رواية تائه في عيناها الفصل الثامن8 والتاسع9 بقلم نهله جمال

رواية تائه في عيناها الفصل الثامن8 والتاسع9 بقلم نهله جمال 
 


" يقال أن في ديسمبر تنتهي كل الأحلام ولكنني طوال حياتي لم أؤمن بتلك المقوله وأعتقدت أن من قالت ذلك قد تعرضت لخذلان كبير في أحد أيام ديسمبر 

ولكن ذلك الشهر الذي يكون فيه بداية كل شيء جميل بريء من أن نطلق عليه ذلك الفال ونشبهه بالمقبره التي تقتل فيها أحلام الحب والعاطفه 

نسمة الهواء البارده التي تمر في أرجاء المدينه تلك بعد موجة صيفيه حاره تستمر لشهور كفيله بإن تجعلك سعيدآ وتبث في روحك الأمل من جديد 

كيف لديسمبر أن يكون نهاية الأحلام وبه تبتدأ كل البدايات السعيده ! 

فتحت النافذه الزجاجيه التي تطل على الشارع ، لم يكن هناك مارة أو شخص شارد يسير في الطرقات 

نظرت للسماء ورأيت القمر يختبيء خلف الغيوم ، ترى ماذا تفعل الأن يا تميم ؟ 



* في فيلا تميم * 

خرج والد رانيا منكسرآ من فيلا زوجها ، بعد أن أخبر تميم أنه قام بضرب إبنته وحجزها في منزلهم إلى أن يحين الطلاق 

كان كل ما في المكان يثير غضبه وحزنه ، شعر أن هناك شيئآ ما يطبق على صدره يكاد يقتله ، لا يعلم لماذا حضرت صورتها إلى ذهنه مرة أخرى ، عيناها أعمق من أن ينساهم بغفوة أو نوم أو كوبآ من القهوه المره ، كيف للقوه أن تكون مره في وجودها وهي قطعة السكر التي تجعل دنياه أجمل ؟ 

إبتسم ، وكإن ذكراها لمسة أم حنونه على يد طفلها الجريحه 

إلتقط معطفه وخرج من الفيلا وثم إلى سيارته وإنطلق ، لا يعلم أين سيذهب لكنه يريد أن يبتعد قدر الإمكان عن الفيلا الخاصه به وبالطبع لن يذهب أمام سكن ذكرى لن يتسبب لها بأي إحراج مع زميلاتها في ذلك الوقت وخاصة بعد أن أوصلها بسيارته 

قرر التوجه إلى أحد المقاهي ليجلس قليلآ مع نفسه 



* في سكن الطالبات * 

كانت ذكرى تجلس على الفراش شارده لا تريد النوم ، أمسكت هاتفها وتصفحت * الفيسبوك *  وفجأه خطر في رأسها فكرة ما ! لماذا لا تبحث عن تميم ؟ عن صفحته الشخصيه ! 

ولكن كيف ستجده هناك الملايين من تميم في هذا العالم وهي لا تعرف سوى إسمه بدون إسم والده 

إعتدلت في جلستها وقررت البحث عنه حتى لو تستغرق الأمر عدة ساعات 



* بعد مرور ساعه كامله * 

كانت تحرك إصبعها على شاشة الهاتف بملل وقد تشوشت الرؤيه أمام عيناها وشعرت بالحنق 

كادت ان تلقي الهاتف بغضب ولكنها لمحت صورة ملف شخصي ، كانت الصوره بذاتها التي رأتها في سيارة تميم !! 

دخلت إلى صفحته الشخصيه بسرعه ثم أرسلت طلب صداقه 

وتصفحت ما يقوم بنشره ، كانت صور زواجه تشعرها بإنقباض في القلب وتود لو ان تبكي ولكن الدموع لا تخرج من مقلتيها  



* في أحد المقاهي الراقيه * 

كان تميم جالسآ وأمامه كوب من القهوه وشارد في نافذة المقهى ، حتى اصدر هاتفه صوت إشعار من فيس بوك 

أمسك هاتفه بملل لينظر ووجد طلب صداقه جديده 

تفحصه ليجد صورة طفل ف قال : دا مين المتخلفه اللي حاطه صورة طفل دي قديمه أوي 

كان كل تركيزه على إسم الفتاه : ذكرى 

قبل طلب صداقتها وتفحص ملفها الشخصي جيدآ حتى يعلم ما إذا كانت هي أم لا 



* في غرفة ذكرى في السكن * 

وجدت أن طلب الصداقه قد قبل ف وقفت على الفراش بسعاده وهي تقفز ، ثم هدأت وإنتظرت حتى يحادثها 

لكنها تذكرت أنها لا تضع صورتها ف فتحت محادثته كتبت : مساء الخير 

إنتظرت قليلآ حتى وجدته يكتب ثم أرسل لها : مساء النور ، مين حضرتك ؟؟

إرتعشت اصابعها قليلآ ف كتبت : إنت شايف الإسم إيه ؟ 

تميم قد كتب : ذكرى ! بتاعت محطة القطر ؟.

ذكرى كتبت : إسمها بتاعت محطة القطر ؟؟ لا انا إسمي ذكرى بسيوني ايوه يا سيدي أنا بتاعت السكن 

كتب تميم : يعني بتاعت محطة القطر ضايقتك وبتاعت السكن دي عادي ؟ 

أرسلت له ذكرى رموز تعبيريه تضحك ف كتب تميم : وينفع كدا تعاكسي ولاد الناس حتى راعي شعور مراتي 

ثم أرسلها 

كان يمزح ، يقسم بقلبه الذي ينبض الأن كان يمزح ، هو حتى لم يمس شعره واحده من زوجته 

لكن ذكرى قد كتبت : تصبح على خير يا تميم 

وأغلقت الهاتف 

وضعت يدها على وجهها وبكت بقوة ، كانت تخرج كافة إنفعالاتها بالبكاء  ، قالت : مستنيه يطلق مراته وتخربي بيته انتي بتفكري إزاي إنتي أنانيه اوي إزاي مفكرتيش ان مراته بنت زيك من حقها تفرح ! إزاي عايزه تاخدي السعاده بتاعتها لمجرد كام موقف حصلوا 

ثم إتكأت على فراشها وظلت تبكي حتى غفت ، من الإرهاق وهربآ من ذلك الشعور المختلط ما بين الذنب والحب والكسره والندم 



صباح اليوم التالي لم تخطط لشيء سوى أن تذهب للجامعه ،  رفعت شعرها لإعلى وثبتته بقلم صغير لإنها لم تجد ربطة شعر 

وإرتدت معطفها الوردي الناعم وحقيبتها السوداء 

خرجت من السكن في البرد واغلقت الباب خلفها ، وقبل ان تمس قدمها الشارع الرئيسي كان تميم يمسكها من ذراعها 

إنتفضت وكادت تصرخ ولكنها تمالكت اعصابها وارتسمت على وجهها ملامح الجديه وهي تقول : من فضلك سيب إيدي 

تميم بصوت مبحوح : أنا امبارح كنت بهزر أنا ..

قاطعته ذكرى قائله : بس هزارك فوقني ، أنا بسرق لحظات معاك مش من حقي ، من حق مراتك المسكينه انها تعيش معاك كل المشاعر دي ، إنت اتجوزت خلاص خدت نصيبك من الدنيا ، بس أنا بعتذرلك عن كل حاجه حصلت ووعد مش هتشوفني تاني وإنت كمان من فضلك اوعدني إني مش هشوفك تاني 

كان تميم ينظر لها ك الغريق ثم قال بصوت منكسر لأول مره يخرج من فمه : مقدرش 

تجمعت الدموع في عيون ذكرى لتقول : إنت بتصعبها عليا عاوزني ابقى خطافة رجاله يا تميم 

ثم انسدلت دموعها من عيناها ف ضمها هو بقوة وقال : ملمستهاش ، ومش هلمسها ، مراتي ع الورق بس ، أنا حتى من .. من يوم الفرح مقعدتش معاه دقيقتين على بعض 

أنا مخدتش نصيبي ولا حاجه يا ذكرى أنا مفرحتش 

إستحملت حجات ماليش ذنب فيها وظهرتي إنتي فجأه غيرتي كل دا ، معاكي بضحك من قلبي وبسرح وبفكر وخلتيني أحس بحجات محستهاش مع رانيا نفسها من يوم الخطوبه حتى 

مينفعش مجيش هنا ومينفعش مشوفكيش ، بس أنا عاوز ابقى جمبك انا والله عشان عارف ربنا بحاول أتمالك اعصابي لما بشوفك ، أنا من حقي أعيش مع اللي حسيت معاها بحجات حلوه بجد ، أصلك لما تلاقي شخص خلى قلبك يدق بطريقه غريبه لأول مره في حياتك مينفعش تسيبيه 

وأنا مش عارف دا حب ولا إيه بس عاوز افضل واقف هنا ومتحركش ، أبصلك وبس ، حاجه زي الإدمان 

أنا صليت الفجر وفضلت قاعد في العربيه طول الوقت دا مستنيكي تطلعي عشان إحترمت إن مينفعش أجيلك بالليل 

عارفه دعيت إيه وأنا بصلي في المسجد  ؟ إنك تسامحيني وتقبلي تسمعيني 

أنا زيي زي الي مش متجوز بالظبط مفيش أي فرق 

الفرق الوحيد هو إني مضيت على ورقه أقسم بالله لو كنت شوفتك قبلها إسمي دا مكنش هيتكتب في بطاقة غيرك 💛





ᕈᗩᖇt 9



أنا كنت قبلِك في المحبّة سَوي..

لكن انتي حلوة،

انتي حلوة أوي..

وكتاب تاريخ الدنيا لا يحتوي

على وصفة تمنع عنّي تأثيرك..

وشّك بيظهر 

فوق وشوش غيرك..

كل الطرق بتودّي لمصيرك..

لو حد غيرك، وإنتي

لا يستوي..

عشان إنتي حلوة.. حلوة أوي

......  * نبيل عبد الحميد * 💛



النعيم ، الكلمه الملتصقه دائمآ بالجنه ، ف النعيم هو ذلك الشعور الذي ستملكه عندما تكون داخل الجنه تحديدآ ، أو أن تمتلك شيئآ بلا قيمه ماديه لإن قيمته المعنويه لا تقدر بثمن 

ك من يقول لك ف لتنعم بالصحه أو لتنعم بحياه سعيده 

أرأيت جمال الكلمه  ؟ دائمآ ما ترتبط بالسعاده 

لذا ف أنت نعيمي يا ذكرى ، أنت القادم والحاضر وما مضى 

بدونك أشعر أنني غريب ووحيد ، وحيد جدآ ، حتى أصدقائي فشلوا فشلآ ذريعآ في سد تلك الخانه الفارغه التي يتركها غيابك 

كلمة الرحيل عندما تخرج من بين شفتيك تمزقني ، تجعلني ك التائه الذي يبحث عن أخر نقطة مياه على وجه الأرض ليعيش 

لا أريد أن أشعر بالفقد معك ، لا أريد أن أرى طيفك يرحل بعيدآ ، فقط إبقي هنا ، ستمر الأيام سنينآ إن رحلتي 



كانت تستمع لحديثه ونبرة صوته ، بينما ملقاه داخل حضنه في أمان ودفء ، وكأن الشتاء لو حاول ألاف المرات أن يرسل لهم رياحآ بارده سيفشل في أن يشعرهم بالبرد 

كلماته مزقتها ، هل يتألم إلى تلك الدرجه ؟ إحتضنته بيدها بقوه كأنها تخبره بلطف الأنثى أنها هنا ولن تتركه ولن تدع الحزن يدوم طويلآ داخل قلبه 

قال تميم بنبره منكسره : هتفضلي معايا ؟ 

ذكرى بنبره متألمه : دايمآ ، هفضل عشانك دايمآ 

أنتفضت مرة واحده وهي تقول : يا نهار إسود الأمتحان 

ركضت لسيارته وفتحت الباب ثم جلست بها وكأنها وضعته أمام الأمر الواقع وهو أنه سيوصلها ولكن تميم ظل واقفآ مكانه بغيظ مما حدث ف قال : يحرق الإمتحان يا شيخه !! 



وصلوا إلى الجامعه ونزل تميم وهو يرتدي نظارته الشمسيه ثم قال لها : متتسرعيش في الإجابه وحاولي متتوتريش أنا مريت بالمواضيع دي وخبره وبنصحك 

ذكرى بصدمه : إنت هتستناني ؟ 

تميم : يعني هشوف هتنيلي إيه في الإمتحان

إبتسمت له ذكرى وقالت : هحاول أخلص بسرعه 

خلع تميم الجاكيت الخاص به ثم ارتداه مره أخرى ف قالت له ذكرى : مش فاهمه ؟ 

تميم بسخريه : بوريكي إني معنديش جناحات ومش هطير يعني خدي وقتك جوا المهم متهريش في الورقه إجابات غلط 

ركضت إلى لجنة الإمتحان بينما جلس تميم على الكرسي الخشبي في إنتظارها



* مجموعة فتيات في الجهه الأخرى * 

الفتاه الأولى : يالهوي بصي القمر اللي قاعد هناك دا ؟ 

فتاه أخرى : أنضف واحد شوفته في الجامعه لحد دلوقتي بصراحه 



كانوا يتعمقون في النظر إليه بوقاحه ولكنه تجاهلهم وتصفح هاتفه قليلآ ، باقي على سعادته خطوات بسيطه 

قام بإرسال رسالة نصيه إلى والد زوجته كتب فيها : صباح الخير يا عمي ، أتمنى تكونوا بخير ، بقول بما إن رانيا كدا كدا عندكم نخلي الطلاق الإسبوع الجاي أو الإسبوع دا عشان أوفر عليكم وعليا أي إحراج وكدا كدا هو جواز على الورق يعني أنا مجيتش جمبها ف نخرج منها بإحترام 

ثم قام بالضغط على إرسال ، أغلق هاتفه ثم إستند للوراء قليلآ 



بعد وقت قصير خرجت ذكرى وهي تنظر للكتاب لتراجع ثم ضحكت بسعاده وركضت إلى تميم ثم جلست بجانبه قائله : هتعزمني على إيه بقى ؟ 

نزل نظارته الشمسيه قليلآ ثم نظر إليها قائلآ : تدبيسه جديده دي ولا إيه 

ذكرى : مش إنت قولتلي لو حليت حلو هتعملي اللي أحبه 

مال عليها تميم قليلآ ثم قال بنظره شارده : هو مش أنا اللي إنتي بتحبيه ؟

إحمر وجهها ف قالت : طب بس خلينا نخرج من الجامعه من هنا 

كان الجميع ينظرون إليهم وذلك ما أثار إحراج ذكرى حتى ركبوا السياره وغادروا 

ذكرى بسخط من داخل السياره : هياكلونا بعنيهم يا سااتر ايييه دا 

تميم : متشغليش بالك بحد خلي دايمآ عندك ثقه بنفسك 

ذكرى : أنا واثقه في نفسي يا تميم على فكره أنا بس بتكسف 

تميم : هتاكلي ايه وفين 

ذكرى : ممم مش عارفه على ذوقك إنت بقى



ذهب بها تميم إلى مقهى راقي ثم جلسوا وبعد أن قاموا بطلب الطعام تحدثوا قليلآ 

كانت تنظر ذكرى لعيناه وهو يتحدث ، عيناه تشبه القمر تمامآ بلونهما الرمادي الفاتح 

قالت له وهي تنظر لعنقه : إيه حكاية السلسله اللي إنت على طول لابسها دي 

أخرجها تميم من سترته ثم قال : دي أول سلسله إشتريتها في حياتي ومن مصروفي الخاص رغم إن أبويا راجل غني بس صممت إن أعتمد ع نفسي وأجيب حاجه فضه أصليه وألبسها ، وكانت دي 

ذكرى بشرود : يااه دي غاليه عليك أوي أنا لو جبت حاجه كدا مستحيل أديها لحد 

كانت هناك موسيقى هادئه لمن يودون الرقص وكان بالفعل هناك عدة أشخاص يرقصون إلى أن يصل الطعام 

قام تميم ومد يده لها ثم قربها له وهم يرقصون وقال وهو ينظر لعيناها  : أنا عكسك ، يعني السلسله دي ممكن أديها لحد 

ذكرى : بسهوله كدا !

تميم بشرود : ما هو مش أي حد 

ثم أدارها وضمها بقوه من ظهرها ، خلع سلساله بهدوء وأزاح شعرها جانبآ ثم ألبسها إياه 

وضعت يدها على فمها في ذهول ثم قالت : أنا أغلى من السلسله دي ؟ 

تنهد تميم قائلآ : إنتي شايفه إيه 

طانت تمظر له بإمتنان ، ك الغريق الذي نظر بعيناه اخيرآ ووجد الشاطيء ، وكان هو ينظر لها ك عوض الله الهائل 

الذي لا مثيل له ويفوق أمنياتنا 

جلسوا على الطاوله اخيرآ ، كاد تميم أن يخرج سيجارآ ولكنه تذكر أنه يمنع التدخين في ذلك المقهى ف وضعها في جيبه مرة أخرى ، نظر حوله جيدآ ليجد أنهم وضعوا جرائد ف أمسك واحده وهو يقول : مش عاوز افتح الفون عشان المكالمات اللي هتجيلي ف خليني أشوف الأخبار من هنا 

تابع عدة صفحات حتى رفع الجريده ودقق النظر في صفحه بذهول ، قالت ذكرى : مالك يا تميم في ايه ؟ 

تميم : في حد مصورنا ومنزل صورتنا في الجرنال وعاملينها بعنوان حب في محطة القطار ، عدسة سيف أنور ! 

أتسعت عينا ذكرى ثم سحبت منه الجريده وهي تنظر للصوره وتقول : يالهوووي ! دا زمان بابا شافها والعريس ! دا هيقتلني 

قامت وسحبت حقيبتها ركضآ للخارج ، ركض وراؤها تميم وقبل أن تعتب الباب وجدت العديد من المصورين يلتقطون لهم عدة صور 

غطت عيناها بينما نظر لهم تميم بثقه ، وببرود مد يده وأمسك بيدها ، ف أزاحت يدها الأخرى عن عيناها وهي تنظر له برعب ، ف نظر لها نظرة طمأنينه 

واضواء الكاميرات مازالت تحاوطهم 



كان مبدأي أنه عندما تحب شيئآ واجه العالم حتى تحصل عليه 

لا تهرب أبدآ بعيدآ خائفآ من الظروف والقدر ، الباب الذي يأتيك منه العاصفه إفتحه إلى أخره وقف أمامه وواجه العاصفه لأخر رمق بك 

إما أن تقتلك أو تنتصر أنت عليها 

لكن لا تستسلم 

قصتك لم تنته بعد

          

                الفصل العاشر من هنا

لقراءة باقي الفصل من هنا


تعليقات



<>