رواية ما بعد العشق الفصل الخامس5 بقلم ساره مجدي


 الحلقه الخامسه 

رواية ما بعد العشق  الجزء الثاني من عشق الرجال 

ساره مجدى

 

 

عادت إلى المنزل بعد أن أرهقها السير و خارت قواها الجسديه و النفسيه

بعد سير أكثر من ثلاث ساعات بعد أن تركته فى المقهى و غادرت  دون حتى أن يحاول اللحاق بها أو منعها

من المفترض أنها عروس و  أن عرسها بعد أقل من شهر و الأن هى أنهت كل شىء

لا تعلم الأن بعد أن أنتهى الأمر هل هى مخطئه آم على صواب

حين خلعت خاتمها و خاصه بعد كل ذلك الكلام التى قالته و الذى كان حبيس قلبها طوال فتره خطبتها و مع صمته التام كانت تشعر أنها فعلت الصواب

لكن الأن و هى تقف أمام والدها الذى يسألها بخوف

- مالك يا ليلى ؟ و كنت فين يا بنتى كل ده ؟

ألقت بنفسها بين ذراعى والدها صديقها الوحيد ملازها الآمن و بكت من جديد و كأن عينيها تبكى فراق و خساره كبيره

هى تعلم أن أستمرارها مع خالد على هذا الوضع خساره لكرامتها و أبتعادها عنه أيضاً خساره فهى تعشقه

ظل والدها يربت على ظهرها بهدوء رغم القلق الذى يعتصر قلبه و الخوف المرسوم داخل عينيه

و بعد الكثير من الوقت لم تحسبه هى او هو أخذها و هى بين ذراعيه و توجه إلى الأريكة الكبيره الموجوده فى صاله بيتهم و جلس جوارها بعد أن أجلسها و قال

- فى أيه يا ليلى ؟ طمنينى يا بنتى

نظرت إليه بعيون حمراء حزينه تتألم بشده و قضت عليه كل ما حدث ..... كان الأندهاش و الصدمه يرتسم على ملامحه ... و أحساس بعدم أستيعاب كل ما تقصه عليه ابنته

و لكن عيونها إرتجاف صوتها أصبعها الخالى من خاتمها أكد له كل ما قالت

ليضمها إلى صدره و قال بلوم

- و ليه سكتى يا ليلى .... ليه محكتيش ليا كل حاجه من الأول

- كنت فاكره أنى هقدر أغير أفكاره ... كنت فاكره أنه لما يعرفنى هيثق فيا ... هيأمن أن مش كلنا زى بعض و إن زى ما فى ستات خاينه فى ستات محترمه و إن كمان فى رجاله خاينه و رجاله محترمه ... لكن التصرفات هى هى و بتزيد رغم أنى متأكده من حبه ليا ... بس أيه لزمه الحب يا بابا لو مفيش ثقه مفيش أمان

أجابته موضحه موقفها ليربت على يدها بحنان أبوى و قال

- معاكى حق يا بنتى ... أنتِ عملتى الصح رغم أنى كنت بحبه و كنت هبقى مطمن عليكى و أنتِ معاه يا بنتى أنا لو عشت ليكى النهارده مش هعيش بكره

- بعيد الشر عنك يا بابا ... ربنا يباركلى فى عمرك

قاطعته قائله بلهفه و خوف ليربت على يدها من جديد ثم وقف و مد يده لها لتستند على يديه و تحركا فى إتجاه غرفتها و هو يقول

- أرتاحى دلوقتى ... و ان شاء الله ربنا هيحلها

أومئت بنعم و دلفت إلى غرفتها و مباشرهً إلى الحمام و فى حوض الأستحمام جلست أرضاً أسفل تلك المياه البارده المنهمرة تبكى بصوت عالى تبكى علها تكون آخر مره تبكيه فيها فهى أبدا أبدا لن تقبل أن تعود له أذا ظل كما هو

~~~~~~~~~~~~~~~~~

كان يقف أمام النافذه الكبيره بغرفه ابنته بعد أن غفت بفضل المسكنات و أيضا ياسين الذى كان منزوى طوال الوقت صامت و داخل عينيه نظرة خوف و قلق لم يصرح عنها ... و لم يلجىء حتى إلى أحضان والده يطلب منه الدعم أو الأمان و الأطمئنان

لذلك حين نام ظل هو ينظر إليه باستفهام أنه يذكره بنفسه و هو صغير لم يرتمى يوماً فى حضن والده أو يشعر جواره بالأمان و ذلك جعل أحساسه السابق بأنه يشبه منصور يعود إليه

سمع همستها بأسمه لينظر إليها بهدوء رغم تلك النيران التى تشتعل بداخله بين خوف و ذكريات و غيره لكن حين لمح تلك الدموع فى عينيها و أيضا الخوف الواضح فيهم و صوتها المختنق و هى تقول

- أنا خايفه اوووى على لين .. قلبى واجعنى عليها لسه صغيره

ليقترب منها يضمها بقوه و هو يهمس بجانب أذنها رغم خوفه الذى يعصر قلبه

- ان شاء الله هتكون كويسه ... أطمني ... أطمني

ثم ألتفت ينظر إلى ياسين الغارق فى النوم ثم قال باستفهام مؤلم

- هو أنا ليه حاسس أن ياسين شبهى و أنا صغير و أنى بالنسبه ليه زى ما كان منصور بالنسبه ليا مجرد أسم  بلقب أب

قطبت حور حاجبيها باندهاش و قالت بصدمه

- لأ طبعاً .... أنت مش زى عمى منصور و ياسين مش أنت يا سليمان ... ياسين بيحبك و بيثق فيك و بيحترمك جداً  

- طيب ليه مترامش فى حضنى و هو خايف ليه فضل ساكت و بعيد عنى

قال سليمان سريعاً و بضيق شديد لتقول هى موضحه برفق

- يمكن لأنه زيك ... بيجى على نفسه علشان غيره ... شاف أن أخته محتاجه أهتمامنا و كل تركيزنا

صمتت لثوان ثم قالت

- خدوا أنت فى حضنك يا سليمان  ... طمنه و قربه منك ... خلى الخطوه الأولى منك لو أنت شايف أنه بعيد عنك

أومىء بنعم و عاد ينظر إلى النافذه من جديد فى الوقت الذى كانت هى تنظر إلى ابنتها بخوف .... لتقطب جبينها باندهاش  و صدمه حين قال

- و أنتِ يا هانم مكنش فى حل تانى غير إنك تقعدى و تخدى البنت فى حضنك و الدكتور بيكشف عليها

كانت تنظر إليه بعدم تصديق و قالت موضحه

- البنت كانت خايفه و بتتوجع و بعدين هو ده وقته

قالت كلماتها الأخيره بصوت عالى ليقترب منها خطوه واحده لتلفح بشرتها أنفاسه الساخنه و هو يقول

- هى الغيره على مراتى ليها مواعيد و أماكن مخصوصه يا هانم ... و لا ليكون لازم أخد منك الأذن بالغيره

كانت عيونها مفتوحه على اتساعها و حاجبيها يصلان لمنابت شعرها و فمها مفتوح بصدمه تنظر إليه باندهاش ثم رمشت عده مرات و تحركت من أمامه و هى تقول بعدم تصديق و نيه كبيره للأخذ بثارها منه

- مفيش فايده ... مفيش فايده سعد زغلول قال مفيش فايده

و عادت إلى مكانها بجانب ابنتها لينظر هو إلى النافذة من جديد و أبتسم إبتسامه صغيره على كلماتها و هيئتها رغم أن قلبه يرتعش خوفاً و رعباً على ابنته .... و ولده أيضاً  

~~~~~~~~~~~~~~~~~

كان يقف عند باب الغرفه ينظر إلى ابنته الغافيه فى حضن والدتها بعد أن اعطاها الطبيب الدواء و شرح لهم حالتها و طمئنهم و غادر

كان سارح يفكر ... بذلك الإحساس الذى يتملكه تجاه ابنته .... لديه إحساس أنها رساله من الله ... رمز لحب طاهر كان لأول مره فى حياته يتذوقه

لرغبه قويه فامتلاك صاحبة الأسم ليس رغبه فى جسدها و لكن رغبه فى أن يشعر بحبها كما أحبت حمزه .... بطهر  لم يراه يوما فى أى أمرأة قابلها قبلها

لذلك أطلق إسمها على ابنته حتى يظل دائماً يتذكر إحساس الطهر و الإستمرار فى طريقه الجديد من أجل كارولين التى وهبته كل حياتها بحب كبير لم يتخيل يوماً أن يكون له

أنتبه من أفكاره على نظره عينيها الثابته له فى حين غرقه فى الذكريات و أمرأة أخرى غيرها هى كانت غارقه فيه فى عشقها الكبير الذى طغى على كل عمليتها الشديده المعروفه عنها

نديم بالنسبه لها حب حلمت به كثيراً ... رجل ذو أصول شرقيه بعقل متفتح رغم غيرته جسد عضلي ضخم مثير كتله من الفتنه تسير على قدمين

لكنها تعلم جيداً أن قبل منها هناك فتاه وصلت إلى قلبه و سكنت و لو جزء بسيط منه

يحن لها أحياناً و يشتاق لوجودها و أحياناً أخرى تشعر أن إسمها عليا كما ابنتها بسبب تشبثه بنطق الأسم دون دلال

تلاقت نظراتهم لتبتسم إبتسامه صغيره و أنحنت تقبل وجنة ابنتها ثم غادرت السرير و هى تقول

- تهال نتهشى و بهدين نتناوب هليها

(تعالي نتعشى وبعدين نتناوب عليها)

و تحركت من أمامه قبل أن يقول أى شىء مما قرأته داخل عينيه

تنهد بتثاقل و سار خلفها بخطوات هادئه كفهد محترف صيد يطارد فريسته دون أن تشعر و ساعده فى ذلك خلو قدميه من خفه المنزلى الذى يكره و أقترب سريعاً منها ليحملها فوق كتفه فى وضعيه (( شوال البطاطس )) لتشهق بصوت عالى و رأسها تتأرجح مع خطواته السريعه إلى غرفه نومهم ... غير عابىء بصراخها و سبها له بلغتها الأم ليضحك هو عالياً ثم قال

- طول عمرى راجل همجى ... و بحب أتعامل بطبيعه الرجل الحجري

ثم تغير صوته و هو يقول بلغتها

- أريد أن أفترس امرأتي ... و أبثها كل شوقى و حبى و أثبت لها بكل الطرق الشرعيه أنى رجلها و قادر على إسعادها

- وقح

قالتها كارولين بلغتها الأم فى نفس اللحظه التى الاقاها نديم على السرير لتنظر إليه بابتسامه مغريه من بين خصلات شعرها المبعثره فوق و جهها

- هيا أيها الرجل الحجري آرنى ما لديك و لكن لتعلم فأنا ند لك ... فبداخلي ثوره عارمه لن تنتهى أطوق أن أتذوق دمائك بين شفتى

لم يعد يحتمل أكثر من ذلك ... قفز فوق السرير بعد أن تخلص من باقى ملابسه و قال بهمس مغوي

- أستعدى إذاً فقد أعلنت حرب رجولتى عليكِ

ليغرقوا سويا فى عالم خاص بهم يجد فيه كل منهم ساعدته و يقضى تماما على أى أشباح من الماضى

~~~~~~~~~~~~~~~~~

دلفت إلى الغرفه لتجده يجلس على الأريكة ممدد قدميه أمامه سارح بعقله بعيداَ جداً

يحاول أن يتذكر ماذا فعل لكن تغضب منه صغيرته إلى تلك الدرجه

بماذا أخطىء و كيف يصلح ذلك الخطىء

كانت هى الأخرى تشعر بعدم الفهم و الأندهاش ماذا حدث

فى المواقف العاديه قد تتفهم  أن تحزن كارما منها كما هو معتاد من زوجة الأب لكن علاقه كارما و حسناء أفضل من ذلك بكثير

أنها بكل المقاييس علاقه أم و ابنتها

أقتربت منه و جلست بجانبه تنظر إليه بحنان ليقول مباشرهً

- أيه إللى أنا عملته علشان تزعل منى اوووى كده .. أنتِ سمعتى كلامها !

قال آخر كلماته بصدمه لتومىء بنعم ثم قالت

- راشد أنت محتاج تخرج من الحاله دى .... كارما محتجاك و لازم نلاقى طريقه علشان نحل الموضوع

أخذ نفس عميق و أعتدل فى جلسته و أمسك بيدها يقول برجاء

- قوليلى أعمل أيه ؟

ربتت على يديه و هى تقول بابتسامه صغيره

- تعال نفكر سوا و نحلل كلامها و نشوف هنعمل أيه

أومىء بنعم و بدء يعيد كلمات كارما له التى سمعتها حسناء قبلاً و يتناقشون فيها حتى وصلت حسناء إلى خطه نالت إعجاب راشد بشده و قررا تنفيذها فوراً

~~~~~~~~~~~~~~~~~

عاد أكرم إلى البيت و عقله يدور فى دوائر الحيره .... ضميره المهنى يحتم عليه مساعدة خالد و أيضاً رغبته القويه و حبه الكبير لعلياء لا يسمح له أن يترك خالد يذهب إلى طبيب آخر و يتحدث معه عن عليا بتلك الطريقه

و أيضاً رجولته لا تسمح له أن يسمح له بالحديث بتلك الطريقه عن زوجته رغم عدم ذكره لأسمها و لو لمره واحده

أوقف محرك السياره و أستند برأسه إلى الكرسى و أغمض عينيه يحاول التخلص من تلك الشحنه السلبيه التى بداخله

خالد لا يعلم تفاصيل ما حدث بين علياء و حمزه رحمه الله و لكن كل ما وصل إليه أن علياء خانت حمزه مع شخص آخر و هناك أدله  و كانت تلك الأدله هى صور محادثات علياء و رامز

أغمض عينيه أكثر و هو يتذكر كلمات خالد

- أنا شوفت الشات إللى كان بينهم و كنت هتجنن ... و كنت مش عارف أعمل أيه ... حمزه خلاص مات بس كان جوايا نار ... نار مش عارف أطفيها و لا أتجاهلها و أول ما الحقير ده وقع فى أيدى كنت هموته بأيدى ...  

صمت لثوان يلتقط أنفاسه و تحرك فى إتجاه النافذه الكبيره و هو يقول

- و لولا أنه قالى أن فى حاجات كتير كانت تركيب و أنها

صمت لم يكمل و ظل على وقفته عدة ثوانى ثم ألتفت إلى أكرم و قال

- بس من وقتها و أنا بقيت ... بقيت شاكك فى كل حاجه

أقترب من مكتب أكرم و ضرب عليه بيده  و هو يقول

- دى بنت عمه و عملت كده ... حب عمره كله من أول ما عرفته فى الكليه و هو مفيش على لسانه غير أسمها أثق إزاى فى أى ست تانيه أزااااااى

قال آخر كلماته بصوت عالى و هو ينظر فى عين أكرم الذى كان فى موقف لا يحسد عليه غضب بداخله يدفعه أن يقف و يكيل اللكمات لذلك الواقف أمامه .... و غيره تنهش قلبه  خاصه و هو يتكلم عن حبيبته زوجته بتلك الطريقه البشعه رغم عدم نطقه لأسمها و بين ضميره المهنى و شعوره بالمسؤليه تجاه رجل مثل خالد يشعر بالتخبط

ظل الموقف ثابت لعدة ثوانى حتى قال أكرم بهدوء

- حمزه قبل ما يستشهد بيوم كان عندى هنا ... بعد ما قابل رامز و فهم منه الحقيقه

أعتدل خالد واقفاً ينظر إليه باندهاش و صدمه ليكمل أكرم بهدوء

- حمزه أخد حقه من رامز و منها .

كانت عيون خالد مفتوحه على أتساعها و الصدمه تحتل كيانه بأكمله ليقف أكرم و تحرك ليقف أمام خالد واضعاً يديه فى جيب بنطاله حتى لا يلكمه فى وجهه فما سيقوله صعب جداً عليه و على رجولته و كرامته  و لكنه ضرورى

- حمزه أخد حقه منها بكل الطرق .... لأنه أكتشف الموضوع قبل جوازه منها و مع ذلك كمل فى الجوازه ... حمزه أتوجع و اتألم جالى هنا لأنه مكنش قادر يعذبها زى ما هو بيتعذب  من كتر حبه فيها .... و يوم ما عرف حقيقة الحكاية من رامز  جالى هنا و كان محتار و مش عارف يعمل أيه و بعدها عرفت أنه قبل استشهاده بساعات أتكلم معاها و قالها أنه عنده إستعداد أنه يسامحها و يبدء من جديد

ظل خالد ينظر إليه بصدمه و أنفاسه عاليه ووجهه محتقن بصدمه ليعود أكرم إلى مكانه من جديد  و قال بهدوء

- إنك بقى فقد الثقه فى الستات و عايز تتعالج من ده هستناك بعد يومين

ظل خالد واقف ينظر إلى أكرم بصمت ثم أومىء برفق و غادر دون كلمه أخرى

عاد من أفكاره على صوت هاتفه و حين نظر إليه وجدها علياء رفع عينيه إلى نافذه منزله ليجدها تقف هناك رغم الظلام الدامس الذى يحيط بها

وضع الهاتف على أذنه ليصله صوتها القلق و هى تقول

- مالك يا أكرم أنت قاعد كده ليه ؟ ... أنزلك ؟

- لا يا لولى أنا طالع حالًا

أجابها و هو ينظر إليها ثم أغلق الهاتف و ترجل من السياره و هو يأخذ نفس عميق

و يقول لنفسه

- ماضى .. كله ماضى ... علياء إنسانه طاهره و نظيفه و غلطت و اتحاسبت و تابت

حين وصل أمام الباب فٌتح مباشرهً دون أن يطرقه و ألقت بنفسها بين ذراعيه و هى تقول بصوت مختنق

- أنت كويس ... أنا خفت اوووى عليك

ليبتسم بسعاده و هى يقبل جانب عنقها و يقول

- آسف يا حبييتى . بس أنا كنت مجهد جداً  و تقريبا نمت و أنا قاعد

لتبتعد عنه قليلاً و أمسكت يده و هى تسير به إلى غرفة النوم قائله

- هجبلك مايه سخنه لرجلك و هعملك مساج هترتاح عليه خالص

أجلسته على الأريكة الكبيره التى تحتل إحدى حوائط الغرفه و بدأت فى إخراج ملابسه كان هو خلع حذائه و بدء فى حل أزرار قميصه لتساعده فيما بقا و تركته يكمل لبس البنطال و ذهبت لتحضر الماء الدافىء المختلط بزيوت طبيعيه عطره و مميزه

و وضعته أسفل قدميه و بدأت فى عمل المساج كان ينظر إليها بابتسامه ناعمه حانيه و قال بصدق

- ربنا يبارك ليا فيكى و أقدر أحبك أكتر من كل الحب إللى فى الدنيا دى لأنك تستاهلى أكتر منه بكتير

كانت تشعر بالاندهاش فى الحقيقه أكرم دائماً يغدقها بحلو الكلام لكن اليوم به شىء مختلف و كأنه يعتذر أو .. هى لا تعلم

لكنها قالت بابتسامه

- كل ده علشان بعملك مساج لرجليك

لينحنى و يمسك يدها المغطاه بالمياه و قبلها بحب و هو يقول

- لأنك حنينه و قلبك كبير ... لأنى بحس معاكى بكل حالات الحب و العشق و لأنى

- أنا كده هتغر

قاطعته قائله تلك الجمله بطريقه مرحه ليضحك بصوت عالى و هو يلقى كل ما حدث و كل ما قاله خالد أو ما قاله هو خلف ظهره  

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

دلف إلى الغرفه  بتثاقل يقدم قدم و يأخر الأخرى

لا يرغب فى هذه المواجهه هو لن يستطيع قول أى شىء خاصه بعد كل ما حدث

و نظرة عينيها التى تنحر قلبه من الوريد إلى الوريد لكنه لن يستطيع أن يقول لها أى شىء .... إذا كان الإبتعاد هو قرارها سينفذه ... و إذا أصبحت تكرهه سوف يؤكد أحساسها تتألم الأن أفضل مما سيحدث فى المستقبل

كانت تجلس على إحدى الكرسيين الموجودين بجوار النافذه فأقترب و جلس على الآخر دون أن ينظر إليها كعادته الجديده لا يواجهها بعينيه أبدا

أخرجت من يدها ذلك السلسال و قالت مباشره

- بتاع مين ده ؟

ظل ينظر إلى السلسال الذى أشتراه من إحدى محلات الفتايات و لكنه قال ببرود

- أنتِ بتفتشى فى حاجتى يا  فدوى ؟

لترفع حاجبها باندهاش و قالت

- عمرى ما عملتها لأنى بثق فيك و علشان حبك الكبير فى قلبى و ثقتى دى بسألك يا عامر بتاع مين ده ؟

قالت آخر كلماتها برجاء يؤلم قلبه و يعتصر روحه لكنه لن يتراجع عن قراره ... يعلم جيداً أنها لن تسامحه و لكن من أجلها ليتحمل

- فدوى أنا خطبت واحده مهندسه فى شركه بنتعامل معاها و هنتجوز قريب

ظلت تنظر إليه  تنتظر أن يضحك أن يقول أن ما قاله مزحه ثقيله فقط لكنه لم يتكلم لم يقل شىء وجهه بارد عكس ما أعتادت عليه لا ترى حبها فى عينيه أغمضت عينيها و هى تتذكر سنوات عشقها له و رحلتهم معاً كيف تنتهى بتلك الطريقه كيف

و بعد الكثير من الحديث مع نفسها خاصه بعد كلماته التى لم تكن تتوقعها قالت بصوت لا روح فيه

- كده بانت و أعتقد إنك معندكش حاجه تانيه تقولها

ظلت عينيه تنظر إلى النافذه الكبيره رغم أن قلبه يقف أسفل قدميها يتوسلها ألا تصدق حديثه لتقول بدموع تملىء عينيها

- خلاص وصلت و صمتك ملوش غير معنى واحد إنك مابقتش عايزنى خلاص مش كده

أعتدل ينظر إليها بثبات و ظل صامت رغم تلك النيران التى تحرق قلبه و جسده فى آن واحد ثم قال ببرود متجاهل أجابتها على سؤالها و تلك الدمعات التى أنحدرت على وجنتيها

- تحبى أنا إللى أمشى و لا أنتِ اللى هترجعى بيت العيله

شهقه عاليه صدرت عنها مزقت قلبه إلى أشلاء مبعثره داخل روحه كما قلبها الذى صدم من بروده و رغبته القويه الواضحه فى التخلص منها ... ماذا حدث و ماذا فعلت ليحدث معها هذا و منه هو بالتحديد

لكنه تماسك فى إظهار  البرود فهو حقاً لا يستطيع الحديث الأن عن أى شىء أو عن السبب و هذا القرار أسلم حل حتى إشعار آخر

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

كان يقف أمامها يرتدى ملابسه بهدوء بعد أن ساعدها فى أرتداء ملابسها حتى تذهب إلى المستشفى حتى تقوم بالتحاليل المطلوبه منها

كانت صامته تتأمله رغم أن عقلها سارح فى كيفيه ذهابها و قدمها بتلك الحاله بعد أن تخلصت من تلك الحاله التى كانت بها من خجل و هو يبدل لها ملابسها و يساعدها فى إرتداء حذائها

أعتدل ينظر إليها بابتسامته التى تخطف قلبها فى كل مره تراها

- يلا بينا على المستشفى بقى علشان أطمن عليكى

حاولت الوقوف ولكنه أوقفها بأشارة من يده ثم انحنى وحملها و هى تشهق بصدمه  قائله

- لأ يا تمام نزلنى كده مينفعش مش كفايه إللى عملته من شويه

- و أنا عملت أيه غير أنى ساعدت مراتى و أعتقد دى حاجه طبيعيه .... و بعدين  أيه بقى إللى خلا شيلى ليكى مينفعش ... رجلك مش هينفع تمشى عليها هتروحى المستشفى إزاى  بقى ... طايره !؟

أجابها بهدوء و هو يغادر الغرفه ثم الجناح ... و حين بدء فى نزول الدرج خبئت وجهها فى صدره العريض  بخجل من جميع الناس الموجودين بالأسفل حين يرونها بين ذراعيه بهذا الشكل ليبتسم هو بسعاده فهو الأن فى قمة سعادته و نشوه زكوريه مميزه تسرى بجسده تعذبه لكنه يستمتع بذلك العذاب اللذيذ

أقتربت منهم وداد حين وقف تمام أمامهم و قالت بعد أن ربتت على ساق ورد برفق

- ربنا يطمنا عليكى يا بنتى

لم ترفع ورد رأسها لتبتسم وداد و هى تنظر إلى ولدها ثم زوجها الذى قال حتى ينهى الموقف

- يلا بينا يا تمام رحيم هيحصلنا على المستشفى بعد ما يوصل مسك عند الحج نعمان

فى نفس الوقت الذى قال فى الحج عمران الذى خرج الأن من غرفته

- ربنا يطمنى عليكى يا ورده بيت النادى

- ورده تمام بس يا جدى

قالها تمام بتملك لتشهق هى بصوت عالى سمعه الجميع و جعلهم جميعاً يضحكون بسعاده و يدعون لها بالشفاء

تحرك تمام خطوه واحده ثم وقف من جديد و نظر إلى والدته و قال

- الولاد كويسين ؟

أومئت له بنعم و قالت بتأكيد

- لسه مصحيوش متقلقش عليهم

أومىء بنعم ثم غادر البيت و والده خلفه حتى يذهبوا إلى المستشفى  وضعها بالكرسى الخلفى و همس لها بحنان

- أنا لو أطول افضل شايلك العمر كله ... يا ورده عمر تمام و قلبه

وضعت يدها على وجهها من كثرة الخجل خاصه و ان والده يقف خلفه و مؤكد سمع ما قال  

لكنه لم يهتم بكل هذا ... هو كان يموت خوفاً و قلقاً و كان لا يريد أن يظهر كل ذلك لها فخبئه بدلاله لها

~~~~~~~~~~~~~~~~~~

كان يقود السياره بهدوء شديد و كل ثانيه و أخرى ينظر إليها

صمتها يقلقه و نظرة عينيها الشارده تجعله يشعر بعدم الأرتياح

يعلم أنها قلقه على ابنة عمها و ذلك يجعلها متوتره و صمتها نوع من أنواع الحمايه التى تحيط بها نفسها

و لكنه لم يسمح لها أن تظل على تلك الحاله فأوقف السياره على جانب الطريق و أعتدل ينظر إليها لكنها كانت شارده لدرجج أنها لم تنتبه أن السياره متوقفه

رفع يامن رأسه ينظر إلى والديه ببعض القلق لينظر إليه رحيم بابتسامه أبويه حانيه وقال

- عايز أتكلم معاها قبل ما تروح لجدك و تشتكيلوا منى

ليبتسم يامن و هو يومىء بنعم و يعود على جهازه اللوحى  يتابع أحداث الفيلم

ليعود رحيم إليها بكامل تركيزه و همس بأسمها لكنها لم تنظر إليه و حين كان على وشك مناداتها من جديد نظرت إليه بصمت ليقول هو بهدوء

- أنا عارف أنك خايفه على ورد ... و من حقك تخافى ... بس كمان أنا عايزك تكونى متأكده أن تمام أبدا مش هيقصر فى حقها و يعمل كل إللى يقدر عليه علشان تكون بأحسن حال

أومئت بنعم فهى متيقنه من ذلك ... حب تمام لورد واضح للجميع خاصه و هو لا يخجل من إظهار حبه و خوفه و أهتمامه بكل تفاصيلها نظرت إليه من جديد ليقول بابتسامه

- أنا هعترف دلوقتى بكل حاجه علشان متشتكيش لجدك ماشى

ظلت صامته تنظر إليه بترقب و لكنها عقصت ذراعيها أمام صدرها بترقب

لينظر إلى يامن الذى ينظر إلى شاشة هاتفه بتركيز شديد ثم نظر إليها و قال بهدوء

- خالد صاحب حمزه الله يرحمه أتصل بيا و طلب أنى أقابله ... و لما قابلته عرفت أن عهد كانت عايزه تقابلنى

لتقطب مسك حاجبيها بضيق و ترقب و لوت فمها ببعض الغضب ليكمل هو سريعاً

- فى الحقيقه كان عندى فضول أنى أشوفها و أسمع هى عايزه أيه .

أنتفخ وجه مسك و صوت تنفسها وصل إلى مسامع ابنها الذى أغلق الهاتف و كان ينظر إليهم بخوف ليكمل هو حديثه قائلاً

- و لما روحت شفتها ... لقيت أنها ... أنها ... أنها

- أنها أيه ؟!

قالت مقاطعه كلماته المتقطعة بصوت عالى جعله يلقى ما لديه مره واحده

- لسه بتحبنى و عايزانى أتجوزها علشان لما يعدموها تموت و هى على أسمى

- نننننننععععععععم

ليتراجع رحيم فى جلسته حتى أصطدم بباب السياره و اختبىء يامن خلف الكرسى الخاص  بها و هو ينظر بطرف عينيه إلى والده الذى حاول تهدئة مسك و هو يقول

- أهدى يا حبيبتى أنا بهدلتها و هزقتها و قولتلها أنى جوزك أنتِ بس و أنها كانت سبب من أسباب موت حمزه و أنى مش بشوفها غير مجرمه و قتالة قتله

ظلت مسك تنظر إليه بصمت ثم أخذت نفس عميق و أعتدلت فى جلستها تنظر إلى الطريق أمامها و قالت بأمر

- وديني عند جدى

- راحت عليك يا بابا

قالها يامن و هو يعود ليجلس فى مكانه من جديد يتابع الفيلم بهدوء

و ظل رحيم يقلب نظره بين زوجته و ابنه و بداخله إحساس

- أنا أيه إللى جابني هنا ... أنا اللى جبت ده كله لنفسى

ثم أدار محرك السياره و تحرك سريعاً فهو يود أن يلحق بتمام فى المستشفى و ليأجل مراضاة صغيرته قليلاً فقط

 

                    الفصل السادس من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

لقراة الجزء الاول عشق الرجل كاملة من هنا


تعليقات



<>