رواية ما بعد العشق الفصل الرابع4 بقلم ساره مجدي


 رواية ما بعد العشق 

الفصل الرابع

بقلمى ساره مدى

 

كانت تضع الطعام و هى تنظر إليه بين كل حين و آخر تتمنى أن تستطيع الدخول إلى


 عقله و فهم ما يدور بداخله لكنه يحجب عينه عنها يضحك مع مصطفى و يلاعبه و حين ينظر 


إليها تجد عينيه محمله بالذنب و الأسف

هى لم تعد تحتمل و لن تنتظر أكثر من ذلك دليل خيانه معها و يكفى أحساسها و تباعده هى لن تنتظر

هى فدوى عثمان الوريدى و لا تقبل أبدا حياة كهذه  

حين أنتهى مصطفى من طعامه قالت له أمره

- يلا على أوضتك يا مصطفى و أنا شويه و هجيلك

أومىء الصغير بنعم و غادر طاوله الطعام وقفت هى على قدميها و قالت بصوت بارد لا روح فيه

- مستنياك فى الأوضة علشان لازم نتكلم

ها هو ما كان يخشاه يتحقق ... لقد وصلت فدوى إلى نهاية صبرها لقد تحطم أمله فى أن تظل صامته متماسكه أن تستمر فى خلق الأعذار أو التجاهل و الصبر أغمض عينيه و أخذ نفس عميق فما هو مقدم عليه ليس سهلاً ابدأ و لا يعرف نتيجة عواقبه

و لكن المواجهة أصبحت حتميه و الخساره أيضاً

~~~~~~~~~~~~~~~~~

وصل إلى عيادته بعد إتصال سكرتيرته و هو يشعر ببعض الأندهاش و الفضول أيضاً

دلف إلى غرفته ليجد خالد يجلس على الأريكه الكبيره المواجهه لمكتبه و يبدوا عليه أنه سارح مهموم أقترب منه وهو يقول

- أهلاً و سهلاً سيادة الرائد نورت العياده

رفع خالد رأسه ينظر إليه بعيون حمراء بها نظرة غضب مختلط ببعض القلق و التوتر ثم وقف و هو يقول

- أهلاً يا دكتور

رغم أن حديثه يشوبه بعض السخريه إلا أن أكرم تجاهل كل ذلك و توجه إلى مكتبه و جلس خلفه و هو يقول

- أتفضل أقعد

و جلس بهدوء ... ظل خالد ينظر إليه لعدة ثوانى ثم عاد لمكان جلوسه من جديد لكن تلك المره و عيونه ثابته على أكرم و كأنه ينتظر منه شىء ما أو كلام محدد أو فعل معين .... لكن أكرم ظل صامت تماماً كعادته ينتظر من يجلس أمامه أن يتكلم و لم يدم أنتظاره طويلاً حيث قال خالد بصوت مختنق

- أنا مش عارف أنا جاى ليك ليه رغم إنك من أسباب مشاكلى ... و أنى شايفك أكتر أنسان أستغلالى فى الدنيا

قطب أكرم جبينه و أرتسم على ملامحه بعض الحيره ليقول خالد من جديد

- أنت شخص بارد و من وجهة نظرى أنت من أهم أسباب موت حمزه

رغم الألم الذى يشعر به داخل قلبه من ذلك الأتهام و خاصه و أن حمزه له مكانه خاصه بداخله و محور أساسى فى حياته و أثر قوى يرتسم على جدران ذكرياته إلا أنه كان يستمع إليه بتركيز شديد و على وجهه تلك الإبتسامه الهادئه التى جعلت محدثه يثور غضباً و يقترب من مكتبه و يضرب عليه بكل ما لديه من قوه و هو يصرخ قائلاً

- أنت أكتر شخص بارد شوفته ... أنا بتكلم عنك و أنت بارد و هادى كده لأ و كمان بتضحك

- مستنى أعرف أنا أستغلالى إزاى و مشاكل أيه إللى عملتهالك و إزاى كنت سبب فى موت الشهيد حمزه الله يرحمه

ظل خالد ينظر إليه بغضب مكتوم  ثم أعتدل واقفاً و هو يقول

- أنا غلطان أنى جيتلك

و تحرك ليغادر الغرفه ... ليقول أكرم بهدوء

- أنت فاقد الثقه فى البنات مش كده

قالها أكرم بهدوء جعل خالد يقف مواجهاً للباب ثم نظر إليه بتوتر ليبتسم أكرم و هو يعتدل فى جلسته

- أنا مستمع جيد و هنسى تماماً أنى سبب مشكلتك علياء مراتى و هتعامل بحياديه و تفتح

رغم أن كل قطره من دمه تثور بداخله تحثه على أن يقف  و يحاوط عنق الواقف أمامه من كثرة الغيرة لكن أحساسه كطبيب ينبهه أن الواقف أمامه يعانى بشده و واجبه المهنى يحتم عليه أن يقوم بواجبه تجاااهه

عاد خالد و جلس أمامه صامت و بعد عدة دقائق كان الصمت هو سيد الموقف قال خالد

- خطيبتى سابتنى بسببكم

لتظهر الصدمه واضحه جليه على وجه أكرم

~~~~~~~~~~~~~~~~~~

وصلت أمام بيت النادى فلابد أن يمر على والدته أولا ثم يذهب إلى بيت الوريدى ... هذه هى الأصول و هى تتفهم ذلك جيداً و أرتسم على وجهها إبتسامه ناعمه رقيقه ترى إبنها يركض إلى حضن جدته بسعاده ثم توجه إلى مكان جلوس نور و ورده و حمزه يلعب معهم

أن يامن يختلف تماماً معهم يتحول لشخص حيوى و نشيط بعيد عن هاتفه و أفلام المغامرات العلميه

جلس رحيم بجوار والدته بعد أن حيا خاله و زوجته لتقص عليه والدته ما حدث مع ورد لتقف مسك راغبه فى الذهاب إليها

و لكن رحيم أجلسها و هو يقول

- أستنى يا مسك هتصل بتمام و أسئله لو ينفع تطلعى و لا لأ .... ممكن تكون نايمه

أومئت بنعم ليخرج هو هاتفه و حادث ابن خاله و أغلق الهاتف و هو يقول

- ورد نايمه و تمام هينزل دلوقتى

لتقول وداد بقلق

- أنا خايفه عليها اوووى بقالها فتره تعبانه لكن كانت بتقاوح و مش عايزه تمام يشيل هم

- طيب أنتِ مقولتليش ليه يا أمى ... ليه مأكدتيش شكوكي كنت أجبرتها أنها تروح للدكتور

قالها تمام الذى كان يقف خلف والدته و أستمع إلى حديثها

لتقول مسك ببعض التلعثم

- ممممالها و و ورد

نظر إليها رحيم و مسك يدها و قال بابتسامه

- متخافيش يا حبيبتى ... أكيد هنطمن عليها و نعمل كل المطلوب

- أنا غلطان كان لازم أنتبه أكثر من كده .. كان لازم أخد موقف و مسكتش

قالها تمام بتأنيب لنفسه ليقول والده بهدوء

- يا ابنى ده نصيب ... و ان شاء الله هتكون كويسه و نطمن كلنا

ليخيم الصمت على الجميع و عيونهم ثابته على الأطفال الصامته تماماً و كل من نور و يامن يحاولن معهم حتى يعودون إلى طبيعتهم

~~~~~~~~~~~~~~~~~

عادت علياء إلى المنزل و هى تفكر فيما حدث و جعل أكرم يغادر الدار بتلك الطريقه

داخلها شعور قوى أن الأمر يخصها و لكنها لا تعلم كيف

أنتبهت لصوت ابنتها لتحملها إلى الحمام و بدأت فى تبديل ملابسها و تجهيزها لأخذ حمام دافىء حتى تستطيع النوم

رغم أنها كانت تداعب ابنتها التى تضحك بصوت عالى إلا أنها تشعر أن شىء سىء سوف يحدث

~~~~~~~~~~~~~~~~~

وقفت حسناء حتى تذهب خلف كارما و لكن أوقفها راشد بأشاره من يده ثم قال

- أنا هروح أشوف مالها .... مش ههرب من الموقف و لازم أفهم إيه إللى وصل بنتى أنها تحس بالأحساس ده نحيتى

كانت حسناء تنظر إليه بشفقه و قلق و لكنها أومئت  بنعم فرغم ذلك الألم الواضح بعينه إلا أن كلامه صحيح كارما تحتاجه هو الأن أكثر من أى شخص آخر

توجه إلى غرفة أبنته و طرق الباب برفق ثم فتحه و وقف ينظر إليها ترتب بعض أغراضها فوق مكتبها الصغير

أخذ نفس عميق ثم أقترب منها و جلس على طرف السرير  ينظر إليها بتفحص لكنها لم تعيره أى إهتمام و كأنه لم يدلف إلى الغرفة أخذ نفس عميق ثم نادها بصوت هادىء لتتوقف يديها عما كانت تفعله لكنها لم تنظر إليه

كارما صاحبة الست سنوات تتعامل معه بنفس أسلوب حسناء أنها نسخه مصغره منها على الرغم من أنها لا تحمل فى تكوينها البيولوجى أى جينات وراثيه منها إلا أن من يراهم يقسم أنها أبنتها أكثر من كاميليا

نادها من جديد لتنظر إليه بصمت فقال مباشرهً

- أنا آسف

- على أيه ؟

قالتها سريعاً ليرفع كتفيه بمعنى لا أعلم لتقول هى

- و لما أنت مش عارف بتعتذر ليه ؟

ظل صامت لثوان ثم قال بحب أبوى صادق

- علشان شايف الحزن فى عنيكى ... علشان عرفت إنك زعلانه منى و أنا مقدرش على زعلك و حزنك ..  بعتذر من غير معرف السبب علشان بحبك ... لكن كمان مش هخرج من الباب ده إلا لما أعرف و أصالحك

كانت تود أن تلقى بنفسها بين ذراعيه و تتنعم بحنانه و دفىء أحضانه و تبكى و تشعر بيده تربت على ظهرها بحنان و لكنها لن تفعل ذلك هى تعلم جيداً أنه لا يحبها كما سمعته يقول  ... لا يراها أبنته المفضله كاميليا هى رمز حبه لوالدتها و هى لا فكيف تصدق كلماته الأن  

عادت بكامل أهتمامها إلى ما كانت تفعله وهى تقول

- مفيش داعى للأسف على حقيقه مشاعرنا و بما أنك مش عارف أيه إللى مزعلنى ... يبقى مفيش كلام أقوله

كان يشعر بالأندهاش من كلماتها و عمقها و لكن ما الغريب أن كارما تعشق مشاهدة المسرحيات الكلاسيكيه و كذلك الأفلام ... تجلس بجانب حسناء لتقول لها القصص الروائيه و الذى كان يندهش أنها تلفت أنتباهها

أنها شابه بالغه فى جسد و عمر طفله

و لكن ماذا تعنى بحديثها هو لا يفهم

حاول أن يتحدث معها من جديد لكنها غادرت الغرفة حتى لا يستطيع فعل ذلك

ظل جالساً فى مكانه يشعر بقبضه قويه تعتصر قلبه و خوف جعل بروده قاسيه تسرى فى عروقه

و كانت هى تقف عند الباب تشعر بألم قوى و حيره و خوف مشابه لخوفه و أحساس كبير بالفشل

~~~~~~~~~~~~~~~~~~

ظل ينظر إلى خالد بصدمه وحيره و لكنه قال بهدوء فهو يرغب الأن فى فهم الأمر  

- بسببنا إزاى يعنى ؟ و بعدين  أحنى نعرفها منين أصلاً علشان يكون لينا دخل فى أنها تسيبك ؟

ظل خالد صامت و لكن نظرة عينيه أكدت لأكرم أن هناك شىء آخر .... هناك أمر يختلف تماماً عن كل تلك التراهات التى قالها فعاد الصمت بينهم من جديد حتى قال خالد بتوتر و بعض التلعثم

- أنا ... أنا كنت ... كنت عارف كل إللى .... إللى هى عملته مع حمزه

فهم أكرم تلميح خالد عن ما حدث قديماً من علياء فى حق حمزه فقال باستفهام

- هو حكالك ؟!

نظر إليه خالد ببعض الغضب و هو يقول

- حمزه مش من الرجاله إللى ممكن يقبل حد يجيب سيره مراته و خصوصاً مع رجاله غرب

فهم تلميحه الثانى ... و الذى ضرب كرامته فى مقتل لكنه قال بهدوء

- مفيش راجل حقيقى يقبل أن سيرة مراته تكون على لسان أى حد ... و ما تفتكرش أنى هستحمل تلميحاتك كتير ... أو أنى هقبل أى تطاول أو تجاوز ... لكن

صمت يتابع تعابير و جه خالد التى تختلف بين الخجل و الغضب و بعض من الأحتقار و أيضاً الاستهانه و لكنه أكمل بهدوء

-  لكن أنا عارف و متأكد أن فى عندك مشكله كبيره .. و أنك محتاج حد يساعدك تحلها ... و لو مش حابب تتعامل معايا على أنى دكتور و بس ... أقدر أقولك على أسماء دكاتره تانيه  

عاد الصمت يخيم عليهم من جديد و كل منهم ينظر إلى الآخر بتفحص و ترقب حتى قال

- معنديش إستعداد أتكلم مع حد غريب فى حاجه تخص الشهيد

- تمام يبقى أتفقنا .... أنت مريض و محتاج مساعده و أنا دكتور و قررت أساعدك

قالها أكرم بثبات و قوة رغم أن بداخله ألف دافع يجعله يقف الأن و يتوجه لذلك الجالس أمامه و يبرحه ضرباً يكفى نظرته إلى علياء وظنه السىء بها

                    الفصل الخامس من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

لقراة الجزء الاول عشق الرجل كاملة من هنا


تعليقات



<>