا تنصت لنور لتكمل بعدها: ااه لا الف سلامه عليها انشالله مره تانيه نتقابل وتكون احسن، طيب بصي في كافيه دايماً بقعد فيه جمب شركتنا اسمه "**"
وهبعتلك المكان حالاً تمام؟
يلا هدخل ألبس بسرعه متتأخريش
مع السلامه
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
كانت نور تقف علي باب الغرفه تنظر لها بعيون مهتمه تتابعها وهي تمارس هوايتها المفضله "القراءة"
انتبهت أسيل لها لتغلق ما بيدها وتبتسم لها
"نور": بردو مش هتيجي معايا؟
"اسيل": معلش يا حببتي انتي عارفه اني مرتاحه كدا اكتر ويلا بقا عشان متتأخريش وقبل ما ماما تغير رأيها.
ضحكت "نور" بخفوت : طيب خلاص مع السلامه
ثم ارسلت لها قبله في الهواء لتختفي من امامها سريعاً وسرعان ما اختفت من البيت بأكمله..!
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
____: كندا استني راحه فين؟
اوقفها صوت كرم منادياً عليها والذي كان يتوجه لركوب سيارته وهي تتوجه للخروج من بوابه الحديقه المحيطه بالمنزل
التفت له كندا بنظرات متردده وهي تحاول توقع رد فعله فبعد ما حدث لم تعد تثق برد فعل اي شخص فالوضع متوتر بين جميع افراد العائلة
"كندا": راحه اقابل صحبتي
"كرم": طب يلا تعالي اوصلك في طريقي
"كندا": لالا مش عايزه اتعبك، اصل جمب الشركه
"كرم": طب منا رايح الشركه اصلا..!
"كندا" بصدمه: ايدا بجد؟
"كرم" ابتسم متفهماً سبب صدمتها : انا وسليم اكبر من الي في دماغك ده يا كندا والي بينا ملوش علاقه بأي حاجه حصلت
تنحنحت "كندا" في حرج : مش قصدي ... اقصد يعني...
"كرم" بمرح محاولاً فك عقده التوتر : يلا يا كندا انتي لسه هتبسبسي يلاا
وبالغعل في غضون دقائق انطلق كرم بسيارته تجاوره كندا متجهين لوجهتهم
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
بعد وقت قصير اوقف كرم سيارته امام المطعم بعد طريق حاول جعله مرحاً بعض الشئ ليظلوا يستمعون للموسيقي طوال الطريق حتي ارتسمت البسمه علي وجه الكندا
كان المطعم علي حافه شارع يأخذ ناصيه شارعين مقابلين اتصلت كندا بنور وعلمت انها علي وصول فقرر كرم الانتظار معها حتي تأتي صديقاتها ويدلفون للمطعم، استندوا علي السياره تنظر كندا من حين لآخر علي الطريق من الناحتين تترقب وصول نور
"كرم": بقولك ايه انا رايح السوبر ماركت الي هناك ده، ادخلي اقعدي في العربيه، دقيقه واحده مش هتأخر
نفذت كندا طلبه برحب وهاتفت نور لتظل تتحدث معها الي حين وصولها الذي واشكت عليه وقد اعلمت كندا نور انها تجلس داخل السياره و وصفتها لها فكانت نور تتبع تعليماتها
دخل كرم السوبر ماركت وما الا دقائق وخرج منه وكان يمسك محفظته يرتبها بإهتمام غير واعي بالطريق
انتفضت الاكياس من بين يده وترنح قليلاً اثر الاصطدام القوي التي تعرض له..!
رفع كرم عينه ليتهجم وجهه وهو يري مدي جمالها حتي بوجهها العابس وهي تحاول الابتعاد عنه وترتيب ثيابها
لكن سرعان ما افاق من شروده علي صوت نور العابس : ايه ده مش تبص قدامك ياا اخي
"كرم" رفع حاجبيه في استغراب: انا الي واقف مكاني ابص قدامي؟ ولا الي ماشي هو الي يبص قدامه
"نور" بنفاذ صبر : اللهم طولك يا روووح..! ، خلاص حصل خير ابعد عن طريقي بقا
"كرم": نسيتي لقطه مهمه
"نور" بعدم فهم : ها؟
"كرم" وهو يشير للأكياس علي الارض ويقول بمرح : اخر فيلم اتفرجت عليه و حصل الموقف ده المفروض ان هما بينزلوا يلموا الحاجه مع بعض، انتي وقعتي الحاجه و عطلتي لحد كدا، هما نزله ابديت جديد للدراما ولا ايه؟
"نور" بحده : لا يخفيف ولو ما بعدتش عني دلوقتي انا الي هقلبلك الموقف لدراما ريه وسكينه
"كرم" وقد صدعت ضحكته الرجوليه بشده : يخربيتك الي يشوفك ميقولش عليكي عنيفه كدا
كانت نور تهم بالرد عليه ولكن جذبها شخصيته المرحه و وسامته للحظه فأبتسمت رغماً عنها ولكن سرعان ما تدارجت نفسها وهي تقول بحده: طيب عن اذنك عشان دقيقه كمان وهوريك العنيفه دي ممكن تعمل ايه
ثم اكملت طريقها في تهجم لتشعر به يسير خلفها تملك منها التوتر فألتفت له بغضب شديد
"نور" بتحذير: انت يابني ادم انت ماشي ورايا ليه ها؟ حد مسلطك عليا.. انت تاجر اعضاء وعايز تخطفني ولا حكايتك ايه؟ ...اقسم بالله لو ما بعدتش عني لأصوت وألم عليك الدنيا دي كلها فاهم؟
وقف كرم ينظر لها بإندهاش شديد ومن كلماتها الاخيره يحاول منع نفسه ولكن لم يستطيع فأنفجر ضاحكاً بشده حتي ادمعت عيناه...! من افكارها الطفوليه تلك، كانت تنظر له وهو يضحك بوجه جامد عاقده حاجبيها بعدم رضي وكتفت يدها امام صدرها وهي تراه يسخر منها..!، ولكن للحظه دققت في ملامحه وهيئته الانيقه ولكن عنفت نفسها بشده وافاقت علي صوته يقول من بين ضحكاته
"اكرم" وهو يمسك بجاكت بذلته الانيقه ويشاور علي نفسه بيده الخاليه : بذمتك ده منظر واحد تاجر اعضاء؟
تدارجت نور نفسها فوراً وما قالته لتنحنح بحرج فهو فعلا يظهر عليه الرقي فما هذا الغباء التي تسرعت وتفوهت به...!
"نور" تحاول الخروج من دائره احراجها : والله معرفش بقا المهم عندي، تبعد عني..!
"كرم": ما المشكله اني مقربتلكيش اصلا يا انسه.!، انا رايح اركب عربيتي..!
اشتعلت وجنتي نور خجلاً وهي تهمهم بإحراج وهي تلعن تسرعها : طيب اتفضل،
وهي تترنح جانباً ليمضي قدماً
توقف كرم للحظه ينظر لحمره وجنتيها خجلاً
وترتسم ابتسامه إعجاب علي جانب شفتيه ولكن سرعان ما لاحظ نظراتها الغاضبه له فتدارج نفسه وهو يسير متوجهاً لسيارته
كانت نور تسير خلفه وتنظر لظهره العريض ومشيته الواثقه وهي تبتسم رغماً عنها كلما تذكرت وسامته ولكن وجدت انهم توجهوا لنفس السياره وألتف لها هو يقلد طريقتها ولكن وهو يقترب منها بخطوات عشوائية وهي تتراجع بعيون ذاهله
"كرم": لا لا مش معقول.... انتي حد مسلطك عليا؟.... تاجره اعضاء وهتخطفيني؟! ... جايه معايا لحد عربتي عشان تغفليني وتاخديني وتهربي؟ ، ولا يكونش مرقباني ؟
"نور" بذهول: جايه معاك لحد عربيتك ايه يعم انا اعرفك اصلا..؟!، انا مليش دعوه بيك
"كرم" بمرح : طب ما تصفي النيه كدا وانا اعرفك بنفسي
كادت نور تهم بالرد عليه وهي تنوي توبيخه ولكن شهقت عندما وجت كندا تترجل من السايره بذهول وتتوجه لهم
"كندا": ايه ده يجماعه مالكم؟ انا مكنتش واخده بالي انكم هنا بس سمعت صوت عالي وشفتكو في مرايه العربيه
نور وكرم في نفس الوقت
"نور": انتي تعرفيه؟
"كرم": انتي تعرفيها؟
"كندا": ايه يجماعه في ايه؟ اهدوا، يا كرم دي نور صحبتي الي جايه اقابلها
ويا نور ده كرم ابن عمي هو الي موصلني هنا
في ايه مالكم بقا؟
"نور" ذهبت خلف كندا وهي تقول بإقتضاب: محصلش حاجه
ثم نظرت له وقالت بإبتسامة ساخره : تشرفنا يا استاذ كرم
"كرم" بمرح : الشرف لينا يا اندر تيكر
اشتعلت نور غضباً وهمت بالرد عليه ولكن اوقفها ضحكه نور المرحه وهي تلتف لها : واضح ان في سوء تفاهم بينكم تعالي ندخل نقعد بدل وقفتنا دي ونشوف ايه الموضوع ده
ثم نظرت لكرم : عن اذنك بقا يا كرم عايز حاجه
"كرم" ولم ينزل عينه من علي نور التي تهربت من نظراته خجلاً : لا سلامتك، وهبقا اعدي عليكي متمشيش لوحدك
ذهب كرم فتعلقت عين نور عليه للحظه ولكن سرعان ما انهالت هي وكندا في الاحضان بشوق ودلفوا الي المطعم سوياً
خيوط الشمس
#الفصل_السادس_عشر
مر اسبوع اخر علي هذه الاحداث وقد بدأ الوضع عند اسيل يعود لما كان عليه ... ولكن باطنياً كانت عقول الكثير مشغوله بآخرين في هذا الاسبوع
منهم مالك الذي مازال يتردد كل مره يمسك بها الهاتف وينوي الاتصال بها ولكن لا يجد حجه مقنعه للأتصال فيزفر بقوه لا يقدر علي التهور هكذا فهو غير ضامن رده الغعل.. !
كما كانت لوجي تفتح رسالته القديمه كثيرا تتأكد من عدم وصول رساله اخري منه كما كانت تتمني، حتي فاض بها الكيل ونفذ الامل منها..!
و هنا في مكتب سليم كان ينظر لاوراق امامه برضي وترتسم بأتسامه خافته علي جانب شفتيه
ليستقبل سؤال والده المندهش : بس ايه الي غير رأيك يا سليم ده انت اكتر واحد كنت رافض الموضوع ده؟
"سليم" وهو يتذكر تفاصيلها ويعلم انها تستحق بمليون تضحيه ليست تضحيه واحده : عادي يا بابا شايف ان في ناس صغيره كتير دلوقتي عندها افكار كويسه وممكن تثبت نفسها في الفتره دي ويتعينوا بعديها في الشركه واحنا شركاتنا بتكبر يعني عايزين ناس دايماً مجتهده وطبعاً دي هتبقا فرصه متتعوضش ليهم واكيد كل واحد هيموت نفسه عشان يثبت انه يستحق يتعين فيها ووقتها احنا الي هنستفاد
"محمد" بإقتناع: تمام يا بني ، الا هو لسه قد ايه والدراسه تبدأ؟
"سليم" بشرود وهو يتذكر مدي قربه من رؤيتها : شويه يا بابا لسه شويه
"محمد": سليم .. الا انت عايز مازن اخوك في ايه؟
"سليم" افاق من شروده يتذكر طلبه لمازن: مفيش يا بابا عايزه في موضوع كدا متشغلش بالك انت
وبالفعل انهي سليم حديثه مع والده ومر قليل من الوقت علي رحيله ليجد قد عم الهرج والمرج خارج المكتب، توجه في غضب ليري ماذا يحدث ليجد مازن بهيئته الانيقه و وسامته الجذابه يحاوطه الموظفون يحاولون التقرب منه وهو بطبعه المرح يجامل الجميع ولكن ليصمت الكل فزعاً عندما هتف سليم بأسم مازن في حده، فأختف الجميع داخل مكتبه كمثل ما تختفي الجرزان بجحورها
"سليم" في اقتضاب : مازن ورايا علي المكتب
دلفت مازن خلفه وهو يغلق الباب خلفه ليجد سليم يتوجه لمقعد مريح داخل الغرفه ويحثه علي الجلوس امامه فعلم انه امراً لا يخص العمل مما اربكه..!
"مازن" بتوتر : في ايه يا سليم؟ عايزني في ايه؟
"سليم": انت الي عايزيني
"مازن" بإندهاش : ايه؟ مش فاهم
"سليم" بنظره ثاقبه: متأكد أنك مش فاهم؟
ابتلع مازن ريقه بتوتر وهو يحاول معرفه مقصده
"مازن" بتوتر : انا عارف انك زعلان مني ومكنش عاجبك سهري وخروجاتي الكتير ولا صحابي ونصحتني كتير اني ابعد عنهم وانا مكنتش بسمعلك و اخر مره خناقتنا كانت كبيره وكانت بسببهم
ثم قال بحرج : وانا فضلت صحابي
ثم تابع بلهفه : بس والله ندمت، ندمت يا اخويا وعرفت اني مليش غيرك ولا ينفع اتسند علي حد غيرك، وندمت علي كل مره مسمعتش كلامك فيها ومشيت ورا شهواتي، انت كنت صح بس انا كنت فاكرك بتتحكم فيا وكنت شايف ان من حقي اعيش حياتي واغلط زي ما انت عشت حياتك وغلطت كتير
ثم تدارج نفسه بسرعه : بس سامحني علي تفكيري ده انا اتأكد دلوقتي انك غيري، وطول عمرك غيري، حتي لما بتغلط بتبقا انت الي سايق وبكمله واحده تقدر توقف كل الي بيحصل بس انا معرفتش وعنادي اذاني كتير، وندمان والله دلوقتي واديك شايف اني اتغيرت
كان سليم يريح ظهره علي المقعد ينظر له ويتابع نظرات الاسف في عينه ويستمد نبره الصدق في حديثه هو يعلم بالفعل انه اخذ الدرس ولكن يعلم اعتقاده في نجاحه في إخفاء سبب هذا الدرس
ليتجاهل سليم حديثه السابق ويلقي عليه جمله واحده كانت كالصاعقه بالنسبه له
"سليم": مسكوا صحابك امبارح في شقه واحد صاحبكم ولبسوا قضيه مخدرات وآداب
لاحظ تشنج عضلاته سريعا وتوتر عيناه
اكمل "سليم": غريبه يعني الظباط يعرفوا يظبطوها اوي كدا، زي ما يكونوا عندهم خبر بمواعيد سهرهم خصوصاً ان سهره الانس دي مكانتش بتبقي كل يوم
"مازن": م. ااا... معرفش بقا..
"سليم": لسه فاكر ان ممكن تخبي عليا؟ او ان في حاجه بتخفي عليا؟
وصل لمازن مقصده وفهم ان سليم قد علم بأمره
"مازن": بابا الي قالك؟
"سليم": ومن امتي ابوك بيدي كلمه لحد فينا وبيخلفها، ابوك انا متأكد هو الي قالك متجبش سيره وهو الي ظبط معاك الموضوع عشان يبان انك كنت مسافر عادي ومحدش يعرف انك كنت في المستشفي
شهق مازن واتسعت حدقته من معرفه سليم بكل الامر
"سليم": وطبعاً هو الي اتصرف في موضوع العربيه الي اتفحمت بعد ما اتقلبت بيك وجاب العربيه الجديدة بحجه انه مجابلكش هديه لنجاحك السنه الي فاتت
ظل مازن يستمع له مطأطأ الرأس
"سليم": واكيد اتفق مع الدكتور ميجبش سيره عن تحاليلك الي بان فيها انك اتعطيت مخدرات
ليكمل وهو يدقق نظره عليه وتهدأ نبره صوته بثقه : بس يا تري يعرف عن المخدرات الي كانت معاك في العربيه يوم ما اتقلبت؟ وانها مكنتش هتبقي مره تفريحني كدا؟
ارتفعت عين مازن له بصدمه فحتي هو قد نسي هذا الامر فكيف له ان يعلم..!
"سليم": ولا يعرف بالبيدج باجي بتاعك الي اتباع عشان تجيب تمن المخدرات منغير ما تسحب من البنك عشان مياخدش باله؟
كان مازن في قمه صدمته وقد فتح فمه مذهولاً..!
"سليم" متجاهلاً صدمته : مشكلتك انك بعدت عني بمزاجك فمعرفتنيش كويس، متعرفش ان مفيش حاجه تخفي عليا ولا عشان ساكت يبقا كدا داخل عليا الفيلم الهندي ده، انا بسكت بمزاجي وبسيب الي قدامي يعمل الي نفسه فيه عشان لما بتكلم بجيب الناهيهه ومفيش في الي بقوله نقاش والي بقوله بيتنفذ منغير تفكير
اومأ له مازن بذهول ليكمل هو بعمليه: دلوقتي انت هتنزل انت وكرم معايا الشركه وهتبدأ تنتظم في الشغل وانا هتابعك كتدريب ليك لحد ما تتخرج وتمسك فرع من فروع الشركه، الفتره دي عايز تموت نفسك في الشغل وتفوق عشان في حاجات كتير لازم تعرفها وتتعلمها وانا هلغي اي استثناء ليك وهتتعامل معامله الموظفين و المهندسين الي هتشتغل معاهم هتسمع كلامهم وهتنفذوا تحت اشرافي مفهوم؟
"مازن": مفهوم يا سليم، بس الي اهم عندي افهمه دلوقتي، انت مسامحني ولا لا؟
نظر له "سليم" طويلاً يتابع قلقه ليبتسم بإرتياح : غبي هقولك ايه..! مش فاهم ان في الاول والاخر انت شقيقي يعني ضلع من ضلوعي ..!
يعني عمري ما كنت هسيبك توصل لمرحله تغضبني منك عشان لو كنت غضبت عليك مكنتش هشوف قدامي ومكنش زمانك هتبقي قاعد قدامي دلوقتي ، وإن كان شدتي معاك فدي عشان مصلحتك
ليبتسم له مازن ثم يتوجه ناحيته فنهض سليم يستقبل مازن الذي ضمه في حضن اخوي كان يشتاق له منذ زمن
﹏﹏﹏﹏﹏﹏
في غرفه اسيل تقف ترتدي حجابها امام المرآه وهي تتنهد تحاول بث الطمأنينه في نفسها
دلفت "نور" للغرفه وبمرح : اوعا القمر، لا ده انا شكلي الي هغير رأيي ومش هخرج معاكي، اصل اخاف عليكي تتعاكسي
ابتسمت" اسيل" بهدوء وقد استعادت بعض من مرحها : لا اتعاكس وانا معايا نور من ال WWE طب تيجي ازاي طيب؟
"نور": كدا انا من ال WWE ؟ طول عمرك طفله متشرده متنمره
التفوا الاثنين عندما سمعوا ضحكه والدتهم التي دلفت للغرفه مؤخرا
"كريمه": ربنا يحميكوا يا حبايبي، عايزاكوا تتبسطوا كدا وتخلوا بالكم من نفسكم
"نور" : من عنيا تؤمريني يا كراميلا
"اسيل": بس هو احنا هنقابل كندا دي فين؟
"نور": في الكافيه الي دايماً بنتقابل فيه انا وهي... هو جمب شركتهم وبصراحه كافيه ومطعم تحفه هيعجبك اوي ، وانا متأكده كمان انك هتحبي كندا اوي، دي هتفرح موت لما تشوفك معايا، كل مره كانت بتزن عشان اجيبك معايا وانتي مش بترضي، مرضتش اقولها انك جايه معايا وقولت اعملها مفاجأه
"اسيل": طب يلا عشان منتأخرش عليها
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
لاحظ هدوء المكتب المريب فأندهش ونظر في ساعته ليجد انه كان منهمك في العمل ولم يأخذ باله من انه وقت استراحة الغداء وقد اقتربوا من غروب الشمس اراح ظهره يغمض عيناه بإرهاق فكم من الاجتماعات اليوميه والصفقات والاوراق الذي يقوم بالاعتناء بها..
لاحظ دخول احد المكتب ولكن لم يفتح عينه وظل علي حالته ليأتيه صوت كرم
"كرم": صحح الننومم انت نايم ولا ايه يعم؟
"سليم": ياريت اعرف انام والله يا كرم.. !
"كرم" بخبث: ومين الي شاغل عقل سليم بيه المنشاوي؟
ابتسم سليم واجاب داخله : حوريه اختطفتها لأعذبها فأختطفت هي قلبي وتملكته..!
ولكن اجاب : الشغل متشغلش بالك انت في حاجه ؟
"كرم":في استراحه الغدا وبصراحه كدا بقالنا سنين مقعدناش مع بعض وحتي من ساعه ما جيت ما بنقعدش برا الشغل، فقولت اعدي عليك اخدك وننزل نتغدي في المطعم الي جمب الشركه
"سليم": لالا مش قادر، نطلب الاكل هنا وخلاص
"كرم": لا مفيش الكلام ده انا اتخنقت من جو الشركه يلا قوم بطل كسل
استسلم له سليم و توجه معه تاركاً المكتب وسرعان ما تركوا الشركه بأكملها...
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
دلف كل من سليم وكرم للمطعم ليلف لهم جميع الحاضرين في ذهول واعجاب قانط بهئتهم و وسامتهم وبالاخص سليم بعد ان توجه له العديد من العاملين يستقبلوه بإحترام فهم علي علم جيد به غير كرم الذي كان ليس متعارف عليه مثل سليم ولكن أيضا تلقي قسطاً من الاهتمام فيكفي لهم انه يصاحب سليم المنشاوي
لاحظت كندا حاله الهرج من حولها فرفعت عينها بفضول عن هاتفها لتجد اخاها وابن عمها شهقت من المفاجأه بسعاده وبفخر ايضاً وهي تري اهميه اخاها في المجتمع ونظرات الاعجاب والاحترام له بهيبته واناقته وايضاً كرم المتألق هو الاخر..
لاحظت همهمات الفتيات من حولهم ونظراتهم لبعض التي تفهمها جيداً كفتاه وهي تعلم بما يدور في عقولهم لتبتسم في خبث وتنهض متوجهه ناحيتهم بثقه وهي تري نظرات الصدمه والحقد علي وجوه الفتيات من حولها فأبتسمت بثقه وخبث وهي تربت علي ظهر سليم فقد اتت من خلفه فلم يراها
التف لها سليم ليبتسم ثم يأخذها بين احضانه وصت شهقات الفتيات المصدومه ونظرات الحقد التي تبادلوها ثم القت علي كرم التحيه وهي مازالت متعلقه في يد سليم وتتابع نظرات الغل لها وهي تحاول ان تمنع ضحكاتها بقدر الامكان ولكن كان سليم يستفسر عن تواجدها فأخبرته انها تنتظر صديقتها وعندما وقعت كلماتها علي اذان كرم... تذكر نور فوراً وابتسم ودعي الله ان تكون هي المقصوده.!
اقترح سليم مغادره المكان منعاً للأحراج ولكن نفت كندا هذا واكد كرم علي كلامها بلهفه
"كرم": ايوا كندا كلامها صح، مفيهاش احراج عادي يعني ما المكان في ناس كتير وهما هيقعدوا علي طربيزه بعيد يعني مفيهاش حاجة
نظر له سليم بشك ليكمل مؤكداً : بعدين انا بحب المكان هنا اكلهم حلو
"سليم" بشك : طيب خلاص تعالي نقعد في الجهه التانيه
"كرم": وليه جه تانيه ليه؟ احتا نقعد في مكانا عادي وعلي ما اظن هي متعرفناش اصلاً يعني كأننا ناس من ضمن الناس الي قاعدين حوليهم عادي
"كندا": اقعدوا في المكان الي يريحكوا يا سليم عادي يا حبيبي
"سليم" بأستسلام: طيب خلاص امري لله اتفضل اقعد
كانت طاولتهم تقابل طاوله كندا ولكن تبعد عنها بضعه امتار ويفصل عنهم طاوله اخري
كانت كندا مازالت تتابع نظرات الصدمه من حولها فلم تتمالك نفسها بعد الان وظلت تضحك وهي تضع يدها علي فمها تحاول إخفاض صوتها
"سليم" بحده: كندا.. ! انتي مش قاعده لوحدك في المكان في ايه؟!
"كندا" : معلش يا سليم اصل ما بقتش قادره امسك نفسي
"كرم": طب ضحكينا معاكي
"كندا": اصلكم مش شايفين البنات كانت بتبصلكم ازاي اول ما دخلتم وبقوا بيبصولي ازاي لما جيت سلمت عليكم وحضنت سليم وقاعده معاكم، انا خايفه اقوم يضربوني
ضحك "كرم" هو الاخر : يالهوي ان كيدهن عظيم
"سليم": طب انا بقول تلحقي نفسك وتقومي تقعدي علي طرابزتك تستني صاحبتك بدل ما يستنوكي هما برا ببازوكا
ضحكوا جميعاً ثم همت كندا بالوقوف : ايوا انا لازم اقول استناها فعلاً عشان لما تيجي ماتتحرجش
وبالفعل توجهت كندا لطاولتهم وبدأت تعبث في هاتفها ترسل رسائل لنور تسألها عن مكانها
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
ترجلت نور واسيل من السياره الذي ارسلها لهم والدها مع سائقها والذي كانت ستنتظرهم حتي ينتهوا من جلستهم
وقفت اسيل تقيم المظهر الخارجي للمطعم لتجد "نور" تتعلق في يدها بمرح : ايه رأيك؟ حلو اوي مش كدا؟
"اسيل": ممم فعلاً حلو، طب مش هندخل؟
"نور" وهي تنظر حول المطعم بترقب : هاا اه هندخل
"اسيل" بخبث: بتدوري علي ايه ها؟
"نور": مش بدور علي حاجه
"اسيل": ونبي ايه؟ هتضحكي عليا انا؟
"نور" بنفاذ صبر : يووه يا اسيل يعني انتي عارفه اهو ايه لازمته بقا غلاستك دي
"اسيل": مهو بصراحه انا مش فاهمه بعد الي عملتيه في الراجل ده ليكي عين ازاي تدوري عليه
"نور" بخجل: هو انا زودتها مش كدا؟
"اسيل": اه بصراحه كنتي سخيفه اوي
ثم فلتت منها ضحكه : يعني كفايه حتت انه هيخطفك ويبيع اعضائك دي
"نور": يووه يا اسيل متفكرنيش، معرفش ساعتها انا اتوترت كدا ومعرفش قولت ايه، اصلك ما شوفتيهوش.. !
"اسيل": ونبي كفايه انا زهقت وخلاص حفظت الكلمتين الي مسكاهم ليا من ساعه ما شوفتيه
ثم اردفت وهي تحاول تقليد نور بسخريه : حلو اوي يا اسيل... عنيه يا اسيل... ضحكته يا اسيل...
خلاص اسيل حفظت وزهقت من الاسطوانه دي، متشغليش بالك بقا بالحاجات دي وخلي بالك من تصرفاتك
"نور": طيب طيب خلاص تعالي ندخل
تقدموا من الباب ليدلفوا كانت نور تفتح الباب واسيل خافضه رأسها تهب ان تصعد الدرجتين الاوليين للمطعم رفعت عيناها وهي تتقدم نحو نور وقد لاحظت تجمد جسدها وتقول بإستغراب : في ايه يا بنتي ما تدخلي واقف..
لتشعر انها ستترنح ارضاً عندما نظرت للمكان التي تنظر نحوه نور بذهول..
شعرت بالدموع تترقرق في عينها من شده عصف مشاعرها ودق قلبها فلم تشعر حتي بنور وهي تسحبها سريعاً وترجع ادراجها
"نور" وهي تضع يدها علي فمها ولم تلاحظ حال اختها : يالهوي يا يا اسيل ده هو...! قاعد جوا ياا اسيل مش معقول...!
لم تجد رد فرفعت عيناها لتصدم من دموع اسيل التي تهطل علي وجنتيها وتضع يدها علي قلبها ضاغطه لعل الوجع يهدأ
"نور" بلهفه اقتربت منها وهي تشعر انها تترنح : اسيل مالك يا حببتي في ايه مالك
اغمضت اسيل عيناها بوهن وهي تنطق اسمه من بين شفتيها بشوق جارف ومشاعر مضطربه : سليــم
استغربت "نور ": ايه؟ سليم ايه
رفعت اسيل عيناها لها لتلمح شوقها ولهفتها في عيناها وهذا ما اوضحلها هويه من تتكلم عنه لتشهق بصدمه وتقول : قصدك سليم الي قابلتيه؟ انتي شفتيه جوه؟
اومأت لها اسيل وهي تضع يدها علي وجهها تمنع هطول دموعها اكثر فأقتربت منها نور بسرعه : اسيل يا حببتي اهدي مينفعش كدا احنا في الشارع، بعدين انتي بتعيطي ليه انتي خايفه منه؟
هزت اسيل رأسها نافيه بعنف لتكمل" نور" : اومال ايه بس ايه لازمته العياط ده؟
اخرجت "اسيل" كلماتها ببطئ وصدق مشاعر تقشعر له الابدان : معرفش يا نور ..اول ما شوفته حسيت.... حسيت انه واحشــني اوي وكان نفسي اشــوفه..!
ابتسمت "نور" علي حال اختها الغارقه في عشق خاطفها ومعذبها : طب يا حببتي مينفعش الي انتي عاملاه في نفسك ده لو عيزانا نمشي خلاص تعالي نروح
هزت اسيل رأسها بالنفي وهي تتشبت بأي فرصه لكي تراه فيها حتي وهي ترتعش من لحظه تقابل عيناهم..!
"نور": خلاص يبقا لازم تهدي، مينفهش يشوفك ضعيفه يا اسيل ويحس منك بلحظه ضعف تجاهه..!
لو عايزك وبيحبك زي ما بتحبيه هيوصلك ومش هيسيبك تبقي لحد غيرو..!
الراجل لما بيحب بجد ما بيقدرش يتحمل فكره ان تكون حبيبته لغيره وبيعمل المستحيل عشان يوصلها بسرعه وبأي طريقه، وهو لو بيحبك بجد هيوصلك و واحد بجبروته زي ما قولتي علي ما اظن ده مش صعب عليه، فأوعي ترخصي نفسك يا اسيل معاه، اوعي تحسسيه ان انتي مستنيه اي خطوه منه..! لازم يعمل المستحيل عشان يوصلك يا اسيل لازم تتأكدي انه بيحبك وانتي غاليه اوي وخليكي دايما عارفه ده وتستاهلي حد يقدرك ويصونك اوعي ترخصي نفسك وتبيعي كرامتك مهما حصل
"اسيل" جففت دموعها : انا عمري ما افرض نفسي علي حد ولا حتي ارخص نفسي عشان ارضي قلبي، انا عارفه قيمه نفسي كويس وعمري ما اضعف وادي لحد فرصه انه يستغلني
ثم هزت كتفها بقله حيله وترقرقت الدموع في عينها مره اخري وهي تشدد علي كلماتها : حتي لو كنت بـحبـه
سألتها اسيل سريعاً وهي تجفف وجهها : انتي شوفتي الي اسمه كرم ده جوه؟
"نور": ممم قاعد علي اول طربيزه علي ايدك اليمين
"اسيل " بذهول: طب ما سليم قاعد علي نفس الطربيزه وكان معاه واحد برده..!
"نور": مهو بردو كان قاعد مع كرم حد، استني هنا يعني الي قاعد مع كرم ده سليم..!!!!!!
"اسيل": والي قاعد مع سليم هو كرم..!، طيب ازاي؟! تفتكري ممكن يكون ليه علاقه بكندا صاحبتك ويكون قاربها بردو؟
"نور" وهي تهز كتفها بقله حيله :الحقيقه مظنش ممكن يكون صاحب كرم، هو اه كندا عندها اخ كبير اسمه سليم بس الي اعرفه عند كندا ان اسمها كندا محمد عبد العزيز وانتي بتقولي ان اسمه سليم المنشاوي يعني مفيش اي قرابه.. !
"اسيل": طيب المهم هندخل بس ونبي خليكي جمبي وشوفي كندا قاعده فين بسرعه عشان متوترش
"نور": بصي احنا ما نبصش نحيتهم اصلا ونعمل نفسنا ما شوفناهمش من اساسه وحاولي ما تبينيش توترك ده، فين اسيل التنكه الي الجامعه كلها كانت بتحاول تتقرب منها؟
"اسيل" بمرح: ونبي اتنيلي بلا اسيل التنكه ،اسيل بتقلب بطه بلدي لما تشوفه، ده انا بفكر اتراجع ادراجي وابقي قولي لصاحبتك اسيل وقعت في بلاعه
"نور": لا يا حلوه انشفي كدا تتراجعي ازاي انتي مش هتسيبيني ولو البلاعه بلعتك يبقا مش لوحدك البلاعات تشيل من الحبايب الف يعني هلف وشي وارجع معاكي واقولها اطشفتنا
مرحهم اخمد توترهم قليلاً ليأخذوا نفس عميق كل واحده تحاول حرجمه مشاعرها ونظراتها والعمل جاهده علي ضبط النفس وهم يتوجهون بخطوات واثقه داخل المطعم واسيل تشعر انها خطت اول خطوه في اعصار قاتل تهتز الارض من تحتها لزلزله مشاعرها ولكن تحاول الصمود والتماسك...
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
"سليم" وهو يرتشف قهوته: والله يابني اخر مره سافرت ايطال..
وقفت يده في منتصف طريقها لفمه وارتعشت عيناه وشعر بقشعريره تجري في جسده وعضلاته تتراخي وتترنح يدي ببطئ وهو يضع الفنجان علي الطاوله عيناه تحملق بها شوقاً وعشقاً ، انعزلت جميع الاصوات حوله ليسمع صوت دقات قلبه العاليه من داخل صدره الذي اخذ يعلو ويهبط بعنف، غير عابئ بمن حوله و لم يستطيع اخفاء شوقه وعشقه لها كم اشتاق لها واشتاق لعينها، يريد الهروله لها الان يستكين بين ضلوعها ويدفن وجهه في ثنايا عنقها يستنشق رائحتها، يعلم مدي إرهاقه الايام الماضيه وتأكد الان لما لا يرتاح فبالفعل لن يريحه إلا التأمل في وجهها الملائكي وانقطاعه عن العالم الخارجي ليتوه في عالم عيناها الخاص..
ظل علي حالته هذه غير عابئ بكرم الذي اخذ ينادي عليه مندهشاً من حالته التي لم يري عليها سليم من قبل ولم يتوقع قد ان يراه عليها..!
التف لينظر تجاه نظراته ليتعلق نظره هو الاخر بنور ولكن كانت حالته احسن من سليم بكثيييير فهو اعجاب مبدئي ولكن سليم كان عشقاً قانطاً
اما هنا لأسيل ونور كانو يسيرون بخطوات واثقه يخفطون انظار من حولهم ايضاً ولكن كانو بحاله لا يرثي لها فهم يعلمون ان نظرهم مثبت عليهم كانت نور حاله توتر عاديه، ولكن اسيل بالنسبه للذي تشعره فكانت حاله انهيار عسير ، لم تعلم كيف صمدت حتي وصلت لطاوله كندا الذي بالفعل شهقت من المفاجاة وانهالت عليها بالاحضان كانت اسيل تبادلها حضنها وهي مغيبه فتشعر انها جسداً فقد بينما تحوم روحها حوله من خلفها...
جلست اسيل وتعمدت اعطاءه ظهرها ولكن جلست نور في مقابله كرم الذي اخذت تتهرب من نظراته وتصتنع عدم ملاحظته ولكنه يعلم انها رأته عندما رأي حمره وجنتيها خجلاً وهروبها بأنظارها في المكان اجمع ماعدي مكانه، فعلم انها تعلم بوجوده.. ليبتسم بخبث ويلتف الي سليم الذي مازال جسداً متخشباً تتسع حدقه عيناه المثبته عليها وقد شعر انه مغيب..!
بعد ان نادي بأسمه العديد من المرات ولكن لم يجد رد فقرر مسك كفه وجذبه له لعله يفوق
عندما التف له سليم وهو مازال علي حاله الصمت والسكون تلك بادر "كرم" بسؤاله متعجباً : انت تعرفهم ولا ايه في ايه مالك؟
"سليم": مفيش حاجه يا كرم
"كرم": مفيش ازاي انت مش شايف حالتك؟، سليم انت كنت مغيب وانت بتبص علي البنتين الي قعدوا مع كندا انت مش حاسس بنفسك..!
نظر له سليم بعدم فهم..!
ليكمل "كرم" بخبث : هما بصراحه قمرات، بس انا اول مره اشوفك بتبص لبنت كدا..!
لاحظ "سليم" نظرات كرم للطاوله فأعتقد انه ينظر لأسيل ويقصد اسيل بكلامه فأقترب منه يجذبه من معصمه ويقول في اذنه بتحذير قانط: اياك تبصلها يا كرم، عشان انا معنديش هظار في الموضوع ده..!
"كرم" بإندهاش: ابص لمين فيهم بالظبط انت بتتكلم علي انهي واحده؟
"سليم": انهي واحده ايه، انا مشوفتش غيرها داخل..!
"كرم": انت قصدك علي المحجبه ولا الي بشعرها؟
"سليم": المحجبه..!
"كرم": طيب يعم انا بكلم علي الي داخله معاها الي بشعرها
"سليم": بس انا مشوفتش غيرها..!
نظر له" كرم"يتابع نبره الصدق في حديثه ليبتسم قائلاً : لا دي مشكلتك انت بقا، انت الي مش شايف غيرها وواضع ان الموضوع كبير وهي تستا....
"سليم" ينظره داميه: متكملش ومتركزش معاها يا كرم بدل ما اقوم عليك ومش هيهمني احنا فين ولا حتي الناس
"كرم" وهو يريح ظهره : ااااه لا ده الموضوع كبير فعلاً
"سليم" بنفاذ صبر : ولا كبير ولا حاجه وركز في اكلك انت بس
تابع كرم طعامه وهو يخطف الانظار لها من حين لأخر يراها وهي تأكل في توتر بعد ان طلبوا طعامهم هن الاخرين فتأكد انها تعلم انه يراقبها لذالك تشعر بالخجل وهي تأكل امامه ليبتسم مستمتع بخجلها ويخفض رأسه يحاول منع ضحكته
كان سليم شارداً فقد ارسل الله هذه الصدفه كالنجم الساقط من السماء، ظل يفكر بأي حجه سيتحدث إليها وكيف في وجود اخته وهذه الحشد هو ايضاً لا يريد احراجها...!
تابعها بإهتمام وهي تهم واقفه من مكانها تأخذ طريقها للمرحاض بعد ان انتهت من طعامها
زفر بضيق عندما لاحظ عدم اهتمامها به وقد ظن للحظه انها بالفعل لم تأخد بالها من وجوده..!
تهجم وجهة وعقد حاجبيه بضيق ولكن سرعان ما ارتسم الانتصار علي وجهه وهو يقول بخبث : كانت تايهه عني فين دي بس..! وهي دي ينفع معاها غير كدا...!
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
توجهت اسيل للمرحاض وهي تدعوا ان تصل قبل ان تسقط فاقده الوعي دلفت واغلقت الباب خلفها ظلت تأخذ نفسها وصدرها يعلو ويهبط بعنف وكأنها كانت تحبس انفاسها طوال هذه الفتره نظرت لصورتها المعكوسه في المرآه وضغطت علي قلبها بقوه تحاول بث كلماتها له
"اسيل": اهدي يا اسيل، عادي يعني صدفه مهو انتي ما اشترتيش البلد يعني ، اهدي وخدي نفسك وخلي بالك متبصيش ليه، لو عينه جت في عنيكي مش هتقدري، اثبتي كدا ومتبصلوش حتي لو واحشك ونفسك تملي عنيكي منه وانتي مش ضامنه هتشوفيه تاني ولا لا
اخذت نفس عميق وهي تعدل حجابها بأهتمام وتستعد للخروج مره اخري
قبل ان ترفع يدها تمسك بمقود الباب لتفتحه
انقطع التيار الكهربائي واصبح المكان حالكاً بشده حتي وانها انتفضت خوفاً وهي لا تستطيع الوصول لمقود الباب ولا حتي تري محتويات حقيبتها لكي تأخذ الهاتف تنير به، اخذت تتحسس حتي فتحت الباب وخرجت وهي تحمد الله ولكن لم تقدر علي التحرك خطوه واحده فكان المكان شديد الظلام خصوصاً مع جدرانه حالكه السواد فتجمدت مكانها للحظه اغمضت عيناها بأمان حين اشتمت رائحته في المكان تغلفها ..
انتفضت سريعاً وهي تشعر بمن يضع يده علي فمها ويجذبها من معصمها ولكن هذه المره شعرت بنبضات قلبها تعصف ورائحة قد اقتربت...!
فلم تحاول الصراخ او المقاومة بل استسلمت له..!
مما تعجب منه هو الاخر..!
لمحت عيناها شعاع من النور بعد ان وجدت نفسها خارج المطعم وقد خرجت من الباب الخلفي للتو والذي يوجد بشارع جانبي بعيداً عن ضوضاء الشارع الرئيسي
التفت له اسيل وهي تراه واقفاً يضع يده في جيب بنطاله ينظر لها بنظرات لم تستطيع تفسيرها ولكن اخجلتها و بسمته التي زينت ثغره جعلتها تتأمل ملامحه شوقاً و ابتسامتها تضوي فوق شفتيها .. ولكن نظرت حولها وعنفت نفسها بشده فها هو قد حدث ما كانت تخشاه وبدأت تليين معه لتستجمع قواها وتدارج نفسها مذكره نفسها بكلمات نور لها وهمت بتوجيه الكلام له وهي ترفع اصبعها في وجهه
ليسبقها "سليم" مقاطعاً : شش ولا كلمه اعمل ايه يعني مهو انا خلاص اتعودت لازم اخطفك عشان اعرف اكلم معاكي كلمتين
فلم تقدر اسيل علي منع ابتسامتها وقد اراحت يدها مره اخري تخفض رأسها خجلاً
فأردف بخبث : او يكون في مصيبه وازوالك ونعمل فيلم اكشن يقلب علي دراما، المهم لازم يكون في مصيبه عشان اعرف اشوفك
ليقترب خطوه منها فرفعت عيناه تبتسم رغماً عنها تحاول جاهده منع ضحكتها وهي تنظر له بترقب ليقول برقه وصوته الاجش : وبما ان النهارده شكلو يوم حلو ومافيش مصايب وفي كلام مهم لازم تعرفيه فقررت اعمل انا المصيبه بقا واخطفك...
قال كلماته الاخيره وهو يغمز بمرح
ابتسمت "اسيل" مداعبه : وهل الحاجه دي تستدعي الخطف مره اخري يا سليم بيه؟
اومأ "سيلم" برأسه في حركه دراميه : جداً جداً
نظرت له اسيل بترقب وفضول تنتظر كلماته لتلاحظ دفئ نظراته لها...
"سليم" ولم يقدر منع مشاعره الجارفه وشوقه لها خرجت كلماته بصدق وهو يشدد عليها بصوته الاجش : وحــشـتـيني ..!
عصفت المشاعر بكيان اسيل عند وقوع كلماته علي مسامعها وانفجرت الحمره بوجنتيها خجلاً وطلت تفرك يدها بتوتر
لتصل لمسامعها ضحكته الرجوله فترفع عينها تراه يضحك بشده
"سليم" بخبث وهو يتابع خجلها بإستمتاع : خلاص يا طمااطم ما وحشتنيش، وحشتني مصايبك بس..
"اسيل" تريد ان تختفي داخل الجدران من كثره خجلها لتخرج كلماتها بتوتر : طب بعد اذنك عديني انا لازم ادخل
رفع "سليم" حاجبه بإستنكار : نعم ياعنيا؟ يعني انا خطفك ومكلف نفسي عشان تقوليلي لازم ادخل..!
اندهشت "اسيل" وقالت بعدم فهم : ايوا يعني عايز ايه؟
"سليم" بخبث: فين التعويض؟ هو مش الخطف ده لازمله تخطيط وتنفيذ وبتعب فيهم؟
"اسيل" وقد تناست خجلها غيظاً منه : تعويض؟ انت الي بتمرمطني وكمان عايز تعويض؟ يااخي ده انا متخطفتش وانا صغيره جيت انت خطفتي بدل المره عشره وانا كبيره ده انا الي المفروض يبقا ليا تعويض علي كل مره خطفتني فيها
"سليم" بأبتسامه مرحه : عشان انا محدش قدي، واديكي جربتي بنفسك، وخلاص اعتبريها رشوه عشان ابطل اخطفك تاني
ثم تابع بخبث وهو يغمز : إلا اذا كنتي عايزه تخطفي تاني، وفي الحاله دي انا معنديش مشكله، اصل حبيت الموضوع اوي الصراحه
شددت علي كلماته الاخيره فتنهدت اسيل تحاول تهدأه مشاعرها
"اسيل": طيب والمطلوب؟
كان سليم يعلم كل شئ عنها ولكن عاهد نفسه علي عدم اشعارها بهذه ومجاراه خطوات تعارفهم بتلقائية حتي تحبه بنفسها وبرغبتها..
"سليم": المطلوب اني لما اعوز اطلبك اطلبك علي ايه
"اسيل" : ها؟ دي زي ارنبنا في منور انور كدا؟
صدعت ضحكه" سليم " : انتي شكلك مش عاوزه تجبيها لبر وتجنيني معاكي، اقصد رقمك يقطه
"اسيل" شعرت انه يسخر منها وانه يضغط عليها لتنفيذ ما يريده فقالت بتحدي : القطه ما بتديش رقمها لحد
"سليم" بثقه: وسليم مفيش حاجه بتخفي عليه والي عايزه بيحصل واظن انتي عارفه كدا كويس
"اسيل" بتحدي: بجد؟ طيب وريني هتجيبه ازاي وانت حتي متعرفيش اسمي
قابل "سليم" تحديها ببرود وهو يصدمها : تصدقي فعلا انتي صح
نظرت اسيل بإنتصار وهمت بالرحيل ولكن التفت له تفتح فاهه بصدمه عندما سمعته ..
"سليم" بثقه : معرفش عنك غير انك اسيل محمود السيد والدك صاحب معارض "The great car" وانك في كليه هندسه وده اخر ترم ليكي وانك من الطلاب المميزين الي كل سنه بيتكرموا من الاوائل
"اسيل" بصدمه: انت... انت بت.. قو. ل ايه؟
انت عرفت كل ده ازاي؟
"سليم" يغمز بخبث : مخاوي مش كدا؟
ثم اقترب منها مره اخري واردف بخبث : فاكره لما قولتلك ان الي انا عايزه هو الي بيحصل وبس؟
نظرت له "اسيل" بتحدي: خلاص لو عايزه اعرفه لوحدك بقا
استغرب من نبره الثقه التي تتحدث بها فأغظته وكان سيقول له انه بالكاد معه ولكن تريث وتركها تمرح قليلاً بعنادها
كانت اسيل تقول بثقه وقد اقتنعت بأن جميع هذه المعلومات موجوده علي حسابتها الشخصيه علي مواقع التواصل الاجتماعي وصور تكريمها فمن السهل الوصول لهذه المعلومات لسهوله الوصول لحسابها الشخصي كما فعلت لوجي معه
وكانت متأكده ان لا يحتوي اي حساب لها علي رقمها وبسزاجه ظنت ان هكذا الطريق مغلق امامه...!
ظلت نظراتهم متقابله بتحدي وثقه واستمتاع
لتتحول نظراته لأسيل لنظرات تلتهمها شوقاً وخرجت صوته الاجش واثقاً : هيحصل يا اسيل، هيحصل الي انا عايزه
لم تفهم كلماته ولكن شعرت ان خلفها معني اكبر بكثير من معرفه رقمها فقط..!
واذابتها نظراته خجلاً .. لتهرب من نظراته راقضه نحو المطعم مره اخري وهي تري نور تقف عند المرحاض تبحث عنها بقلق
حاولت نور ان تستفسر عن تأخرها وعن منظرها المزري ولكن حثتها اسيل علي الرحيل فوراً وبالفعل توجهه لكندا والقوا عليها التحيه سريعاً وقد كانت انهت نور امور الحساب مع كندا فتوجهوا سريعاً تاركين المكان ونور تتبع اسيل بعدم فهم..!
ولكن تريث سليم وقد ارتفعت ابتسامته علي ثغره وهو يدلف للمطعم مره اخري ولكن ليسلك طريقاً اخر لمكتب الاداره
استقبله رجل في مثل عمره وهو يضحك بإستمتاع
"سليم" وهو يضحك بمرح: حبيبي يا كريم بيه
"كريم": وهو احنا عندنا اعز من سليم بيه المنشاوي نقطعله النور، ده احنا نضلملك مصر كلها لو تحب ياباشا
صافحه "سليم" بإمتنان قائلاً : تسلم يصاحبي
