ثم ماذا ؟
ثم بعد فراغ وحدتك يهل نورآ يقتحم حياتك بلا سبب وبلا موعد ليخبرك أنه مازال هناك مجالآ للفرح
وان ظلام الحزن سيزول بعد كل هذا العناء سيأتي يومآ ما ونستريح ونشعر بالسعاده مرة أخرى
توقفت أمامه وهو ينظر لها بشرود ، ظهر إحمرار الخجل على وجنتيها ف مدت يدها إلى عنقها حتى تزيل الوشاح الخاص به لترده له ، لكن تميم وضع أصابعه على يدها موقفآ إياها ثم قال بهمس : بتعملي إيه؟
قالت ذكرى بخجل : برجعلك الكوفيه بتاعتك
تميم بإبتسامه : بس الجو لسه برد ف خليها ، إنتي هتروحي فين دلوقتي ؟
ذكرى بشرود : المفروض السكن الجامعي عشان أحط الحجات بس خايفه تتسرق
تميم بإستنكار : تتسرق !
ذكرى بسخط : أصل عندنا بنات إيديهم طويله
وضع تميم يده على عينه وظل يضحك ف قالت ذكرى : بتضحك على إيه إيديهم طويله دي يعني بيسرقوا دي كنايه عن
تميم : بس بس كناية ايه انا مضحكتش من إمبارح
ذكرى وهي تعقد حاجبيها : مش أوي كدا يعني
تميم بضحك : طب خلاص ، هتروحي فين برضو
ذكرى : ما قولتلك السكن ، بس إنت بتسأل ليه ؟
تميم بإبتسامه : هوصلك
ذكرى بخجل : لا كفايه انت اتبهدلت معايا وبسببي
وضع تميم يده في جيب سترته وقال : يا ستي ياريت كل التعب كدا
شردت ذكرى بوجهه بعد تلك الجمله وقالت داخل نفسها : لا والنبي مش ناقصه كلامك الحلو دا أنا أستغفر الله يارب
صفق تميم بيده أمام وجهها وقال : ايييه سرحتي ؟
ذكرى : ها ؟ اه سرجانه خايفه الأكل يتسرق
حاول تميم ان يخفي ضحكته ولكنه وضع يده على ركبتيه وهو يضحك بشده ف قالت ذكرى بغضب بسيط : اموت واعرف هو انا كلامي بيزغزغك ليه
تميم وهو يضحك : مش قاادر كان نفسي تبقى مشاكلي الاكل وبس زيك
شردت ذكرى بحزن وقالت : لا ما انا عندي مشاكل تانيه برضو بس بداري
إستمر تميم في الضحك إلى أن قالت ذكرى : متقدملي عريس مش عوزاه
توقف تميم عن الضحك وشعر بوجهه ساخن وقلبه ينبض بعنف ، إعتدل في وقفته ثم قال : عريس ؟
نظرت له ذكرى بعنيان لامعتين من الدموع : أه والله ، يوم واحد ارجع بعريس
حاول تميم مقاومة شيئآ ما بداخله ف تبتسم وقال : عشان إنتي جميله وتستحقي دا
ثم اغمض عينه فجأه وكأنه تسرع وعض شفتيه ثم نظر لها وقال : قصدي يعني اكيد العريس شايفك كدا عشان كدا إتقدم
ذكرى ببلاده : هو لسه مشافنيش اصلا هو كلم بابا عني بس
شعر تميم بغضب ثم قال في وجهها : وانتي عايزه توافقي ع واحد مشافكيش ليه ؟ خلاص مستعجله على أم الجواز مرخصه نفسك ليه
ذكرى بإتساع أعين : إيه مرخصه نفسك دي ؟ ايه يا تميم
تميم بغضب : ايييه هو ايه اللي ايه انتي متخلفه مبتفكريش عايزه توافقي على واحد مشافكيش !
ذكرى بصوت مرتفع : انا موافقتش على فكره لسه متنيلتش
تميم بغضب مندفع وبدون تفكير : ومتتنيليش توافقي اصل هتوافقي ليه دا ايه اليوم اللي زي الزفت دا
عضت ذكرى على أسنانها وخلعت الوشاح وأعطته لتميم وقالت : اتفضل خد الكوفيه بتاعتك ومش عاوزه اشوفك تاني
الفصل السابع
Part 7
أما أنا مهما جرى هفضل اصون عهد الهوى وإن غبت يوم ولا سنه
هفضل أنا برضو أنا
دائمآ أدعو ألا يبتليني القدر فيما أحب ، أحاول دفعه بدعائي ، مهما قست الحياه ومهما كنت غير ملتزمه أحاول قدر الإمكان ألا أقطع ذلك الحبل المتصل بيني وبين الله وهي الصلاه والدعاء
ف بها تصبح الأمنيات حقيقه ، بأمر الله وبقدرة كن فيكون ترى أحلامك واقعآ لذا مهما أذنبت ولو للمره الألف عد نادمآ إلى الله سيقبلك ويغفر لك
لإنه الله ، العظيم
كان دعائي سرآ وجهرآ ألا يجعل نصيبي في ذلك الرجل المتقدم لخطبتي ، أن احصل على بعض الوقت لا أعلم لماذا
كنت حائره بين شعورين أحدهما وأقواهم هو أن تميم متزوج ! لماذا اقول ذلك الأن ؟ لإنني ومنذ وقت طويل لم اشعر بإنجذاب كبير إتجاه رجل كما شعرت تجاهه
لا أعلم ما يخبأه لي القدر ولكنني ألتمس به يا الله اللطف ، لطفك يا الله فقط يكفيني 💓
كانت جميع حواسها في حالة سكون ، شعرت بين ذراعيه أن العالم بأكمله توقف من حولهم ، وكل ما كان قلبها ينبض به هو السعاده !
أما هو كان يرسم أدق تفاصيل وجهها في رأسه ، بداية من عيناها إلى خصلات شعرها المتناثره على عيناها ، يحركها الهواء تارة ويزيحها هو بأصابعه رافضآ أن يغطي شيئآ ما على تلك الجوهرتين الصغيرتين
ولم يلحظا تجمهر الناس من حولهم ، وكان من بينهم صحفي اراد السفر لوجهه معينه لتغطية خبر هام ، ف أخرج الكاميرا وإلتقط لهم صوره في غاية الرومانسيه
افاق تميم من شروده بأعجوبه ونظر حوله ، وتبعته ذكرى في النظر حولها أيضآ لتختبيء خلفه بخجل
تميم بغضب للمتجمعين : دي المدام يجماعه وبصالحها إتكلوا على الله
تفرق الناس وهم يهمسون بإعجاب عن صلابة علاقته بزوجته وقالت إحدى السيدات لزوجها : رجاله بتعرف تحب مش الوكسه اللي إتبلينا بيها
زوجها : لمي نفسك يا وليه ، وبعدين بصي على رشاقة البت وجمالها وبعدين بصي لنفسك
زوجته : بلا نيله ما انا لو مكنتش خدتك مكنتش واحده قبلت بيك
ذكرى بصدمه وهي تضرب تميم في ذراعه : إنت إزاي تقول للناس إني مراتك ؟
تميم : يعني المفروض اعمل إيه مش شايفه متلمين علينا إزاي ؟
ذكرى : طب هنعمل إيه دلوقتي ؟
تميم وهو يرتدي نظارته الشمسيه السوداء : هوصلك الكليه قصدي السكن يعني احم ، وانا هروح
شعرت بالغيظ ف قالت بأندفاع : أكيد لإن المدام زمانها قلقانه
إبتسم تميم لا إراديآ ف سارت ذكرى من أمامه بخفه ذهابآ للسياره ، وقفت عند باب السياره وقالت : إفتح العربيه ! إنت هتفضل واقف تبصلي
تميم : يخربيت لسانك يا شيخه بتقلبي في ثواني
ركب بجانبها ثم ادار السيارة وإنطلقوا
*بعد مده *
وصل تميم بالسياره أمام بوابة السكن ونزلوا من السياره ليقول تميم : خلي بالك من نفسك يا ذكرى
ذكرى بخجل وهي تنظر له : وإنت كمان
كان زميلاتها في السكن يحملون حقائب بلاستيكيه ويقتربون من البوابه ف توقفت إحداهم وهي تقول للبقيه : بسس بسس إلحقوا يا بنات مش دي ذكرى ؟؟
نظر الفتيات لهم ف قالت أخرى : ومين الواد القمر اللي هي واقفه معاه دا
الفتاه الأخرى : أستني أفصلهم وأنادي عليها
يا ذكرررى
إنتفضت ذكرى وهي تنظر لهم وتشير بيدها علامة أنها قادمه ، ثم نظرت لتميم مرة اخرى فقالت : انا لازم ادخل بقى سوق بالراحه تمام ؟
إبتسم تميم قائلآ : وانتي ابقي خلي بالك على الأكل بتاعك
ثم مال على سيارته ضحكآ ف قالت ذكرى : يا سلام بتزغزغك اوي ، يلا سلام
إلتقطت حقيبتها بسخط وإنضمت للفتيات ثم دخلن السكن بينما وقف تميم مكانه لعدة ثوان ينظر لمكانها الفارغ ثم بعد ذلك ركب سيارته وذهب
* دخل السكن *
ذكرى : اااااه هتفطسوووني قوومي يا فشله أنتي هموت هتخنق
روان : هفطسك يا ذكرى لو مقولتيش إتعرفتي عليه إزاي ومن امتى تعرفي ناس نضيفه كدا
صفعتها ذكرى بخفه على وجهها وهي تقول : قصدك إيه يا بت أني معرفش غير ناس أي كلام
صديقتها الأخرى ساندي : لا بس دا زي القمر وتحسيه مغسول كدا من برا إنطقي عشان والله ما هنسيبك
قالت خديجه التي تدرس في كتبها : يا بنات سيبوها في حالها بقى هي لو عايزه تحكي هتحكي
رفعت ذكرى رأسها لتقول : الله يكملك بعقلك
فردت روان ظهرها على جسد ذكرى لتقول : خلاص انا هبططك انهارده وأنا من زمان نفسي امدد ضهري على حاجه طريه
إحمر وجه ذكرى وهي تقول : بمووت يارب قوووومي
روان : هتحكي ولا هاا !!
ذكرى في الق في ال
الفتيات : قومي يا روان هتفطسيها بجد
قامت روان من على ذكرى لتسعل ذكرى حتى احمر وجهها ثم قالت : في القطر ، وصلني محطة القطر بعد ما الزفت اللي حبيته من الجامعه طلع حقير وكان عاوز يعتدي عليا
خديجه : أستغفر الله العظيم ما إنتي غلطانه يا ذكرى نزاي تروحي مع شاب غريب شقته
روان لخديجه : يعني لو شاب قريبها تروح عادي ؟ ما علينا الواد دا مكنتش مرتحاله من الأول
ذكرى : ما هو تميم برضو قالي إزاي تروحي معاه
وضعت صديقتها يدها على خدها لتقول : هو القمر إسمه تميم ؟
ضربتها ذكرى لتقول : إحترمي نفسك
غمزت لها الفتاه لتقول : آيه بتغيري ولا إيه ؟
أزاحت ذكرى خصلات شعرها لتقول : ل لا بس اصلا هو متجوز ف اتهدوا بقى
الفتيات : يختااااي يا خيبتك
* في فيلا تميم *
دخل تميم واغلق الباب خلفه ليجد والد رانيا زوجته يجلس على الأريكه ويدخن سيجار
تميم : مساء الخير
والد رانيا : مساء النور يا تميم تعالى عايزك بس في موضوع
حذف تميم مفاتيح سيارته على المنضده ثم جلس وقال : عمي هي لو اشتكتلك من اي حاجه ف أنا على اخري ومستحمل بالعافيه
عدل الرجل من نظارته الطبيه ليقول : لا يابني ، أنا عرفت كل حاجه
اتسعت عينا تميم لينظر حوله بحثآ عن رانيا ف وجد زجاج مكسور وفوضى عارمه لم يلحظها عند دخوله ف قال : هو في إيه ؟
الرجل بكسرة عين : أنا يابني مش عارف اقولك إيه ! مش عارف حتى ابص في عينك وانا بكلمك ، إنت سترت على بنتي في ذنب إنت ملكش فيه وتحملتها ودا لو دل على شيء ف يدل على معدنك وأصلك الطيب ، أنا اسف يابني لو كنت اعرف أنها كدا كنت دبحتها وم مخليتكش
خلع الرجل نظارته الطبيه وبدأ في البكاء ف قال تميم : صلي على النبي بس أنا مش فاهم حصل إيه ؟ وفين رانيا
رفع الرجل رأسه بإنكسار ليقول : رانيا معانا وهتفضل قاعده عندنا ، إنت ازاي كنت مستحمل دا يابني ! وطايق تشوفها ! وسايب بيتك عشانها !!
تميم بضيق صدر : هو حضرتك عرفت إزاي
والد رانيا : من مريم ، صاحبتها
لوى تميم فمه وقد فهم ما حدث ، دائمآ كان يحذر رانيا من مريم اثناء فترة الخطبه وكانت رانيا تخبره ان مريم صديقتها الحميمه ، ولكنه كان يعلم ان مريم تغار منها بشده ولم يتوقع ان تفعل هذا
