الحلقه السادسه
ما بعد العشق الجزء الثاني من عشق الرجال
بقلم ساره مجدى
كان يقف أمام طاولة الزينه يضع لمساته الأخيره على ملابسه ... بعد أن أخذ حمام دافىء
و تناول ثلاث أكواب من القهوه عله يضل بتركيزه و نشاطه حتى ينتهى مما ينتظره
نظر إليها نظره خاطفه و هى غافيه
كم يود لو أستيقظت الأن .... أن يرى عينيها و أبتسامتها و يسمع دعواتها التى تهمس بها دائما و هى تودعه يومياً عند الباب
توجه إلى الأريكه الصغيره و جلس حتى يرتدى حذائه فى نفس اللحظه التى فتحت فيها عيونها و أعتدلت تنظر إليه بابتسامه ناعمه و قالت
- صباح الخير
رفع رأسه ينظر إليها بابتسامة سعاده و هو يقول
- صباح الخير على كل الخير
رفعت حاجبيها باندهاش و غادرت السرير بعد أن ألقت نظره سريعه إلى الساعه المعلقه بالحائط و قالت
- آسفه أنى أتأخرت فى النوم ... حالا هعملك حاجه سريعه للفطار
أوقفها سريعاً و هو يقول
- أنتِ تعبتى معايا أمبارح ... و كمان مأخدتيش كفايتك فى النوم ... و أنا شربت قهوة كتير بصراحه و من كتر التوتر مش قادر آكل أى حاجه
ربتت على كتفه برفق و قالت بابتسامه واسعه
- متقلقش ان شاء الله كل حاجه هتتصلح ... و أنت قدها
أقترب يقبل جبينها بحب ثم قال
- أدعيلى يا نجاة
ثم تحرك ليغادر الغرفه فقالت سريعاً
- طمنى أول ما تخلص
نظر إليها بابتسامه واسعه و أومىء بنعم ثم غادر سريعاً تلاحقه دعواتها التى تسعده و تطمئنه
~~~~~~~~~~~~~~~
كان يجلس بداخل سيارته أمام بيتها .... بعد أن ظل طوال الليل يفكر فى كلمات أكرم و يحاول تذكر كلمات رامز له فى ذلك الأمر خاصه بعد كلمات أكرم التى أضائت بداخل عقله أغمض عينيه يتذكر الموقف القديم من جديد و الذى كان قد غاب عن عقله تماماً
(( ليبتسم خالد بجانب فمه ثم قال بصرامه
- أنت كنت تعرف مرات الشهيد حمزه منين يلا ؟
لتجحظ عين رامز وينتفض جسده كله برعب وخوف ولم ينطق بحرف ليحركه خالد بعنف و هو يقول
- أنطق يالا بدل ما أدفنك حى متطلعش شياطينى
لترتعش شفاه رامز فى محاوله لإخراج الحروف وقال بصوت ضعيف
- والله ما كنت أعرفها أندورا هو إللى جابلى كل حاجه تخصها وطلب منى أعمل كده
- وعملت أيه بقى يا روح أمك ؟
ليقص عليه كل ما حدث مع علياء وكيف بدء يجذب انتباهها له وإلى حديثه و كيف بدء بسحبها إلى التجاوب معه وإلى أين وصلوا
- لكن الشهاده لله هى ست محترمه يمكن حودت شويه عن الصح لكن كتير كانت بتبقى عايزه تتراجع وتقطع كلام لكن أنا إللى مكنتش بديها فرصه وكمان عمرها ما أتجاوزت فى الكلام
ليرفع خالد قدمه ويضربه فى صدره بقوه وهو يقول
- أومال التسجيلات الصوتية دى أيه
تأوه رامز بشده ورأسه مستريحه أرضاً يرى فقط حذاء خالد قال باستسلام للألم
- كان مجرد كلام عادى والتسجيل إللى فيه كلام مش تمام ده تركيب علشان أوهم جوزها أننا كنا بنتكلم فون كمان
أشتعلت نار حارقه داخل صدر خالد ليضربه بقوه بقدمه فى معدته ثم بصق عليه وغادر سريعاً ))
أخذ نفس عميق و كلمات أكرم تعود تتردد داخل رأسه
(( حمزه أخد حقه منها بكل الطرق .... لأنه أكتشف الموضوع قبل جوازه منها و مع ذلك كمل فى الجوازه ... حمزه أتوجع و أتألم جالى هنا لأنه ماكنش قادر يعذبها زى ما هو بيتعذب من كتر حبه فيها .... و يوم ما عرف حقيقة الحكايه من رامز جالى هنا و كان محتار و مش عارف يعمل أيه و بعدها عرفت أنه قبل استشهاده بساعات أتكلم معاها و قالها أنه عنده إستعداد أنه يسامحها و يبدء من جديد ))
كيف غفل عن كل تلك الحقائق ... و لكن حتى إذا كان الأمر بهذا الشكل الذى صوره له أكرم يظل فعل الخيانه قائم و قد حدث
ترجل من السيارة و صعد إلى منزلها ... هو لم يتصل كما أعتاد قبل حضوره ... هو يريد أن يوضح الأمور العالقه و يجد لها حل و نهاية
طرق على الباب عدة طرقات ووقف ينتظر
عدة ثوانى مرت حتى فتح الباب ليرفع عينيه إلى والدها الذى ينظر إليه بوجه هادىء لا يبدوا عليه اى شىء حتى أنه رحب به و دعاه للدخول
كان خالد يفكر ألا يعلم ما حدث ... أيعقل أن تكون ليلى لم تخبره بما حدث ... كيف هذا و هو يعلم جيداً مدى قوة علاقتهم و قربهم من بعضهم
جلس على الكرسى الذى أشار عليه والدها بصمت ليقول السيد رأفت
- ثوانى هنادي ليلى
وغادر من أمامه ليذهب إلى ابنته التى لم تغادر غرفتها منذ ليلة أمس
التى قضتها و هى تبكى بقهر و حزن و تتألم بشده
طرقات على باب غرفتها ثم دلف حين لم يستمع إلى صوت منها ليجدها غافيه و الدموع مازالت نديه على وجنتها ظل واقف فى مكانه ينظر إليها بأشفاق ثم غادر و بداخله ...لن يتهاون معه سوف ينتصر إليها و يعيد إليها حقها ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان يقف أمام الجميع يشرح كل ما قاموا به خلال هذا العام ... و عيونه تنظر إلى جميع الوجوه بتركيز شديد .... هو كتأكيد أم لا أحد من أفراد عائلته سيقوم بفعل مثل هذا و يقصد هنا عائله الوريدى و النادي هو متأكد أن هناك يد دخيله خلف كل ذلك و سوف يصل لها
كانت نظرات السعاده ترتسم على وجوه الجميع ... جده ووالده و أيضاً ابن عمه و زوج أخته والعم حسان ابو عامر ... فسليمان تغيب عن هذا الأجتماع بسبب مرض ابنته الذى أقلق الجميع و سوف يذهبوا إليها بعد أنتهائهم حتى يطمئنوا
إنتهى مما أراد قوله و قدم الأوراق التى تثبت حديثه و بدء الجرد بالفعل ... و هو يجلس بعيداً صامتاً يفكر و يتابع كل شىء بعيون صقريه
أقترب منه عامر يقول بصوت هامس
- كيف حال فدوى ؟
نظر إليه كامل باندهاش و هو يقول بعدم فهم
- نعم ... أنت بتسألني عن مراتك ؟
أخفض عامر عينيه أرضا ثم قال
- فدوى طالبه الطلاق
ليرفع كامل حاجبيه باندهاش و قال بصدمه
- ليه ؟ أيه إللى حصل علشان المواضيع توصل بينكم للطلاق
أخفض عامر رأسه و هو يتذكر ما حدث بالأمس بعد ما قاله لها توجهت مباشرهً بصمت و بروح كسيره إلى غرفة أبنهم جمعت جميع ملابسه و ألعابه و عادت إلى غرفتهم جمعت ملابسها و كل ما يخصها فى حقيبه كبيره و أمسكت هاتفها و أتصلت بالعم محسن و طلبت منه الحضور إليها .... ثم خلعت خاتمها و وضعته على طاوله الزينه و ظلت تنظر إليه طويلاً بصمت ثم قالت
- أحنى كل إللى بنا أنتهى ... ربنا يوفقك و يسعدك
و أمسكت حقيبة ملابسها و غادرت الغرفة
ظل هو على جلسته فوق الكرسى ينظر إلى خاتمها بحيره و ألم و إحساس أن قلبه سقط من ناطحة سحاب ليتحطم إلى أجزاء صغيره بعثرت على الأرض و دهسها بلا رحمه أو شفقه
لكن مِن مَن يطلب العفو و المغفره ... هذا ما جنته يديه و عليه تحمل العواقب
عاد من أفكارة ينظر إلى كامل بصمت فهو لا يعلم بما يخبر به كامل و لكنه و بعد عدة ثوانى من الصمت
- أقعد معاها يا كامل و شوف أيه طلبتها و أنا تحت أمرها
ثم وقف سريعاً و غادر من أمامه لينظر كامل الى والده و جده من الواضح أنهم أيضاً لا يعلمون ما حدث
لقد شعر بقبضه قويه تعتصر قلبه فأخته الصغيره تتألم و عليه أن يكون جوارها
عاد من افكارة على صوت جده يقول
- خلاص كده ... يلا كل واحد على شغله و ربنا يقويكم يا ولاد
أقترب كامل من مكان وقوف والده و جده و قال
- أنتوا هترجعوا البيت الكبير دلوقتى ؟
أومىء نعمان بنعم ليقول كامل سريعاً
- طيب ممكن بس تستنوا ثوانى علشان أنا هرجع معاكم
أومىء عثمان بنعم و هو يشعر أن ولده ليس بخير و أن هناك خطب ما لكنه سينتظر أن يسأل عن شىء
غادر كامل الغرفه و أخرج هاتفه أتصل بنجاة حتى يطمئنها و أخبرها أنه سيعود إلى البيت الأن لكن سيكون بالبيت الكبير من أجل فدوى
أنهى محادثته و عاد إلى والده و جده الذي تأكد لديهم الأن أحساس قوى أن هناك خطب ما
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
جلس رأفت أمامه ينظر إليه بهدوء ينتظر ما يريد قوله لكن ألتفات خالد إلى باب غرفة ليلى جعل رأفت يقول
- ليلى نايمه ... و أعتقد إنك تقدر تتخيل حالتها أيه
أومىء خالد بتفهم ... و ظل صامت لعدة ثوانى ثم قال
- أنا عايز فى الأول أعتذر لحضرتك عن الحاله إللى فيها ليلى
لم يعقب الرجل الجالس أمامه ليكمل هو بنفس الهدوء
- أنا مش هنكر أن ليلى ممكن يكون معاها حق .. بس
- بس أيه ؟
قالها رأفت سريعاً ليرفع خالد عيونه إليه و قال و كأنه يلقى الكلمات من داخله قبل أن يتراجع
- أنا روحت أمبارح لدكتور نفسانى
ليقطب رأفت حاجبيه باندهاش ليكمل خالد كلماته
- أنا مش ضعيف علشان لما أكتشف فى نفسى مشكله أهرب منها و موجهاش ... و أنا جيت النهارده علشان اواجهه خطىء و أوضح الصوره
لم يعقب رأفت على كلمات خالد لكن لانت ملامحه قليلاً ليكمل خالد قائلاً
- أنا بس عايز حضرتك تقنع ليلى أنها تصبر عليا ... أحنى ممكن نأجل الفرح .. لحد ما نشوف أيه إللى هيحصل .... أنا بحب ليلى و مش عايز أخسرها
خيم الصمت عدة ثوانى على الرجلين حتى قال رأفت بابتسامه
- أنا مش بحترمك من شوية ... الراجل الحقيقى هو إللى لما يكتشف أنه غلطان ميكابرش و يهرب من أخطائه ... الراجل الصح يقف و يواجه نفسه و يواجه أخطائه ... و أنا يا ابنى فى ظهرك و هكلم ليلى
ليبتسم خالد إبتسامه شاحبه ثم وقف و أخرج شىء من جيب بنطاله و هو يقول
- ده خاتم ليلى ... هنتظر أتصال حضرتك علشان أجى و أتكلم معاها ... و وقتها تبقى تلبسه من تانى
ليرتب رأفت على كتفه و قال بابتسامه
- ان شاء الله خير يا ابنى
غادر خالد منزل والد ليلى و هو يشعر ببعض الراحه ... هو يعلم جيداً أن ليلى تحبه كما يحبها و يعلم أيضاً معدنها الأصيل و يعلم أنها لن تتخلى عنه
جلس فى سيارته و أخرج هاتفه و أتصل بنديم الذى أجابه على الفور بسعاده ليقول له خالد بهدوء
- الفرح أتأجل يا نديم ... قولت أعرفك علشان متنزلش على الفاضى
قطب نديم حاجبيه و سأله عن السبب و إن كان بخير ليجيبه خالد قائلا بأقتضاب
- أيوه ظرف كده حصل و هنأجل الفرح بسببه و لما نحدد معاد جديد هبلغك
و أغلق الهاتف و هو يأخد عدة أنفاس حتى يهدء من نفسه و من ضربات قلبه المتسارعة
و على الطرف الآخر كان نديم يشعر بالضيق ... أنه كان يشتاق لتلك الزياره قلبه يريد رؤيتها و كأنه بتلك المقابله يتخلص من حمل ثقيل فوق كتفيه
أخذ نفس عميق ثم عاد إلى غرفته من جديد فلديه جوله جديده فى عشق كارولين و عليه أن يثبت كم يحبها
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان يقود السياره و بجاوره جده و بالخلف يجلس والده و رغم أنتباهه للطريق إلا أن عقله سارح فى ما قاله عامر و تلك النظره التى جعلته يشعر أن هناك سر كبير خلف كل ما حدث
هو لن ينخدع بهدوء عامر و خاصةً و هو يوقن بحب كل منهم للآخر
وصل إلى البيت و ترجلا جميعاً من السيارة و لكنه و قبل دخولهم إلى البيت و قف أمامهم و قال
- فى مشكله بين عامر و فدوى ... و فدوى موجوده فى البيت هنا من أمبارح
لترتسم الصدمه على ملامحهم و الأندهاش و كاد عثمان أن يدلف سريعاً ليوقفه كامل سريعاً و هو يقول
- أستنى يا بابا لو سمحت
أخذ نفس عميق ثم قال
- أسمحولى أطلع أتكلم معاها الأول و بعدين أكيد ماما عرفت بوجودها فى البيت و حاولت تعرف أيه إللى حصل و ضغطت عليها بما فيه الكفايه
أومىء نعمان بتفهم و دلف الجميع إلى المنزل ليجدوا صفيه تجلس على الأريكة الكبيره تبكى و بجانبها نعمات تربت على يديها فى محاوله لتهدئتها و مصطفى يجلس على الأريكة الأخرى صامت تماماً و يبدوا على وجهه الخوف و يجلس بجواره يامن لا يفهم ما يحدث و فى الجهه الأخرى مسك صامته تماماً و يظهر على وجهها الخوف
لينادى الحج نعمان على الصغير لينظر إليه و الدموع تتجمع فى عينيه و ركض إليه سريعاً و حاوط قدمه بقوه صغيره لينحنى عثمان و حمل الصغير فى نفس اللحظه التى تحرك فيها كامل إلى غرفة أخته كما أتفق معهم و دقات قلبه تتسابق بخوف حقيقى على أخته ... و بداخله يعلم جيداَ كيف ستكون حالتها
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ عادوا إلى الغرفه من جديد بعد أن أنتهت لين من عمل الإشاعات التى طلبها الطبيب
حين ظلت حور و ياسين بالغرفه أستغلت ذلك الوقت و أقتربت منه و ربتت على ساقه و هى تقول
- ان شاء الله أختك هتكون كويسه
نظر إليها بعيونه الطفوليه و بداخلها خوف و قلق و سؤال غير منطوق
لتبتسم إبتسامه صغيره و هى تمسك يديه بين يديها و قالت
- ربنا بيحب يختبر صبرنا و إيمانا بيه و كمان رضانا بقضائه و قدره ... و لازم ديماً نقابل كل ده بأننا نحمد و نشكره على الوحش قبل الحلو
داعبت خصلات شعره القصيره و أكملت قائله
- تعب أختك إختبار ... و ان شاء الله هننجح فيه و ربنا يكافئنا بشفاها
أومىء الصغير بنعم و تمتم بالحمد لله فى نفس اللحظه التى دلف فيها سليمان و من خلفه السرير الذى يحمل صغيرته
حين خرجوا الممرضات ألتفت إليهم يقول
- الإشاعات أول ما تظهر الدكتور هيجي يطمنا
أومئت حور بنعم ووقفت على قدميها متوجهه إلى سرير ابنته و لكنها و قفت لثوانى قليله بجوار سليمان و همست له
- أتكلم معاه
أومىء بنعم ثم أقترب من ولده و هو يقول
- تيجى معايا الكافيتريا أجيب قهوه ليا و عصير ليك أنت و ماما و لين
وقف الصغير سريعاً و سار بجانب و الده بصمت
حين وصلا إلى مقهى المستشفى قال سليمان
- تعال نقعد هنا أنا و أنت شويه و بعدين نرجعلهم تكون الإشاعات كمان طلعت
جلس الصغير بصمت ... هذه طبيعته رغم كل شىء ... هادىء و قليل الكلام
ظل سليمان يتأمله بهدوء ثم قال مباشرهً
- خايف ؟
نظر الصغير إليه ببعض التوتر ليكمل سليمان
- أنا كمان خايف ... خايف على أختك جداً و خايف عليك
- عليا أنا ؟!
قالها الصغير باندهاش ... فبالرغم من سنوات عمره الخمس إلا أنه أحياناً يشعر به و كأنه رجل كبير
أبتسم سليمان إبتسامه صغيره وقال موضحا
- أنتَ و أختك أغلى حاجه عندى فى الدنيا كلها مليش غيركم ... أنت أحلى حاضر بعيشه و أحلى مستقبل
صمت لثواني ثم أكمل قائلاً
- أنا حاسس بيك وعارف أنت حاسس بإيه بس كمان محتاج أسمع منك
أبتسم إبتسامة صغيرة و أمسك بيد ابنه وأكمل قائلاً
- هو مش أنا وأنت أصحاب
ليومىء الصغير بنعم و قال بهدوء
- أكيد يا بابا ... أنا بس خايف على لين وكمان خايف عليك وعلى ماما مش عارف إيه السبب بس حاسس بالخوف
ظل سليمان ينظر إليه بصمت ولكن عقله يدور في دوائر الحيرة والخوف فها هو ياسين يؤكد له مخاوفه غادر كرسيه وأقترب من ابنه و ركع على ركبتيه أمامه وأمسك يديه بقوة حانيه وقال بإبتسامة مشجعه
- أنا موجود وحضني مفتوح لك في أي وقت طبيعي نحس بالخوف على الناس إللى بنحبهم
ثم قبل جبين ياسين بحنان وأكمل قائلاً
- بس وقت ما الخوف يزيد جواك و تحس إنك مش قادر تواجهه لوحدك أفتكر أن حضن أبوك موجود ترمى فيه كل خوفك و قلقك و تكون واثق إنك مش هتخرج من حضنى غير و أنتَ مطمن
ليلقى الصغير بنفسه بين ذراعى والده و هو يضمه بيده الصغيره بقوه و همس بجانب أذنه
- أنا بحبك اوووى يا بابا
ليغمض سليمان عينيه بقوه و أخذ نفس عميق وكأنه لم يكن يتنفس قبل تلك الكلمه و أجاب بابتسامه واسعه
- و أنا كمان بحبك يا حبيبى
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان يجلس بالخارج ينتظر أنتهاء الطبيبه من توقيع الكشف على ورد الذى لا يعلم سببه حتى الأن
لقد قامت بكل التحاليل المطلوبه و أيضاً عمل الأشعه على قدمها و لكن هو لا يعلم لما تلك الطبيبه أصرت على الكشف عليها
لقد ذهب والده ليحضر لهم القهوة ... فهو يشعر بالتوتر و القلق و لا يريد أن يزيد الأمر على ولده
و كان رحيم يقف أمامه و لكن على مسافه بعيده يستمع لكلمات مسك التى صدمته بشده و لجمت لسانه و حين أنتهى من هاتفه عاد ليقف أمام تمام الذى لاحظ الوجوم المرتسم على وجهه فأقترب منه و هو يقول
- فى أيه يا رحيم ؟ مراتك و إبنك كويسين ؟
أومىء رحيم بنعم ثم نظر إليه و هو يقول
- عامر و فدوى هيطلقوا
قطب تمام حاجبيه بغضب ثم قال ببعض العصبيه
- إزاى ؟ و ليه ؟ أيه إللى حصل علشان الأمور توصل بينهم لكده
لم يجيب رحيم بشىء فهو لا يعلم و لا أحد يعلم بالأساس
فى تلك اللحظه فتح باب غرفة ورد و خرجت الطبيبه و بصحبتها ثلاث أطباء
- انا عايزه التحليل دي و الأشعه تتعمل تاني و كمان عايزه رسم قلب
ثم نظرت إلى تمام و قالت بهدوء أعتادت عليه شعره تمام برود قاتل
- المدام فى عندها مشكله فى القلب و محتاجين نحجزها معانا هنا شويه على ما نشوف المطلوب
نزلت تلك الكلمات على تمام و كأنها سياط تضرب فوق قلبه و تدميه
أتسعت عين رحيم و هو يهمس لنفسه
- المصايب كلها بتيجى فى وقت واحد
أقترب من تمام الصامت تماماً ينظر إلى باب غرفة ورد بصدمه و جسده الضخم يرتجف ... حقاً أن رحيم يشعر بارتجافة جسد تمام تحت يديه و حين نظر إلى وجهه كانت الصدمه الأكبر .... تمام يبكى
أجلسه رحيم على أقرب مقعد و جلس بجانبه و هو يقول
- تمام ان شاء الله هتكون حاجه بسيطه ... و يكون التشخيص غلط خلينا نصبر و نشوف
لم يتحدث لم يتحرك عقله لا يستمع لكلمات ابن عمته عقله سارح فى وردة حياته التى ملئتها بعبيرها الأخاذ ... هل سيخسرها ... هل ستكون هذه النهايه
ماذا عليه أن يفعل الأن .... كيف يدخل إليها يطمئنها و هو من يحتاج أن يجد أحد يطمئنه
كان رحيم يشعر به أنه لا يتخيل نفسه مكانه و أن يصيب صغيرته أى مكروه
و قف تمام فجأة و توجه مباشرهً إلى غرفتها فتحها و ظل ينظر إليها و هى نائمه فوق سريرها مغمضه العينين بإرهاق
ليتقدم ببطىء و هدوء و ركع بجانب السرير ينظر إلى وجهها المرهق بألم ورفع يديه حتى يمسك يدها لكنه قبل ذلك مسح دموعه بقوه ثم أمسك يديها لتفتح عيونها تنظر إليه بابتسامه صغيره و قالت
- هنروح أمتى ؟
ظل صامت و لكن أهتزاز عينيه جعلها تشعر بالخوف فقالت برجاء
- عايزه أروح يا تمام
- مش هينفع يا قلب تمام و روحه .. الدكتوره محتاجه تطمن على كام حاجه كده و بعدين نروح
أجابها بابتسامه مهزوزه لتنحدر دموعها فوق وجنتيها و هى تقول
- الولاد
ليقبل أطراف أصابعها و هو يقول بهدوء
- متقلقيش هما مع ماما و عمتى و مرات عمى دول كلهم مش هيعرفوا يخدوا بالهم منهم
ظلت تبكى بصمت و عيونها تنظر إليه برجاء يذبح قلبه بسكين بارد لكن ليس بيده أى شىء
هو يشعر بالخوف حد الرعب و يريد أن يطمئن عليها
فوقف على قدميه و جلس بجانبه لتضع رأسها فوق صدره العضلى الكبير و هى تبكى بخوف ليضمها بقوه كبيره حتى كاد أن يحطم عظامها يريد أن يزرعها داخل قلبه و يحميها من أى خطر يقترب منها
و بخارج الغرفه كان رحيم يخبر خاله بكل ما حدث حتى يستطيعوا تدبر الأمر
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
عاد سريعاً من الشركه بعد أنتهاء الإجتماع فعليه أن ينفذ خطته مع حسناء
أبدل ملابسه سريعاً و حمل الحقيبه التى قامت حسناء بتحضيرها و نزل سريعاً إلى سيارته
توجه مباشرهً إلى مدرسة ابنته و دلف إلى المديره مباشرهً
و بعد عدة دقائق كان يجلس بجانب ابنته الصامته تماماً
كانت تنظر من النافذه تتابع الطريق الغريب الذى تسير فيه سيارة والدها و عقلها يرسم أمامها صور كثيره
أنه يأخذها لمكان بعيد هل سيتخلص منها ... أم سيذهب بها إلى مدرسه داخليه أو ملجىء بعيد تماماً ألقت نظره خاطفه على تلك الحقيبه الكبيره التى تحتل الكنبه الخلفيه للسياره و هى تبتسم إبتسامه مكسوره أن أبيها جمع كل أغراضها و سوف يتخلص منها و يريح نفسه من ثقل حملها
تجمعت الدموع فى عينيها و لكنها لا تعلم ماذا عليها أن تفعل
كان ينظر إليها من وقت إلى آخر
لقد رأى نظرة عينيها إلى الحقيبه و إليه و لمح تلك الدمعات التى تلمع داخل عيونها
و لكنه فضل الصمت حتى يصل إلى المكان المقصود و يدعوا من داخله أن يستطيع أن يحقق ما قالته له حُسن
~~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~~~~
كان ينزل درجات السلم و هو يغلق أزرار قميصه فى نفس اللحظه التى كانت تخرج رفيف من المطبخ و بين أيديها صحون الإفطار ابتسمت إبتسامه واسعه عاشقه لذلك الرجل التى تعشقه بكل ذره من كيانها
أقترب منها و طبع قبله على جبينها قابلتها هى بقبله على يديه
- صباح الخير رفيف
- صباح الخير ابن عمى ... نمت منيح
أومىء بنعم و جلس على رأس الطاوله لتعود إلى المطبخ لتحضر باقى الصحون
أنتظرها حتى جلست ليقول لها بهدوء
- أبى أتصل و خبرني أن بيت عمى أبو إبراهيم عازمينا على العشا مشان العريس يالى أچى لوفاء
ابتسمت بسعاده و من داخلها شعرت ببعض الراحه ... لقد إنتهى خوفها من جهة و فاء
قالت بسعاده
- راح أتصل بأمى و بشوف إذا بدون مساعده بعد إذنك طبعاً ابن عمى بروح بساعدهم
ربت على وجنتها بحنان و قال
- الله يخليلى الحلو الخدوم
ثم وقف على قدميه و هو يقول
- بس ما ترهقى حالك
أومئت بنعم و تحركت سريعاً لتحضر له الجاكيت ثم الحقيبه ليقول بابتسامه
- بدك شى حبيبتى
أومئت بلا و قالت
- دير بالك على حالك ... و لا تتأخر
قبل جبينها بحب و غادر لتغلق الباب و أستندت عليه بظهرها و الإبتسامه تملىء وجهها براحه و سعاده و شعور بالأمان
ثم أغمضت عينيها و هى تدعوا الله أن يرزقها الذريه الصالحه حتى يسعد قلب أدهم كما يسعدها دائماً و ابداً
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
عاد سليمان و الصغير إلى الغرفه ليجد الطبيب هناك يقف فى منتصف الغرفه و بين يديه
الأشاعات الخاصه بلين ... و لكن حور كانت تجلس على الأريكة الكبيره تخبىء
وجهها بيديها و تبكى بصوت عالى ليسقط
قلب سليمان أرضاً فى نفس اللحظه التى تشبث بها ياسين بيد والده و خبئ وجهه فى ساقه
لقراة الجزء الاول عشق الرجل كاملة من هنا
