رواية اكون اولا اكون الفصل الخامس5بقلم فوزية عزام


 روايةأكون_أولا_أكون

بقلم فوزية_عزام

الفصل_الخامس


لماذا كتب علي الهروب دائما

لماذا يصدرون الأحكام دون أن يتبينوا 

لماذا يصرون على قتل كل بصيص أمل يشع بطريقي 

لقد تعبت وتعبت جداً وجداً

أرجوكم انصفوني ألم يأن الأوان لهذا 

لقد خارت قواي ولم أعد أستطيع المقاومة 

هل تعرفون معنى الظلم او أشرح لكم

هو ذاك الوسواس القهري الذي يهدم كل ذرة قوة تحاول امتلاكها 

وهو ذاك الشيء الذي  يحبس الهواء عن رئتك وهو نفسه الذي يطفئ البريق في عينك والنور من حولك 

وهو ذاته الذي يسد شهيتك عن الحياة ويطفئ بقلبك رغبة العيش ويقتل إصرارك على المقاومة ويزلزل ثباتك الذي تحيا به 


طرقت الباب في وهن ....كان هذا الباب أخر باب تريد طرقه ولكنها مجبرة ...... 

قهقهة غالية بلؤم وهتفت بشماتة.....

 أهلا وسهلا....بشوفك رجعتي لصرمايتي ست وتين....

هو أنا لازم أرميكي بالشارع مثل ما كنتي ناوية ترميني  بس يالله المعاملة مع الله


قررت التزام الصمت ....وتوجهت إلى غرفتها....لم يعد لها إلا هذه الجدران لتأويها.....هي الوحيدة التي احتضنتها في معاناتها وأخطائها وعثراتها وهي التي حمتها من غدر البشر وحبات المطر ....رغم ذلك لم تستطع إخراس غالية التي انهالت عليها بالكلمات والحروف الشامتة بها....همست في جوفها 

كم أنت غبية ياوتين....ألم تقرري بيع هذا البيت ولكن هذا القلب الغبي لا يتعلم.....كم مرة قلت لكِ لا تستمعي له ....

ها هي كما كانت لم تتغير و لن تتغير أبداً هي ميؤوس منها

لم أستطع فعلها ....وهبتها البيت لكي تستتر به علها تترك الخطيئة وكي لا أكون سببا بقهرها ....فأنا من أعرف القهر بكل تفاصيله ...أنا من ذقت الويل بكل أنواعه وأنا من رأيت الظلم بكل اشكاله وأنا هي من ذاقت الفقر بكل أنواعه .....


أحكمت إغلاق الباب فشبح الماضي عاد ليطاردها من جديد جلست بتلك الزاوية تحتضن نفسها وجملة واحدة تتردد في جوفها  لست أنا.... أقسم لست أنا 

أما هناك بالمستشفى تجمع أولاد الحجة رحمة وأحفادها على  باب العناية المركزة .....الحجة رحمة شارفت على الثمانينات من العمر أيسعفها عمرها بتخطي النزيف الدماغي الذي سببه لها ذلك الحقير .....كانت وتين المتهم الأول والأخير أمامهم ....فكل الأدلة تدينها حصراً ....

ليقف الله معكِ  ياوتين إرفعي يداكِ  إليه واهتفي 

(اللهم إني مغلوبا فانتصر )رددي الدعاء بيقين أنتي بحاجة ماسة لرب السماء 

رنين الهاتف اربك رعد ....استل هاتفه وتوجه إلى زاوية بعيدة ....رد قائلاً....الووو.....شو صار معك ....

هتف صخر ....أنت شو صار عندك طمني 

أجاب....لا لسى الوضع على ماهو.....

الدكتور بحكي أنه وقف النزيف بس هي دخلت بغيبوبة وما بقدر يحدد متى تصحى منها ...ممكن يومين ممكن شهرين ممكن سنين كمان

هتف بعصبية  .....شو يعني ما بعرف..... شوفلك دكتور غيره أصلا شكله حمار ما عجبني 

هتف رعد غاضباً  .....لا تخليني أصرخ ...ومش  لازم يعجبك.....هو فاهم شغله ....خلص كل شيء بيد الله وبس

أنت وصلت على الدار ولا لسى 

أجاب موضحاً  .....وصلت .....وشكي طلع بمحله 

مثل ما حكتلك  مستحيل تقدر تمسك العصاي وتضربها 

و إيدها مجروحة ومقطبة ومثل ما اسمعت الدكتور قال أنه الضربة قوية جداً  يعني مستحيل تكون وتين 

همهم رعد بنفاذ صبر .....صخر أنا ما بدي تحليلاتك أنا بدي دليل واضح....الكل هون مصر إنهم يبلغوا عنها حتى قصي قبل اشوي دق(عَلق مع) بعمي أبو راشد ليش طلب نأجل الموضوع لبين ما تصحى ستي خلصني تعال وجيب الصور معك...لازم نحكيلهم إنه مش وتين الي عملتها 

بين معك  مين الكلب ابن الكلب إلي عملها ؟؟

همهم صخر محاولاً إخفاء الحقيقة.....

لشو الصور يا رعد أساساً مش مبين وجهه.... أنا بفضل يضل الكل شاكك بوتين .....

هتف رعد رافضاً...

يازلمة سو بتحكي أنت ....البنت ما عملتها ليش يضلوا شاكين فيها حرام 

رد صخر موضحاً.....

رعد من الأخر إلي عملها منا وفينا ويمكن يكون واقف  معاكم كمان....أسمعني وركز معي  .... الباب الخارجي ما حد بقدر يفتحه أو يتخطاه وأنت بتعرف ومتأكد مثلي من هذا الشي ...الي عملها عارف تماماً مداخل ومخارج البيت ومحيطه .....في حلقة مفقودة  لازم أفهم من رسل مين كان موجود وشو صار بالضبط علشان نقدر نحدد هويته 


صخر كان الوحيد من بين الجميع الذي أكد استحالة إقدام وتين على هذه الجريمة مستنداً إلى  عدة محاور أبرزها إصابة يدها اليمنى والتي يستحيل معها إمساكها بالعصا وضرب الجدة بهذه القوة كان  قد أعرب لرعد عن شكوكه 

حيث قام الأخير بالكشف  لصخر عن وجود كاميرات مخفية تكشف المكان المحيط بالبيت الكبير ..... كان قد عمد إلى الإستعانة بها لمراقبة إخوانه الشباب بحكم غيابه المتكرر ومن خلال تلك الكاميرات كان يكشف زلاتهم وهفواتهم وكان أخرها إقدامهم على التدخين برفقة أولاد أولاد عمومهم 

طلب صخر من رعد التكتم على وجود الكاميرات واستغل فرصة تواجد الجميع بالمستشفى وذهب إلى البيت ليتأكد بنفسه .....وكانت شكوكه في محلها ولكنه لم يستطع التعرف على المجرم لأنه كان قد أخفى وجهه ولكنه تأكد من براءة وتين على الأقل....

عاد صخر للمستشفى وتوجه حيث رسل وهمس لها 

رسل أنا لازم احكي معك

كانت بحاجة ماسة له ....لقربه .....لمواساته ...هي الآن تحتاج  لمن يحتويها ويطمئنها فتلك الجدة تعني لها الكثير....

بيت آمن... حياة مستقرة ....دفئ ابوي وأمومة مطلقة 

نظرت لعيني صخر تتوسل لهما بلحظة دفئ..... نظرة حب ولو كذبا ...همسات حنونة تلجم خوفها

لكي الله يا رسل ......لا أمل لك بهذا الصخر فهو مشغول ببراءة تلك الوتين أما تلك العاصفة التي هبت في كيانك لم تمسسه بسوء.....ولم يلقي لها بال......لو أنك ألقيت نظرك هناك على ذلك الوقف على أهبة الاستعداد يذهب يمينا ويساراً يُطمئن هذا وذاك وعيناه تحاوطك بعناية .....لو تعلمين ما فعلته دموعك به.....

تسقط من مقلتيك جمراً فوق قلبه ....أحرقته حتى أصبح صعيداً تذروه الرياح.....شهقاتك المكتومة تلك هبت في روحه كالإعصار عاثت فيها خراباً وفساد 

كم تمنى أن يحتضنك بين أضلاعه مرتشفاً دمعك المتساقط عله يخمد نيرانه ويرمم خرابه .....

انتظر صخر  قدوم كل من رعد ورسل وقصي وراشد  بعد أن طلب منهم  اللحاق به وعدم لفت الإنتباه 

اجتمعوا سوياً في المكتب العائد لأبو راشد ....

همهم صخر بحزم.....اسمعيني منيح....بدي الي صار حرفيا يارسل 

هتف قصي بقلة صبر .... إحنا بدنا انضل نعيد ونزيد.....أنا شفتها وما حد قلي شفتها يا صخر ماسكة العصاي وأمي مددة بعد هيك شو ضل حكي فهمني .....

همهم صخر مهدئاً .... قصي....وحد الله وأرجوك إسمع  للأخر وبعديها قول اللي بدك اياه

هتف قصي بنفاذ صبر .....صخر بقولك  شفتها بعيني 

صاح صخر بغير وعي لقد أعاد إليه موقف قصي ماضٍ أليم

وأنا كمان لما انحبست  كلهم شافوني بس ما حد سألني ليش ياقصي.....

سكت برهة بعد أن شعر بعلو صوته ....همهم بحنان 

عم ....حبيبي.....بس إسمع هالكم كلمة وبعديها قول إلي بدك إياه.....بس أصبر علي 

هتف قصي بقلق بالغ وتوتر ملحوظ ......صخر....أمي 

أمي ممكن تموت وبدك أصبر .. هاي أمي ولكم أمي أمي ولو صار عمري مليون سنة بضل ولد صغير وبدي حضنها و لو بصير عندي بدل الولد عشرة محتاج نفسها معي دعاها رضاها ولكم أمي هاااااي مش أي حد  


بكت رسل كما بكى كل من كان بالغرفة .... لينما أجهش قصي بالبكاء لمجرد احتمال ترك أمه لهذا العالم

نعم هي الأم التي مهما صغنا من كلمات وحروف لن ولم نعطيها حقها.....مهما كبرنا نظل بالنسبة لها صغاراً وتظل بنسبة لنا أماناً

مهما كان الدفىء من حولنا يظل حضنها المكان الأكثر دفئاً بالعالم وتبقى دعواتها أعظم توفيق قد تحصل عليه وأروع حظ يرافقك ....الأم هي تلك النعمة التي نلهث بالد٦اء والتضرع لله أن لا يحرمنا إياها حتى وأننا لا نرجو صباحاً يخلو من وجوه أمهاتنا 

اقترب صخر من عمه احتضنه بقوة ثم هتف موقناً.......

ستي قوية وإن شاء الله ما راح يصير عليها اشي....

أضاف ممازحا في محاولة منه لتخفيف التوتر الذي سيطر على من حوله .....بكرة بإذن الله بتقوم بالسلامة وبتضربك  على راسك ....بدك اياها تموت عشان تفلت على حل شعرك يا ملعون ....وتركض ورى الست الهانم 

تبسم الجميع فهذه الكلمات هي كلماتها التي كانت ترددها  عندما تغضب من قصي  ...

همهم صخر مجدداً.... رسل فهميني وين كنتي لما ستي راحت على الملحق وليش ستي راحت من الأساس 

هتفت رسل معاتبةً نفسها .... ياريتني ما طلعت ....ياريت رجلي انكسرت ولا تركت ياستي ....أنا ما كنت في البيت ولما رجعنا شفت إلي شافه(أبصره) عمي قصي  

وتين حاملة العصاي 

تساءل صخر ... ستي ليش راحت عند وتين .....وانتوا وين طلعتوا وليش تركتوا ستي لحالها ؟؟؟

 

ردت رسل موضحة......أنا ما بعرف .....قلتلك ما كنا بالبيت والله  قلبي كان ناقزني....ماكنت بدي أطلع  بس خالتي أصرت ....ستي ما كانت لحالها كانت عندها مرت عمي أبو راشد ....أنا كنت عند وتين قبل ما أطلع وكانت هادية  طلبت مني احكي مع ستي علشان تطلع من الملحق وأنا وعدتها لما أرجع أطلب من ستي اطلعها....ليش هيك عملت مش فاهمة....

همهم صخر .....ماشي ...قصي أنت شو جابك

رد قصي موضحاً.....رنت أم راشد علي وقالتلي أنه ووتين هاجمة على أمي وبدها تضربها

تتساءل رعد مستغرباً .....ليش أنت وين كنت لما رنتلك 

أجاب قصي ....وين بدي أكون يعني بالشركة

هتف صخر ..... بدك على أقل تقدير و إذا كانت  الطريق فاضية ثلث ساعة لتوصل .....مش بعز الأزمة وترويحة الموظفين ....ولنفرض أنه الكلام صحيح وتين هجمت على ستي وضربتها المفروض لما توصل تكون وتين هربت 

هتف راشد بغضب....شو معنى هالحكي يا صخر ....أمي كذابة 

همهم صخر بحزم .....راشد ....أنا جبتك هون لأني متأكد إنك زلمة وقد حالك....وأكيد أنت  ما بتقبل بالظلم .....في اشي غلط....وتين ما ضربت ستي في زلمة دخل بيتنا وعمل إلي عمله....لازم نعرف مين هو.....وبدي أفهم على أي أساس أمك حكت مع قصي.....هاي مهمتك.....بطريقتك الخاصة لازم تعرف وما تبين قدام أمك أي اشي ...لا تخليها تشك لو لحظة إنك بتعرف ببراءة وتين

صدم من في الغرفة ما عدى رعد بما قاله صخر ....

هتف قصي مستغرباً....براءة مين أنت شو بتحكي  والي شفته بعيني شو هاد.....

همهم صخر موضحاً ......اللي شفته كان جزء من الحقيقة بس .....اتفضل شوف الحقيقة كاملة......

تجمع الجميع حول هاتف صخر الذي نقل المقطع المصور على هاتفه.......كانت صدمة كبيرة للجميع 

صاحت رسل ....هاي مرت عمي.... ليش طلعت من عند ستي.....هيها رجعت بس ....وصلت معنا تقريباً

هتفت رعد مؤكداً .....يعني ما لحقت تشوف وتين هاجمة على ستي ولا فزعت بينهم مثل ما قالت ....في اشي غلط 

طأطأ راشد رأسه وأخذ يفكر مستغرباً.....

ليش أمي تصرفت هيك تصرف ....... ليش تتهم وتين وكيف عرفت بلي صار وهي ما كانت بالبيت )

هتف قصي غاضباً ......هاد الكلب ابن الكلب الواطي الحقير .....مين هو والله والله لأدفنه بأرضه

رد صخر موضحاً.......قربت الصورة بدل المرة ألف على الفاضي ما بين معي  .....ولا تنسى المقط مصور من بعيد مثل ما شافت هو ما كان لابس القناع ولبسه هون .....الزاوية بعيدة كثير وملامح وجهه مش واضح نهائياً ولما كان قريب اشوي كان لابس القناع ....يعني دخل وكأنه واحد منا بكل أريحية والغاية من القناع انه وتين ما تتعرف عليه ....هو تفاجأ بستي وكمان بوتين ما توقع رددت فعلها  ارتبك وصار اللي صار ......وكأن المقطع اتصور فقط علشان تبين براءة وتين ....بس لوين راحت.....


همهم قصي بندم  ....أكيد ببيت التلة وين بدها تروح يعني 

همهم رعد نافياً....

لاء ما راحت هناك .... رنيت على أم أحمد قالت ما شافتها نهائي .....

همهم رعد بأسف .....خلص معناها راحت عند خالتها 

همهم صخر مستفسراً.... 

خالتها؟!!!هي الها خالة؟؟؟من وين طلعت هاي

رد قصي .....اه إلها خالة وياريت ما إلها صوت قوي صدح بالأجواء قطع كلامه  هتف متسائلاً.....شو صار .....شو هالصوت

هرولوا مسرعين يتتبعون مصدر الصوت .....كان أبو راشد في قمة غضبه يهتف موجهاً الحديث لحسام ....

ولك أنت مش زلمة .....هدول الشوارب خسارة فيك ....روح إحلقهم أفضل .... بدك ترمي أختك بالسجن....ياعيب العيب 

صرخ حسان بغضب مصطنع ....هاي مش أختي هاي وحدة مجرمة قتلت ستي


مصطنعة الحزن والتأثر ولولت أم حسام هاتفة......ااااااخ عليكي يا عمتي بدكم دمها يروح هدر عشان بنت شوارع .....هاي مستحيل تكون بنت هاشم مستحيل

هتف قصي بحزم.....أم حسام.....انتبهي على كلامك منيح

وانت وله ....الزم حدودك....القرار مش الك....

 هاي أمنا وأحنا بس إلنا القرار وبعدين يا أم حسام أمي ما ماتت أمي راح تقوم سالمة غانمة كلهم كم يوم وبنفهم منها الي صار وساعتها لكل حادث حديث ....

هتفت بخبث ....شو بدكم تفهموا .....القصة واضحة ما بدها اثنين يحكوا فيها 

هتف قصي بغباء ....ما في اشي واضح ..... قصدي يعني ....في.....في جيران النا شافوا  شب طالع يركض من بيتنا......ممكن يكون هو إلي ضرب امي مش وتين 

همس صخر في جوفه.....ياحبيبي .....هاد وقلناله ما تجيب سيرة.....بنبلش فولة بتمه....عامل حالو بفهم .....

التفت إلى رعد وقال بصوت خفيض .....

بقولك الجيران شافوا  ....المحقق كونان اشتغل هاد الي كان ناقصنا ....

همس رعد مستهزئاً.... شو المحقق كونان يازلمة.....حرام عليك ....بتعرف أبوها لران حبيبة كونان هاد  الهبيلة الي بكون نايم وكونان بحل القضية وبعدين بصحى والناس بتزقفله  ....يم تقول هو مخلق منطق.....

كاد صخر  يختنق بضحكته التي كتمها مجبراً....مال على رعد وأسر له....ااااخ بس لو معي مثل  هديك الساعة أندفه(أضربه) إبرة مخدر أشل لسانه فيها

لم يكن رعد بحال أفضل مما كان عليه صخر  كاد يختنق أيضا بعد أن أجبر نفسه على ابتلاع ضحكاته 

وبينما قصي وحسام يتجادلان هتفت أم حسام بنزق ....

وهاد الحكي شو بعني استاذ قصي

هتف قصي موضحاً....يعني أنه وتين ممكن تكون بريئة

هتفت بخبث ولؤم .....وليش ما يكون من طرفها وجاي علشان يطلعها ولما شافته عمتي....عمل عملته وهرب

كان صخر يستمع بإنصات للحوار الدائر بينهم همس في جوفه.....كمان.....وقعي حالك أكثر من هيك.....هي كشفت حالها.....توقعت تكوني إنتي .....بس ما توقعت تكوني غبية لهدرجة .....

تدخل أبو صخر بعد أن نفذ صبره  منهيا الحديث بينهم .....

أظن لا المكان مناسب لهيك كلام ولا الوقت كمان.....الدكتور من أشوي قال انتوا عاملين شوشرة بالمستشفى ياريت كل واحد ياخذ  أمه  أو مرته ويروح

هتفت أم حسام بنزق.....ما في داعي للف والدوران قولي روحي مباشرة لأنه ما في غيري هون .....على العموم اللي جوى عمتي وبتخصني أكثر وحدة بين نسوانكم.....ورسل مش أبدى مني .....أتوقع هيك الأصول بتحكي 

هتف رسل محاولة الدفاع عن حقها بالبقاء بجانب جدتها ......خالتي أنا......إلا أن رعد أشار لها بعدم التدخل وطلب منها مغادرة المستشفى برفقة راشد الذي كان عقله مغيبا هذه المرة عن معشوقته الغالية...... كان جل اهتمامه في هذه الساعة ما أثاره صخر بقلبه من ريبة وشك عن علاقة أمه بما حصل لجدته وما ألقي على عاتق وتين ولماذا قد تفعلها 


بينما صخر غادرهم متوجهاً نحو ذلك العنوان الذي أملاه عليه قصي  ...... كان قصي قد طلب إلى صخر مرافقته إلا أنه رفض ذلك ......وطلب إليه البقاء في المستشفى لمراقبة الجدة.....

ركن سيارته على الشارع الرئيسي .....أخذ يتجول بالمكان إلى أن تعرف على موقع الشقة التي تقطن بها خالة وتين......طرق الباب .....لم يجبه أحد ... أعاد المرة  ولكن دون إجابة سمع صوت خافت يصدر من الداخل 

كانت خالتها قد غادرتها وتركتها بمفردها .....كانت تعلم أن الطارق صخر فقد رأته من خلف النافذة التي كانت متسمرة أمامها .....وللمرة الثالثة طرق الباب وأيضا لا مجيب.....سمع صوت ارتطام قوي....أسر لنفسه

هربت.....الحيوانة ....أسرع مهرولاً إلى خارج البناء لمحها تركض بعيداً...لحق بها والمارة حولهم ينظرون إليهم باستغراب ..... أخذت تركض وهو يقترب منها منادياً عليها محاولاً إيقافها ولكنها كانت تبكي بشدة رافضةً الإستماع له وأخيراً أمسك بها.....صرخت بعنف حتى أن صراخها استوقف المارة من حولهم ....أخذوا يتهامسون....كل منهم  يألف رواية على مزاجه....رواية تتناسق مع معتقداته وبيئته وتصوراته همس أحدهم 

شكلها حبيبته وتقاتلوا بنات أخر زمن

 ليهمس أخر لاء هاي أخته وبقولوا........الله يستر على وليانا خلينا ساكتين 

أما فلانة همست...أنتي من وين بتعرفيهم 

لتجيب تلك....ولك هاي بنت بنت عمها لمرت أخو صاحبتي مالك مش متذكراها 

لتردد أخرى بوقاحة ....هاي مرته ومسكها بتخونه.....الله لا يباركلها بس شو بدها شب مثل الوردة بس فراغة عين 

أما فلان فقد كانت له رواية أخرة همس مدعياً......ولكم هاد أخوها مسكها بتحكي مع شب شوفوا كيف الكف معلم بوجها الله لا يردها و قولوا كمان  كاينة تتعاطى شوف كيف منظرها عيونها حمر وماشية تخابط بحالها


هذا حال الناس من حولنا ......يريدون أن ينهشوا أي أحد لمجرد أنخم رأوه في موقف مريب وغير مريب لا يسلم أحد ولا أحد يدع الخلق للخالق إلا من رحم ربي وأيقن ما لذلك من عقوبة .....والغريب في هذا الأمر أنك تقف محتاراً حول هوية أولئك الذين يتكلمون بلسانهم(يقولون)من القائل ليتنا نعلم ؟؟!!!

لاحظ صخر تجمهر الناس من حولهم وتمتماتهم التي على ضجيجها .....قربها صخر منه وهمس لها .....

فضحتينا أسكتي ....بس أسكتي واسمعيني

شعر برجفة جسدها تحت كفه التي  كانت تقبض على ساعدها .....صعق بهيئتها ومدى تأثرها همهمت بخوف شديد....مش أنا والله مش أنا....ما عملت اشي.....لا تحبسوني أبوس ايديكم والله مش أنا أقسم بالله مش أنا 

لاحظ صخر أحد المارة  الذي استل هاتفه موجهاً إياه نحوهما ليسجل الموقف بحذافيره.......أمسك بيد وتين وسحبها خلفه مقترباً منه بغضب  .....خطف الهاتف منه بخفة ورماه أرضاً هاتفاً بصوتٍ عال.......

يلا أشوف مين حابب أكسر تلفونه كمان  علشان نفضى لتكسير الرووس .......أقسم بالله الي بشوف مصور أو منزل صورة وحدة بس إلا أجرجركم  بالمحاكم.....كل واحد يلتهي بحاله ....يلا.....انقلعوا من هون 


اقتربت منه سيدة ارتسم على وجها الوقار والحكمة 

وقالت له بصوت منخفض.....

يا يما....خذ مرتك وتفاهم أنت وياها ببيتكم....لا تلوم الناس ....الحلو المكشوف بجيب الذبان حواليه يما وأنت ماشاء الله عليك وعليها مبين فهمان وابن ناس .....هي مبين عليها صغيرة....داريها وحن عليها.....بالحب والتفاهم  كل شي بيجي....يما هي مش حيوان علشان تحبسها ....هي بني أدمة....طششها ...شممها الهوى .....اهتم فيها ....حس فيها

بعدين مدت الايد هاي مش زمنة....عيب عليك أطلع عليها منظرها بقطع القلب 

انتقلت بنظرها الى ووتين التي اخرستها معتقدات هذه السيدة 

همهمت قائلة لوتين....

وأنتي  عيب عليكي تفضحي جوزك بشوارع ....وصوتك هاد عيب يرتفع عليه....خليه غلط لا تعمل مثله كوني عاقلة

إحمر وجه كليهما خجلاً....أمسك يدها وقادها إلى سيارته 

كانت تمشي خلفه بلا أدنى مقاومة ودموعها تسقي الأرض التي تمر عليها.....فتح باب السيارة لها واشار لها بالصعود  صعدت دون أي كلمة.....فقط دموع تنهمر من مقلتيها كما الشلال .....صعد إلى جانبها 

لاحظ أنها تمسح دموعها بكم يدها .....قرب إليها علبة المناديل الورقية وقال ممازحا في محاولة منه لتهدئتها

هاي الحركة بطلناها زمان....هالأيام  بستخدموا الفاين بدل لكمام....بس بتعرفي الكم أسرع


لم تلتفت له.....كان حزنها أعمق من أن تضحكها كلمة......

سكت ثم سكت وطال سكوتها مما أجبره على القيادة دون كلام أخذ يسلك طريقا بعيدة عن المدينة المزدحمة.....قالت له دون النظر اليه عندما لاحظت خلو المكان من حولها .....

وين بدك تروح؟؟؟

أجاب بهدوء محاولاً ابتلاع الغصة التي استحكمته من حالها 

وين ما بدك ....

همهمت بوجع....على المغفر....بدي أروح على المغفر ....

هتف صخر مصدوماً...... شوووووو؟؟؟؟

بدأت تصرخ بشكل هستري مرددة دون توقف.....

شو ...شو .....بقولك  على المغفر .... بدي أسلم حالي لشرطة وأريحكم...مش هيك بدكم ....أنا بدي أريحكم .....بدي اريحكم ....

أوقف سيارته بشكل مفاجئ استفزه صراخها .....نزل  وأنزلها من مقعدها بقوة.... أسندها إلى مقدمة سيارته 

كانت الطريق حولهما شبه خالية ....إلا من عدد محدود من السيارات التي تمر على فترات متباعدة ....صرخ بها بغضب حزم .....

جنونك هاد بطلي.....مرة وحدة بس كوني قد كلامك.....ليش بدك تروحي على  المغفر.....المغفر للمجرمين .....أنتي مجرمة ؟؟!!جاوبي ليش ساكته

قاطعته صارخة....شو الفايدة من كلامي...... خلص ....ما حد راح يصدقني .....وديني على المغفر أنا تعبت تعبت والله تعبت تعبت 

هزها صخر بقوة وهتف بغضب....ياخسارة بس  ...وين وتين الي وقفت بوجهي وتحدتني ....وين الي بدها تعلمني كيف أكون زلمة .....وين لسانك المترين راح....هيك بكل سهولة استسلمتي.....وعند أول مطب صرتي تندبي  ياخسارة .... كنت متوقع إنك أقوى من هيك ....ما توقعت تكوني شغل حكي وبس ....بتعرفي ...أنتي غبية واتكالية كمان ....صوت من دون فعل .....حكي فاضي وبس 

كان لازم تكوني واثقة من نفسك وتحميها وادافعي عنها وتسنديها وتحميها  ....أذا مستنية(منتظرة) حد يسندك عمرك ما راح تكوني يا وتين .....أصحي ...... أنتي بزمن ما فيه حل وسط ....يا بتكوني غصب عن الراضي والزعلان أو أنا بنصحك تسلمي حالك للمغفر أشرفلك منو بتريحينا منك ومنو بترتاحي ..... 

أخذت تصرخ بشكل هستري بكلمات فهم بعضها ولم يفهم الأخر ....كانت تضرب صدره بقوة متوعدة أياهم بالحرق والقتل والإبادة .... شعر بقوة قبضتها التي تضرب صدره تقل ببطء كان واضحاً عليها أنها سوف تدخل في حالة إغماء ... شحوب بشرتها وعدم اتزانها كانا واضحين ....ماهي إلا برهة حتى كادت تسقط أرضاً أمسكها بصلابة مانعاً إياها من السقوط ....شعرت به ولكنها لم تبدي أي مقاومة بل العكس بات وكأنها تنتظر هذه اللحظة التي غادرت بها دنيا الواقع إلى الأحلام 

احتضني بقوة  أغلق ساعديك بإحكام أرجوك أحتاج لهذا الأمان من جديد ....قلت لك لا تتركني ...أرجوك لا تبتعد مجدداً وعدتني ولم تكن للوعد وفياً ....لا لا أرجوك لا أريد الجلوس على هذا الكرسي البغيض.....أريد أن أبقى هناك.... بين أضلاعك.....هناك مأمني وأماني وسكني وسكينتي ....أبي حبيبي  لقد عدت من أجلي ....ما أروعك ....أبي  هل ما زلت على  قيد الحياة....أيعقل....إذاً كان ما رأيته في غيابك كابوساً ....أبي ...نعم إنه أبي .....عطره الحنون قلبه الطيب وحضنه الدافئ .....أبي كنت أعلم أنك لن تتركني ...لن تستطيع الابتعاد عني كما أنا ...كنت أعلم أنك سوف تعود وان كل ما رأيته دونك سوف يتلاشى ....لا تتركني مجدداً ...فإنا كان ولا بد خذني إليك أرجوك  ....

عاد بها إلى بيت والده وضعها على سرير أخته وطلب من أخته البقاء بجانبها .....

في صباح اليوم التالي فتحت وتين جفنيها بتثاقل.....شعرت وكأن رأسها يدور ...حاول التحكم بنفسها أكثر ....جالت بعينيها المكان بتثاقل .....هتفت بخفوت ....أنا وين ....مين جابني هون ....وين أبوي .....

همهمت سوزي بنعومة تعكس رقتها.....إهدي حبيبتي انتي ببيت عمك ...لا تقلقي كل شي راح ينحل انتي بس اهدي وروقي  يا قلبي  


 تلك الجميلة الفاتنة صاحبة العيون الملونة والشعر الأشقر المنساب بعناية والجسد الرشيق والمنحوت بكمال 

تكاد برقتها تشبه النسمة تلك هي جميلة العائلة مرهفة الاحساس ناعمة المبسم .....تستطيع بنعومتها ورقتها تحطيم حصون أي رجل مهما كانت حصونه عاتيه ..... تشبه رسل بحنانها وطيبتها تسمرت نظرات وتين عليها باستغراب وكأنها تقول في نفسها هل أنا في الجنة ....

شعرت سوزي بتجمد حركتها نادت بصوت يكاد يسمع ....

مامي ...وتين فائت نادي صخورتي .....

همست وتين في جوفها  بعد أن استعادت وعيها كاملاً بفعل الصعقة التي سببتها كلمات سوزي الرقيقة .... صخورتي؟؟؟؟؟؟؟؟ما تكون قصدها عن هداك لحمار.....يا خيبتي عليكي يا وتين .....معقولة تكون مرته....البغل طلع متجوز ......الله يوخده ......وأنا مالي ...مرته ولا مش مرته شو بدي فيي....خليني بمصيبتي  ما أغباني 

طرق الباب مستأذناً همست له بحنان ....

اتفضل حبيبي .....

همهم بانشراح......شو بشوف صحيتي.....أنا حكيت موتي وارتحنا منك

هتفت وتين بغيظ....إن شاء الله الي بكرهوني يارب.....أولهم أن.....ت

انتبهت لتلك السيدة التي تناظرها مستغربة من علو صوتها أما تلك الفراشة أخذت تضحك بشكل عفوي زادها جمالا على جمالها

الجمتها نظرات أمه ....نظرت له فأجاب دون أن تسأل...  

هيك أنا اطمنت أنك بكامل قواكي العقلية ....و لسانك شغال على الليبرة  معناه الأمن مستتب...بحب أعرفك على ست الكل أمي الغالية.....بما أنك ما فتحتي مجال لأي حد المرة الماضية يتعرف عليكي...والعسل هاي حبيبة قلبي ونور عيني سوزي 

عقدت وتين حاجبيها بشكل تلقائي وأهذت تمشط زوجي من أخمص قدميها إلى رأسها ...همست في جوفها ....

حبيبة قلبه.....طلعت مرته....أنا هيك حكيت برضه ....يخرب بيتها كل هالجمال حراااااااام تدفنه مع هاد اللوح.....لا حرام....هو صحيح حليوة....إشوووي ...لااااا إشويتين علشان الكذب حرام  ...بس هي أحلى.....ييييي علينا خلص من دون كذب هو حلووووو أه حلو  يقصف عمره ..بس زنخ ومتكبر ودمه ثقيل.....وحيوان كمان وبغل ودب 

قاطع صخر حديثها النفسي قائلاً.....وشو كمان

بحلقت عينيها بصدمة وأسرت لنفسها .....ييييي شو عرفه شو بحكي.....معقول سمعني....شو اسمعك يا غبية هو انتي حكيتي أصلاً....

هتف مجدداً.....شو بشوفك سرحانة بشو بتفكري 

هتفت بنفاذ صبر ... وأنت شو دخلك .....كمان بدك تتدخل بتفكيري أما اشي بجلط.....سكتت لبرهة تذكرت جدتها وما حصل .....هتفت بضياع....لحظة صحيح....ستي ستي ماتت ياويلي حالي أنا.....ياريتني متت قبلك ياستي 

قالت جملتها بعد أن قفزت مثل العفريت فوق السرير سحبت صخر من قميصه وبدأت تهزه بشكل جنوني الأمر الذي أثار استغراب أمه وأخته والصدمة بدت واضحةً على ملامح وجهيهما

هتف صخر مستغفراً ...

استغر الله العظيم ..انا ناقصني مجانين عاد....اهدي وسمري ثمك ....ستي ما ماتت....هي دخلت بغيبوبه بس وأن شاء الله بتقوم بسلامة

 عادت لصراخ مجدداً محاولةً الدفاع عن نفسها.....إسألها اسألوها كلكم والله أنا ما عملت اشي والله هو كان لف وبعدين رحت أنا اه الشباك وبس هو كسر وستي أجت تركض من هناك وبعدين والله  هو ضربها أنا ما مسكتو ابن الكلب مابعرف وين راح....أنا أسرعت بس ....ستي ارجعت ...انا ارجعت علشانها....راسها ....مهو ....ضربها...

تأفف ماسكا رأسه ....ونظر لأمه المصدومة وأخته المشدوهة بمنظر تلك الوتين وحركاتها بنسبة لجميلة مثلها هذه الوتين كانت بمثابة رسوم متحركة 

هتف بملل .... يعدمني رعد وقصي بيوم واحد إذا فهمت كلمة من الي حكتيهم .....إسمعي أنا لازم أروح على

 المستشفى ضروري.....اهدي وأقعدي عاقلة أمي وسوزي راح يديروا بالهم عليكي  قالها وأدار وجهه مغادراً

لتقفز كما المجنونة متعلقة بقميصه من الخلف بشكل عفوي......قائلة بخوف....

لاء بالله عليك ما تروح الله يخليك .....والله بحبسوني والله

أدار وجهه لها وأجابها مطمئنا محاولاً حاثها على التماسك 

ما حد بعرف إنك هون أولا....ثانيا إنت شو عملتي عشان تنحبسي....ثالثا تحملي نتيجة أخطائك مهما كانت  ... إذا ما غلطتي معناها  كوني قد حالك وقاومي وعلي صوتك خلي الكل يسمع 

أجابت بريبة اعتلت ملامح وجها وسيطرت على حروفها....

ما راح يصدقوني .....ما راح ....أنا ....هي بس ستي يمكن ما تصحى هي أملي الوحيد.....إذا صحيت راح تقوللهم  الي صار ....صح......لا لا.....معقول تكذب وتحكي أنا.....اه معقول....ما راح حد يصدقني

أخذت تصرخ تارة وتبكي تارة أخرى ومما زاد الطينة بلة أنها تحدث نفسها بصوت مسموع 

ضرب صخر يدا بيد محوقلا طالبا من الله ان يأخذها ليريح نفسه من هذه الغبية...هتف بحزم .....المهم  إنك تكوني صادقة مع نفسك وربك وبس ......إياكي دوري على صورتك بعيون الناس وعقولهم .....المهم انتي شو شايفة حالك ....قالها وخرج مغادراً 

بقيت تحادث نفسها وكأنها تبحث عن دليل برائتها تتذكر تسترجع تلك اللحظات دون أن تلاحظ تلك العيون التي تسمرت عليها ترصد هيئتها وحركاتها ....

همهمت سوزي بفرح ..... مااااااا ألزها  كتير كيوت ومسلية 

هتفت أم صخر ناهية.....خلص ماما عيب هلا بتزعل

همهم سوزي قائلة.....والله  ياماما بتجنننن ياااااي كان نفسي مثلها من زمان

انتبهت وتين لكلامها لتهتف بشرز.....شو يختي.....نفسك زي مين.....قومي هيك أنتي وأظافرك الي بتقرف .....أنا ناقصني عاد ما بكفيني همي الي أنا فيي .......ياربي ناس بهنها وناس بعزاها......قال بدها مثلي قال 

صدمت سوزي من ردة فعل وتين وإصرارها على طردها من الغرفة همهمت موضحة بلطف 

على فكرة حبيبتي هاي غرفتي وهاد سريري بس ما بيغلا عليكي يا ئمر

رددت أم صخر مبينة .....حبيبتي هي موقصدها شيء سيء لا سمح الله ....هي بتتمنى  يكون عندها أخت مثلك  اهدي حبيبتي وطولي بالك عمك أبو صخر طمني ستك بإذن الله كم يوم بتفيئ  لا تبكي خلص....شوف عيونك كيف صاروا 

استقامت سوزي من جلستها متوجهةً حيث تجلس وتين وضمتها بنعومة قائلة ......حبوشتي ياقلبي والله إنك كتير  كيوت ولطيفة بتجنننني خلص  لا تزعلي 

همست وتين في جوفها .......ياربي أنا ما بكفيني همي شو هالبلوة ......قال هاي السنيورة إلي اذا نفخت عليها بتطير  مرته لدب والله ماهي لايقة عليه ليش الكذب..... ولك وتين إنتي بشو ولا بشو أقعدي  عيطي ياحزينة ستك بغيبوبة .....والله أعلم  اذا صحيت تحكي الحقيقة .....مهي هاي فرصتها تخلص منك .....عيطي ياحمارة .....


هناك بالمستشفى كان أولاد الحجة رحمة  ما يزالون ينتظرون همسة من أمهم ليطمئن قلبهم.....منهم من حمل المصحف يرتل آياته ومنهم من جلس يستغفر بعد أن صلى ركعتين حاجة لوجه الكريم ......أما في تلك الزاوية اجتمع ثلاثتهم يتحاورون

همهم رعد .....يعني جبتها(أحضرتها)

همهم صخر بنزق....الله لا يجيبها .....أسكت لمت علي الشارع والناس.....تذكرنيش يستر عرضك 

ابتسامة خفية ارتسمت على وجهه لمجرد أنه تخيل أن تلك القزمة تكون زوجته .....استرجع قول السيدة في مخيلته 

قال دير بالك ع مرتك !!!!!مرتي هاي الشبر ونص مرتي

همهم قصي مؤكداً.....قلتلك مستحيل تروح على محل ثاني...يمكن تشوفوها  قوية وجريئة ولسانها سبع شبار.....بس هي كثير بتخاف وحساسة بشكل مش طبيعي عكس الاشي الي بتبينه لناس

همهم رعد مصدوماً....بتخااااااااف ....يازلمة وحد الله ماشاء الله بتخوف بلد.....والله قد حالها . ...كثير شخصيتها حلوة .....بصراحة عجبتني

لم يعلق صخر رغم أنه كلام رعد استفزه حتى أنه بالإختناق....دون أن يعرف ما سبب ولماذا كانت كلمات رعد ثقيلةً على قلبه ؟! هل لأنك تعلم أن كلام قصي هو الأقرب لصوب ؟؟!!أم أن كلمة (عجبتني)كان لها وقعٌ  آخر على مسمعك ؟؟!!!

همهم محاولاً إخفاء ارتباكه .....طمنوني على ستي في اشي جديد 

همهم قصي ....الدكتور أكد كمان مرة اليوم أنه وضعها مستقر والحمد لله .....ترى أبوك معه خبر بهالحكي

همهم صخر متأففاً..... :يازلمة حكتلك بديش حد يعرف بوضعها نهائياً ....خلي ردود الفعل أضل طبيعية .....الي عملها واحد بينا يا قصي.....بيوتنا ما حد بعرف مداخلها ومخارجها إلا أحنا .....هاد واقع مش توقعات وبس 

همهم قصي موضحاً.....يا ابن الحلال ما بقدر أخبي عليه لازم أحطه بالصورة ....

همهم صخر بنفاذ صبر....فش داعي يعرف 

همهم رعد مستفسراً...يعرف شو ....حاسس حالي مثل الأطرش بالزفة 

رد صخر موضحا..... الدكتور قال أنه ستي  مش بغيبوبة فعلية .....بعطوها مخدر ليهك نايمة بدهم يتأكدوا  أنه النزيف ما أثر على الدماغ ...ارتحت هيك

هتف رعد بغضب....الله يوخدك...يعني بالله عليكم تاركيني  على أعصابي والله انكم ما بتستحوا

همهم صخر بنزق.... تعملش فيها زعلان .....يستر على عرضك خالتك دابقة فيك مثل الصمغ معرفناش  نقولك ..

الحمد لله أنه أبوي  روحها ....أول مرة يعمل اشي يفشني

همهم رعد بغيظ ....ما اأثقل دمك .....قال يعني مش مليون مرة قعدنا لحالنا لا يا حرام

رد صخر ....يازلمة  علشان ردت فعلك تبين طبيعية....اي خلص عاد تعملش حالك زعلان ترى انا مش ناقصني

همهم قصي بقلق....يا حبيبي إذا هاد ماسكت  شو بده يسكت عمامك ....

أجاب صخر .... خلص فهم أبوي الموضوع وقله يضل بينا وانتهى .... على الأغلب راح يبلشوا يخففوا المنون عنها يومين بالكثير بتصحصح


حل الليل بعد يوم مجهدٍ وطويل عاد صخر بصحبة أبيه إلى المنزل بينما بقي كل من رعد وقصي بالمستشفى بصحبة حسام الذي عاد بعد أن أوصل أمه إلى البيت 

لقد كان جليا لكل منهما ارتباكه الشديد وتوتره الأشد ...

يتولى حسام منصب  مدير المستشفى  كان من المفترض به أن يلم بوضع جدته كاملاً  إلا أن صخر كانت له أيدٍ خفية سيطر على الوضع بمهارة وحرفية وقد منع إنشغال حسام بأمر من التدقيق بالتقارير الطبية لجدة الأمر الذي زاد شكوك صخر بأمره ولكنه أبقى شكوكه طي الكتمان إلا أن يتأكد منها 

نزل من سيارته متجها إلى المنزل  ....لاحظ أن خطوات والده غير متزنة....اقترب منه كان يرغب بالإمساك بيده  لكن شيءً ما منعه اكتفى بسؤال قائلاً

يابا .....فيك اشي ....شكلك تعبت كثير اليوم

رد أبو صخر بعصبية....أنا منيح ما فيي اشي....بعدين انت وين تركتنا ورحت....شغلك مش أهم من أمي سامع 

همهم صخر بجوفه ...استغفر الله العظيم بس...الله يجيبك يا طولة البال.....قم أجاب قائلاً..... يابا أنت عارف إني نازل أسبوع ومروح مضطر أخلص شغلي لأنه ما ضل معي وقت 

هتف أبو صخر بعصبية .....أسبوع؟؟!!!!لا مكثر والله  ...بدك تترك الجمل عما حمل وتروح ....بدكاش تتحمل مسؤولياتك ....هاي العيلة مسؤولة من الجميع مش كل مرة بدك تهرب ....شغلك مش أهم من اهلك وناسك ....

الشغل بجيب مصاري بس المصاري ما بتشتري الناس  سامع يا باشا .....ابن عمي أحمد زوج ابنه وما حضرت عرسه....وابن اسماعيل ابن عمتي مات ابنه وما عزيتهم 

ومرت عمي كمان ماتت وما كلفت خاطرك تروح توخذ بخاطرهم .......ولك ابن رشيد نايم بالمستشفى اله شهر وماحد عارفله مرض .....وكمان ما معك خبر ....انت شو مش بني أدم....بكرة بس تكبر ما بتلاقي حد يطلع بوجهك ولا يتعرف عليك ....ويمكن تموت ببلاد الناس وما تلاقي حد يدفنك اتقي الله وروح وبلاش مسخرة وقلة حيا ....ما بهمك

اشي بالدنيا إلا شغلك والمصاري وبس .....

كانا قد وصلا إلى صالة المنزل ولكن أبوه كان كمن ينتظر هذه اللحظة ليفرغ بها ما يجول في خاطره .....بينما صخر يستمع لحديثه دون أن يقاطعه.....وأخيراً أنهى كلامه.....همم صخر في جوفه .....موااااااااال كل مرة.....هو أنا بديش اخلص .....أردف هاتفاً....يابا رجعة هون مش راجع مليون مرة قلتلك أنا عجباني عيشتي هيك ....  وبالنسبة إلي أهلي همه  بس عمامي وعماتي وولادهم والباقي مابهموووووني 

قال احمد وابن رشيد هاي الي كان ناقصني ....شو رأيك بلاش اشتغل واقعد عشان أزور هاد وهاد وأعزي بهاد وهاد 

يابا الدنيا بطلت زي أول العالم كلها مشغولة بحالها....يابا افهمني مشان الله مش كل مرة بدنا ندق ببعض علشان الناس إلي مش عاملين إلنا إشي..... هي أنا أجيت من السفر يلا ورجيني مين أجى وسلم علي غير عمامي وعماتي .....

وهي ستي بالمستشفى ...مين اجا طل عليها وينهم أهلك وناسك إلي بتقول عنهم 

هتف ابو صخر ......أجى أحمد ومرته ....وقال بدهم يجوا بس تطلع على الدار واعتذر عن إخوانه عندهم ظروف 

صخر بنزق...... لكل الناس عندك مبررات إلا ابنك

يابا من الآخر شو بدك مني ليش بدك أرجع .....علشان تعملني مسخرة لهاد وهاد ولا عشان تقتلني وأنا بشوفك  بتمسح جوخ لفلان وعلنتان ولا بدك تقهرني  وأنا شايفك  بتعطي تعبك لناس ما بتستاهل ...يابا أنا هيك وراح أضل هيك افهم علي عمري ما راح أكون نسخة منك ..... 

وياسيدي لما أموت ....بفرجها الله .....عمري ما راح أسمح لحد يستغلني ويستغفلني ....أنا مش مضحكة لهاد وهاد 


خرجت أمه مذعورة على صراخ إبنها وزوجها المعتاد كلما التقى الاثنان معا...فرغم ما وصل إليه صخر إلا أن أباه لايزال يراه ذلك الطفل العنيد الذي أينما حل حلت معه المشاكل والذي لا فائدة منه مهما وصل إليه ...لم يتقبل أن هناك فرقا شاسع بينه وبين ابنه....فطيبته التي يتحلى بها يراها صخر قمة الضعف من منظوره الشخصي والواقع أمامه....وهكذا كانت فقد استغلها الكثيرون ممن حوله لمصالحهم ......كان يعطي ويساعد ويسامح هذا وذاك 

ليس هناك أجمل من العطاء ....ولكنك عندما تصنع المعروف بغير أهله وتسامح من لايستحق وتعطي اللئيم بلا حدود وتفكر بالجميع وتنسى نفسك تصبح مطمعا لهم ويعتقدون أنك غبي وأنهم استطاعوا أن يستغفلوك....

أما  صخر الذي كان يموت قهرا وهو يرى تعب والده تذروه الرياح وكأنه لم يكن ..... رغم الاستقرار المادي الذي يعيشون به وسببه الفعلي هو صخر كان يدعم والده دون أن يعلم ...أنقذه من الإفلاس عدة مرات  بطرق غير مباشرة.....

وليته يتعلم مازال يضع ثقته بأناس لا تستحق أبداً 

اقتربت أمه منه وحاولت تهدئته نظرت إليه بترجي فأخرسته نظراتها بينما أبوه استشاط غضباً وهتف بعصبية ....والله إنك مش مربى أنا مضحكة يا ابن الكلب هاي تربايتك فرحانة فيها تفووو عليك وعلى إلي رباك.....أطلع من داري انقلع بديش أشوفك 


تمسكت به أمه راجية باكية وقالت بصوت أقرب للهمس كي لا يسمعها زوجها .......

حبيبي ياماما أنا ما صدقت أشوفك لا تروح .....أعمل حالك مو سامع .....مش قصده والله مابهون عليه فيك.....ليش جاوبته ياصخر ليش....أنا مو قلتلك علشاني لا تجادله

أغمض عيناه يحاول إعادة إتزانه بينما هبطت سوزي من الطابق العلوي  تتبعها وتين مذعورتان 

تحرك أبو صخر ينوي الصعود إلى غرفته إلا أنه رأى وتين تقف بجانب ابنته ...وبمجرد أن رأها عاد لصراخ بوجه صخر مكملا ما بدأه.......

هاي شو جابها هون ......مين أذنك تجيبها على بيتي.....

كيف تتصرف على خاطرك اه.....عمامك  لما يعرفوا انها عندي شو راح يقولوا .....شو راح يفكروا اه.....راح يفكروا اني بتستر عليها ....أنت شو الي بدك إياه مني فهمني ....بدك تموتني بدك ...تجلطني وترتاح

زفر صخر بنفاذ صبر .....هو يعلم أنه يريد أن يفرغ غضبه بأي شيء وتلك الوتين كانت هذا الشيء تقدم ناحيتها وأمسك بيدها بقوة وجرها خلفه مغادراً البيت رغم توسلات أمه وأخته .....وقبيل خروجه التفت الى ابيه قائلا......هاي مش أهلك وناسك ...مثل الي كنت زعلان عليهم قبل اشوي ....

غادر ضارب الباب خلفه بقوة.......

فتح باب سيارته بعصبية ودفعها للجلوس بقوة .....ثم صعد إلى جانبها وبأقصى سرعة انطلق كالمجنون ألجمها هدوئه .....وسرعته الجنونية حاولت السيطرة على  لسانها بصعوبة ونجحت بذلك   همست في جوفها .....

أنا السبب الله يوخذني ... أكل بهدلة من تحت راسي......

لا أناا شو دخلني همه كانوا يتقاتلوا قبل ما أنزل ....بس أنا كملتها....يعني مش أنا السبب....أنا كملتها بس ...ياربي وين اروح بحالي.....ييييي علي......شكلي حسدته ....الله يوخدك يا وتين......قال نياله عنده عيلة قال هي العيلة الي حسدتي عليها لا كلو كوم وعمي كوم الي بشوفه بحكي ملاك نازل من السما....شو صارله نفسي أفهم.....عينك ياست وتين عينك الله يوخدك ييي مرته هلا بتحرد عند أهلها لازم يرجع على  الدار 

همّت بالكلام لكي تقنعه بالعودة إلا انه توقف فجأة وهبط من سيارته  .....ارتكز على مقدمتها وأخرج من جيبه علبة سجائر وأخذ يلتهمها بنهم .....هبطت من السيارة .....اقتربت منه ....ارتكزت كما هو على مقدمة السيارة....مدت يدها اليه طالبةً إحدى سجائره....نظرة اليها بصدمة قائلا....

بتخوثي؟؟!!!

همهمت بارتباك ....اه ...لاء ....قصدي أحيانا....يعني يازلمة  بعفط تعفيط....أردفت في جوفها ....ااااخ  على أيامك يا سليم ....على راي أمك يا أبو الدخان...ااااخ بس

شبه ابتسامة ارتسمت على محياها مع استرجاعها لتلك الذكريات ولكنها سرعان ما تلاشت عندما صرخ بها صخر مؤنباً......مكيفة على حالك أقسم بالله إذا بشوفك حاملة سيجارة إلا أكسر ايدك سامعة

رد صارخة .....ليش بتصرخ ااه....ترى أنا مش 

مفشة أهلك ...مرة أنت ومرة أبوك ....الله يلعنك ويلعني إلي جيت معك ....طز فيك احكيلك طز فيكم كلكم والله السجن أرحم منكم على الأقل في أكل .....الي من الصبح مش ماكلة وساكتة ....روح حل عني ياه

تركته وأخذت تمشي بعصبية أخذ يناديها لكنها لما ترد لحق بها هاتفاً......تعالي  وبلاش ولدنة.....هاي .....وتين .....وتين....لما بنادي عليكي ردي .....شو أنا بدي أضل أركض ورى جنابك.....

أجابت بنزق ....ما حد  طلب منك تركض وراي

رد بنفاذ صبر ......وتين مشاااااااااان الله تسكتي أنا بهاي الحالة ممكن ارتكب جريمة خليني بحااااااالي.....امشي 

رجع بها إلى سيارته ....التزمت الصمت المطلق .....

قاد حتى وصل إلى شقته الخاصة....هبط وتبعته هي.....دخلت معه إلى شقته ....أخذ نفسا عميقا ثم بدأ يحطم محتويات المكان كعادته .....

لم يمضي وقت طويل على  تجديده لهذه المحتويات لكنها كانت الطريقة الفضلى لإفراغ غضبه ...نظرت إليه مصعوقة من هذه العاصفة التي احتلت كيانه.....أمسك بزجاجة عطر كان قد تركها على الطاولة المستريحة أمامه هم برميها على التلفاز المقابل له....ولكنها فردت ذراعيها أمامه مانعةً إياه 

هتف صخر.....بعدي هيك ......بحكيلك بعدي

بكل هدوء همهمت .....بالله جد كل هاد علشان شو 

علشان كم كلمة حكاهم أبوك ومش قادر تمضغهم .....ولك ياريت أبوي عايش ويصبحني بقتلة ويمسني بقتلة

هتف بغضب.....أخرسي بديش أسمع صوتك..

همهمت ببرود .....ليش علشان بقول الحق.....كرشك بوسع ألف لقمة وما بوسع كم كلمة قالهم أبوك .....خلي غلطان يا أخي بضل أبوووووك ابوووووك .....بتعرف أنا عشت مع أبوي سنتين بس وراح أضل عمري كله أتحسر عليه.....

هتف مجدداً.....بقولك اخرسي  

هتفت بحزم ......ما بدي  أخرس ....بتفكر حالك صرت زلمة أذا عليت صوتك عليه.....ياعيب العيب 

همهم بتعب .....أنتي  مش فاهمة اشي....اسكتي مشان الله 

أردفت وكأنها لم تسمعه ......بتفكر إني زعلت علشان حكالك ليش تجيبها هون بالعكس ......هو معو حق.....أنا لازم أواجه المشكلة مش اتخبى منها على فكرة أنت بدك اياه يعاملك كأنه إبنك  وأنت أبوه نازل تلقي عليه أوامر ....

ولك هاد الزلمة الي مش عاجبك بدو اياك تصير أحسن من كل الناس يا غبي .....الأب  بحب يكون أبنه أحسن من كل الناس.. وأحسن منه كمان....يمكن هو زودها لأنه بده إياك كامل والكمال لله .....بس برضه هاد ما بعطيك الحق تعلي صوتك عليه....وتجاوبه وتجادله كمان.......قال متعلم ودارس برى قال....أي ابن صف أول بفهم أكثر منك ....

اسمع ترى إذا ثاني مرة بتعلي صوتك على عمي بكسر راسك 

نظرة لها بزاوية عينه .....هبط على الأريكة التي أمامه......احتضن رأسه وأغلق عينيه دون أي كلمة 

اقتربت منه لاحظت انتظام أنفاسه.....علمت أن الأمور باتت تحت السيطرة.....جلست بجانبه....ربتت على  فخذه بجدية قائلة.....

قوم يابن الناس....روح على بيتكم ....أرجع لمرتك تلاقيها فتحت مناحة.....حرام شكلها مش وجه بهدلة وزعل....

فتح عينيه على وسعهما وناظرها بصدمة أخذ يتفحص  طريقة كلامها وهيئتها ........يدها التي تربت على كتفه تارة وعلى فخذه تارة أخرى تركها تكمل حديثها الذي وقع في قلبه كالسحر......

قوم يا ابن الناس روح على  داركم  .....السنيورة هسة بتكون ذابت من كثر لعياط ...ترى بسم الله ما شاء الله بلاش احسدها زي الثلج......قوم بوس راس أبوك واستهدي بالله وإذا رجع طردك ....قوله هاي دار أبوي مش طالع منها.....صدقيني انت بس رد علي .......قوم يا ابن الحلال قوم....بلاش أضلك مثلي معتر ومشرشح استرسلت بكلامها حتى أنها نسيت من تكون .....عادت بها الذاكرة لذاك اليوم عندما جاءها سليم غضبانا من أهله وكيف أنبته وأرجعته لبيته 

همس صخر لنفسه .....حاسس حالي قاعد مع واحد من صحابي.....مش طبيعية هاي البنت......استغفر الله......لاحول ولا قوة الا بالله.....الله يسامحك يابا ضروري تنكد علي .....

نظر إليها وقرر مجاراتها بالكلام....لا يستطيع الإنكار أن الكلام معها يعد راحة نفسية ....همهم ممازحاً

ماشاء الله الي بشوفك بحكي ست العاقلين اسم الله .....

ترى انتي وعمك بتفكروا كل الناس غلط وانتوا الصح بعدين يا غبية هاي أختي مش مرتي.....وإذا ثاني مرة بطولي لسانك بقصه.....وبس تطولي اشوي بتبقي تهددي ....قال بضربك قال ....إذا نفخت عليكي بطيري 

استقامت معلنتاً غضبها من كلامه وهتفت بعصبية.....إذا سمحت الشغلة مش بالطول ماشي .....طولك طول النخلة وعقلك عقل السخلة.......على شو شايف حالك

هتف بغضب..........شووووووووو!!!

أجابت ببرود .....إللي سمعته 

رد قائلاً.....بتعرفي الحق مش عليكي الحق على لحمار الي جابك معه 

همهمت بغضب....لاء الحق مش عليك .....الحق علي الي قبلت آجي مع واحد حمار 

استفزته... اقترب منها ينوي ضربها ولكنها فردت كفيها على وجهها خوفا منه ....تخاف....رغم كل هذه الهالة المحيطة بها والتي تقنع الجميع أن هذه القزمة ليست إلا عالم من القوة والجرأة إلا أنها في الحقيقة هشة ضعيفة رقيقة....

همهم صخر بحنان .....إسمعي....شو رايك نعمل هدنة .....أنتي سكري ثمك وأنا مستعد أعمل الي بدك إياه ماشي

هزت رأسها بموافقة دون كلام .....ولكنها أشارت لبطنها

همهم صخر......شو بدك مش فاهم 

أعادت الإشارة إليه بشكل آخر .....

همهم صخر......يعني هيك المفروض أفهم

هتفت بنفاذ صبر.....يازلمة  خنقتني .....يعني ما بدك أحكي على الأقل أفهم بأشرلك على بطني يعني متت من الجوع شو للمرة ألف بعيد وبكرر إني متت من الجوع  

قهقه صخر بتسلية ..... شكلها أمي ما طعمتك 

معقول؟؟!!!!!

هتفت وتين موضحة....لاء الست مرت.....قصدي أختك يعني أنا كنت بفكر أنها مرتك المهم جابتلي اشي هيك بتحكي اسمو كود نمبر ولا ما بعرف شو  ما عجبني وما أكلت قال عاملة حالي بستحي قطيعة لو بدري الحرب بدها تقوم كان أكلت اشي يسند معدتي 

قهقه صخر قائلاً.....هاد ومسكرة ثمك .....أولا أسمه كوردن بلو.....وكتير زاكي خاصة من تحت إيد أمي .....

ثانيا الي بستحي بتروح عليه ثالثا ليش فكرتي أنها مرتي

أجابت موضحة....ولا كوودو ولا موودو .....ياسيدي ما حبيته ثانياً هي آخر مرة راح استحي فيها لأني متت من الجوع ثالثاً لأنها حلوة وبدلعك ....نادت عليك صخورتي...

بتعرف لو أنا حد يقولي صخورتي .....والله  بنتحر 

قهقه صخر بتسلية وهمهم قائلاً......عنجد بتسلي .... همي.......راح أطلبلك أحلى دليفري لعيونك أبو الشباب 

شو بدك توكلي

همهمت قائلة.....وك بلاش .....هاد الزلمة....الدلفري بوخد مصاري مش بلاش بوصل .....

همهم صخر متسائلاً....طيب  شو يعني هو بدو يوصل ببلاش

همهمت بنزق......ينعن أم التبذير ....هي عندك سيارة

همهم صخر بتثاقل.....مش جاي على بالي أطلع ....خلصيني  الساعة ١٢ 

هتفت بمرح .....طيب عادي هات المفتاح أنا بروح أجيب...

رد مستغرباً ....والله جد....بخيلة وكحتوتة وبتسوق

 قهقه بمرح لتتساءل 

ليش بتضحك حضرتك......

همهم بمرح ....هلا عنجد ....بتوصلي الدعسة 

هتفت بغضب ....بديش أتسمم...... شو نازل تتمسخر علي

هو أنا ما عندي إحساس أكل من مصاريك...........

سكتت برهة لم يبدي أي ردة فعل تعمد ذلك لأغاظتها 

هتفت بنزق .....

هاي......هاتلك عشر ليرات دين.....اه دين....مالك بتطلع هيك ....بس أرجع على البيت بحاسبك.... والله معي مصاري ....الله يلعن أبو المصاري قال عندي أملاك وعقارات وميتة من الجوع  

يتجادلان ويتحاوران يتعمد سحب الكلام منها.....يريد أن يعرف كل ما تخفيه هذه القزمة ....مسلية تلك الوتين بالنسبة له.....لقد أخمدت ذلك البركان بصدره.....

طلب لها الطعام ....أكلت ذهبت لتنام بغرفته بينما هو نام على الاريكة خارجاً 


صباح جديد يبعث نوره على البشر ومع كل صباح يتجدد الأمل هتفت سعاد بسعادة 

قصي ....تعال بسرعة بسرعة 

أسرع قصي هاتفاً.....شو في ؟؟؟

همهمت سعاد مؤكدة .....أمي حركت ايدها  والله العظيم حركاتها شوووووف هي كمان مرة حركتها 


هتف قصي متصنعاً الصدمة......

الحمد لله الحمد لله  خليني أرن على أخوي أبو صخر 

خرج ليعلم أخوته بينما حاول الإتصال بأبو صخر لكنه لم يستطع التواصل معه .....كان رعد قد وصل لتو تفاجأ من وجود الجميع بداخل غرفة الحجة رحمة همهم سائلاً قصي الذي كان ما يزال يحاول التواصل مع أبو صخر أو إبنه

شو ليش كلهم جوى

رد قصي موضحاً.....أمي بلشت تصحصح.....وين صخر ليش تأخر.....لا وبرن على أبوه مغلق

تساءل رعد ... ....رنيت عليه

رد قصي ......هيني برن.......بردش 

همهم رعد ....لحظة هلا برن على سوزان ......

ألوووو.....صباح الخير....كيفك....سوزي 

شو وين عمي وصخر؟؟؟

لحظة ....بس اهدي واحكي من غير ما تبكي...

بات القلق واضحاً على نبرة رعد وحروفه ....

تساءل قصي.....شو فيي ....يازلمة أحكي وقعت قلبي 

رد رعد ......أصبر بس أفهم ........طيب.....خلص لا تخافي ما بصيرله اشي.....طيب طيب أول ما أوصل عنده بخلي يرن عليكي....ديري بالك على أمك وطمنيها.....ولا يهمك خلص لا تخافي.....

هتف قصي بقلق .....ولك شو فيي ؟؟

رد رعد موضحاً .... الاستاذ متقاتل مع أبوه.....أنت روح عند عمي  وأنا  بطلع لعند صخر....

هتف قصي متسائلاً......طيب ليش تقاتله .....شو صار روحوا من هون سمنة على عسل

همهم رعد بنزق  .....يعني مش عارف أخوك !!!

وصخر أكيد ما طول باله.....

تساءل قصي.....:طيب ووتين وينها

أجاب رعد ....الي فهمته أنه أخذها معو....

همهم قصي ....طيب  هيني طالع سلام ....اسمع قوله يجي ويخرس لأدعس ببطنه 

همهم رعد .....يوصل .......سلام 

خرج كل واحد منهما لوجهته ....

أحس بصوت يأتي من بعيد ....هل يحلم ....إنه جرس الباب يا صخر.....هيا قم ....لم يستجب لنداء عقله 

بعد برهة استيقظ مجبراً على صوت رعد الذي هتف قائلاً....شو حضرتك نايم وتارك الباب مفتوح كمان

لا يزال غير مستوعب...عدل من جلسته.....استوعب كلام رعد ...ليهمهم متسائلاً.....باب مين المفتوح....مين فتحه...... .

رد رعد ....يمكن نسيت تسكره .... 

اعتدل من جلسته متذكرا تلك القزمة هتف منادياً.....

وتين.....وتين....وتين ....الله يلعنك بس وين راحت 

هتف رعد بمرح ..... كلها شبر ونص صارت هاربة منك مرتين 

همهم صخر بنزق .....شبر ونص اااااه... ولك لسانها لحاله بدو جيش يسيطر عليه قاطعته وتين بدخولها هاتفة 

أنا أجييييييت.......شكله جبته سيرتي.....الله لا يسامحكم اذا سبتوني ....ترى حماتك بتحبك (تقصد رعد)

منيح الي جبت بزيادة ...بعد هيك يلا سموا بالله و مدوا أديكم مالكم بتطلعوا فيي هيك ؟؟؟؟؟

تساءل صخر مستغرباً.....من وين جبتي هاد الأكل؟؟؟

ردت وتين ببرود ......من  الدكان.....يعني من وين

همهم صخر مؤكداً.....فش دكاكين قريبة من هون

أجابت وتين.....بعرف دخت لما لقيت ....بس مشي الحال

هتف صخر ....مشي الحال؟؟؟؟!!!!من وين جبتي وأساساً من وين جبتي المصاري على أساس ما معك؟؟!!!

 هتفت مستذكرة ..... اااه صحيح.....إمسك.... لحظة لسى في هدول كمان....وهي المفاتيح .....

صار بدك مني تسع ليرات وخمسة وخمسين قرش.....لا لحظة أنا ما باكل حرام بدك كمان حق الببسي ستين قرش..... بس أروح بعطيك.......والله ما راح آكل عليك ولا قرش....انت لسى ما بتعرفني الدين بوكل وبشرب معي ...يلا تعالوا  تسمموا ....قصدي تعالوا افطروا على حسابي .....بضل أحسن منكم ....يلا عن روح ابوي وامي 

لم يتمالك رعد نفسه انفجر ضاحكاً وهتف بمرح 

عنجد إنك نهفة....يازلمة ماخدة السيارة ومحفظتك وأنت نايم .....ياعيب العيب بس 

هتف صخر مستغرباً.....بالله جد رحتي بسيارتي؟؟؟؟ كيف اطلعتي فيها بدون رخصة؟؟؟

هتفت وتين بنزق ......لسى بقولي سيارتي.....اسمع ترى لا تحمل جمايل بكرة بس أنجح بالتوجيهي راح اشتري سيارة

واذا على الرخصة ترى أنا بسوق وأنا مغمضة بعد التوجيهي بطلع وحدة مش اشي مهم يعني 

هتف صخر بغيظ ...... ياريت تسكري ثمك وأنتي توكلي وثاني مرة لا تعيديها

ردت ببرود طيب لااااااا تسال عشان أقدر أسكر ثمي ...

جلست تأكل بنهم شاركها رعد الطعام بينما صخر اكتفى بالنظر إليهما.....

همهم رعد متسائلاً.....هات أشوف.....ليش مزعل أبوك

قاطعته وتين هاتفة....لا خلص أنا حكيت معه وبهدلته....هسه بس أخلص فطور ....باخذه يصالح أبوه

كاد رعد يختنق بلقمته من الضحك هتف بمرح ....بتاخذك هههههههههه بتعرف بحسها قيس نفس حركاته

تساءلت ببراءة.....مين قيس؟؟ 

هتف صخر بعصبية.......سكري ثمك حكينا 

أجابها رعد .....واحد صاحبنا ...بس للأمانة أنتي أطول اشوي منه هههههههههه


وقفت بحماس قائلة......أمانة أنا أطول بربك .....يازلمة يسعد دينك .... هيي الناس الي بتفهم .... اتعلم منه

هتف رعد بمرح ...... والله عشت وشفتك بتتبهدل يا صخر 

استقام صخر غاضباً .....توجه إلى الشرفة .....وكعادته أخرج سجائره وأشعل إحدها وبدأ بالتهامها لحق به رعد تحدثا قليلا بينما هي نظفت المكان حولها .....ثم أعدت القهوة لهما

هتف رعد باستمتاع  ......ياسلااااااااام الريحة خرااااافية

ردت وتين التي كانت تحمل صينية القهوة بين يديها متقدمة نحوهما .....ترى محسوبتك معلم بالقهوة.....الله يرحمك يا ابو شوقي ......

تساءل رعد....:مين أبو شوقي؟؟؟؟

انتبهت لزلة لسانها .....لم تجب ....ناولت صخر فنجانه... وجلست تنظر للمكان من خلال الشرفة.... همست في جوفها الله يوخذني كنت راح أفضح حالي.....الله يرحم أيامك ياعمر ما ضل اشي إلا واشتغلت فيي ....قهوة وشاي كعك وبيض.....علكة ومحارم .....ومسك الختام.....

الكراج .....ااااخ بس  عشقي.......

ياريت عمي يرضى يفتحلي كراج ياريت والله .....

همهم رعد غامزاً .....سرحانة الاخت 

همهم صخر بريبة ......بتخطط لمصيبة.....سيبك منها ....تعال بدي أغير (ابدل ملابسي ) وأنزل أشوف ستي ..

ردد رعد بترجي.....صخر يرضى عنك طنش وكبر عقلك 

                      الفصل السادس من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>