رواية غدر الزين الفصل الثاني والعشرون والثالث والعشرون والربع والعشرون بقلم مروه محمد

رواية غدر الزين الفصل الثاني والعشرون والثالث والعشرون والربع والعشرون بقلم مروه محمد


مراكثر من اسبوع بعد خروج زين تاركا لخلود الجناح باكمله والرجوع الي غرفته القديمه وتجنبها فيما عدا توصيلها للامتحانات والرجوع بها واكتفي باعطاء هلا الدروس المهمه لتذاكرها لخلود...واذا اراد الاطمئنان علي سير الامتحان يتابعها من خلال هلا ...ايضا تم فصل غاده من المعهد ردا علي الفضيحه التي سببتها لهلا ...خلود كانت في حاله لا يرثي لها ...ولكنها عزمت ان تلمم شتات امرها وتذاكر جيدا لكي تثبت نفسها امامه ...فهو الوحيد الذي يهمها رغم حزنها الدفين منه ...كانت كل ليله تنتظره في جناحها ولم ياتي وتنام وتصحو علي خيبه امل ...كانت تراه كل ليله في احلامها وهو يقبلها ويعانقها ولكن تفوق من حلمها علي صوته وتهديده لها انه سيتركها في قوتها حتي لا تعود لها ...ايعقل انه عندما سيتركها ستكون قويه ...لا والف لا ستكون ضعيفه وهشه كثيرا...كيف له ان يتخيل قوتها وهي بعيده عنه ...هو نفسه يصبح ضعيفا وهو بعيدا عنها ...يبين لها وهو في الفيلا انه قوى ومسيطر علي عواطفه وما ان يذهب الي شركته ويجلس بمفرده ...حتي يتذكر كل شئ بينهم ويلعن الحظ الذي يفتعل بينهم مشاكل ...اما عن خليفه فكان حزينا علي وضع اخيه ...وعزم امره ان يتحدث اليه ويخبره ما شكت فيه نهي حيال خلود ...لان نهي حاولت مرارا وتكرارا التحدث اليه وهو يرفض ان يتحدث مع احد داخل الفيلا ...حتي لا تشعر بضعفه


بعد انتهاء الامتحانات واستجابتها لطلبه ان تظل في الفيلا ومنعها من الذهاب الي الشركه ...اخذ الندم يتأكله لانه كان يمني عينه كل يوم برؤيتها وجاء اليوم الذي لم يراها ...ذهب الي مكتبه وخلع جاكيت بدلته ورباطه عنق وزفر بحنق ...دخل عليه خليفه المكتب قائلابحزن علي حال زين


=ايه يا زين ...هتفضل كده كتير ...كنت هاتها معاك النهارده الشركه علي الاقل تبقي جمبك.


زين ابتسم بسخريه وقال


=ومين قالك اني عاوزها جمبي ...انا خلاص استكفيت منها ...خليها بعيد عني احسن.


ارتسمت ملامح المرح علي خليفه قائلا


=لا والله بامارة ايه ...انت لو مكنتش عايز تشوف وشها كنت خليت السواق يوصلها الامتحان كل يوم ويجيبها ...وتقولي خليها بعيد احسن.


زين بغيظ


=خليفه ...اطلع انت منها ...حتي لو اللي بتقوله صحيح هي غلطت ولازم تتعاقب علي غلطها.


خليفه بمكر


=لا انت بتعاقب نفسك يا باشا ...انت نفسك الوقتي تروح تجرها في حضنك ...بس كالعاده كبريائك منعك.


مسح زين علي وجهه بغيظ وقال


=ازاي عايزني اخدها في حضني ...بعد ما قالتلي احنا مننفعش لبعض ...وكل اللي حواليك كارهيني؟


خليفه بارتباك


=من فترة كنت عايز اقولك علي حاجه ...خلود سمعت اللي دار في المكتب بينك وبين ماما ...ولولا اني لحقتها كان سمعت بقيه الحوار ...انا معرفش الحوار كان ايه ...بس من ساعتها وهي متغيرة ...حاولت افهمها انك خلقك ضيق ومش هتستحمل النكد الكتير ...بس الظاهر فهمتني غلط وزودت في عنادها ونكدها ...عشان تزهق منها وتسيبها.


قطب زين جبينه وقال


=ايوه صح ...انا في اول كلامي مع ماما قلت اني مش حابب اخلف ...ياريتك سيبتها تسمع الباقي كانت هتعرف قد ايه انا بحبها وبخاف عليها ومش بسمح لحد يهين كرامتها.


خليفه بمكر


=ما تروح تقولها ...هو انت صغير ...ولا محتاج حد يتوسطلك.


زين بلؤم


=لا...لو هي بتحبني وعرفت منك اني خلقي ضيق ...كانت لازم تحافظ عليا مش تهيني وتجرحني في مشاعرى ...انا هسيبها تستوى علي نار هاديه .


خليفه بمرح


=نهاااار اسوح ...يعني انا بقولك كده عشان تهدي اللعب وتعطف وتلطف ...ترجع تقلب علي البنيه


ابتسم زين وقال


=ده الشغل هيبقي علي تقيل وهتشوف ...انا الليله راجع جناحي ...واما نشوف مين فينا اللي هيسلم الرايه للتاني


صفق خليفه بيده وقال


=ايوه يا زين يا جامد.


اغتاظ اسر كالعاده مما راءه وسمعه ...وقال في نفسه


=مفيش فايده البت دي مبتخلصش ابدا


اصبحت كل كروت اسر محروقه لن يجد شخص الي الان ليخلصه من خلود فكر في شرف ولكنه خشي ان شرف يفسد عليه خطته ويطيح به معلما زين بخطته ...اختار وسيط من اصدقاء شرف ومحبب لديه فاتصل عليه لكي يبدا خطته...اتصل الرجل الوسيط بشرف وطلب منه مقابلته هذا الشخص كان يعرف شرف منذ شبابه ويعرف جميع اسراره اتفقوا علي المقابله في النادي


طاهر بترحيب


=ايه يا شرف بقالك فترة محدش بيسمع عنك اخبار


شرف بملل


=انا خلاص ...معنتش بشتغل ...بنتي الكبيرة اتجوزت خليفه ابن عمها ...والصغيرة اتخطبت لحازم ابن عمها وبتشتغل معاه


طاهر بتمثيل


=مش بنتك الصغيرة كانت المفروض تتجوز زين اخو خليفه


تنهد شرف وقال


=زين اتجوز .


طاهر بمكر


=ازاي ده ...طب وتارك القديم مع ياسمين


قهقه شرف وقال


=يااااه يا طاهر ...انت لسه فاكر


ابتسم طاهر وقال


=ودي حاجه تتنسي ...انت اللي غلطان يا شرف ما هي كانت بتحبك ...رفضت تتجوزها علشانها مدلعه ...قامت لفه ومتجوزة اخوك وجابت ولدين ولهفت الثروة


تنهد شرف وقال


=يالا اهو اخويا ربنا رزقه بكل حاجه المال والجمال والبنين ...وانا لا ...بس انا وصلت لمرحله اني مبقتش عايز حاجه ...اهم حاجه سعاده بناتي


طاهر بخبث


=واللي يجيبلك حق السنين كله .


قطب شرف جبينه وقال


=ازاي يعني


طاهر بقوة


=خطه بسيطه رجع علاقاتك مع زين واضحك علي عقله وضيعه وضيع امه


شرف بنفي


=لا يا طاهر ..مبقاش عندي استعداد اخسر بناتي .


طاهر بخبث


=طب ما تفكر هتخسر ايه يعني


=ثم نظر الي ساعته وقال


=اوووه يا شرف ...اتاخرت علي المزة الجديد بتاعتي ...صاحبك عايش حياته بالطول وبالعرض ومش سائل عن واد ولا عن بنت ...الحمد لله معنديش غير بنت واحده اسمها غاده ...ومع نفسها ...اما انا بقي مع مزتي.


رحل طاهر وترك شرف مع شيطانه يحدثه ويحثه علي تنفيذ خطه طاهر


اتصل طاهر باسر وقال له


=كله تمام يا اسور ...سيبته بيفكر ...بس اكيد هيوافق ده شرف وانا عارفه عبد القرش ...اديك علي الحلاوة


قطب اسر جبينه وقال


=اي حلاوة


لوى طاهر شفتيه وقال


=البت قرفاني ...لازم ترجع المعهد باي طريقه ...مش علشان خناقه بسيطه مع ست الحسن والجما ل خلود يقوم البيه بتاعك يفصلها


ابتسم اسر بسخريه وقال


=الحلاوة هتحصل لما زين يقع ...هيبقي ملوش قيمه ...ساعتها انا اللي هرجعها المعهد ...


انتهي حديثهم علي الهاتف وضحك اسر بشراسه وقال


=قال معهد قال ...خايف علي مستقبل بنتك يا طاهر ...اهو ضاع علي ايدين العبد لله.


ظلت خلود في جناحها متضايقه انها لن تراه اليوم ..نعم هي راته من خلف الستارولكن لم تنظر اليه جيدا ..اشتاقت اليه كثيرا تمنت لو ياتي لها لتنظره اليه فقط حتي و ان لم يحدثها بشئ ...افاقت علي شرودها بدخول نهي لها للجلوس معها لتهون عليها وحدتها ...فربتت علي شعرها بحنان وقالت


=ايه يا خلود ...مش ناويه بقا تتصالحوا ...ليه عنادك ده؟


بكت خلود بشده وقالت


=زين معدش عاوزني خلاص ...لو كان حتي بيفكر فيا .. كان خادني معاه الشركه علي الاقل يشوفني هناك ...لكن ده ما صدق ان الامتحانات خلصت علشان معدش يشوف وشي.


مسحت نهي دموع خلود بيدها وقالت بحنان


=لا يا خلود متقوليش كده ...وبعدين انا عارفه انك تقلتي العيار بعد ما عرفتي من خليفه .. ان زين خلقه ضيق ...صح يا خلود ولا انا غلطانه؟


خلود بغيظ


=نهي انتي معايا ولا معاه ...انتي لو دخلتي المكتب علي خليفه وشفتي واحده قاعده علي حجره ...هتسكتي ...لما خليفه يرفض يخلف منك هتتقبل الامر عادي؟


قطبت نهي جبينها وقالت


=لا مش للدرجه دي ...ما اظنش ان زين يرفض يخلف ...انتي جبتي الكلام ده منين؟


نهضت خلود وابتسمت بمرارة


=سمعته بيتكلم مع مامته ....ازاي عايزاني بعد ده كله اصالحه ...والمصيبه ان هو اللي سابلي الاوضه ومشي ...احط كرامتي في الارض واروحله برجليا؟


جذبتها نهي واجلستها بجوارها علي الاريكه وربتت علي يدها بحنان وقالت


=واجهيه بكل اللي سمعتيه...اساليه هو رافض الخلفه نفسها ...ولا رافض الخلفه منك.


ابتسمت خلود بسخريه وقالت


=وهتفرق...طبعا هينكر انه رافض الخلفه مني وهيقولي انا رافضها عامه ...ايوه انا منكرش انه عمره ما فرض عليا اخد موانع للحمل ...بس بردو دي يقلقني ويخوفني من رده فعله لو طلعت حامل.


نهي بتركيز


=ما اعتقدش ان زين لو حصل حمل هتبقي رده فعله عنيفه ...احتمال ميكونش عايز في الفترة دي علشان هو لسه بيتعود عليكي ...خلي بالك زين معرفش يعني ايه ست الا لما انتي دخلتي حياته.


تنهدت خلود وقالت


=طب لو حصل حمل ولقيته قلب عليا تاني ....اعمل ايه انا بقي ...اذاكان بطولي وبهرب من هجومه ...هاخد اللي في بطني واهرب مثلا؟


نهي بمرح


=يا ختي اتنيلي ...عمال تقولي ...حمل ...حمل ...حمل ....اللي يسمعك كده يفكرك حامل ومخبيه علينا


توترت خلود ورد بارتباك


=لا ...مستحيل طبعا ...انا متاكده


نهي بخبث


=بت يا خلود ...مستحيل ليه يا ختي ...تكونيش انتي اللي بتاخدي موانع وبتستعبطينا؟


وضعت خلود يدها في خصرها وقالت


=ايوه باخد موانع ...واكبر مانع ...اني مانعه نفسي عنه


لطمت نهي وجهها وقالت


=نهااااار اسوح ...وجالك قلب تقوليها ...ومخفتيش منه ...وهو سايبك كده؟


خلود بغرور


=اه انا حرة ...لازم اطمنله الاول ...اومال ايييه


نهضت نهي من مكانها وقالت


=اااه ...اللي يعينك يا ختي ....ويعينك ليه ...اللي يعينه علي ما بالاه ...يالا معلش عمله الاسود بقا ....يا ما عمل فينا كتير


رد ت خلود بسخريه وقالت


=يابنتي فاكرة انه همه ...بالعكس من اول ما اتجوزنا وهو عادي ...بس الصراحه الفترة الاخيرة يعني انتي فاهمه بقي


شوحت لها نهي بايديها وقالت


=وانتي رفضتي ...ي خيبتك ي خيبتك ...متبقيش تزعلي بقا لما تلاقي واحده بتغازله ...ولا بتلاعبه


قطعت نهي كلامها لدخول زين المفاجئ لتفرج شفتيها هي وخلود وينظروا لبعضهم البعض


رفع زين حاجبه وقال


=ايه .. شوفتوا عفريت


تلعثمت نهي وقالت


=هاااا ....لا ابدا ...بس متوقعناش انك تيجي الوقت وتيجي هنا بالذات.


نظر لخلود بقوة وقال


=اعتقد يا نهي انا اجي في اي وقت ...وبعدين ده جناحي ...ادخل بمزاجي وقت ما احب.


هزت نهي راسها بخوف وقالت


=ااااه طبعا ...عن اذنكو ...اروح اشوف خليفه.


خرجت نهي وجلست خلود علي الاريكه واضعه ساق علي ساق تتصفح مجلات الموضه


زين بغيظ


=حضرلي الحمام ...وحضرلي هدومي ...والغدا يطلع هنا


اتسعت حدقه عيون خلود واستغربت اوامره وفاقت من استغرابها علي صوته الجهورى


=سمعاااني


هزت خلود راسها باضطراب واسرعت بتجهيز الحمام له والملابس والغذاء


جلس علي الطاوله لتناول الغذاء وظل ينظر اليها كثيرا ثم امرها قائلا


=قومي اتغدي معايا ...ومترفضيش ...علشان ليلتك تعدي


زمت خلود شفتيها وقالت


=ليلتي ...هو انت ناوى تبات هنا النهارده


رفع زين حاجبيه وقال ببرود


=انا ابات في المكان اللي يعجبني ...مش مسموح لحد يسالني ...واااه قبل ما انسي ...علشان متعمليش حاجات عيالي ...انا رجعت قفلت الاوضه اللي هناك ...والكنبه حسك عينك تقربي منها ولا تنامي عليها.


وضعت خلود يدها في خصرها وقالت


=هنام علي الارض ...وبعدين في تهديدك انك هتسيبني ...ومش هتدخل الجناح هنا تاني.


ابتسم زين بسخريه وقال


=انا يا حلوة عملت كده علشان امتحاناتك وبس ...علشان مبقاش حجه لسقوطك ...لا كان خلاص المولد اتفض يا ست خلود وزين السرجاني رجع لعرشه


اغمضت خلود عينها وتنهدت واستسلمت لامرها الواقع ...هو ليس استسلام هو حب للموقف حتي ولو كان اسلوبه غليظ فهو بالنهايه رجع الزين الي عرشه ...الذي اصبح باردا منذ تركه له ...تناولت خلود الغذاء معه وانهي شغله بالمكتب وصعد الي غرفته ليجدها غارقه في الظلام فزفر بحنق وابدل ملابسه وصعد الي الفراش لياخذها بين احضانه ...كانت خلود تتصنع النوم ...ومن اثر فعلته ابتسمت بسعاده


استيقظ زين في اليوم التالي ولم يجدها فتوالت الشكوك في راسه انها ذهبت لتنام في اي مكان في الفيلا فالفيلا كبيرة وبها اكثر من غرفه ...نهض من فراشه فوجد ملابسه مرتبه ومختار بعنايه ...فعلم انها تود الذهاب الي الشركه اليوم ...ولكنه رائها تدلف الجناح بهدوم بيتيه حاملا الافطار لتضعه علي سطح الطاوله وتجلس في مكانها تنتظره ليفطرا سويا...انهي كل ما لديه وتحدث ببرود قائلا


=تحبي تيجي معايا الشغل


خلود بغرور


=لا ...كفايه ان احنا بنشوف بعض في البيت ...وبعدين علشان تاخد راحتك هناك.


نهض زين ونظر لها باشمئزاز وقال


=بقي كده يا خلود ...طيب قابلي بقا اللي يجرالك.


تركها زين وذهب الي شركته ليتصل به عميد المعهد يبلغه بنتيجه خلود وهلا ...شكره زين وطلب منه ان تكون هذه النتيجه سريه ومنعه من اعلام خلود بها...اطاعه العميد فيما قاله ...ذهب زين الي هلا ليبلغها ويبلغ باهر بنفسه ...ويرتب معهم اقامه حفل مفاجئ لخلود بدون ان تعلم بنتيجتها ...اوضح لهلا اسبابه لهذا ...فوافقته الراي...ذهب زين الي الفيلا وتصنع الغضب ودخل عليها الجناح كالصاعقه وامسكها من ذراعها قائلا بغضب


=بقي انا ...عمال سايبك واقول علشان مستقبلك ...وسيادتك بكل بساطه تشتالي تلات مواد ..ده انتي هتشوفي مني ايام سوده


نفضت ذراعها من يده وقالت


=مستحيل ...انا حليت كويس ...حليت لدرجه اني اجيب امتياز مش اسقط ...اكيد انت اللي سقطتني علشان تزليني وتكسر نفسي.


صرخ بغضب قائلا


=اسقطك ...سقوطك يا هانم وصمه عار في تاريخي المهني.


خلود بحنق


=وانا اعملك ايه ...التلات مواد دول بسببك ...انت رفضت تذاكرلي فيهم.


زين بسخريه


=بلاش حجج فارغه ...انتي اصلا فاشله ...وهتفضلي طول عمرك فاشله


صرخت خلود وقالت


=ولما انا فاشله ...سايبني علي ذمتك ليه ...طلقني واخلص من فشلي اللي هيعرك ده...


امسكها زين من ذراعها وقربها له وهمس في اذنها كفحيح الافعي


=قلتلك اللي يدخل عرش الزين ...ميخرجش منه الا بالموت ...من بكره هتنزلي الشركه زيك زى اي موظفه ...مكتبك ده مجرد برستيج ...هفحتك في الشغل يا خلود


=اهو حاجه تفلحي فيها ...بدل ما انتي فاشله في كله.


في الصباح ذهبت خلود الي الشركه برفقه زين لتجد اعمال كثيفه في انتظارها ...ظلت تعمل بها حتي وقت متاخر ...انصرف كل العاملين بالشركه الا هلا ووالدها قاموا بمساعدتها الي ان دخل عليهم زين قائلا


=كفايه كده النهارده .


نظر باهر وهلا اليه وهزوا راسهم وخرجوا بدون نقاش ليجدها تجلس علي المكتب وتضع يدها علي وجهها وتتأوه من التعب ...مما اثار قلقه ولكنه لا يريد ان يظهر قلقه عليها فتمادي في غلاظته وقال


=لسه هستني جنابك كتير ...انا عندي اجتماع عمل بليل ولازم احضرله كمان تلات ساعات


فرحت خلود بهذا الاجتماع فهذه سيعطيها الفرصه ان تنام في غيابه وان ترحم من طلباته المرهقه ...نهضت بسعاده وقالت


=انا جاهزة يالا نروح


ابتسم زين علي عقلها الساذج وقال


=يالا اهو تاخدي فرصتك تريحي شويه ...قبل ما يجي معاد الاجتماع


قطبت خلود جبينها وقالت


=هو انا هجي معاك الاجتماع


هز زين راسه بغيظ وقال


=ايوه ...ولازم تكوني فايقه ...علشان تفكريني بكل كلمه بكره.


زفرت خلود بحنق وقالت


=طيب ...واضح ان مفيهاش نوم الليله دي ...زى كل ليله.


تبعها زين قائلا


اه ما هي قله النوم دي اللي سقطتك في الامتحان.تضايقت خلود من تذكيره لها بالنتيجه وذهبت الي الفيلا لترتدي ملابسها للذهاب الي العشاء بالخارج ...ارتدت خلود ملابس عاديه لا تليق بالحفلات ...تضايق زين جدا ...واراد ان يتدخل ويخرج لها فستانا يليق بالحفل ...ولكنه تراجع لان خلود من الممكن ان تفهمها علي انها مصالحه ...هو يريد ان يبقي امر مصالحتها في الحفل ...هبط زين وخلود ونظر له خليفه نظرة خبث لانه هو الذي رتب لزين امر الحفل واغلق القاعه لزين وخلود فقط .اخذها زين ووصلوا الي الفندق ,وامرها بالنزول حتي يصف السياره ...دخلت خلود الفندق وسألت عن قاعه العشاء الموجود بها لتسبق زين وتسلم علي الشركاء حتي ياتي ...


دلفت خلود قاعه العشاء لتجدها مظلمه الا ضوء بسيط منها ...نظرت حولها فلم تجد احدا بالمكان ...فجاه سلط الضوء الاخضر كله عليها ...واشتغلت الموسيقي


بعترف قدام عينيك من النهارده

انا عمري ليك

سيبني احبك يا حبيبي

وانسى روحي بين ايديك

هو ده اللي حلمت بيه

ضحكته نظرة عينيه

يا حبيبي وانت جنبي

تفتكر انا هعمل ايه

يا حبيب قلبي الوحيد

هات ايديك نبعد بعيد

كل ماعيونك تاخدني

يتولد احساس جديد

هو ده اللي حلمت بيه

ضحكته نظرة عينيه

يا حبيبي وانت جنبي

تفتكر انا هعمل ايه

هو ده اللي حلمت بيه

ضحكته نظرة عينيه


من لحظه بدء الاغنيه ظهر زين امامها وسلط عليه ضوء مثلها تماما ...تفاجئت خلود مما تراه وانبهرت بيه كثيرا ...حتي اخذها زين وامسكها من يديها وقبلها واحتضنها ووضع راسها علي صدره وامسك خصرها بذراعيه وتمايل معاها ...علي كلمات الاغنيه التي تضمن اعتراف صريح منه انها كل شئ بالنسبه له ...انتهت الاغنيه وانتهي الرقص وسحبها علي طاوله الطعام التي كانت تضم العديد من الماكولات ...فهو يعلم انها لم تاكل جيد ا اليوم ...نظرت خلود له مطولا خاصه بعد ما اضاءت القاعه بالكامل لتجدها خاليه من الناس...همس في اذنها قائلا


=لو كنت اعرف اني حضني هو اللي هيسكتك ...كنت حضنتك من زمان.


اقشعر بدنها من همسه وقالت بارتبك


=كل ده علشاني انا؟


اكمل بصوته الهامس


=ايوه علشانك انتي ...النهارده انا اسعد انسان في الدنيا ...قصدي امبارح ...لان خلود مراتي وحبيبتي ...طلعت الاولي علي المعهد.


اتسعت حدقه عيون خلود وفرجت شفتيها من الصدمه ونظرت له وقالت


=انت مش قلتلي اني سقطت ...لو انت حابب تجبر بخاطرى ...فشكرا ليكي مش عايزة اتعبك معايا.


قبض بيده علي يدها قائلا


=عارفه انتي هبله يا خلود ...صدقتيني اول ما قلتلك انك سقطتي ...مع اني عارف انك ديما واثقه من نفسك ...بس مش عارف ايه اللي جرالك .


لمعت الدموع في عينها واحتضنته قائله


=بجد يا زين ...يعني انا نجحت ....انا فرحانه اوى ...يارب ميكون ده حلم ويتحول لكابوس ...زى الكوابيس اللي بحلم بيها اليومين دول.


مسح علي ظهرها بحنان غارقا في استنشاق عبيرها الفواح ...فقد اشتاق لرائحتها ...حتي بعد ما عاد الي جناحه واقترب منها في النوم مازال مشتاقا لها وهي تبادله الحب ...اخرجها من بين احضانه مملس علي شعرها قائلا


=ايه رايك في المفاجاه ...تستاهل اللي عملته فيكي ...ولا كنت اصالحك مصالحه عاديه وخلاص؟


وضعت يدها علي وجهه هامسه بنعومه هزت كيانه


=انا بيرضيني اقل صلح ...بس المفاجئه جميله الصراحه ...والاحلي من المفاجئه صاحبها.


تاه زين في بحور عيناها وظل يحسد نفسه علي هذه السعاده التي حصل عليها بجواره وتمني من كل قلبه ان تكون هذه السعاده الابديه اللي يحلم بها كل عاشق ...اراد زين ان يصارحها بكل ما في قلبه ولا يبقي به اي شئ يمنعها عنه ...فنظر في عيونها قائلا


=انا زين السرجاني ...عاشق ومتيم لخلود الجويلي ...انتي نصي التاني يا خلود ...هفضل طول عمرى احمد ربنا علي الصدفه اللي جمعتني بيكي


ازدادات ضربات قلب خلود من اعترافه حتي انها وضعت يدها علي صدرها تتنفس بصعوبه من هول المفاجات اليوم واعترفت له ايضا وقالت


=فعلا احلي صدفه بالنسبه ليا انا كمان ...ولو كنت اعرف ان الصدفه دي هتتحول لنصيب حلو بيني وبينك ...كنت استعجلت احداثها من زمان.


وضع زين يده في جيبه واخرج منه علبه قطيفه بها انسيال بحروف اسمه واسمها ...قام بتلبيسه لها وقبل باطن يدها وقالت بصوت حنون


=خلود...يمكن محالفنيش الحظ اني اجبلك شبكتي بايدي ...بس اوعدك طول عمرى هعوضك عن اي حاجه شفتيها مني ...وعن اي تقصير مني.


ردت خلود بحب قائله


=وجودك ذاته في حياتي ...اكبر تعويض عن اي شئ سئ مريت بيه ...ارجوك يا زين ...خليك ديما موجود في حياتي.


زين بحب


=اوعدك ان مفيش حاجه هتبعدنا عن بعض تاني ...الا الموت ...انتي كمان يا خلود اوعديني متسيبنيش مهما حصل .


هزت خلود راسها بسعاده قائله


=اوعدك ...اني عمرى ما هسيبك ...حتي لو انت نفسك ...طلبت مني الطلب ده .


تناول زين وخلود العشاء ثم نهضوا ليتوجهوا الي مكان اخر لم تعلم عنه خلود شئ


سحبها من يديها وادخلها المصعد الكهربائي استغربت خلود وقطبت جبينها وقالت


=زين ...هو احنا رايحين فين .


حاصرها زين بذراعيه وما ل برأسه عليها يداعب وجهها بانفه قائلا بنعومه


=مش معقول بعد ما اتصالحنا ..اخدك ونروح الفيلا.


توقف المصعد وخرجوا منه وتوجه بها نحو جناح حجزه لها خصيصا لقضاء هذه الليله ...طلب منها ان تغمض عينيها فاستغربت واغمضت عينيها فحملها بخفه ودخل بها الجناح ...انزلها بكل رقه ونعومه ليوقفها علي الارض يمسكها من خصرها وامرها بفتح عينيها ...لتفتح عينها وتنظر حولها بذهول لتجد جناح مرتب بعنايه فائقه كانه جناح لعروس وليس جناحا عاديا وجدت الشموع في كل مكان والورود تزين الفراش ...رفعت راسها تنظر له ببلاهه وتقول


=لو ده حلم ...ياريت تسيبني جواها ....انا عاجبني الحلم ده اوى .


ابتسم زين وقهقه بسعاده واحتضنها بشده قائلا


=ده مش حلم يا خلود ...ده حقيقه وملموسه كمان ...انا قلتلك هعوضك عن القسوة اللي شفتيها معايا ودي بس البدايات.


جحظت عيناها وقالت


=بدايات ...انا مستعديه الوقتي ينتهي عمرى ...طالما هينتهي بالنهايه السعيده دي.


ابتعد قليلا وظل ينظر اليها والي ملابسها الغير مناسبه للموقف ...ولكنه عندما رائها ستذهب معه بهذه الملابس ...احضر لها قميص نوم بلون البستاج وهو درجه من درجات اللون الاخضروبفتحه صدر واسعه ...وطويل يصل الي اسفل قدمها ...وباكتاف عاريه...فتح زين الدولاب الخاص بالجناح واخرج منه علبه القميص واعطاه لها قائلا


=انا طبعا كنت حريص متعرفيش مفاجاتي ليكي ...ولذلك جبتلك حاجه تنامي بيها هنا ...علشان احنا هنبات هنا الليله دي ...يارب تعجبك...لو معجبكيش البسي اللي كنت لبساه تاني.


اخذت خلود منه العلبه...ونظرت اليه بخجل وقالت


=انا لو كنت اعرف كنت لبست احسن حاجه عندي ....وعلي فكرة انا بيعجبني اي حاجه انت بتختارها ليا ...ياريت ديما افضل عايشه بحس ذوقك واختياراتك


دخلت خلود الغرفه الملحقه بالجناح لتفتح العلبه وتفرد القميص الموجود بها لتنبهر منه وتخجل من منظره وتعض باسنانها علي شفتيها خجلا تتساءل فيما بينها كيف تخرج بهذا المنظر امامه ...لتضحك علي حالتها كيف اصبحت خجوله بهذا الشكل ...ففي الماضي كان لا يهمها اي شئ ...ارتدت خلود قميص النوم وظلت تنظر لنفسهاونست انه ينتظرها ...تاخرت عليه كثيرا مما اثارقلقه فاضطر الي طرق بابها ولم ترد ...ففتح الياب ودخل ليجد اميرة متوجه امامه ...وجدها تقف في منتصف الغرفه تتسارع دقات قلبها ...وتخفض راسها خجلا وتفرك في يديها ...توجه اليها ورفع ذقنها الناعمه بيديه الخشنه ناظرا في عينها ويميل علي اذنها يهمس ويقول


=مخرجتيش ليه ...لازم تخليني اقلق عليكي ...ولا مش عايزاني اشوف الجمال ده كله؟


تاوهت خلود من همسه وقالت بصوت منخفض


=لا ...انا بس كنت بفكر ازاي هعرف اسعدك بعد ماانت عملت معايا ده كله.


سحبها معه الي الخارج حيث الورود والشموع واجلسها علي الاريكه ووضع يده علي وجهها قائلا بنعومه


لو عايزة تسعديني بجد ...متسيبنيش مهما ان كان ...لان وجودك هو السعاده بالنسبه ليا.


وضعت يدها علي صدره وقالت


=قلبي وعمرى وحياتي كلها فداء سعادتك يا حبيبي.


اخذ يدها من علي صدره وقبل باطن كفها بنعومه ثم جذبها خديها بيديه ومال عليها يقبلها قبلات متتاليه بنعومه ورقه ثم اطبق علي شفتيها في قبله عاصفه اجتاحت كيانها بالكامل ولم يتركها الا لاستنشاق الهواء وقال من بين انفاسه المتقطعه


=انا عمرى ما عرفت السعاده الا وانا معاكي يا خلود ...


ثم مال علي رقبتها ينهل من عسلها حتي قاطعته بسؤالها


=زين ...انت بتحبني بصحيح ؟


ابتسم زين يدفن راسه في رقبتها قائلا بهمس


=لا ...انا بعشقك بموت فيكي ...انتي النبض والشريان بالنسبه ليا.


تسارعت دقات قلبها واحتضنته بشده قائله


=انا مش عارفه اقولك ايه بعد الكلام اللي بتقولهولي ده ...والحاجات اللي انت عملتها علشاني ...غير اني بعشقك يا زين


حملها زين بخفه واودعها في الفراش برقه ومال عليها يقبلها بنعومه متحسسا جسدها بيديه لترتعش وتنهار كل حصونها امامه ليفقد السيطرة علي نفسه معها ...هي الاخرى استجابت له استجابه عاشقه تريد ان تروى ظمأ قلبها بعد عناء شهور من الحرمان.


الفصل الثالث والعشرون

استيقظ زين من نومه وجدها مرتديه ملابسها بالكامل وشارده ...شعر زين بأن هذه المرة مثل المرة السابقه ...ندمت علي اقترابه منها ...احس بغصه في حلقه غير قادرا علي اخراج الكلمات من فمه ...ظل يسال نفسه لما استسلمت له بهذه النعومه ...لما لم ترفض ...هو اقسم بينه وبين نفسه الا يجبرها علي شئ ...خجلت من كل مفاجاته امس فما كان عليها الا ان تستسلم له ...لو كان يعلم انها ستفعل مثل فعلتها قبل ذلك لما حاول الاقتراب منها....ظلت الافكار تعصف به عصفا شديدا ...كان يود ان يخرج صرخات من اعماق قلبه ...ويلعن حظه التعيس دائما ...احتار كيف يبدا معها الحديث ...كيف يخرجها من حاله الشرود التي هي عليها الان ...نهض من الفراش بعد ان ركب ساقه التي قامت بخلعها له امس لكي تريحه في النوم وتنحنح ليخرجها من شرودها بكل برود قائلا


=استنيني تحت ...هاخد شاور والبس هدومي ...وانزل ادفع الحساب ونروح


فاقت خلود من شرودها واندهشت من بروده ونهضت وقالت بسخريه


=ايه خلاص خلص الحلم ...رجعنا تاني للكابوس ...طب ليه كده كنت طوله شويه


تنهد زين وقال


=انتي اللي خلصتي الحلم بايديكي ...ومعندكيش استعداد تكمليه للنهايه ...رغم ان انتي وعدتيني امبارح انك مكمله للاخر.


قطبت خلود جبينها وقالت


=وانا عند وعدي ...انت اللي اتغيرت الوقتي ...ده حتي مستخسر فيا صباح الخير.


تسمر زين من حديثها وقال


=صباح الخير ازاي ...وانا صحيت لقيتك لابسه هدومك وقاعده سرحانه وزى ما تكون ندمانه علي علاقتنا.


تنهدت خلود بحزن وقالت


=اندم ...طب ازاي وانا اتمنيت اللحظه دي من زمان ...وان كان علي السرحان فهو سرحاني في اللي حصل بينا امبارح ...لاني لغايه دلوقتي مش مصدقه.


اندهش زين من كلامها ولعن نفسه كيف له ان يظن بها ظن السوء هكذا اخفض صوته قائلا بندم


=صدقي يا خلود انا ليكي وانتي ليا ...واسف اني اتخيلت انك ندمانه ...انا بس لما صحيت ومتلقتكيش جمبي ولقيتك لابسه هدومك ...دماغي راحت انك ندمتي علي حصل بينا.


غضبت خلود وربعت يدها علي صدرها وقالت


=دماغك دي دايما بتشك فيا ...يعني مش عارف اننا عندنا شغل مهم النهارده ...علشان كده لبست بسرعه وكنت هصحيك بس قعدت مع نفسي شويه.


ابتسم لها زين واخذها بين احضانه وهبط بها علي الفراش يهمس في اذنيها قائلا


=علشان تحرمي تسيبيني وتقعدي مع نفسك ...لان نفسك دي هي انا ...وبعدين مستعجله علي ايه ...الشغل يستني علشان خاطر عيونك يا جميلتي.


ارتبكت خلود من حضوره الطاغي حولهاوقالت بخجل


=انت اتغيرت اوى يا زين ...الشغل يستني علشاني ...ياااه للدرجه دي ...الظاهر اني جننتك زى ما قلت قبل كده


اخذ زين يعبث في ازرار كنزتها ليفتحها لها قائلا


=ايوه جننيتيني ...وده تار ...وانتي عارفاني مسيبش تارى ابدا ...لازم اخد حقي اول باول


قهقهت خلود بسعاده وقالت


=قلبك ابيض يا زيزو ...ورانا شغل يا ابو الزين .


سمعها تدلعه باسم دلعه المستفز وهو يقبلها فاوقف قبلاته وقال لها بتحدي


=طب علشان خاطر زيزو اللي بتقوليها دي ...مش هسيبك النهارده


في الفيلا


هبط خليفه ونهي ليتناولوا الافطار مع ياسمين ...وجدها متوتره تفرك بيدها فسالها ما بها فاجابت ياسمين بتوتر


=اخوك يا زين ...من ساعه ما خرج مع خلود امبارح ...مفيش لا حس ولا خبر ...وموبايلاتهم مقفوله.


علم خليفه انه وقع في مازق وعليه قول الصراحه لوالدته وليحدث ما يحدث فتلعثم قائلا


=اص...للل امبارح ...كان عندهم شغل فطول واضطروا يباتوا في الفندق .


اتسعت حدقه عين ياسمين وردت بغضب قائله


طب واللي يبات بره بيته ...مش يبلغ اهل بيته علشان ميقلقوش عليه ...وبعدين تعالي هنا ...انت عرفت منين ...وموبايلاتهم مقفوله.


نظر خليفه لنهي التي تجلس جمبه تفرك يدها داخل كفه خائفه ومذعورة من رده فعل ياسمين ...واغمض عينيه وقال بصوت منخفض


=ماما ...انا اللي حجزتله الاوضه اللي في الفندق ...اصل كان عامل مفاجئه علشان يصالح خلود.


نظرت ياسمين بحقد وقالت


=علشان يصالح مين ...خلود ...ليه بقه ان شاء الله وهو كان غلط معاها في ايه؟بس لما يرجع وديني لاعرفهم شغلهم هما الاتنين.


خليفه بحنق


=وايه يعني يا ماما ما هي مراته برضه.


ياسمين مشيره علي نفسها بغرور


=انا ولادي ميصالحوش حد ...الدنيا كلها تيجي تترمي تحت رجليهم...وساعتها همااللي يرفضوها.


تضايقت نهي من اسلوبها في التحدث عنها وعن خلود ورد خليفه بغضب قائلا


=البنت معذورة ...يعني في واحده تستحمل اهانات من يوم ما اتجوزت من حماتها وجوزها ...ومستخسره فيها انه يراضيها ويطيب خاطرها.


ابتسمت ياسمين بسخريه وقالت


=متستحمله...تحمد ربنا اني عاملالها توكيل بالاسهم بتوعي ...بس والله لو ما جابتلي حفيد يربطها باسم عيله السرجاني لاكون رمياها بره الفيلا دي.


وضع خليفه يده علي راسه قائلا


=لا ياامي التفاهم مع حضرتك واضح انه بقي صعب اوى ...عن اذنك ...ورايا يا نهي


خرجت نهي وراء خليفه تنتفض من ياسمين التي اعلنت الحرب علي خلود ...اوصلت نهي خليفه الي باب الفيلا وقالت له بصوت منخفض


=مفيش فايده يا خليفه.


زفر خليفه بحنق وقالت


=انا رايح الشغل ...اطلعي اوضتك ومتخرجيش منها الا لما ارجع ...حاولي متحتكيش بيها.


هزت نهي راسها بتفهم وقالت


=ماااشي يا خليفه


انصرفت نهي وظل خليفه يفكر في اخبار زين بامر ثورة امه ولكنه عزم امره ان يتركه ليستمتع فهو منذ زمن بعيد محروم من هذه السعاده.


في الفندق


نظر زين وخلود لبعضهم واخذها بين احضانه وظل يعبث في خصلات شعرها بنعومه مستنشقا عبيرها الفواح مقبلا علي جبينها ليقبلها قبله دافئه...ثم هبط الي شفتيها ليقبلها ويقول


=خلود...احنا هنقوم دلوقتي وهنروح نقضي تلات ايام في شرم ...الصراحه انا كان نفسي نقضي شهر عسل ...بس الظروف حكمت بكده علشان الشغل ...بس اوعدك لما تيجي الفرصه هاخدك وهسافر بره البلد.


تفاجئت خلود من مفاجأته ورفعت راسها واعتدلت في جلستها قائله


زين انت يتتكلم جد ...هنروح شرم سوا ...لا حرام عليك انا قلبي هيقف من مفاجاتك ...انت بجد فظيييع يا زين ...انا بحبك اوى اوى اوى.


وضع يده خلف راسها وجذبها اليه وقبلها مرة اخري وقال بنعومه


=لو اقدر اعمل اكتر من كده هعملك والله يا خلود ...طب قوليلي ايه تاني اقدر افرحك بيه وانا تحت امرك يا مولاتي.


خلود بمرح


=ايه مولاتك ...ان شا الله يخليك يا عظمه السلطان ...زين اوعي تكون تعبان يا حبيبي وتخلص فترة النقاهه وترجع تلطشني تاني.


قهقه زين وقال


خلود انتي مش ممكن ...فصيله بجد ...كنت مفكرك ليكي في الرومانسيه.


امالت عليه خلود بخبث ومسحت انفها في وجهه وقالت


=والله اللي يعرفك لازم يبقي رومانسي ...يا ملك الاحساس والرومانسيه ...بس لازم تعذرني انا اول مرة اشوفك كده.


اخذ يمرر يدها فوق وجهها قائلا بحب


=اوعدك مش هتشوفيني الا رومانسي وبس ...هننسي كل اللي فات ونبدا من اول وجديد ...يا احلي انسانه دخلت حياتي.


خلود بانسجام


انت كمان احلي حاجه دخلت حياتي ...حياتي كلها انت يا زين.


اخذها زين وقلبها علي الفراش ليصبح فوقها ثم شهق وقال


=خلود ...احنا اتاخرنا علي ميعاد الطيارة ...هنضطر نروح بعربيتي.


نهضت خلود واخذت حمامها بسرعه وارتدت ملابسها وهو الاخر فعل مثل ما فعلت وكان في عجله من امره مما اثار قلق خلود عليه وخشيت ان يرتكب حادثا علي الطريق فقالت


=زين بالراحه يا حبيبي ...مش مهم خلاص ...نبقي نروح في وقت تاني انا مش مستعجله طالما مع بعض .


قبلها من راسها وقال وهو يسحبها من يدها الي خارج الجناح


=احنا هنروح زى ما وعدتك ...ومتخافيش عليا ...كل الحكايه اني عايز الحق اليوم من اوله وانا معاكي ...تعالي ننزل الاول وهشوف لو ينفع نروح الطيارة اللي بعد دي طالما انتي خايفه اني اسوق


هبط زين وخلود الي اسفل الفندق وخرجوا ليستقلوا الطيارة الي المطار لتقضيه ثلاث ايام من احلي ايام العمر في شرم ...حيث كان يومهم ما بين حجرتهم في الفندق والخروج الي الشاطئ ليلا للاستمتاع بسكون وهدوء الليل.


في فيلا حازم


طرقت شهيرة باب مكتب حازم ودخلت ليتأملها برومانسيه وياخذها من يديها لتجلس معه تفكر في امر والدها فمنذ مواجههته له وهو يغلق علي نفسه الغرفه حتي بعد خروجه مع صديق له رجع الي نفس وضعه السابق ..حاولت شهيرة ان تراضيه مرات ومرات وتعتذر له ولكن دون جدوى


شهيرة بحزن


=حازم ...هنفضل سايبين بابا كده كتير ...بصراحه انا بندم اني ظلمته.


نهض حازم واوقفها واخذها بين ذراعيه قائلا


=شهيره...انتي حاولتي تراضيه كتير وهو مش راضي ...وانا كمان حاولت ارجعه معايا للشغل رفض تماما.


شهيرة بحزن


=طب والعمل ...اعتزرله ازاي ...ارجعه بابا القوى ازاي ؟


لمعت في راس حازم فكرة من الممكن ان تخرج شرف من حزنه فقال بخبث لها


=ايه رايك اكلمه في موضوع جوازنا ...واهو الكلام هيجر بعضه ...وبالطريقه دي هتقعدي وتتكلمي معاه.


ابتسمت شهيرة علي خبث حازم وقالت


=حازم ...انت كده بتلعبها لصالحك ...مش تستني لما اوافق عليك الاول؟


قرصها من خدهاوقال


=لا والله ...جربي كده متوافقيش ...وشوفي هيحصل ايه يا شهيرة.


قهقهت شهيرة بسعاده وقالت


=متقدرش ...عارف ليه ...علشان انت بتحبني اوى ...زى ما انا بحبك وزياده كمان.


حازم بعشق


=بتحبيني يا شهيرة؟


وضعت يدها علي خديه وقالت


=حازم ...انت الحب الحقيقي .


تسارعت دقات قلبه ...واصبح لا يقدر علي الانتظار اكثر من ذلك.فقال برجاء


=يبقي خلاص ...نتجوز بقي يا شهيرة ...وتبقي مراتي ومفيش حاجه تبعدنا عن بعض تاني .


هزت شهيرة راسها بالموافقه وقالت


=موافقه ...بس الاول علشان خاطرى ...نحاول انا وانت نرجع بابا زى ما كان واحسن.


اخذها حازم بين احضانه وربت علي ظهرها بحنان وقال


=حاضر يا شهيرة ...هحاول معاه مرة تانيه ...كله يهون علشان خاطر عيونك يا شهيرة.


في غرفه شرف


حاولت تفيده مرارا وتكرارا معرفه ماذا حدث به منذ مقابله المدعو طاهر ...بحياتها راته بضع المرات ...وبغضته في كل مرة ...فبعد كل مرة يتحول شرف السرجاني الي وحش كاسر ...في يوم من الايام وجدت شرف في حاله لايرثي لها فحاولت التحدث معه لتخرج ما به فقالت


=شرف ...مالك يا اخويا ...هتفضل حابس علي نفسك كده كتير؟


ظل شرف شاردا لا يريد الرد عليها ولكنه يعلم انها كثيرة الالحاح في امورها فاراد ان يسكتها قائلا


=تفيده ...اخرجي بره وسيبني لوحدي ...مش عايز زن كتير.


اقتربت منه وقالت


=طب لما انت عارف اني زنانه ...متقول اللي فيك وتخلص ...يمكن ترتاح.


نظر لها باستهزاء وقال


=ايه اللي جد يا تفيده ...ما طول عمرك مطنشاني ولا بتسأليني مالك ...ولا لما خلاص شفتيني ضعفت وانكسرت قلتي تعملي جميله معايا.


وضعت تفيده يدها علي صدرها وقالت


=انا يا شرف طول عمرى مطنشاك ...انا طول عمرى خدامه تحت رجليك ...وشايل همك وهم بناتك وانت مش مقدر ...كان نفسك في واحده زيها قويه ومستقويه.


عبس شرف جبينه وقال


=زيها ...زى مين ...والله شكلك كبرتي وخرفتي.


ابتسمت تفيده بسخريه وقالت


=هو انت مفكرني مش عارفه اللي كان بينك وبين ياسمين زمان ؟


شرف بقوة


=بقولك ايه يا تفيده بلاش تخاريف ...انا مفيش بيني وبين الست الزباله دي حاجه.


صرخت تفيده في وجهه وقالت


متكذبش عليا يا شرف...لان ياسمين اللي حكتلي بنفسها ...وفسرت ليا سبب كرهها ليا ولبناتي.


ازدادات ضربات قلب شرف وتصاعدت انفاسه عاليا ورد ببرود عليهاقائلا


=وانتي خلاص صدقتيها زى الهبله...وفضلتي متجنباني وبدل ما تقربي مني ...بعدتيني عنك وبعدتي ...واستسلمتي ...مخوفتيش وانتي بتستسلمي انها تاخدني منك.


تفيده بحزن


=خوفت ...بس الحاجه الوحيده اللي طمنيتني انها قالت لو انت في كفه واولادها في كفه هتختار اولادها لانك مرضيتش بيها زمان.


شرف بسخريه


=انا اصلا بايعها من زمان ...انا بس اضايقت ان اخويا اتجوزها ومقدرتش اتكلم زمان ...حاولت كتير اطردها بره البيت بعد ما اخويا مات بس مقدرتش


=بس زى ما انتي شايفه قدرت هي بالعابيها انها تخرجني انا وانتي وشهيرة بره الفيلا ...وكل كوم والبت التافهه اللي اتجوزها زين ...دي مش بعيد تقضي علي كل اللي بنيته .


تفيده بحنق


=بطل تظلم الناس بشكوكك فيهم ...البت خلود بت تتاقل بالذهب وقفت الشركه علي رجلها ايام تعب زين


=تعرف اهو من كتر شكك في الناس ...بنت شكت فيك انتي كمان وصدقت عليك الكلام اول ما سمعته


=عامل تعامل يا سي شرف


نظر شرف امامه بجمود وظل يفكر في فكرة طاهر وخطته هو يريد تنفيذها لسبب واحد ...كسر ياسمين بسبب افعالها في الماضي واعترافها الصريح لتفيده بعلاقتهم السابقه


قضي زين وخلود ثلاثه ايام من العسل مع بعضهم البعض غير مدركين انهم سيعودون الي حياتهم القديمه والصراعات التي تحوم حولهم ...رجع زين وخلود الي الفيلا حامدين ربهم علي السعاده التي منحت لهم ,,,والتغير المفاجئ في شخصيتهم من النقيض الي الاخر ...دخل زين وخلود الي الفيلا ليجدوها ساكنه ...ابتسم لها زين بسعاده وتمني ان يسود الوضع الصامت لفترة طويله...فجأه سطع الضوء وطلت ياسمين عليهم من فوق الدرج تهبط بكبرياء الي انا وصلت اليهم ناظرة الي زين فقط غير معيره لخلود ولا لوجودها وقالت


=انا قلت ان البرنسيسه هتنسيك ان ليك اهل وشغل لازم تشوفهم وتاخد بالك منهم ....جالك قلب تسيب شغلك كده للي يسواه واللي ميسواش؟


نظر لها زين وابتسم بسخريه وقال


=يعني هو انا انكتب عليا الحرمان من المتعه الشخصيه ...وبعدين ما انتي عندك خليفه ...اكيد اخد باله من البيت والشغل كمان ...والله هو مش اخويا برضه.


في هذه اللحظه هبط خليفه وركض نحو زين واحتضنه وقال


=حمد الله علي سلامتك يا زين ...يارب تكون قضيت اجازة سعيده ...علي فكرة انا عرفت ان انت جيت لما سمعتك بتقول اسمي ...ما هو ابن الحلال عند ذكره بيبان.


ربت زين علي كتف خليفه وقال


=طبعا انت ابن حلال يا خليفه ...ربنا يباركلي فيك يا احلي اخ ربنا رزقني بيه .


نظرت ياسمين الي خلود نظرات حاقده وقالت


=وانتي بقي اتبسطتي يا حبيبتي كويس؟


ردت خلود وكان مقصدها اغاظه ياسمين حيث وضعت يدها في ذراع زين قائله


=الحمد لله ...زين مخلاش ولا فرصه الا ما خلاني فيها مبسوطه ...بجد شكرا لحضرتك انك خلفتي واحد زى زين حبيبي ...


مال خليفه علي اذن زين وقال


=اووووبس يا عم ...خد مراتك واخلع ...امك مش هتسيبكو في حالكم ...خصوصا بعد ما خلود غاظتها ...دي موريانا المرار من ساعه ما سافرت مع خلود .


كادت ياسمين ان ترد علي خلود لتعرفها مقامها ولكن قاطعها زين قائلا


=امي ارجوكي ...اي كلام ناجله لبكره ...انا جاي سايق وتعبان ...وانتي عارفه لما بتعب ببقي عامل ازاي ...تصبحي علي خير يا امي


واخذ خلود من يديها وصعد بها الي جناحهم الحاص ودخلا لتزفر خلود بحنق وتقول


=مش عارفه مالها ومالي ...حاطه نقرها من نقرى ليه ...ما كانت كويسه معايا لما كنت قاسي معايا.


ربت زين علي ذراعها وقال


=هي بتحبني اوى ...ومبتحبش تشوفني زعلان ...ولما شافتك زعلتيني الفترة اللي فاتت فحبت تعاملك بنفس طريقتك ليا


تنهدت خلود وقالت


=متاكد ان ده بس السبب


زين بارتباك


=اااه ...طبعا ...هيكون في ايه تاني؟


هزت خلود راسها وقالت


=طيب ...ربنا يهديها ويهديني انا كمان


اعطاها زين ظهره بحجه تبديل ملابسه ...واخفاء معالم الكذب من علي وجهه فهو متاكد ان السبب الحقيقي لمعامله ياسمين الفظه لخلود انها تريد حفيد منها وهو لا يريد حتي المناقشه في هذا الامر لانه يخشي من كونه اب وكيفيه التعامل مع اولاده حيث انه يؤمن بمقوله


فاقد الشئ لا يعيطيه.


في صباح اليوم التالي ذهبوا جميعا الي الشركه لعقد اجتماع مشترك بين شركتهم وشركه حازم ...دخل حازم وشهيرة الي غرفه الاجتماعات وبعدهم زين وخلود وبعد السلام والتحيه ومناقشه كل امور الاجتماع...والتوصيه علي القرارات المهمه فيما بينهم تحدثت شهيرة وقالت


=انا سعيده بالشغل معاك يا زين انت وخلود ...بصراحه شركتنا وشركتكم بقوا احسن شركتين في السوق ...من الصعب تلاقي شركتين بيتفقوا كده.


اشار زين الي حازم وقال


=حازم من يوم ما بقي عنده شركه مستقله وهو بيطور نفسه ...انا فاكر لما كان هنا مكنش كده ...او يمكن كان كده بس في ناس كانت بتحبطه


هز حازم راسه وقال


=من ناحيه الناس كان في شخص واحد بس ...هو اللي ديما عايزني ابقي تحت ...وما ارتحش الا لما اطردت بره الشركه.


دخل خليفه بمرح كعادته عليهم وقال


=ربنا ما يريحه دنيا ولا اخرة ...يموت مولع البعيد ...بس اعرف هو مين يا حازم وانا اخد بتارك وبتارى اه يا نارى.


اضطربت خلود ولم تفهم شئ اذا كان زين يشك بشرف فكيف لحازم وهو خطيب ابنته ان يتحدث عنه بهذه الطريقه ...كيف لخليفه وهو زوج ابنته يتحدث عنه بهذه الطريقه ...نفس الأساله التي سالتها خلود لنفسها سالها زين لنفسه ...معني ذلك انه يوجد شخص اخر افتعل تلك المؤامرات ...وانا هذا الشخص يعرفه حازم جيدا ...تذكر زين ان خليفه اخبره ان اسر هو الذي افتعل الحادثه ...ولكنه نفض الفكرة من راسه فاسر صاحب عمره وسيظل هكذا الي الابد ...بالرغم من اموره التعسفيه وكرهه لحازم وشرف وخليفه وخلود


تنحنحت خلود ونهضت من مقعدها وقالت


=احنا كده خلصنا عن اذنكم.


نظرت لها شهيرة وعلمت بتهربها من الحديث فنهضت هي الاخرى وقالت


=خلود ...خديني معاكي علي بال ما يخلصوا ...اهو فرصه اشرب القهوة عندك مشربتش قهوة النهارده.


اضاف خليفه بمرحه المعتاد


=ي ختاااي قعده حريم ...فينك يا نهي ...اكيد رايحيين تتفقوا علي حازم وزين ...اعملوا بث مباشر لنهي وخلوها تتوصي بيا ...انا محروم .


قهقه الجميع علي حديثه المرح ما عدا زين الذي ظل ينظر الي حازم بشرود يساله في من يشك بتدبير كل هذه المؤامرات.


انتهت الاجتماعات ونهض زين الي غرفه خلود وجدها شارده فسالها عن اسباب شرودها


=مالك يا خلود؟


تنهدت خلود وقالت


=هلا صعبانه عليا اوى يا زين ...نفسي اساعدها ...من ساعه ما سابت حسام ومشت قدام الفيلا وهيا مقهورة علي حالها


شرد زين في الامر ولمعت في راسه فكرة وهي ان حسام الوحيد الذي سيساعده في معرفه من راس الحيه لغاده ....ابتسم زين لخلود وقال


=طب واللي يحل المشكله دي تعمليله ايه.


خلود بخبث


=اديله قلبي وعمرى


رفع زين حاجبه بغيظ وقال


=نعم يا هانم ...تديله ايه ده انا اقتلك


قهقهت خلود وقالت بثقه


=يعني مش عايزني اديلك قلبي وعمرى


زين بمراوغه


=وعرفت منين ان انا اللي هحلها


خلود بغرور


=مش محتاجه ذكاء ...اكيد انت بس ازاي


زين


=هقابله طبعا بس لازم بره الشركه والمعهد علشان هي متحسش بحاجه.


خلود باقتراح


=طب ايه رايك تروحله المرسم بتاعه


زين بنصف عين


=مرسم ... مرسم ايه يا خلود وانت تعرفي منين المرسم


خلود بارتباك


=كان مرة عامل حفله زمان وعملنا دعوة وروحنا نتفرج


هز زين راسه ورد ببرود


=طب اكتبي العنوان وانا هروح اشوف الموضوع ده اخره ايه ...ويالا بقي انا تعبت النهارده وعايز اروح انام.


.ذهب زين الي مرسم حسام ...وتفاجئ بيه حسام ورحب به ...وبعد السلام والتحيه...جلس سويا...سأله حسام عن سر الزيارة قائلا


=زين باشا ...ممكن اعرف ايه سر زيارتك ليا؟


تنهد زين وقال


هلا وغاده ...اولا هلا لو انت زى ما انا شايف بتحبها يبقي لازم تعمل حاجات كتير عشان تحسسها بحبك ...اما غاده لازم تعرف ايه اللي خلاها تعمل كده في هلا وتعرف ليا مين اللي ورا كرهها لهلا وخلود.


قطب حسام جبينه وقال


=مين اللي ورا كرهها ...غاده بتكره البنات من زمان ...وطب لو نفترض ان في حد ورا كرهها من البنات انا هستفاد ايه لما اعرف هو مين؟


رجع زين بظهره وشبك يده قائلا


=بص ياسيدي ...انا اول مرة شفت غاده كنا في الشركه ...وعرفت انها هتيجي تذاكر مع البنات ...رغم اني حسيت ان البنات مش عايزين ...بس كانوا زى المضطرين ...زى ما يكون ماسكه عليهم حاجه ...بصراحه الفضول اكلني ...فوافقت انها تدخل بيتي ...بس قبلها حطيت كاميرا في اوضه المكتب ...علشان اشوف بينهم ايه ...اتضح انها مهدده هلا انها هتقول لامها المريضه انها بتذاكر معاك في شقتك ...وكمان مهدده خلود بيا ...انها هتقول في المعهد اني بسرب اسأله الامتحانات ...ما علينا انا كان ممكن افعصها بايدي ...بس كان عندي احساس ان البنت دي وراها حد ...ففضلت سايبها وسايب الكاميرا ...لغايه ما في مرة لقيتها بتحطلي كاميرا في قلب المكتب ...قلت بس دي هتشتغل شغل كبير ...بس للاسف جت خلود وقطعت عليا الطريق لما طردتها من الفيلا ...ومش معقوله تكون دي غيرة صحاب وبس ...لو غيرة صحاب كانت نفذت تهديدها مع هلا وخلود من غير ماتقولهم ...الكورة الوقتي في ملعبك ...انتي الوحيد اللي عارف هتعمل ايه ...وده لو حابب تشفي غليلك منها بعد ما فضحت هلا قدام المعهد كله ...واااه عايز اقولك حاجه ...هلا بتحبك ومن زمان كمان ...وانت عارف كده كويس ...بس للاسف فهمت متاخر اوى.


ذهل حسام مما سمعه ...كان يظن ان الامر بالنسبه لغاده هو غيرة فقط ولكن الامر تخطي امر الغيرة الي مؤامرات ...فاراد ان ياخذ بثأر هلا من غاده فرد علي زين قائلا


=انا هتصرف في الموضوع ده ...وهعرفلك مين اللي ورا غاده ...يمكن ساعتها اقدر اشفي غليلي منه ...وانت كمان تعرف مين اللي بيخطط لهدم حياتك


ابتسم زين لحسام بامتنان ونهض وصافحه ااخذ منه بوعد بمعرفه من هو راس الحيه لكي يرتاح قلبه فهو مشوش منذ فترة خاصه بعد تاكده انه ليس شرف ولا حازم.


الفصل الرابع والعشرون

في مكتب زين في الفيلا دخل خليفه لزين بعد ان استدعاه عن طريق نهي بعد تقديم القهوة له ...فهذا التوقيت بمثابه الاسترخاء من اعباء العمل


خليفه بتساؤل


=زين ...خير يا اخويا ...كنت عايزني في ايه؟


تنهد زين وقام باغلاق اغنيه فيروز واستدار الي خليفه قائلا


=حازم كان قصده علي مين يا خليفه ...مين اللي كان بيقتل طموحه في الشركه ...ومين اللي انت نفسك تنتقم منه؟


نظر خليفه الي زين بارتباك وقال


=طب ومسألتش حازم ليه ...ليه بتسألني انا ...وانا هعرفه منين؟


نهض زين واستدار حول مكتبه وجلس امام خليفه قائلا


=مسألتش حازم علشان عارف انه ممكن ميقولش ليا ...سألتك انت علشان انت اخويا ...وانت عارفه كويس يا خليفه ...ياريت متكذبش عليا ...ممكن تكون مش متاكد ...بس اكيد عندك شك ...والاكتر من كده ...اكيد حازم قالك ...انا عارف انك انت وحازم مقربين من بعض ...زى ما انا واسر مقربين من بعض ...حازم معدش له مصلحه يأذيني ...خاصه بعد ما اخد شهيرة وهتبقي مراته ...وكذلك عمنا شرف يمكن في حقد في قلبه من ناحيتنا ومن ناحيه امك ...اللي مش عارف هو سببه ايه ...بس مسيرى هعرف ...بس لا يمكن كان يدبرلي الحادثه ...وخصوصا اني كنت هتجوز بنته ...وكل حاجه هتبقي تحت ايده ...ممكن اشك انه لعب لعبه الصور بتاعت خلود ...بس مطلعش هو لان اللي بعت الصور فضل يبعت الصور لشهيرة علي طول ...حتي بعد ما واجهته وقفل علي نفسه كمان في حاجه عمك شرف طماع اااه ...لكن مش مؤذي ...ولو جاتله الفرصه يأذيني مش هيعملها ...اخر حاجه انا متأكد منها ان اللي دبر الحادثه ...هو اللي لسه شغال في مؤامراته معايا.


تردد خليفه باخبار زين بالحقيقه لانها مجرد شكوك وليس معه اي ادله ...ولكن كلام حازم ومهاجمه اسر لحازم ولشرف ولخليفه شخصيا وكلامه الغير لائق علي خلود ومناوراته مع هلا واستهزائه لباهر ...كل هذه الافعال تزيد دائرة الشك حوله...مسح خليفه علي وجهها وعزم امره ان يخبر زين بما لديه من شكوك


=انا هقولك انا شاكك في مين...واللي حازم قالي عليه ...انا شاكك في اسر


قطب زين جبينه وقال


=اشمعنا


=خليفه باندفاع


=اولا حازم ممضاش علي خروج العربيه اللي عملت بيها الحادثه...ثانيا اسر هو اللي زن عليك تتجوز خلود ...ولما جت خلود تشتغل في الشركه ...فضل يطلع عليها كلام عاطل كان بيوصلني الكلام من واحد من الموظفين وانا في المانيا ...ثالثا بقي وده الاهم ...انه رافض شراكتنا بحازم وخلاك تشارك واحد زباله زى كامل ...كل ده مزود شكوكي من نحيته ...وبقولك شكوك لاني معنديش ادله ...بس صدقني لو معايا ادله هنسفه من علي وش الدنيا ...فكر في كلامي يا زين ...وحط عينك عليه شويه ...مش هتخسر حاجه...عن اذنك


خرج خليفه وترك زين في حيرة تعصف الامور به عصفا ...افاق من شروده علي صوت خلود تناديه لتناول العشاء ...خرج زين من حجرة المكتب ووجد نهي وياسمين ينتظروه للعشاء سال علي خليفه فاجابته نهي قائله


=خليفه اليومين دول بقي حاله ملخبط ...زى ما يكون بيدور علي حاجه ...جاله تليفون قالي انزلي اتعشي انتي وانا جايه وراكي.


شرد زين مرة اخرى واخذ يعبث بطعامه فا نتبهت خلود عليه فمسكته من يده قائله


مالك يا زين ...سرحان في ايه ...الاكل مش عاجبك؟


تنهد زين وقال


=لا ابدا ...بس جايز ضغط الشغل عليا النهارده كان صعب شويه ...وخصوصا اننا كنا في اجازة.


في ذلك الوقت دلف خليفه الي غرفه الطعام قائلا بمرح


=اكلتوا من غيرى ...مش قادرين تستنوني ...الواحد يخاف علي نفسه منكم.


لكزته نهي في ذراعه وقالت


=اه ...الغايب ملوش نايب ...خليك انت في مكالماتك السريه الله اعلم بتكلم مين.


ارتبك خليفه ونظر الي زين بتوتر وقال


=انا كان معايا مكالمه تبع الشغل ...وبعدين انا مش بتاع مكالمات غراميه ولا بتاع ستات ...علشان تقلقي مني يا نهي.


طرقت ياسمين بيدها علي سطح طاوله الطعام قائله بصوت مرتفع


=وايه كمان يا خليفه ...ما تعتذرلها بالمرة قدامنا علشان اتكلمت مكالمه من وراها ...ما هو انت واخوك مفيش وراكو غير ان انتو تراضوا في ستات الحسن والجمال .


خليفه بغضب


=انا مكنتش براضيها ...انا كنت بوضحلها انا ليه لما بتكلم ببقي بعيد عنها ...علشان هي فترات الحمل بتبقي متوتره ...وعلي فكرة ده مش عيبه في حقي بالعكس ده حقها الرسول عليه الصلاة والسلام قال


استواصوا بالنساء خيرا.


زفر زين بحنق وقال


=كفايه يا خليفه ...ارجوك انا تعبان ومصدع ...وامي مهما عملنا مش هيعجبها ...مش عارف يا امي انتي هترضي عننا امتي ...


وضعت ياسمين يدها علي جبتها من فرط التفكير وقالت


=لا يا زين ...انا راضيه عنكم تمام الرضي ...كل ما في الامر ...اني مبيعجبنيش الحال المايل ...والدلع الكتير اللي بيدلعه خليفه لمراته


مسح خليفه علي وجهه بغيظ وقال بغضب


=بس ده مش دلع ...ده حب ...هو بابا مش كنتي ديما تقولينا انه بيحبك وبيدلع حضرتك ...وبيتغاضي عن اي شئ يضايقه من حضرتك.


ابتسمت ياسمين علي ذكريات الماضي وقالت


=باباك هو كان في زى بابك ...ياريتك تبقوا ربعه ...وبعدين انا كان بيدلعني بس كنت قد المسؤليه ...مش بمشي اللي في دماغي وخلاص.


زم زين شفتيه وقال


=قصدك مين ياماما ...اظن انك الوحيده اللي شهدتي ان خلود قد المسؤليه ...وانتي اكتر واحده دافعتي عنها لما انا رجعت وطردتها من الشغل.


رفعت ياسمين حاجبيها وقالت


=ما انكرش انها اثبتت نفسها في الشغل ...بجد اديلها ميه في الميه ...لكن في حاجات في حياتنا اهم من الشغل ...وهي كيانها كزوجه وام


كورت خلود يديها من الغضب وقالت


=انا مقصرتش في كوني زوجه ...اما موضوع الامومه ده شئ سابق لاوانه ...ومش انا الوحيده اللي هاخد القرار فيه .


ثم نظرت الي زين ليرد قائلا علي امه


=حقيقه خلود ملهاش القرار لوحدها ...انا كمان مشاركها فيه ...وعلي فكرة احنا مش مانعين الخلفه احنا سيبنها لربنا.


ابتسمت ياسمين بسعاده وقالت


=بجد يا زين ...انت مش ممانعين....يارب يرزقكم يارب وعن قريب ان شاء الله ...طمنتوا قلبي ...ربنا يطمنكم...


امن خليفه علي دعاء امه وقال


=يارب ...وياريت بقي لو يجيبولنا بنوته شبهك يا امي ...وانا اجوزها للواد ابني ...ويبقي زيتنا في دقيقنا.


نظرت ياسمين الي زين وجدته غاضبا فسالته قائلا


=في ايه ...قالب وشك ليه يا زين ...وانتي ياست الحسن مالك الكلام مش جاي علي هواكي ولا ايه؟


خلود بثبات


=بالعكس يا انطي ياسمين ...انا اتمني انا ربنا يرزقني بطفل النهارده قبل بكره ...وخصوصا من زين .


ربتت ياسمين علي يدها قائله


=عين العقل يا خلود ...اهو انتي كده تبقي مرات ابني اللي بجد ...وصدقيني يا خلود الحفيد ده اللي هيدخل السعاده في قلب بيتنا من جديد


تذمرت نهي من حديث ياسمين فلماذا تقلل من قيمتها وقيمه خليفه وتعتبر ان الطفل الذي ينجبه زين هو الحفيد فقط للعائله...نهضت نهي من علي الطاوله وقالت


= .عن اذنكم ...انا طالعه اخد دوا الحموضه وانام ...تصبحوا.علي خير


نظرت لها ياسمين وفهمت انها اغتاظت من حديثها فنهضت وقالت


لا تصبحي علي خير ايه اللي الساعه سبعه ...تعالي يا نهي انتي وخلود نقعد بره في الجنينه مع بعض ...وانت يا زين انتي وخليفه كملوا شغلكوا


نظر لها خليفه ببلاهه وطرق يد علي يد من تحولها ...ثم نظر الي زين وجده علي وضعه شاردا وحزينا ...اخذت ياسمين البنات الي الحديقه لتجلس معهم جلسه نسائيه فوجدت نهي في حاله غضب وخلود في حاله قلق فقالت بسخريه


=اهلا وسهلا ...بالزمه ده شكل اتنين مجوزين من عيله السرجاني ...ممكن اعرف قالبين خلقكم ليه؟


ردت خلود بسخريه


=انا مش قالبه خلقتي ولا حاجه ...كل ما في الامر ان موضوع الخلفه ده خاص بيني وبين زين ...ومبحبش حد يدخل فيه.


غضبت ياسمين من خلود ولاحظت ذلك نهي فقلقت علي خلود فحاولت قلب الموضوع فقالت


=انا زعلانه من حضرتك يا طنط ...يعني انا مش هجيبلك حفيد مثلا ...ومش الحفيد ده هيرجع السعاده للفيلا.


قهقهت ياسمين وقالت


=اما انتي عقلك صغير يا نهي ...انا بشجع خلود انها تجبلنا حفيد زيك ...وبحسسها انه هيوطد العلاقه بينها وبين زين وهيجبلها السعاده ...اكيد ان فرحانه بحملك يا نهي وبدعي ربنا يتمملك علي خير ...نهي ممكن تسيبني انا وخلود مع بعض شويه...اظن انا راضيتك اهو


هزت نهي راسها بسعاده ونهضت الي غرفتها داعيه لخلود ان يمن الله عليها السعاده بعد حديثها مع ياسمين.


ياسمين بمكر


=بتحبيه لدرجه انك خايفه تحملي منه فيزعل؟


شعرت خلود بالارتباك وقالت


=انا نفسي يكون ليا طفل منه ...بس احساسي كل يوم انه مش عايز ...واللي هيجنني هو ليه مش عايز.


قالت ياسمين بقوة


=خلود حتي لو هو مش عايز ...لما هيحصل هيكون امر واقع بالنسبه له ...وهيتعود عليه وهيتقبله زى ما اتعود عليكي واتقبلك وحبك وعشقك بجنون.


خلود بشرود


=خايفه يا طنطي ياسمين اني احمل ...خايفه يرجع يقلب عليا تاني ...وانا مصدقت تدخل السعاده لقلبي وقلبه من جديد.


ربتت ياسمين علي يدها وقالت


=متخافيش ...انا جمبك وفي ضهرك علي طول ...ومتأكده ان ربنا هيرزقك في طفل هيخلي زين اسعد واحد في الدنيا ...ده مش بعيد يقولك هاتيلي دسته اطفال


ابتسمت خلود وتنهدت وتمنت ان كلام ياسمين يصبح حقيقه في يوم من الايام


صعدت خلود الي غرفتها وجدت زين شاردا مثل ما كان بالاسفل فاغتاظت كثيرا من امره فظلت تحدث اصوات بالجناح حتي تخرجه من حاله شروده ...افاق زين من حاله الشرود فقال لها


=مالك يا خلود ...عماله ترزعي في الحاجه كده ليه ...هيا امي فتحت الموضوع تاني وضايقتك ؟


زفرت خلود بحنق وظلت تهز برجلها بعنف وقالت غاضبه


=انا عايزة افهم ...ليه مش عاوزني اخلف يا زين ...اعتقد كل واحد بيحب مراته بيبقي نفسه يجيب منها طفل وانت ولا في دماغك ...ليه بقي؟


نظر لها زين بحزن وقال


=وانا كمان نفسي ...بس خايف يا خلود مبقاش قد مسؤليه طفل وتربيه ...يا خلود انا اتربيت علي ايد عمي ...تربيه قاسيه ...مش هعرف ادي لابني او بنتي الحنان ...لان فاقد الشئ لا يعيطيه.


واستطرد يسالها بضعف


=خلود ...انتي تقدرى تساعديني في الموضوع ده ...ولا ساعتها هتنتقديني وتهربي انتي واللي هتجبيه من قسوتي؟


ذهبت خلود اليها لتحتضنه بحب وعشق قائله


=ان هتكون احسن اب في الدنيا ...انا كمان يا زين معرفتش طعم الامومه ...امي كانت مستهترة معايا ...بس مش معني كده اني هبقي نفس الشئ مع اولادي .


ثم رفعت راسها لتقبله من جبينه قائله


=انت فعلا كنت قاسي معايا في الاول ...بس انت اتغيرت كتير يا زين ...الحب عرف طريق قلبك ...وزى ما مشاعر الحب اتسربت ليك ...مشاعر الابوة هتعرف مكانها وهتدخل قلبك.


نظر زين اليها بعشق وقال


=يعني مش هتندمي في يوم من الايام انك خلفتي مني ...ومهما ان صدر مني حاجه ليكي او لابنك ...مش هتسيبيني وتاخد ابنك وتمشي وتهربي مني .


ضربت خلود راسها في صدره وقالت


=هو انت اللي طالع عليك ههرب منك وخلاص ...انت بتفول علينا ليه بس ...لا يا سيدي مش ههرب منك ....انا خلود رمز البقاء والاستمرار.


ثم تجرات وقبلته من شفتيه قائله


=حد يا ناس يسيب القمر ده ويهرب ...طب اهرب من قلبي اروح علي فين ...يا حبيبي انا زى الجنيه البراني يلف ويرجع تاني ...اسيبك لا لا لا.


ثم داعبت انفها بانفه وهمست بجوار اذنه قائله


=حبه جنة أنا عشت فيها قربه فرحة حلمت بيها


ده اللي بيه إحلو عمري ده اللي أنا هديله عمري

ياما ليالي بستنى لقاه


ليميل عليها زين ويقبل عنقها النابض قبلات رقيقه ويندفع الي شفتيها اندفاع ويقبلها قبلته العاصفه التي تهز كيانه وكيانها ويحملها الي الفراش ويودعها فيه بكل لطف ورقه وعذوبه ليستكمل مشواره معها وياخذها الي دنيته الخاصه التي تعشقها خلود كثيرا.


استيقظ زين وخلود ونهضوا بسعاده وذهبوا الي الشركه ...الا ان زين كان له مخطط لهذا اليوم غريب بعض الشئ الا وهو ادخال خلود معه غرفته في المكتب واستدعاء اسر


ليضعهم امام بعضهم البعض لعله يتاكد من كره اسر لخلود...دخل اسر غرفه زين وتفاجئ بوجود خلود وتضايق من وجودها بجوار زين فسأل زين قائلا


=خير يا زين ...كنت عايزني في حاجه مهمه ...شكلك مش فاضي تحب اجيلك في وقت تاني؟


زمت خلود شفتيها ونهضت وقالت


=انا اساسا رايحه مكتبي ...تقدر تاخد راحتك يا اسر ...زين لو احتاجتني انا في مكتبي .


امسكها زين من يدها واجلسها بجانبه علي الاريكه مرة اخرى وتحدث بقوة ناظرا الي اسر


=اقعدي يا خلود ...انا محتاج استشيرك في حاجه ...اسر خلود مش غريبه دي مراتي وليها نصيب في الشركه كمان.


وجه اسر انظاره الحاقده الي خلود فهو يعلم انها السبب في تغيير شخصيه زين فرد قائلا


=طبعا مدام خلود مش غريبه ...انا بس محبتش اضيقك عليكم وانتو قاعدين مع بعض ...فقلت اجي في وقت تاني .


ابتسمت خلود قائله بسخريه


=كلك ذوق والله يا اسر ...بس احنا مش في بيتنا علشان تقول انك بتضيق علينا ...احنا في الشركه واكيد زين استدعاك علشان شغل يخصك.


اسر بغيظ مكتوم


=اكيد يا مدام خلود ...وانا تحت امر زين ...اتفضل يا زين قول كنت عاوزني في ايه.


زين باستفزاز لاسر


=بصراحه يا اسر ...شغلك مش عاجبني اليومين دول ...فبقول تاخد اجازة مؤقته ترتاح فيها ...وخلود تمسك الشغل بدالك .


جحظت عيون اسر قائلا باستغراب


=انت بتقول ايه يا زين ...خلود مين اللي هتعرف تمشي امور الشغل بدالي ...وبعدين مين قالك اني عايز اجازة ...انا مرتاح في شغلي وما اشتكتش.


نظرت خلود الي اسر نظرة شماته وقالت


=متخافش علي شغلك مني ...هترجع تلاقيه زى ما كان واحسن كمان ...وبعدين هو حد طايل ياخد اجازة ...وبعدين ان بتشك في قدراتي لدرجه انك مش عايزني اشتغل بدالك فترة.


تاكد اسر من خطه خلود الخبيثه لاقصائه عن الشركه وعزم ان يذيقها الامرين وينهيها ويجعلها تركع امامه ليرجع الي الشركه مرة اخرى


فابتسم بخبث وقال


=لا طبعا يا مدام خلود ...انا عمرى ما اشك في قدرات حضرتك ...انا بس ما بيشغلينش غير شغلي ...ومع ذلك شكرا يا زين علي .الاجازة اللي انت اتدهالي ...ياريت تبعتي حد من عندك يا مدام خلود ياخد الاوراق المهمه التي نخص الشغل اللي هكون غايب فيه.


انصرف اسر وترك تساؤل علي وجه خلود لماذا فعل زين باسر صديق عمره ذلك ...فهم زين تساؤلها ونهض وقال لها


=ياريت يا خلود متساأيش انا عملت كده ليه ...دي سياسه في الشغل ...وانا الوحيد اللي اقدر احكم علي كل الموظفين اللي هنا من خلال شغلهم ...روحي انتي كمان شوفي شغلك ...علشان نروح بدرى النهارده


دخل اسر غرفه مكتبه واخذ يضغط بيده علي سطح المكتب كثيرا الي ان احدث شرخا كبيرا في يديه فدخل الحمام المرفق لغرفته ليسعف يده غافلا عن جهاز اللاب توب المفتوح والذي يظهر له غرفه زين وغرفه خلود ...ذهبت خلود هي الاخرى الي مكتبها لتاخذ ملف تعطيه لهلا لتسلمه الي اسر ليكمله فورا...ذهبت هلا الي غرفه اسر فلم تجده ...فوضعت الاوراق بجوار شاشه اللاب توب علي سطح المكتب لتجد امامها خلود وزين علي شاشه اللاب توب ...جحظت عيناها ووضعت يدها علي فمها وسمعته يلعن حظه من الحمام فخرجت مسرعه لتذهب الي خلود فورا ....وجدت زين وخلود في غرفه اخرى وكانت هلا في حاله توتر شديد مما اثار استغراب خلود فقالت


=ايه يا هلا ...هو اسر ضايقك تاني ...عموما هو هياخد اجازة ولما يرجع انا مش هخليكي توديله اوراق تاني


ابتلعت هلا ريقها بتوتر وهزت راسها وظلت تبحث عن الكاميرا بعينها في مكتب خلود وبالفعل وجدتها ونظرت اليها جيدا ......فقاطعت خلود وزين وقالت


=مستر زين ...ممكن النهارده خلود تنزل معايا مطعم الشركه نتغدي ...لاني هروح متاخر النهارده ووالدتي هتكون نايمه ...ومش هيجيلي نفس اكل لوحدي .


هز زين راسه متفهما وقال لها


=طب ما ابعت اجبلكوا اكل ...بدل نزولكو تحت في وسط الموظفين


عارضته هلا وبشده قائله


=لا ...اقصد يعني ...انا مخنوقه اوى النهارده ومحتاجه انزل تحت اغير جو شويه.


زم زين شفتيه وقال


=طيب براحتك ...انا كان قصدي اريحك ...ابقي انزلي معاها يا خلود ...بس متاكليش كتير ...علشان نعرف نتعشي سوا


هزت خلود راسها وقالت


=حاضر يا زين


خرج زين ونظرت خلود لهلا نظرات استغراب وقالت لها


=مالك ...هو حسام اتصل بيكي تاني ؟


هزت هلا راسها بالنفي وقالت


=لا ...يالا بينا ننزل ناكل ...علشان انا اتخنقت ...قصدي جوعت.


قطبت خلود جبينها وقالت


=تعالي اما نشوف ايه حكايتك.


هبطت خلود مع هلا الي مطعم الشركه لكي تبوح لها هلا بما راته في غرفه اسر ...استغربت خلود علي طلب هلا ...لان هلا لا يهمها تناول وجباتها بقدر اهميه العمل لديها.تناولوا الغذاء وظلت هلا تعبث في الطعام شارده تفكر كيف تنقل هذا الخبر الي خلود ...اثناء استمتاع خلود بالطعام حيث كانت تاكل بشراهه غير معتاده نظرت الي هلا وجدتها شارده فلوحت لها بيدها يمينا ويسارا ولم تستجيب فاخذت زجاجه الكاتشب وضغطها علي انف هلا فاستافقت هلا من شرودها ومسحت انفها بكل هدوء مما اثار قلق خلود عليها فهي كالمعتاد تغتاظ من هذه الافعال...قطبت خلود جبينها وقالت


=ايه يا هلا مالك ..علي فكرة انا متاكده ان الاكل ده حجه ...بس من ساعه ما جينا ومبتتكلميش .


فركت هلا يديها ومالت علي خلود وقالت بصوت منخفض


=انا اكتشفت حاجه النهارده ...ممكن تخلي حياتك بعد ما تعرفيها كويسه ...وممكن تقلبها لجحيم .


خلود بخوف


=حياتي انا ...ايه الحاجه دي ...غاده عاملالي فضيحه جديده؟


مسحت هلا علي وجهها من التعب وقالت


=لا مش غاده ...حد تاني بيراقبك جوه الشركه انتي وزين ...واكيد هو السبب اللي ورا صورك مع حازم .


ازداد القلق والخوف لدي خلود وقالت


=مين ده يا هلا ...وده لمصلحه مين ...وطالما عايز يفضحني ليه بيراقب زين كمان ؟


هلا بندم انها اخبرت خلود بالامر


=انا خايفه يا خلود ...خايفه منك ومن تهورك ...لو عرفتي هو مين الدنيا هتتقلب فوق دماغي .


نهضت خلود بغضب وقالت


=اقسم بالله يا هلا لو ماقولتي هو مين ...لاكون راحه لزين قايلاله ...وهو بنفسه يتصرف معاكي .


امسكتها هلا من يدها واجلستها وقالت


=هقولك ...اسر ...حاطط كاميرا عندك في المكتب كاشفاك عنده ...وبرضه حاطط كاميرا عند زين ...انا شفتكوا بنفسي لما كنت عنده في المكتب .


جحظت عيون خلو دبشده لما قالته هلا وقالت


=بتقولي ايه ...الزباله الواطي ...انا كنت حاسه انه بيعمل حاجه من زمان في قلب الشركه ...بس متخيلتش انه يوصل بالحقارة دي ...وديني لوريه


ونهضت خلود لتذهب اليه رغم محاولات هلا ورجائها ان تتريث الامر ولا تواجهه الان فاسر من الشخصيات التي لا تستجيب اتهديد احد ...دخلت عليه المكتب كالعاصفه الهوجاء بعد اطمئنانها ان زين خارج الشركه لاتمام اعمال مهمه...اول ما راي اسر خلود تدخل عليه بدون طرق الباب اسرع باغلاق شاشه اللاب توب ونظر لها وقال


=انتي ازاي تدخلي عليا المكتب من غير اذن ...ولا علشان انا هاخد اجازة فتقومي تطيحي في اوضتي براحتك ...لاانا هقول لزين علي قله ذوقك دي.


اقتربت خلود من المكتب وفتحت اللاب توب بقوة واشارت عليه قائلا بشراسه


=متقدرتش ...عارف ليه ...عشان القذارة دي ...انا اللي هقول لزين وهفضحك وهخرجك من هنا بفضيحه يا واطي يا زباله ...انا تعمل فيا كده.


جذب اللاب توب من يدها بكل برود واستراح علي كرسيه وقال بصوت بارد


=خلصتي ...اسمعيني بقا ...كل اللي قلتيه الوقتي متقدريش تعمليه منه حرف واحد ...عارفه ليه ؟لان شرفك وشرف زين تحت ايدي ...وبضغطه واحده كل شئ بيخلص.


خلود برعب


=شرفي وشرف زين ازاي ...انت هببت ايه ...قول انظق يا زباله ...انت لا يمكن تكون بني ادم ...انت شيطان واتسلط علي انا وزين ...انت بتعمل كل ده ليه؟


ابتسم بسخريه وقال بكل قوة


=كامل بيه فاكراه يا خلود ...فاكره لما قالك هينتقم منك ...اهو جه وقته ...مصورك في المطعم معاه وطبعا الفوتشوب عامل عمايله ...هتقوليلي زين عارف ...طب ما انا عارف انه عارف ...بس اللي انتي متعرفهوش ان باشارة مني اخلي كامل ينزل الصور علي مواقع التواصل الاجتماعي وتبقي اكبر فضيحه لزين السرجاني وتنزل اسهمه في السوق.


وضعت خلود يدها علي وجهها تنظر اليها كانها تنظر الي شيطان انه ابليس ذاته وقالت وهي تائهه


=انا مش مصدقه اللي بسمعه ده ...مش ده صاحب عمرك ...انت ازاي بالوقاحه دي ...هتستفاد ايه لما زين يقع ...ما انت اكيد هتقع انت كمان .


رد عليها بجمود


=انا مبقعش يا حلوة ...انا بوقع بس ...زى ما وقعتك في طريق زين واتجوزك ...كان نفسي افضحه بيكي ...بس للاسف فشلت ...عايزة تعرفي السبب ...لان طول عمره بياخد كل حاجه وانا مليش غير الفتات .


اغمضت خلود عينها بمرارة وقالت


=انت مريض ...ومسيرك هتتكشف سواء عن طريقي او طريق غيرى ...والحمد لله ان زين ادالك اجازة ...اهو علي الاقل نرتاح منك ومن قرفك .


جلس اسر فوق مقعده ينظر لها بجمود قائلا


=لا ده كان زمان ...قبل ما تعرفي موضوع الكاميرا ...الوقتي انتي بنفسك هتروحي تقولي لزين خلي اسر في الشركه يا زين انا مش هقدر علي شغله...يا اما تليفون صغير مني لكامل تنزل الصور علي النت ...بالاضافه الي اكاونت مجهول المصدر ينزل صورك مع حازم الحبيب الاول .


ابتسمت خلود بمراراة وقالت


=لا يمكن تكون بني ادم ...مااشي يا اسر هعملك كل اللي انت عايزاه ...بس والله العظيم الصور دي لو اتنشرت وزين انفضح انا معدش هيهمني حاجه ولا هبقي علي حاجه ...انا ممكن ساعتها اقتلك وهقول ساعتها انها حاله دفاع عن النفس.


تصنع الخوف قائلا


=يا حرام خوفتيني ...فوقي يا ماما ...انا اسر ...اهدد متهددش يا حلوة ...رقبتك تحت ايدي...سمعتي كلامي وبقيتي شاطرة هكافئك ...شيطانك اغراك تقولي لزين يبقي علي وعلي اعدائي


وفجاه اندفع الباب لتشهق خلود لانها ظنت انه زين ولكنها كانت هلا تقول برعب


=انتي لسه هنا يا خلود ...مستر زين جه من شويه وقالب عليكي الشركه ...وسااني عليكي ...قلتله في التواليت ...بسرعه يا خلود قبل ما يجيلك مكتبك تاني .



          الفصل الخامس والعشرن من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>