رواية مجنون بحبى بقلم /أمل اسماعيل
الفصل الثلاثين والحادي والثلاثون
قاطعت شروده وقالت
_ أنتا هتاجى تعيش معانا أنتا وعمتى
كم تمنى أن يذهب للعيش معهم، كان يرغب دائماً أن تكون لديه عائلة كبيرة، لكن الأن حتى والدته سيفقدها
حركت يديها أمام وجهه وقالت
_ أنتا روحت فين
رمقها بأبتسامة حزينة وقال
_ هوا أنا ممكن أطلب منك طلب
رمقته بأبتسامة وقالت
_ تدفع كام
رمقها بتعجب وهوا يرفع أحد حاجبيه
تنحنحت بحرج وقالت
_ أسفه مش وقت هزار، كنت بحاول أخرجك من المود شويه، المهم عايز تطلب إيه
تنهد بحزن وقال
_ أما ماما تخرج من العمليات قوليلى
كم تألم قلبها عليه، أنه حقاً مسكين، أنه خائف من فقدانه، يعلم أنه لن يتقبله أحد، يخشي أن يكره الجميع بسبب كرههم لوالده، أنه حقاً فى موقف لا يحسد عليه
رمقته بحزن وقالت
_ حاضر
********************************
تجلس بجانب جدتها، تعنفها بتأديب على ما فعلته وتقول
_ ليه بس كده يا ستى تكسرى بخاطره وتزعليه؛ ذنبه إيه هوا بس، بعدين متنسيش أنه أبن عمتى حياة، وهى أكيد هتزعل علشانه
رمقتها بغضب وقالت
_ لأ مش أبنها، ده أبن الحيوان إياد، وأن شاء الله هيدخل السجن مع أبوه، أصل زمانه واطى وحقير ذيه
قاطعها أسيل التى كانت قد وصلت للتو وسمعت حديثها وقالت بغضب
_ حرام عليكى يا ستى، بتظلميه ليه، دا شكله طيب وغلبان، دا قاعد يا عينى زعلان ونفسه يطمن عليها
رمقته أحسان بغضب وقالت
_ وانتى عرفتى منين أنه قاعد زعلان، أنتى كنتى عنده يابت انطقى
قالت كلمتها الأخيرة بجهر وغضب قاتم
بلعت ريقها خوفاً وقالت بتوتر وهى تشير بيدها للأمام
_ دا أنا كنت بدور على الحمام وشوفته صدفة
رمقتها بغيظ وشك وقالت بجهر
_ صدفة بردوا، والله لعرفك
رمقتها أسيل بخوف، ثم ذهبت وجلست بجانب شاديه وسامى، الذان كانا يحتضنان بعضهم ويبكيان بخوف ولا يشعران بما يحدث حولهم
أمسكت حياة يد أحسان وقالت
_ خلاص يا ستى أهدى، هى معملتش حاجة غلط، بعدين لو عمتى سمعتك بتقولى كده هتزعل، مهما كان ده أبنها
نزعت يدها بعنف وهى ترمقها بغضب وتقول
_ أنتوا عايزين تعصبونى، أمشى من جنبى وأوعى أسمعك أنتى وهى بتقولوا أبنها تانى
فى تلك الحظه وصل أحمد وراضى
رمقها راضى بتعجب وقال
_ فى إيه
رمقته أحسان بقلق وقالت بتوتر
_ مفيش حاجة
قاطعتها حياة وقالت
_ لأ فيه ياجدى، ستى أحسان زعقت لجاد وطردته، وقالتله ميجيش هنا تانى
رمقها راضى بغضب وقال
_ ليه يا أحسان، ذنبه إيه علشان تزعقيله
رمقته أحسان بحزن وقالت
_ أنتا ناسى أن ده أبن إياد، أل خطف بنتنا وحرق قلبنا عليها كل السنين دي، وأحنا مفكرين أنها ميته
رمقها بحزن وقال
_ لأ مش ناسى، بس أنتى أل نسيتى أنه أبن بنتنا
رمقته بغضب وحزن وقالت
_ أنتا أل نسين أنه جه نتيجة أعتداء
تنهد بحزن وقال
_ حتى لو جه نتيجه أعتداء، الضنا بيفضل ضنا
كان يقف يستمع لحديثهم بصمت وهدوء عكس الذى بداخله، كان يشعر بالحزن الشديد على صديقه العزيز، الذى أكتشف أنه شقيقه، يعلم أنه لن يتقبله الجميع، لكن هذا لا يهمه كثيراً فهوا يتقبله، وسعيد به للغاية
رمق حياة بحزن وقال
_ هوا فين يا حياة
مطت شفتيها وقالت
_ معرف، أسيل أل تعرف
رمقته أسيل بحزن وقالت
_ قاعد فى أخر الممر أل على إيديك الشمال
كاد يذهب لكن أوقفته أحسان وقالت بقلق
_ أنتا رايح فين
رمقها بثقه وقال
_ رايح عند أخويا
أراد بكلامه هذا أن يخبرها أنه يتقبله، ولن يتخلى عنه مهما حدث
كان راضى يرمقه بسعادة وفخر، لقد أحسن عادل تربيته حقاً، جعله رجُل يعتمد عليه لا يتخلى عن عائلته مهما حدث، والأهم من ذلك لا يعاقب أحد على ذنب غيرة
********************** ****** *****
يركض فى الممر ينظر يميناً ويساراً بحثاً عنه، توقف عندما وقعت عيناه عليه، تمزق قلبه عندما رائاه بتلك الحالة، يجلس على أحد المقاعد يضع رائسه بين يديه، ينظر للأسف بشرود، والحزن الشديد ظاهر عليه
أقترب منه وضع يده على كتفه، يرمقه بزرقاوتيه بحنان وحب
أفاق من شروده، عندما لامس كتفه، طالعه ببنيته وقال بحزن
_ أنا هطمن عليها بس وهمشى، أوعدك أنكم مش هتشوفونى تانى، بس سيبنى أطمن عليها
قال جُملتة الأخيرة بحزن وألم وكسرة
كانت كلماته مثل الخناجر تخترق قلبه، ذلك المسكين لقد جرحته جدته كثيراً، أصبح يظن أن الجميع يكرهه ولا يرغبون به
قام بضمه بحب وأشتياق وقال بثقه وتأكيد
_ بس أنا مش هسمحلك تمشى، خلاص قدرك أنك تعيش بقيت عمرك معايا، قدرك أسود بقى ولازم تقبله
قال جُملته الأخيرة وهوا يضحك
أغدقت كلماته الكثير من السعادة على قلبه، أبعده عنه بلطف، ثم رمقه بحزن وقال
_ كلامك ده فرحنى أوى، بس أنا عمرى ما هبقى مبسوط وانا عايش مع ناس مش عايزانى، غير أن وجودى هيسبب مشاكل كتير، علشان كده أنا لازم أبعد
تنهد بحزن وقال
_ تفتكر أنا وماما هنبقى مبسوطين وأنتا بعيد عننا
*******************************
يجلس على أحد المقاعد، يطالع أبنه وزوجته بحزن، يفكر فيما هوا قادم، كيف سيتقبل أدم حياة بعد أن أنجبت صبياً من إياد، هل ستبقى مشاعرة كما هى أم ستتغير، وذلك الصبى المسكين، ما الذى سيحدث له، لقد تم القبض على والده، إيضاً لن يتقبله أحد هنا بسبب والده، من الممكن أن يتقبل أدم حياة لكنه لن يتقبله بالتأكيد، لكن هل ستوافق حياة على التخلى عنه، يبدوا أن الأيام القادمة ستكون عَصيبه، لكن مهما حدث لن يتخلى عن حفيدته وذلك الصبى المسكين
قاطع شروده وصول أدم وعادل والبقيه
أقترب منه أدم وقال بخوف وقلق
_ حياة عاملة إيه
رمقه راضى بحزن وقال
_ لسه فى العمليات
وقف أمام باب الغرفة، يرمقه بحزن ثم وضع يده عليه وقال بألم ودموعه تنزل بغزاره
_ أنا هنا ياحياة، مش همشى وأسيبك تانى، بس أنتى قومى وأرجعيلى علشان نعوض أل فات، أنتى وحشتينى أوى
قال جُملته الأخيره بألم وأشتياق
ذهب إليه حسين، أمسكه من يده وقال بحزن
_ تعالى أقعد، وقفتك دى من غير فايده
أقترب عادل من والديه، مسح دموعهم ثم قبلهم من رائسهم، وقال بثقه وأمل عكس الذى بداخله
_ متقلقوش هى هتبقى كويسة، أن شاء الله هتقوم بالسلامة
قاطع حديثه خروج الطبيب من الغرفة، تجمع الجميع حوله، يسألونه بأمل وخوف عن حالتها
رمقهم بأبتسامة مطمئنه وقال
_ الحمدلله، لم تصيبها الطلقه فى منطقة خطيرة، لقد تم علاجها تعدت مرحله الخطر، لكن يجب أن تبقى هنا بعض الوقت للتأكد من سلامتها
أجتاحت السعادة قولبهم، فأخيراً ستعود حياتهم لهم، كم أشتاقوا لها
بعد ذهاب الطبيب، أخرج الممرضين حياة على ناقله، ثم نقلوها إلى غرفه خاصه بها
رمقت حياة أسيل بسعادة وقالت بأبتسامة
_ هروح أقول لى أحمد
رمقتها أسيل بسعادة وقالت
_ وانا هقول لى جاد
*******************************
يجلسان سوياً يتحدثان، قطع حديثهم هتان الجنيتان وهما تركُضان وتقولاً بسعادة
_ فاقت فاقت
توقفتا أمامهم تلتقطان أنفاسهم
رمقت حياة أحمد بسعادة وقالت
_ عمتى حياة طلعت من العمليات
قاطعتها أسيل وقالت بسعادة وهى تنظر إلى جاد
_ الدكتور طمنا عليها وقال أنها كويسه
رمق جاد وأحمد بعضهما بسعادة، ثم نهضا وركضا بسرعة ليذهبا إليها
*****************************
يجلس الجميع حولها، ينتظرون أستيقاظها بفارغ الصبر، بينما هى نائمه لا تشعر بشئ
تململت فى نومتها وقالت بخوف
- أدم خلى بالك
كان يجلس بجوارها على أحد المقاعد، أمسك يدها بحنان يرمقها بعشق ويقول
_ متخافيش أنا كويس
بدائت تفيق وتفتح عينيها، لتكون زرقاوتيه أول ما تراهما
طالعته بهيام وعدم تصديق وقالت
_ أدم
قبل جبهتها بحب وقال بأبتسامة
_ يا عيون وقلب أدم
أنفجرت فى البكاء بعد أن تأكدت أنه حقيقى، قالت من بين شهقاتها
_ وحشتني أوى، فكرت أنى مش هشوفك تانى
مسح دموعها وهوا يرمقها بهيام ويقول بأبتسامة
_ وأنا كنت متأكد أنى هشوفك تانى، بالرغم من أن الكل كان بيقول أنك ميته
قاطع حديثهم شادية وهى تقول بسعادة ودموعها تنهمر بغزاره
_ وحشتني يابنتى، أه لو تعرفي بُعدك كسرنى أزاى
رمقتها بأبتسامة ودموع وقالت من بين شهقاتها
_ وانتى كمان ياماما وحشتيني، وحضنك وحشنى
قاطعهم سامى وقال
_ وأنا عايز أشوف بنتى، واقولها وحشتيني
قاطعه راضى وقال
_ أنا أل هشوفها الأول
وقف أدم أمام حياة وقال بمرح
_ بالدور يا جماعه، أل هيدفع أكتر هيشوفها الأول
لم تستطيع أن تسيطر على ضحتها، ضحكت بتعب وهى تضع يدها على جرحها
رمقها أدم بهيام، كم أشتاق لتلك الضحكة، بالرغم من تعبها وتقدمها فى السن، لكن مازالت ضحكتها تسعده وتوقعه أكثر بغرامها
رمقها بعشق وقال بأبتسامة
_ وحشتيني أوى أوى أوى
قاطع حديثه عادل وهوا يقول
_ ما خلاص ياعم النحنوح، أختى وحشتني وعايز أطمن عليها
قاطعته لمار وقالت بجديه
_ أيوه يا أدم، متنساش أن أحنا كمان بنحبها وعايزين نطمن عليها
أبتعد أدم لهم، أقتربوا منها قاموا بتقبيلها والأطمئنان عليها، ثم جلسوا يتحدثون
**********************************
يجلس على الأرض، يسند رائسه للحائط الذى خلفه، يسترجع طفولته
كان طفل وحيد ليس لديه أقارب غير والديه، كما لم يكن لديه أخوه، كانت طفولته حزينه ووحيده، لم يشعر فيها بأي محبه وحنان، حتى من والديه، فقد كانت والدته كثيرة السفر، كان كل ما يشغلها هوا شراء الملابس والمجوهرات الباهظه، إيضاً الحفلات والسفر من أجل قضاء العطلات، لهذا السبب تزوجت والده وأنجبته، لكنها لم تهتم به يوماً أو ترعاه، لم يشعر يوماً بحنانها
أما والده فقد كان يعامله على أنه وريث أملاكه، أنه هوا من سيحمل نسل العائلة ليس أكتر، لم يلعب معه يوماً أو يأخذه للتنزه، لم يقل له أحبك ولو لمره، بل كان يحدثه عن الشركات والأموال، كان يخبره كيف يديرها، وانه يجب عليه أن يصبح قوى ولا يسمح لمشاعرة بالسيطرة عليه حتى لا يصبح ضعيفاً، وفى سبيل ذلك علمه الكثير من الصفات السيئه مثل أن يحصل دائماً على ما يريد مهما كان الثمن، وأن لا يهتم لمشاعر أحد غير نفسه، فلا أحد يستحق أهتمامه غير نفسه، أن يكون دائماً قاسى يهابه الجميع، فهذا السبيل الوحيد لبقائه وبقاء ثروته، فلا أحد يقترب من ما يخص الوحوش، هكذا كانت نشئته وتربيه والديه
ظل الوضع هاكذه حتى بلغ الخامسة عشر
كان يحب دائماً النظر من النافذه والنظر للناس والمبانى والمحيط الخاجى، وفى أحد الأيام بينما ينظر من نافذة السيارة، وقعت عيناه على شاب صغير فى مثل عمره، كان الشاب يبحث عن الطعام فى القمامة، يتقاتل مع الكلاب الضالة من أجله، لم تكن هذه المره الوحيده الذى يراه فيها، بل أصبح يراه إينما ذهب، يسرق النقود من الناس أو يتسول، كان يراى رجل ضخم يأتي إليه يقوم بضربه وأخذ المال منه، كما كان يراه دائماً ينام على الطريق يقور جسده من البرد، ولم تنتهى معناته إلى هذا الحد، كان يجتمع باقى المتسولون ويضربونه، ويأخذون الطعام منه
أستمرت مراقبته له ثلاث سنوات، حتى جاء فى ليله بارده، وجده يبحث عن الطعام فى القمامة، بعد أن وجد قطعة خبز جلس يتناولها فى هدوء وهوا يقور جسده من البرد
عندها لم يستطيع التحمل أكثر، نزل من سيارته ومد له يده وطلب منه العمل معه، لا يعلم لماذا رق له قلبه، كل ما يعلمه أنه شعر بسعادة عندما أمسك الصبى يده
أيقظه من شروده يده الموضوعة على كتفه وصوته القلق وهوا يقول
_ أنت كويس يا باشا
أبتسم له وهز رائسه أشارة على أنه بخير، أنه الشخص الوحيد الحقيقى فى حياته، الشخص الوحيد الذى يحبه بصدق ويخاف عليه، الشخص الوحيد الذى يشعر به وبمعاناته، أنه أفضل شئ حصل له حقاً
**********************************
توقفا أما باب الغرفة يرمقانها بسعادة ويقولاً
_ ماما
رمقتهما بسعادة وأبتسامة، فتحت زراعيها تدعوهم لأحضانها
ركض أحمد إليها، لحق به جاد لكن وقفت أحسان أمامه ترمقه بغضب وتقول
_ أنا مش قولتلك أمشى من هنا، أنتا إيه مبتفهمش
الفصل الواحد والثلاثين
ركض أحمد إليها، لحق به جاد لكن إحسان وقفت أمامه ترمقه بغضب وتقول
_ أنا مش قولتلك أمشى من هنا، أنتا إيه مبتفهمش
تجمعت الدموع فى عينيه، لقد جرحته كثيراً بكلامها، كاد أن يجيبها لكن توقف عندما سمع صوت حياة الغاضب وهى تقول
_ ستى أزاى تقولى لى أبنى كده
نظرت إحسان لها، وجدت الشرار يتطاير من عينهيا، رمقته بحزن وقالت
_ ده أبن الحيوان إياد وأكيد طالع لى أبوه، بس أنا مش هسمح ليه هوا أو أبوه يقربو ليك
رمقتها بغضب وقالت
_ جاد أبنى وهيفضل معايا، يا تقبلونا أحنا الأتنين يا ترفضونا
كانت تتحدث بجهير وقوة، من يراها لا يصدق أنها أصيبت بطلق نارى منذ قليل، هذه هى الأم تنسى ألامها عندما يتعلق الأمر بصغارها، وتصبح وحش كاسر
مدت يدها إلى جاد ترمقه بحنان وتقول
_ تعالى ياجاد
ذهب إليها جاد، قام بضمها ثم رمقها بحزن وقال
_ أنا عايز أطمن عليكى بس، أنا مش عايز أسبب ليكى مشاكل، أنا همشى الوقتى ومش هاجى تانى
أمسكت يده بقوة، ترمقه بحزن وتقول
_ أنتا مش هتمشى، مستحيل أسيبك، أنتا ملكش ذنب فى حاجة
رمقت أدم بحزن وقالت
_ أنا عارفة أن الموضوع صعب عليك، بس أنا مقدرش أعيش من غير جاد، فى النهاية ده أبنى، بعدين لو أنا سيبته هيبقى وحيد، مين هيهتم بيه ويرعاه
حولت نظراتها إلى الجميع وقالت بثقه وتحدى
_ ياتقبلونا أحنا التنين، يا هنمشى أحنا التنين
قام أحمد بأمساك يد حياة ويد جاد وقال بثقه
_ قصدك أحنا التلاته، أنا مش هسيبكم بعد ما لقيتكم، لو فضلتوا هفضل معاكم، لو مشيتوا همشى معاكم
كانت حياة ترمقه بخوف، هى تخشى خسارته، هى مغرمة به منذ صغرها، نشأت معه لم تبتعد عنه، لكن الأن يمكن أن تخسره للأبد
ذهبت إليه وقفت بجواره وقالت بتحدى
_ أنا كمان همشى معاكم
رمقها أحمد بأبتسامة وعشق وقال
_ أه حياة هتاجى معانا
رمقته أسيل بشمئزاز وقالت
_ دا أنتوا رخمين، على فكرة ده مش وقت النحنحه بتاعتكم دى
رمقتها حياة بغيظ وقالت
_ وانتى مالك، بتدخلى فى أل ميخصكيش ليه
صرخ راضى بهم وقال بجهير وحزم
_ بس مش عايز أسمع صوت
رمق جاد بأبتسامة وقال
_ جاد أبن حياة، يعنى حفيدى ومش هسمح لحد أنه يزعله ولو بكلمة، كمان هيعيش معايا
ثم رمق أدم بجديه وقال
_ أما أنتا يا أدم، لسه عايز حياة ولا لأ
قاطعته حياة وقالت
_ أنا أسفه يا جدى، بس جاد هيفضل معايا، مش هيعيش فى مكان منفصل عنى
رمقت أدم بحزن وقالت
_ أنا عارفة أنى كده بجرحك، بس جاد أبنى وملوش ذنب فى حاجه، علشان أعاقبه بالبعد عنى، كفايه طفولته أل ضاعت
كان يقف شارد يفكر، يعلم أنها لن تستطيع العيش بدونه، فى النهاية هى والدته، لكن هل يستطيع هوا العيش معه؟؟ روئيته يومياً هوا يذكره أن ذلك الحقير لمسها فى يوم، كانت له فى يوم، نعم كانت مجبره لم ترغب بذلك، كمان أن ذلك الصبى ليس له ذنب، لكن هذا سيكون قاسى عليه، لكن أن طلب منها تركه والذهاب معه هل ستكون سعيدة؟؟ بالتأكيد لا مهما فعل ستبقى فى عينيها نظرة حزن وقلق عليه، يستطيع تحمل إى شئ ألا أن يرا الحزن فى عينيها، سيكون بقائه معه قاسى عليه، سيتألم دائماً عند رؤيته ويتذكر ذلك البغيض، لكن هذا أفضل من روئيتها حزينه، يستطيع تحمل إى شئ لأجلها، فى النهاية سعادتها تأتى أولاً
قاطع شروده صوت راضى وهوا يقول بقلق
_ ها قولت إيه يابنى
أخذ نفس عميق ثم أخرجه وقال
_ كل أل يهمنى دلوقتي أنى أعيش مع حياة بسعادة، ومفتكرش أنها هتبقى سعيدة وجاد بعيد، علشان كده جاد هييجى يعيش معانا
رمق جاد بأبتسامة وقال
_ بعدين جاد ملهوش ذنب، وأنا متأكد أنه ورث من حياة طباعها الجميلة
رمقه بسعادة وعدم تصديق، لقد أثبت لها مجدداً أنه الرجل الوحيد الذى يستحقها، دائماً ما يجعل سعادتها من أولوياته، دائماً ما يقف معها ويساندها، دائماً ما يجعلها تقع فى غرامة أكثر
رمقته بأبتسامة وأعين دامعه وقالت
_ شكراً يا أدم
بادلها بأبتسامة وقال
_ هروح أجيب حاجه ناكلها، زمنكم جعانين
*********************** ***
فى مركز الشرطه فى مصر
تم فتح قضية قتل مشيل وتفجير السفينة، إيضاً قضية أختطاف أحمد وحياة، تم توكيل الرائد حسام بهذه القضيه، كما تم التجهيز لستقبال إياد وشوقى
جمع الرائد حسام الظباط وقال لهم
_ بكره هنروح نجيب إياد وشوقى، علشان نحقق معاهم
قاطعه أحد الظباط وقال
_ وليه منروحش دلوقتى يا باشا
حسام : أحنا أتفقنا على التسليم، بس هما كمان لازم يحققو معاهم، علشان كده هنروح نجيبه بكره، وبكده نبقى حلينا لغز السفينة والراجل الميت أل فجرها
****************************
يجلس جاد بجانب حياة، ينظر إلى الجميع بحرج، يعلم أنهم تقبلوه رغماً عنهم
رمقته أحسان بمقت، ثم رمقت حسين بخبث وقالت
_ مقلتش يا حسين يا أبنى، عملوا إيه مع الحيوان أل أسمه إياد
أجابها حسين بحسن نيه وقال
_ هيسلموه بكره للشرطة فى مصر علشان يتحاكم
رمقت جاد بخبث وقالت
_ أن شاء الله يتعدموا كلهم
أرادت بجملتها هذه شمل جاد معهم
فهمت حياة قصدها، رمقتها بحزن وقال
_ حرام عليكي ياستى، أنتى كده بتجرحينى
تصنعت عدم الفهم وقالت
_ وأنا عملت إيه بس يا حبيبتى
رمقتها بأعين دامعه وقالت
_ أنتى عارفة أنتى عملتى إيه
رمقها راضى بغضب وقال
_ إحسان مش عايز أسمع صوتك، كلامك أل زى السم ده بطليه
لم يهتم جاد بكلامها كثيراً، كان كل ما يشغله هوا والده، نعم والده بالرغم من كل شئ هوا والده ويحبه، يعلم أنه أخطاء ويجب أن يعاقب، لكنه يتمنى أن لا يُعدم ويحُرم منه
جاء أدم ومعه الطعام، جلس بجانب شادية وأعطاه لها
أخذت منه الطعام وبدائت توزيعه على الجميع، ثم جاء دور جاد، رمقته بأبتسامة وقالت بنبرة حنونة
_ أتفضل يابنى كل
رمقها بأبتسامة ثم أخذ الطعام وقال
_ شكراً يا
قاطعته وقالت بسعادة
_ ستى قولى يا ستى
شعر بسعادة كبير وأُلفه أتجاهها، بالرغم من أنه الحديث الأول بينهم، لكنه شعر براحه وطمئنينه تجاهها وكائنه يعرفها منذ زمن
بعد أن أنتهوا من تناول الطعام، قبل جاد رائس حياة وقال
_ هروح مشوار وأرجع تانى
أمسكت حياة يده ترمقه بخوف وقلق
أبتسم ثم قبل يدها وقال
_ أوعدك أنى هرجع تانى
تركت يده وقالت بأبتسامة
_ مش هنام غير لما أشوفك
أبتسم لها وقال
_حاضر
كانت تعلم وجهته، تمنت إيقافه هى تخاف عليه، لكنها لا تمتلك الحق فى ذلك، بالرغم من كل ما فعله، ألا أنه مازال والده ولديه حق عليه
************ ****************
يجلس على الأرض يفكر فيما فعل، هل أخطاء كما يقولون، أم أن مافعله هوا الصواب، لكن أليس هذا ماعلمه إياه والده، أن يكون قوى ويحصل على ما يريد
قاطع شروده صوت الشرطى وهوا يقول له
_ إياد لديك زيارة هيا أنهض
رمقه بتعجب، من الذى سيأتى لزيارته، الشخص الوحيد الذى يمكن أن يزوره جالس بجواره، حسناً الأن سيكتشف الغز
******************************
يجلس فى مكتب الرائد يتحدث إليه
الرائد : أعلم أنك فى وضع صعب، لهذا سمحت لك بروئيته، أمامك خمس دقائق لتتحدث معه
هز رائسه بالموافقة وقال
_ حسناً، شكراً لك
قاطع حديثهم طرق الباب، دلف الشرطى ومعه إياد
توقف مكانه يرمقه بصدمه، لا يصدق أنه جاء لزيارته، بعد كل ما فعله معه، لم يكن الأب الجيد له، لم يعامله جيداً أو يشعره بحبه وحنانه، أذا لما جاء لروئيته؟؟ هل جاء ليشمت به؟؟ بالتأكيد جاء لهذا السبب
جلس إياد على المقعد المقابل لجاد
غادر الرائد والشرطى وأغلقا الباب خلفهم
رمق جاد إياد بحزن وقال
_ عامل إيه
رمقه بغضب ثم أبتسم بسخريه وقال
_ جاى تشمت فيها
تنهد بتعب ثم طالعه بحزن وقال
_ ده رائيك فيا، أنى جاى علشان أشمت فيك
رمقه بغضب وقال
_ أومال جاى ليه
وضع أكياس الطعام الذى أحضرها على الطاولة، ثم طالعه بحزن وقال
_ جاى علشان أطمن عليك، وأجبلك أكل زمانك لسه مكلتش
ماهذا الفتى!! لقد جاء لروئيته والأطمئنان عليه بالرغم مما فعله معه
رمقه بتعجب وقال
_ جاى تطمن عليا بعد أل عملته
تنهد بتعب وقال بحزن وألم
_ لأنك أبويا، دى حقيقة لا يمكن تتغير، ومهما كان ال عملته بردوا هتفضل أبويا، وأنا هفضل أبنك أل بيخاف عليك وبيحبك
رمقه بأبتسامة وقال
_ الأكل هيبرد
رمقه بذهول وصدمه، لا يصدق ما سمعه، لم يشعر به يوماً ولم يهتم به، كان مجرد وسيله ليضغط بها على حياة، بالرغم من ذلك يحبه ويخاف عليه، كاد أن يقتله وهوا جاء للأطمئنان عليه وأطعامة، لماذا لم يره أو يشعر به من قبل، حبه الأعمى المجنون منعه من روئيت الأشياء الجميلة فى حياته، بالرغم من حبه الكبير، ألا أنه كان سبب ألمها وتعاستها، لماذا لم يقبل بقدره؟!! كان سيتألم كثيراً، لكن ذلك الألم كان سيختفى بمجرد ظهور فتاة أخرى يحبها وتحبه، كان سيكون ذكرى جيده، أو ربما لن تتذكره، على الأقل لن يكون ذكرى سيئه تكرهها وتشعر بالخوف بمجرد تذكرها، لماذا لم يفكر فى ذلك من قبل؟!! لماذا دائماً يندم الأنسان بعد فوات الأوان
رمق جاد بحزن وألم وقال
_ ممكن تكون دى أخر مره نشوف بعض فيها، علشان كده هنصحك نصيحه ملقتش حد يقولهالى زمان
رمقه جاد بأبتسامة يحثه على المتابعة
بادله إياد الأبتسامة وقال
_ الأنسان بيعوز حجات كتير قوي، لكن مش كل حاجة بيعوزها بتبقى من نصيبه، لما تعوز حاجة ومتبقاش من نصيبك، سيبها ومتتمسكش بيها، حتى لو هتتوجع وتتألم، لأنك لو أتمسكت بيها مش هتكون سعيد، بالعكس أنتا هتتوجع وتتعذب أكتر
أمسك يده يطالعه بحزن ويقول
_ أقبل بنصيبك مهما كان، وقدر الناس أل موجودة فى حياتك، دور على الحلو ال فى حياتك قبل ما يضيع منك، لأن معظم الناس مبتحسش بيه غير لما يضيع، وساعتها الندم مش هيكون ليه فايدة
