رواية تائه في عيناها الفصل الرابع4والخامس5بقلم نهله جمال


رواية تائه في عيناها الفصل الرابع4 الخامس 


سأتذكرها ؟ بالطبع ساتذكر 

تلك الخصلات الناعمه ذات رائحة الياسمين وإرتباكها وخوفها كلما تحدثت إليها ، ساتذكر إعتراضها لي في الطريق وإجبارها لي على اخذها لمحطة القطر وإرتجافها من البرد والتوتر 

ك الطفله التي شعرت بالخوف ف لم تجد من يحتضنها ف ركضت للغرباء ، اشعر أنني لست غريبآ ، وأنني قابلتها في زمن مختلف 


مسح تميم لها اثار الكاتشب ثم قال : العيال الصغيره بس اللي بتبهدل بوقها بالأكل 

ذكرى وهي تقطم من الطعام : وماله ؟ حد يكرهه يرجع عيل صغير تاني 

شردت وهي تتحدث ثم اكملت قائله : العيال بتوع الشارع وولاد الجيران يرفضوا يخلوك تلعب معاهم ف تجري لمامتك تعيط ، تملش على راسك وتقولك إفرد ألعابك وإلعب بيهم متروحش للوحشين دول تاني

اكملت ذكرى حديثها قائله وهي تضحك بخفه : ف تفرد لعبك كلها وتسميهم كلهم وتعملهم صحابك وتكون فرحان وانت ماسك لعبتك المفضله وعمال تتكلم معاها وتشتكيلها بعدين تاخد فلوس من ابوك وتنزل بكل ثقه تشتري حاجه حلوه ولما العيال يطلبوا منك تلغب معاهم ترفض قال يعني كرامتك مش سامحه 

إبتسم تميم وهو ينظر لها تتحدث بتلك العفويه ثم قال : بتحني لأيام الماضي أكتر ؟ 

نظرت له ذكرى ثم قالت : طبعآ ، الماضي احسن بكتير من اللي احنا فيه ومن اللي جاي ، كل ما بتفوت سنين وبتتقدم في المستقبل بتحس إن الضغط عليك بيزيد أكتر وأكتر ، راحة البال هي الأساس صدقني 

ارجع تميم راسه للوراء ثم قال : بس هتيجي منين راحة البال ، حتى لو انتي شخصيه كويسه ف الناس اللي اخترتيهم في حياتك هيكونوا سيئين وهتتحملي نتيجة حبك ليهم 


توووووووت 


تنتفضت ذكرى وهي تقول : القطر !

فتح تميم باب سيارته بسرعه ونزلت ذكرى معه ، اغلقوا الابواب ف مد تميم يده لها قائلآ : هاتي إيدك بسرعه القطر هيفوتك !

نظرت ذكرى ليده الممتده بإتجاهها ولم تترد في أن تضع يدها بيده ، ركض بها بسرعه حتى احضر لها التذكره واعطاها إياها ثم أخرج من جيبه ورقتين من فئة المائة جنيه وقال  : خلي دول معاكي كمان 

ذكرى بخجل : لا شكرآ كفايه التذكره 

نظر لها بحده وقال : مش هعيد كلامي تاني خدي 

مدت يدها وهي ترتجف وإلتقطت منه المال ف خلع وشاح عنقه ولفه على عنقها قائلآ : عشان البرد ، ومتقعديش جمب الشباك عشان متبرديش 

تعلقت نظراتها به ، ألا يوجد نسخه اخرى منك ؟ لماذا عندما وجدت من يرفق بها ويخاف حالها تجده متزوجآ ؟ 

ركبت القطار ونظرت له من النافذه ، تبتسم لها وهو يشير بيده وداعآ 

إنطلق القطار ، وإختفى من أمام عيناها ، ولكنها أمسكت بوشاحه وإشتمت رائحته وهي تغلق عيناها بهدوء وإستمتاع 

عاد تميم لسيارته ، واضطر اسفآ أن يعود للمنزل 


* في منزل تميم * 


فتح الباب بمفتاحه ثم أغلقه وراؤه ، ركضت من فوق الدرج فتاة متوسطة الطول شقراء ترتدي ثياب نوم سوداء تليق ببشرتها 

ما أن نظر لها تميم حتى توقفت قائله : صوت مفتاح في الباب دا احلى حاجه ممكن اسمعها 

نظر لها تميم بإحتقار قائلآ : هتتحرمي منه قريب الصبر حلو بس

قالت رانيا * زوجته * بحزن : سامحني يا تميم لو كنت اعرف إني هقابلك وهحبك كنت حافظت على نفسي عشانك 

لوى تميم فمه بسخريه قائلآ : الواحده المحترمه بتحافظ على شرفها ونفسها خوف من ربنا مش من جوزعا بس! ومبتحطش راس أهلها في الطين ، بس إنتي فلوس أبوكي هبلتك وخلتك تنامي مع واحد ضحك عليكي بإسم الحب وأنا واحده رخيصه زيك مستحملها عشان انا راجل ووقفت جمبك واحد غيري كان رماكي في الشارع 


* في منزل ذكرى بعد ان وصلت * 

جلست على الأريكه وهي تتنفس بعمق وتقول : كان أصعب وأغرب يوم في حياتي مش متخيله يا ماما اللي شوفته عشان أوصل 

والدتها : الحمد لله ربنا سترها معانا ، حظك حلو إن ابوكي ف بورسعيد أحسن هو مبيحبش سفر البنات لوحدهم

ذكرى بتعب : الظروف حكمت عليا بكدا يا ماما ، أنا هموت وأنام 

والدتها وهي تنظر لعنقها  : وإيه الملفوف على رقبتك دا ؟ 

إبتسمت ذكرى وهي تلمسه باصابعها ثم قالت : لما أصحى هحكيلك  💓



رواية تائه في عيناها 

الفصل الخامس 

بقلم نهله جمال


ثمه شيئآ خفي في عقولنا يجعلنا نخلق مشاهد سعيده وجميله ، لقطات رائعه لحياة افضل نظل نتنهد ونتمنى لو تصبح واقعآ 

أما أنا تحول كل تفكيري نحو نقطة واحده ، تميم 

منذ عودتي إلى منزل والدي وهو لم يغب لحظة واحدة عن بالي

أعلم أنه متزوج ولكنني لا أستطيع طرده من عقلي وراسي 

جلست على الغداء وأخبرت أمي بكل شيء بعد أن إستيقظت 


ذكرى : وبس يا ماما وصلني واداني الكوفيه بتاعته عشان البرد واداني الفلوس وجيت 

والدتها : كتر ألف خيره والله راجل محترم ربنا يرزقه ويوسع عليه 

ذكرى من قلبها : أمييين 

والدتها وهي تأكل : كويس إنك صحيتي ابوكي كلمني تليفون من شويه بيقولي كويس أنها جت بنفسها 

توقفت ذكرى عن الأكل وقالت  : ليه يماما 

والدتها : بيقول في عريس متقدملك ومتكلم عليكي معاه

أنتفض قلبها بقوه ثم قالت : عريس مين دا ؟ 

والدتها : وانا إيش عرفني يابت ! لما ابوكي ييجي نبقى نشوف 

أمسكت ذكرى بالملعقه وظلت تلعب في الطبق قليلآ ثم تركتها فجأه وقالت : الحمد لله شبعت

والدتها بصوت مرتفع حتى تسمع : ما هو إنتي لو بنت عاقله زي بقية البنات كنتي من نفسك عاوزه تتجوزي مش حارقه دمي ليل ونهار في السيره دي وكمان مقموصه ان ابوكي جايبلك عريس 

عادت ذكرى من دورة المياه وقالت بغضب : الاهالي مش لازم يغصبوا على بنتهم جوازه والسلام حرام عليكم انا معنديش ٣٠ سنه يعني 

والدتها وهي تحمل الطعام للمطبخ : قطم رقبتك على صدرك بتتعصبي عليا يابت ؟ طب اما ابوكي ييجي 

بالفعل قام والدها بفتح الباب عن طريق المفتاح وقال : السلام عليكم ، صوتكم واصل للشارع الناس يقولوا إيه 

عادت والدتها من المطبخ وهي تقول : حمدالله على السلامه ، إدخل بس غير هدومك وإرتاح وتعالى شوف بنتك بعد كدا اللي بترد عليا ومش عاجبها ومش عاوزه تتجوز

والد ذكرى وهو ينظر لها : مش عاوزه تتجوز ! ايه الكلام دا ؟ 

ذكرى محاولة التماسك : يا بابا أنا لسه بدرس ومش عاوزه اتجوز غير لما أخلص تعليم 

والدتها بغضب : تعليم ايه اللي هيوقف حالك دا ماحد قالك متتعلميش ؟ كمليه ف بيت جوزك 

اشار والد ذكرى لزوجته بيد وهو ينظر لذكرى ثم قال : ماشي انا معنديش مانع ، بس أنا عاوزك تقعدي مع العريس وتقابليه الأول بعدين تبلغيني برفضك أو بقبولك ، إتفقنا ؟ 

ذكرى : مش هلحق أقعد معاه يابابا انا نزلت عشان كنت محتاجه أغير جو ومود ومحتاجه كمان فلوس عشان السكن هناك فاضي عاوزه اجيب مستلزماتي ، أنا عندي إمتحانات وبكرا الصبح هرجع 


والدها : طب في أجازتك تقابلي العريس واشوفي عاجبك او لا عشان اديت كلمه للراجل إن هيحصل بينكم مقابله ، عاوزه كام ؟ 

ذكرى : يعني يا بابا إنت وذوقك 

.

 

* في فيلا تميم * 

كان يدخن سيجاره بقرب النافذه بهدوء وهو شارد ، حديثها وكلماتها أصابوا اوتار قلبه ، تحدثت عن الطفوله وشعور البراءه المتناهيه

حديثها صادق ونابع من القلب عكس تلك المتصنعه الكاذبه التي جعلت يوم زفافه اسود 

سمع صوت كعب حذائها على الظرج ف تأفف بضيق ثم قال : لابسه كعب في البيت ليه خلاص مش قادره تتخلي عن برستيجك الفاضي ؟ 

قالت رانيا زوجته بهدوء محاوله التقرب منه : أنا لبسته وغيرت هدومي قولت نطلع نغير جو ونتكلم يمكن نحل كل حاجه 

نفث تميم دخان سيجاره ثم نظر لها ببرود قائلآ : نحل إيه ؟ إنتي يابنتي مخك دا تخين ؟ معندكيش دم ! ابوكي معلمك البلاده خلاص ! إنتي واحده مش كويسه مستنضفش حتى أدخلها بيت عيلتي وأقعدها مع امي وتيجي إنتي تلبسيني قرون ةاتدبس فيكي غضب عني ! 

رانيا بحزن : عشان خاطري يا تميم إديني اخر فرصه خلينا نخرج 

قام تميم بغضب وقال : أنا اللي سايبلك الفيلا وماشي دا إنتي شيطاان 

إلتقط تميم الجاكيت الخاص به وظل يبحث عن وشاح عنقه ولكنه تذكر أنه اعطاه لذكرى ، خرج تاركآ زوجته تقف بحزن لحالها 


* في محطة القطار * 

صف تميم سيارته ثم نزل بغضب من السياره ، جلس على أحد المقاعد الخشبيه وشد سترته بقوه وغفا وهو جالس 


* الساعه الثامنة صباحآ * 

وصل القطار إلى المحطه ف نزلت ذكرى وهي تمسك حقيبتها التي ملأتها لها والدتها بالطعام ، وضعت الحقيبه بجانبها واخرجت هاتفعا لترسل رسالة لوالدها انها وصلت بأمان إلى البلده 

جرت حقيبتها خلفها وبينما هي تسير وجدت طيف تعرفه جيدآ على أحد الكراسي 

دققت النظر في الشخص النائم لتجده تميم 

لمعت عيناها بسعاده لترجه بيدها برفق قائله : تميم ! تميم إصحى تمييم 

فتح عيناه وكان أول ما رأه هي ، فرك عينيه مرة اخرى ليتأكد من وجودها ثم إعتدل في جلسته قائلآ : القطر فاتك ؟؟ 

ضحكت ذكرى بشده وهي تقول : قطر إيه بس اللي فاتني أنا سافرت ورجعت 

نظر تميم حوله ثم قال : رجعتي ! هو انتي لحقتي 

ذكرى : لا اصل كنت رايحه أخد شوية حجات بس من بابا وماما ورجعت وبعدين كنت محتاجه ابعد ولو ليوم واحد عن هنا عشان أنسى اللي حصل 

تميم : هو أنا نمت هنا ؟ 

وضعت ذكرى يدها في جيب معطفها وقالت : ايوه جيت لقيتك نايم واستغربت ، هو إنت مستني حد ؟ 

تميم بإرهاق وهو ينظر لعيناها : كنت مخنوق أوي ف قولت اجي هنا معرفش ليه 

تبتسمت ذكرى قائله : متوقعتش أشوفك تاني 

تميم وهو يتعمق بعينيها : صدقيني ولا أنا ، بس القدر 


                  الفصل السادس من هنا

لقراءة باقي الفصل من هنا


تعليقات



<>