رواية غدر الزين
الفصل التاسع والعشرون والثلاثون والحادي والثلاثون
بقلم مروه محمد
ذهب زين الي بيت والدة خلود لعله يجدها هناك بالرغم من انه متاكد انها غير موجوده ولكنه كان يتعلق باي قشه توصله الي خلود ...فتحت له هاجر والدتها وما ان رأته حتي نظرت له بتقزز فابتلع ريقه بمرارة وقال
=خلود فين ...انا عارف انها مش هنا ...بس اكيد حضرتك عارفه مكانها ويهمك اني اوصلها وارجعها تاني .
تجمدت ملامح هاجر وردت عليه بمنتهي القسوة وقالت
=انا معرفش بنتي فين ...بس تاكد لو اعرف مكانها عمرى ما هقولك عليه ...وخلود مقالتش ليا انها هتهرب ...عارف ليه ...لانها شكت زيك بالظبط اني هقولك .
زين بذهول
=يعني انتي كمان متعرفيش مكانها ...انا لازم اعرف هي فين ...وارجعها ليا.
هاجر بقرف
=مدورش عليها ...هيا كانت ناويه تعمل كده من قبل ما تتجوزك ...بس للاسف انا اللي منعتها وياريتني ما منعتها ...الفضيحه اللي كانت هتعملها ليا انا وابوها ارحم من العيشه الزفت اللي كانت عايشاها معاك .
زين بغضب
=اللي يسمعك كده يفكر انك ام زى بقيه الامهات ..الا ما فكرتي تسألي عليها في يوم من الايام ...اهم حاجه عندك المرتب اللي بيوصلك من امي كل اول شهر نظير انك تكوني بعيده .
هاجر بجمود
=محصلش ...انت هتتبلي عليا ...ولا علشان بنتي سابتك وهربت جايه تاخد حقك مننا .
صرخ بها زين وقال
=انتي ايه يا شيخه ...مش قلقانه علي بنتك ...بنتك حامل وحملها ضعيف ومعرضه انه يحصلها مضاعفات في اي وقت ...
هاجر بقوة
=انا عارفه كل اللي بتقول عليه ده ....زى ما انا عارفه خلود كويس ...خلود طالما عرفت تهرب منك يبقي هتقدر تعيش من غيرك .
زين بقوة
=الظاهر انك عايزة المرتب يتقطع ...وعايز كمان السيد باهر يقعد جمبك ...انا مش حابب اعمل حاجه من دي خلي بالك .
ابتسمت هاجر بسخريه وقالت
=مش موضوع مش حابب ...انت متقدرش ...عارف ليه ؟ علشان لو خلود رجعت في يوم من الايام وعرفت اللي انت عملته فينا ...مش هيخلصها .
زين بسخريه
=خلود لو رجعت هتعرف اني عملت كده علشان بحبها وعايز ارجعها باي تمن ...بس كرما مني ومن اخلاقي مش هعمل كده ...علشان في الاول وفي الاخر انتو اهل مراتي .
هاجر صرخت بقوة وقالت
=دلوقتي بقينا اهل مراتك ...: فين الكلام ده زمان ...لما كنت بتزلنا وتهين فينا من يوم الفرح فاكر ولا افكرك .
بلع زين ريقه بتوتر وقال
=ارجوكي انا مستعد اعوضكم عن كل شئ بدر مني ...بس قوليلي علي مكانها ...انا مقدرش اعيش من غيرها .
ادارت هاجر ظهرها له وربعت يدها قائله
=صدقني معرفش ...خلود ممكن تتوقع منها اي شئ ...وممكن كمان زي ما قلتلك ممكن تكون اجهضت الجنين علشان تخلص منك للابد .
ابتسم زين وقال
=الحمد لله معملتهاش ...وحتي لو كانت عملتها انا كنت هتقبل منها اي حاجه ...نظير اللي عملته فيها من يوم ما اتجوزنا .
جلست هاجر ووضعت كفها علي وجهها تمسحه وتقول
=انا كمان نفسي الاقيها زيك ...علشان اعوضها عن قسوتي معاها ...ولاني رميتها في النار بايدي .
تنحنح زين وقال
=متعرفيش ممكن تكون راحت فين ...يعني لو ليها عم او خال مثلا ...اي حد من قرايبكم ممكن الاقيها عنده .
هزت راسها بالنفي وقالت
=المكان الوحيد اللي كنت متاكده انها موجوده فيه ...هو بيت هلا ...بس روحت بنفسي وقلبت الشقه وبرضه ملقتهاش .
نظر لها زين باستغراب وقال
=اشمعني هلا ...مشكتيش ليه مثلا في السيد باهر ...هو بيحبها اكتر منك وهي بنفسها قالتلي كده .
حزنت هاجر من تصريح بنتها انها تحب اباها اكثر وقالت
=لما روحت اسال علي خلود ...قابلتني ممرضه وقالتلي انها شافتها مشت مع واحده ست ...ولما طلبت توصفهالي طلعت نفس مواصفات هلا .
زين بحنق
=ومقولتليش ليه كده من الاول ...كان زماني راقبت هلا وعرفت هي فين ...ما يمكن مخبياها في حته تانيه .
زمت هاجر شفتيها وقالت
=لا والله ...ازاي يعني ...هي هلا دي حيلتها شقق ولا نيله .
هتف زين وقال
=بس خلود معاها الفيزا ...ممكن تسحب منها ...وتصرف علي نفسها وتستاجر شقه .
ركزت هاجر معه وقالت
=طب ما تتصل بخدمه العملاء وتعرف منهم ...اذا كانت صرفت من الفيزا ولا لا .
تذكر زين امر الفيزا انها موقوفه منذ شهر لانها لم تجدد فزفر بحنق وقال
=الفيزا واقفه بقالها شهر ...اكيد مش هلا ...زى ما انت قولتي .
شكت هاجر في ياسمين وقالت
=ما يمكن والدتك ...خطفتها مثلا ...لما عرفت انها عايزة تجهضه .
هز راسه بالنفي وقال
=مستحيل ...امي هي اللي بلغتني انها هربت ...وهتجنن من ساعه ما عرفت .
تنهدت هاجر وقالت
=لازم تتجنن ...ما هو ده الامل الوحيد اللي هيخلي شرف السرجاني بعيد ..اصلها بتكرهه جدا .
نظر لها بقرف وقال
=تعرفي لولا انك ام مراتي ...كنت عرفتك شغلك ...امي مهما تعمل فهي خط احمر فهماني يا مدام هاجر .
زمت هاجر شفتيها ووضعت يدها علي خدها وقالت
=طيب مش هجيب سيرة الست الوالده ...بس عايزة اقولك ان الست الوالده راحت لبنتي المستشفي ...واتهمتها في شرفها وقالتلها احنا هناخد ابنك ونرميكي بره .
عبس زين حاجبيه واحتقن وجهه وقال
=شرف مراتي هو شرفي ...ومحدش يقدر ياخد ابن خلود منها ...وخلود هتعيش معززة مكرمه وهحطها فوق راسي .
نهضت هاجر ووضعت يدها علي كتف زين وقالت
=زين ...انت بتحبها اوى للدرجه دي ...دي حاجه غير متوقعه منك .
مسح زين علي وجهه بهدوء ودمعت عيونه وقال
=خلود انا كنت بعتبرها بنتي مش مراتي ...اتعلمت علي ايدها حاجات كتير ...وهي كمان اتعلمت مني حاجات كتير اولهم الشك والكرامه .
هاجر بحزن
=اوعدك يا زين ...لو عرفت مكانها ...مش هتردد لحظه وهقولك علي طول .
تنهد زين وقال
=طيب ...وانا كمان هفضل ادور عليها لاخر نفس في عمرى ...مش هكل ولا امل .
ربتت علي كتفه بهدوء وقالت
=ارجوك لو لقيتها تطمني عليها ...قولها امك بتقولك سامحيها ...ياريتني ما عملت فيها كده .
رد زين وقال
=مدام هاجر ...ممكن متتقابليش مع امي الايام دي ...,متحتكيش بيها انا معنديش اعصاب افصل ما بينكم .
هزت هاجر راسها بالموافقه وقالت
=حاضر يا زين ...انا مستعده اعمل اي حاجه علشان اريحك ...وتقدر ترجعلي بنتي .
في فيلا حازم جلست نهي مع شهيرة ملاحظه توترها جيدا ...وشرودها المستمر ...فاستغربت نهي علي امر شهيرة ...حتي انها لم تذهب الي العمل...افاقت شهيرة من شرودها علي صوت بكاء باسل ابن نهي فسألت نهي باهتمام
=ماله يا نهي ...ليكون جعان ولا عايز يغير ...فوقيله يا نهي ده طفل مش لعبه .
نهي بجمود
=الظاهر انتي اللي المفروض تفوقي مش انا ...باسل راضع لسه من شويه وقدامك وكمان غيرتله الثانيه دي قدامك سلامه النظر .
ارتفع صوت شهيرة بقوة وقالت
=نهي حاسبي علي كلامك معايا ...قصدك ايه ...اني مش فايقه ومبشفش .
اخفضت نهي راسها وقالت
=مش قصدي كده ...بس شايفاكي سرحانه ومهمومه وحزينه ...زى ما يكون شايله هم الدنيا .
شهيرة بصوت منخفض
=نهي ...انا فعلا شايله هم كبير ومش عارفه اعمل ايه ...وخايفه بابا يعرف اللي عملته ممكن يقتلني فيها .
نهي بذهول
=طب شيليني الهم معاكي ...وبدل ما يقتلك لوحدك يقتلني انا كمان ...لتكوني عملتيها مع حازم .
زفرت شهيرة بحنق وقالت
=لا اقولك ايه بقى وانتي بتفكرى فيا بالشكل ده ...انا هكتم في قلبي واسكت ...وليكي مطلق الخيال .
امسكت نهي يدها وقالت
=خلاص ...معلش ياشهيرة انا فكرت في كده لما قولتي ان بابا هيقتلك ...انا سمعاكي قولي .
اخذتها شهيرة الي حجرتها حتي لا يسمعها احد وقالت لها
=هتكلم بس ...اوعديني متقوليش لحد ...علشان متحصلش مشاكل اكتر من كده .
ارتبكت نهي وقالت
=مشاكل ...هو الموضوع ده كبير اوى ...خلاص ياستي اوعدك مش هقول لحد حتي خليفه .
ضحكت شهيرة وقالت
=علي فكرة خليفه عارف ...انا بس بقولك لان احتمال معرفش اخرج من الفيلا الفترة الجايه ...فانتي هتعملي المشاوير دي بدالي .
هزت نهي راسها بتفهم
=خلاص قولي ...وانا هعمل كل اللي هتقوليلي عليه ...ومحدش هيعرف مني حاجه .
شهيرة بتوتر فركت في يدها وقالت
=طيب تعالي اقعدي جمبي ...واسمعيني كويس من غير ما يطلعلك صوتك ...لو طلعلك صوت انا هكتمه .
سردت شهيرة علي نهي الامر كله ...والطلبات التي تنفذها حيال هذه المشكله ...وكيفيه الذهاب بدلا عنها الي المكان التي تذهب به شهيرة .
نهي بذهول
=نهاار اسوووح ...ايه اللي انت عملتيه ده يا شهيرة ...هو انتي قد العمله اللي عملتيها دي .
زفرت شهيرة بحنق وقالت
=شفتي ...اهو ده اللي كنت خايفه منه ...يا بنتي انا اللي عملته ده لمصلحه الكل وفي نفس الوقت مضرتش حد .
نهضت نهي بتوتر وقالت
=انا مالي يا ختي ومال المشكله دي ...ده انا اتعلق فيها ...ياريتك ما قلتيلي .
شهيرة بهدوء
=نهي ...اعتبرى اني مقولتيش حاجه ...كل اللي عايزاه منك دلوقتي متقوليش لحد باللي سمعتيه ....انا كنت عارفه انك مش قد المسؤليه ولا يمكن يعتمد عليكي .
نظرت لها نهي بصدمه وقالت
=شهيرة ...انا قد المسئوليه ...كل ما في الامر اني خايفه لما الموضوع ده يتعرف نروح في الرجلين
ارتفع صوت شهيرة قائله
=يا هبله احنا محدش يقدر يعملنا حاجه ...خصوصا اننا بنعمل لمصلحه الكل ...انتي بس اللي جبانه حبتين .
غضبت نهي وقالت
=يووووه يا شهيرة ...انا مش جبانه ...انا بس بقول كان ممكن المشكله دي تتحل بطريقه احسن من كده .
شهيرة بغضب
=فكرك محاولتش ...حاولت كتير ...بس مفيش فايده .
تنحنحت نهي وقالت
=طب ما انا برضه لما اخرج وادخل كتير ...حماتي هتشك وممكن تفكر اني بخون جوزى ...وتتقلب الدنيا فوق دماغي .
وضعت شهيرة يدها علي راسها وشدت في شعرها قائله
=هتشك فيكي ازاي ...وانتي هتنزلي كل يوم الصبح مع جوزك كانك جايلنا ...وترجعي معاه .
نهي تحاول تهدئه شهيرة فقالت
=طيب ...بس افرضي حماتي جت سالت عليا هنا ...ولا حتي اتصلت بامك .
فرجت شهيرة شفتيها وقالت
=انتي بتقولي ...حماتك مين اللي هتيجي هنا ...ومن حبها في ماما هتتصل كمان .
تحدثت نهي ببلاهه وقالت
=اه صح ...نسيت ...طب وباسل لو جبته هنا امك هدخلني في سين وجيم .
وضعت شهيرة يدها علي وجهها ومسحت عليه بغيظ قائله
=نهي ...ارجوكي ...انتي كده ممكن تشيلني وانا بفهمك .
ابتسمت نهي ببلاهه وقالت
=انا فهماكي ...بس برضه في حاجات لازم اسالك فيها ...عشان اعرف انفذ .
شهيرة
=وهو مينفعش تاخديه معاكي هناك ...هيجراله ايه يعني ...دي كلها تلات ساعات وخلص الموضوع .
نهضت نهي وقالت
=كده انا فهمت هعمل ايه ...اديني بقه المعلوم ...علشان اقدر انفذ
علي الجانب الاخر في الوكر الذي يتواجد به اسر وكامل ...ونظرا للظروف النفسيه الذي يمر بها زين ...فقد صعب الامر عليه من تفقدهم ...مما دفع اسر الي وضع حبوب منومه كان دوما يضعها في جيبها لتنفيذ افعاله القذرة فوضعها لرجال زين واخمدهم وغفل عن اعطاء نفس الحبوب لكامل فاضطر ان يهربه معه ...كان الطريق طويل بالنسبه لهم فاسر عزم امره الذهاب الي فيلا المقطم الذي لا احد يعرف عنها شئ ...ولكن كان لديه مشوار اخير قبل الذهاب والاختفاء في هذه الفيلا ...وفي اثناء الطريق تعب كامل وقال لاسر بضعف
=اسر ...انا تعبت ...ياريت ناخد مواصله تطلعنا علي المقطم علي طول .
اسر بجنون
=انت تقدر تسيبني اكمل لوحدي ...وشوفلك حته تتقلح فيها بعيد عني ...اما ان لازم اصفي حساب مع حد قبل ما امشى .
قال كامل بصعوبه
=اسر ...كفايه بقي تصفيه حسابات ...تعالي نهرب بره البلد قبل ما زين يبلغ عننا .
نظر اسر الي كامل نظرة استهزاء
=واسيب حقي ...انت مفكرني زيك ...لا يا بابا فوق انا لازم اخد حقي تالت ومتلت .
تعب كامل وجلس في نصف الطريق وقال
=لا يا اسر ...مش قادر اكمل ...شوفلي اي عربيه توصلني وروح انت صفي حسابك براحتك .
هبط له اسر وهمس اليه همس كفيح الافعي
=وطبعا انت هتروح لزين وتقوله اني رايح فيلا المقطم ...وكده انت المستفاد صح .
قال كامل بخوف
=لا متخافش ...انا استحاله اعمل كده ...هو ممكن برضه يوديني في داهيه ومش هيسيبني .
هز اسر راسه وقال لكامل
=يبقي تقوم معايا ...ونكمل المشوار ...لان فيه في فيلا المقطم حاجه عايز اوريهالك هتعجبك اوى ...ان كان زين يقدر يوصل للورق اللي ماسكه عليك ...فانا ماسك عليك حاجه اكبريا كمولتي .
اخذت غاده تفرك يديها من التوتر والقلق فهي منذ ان اعلمت زين بجرائم اسر وهي جالسه علي اعصابها تشعر ان اسر سياتي لها في اي وقت ليقتلها...خرجت الي حديقه منزلها تتمشي بها في شرود...خرجت من شرودها علي صوت بغيض من خلفها يقول
=يا حبيبتي...وفرتي عليا مشوار دخول بيتكم ...طول عمرك سهله يا غدغوده.
استدارت له وهمست بخوف
=اسر ...انتي طلعتلي منين ...ابعدي عني ومتقربليش لاحسن اصوت والم عليك الناس .
رفع اسر مسدسه وصوبه ناحيه صدرها وقال
=غاده اختارى ...مين يموت الاول انتي ...ولا ابنك .
وضعت يدها حول بطنها هامسه بخوف
=ابني لا ...متموتنيش يا اسر ارجوك ...انا همشي من البلد كلها بس سيبني .
ضحك اسر بشراسه...وصوب علي بطنها المسدس بلا رحمه ليفجر بطنها قائلا
=.غاده ...انتي مينفعش تكون ام ولا انا اكون اب ...يبقي الحل يموت وانتي كمان معاه ...سلام يا حلوة وابقي سلميلي علي ابني في جهنم .
سقطت غاده علي الارض وتركها اسر ورحل مع كامل الي فيلا المقطم .
**************************************************************************************************************
ودعت نهي شهيرة لترحل مع خليفه الي الفيلا وفي اثناء قيادته للسيارة قالت له
=خليفه ...انا عرفت موضوع شهيرة ...زى ما انت عرفته بالظبط .
نظر لها خليفه بقلق
=نهي اياك ثم اياكي يا نهي ...حد يعرف الموضوع ده فهماني ...اعقلي ابوس ايدك .
نظرت له ببلاهه وقالت
=خليفه ما انت عارفني ...مبقولش اي حاجه ...متخافش مني .
فرج خليفه شفتيه وقال
=انتي يا نهي ...ما بتقوليش حاجه ...ده انتي وكاله انباء متنقله .
مسكته نهي من ياقه قميصه وقالت
=قولي كده انا امتي طلعت اخبار حد بره ...الا وقت الضرورة وبس ...لما بلاقي الوضع محتاج اني اقول .
هز خليفه راسه يمينا ويسارا وقال
=ايوة لما الوضع يستدعي ...اهو انا عايز بقي لو الدنيا اتهدت ...متنطقيش بحرف واحد .
هزت نهي راسها بطاعه ووصلوا الي الفيلا وجودها مظلمه وكئيبه ورأوا زين قابع في غرفه المكتب شاردا وحزين يضع راسه علي سطح المكتب .
استغربت نهي من حاله زين وصعدت الي غرفتها مع خليفه تساله باهتمام
=خليفه ...زين ماله....حساه زى ما يكون صحته ضعفت تاني
وضع خليفه يده علي وجهه وقال
=زين عرف ان اسر هو اللي عمل في كل ده وفي خلود وبقي عامل زى الطور الهايج ...من يومين ضربه حته علقه هو والزفت كامل ...والله انا كنت فرحان فيهم بس خوفت لتكمل ويقتلهم في ايده ...وتبقي مصيبه بالنسبه ليه ...وبعدها عرف ان خلود هربت ومن ساعتها منهار زى ما انتي شايفه ...يالا المهم انتي بس ميصعبش عليكي وتروحي تقوليله حاجه وتبوظى الدنيا ...لازم يعرف قيمتها
هزت نهي راسها وقالت
=حاضر يا خليفه ...مش هيصعب عليا ...ولا كأني شايفاه.
اما في فيلا حازم تفاجئت شهيرة بدلوف والدها الي حجرتها يتحدث اليها قائلا
=شهيرة ...ايه اللي حصل لزين ...اللي سمعته من امك ده حقيقي .
نظرت له شهيرة بحزن وقالت
=للاسف يابابا صحيح ...زين ادمر والسبب في دماره تربيتك القاسيه له يا بابا ...انتي علمته يشك في اقرب الناس ليه ...لدرجه انه شك فيك انتي كمان .
تسارعت انفاس شرف وهتف قائلا
=شهيرة ...زين فين دلوقتي ...في الشركه ولا في البيت ؟
قطبت شهيرة جبينها وقالت
=زين مبيروحش الشركه من فترة ...من ساعه ما خلود هربت ...واللي ممشي الشغل خليفه ....حضرتك بتسأل ليه؟
تحدث بضعف وقال
=مفيش كان نفسي اشوفه ...واحاول اساعده بعلاقاتي انه يلاقيها ...مهما ان كان هو ابني اللي مخلفتوش .
ارتبكت شهيرة وقالت
=تلاقوها ...مستحيل تلاقوها ...ده مش بعيد تكون عملت في نفسها حاجه.
زفر شرف بحنق وقال
=مفيش حاجه مستحيل يا شهيرة ...بالنهايه كان نفسي اقابله ...بس الظاهر مفيش نصيب .
قالت شهيرة بترقب
=لا في نصيب ...تقدر حضرتك تروحله البيت ...ايه المشكله يعني .
شرف بصوت مبحوح
=لا يا شهيرة ...انسي ...انا لا يمكن ادخل البيت والوليه الحيزبونه دي فيه ....ياريت تتصلي عليه وتقوليله يقابلني بره ...في حاجه مهمه لازم اقولهاله .
ربتت شهيرة علي يد والدها بحنان قائله
=حاضر يابابا ...هكلمه ...وهرتب ليكو مقابله في اقرب وقت .
اتصلت شهيرة علي زين لترتب له موعد مع والدها رد علي اتصالها زين بخفوت قائلا
=شهيرة ...ازيك ...انا مش هقدر افيدك في الشغل ممكن تتصلي يخليفه .
قاطعته شهيرة قائله
=انا ما اتصلتش بيك علشان الشغل ...انا اتصلت بيك علشان بابا عايز يقابلك .
زين بتعب
=ارجوكي يا شهيرة ...انا تعبان ...ومش قادر اقابل حد .
شهيرة بصوتها الحنون
=زين انا ما صدقت بابا يخرج من الحاله اللي هو فيها ...وطالب يقابلك ...ارجوك اقبل .
زين بخفوت
=ماشي يا شهيرة ...انا موافق ...بس مش هنا انا هقابله بره .
ردت بامتنان
=شكرا ليك يا زين ...ربنا يعينك علي حالك ...وترجعلك خلود وابنك بالف سلامه
دخلت شهيرة غرفه والدها فقال لها
=شهيرة ...تعالي ...كلمتيه .
هزت راسها بالايحاب وقالت
=ااه يابابا ...ووافق ...هيقابلك بكره بس بالراحه عليه لانه من صوته حسيته مدمر
تنهد شرف وقال
=لو عليا ...نفسي اخد الحزن اللي جواه ...واستحمله انا بداله .
علي الجانب الاخر في فيلا المقطم بينما كان كامل واسر يجلسان عبس كامل وقال
=هو ده تصفيه الحساب يا اسر ...تقتل البت من غير ما تشفق علي ابنك اللي في بطنها ...وجايلك قلب تيجي هنا تاكل وتشرب وتنام .
كانت سميرة خادمه فيلا زين ماراه بجوار فيلا اسر فوجدتها مضيئه فهي منذهروبها عملت خادمه عند عائله ثريه تسكن هناك دفعها جنونها ان تدخل من باب المطبخ لتستمع الي حديثهم وضعت يدها علي فمها وقالت فين فسها
=مش ده الي ميتسمي كامل اللي اغتصب اختي ...ايه اللي جابه هنا ...اه يانارى .
رد اسر علي كامل وقال
= اههااا ...شوفوا مين اللي بيتكلم ...اشهر مغتصب وانت جالك قلب تغتصب البنات وتبعتهم ليا اقتلهم ؟.اه وعايز اقولك علي مفاجئتي هنا في فيلا المقطم ...كل فيديوهاتك القذرة اللي اغتصبت فيهم البنات بنت بنت .
الفصل الثلاثون
شهقت خلود مما قاله زين عن الطفل والبعاد ولزوم عقابها وحركاته ومداعبته لها في وجهها بحنان فابعدت وجهها عنه وازاحته وخرجت من حصاره وربعت ذراعيها قائله
=عقاب ايه اللي انت بتتكلم عنه ...والبعد بقي انت اللي اجبرتني عليه ...انا لا يمكن كنت اعيش معاك بعد اللي عملته فيا .
ذهب اليها مرة اخرى ووضع يده علي وجهها قائلا بندم
=مش قادر علي بعدك يا خلود ...انا اسف ...كفايه ان بعدك عني اكبر عقاب ليا .
ازالت يده من علي وجهها وزفرت بحنق قائله
=عقاب ...هو انت اللي زيك بيتعاقب ولا بيتأسف ولا بيندم ...اللي زيك بيدوس الناس برجليه .
نظر اليها بحنان وقال
=مش كل الناس يا خلود ...انتي عندي حاجه تانيه ...انتي الروح والنفس والقلب .
مسكت خلود ظهرها وجلست علي الفراش بهدوء تساله
=نسيت انك قولتيلي انك ندمان انك عرفتني ...الوقتي بقيت حاجه تانيه عندك ...انا بالنسبه ليك ولا حاجه .
جلس بجوارها علي الفراش بارهاق قائلا
=مكنتش عارف ان سنين عمرى اللي اتعلمت فيهم القسوة ...هتيجي انتي في سنه ...تعلميني الحب .
قالت بتصلب
=خلص الكلام يا زين ...وان كان علي ابنك ...انا برضه هطلع اصيله وهسمحلك تزوره.
ابتسم زين بسخريه وقال
=ابني ...انتي مفكرة ان كنت بدور عليكي علشانه ...لا يا خلود انا دورت عليكي وكنت جايلك قبل ما اعرف انك ما اجهضتهوش .
تحدثت خلود بشده
=اتاخرت كتير يا زين ...وتدويرك عليا ملوش قيمه عندي ...انا اخدت قرارى من قبل ما اعرف انك عرفت الحقيقه .
تنهد زين بتعب وقال
=معلش يا خلود ...سامحيني المرة دي كمان ...انتي طول عمرك بتسامحيني .
ردت خلود بحقد
=انا يا ما سامحتك علي اهانتك ليا ولعيلتي ...وترجع تاني في اي لحظه شك ترميني براه حياتك ...علشان كده المرة دي انا اللي اختارت اخرج بره دايرة شك .
وضع يده علي خصلات شعرها المبلول وقال بحنان
=هتقدرى تعيشي من غير يا خلود ...انا نفسي مش هقدر ...يشهد ربنا اني كنت بموت في اليوم الف مرة وانتي مش جمبي .
همست خلود بخيبه امل
=انت السبب في اللي حصل ده كله ...كان فيها ايه لو كنت سمعتني ...مكناش وصلنا للحاله دي .
مسك زين يدها وقبلها بدموع وقال بصوت ضعيف
=ارجوكي يا خلود متسيبنيش ...مستعد اعملك اي حاجه علشان ترجعيلي ...بس ارجعي .
نظرت له خلود وقالت
=مش هقدر يا زين ...سيبني انت احافظ علي شويه الكرامه اللي فاضلين ...سيبني ارجع خلود بتاعت زمان .
همس زين بحزن وقال
=انتي كده بتموتيني يا خلود ...وانا ما صدقت اشوف الحياه اللي بجد علي ايدك ...ارجوكي .
تألمت خلود من حركه طفلها ووضعت يدها علي بطنها قائله
=زين ...ارجوك انت ...انا مش في حمل مناهده .
ابتسم بحزن وقال
=يااااه ...للدرجه دي كلامي معاكي بقي مناهده ...عموما يا ستي انا اقابل باي حاجه تقوليها .
تنهدت خلود وقالت
=طب امشي بقي ...زمان نهي او شهيرة جايين ...ولازم البس هدومي .
نهض من الفراش وقال
=طب ما تلبسي ...هو انا حوشتك ...مهما ان كان انا برضه جوزك .
ذهلت خلود وقالت
=جوزى مين ...اذا كان لما كنا كويسين مع بعض ...عمرى ما غيرت قدامك ...الظاهر ان بعادي جننك .
امسكها من يدها لتنهض قائلا بخبث
=طب ايه رايك ...ان انا اللي هلبسك هدومك بنفسي ...وريني بقي هتعملي ايه
هتفت خلود باعتراض
=لا انا اللي هلبس لوحدي ...قال تلبسني قال ...ده من رابع المستحيلات .
ابتسم بهدوء وقال
=ماشي يا خلود ...البسي وانا هروح احضرلك حاجه تاكليه ...اه ونهي وشهيرة مش جايين النهارده النهارده ده بتاعي ...وبكرة وكل الايام كمان
خرج زين من الغرفه لتبتسم خلود وتقول
=يااااه يا زين ...كنت فين من زمان ...مكنتيش يا نهي تنسحبي من لسانك من زمان وتقوليله ...وحشنتني يا زين ...بس لازم اعلمك الادب .
دخل زين لخلود بعد ارتداء ملابسها حاملا صينيه الافطار ...وجدها ترتدي فستان بلون البنفسج واسع وقصير ليسهل لها الحركه هي وجنينها وبحمالات رفيعه ...ذهل زين من جمالها فوضع الصينيه علي الطاوله وذهب الي عندها كالمغيب فاستوقفته خلود بيدها وقالت
=متفكرش اني لابسه كده علشان اللي في دماغك ...انا لابسه كده علشان ده الحاجه الوحيده اللي بتريحني في اللبس ...فمتفهمش غلط .
لم يستسلم فجذبها له وهمس في اذنها قائلا
=انا عمرى بفهمك صح ...وزى ما بتلبسي حاجات تريحك ...انا كمان يا خلود نفسي ارتاح ...وراحتي دي في حضنك انتي .
قالت خلود ببرود
=انا يا ما ريحتك ...بس انت استغنيت ...فريحني انت بقي وابعد عني .
ابتلع زين شفتيها في قبله عاصفه هزت كيانها وجوارحها ثم همس امام شفتيها قائلا
=الشهرين اللي فاتوا في بعدك ...كانوا سنين بالنسبه ليا ...ومش مستعد افضل طول عمرى متعذب في بعادك يا خلود .
ازاحته وقالت بجمود
=لا يازين ...احنا هنفضل بعاد عن بعض ...وللابد كمان .
اغمض زين عينيه وتساقط الدمع من عينه قائلا بصوت مبحوح
=خلود ...بقيتي قاسيه كده ليه يا خلود ...للدرجه دي هتقدرى تبعدي عني .
ردت ببرود
=هقدر ...وانا بقيت قاسيه ليه ...لان تلميذتك واتعلمت علي ايدك القسوة .وياريت تطلقني .
اتسعت عيون زين من الصدمه وقال
=عايز تطلقي يا خلود ...للدرجه دي ...حتي بعد ما رجعتلك ندمان ومكسور ؟
همست خلود بداخلها قائله
=لو ندمك ده هيرجع اللي فات ...كنت انا رجعت من زمان ...انا خلاص استكفيت .
رد زين بحزن وقال
=كل اللي انا فيه ده ...مش مكفيكي ...عايز تدمرني بطلاقك مني ؟
ردت خلود بجمود
=النهارده هسامحك وانت هتصالحني ...وفي اقرب فرصه هترجع تشك فيا تاني ...وتغدر بيا تاني .
زين بوعد
=لو غدرت بيكي تاني ...او شكيت فيكي مرة تانيه ...هموت نفسي ساعتها وانا حتي بفكر .
خلود بمشاعر ممزقه
=تعرف يا زين ...انا اكتر حاجه قهرتني منك ايه ...انك وعدتني انك عمرك ما هتشك فيا تاني ورجعت شكيت .
عاد زين يتحسس وجهها بحنان قائلا
=يعني يا خلود مفيش امل ترجعيلي تاني ...انا مستعد اعملك اي حاجه ...حتي لو عايزاني اموت نفسي .
نظرت له بذهول وقالت
=ايه تموت نفسك ...انت فاكر ان الحكايه سهله ...انا مش عايزاك تموت ...انا عايزاك تعيش وتتعذب زى ما انا بتعذب .
ظل يربت علي وجهها بحنان قائلا
=طب ما كفايه عذاب يا خلود ...خلينا نرجع تاني لبعض ...وانا اوعدك اني هعوضك عن كل العذاب اللي شفتيه في حياتك .
وضعت كفها الرقيق علي يده وقالت
=العذاب اللي شفته في حياتي حاجه ...وعذاب الايام اللي فاتت حاجه تانيه ...انا عيني ما فارقتهاش الدموع .
التهم شفتيها مرة اخرى بقبله طويله وابتعد عنها ليتنفسا الهواء قائلا بانفاس لاهثه
=دموعك دي غاليه عليا يا خلود ...أوعدك انها هتكون دموع فرح وبس ...ومفيش عذاب تاني .
قام بتقبيل عنقها وتحسس ذراعيها ليزيل حمالات الفستان مقبلا كتفيها بكل نعومه فتأوهت من قبلاته ولمساته فادخلت راسها في صدره فحملها متوجها بها الي الفراش فشهقت قائله
=...زين ...استني نتفق الاول ...في حاجات مهمه لازم توافق عليها قبل ما نرجع لبعض .مش يمكن ميعجبكش الكلام فمتوافقش
وضعها زين الفراش مقبلا جبهتها قائلا
=لا هوافق ...قولي بس انتي عايزة ايه ...وانا تحت امرك يا احلي خلود .
ظل يداعبها بقبلاته فازاحته قليلا وقالت
=بصي يا زين ...اولا انا هرجع المعهد مش امتحانات بس ...لا محاضرات ...وده اللي هيثبتلي ثقتك فيا ...
=ثانيا...انا عايز فيلا صغيرة لينا او شقه مش هتفرق ...اهم حاجه تكون خاصه بينا .
=ثالثا...تبطل عصبيه ...مش عليا انا لوحدي ...علي خلق الله ...وترقص
صدم زين مما قالته خلود وقال
=بالنسبه للمعهد والبيت الخاص والعصبيه ...انا موافق ...بس معلش ايه ارقص دي
راقصت له حاجبها وقالت
=ده اهم شرط من شروط الصلح ...تقوم دلوقتي هشغلك اي اغنيه علي ذوقي وترقص معايا .
ضحك زين ضحكه رنانه وقال
=مجنونه ...انا استحاله اعمل كده ...هيبتي تروح
زمت خلود شقنيها ونهضت من علي الفراش وقالت
=هيبتك ...طيب يا زين ...خلي هيبتك بقي تنفعك
جذبها زين من خصرها وهمس قائلا
=انا معاكي مستعد اضيع هيبتي ...واضيع كله حاجه ...في سبيل سعادتك يا خلودى
وبالفعل نفذت خلود شرطها ورقص زين ولكم ما تتخيلوا شخص بشخصيه زين يرقص كل هذا في سبيل عوده حبيبته ...ها هو الحب يا ساده .
وبعد الرقصه اقترب زين من رقبتها وقبلها قائلا
=واحشتيني اوى يا خلود ...انا موحشتكيش .
خلود بخبث
=اكيد وحشتيني .
حملها وذهب بها الي الفراش قائلا
=اوعي تبعدي عني تاني يا خلود ...وانا اوعدك عمرى ما هغدر بيكي تاني ولا اشك فيكي ابدا ...هنسيكي كل اللي عملته فيكي يا خلود يا عشقي الاول والاخير.
استيقظت خلود تفتح عينها تنظر الي سقف الغرفه ثم الي زين النائم في احضانها ...تتذكر احداث الامس وتبتسم بفرحه علي رجوعه لزين مجددا ...داعبت انفه باصبعها ليفتح عينه الناعسه فقالت له
=صباح الخير يا زيني
اخذ يدها وقبلها قائلا باشتياق
=يااااه ...وحشتيني كلمه زيني يا خلودي .
ضحكت خلود ضحكتها الرنانه التي تزلزل كيان زين وقالت
=يالا قوم بقا يا كسلان ...انا جعانه جدا ...
ابتسم زين بخبث وقال
=طب ما تيجي ااكلك
لكزته في صدره وقالت
=عيب يا زين ...اتلم ...ولا هو علشان رقصت امبارح هتسوق فيها .
عض زين علي شفتيه وقال
=شوفي يا خلود ...الرقص اللي رقصته امبارح ده ...اياكي تحكيه لحد .
نظرت خلود الي عينه وتحدثت بمكر
=موافقه ...بس بشرط دي مش مرة وعدت ...احنا هنكون في بيت لوحدينا وعايزين نقلبها اخر هيصه .
ضحك زين وقال
=احلي حاجه في موضوع البيت لوحدنا دي ...اني هستفرد بيكي ...وهتشوفي مني ايام ...المهم قومي زى الشطورة بقي علشان نرجع نطمنهم
تضايقت خلود وقالت
=هولازم يعني نرجع الفيلا ...ما نروح علي الفيلا القديمه بتاعتك علي طول ...بصراحه كده من اخر مواجهه بيني وبين مامتك وانا مخنوقه .
ربت زين علي شعرها وقال
=خلود يا حبيبتي الفيلا القديمه محتاجه توضيب ...ومينفعش منروحش لامي نطمنها ...كمان في مشوار تاني هنروحه قبلها.
قطبت خلود جبينها وقالت
=مشوار ايه ده .
ابتسم زين وقال
=هقولك لما نوصل ...يالا بقي علشان نلحق اليوم من اوله ...علشان الليل يبقي بتاعي انا وبس
قبلته خلود بشده من وجنتيها ونهضت من علي الفراش وتوجهت اليه لتلبسه الساق وهو يداعب خصلات شعرها قائلا
=حتي في دي وحشتيني كمان يا خلود .
نهضت خلود ورفعت نفسها وهي واضعه يدها علي بطنها قائلا
=عمرنا ما هنبعد عنك تاني يا زين .
ذهب زين وخلود الي شقه والداتها واستغربت خلود انه اتي بها الي هنا...فتفحصته وسالته بهدوء
=انت جبتنا هنا ليه ...مش انت قايلي معنتش اجي هنا ...ولا بابا جراله حاجه ؟
هز زين راسه نافيا وقال
=طب هو باباكي لو جراله حاجه مكنتش قلتلك ...وبعدين قلنا ننسي الماضي ...وننسي كمان اني منعتك تزورى مامتك .
طرق زين بمفرده باب شقه السيد هاجر واختبئت خلود خلف الباب ...واول ما راته السيد هاجرسالته بلهفه
=زين ...لقيت خلود صح ...طب هي فين ؟
قال زين
=مستخبيه ورايا ...مش عارف بتعمل كده ليه ...مفكراني هقولك ملقتهاش .
ازاحته هاجر واول ما رات خلود احتضنتها بشده لدرجه انها اعتصرت حتي افقدت خلود القدرة علي الوقوف فاجلستها ووضعت يدها علي وجهها قائلا بحنان
=كنتي فين يا خلود ...عامله ايه يا قلب ماما ...كده يا خلود متقوليش حتي لامك ؟
همست خلود بنعومه
=طب ما هو لو كنت قولت لحضرتك ...كنتي هتقولي لزين ...وانا كنت خايفه .
مسكت هاجر يد خلود وقالت بحنان
=متعمليش كده تاني يا خلود ...علشان خاطرى ...انا كنت هتجنن .
مسكت خلود يد امها وقبلتها قائلا
=مش هعمل كده تاني ياماما ...متقلقيش عليا ...انا وزين رجعنا لبعض .
نظر زين الي والده خلود وقال
=حضرتك عامله ايه دلوقتي ...واخبار عمي باهر ايه ...يارب يكون بخير .
استغربت هاجر من اسلوبه وقالت
=بخير يا زين ...طول ما انت بتحب بنتنا وبتخاف عليها ...احنا بخير .
سالت خلود والداتها وقالت
=طب هو فين بابا يا ماما ...ده واحشني اوى ...نفسي اشوفه .
هاجر بهدوء
=هو عند الدكتور بيظبط الضغط والسكر ...اجراء روتيني ...مكنش عايز يروح بس انا صممت .
شعرت خلود بالم من ضربه الجنين في بطنها فقالت
=طب يا ماما ...احنا هنقوم بقي ...علشان احنا لسه هنروح الفيلا ...واه احنا هنعيش في فيله زين القديمه واكيد هتجيلي علي طول انتي وبابا .
نهضت هاجر ونظرت الي زين بامتنان وقالت
=زين ...شكرا كتير ليكي ...انك رجعت الضحكه لخلود من تاني .
تنهد زين بتعب وقال
=بس انا تعبت اوى علي بال ما رضت تسامحني ...بس المهم في الاخر انها سامحتني ... .
احتضنت خلود والداتها وقالت
=طب اسيبك انا دلوقتي ياماما...اصل زين شكله تعبان ...ولازم نروح علشان يرتاح .ولا عايزاه يقول اننا مش مريحينه.
ابتسمت هاجر وهزت راسها بالنفي وقالت
=لا يا حبيبتي ...زين لازم كلنا نريحه ...ده بقي غالي عندنا اوى ....المهم خلي بالك منه يا حبيبتي وخلي بالك من نفسك ومن اللي في بطنك .
ابتسمت خلود لوالدتها وقالت
=حاضر يا ماما ...دعواتك لينا بقي يا مامتي .
هاجر
=يارب يهدي سركم ...ويقومك بالسلامه يا خلود ...ويباركلك ديما يارب .
خرج زين وخلود من بيت والداتها وهمست خلود في اذن زين وقالت
=مفاجاتك حلوة اوى يا زين ...انا بحبك اوى ...حرفيا بعشقك .
وفجاه مسكت بطنها وصرخت ففزع زين من منظرها وقال
=خلود...مالك يا حبيبتي ...ايه اللي بيوجعك .
ردت خلود بتعب وقالت
=مفيش حاجه ...بس هو عمال يرفصني كل شويه ...خصوصا لما بفرح كتير .
اجلسها في السيارة برفق وعنايه وقال
=طب علي مهلك ...وانا هسوق علي مهلي ...ولو تعبانه فعلا نروح نكشف .
جلست خلود بجواره في السيارة ناظره الي بطنها قائله
=بس كان نفسي اعرف هو ولد ولا بنت ...بصراحه انا نفسي في ولد ...وياخد منك قوتك .
وضع يده علي بطنها يتحسسها قائلا
=طب افرضي طلعت بنت ...انا شخصيا اتمني ...وتكون في شقاوتك وعنادك .
ضربته برفق علي يده وقالت
=انا ...ده انا طيوبه وغلبانه ...وبسمع ديما الكلام .
زين بهدوء
=لو رجع بيا الزمن ...برضه هتجوزك يا خلود ...يا احلي حاجه حصلت في حياتي .
انطلق زين وخلود الي فيلتهم ودلفا سويا وايديهم متشابكه ليجدوا نهي وخليفه وياسمين يجلسون في جمود اول ما راوهم ما عدا نهي ...فعلم خليفه ان نهي اخبرت زين بمكان خلود فهب واقفا يقول بمرح
=يا عيني علي الحلو لما تبهدله الايام ...واخيرا خلود هانم رجعت لعرش الزين من جديد ...حمد الله علي سلامتك يا خلود .
نظر زين الي امه وجدها تنظر الي خلود باستهزاء فقال لها
=ايه ياماما ...مش هتقولي لخلود حمد الله علي السلامه ...ولا اخدها وارجع تاني .
ياسمين بقرف
=لا ازاي ودي تيجي ...حمد الله علي سلامتك يا هانم ...يارب تكوني اتعلمتي الدرس كويس .
تذمرت خلود وضربت الارض برجلها قائله
=ياسمين هانم ...انا ما اتعلمتش حاجه ...لاني مغلطتش اساسا .
تحدثت ياسمين بسخريه
=اومال انا اللي غلطت ...انا اللي هربت من جوزى ...وقلتله انا موت ابنك .
زين برجاء
=ممكن يا امي ننسي اللي فات ...ونبدا من اول وجديد ...خلود مراتي وكرامتها من كرامتي .
ياسمين زفرت بحنق وقالت
=طيب يا خويا ...محدش هيجي علي كرامتها ...بس هيا كمان تحافظ علي بيتها وجوزها .
اراد خليفه تغيير الاجواء فقال لنهي
=طبعا يا نهي مش محتاجه سؤال ...انتي اللي قلتي لزين ...انتي متقدريش .
نهي
=لا ...اااه ...يوووه بقي يا خليفه كنت عايزني اعمل ايه وهو شكله يصعب علي الكافر .
تنحنح زين قائلا
=سيبونا من الموضوع ده ...انا عايزة ابلغكم بقرار اخدته ...وياريت الكل يحترمه .
خليفه بمرح
=خير ...اوعي تقول انك انت المرة دي اللي هتهرب ...والمرة الجايه يهرب ابنك وخدي ابني معاه لاحسن مقطع عليا .
ابتسم زين بتعب وقال
=لا اطمن معدش حد هيهرب ...الصراحه انا وخلود هنعيش في فيلا المعادي ...علشان نبقي علي راحتنا .
نهضت ياسمين بغضب وقالت
=ايه بتقول ايه ...عايز علي اخر الزمن تسيبنا وتعيش لوحدك يا زين ...ليه ان شاء الله ؟
ذهب زين الي امه ليهدا غضبها قائلا بثبات
=امي انا هيكون ليا بيت مع عيلتي الجديده ...وهيكون مفتوح ليكي في اي وقت ...حتي لو هتفضلي معايا العمر كله .
ظهرت ملامح الحزن علي وجه ياسمين وقالت
=يا زين ...انا مقدرش اسيب هنا ...والفيلا هناك انا مقعدتش فيها انا وابوك كتير ...فذكرياتي هنا ...ارجوك خليك معانا ...وانا اوعدك مش هضايق خلود تاني .
زين بادب
=الموضوع مش انك ضايقتيها ...بالعكس خلود بتحبك زى مامتها ...بس انا من زمان كنت بحلم يكون ليا عيله صغيرة زيك يا امي ...ومصدقت الحلم يتحقق فعايز اتوجه ببيت صغير ...ارجوكي يا امي احترمي رغبتي ...
احتضنته امه بكل حنان وقالت
=اعمل اللي يريح قلبك يا زين ...انا عمرى ما هقف في طريق سعادتك تاني ...لا انت ولا خلود .
صعدت خلود الي غرفتها واخذ زين خليفه الي حجرة المكتب ليتناقشوا سويا في بعض الامور تحدث زين بالاول وقال
( الفصل الواحد والثلاثون
توجس زين خيفه من رده فعل امه عندما رات حازم وشرف واستاذنها بقلق
=امي ...ممكن تقعدي وتهدي ...انا اللي قلت لعمي وحازم يشرفوا .
ظهرت ياسمين بملامح جامده وقالت بقسوة
=انا طالعه اوضتي ...هما جايين ليكم ...واعتقد انهم مش مقبولين بالنسبه ليا .
زين برجاء
=ليه بس يا امي ...متصغرنيش ارجوكي ...انا عايز اصفي كل الخلافات .
ياسمين بتخشب
=انا مصغرتكش ......انت اللي استقليت بيا ...كان لازم تعرفني انهم جايين .
زين برجاء
=امي ارجوكي ...انتي قلتي انك مستعده تعملي اللي يسعدني ...واللي يسعدني انك تقعدي معانا دلوقتي .
ياسمين بجمود
=مش هقدر يا زين ...متزعلش مني ...قدر ظروفي .
صرخ بها شرف وقال
=ظروف ايه اللي بتتكلمي عليها يا ياسمين ...الظروف دي انتهت بالنسبه ليا من يوم ما خرجت من البيت ده ...انا خلاص علي حافه قبرى ارحمي وسامحي ده ربنا بيسامح .
ابتلعت ياسمين ريقها بصعوبه وقالت
=انا عايزة اللي يرحمني انا كمان ...انت عملت فيا كتير يا شرف ...ومش قادرة انسي .
ربت زين علي كتفها وقال
=انسي يا امي ...وسامحي ...ربنا كريم وبيسامح .
وضعت ياسمين يدها علي وجه زين وقالت
=انتي مشفتش اللي انا شفته ...انا اتعذبت كتير واتمسكت بيكم لاخر نفس ...ومع ذلك هو ما استسلمش وكان عايز ياخدك مني
ابتسم لها زين وقال
=اللي انا عايزاه ...اننا نسي الماضي ...ونبدا من اول وجديد ...كتير عليا يا امي .
صرخت ياسمين قائله
=مش قادرة ...هو اهاني كتير ...من قبل حتي ما اعرف ابوك .
اسرع زين باحتضانها قائلا
=خلاص يا امي ...اهدي ...انا اسف لحضرتك .
ابتعدت عن احضان ابنها قائله
=انا اللي اسفه للكل ...وخصوصا لذكرى حاجه حصلت من زمان ...اعذريني يا تفيده مكنتش اقصد اجرحك.
ابتسمت تفيده وقالت
=ايه اللي انتي بتقوليه ده ...عارفه يا ياسمين ...انا عمرى ما زعلت منك ابدا .
وضعت ياسمين كفها علي راسها قائله
=اناانا ضايقتك كتير يا تفيده ...وانتي ياشهيرة ...وانتي يا نهي .
نظر الجميع اليها بذهول خاصه شرف قائلا
=انتي ضايقتيهم ...انتقام مني ...مش علشان مش يتحبيهم .
مسحت ياسمين علي وجهها بغيظ قائله
=كنت قاصدك انت ...بس انت ولا اندهاش ...مكنتش بتتأثر .
نظر لها بسخريه وقال
=وانا اتاثر ليه ...مبعرفش انتي نسيتي اني بارد ...وعلمت ابنك البرود زيى.
ذهبت خلود الي زين ووضعت يدها علي كتفه تقول
=زين بارد ...ده زين الزين يا عمو ...هو في كده يا ناس .
تحدث خليفه بمرح قائلا
=ايوه بقي ...ومين يشهد للعروسه ...العب يا زيزو .
هز زين راسه يمينا ويسارا قائلا
=بس انت وهي ...احترموا نفسكوا ...خلينا نشوف الكبار هيعملوا ايه .
اقترب زين من اذن خلود قائلا
=عقابك هيتقل ...علشان دلعك قدامهم ...وكلمه زين الزين .
لاحظ شرف ضيق حازم فقال له
=مالك يا حازم ...مش طايق نفسك ليه ....تحب تمشي .
زفر حازم بحنق وقال
=انا كنت مستني زين يرجع مراته ...المفروض بقي تتحل عقدتي واتجوز .
سأل شرف حازم
=هو حد منعك ...ما تتجوز من الصبح لو حبيت ...هو حد اعترض .
هز حازم راسه بالنفي قائلا
=لا ...انتو مطنشني بس ...لغايه ما هفرقع .
زفر شرف بحنق وقال
=شهيرة ...انتي مطنشاه ليه ...هو احنا ناقصيين .
تحدثت شهيرة بحرج
=معدش حاجه ناقصنا يا بابا ...لسه بس الفستان ...وتحديد ميعاد مع الماذون .
تنهد شرف وقال
=الحمد لله ...كده انا خلصت منك انتي واختك ...واخيرا اديت رسالتي .
عبست نهي وقالت
=خلصت مننا ...ليه يا بابا ...ده احنا ملايكه .
ضحك شرف وقال
=ما بلاش انتي يا نهي ...دا انتي مجنناني من يوم ما اتولدتي ...اختك الاصغر منك اعقل منك .
ردت تفيده بهدوء
=خلاص بقي يا شرف ...بلاش فضايح ...نهي الوقتي كبرت وبقت ام .
خليفه بمرح
=هي بقت ام اه ...لكن كبرت وعقلت ...اشك .
قاطعهم شرف مجددا
=خلاص بقي يا جماعه ...نرجع لمرجوعنا ...خلاص يا ياسمين سامحتيني ولا لسه شايله في قلبك مني .
ياسمين بهدوء
=اللي حصل زمان لا يمكن انساه يا شرف ...انا ممكن اعتبره ما حصلش ...اعتبر اننا لسه عارفين بعض .
زين برجاء
=امي ...ارجوكي انسي بقي ...وسامحيه زى ما خلود سامحتني .
ياسمين بهدوء
=خلاص يا شرف ...عفا الله عما سلف ...انا هعمل زى خلود وهاسمحك .
ابتسم لها شرف وجلست العائله سويا مجددا بكافه افرادها وزياده عليهم حازم وخلود وباسل ..جلسوا يتحدثون في موضوع اتمام عرس حازم وشهيرة
سالت خلود شهيرة باهتمام
=هنجيب الفساتين منين يا شهيرة ...انا متحمسه من دلوقتي ...عايزة اجيب احلي فستان .
زين بجمود
=وهو انتي تنفعي تلبسي فستان بشكلك ده ...انا هنقيلك اي حاجه علي ذوقي ...متتعبيش نفسك .
هزت خلود راسها بالنفي وقالت
=زين انا هشترى فستان ...ومش هتشوفوا غير يوم الفرح ...علشان فال وحش .
زين بغيظ
=احنا مش عرسان جداد ...علشان يكون فال وحش ...الحمل مضيع تركيزك .
شهيرة بصوت منخفض
=زين انا فعلا محتاجه خلود ...وانا بنقي الفستان ...علشان ذوقها حلو اوى .
هز زين راسه بالموافقه مضطرا وقال لحازم
=شوف مراتك المستقبليه ...عايزة تاخد راي مراتي في الفستان ...انا مش مسؤل عن الفستان .
زفر حازم بحنق وقال
=وانا هعمل ايه يعني ...اي كلام هقوله ...هيبقي في الهوا اصلا .
هزت شهيرة راسها بالنفي وقالت
=لا يا حازم ...انت كلامك علي عين وراسي ...بس اديني فرصه افاجئك بالفستان .
نهض شرف وقال بسيطرة
=البنات قالوا كلمتهم ...هينزلوا يجيبوا فستانين ...وانتو هتوصلوهم انتهي .
تحدثت خلود الي شهيرة ونهي قائله بهمس
=ابوكم كان فين من زمان ...واضح انه مسيطر ...التلات رجاله وطوا راسهم ومنطقوش
ضحك كل من شهيرة ونهي علي خوف خلود من شرف السرجاني وهيبته وانقضي اليوم وانتهي الاجتماع العائلي الذي اثمر بعوده الترابط الاسرى من جديد.
بعد مرور شهرين كانت خلود في شهرها السادس وقد علمت انها حامل بصبي وكانت بطنها صغيرة للغايه مما يجعلها ترتدي الملابس براحه شديد ...جاء موعد زفاف هلا وحسام ...ارتدت خلود فستان ابيض اختارته بنفسها فهي تعوض به فستان زفافها الذي لم تختاره بنفسها ...هبطت خلود الي الاسفل حيث ينتظرها زين في بهو الفيلا الصغيرة التي انتقلوا اليها منذ شهر ...اول ما رائها انبره بجمالها وقال في نفسه
=يا الله ...سبحان من صورك ...انا بحمد ربنا انك ليا يا خلود .
نظرت له خلود بحيرة وقالت
=ايه الفستان ملفت ولا حاجه ...هو لونه بس اللي ملفت وانا عارفه ...بس بليز يا زين متخلنيش اغيره انا قصدت اجيبه ابيض علشان اعوض بيه فستان فرحي .
قال زين
=انتي جميله اوى يا خلود ...اي حاجه بتلبسيها بتلفت النظر ...وعلي فكرة انا هعوضك عن يوم الفرح بالكامل .
نظرت اليه بخبث وقالت
=معنديش مانع ...يبقي كده هنرقص في الفرح النهارده ...تعويض يقي .
زين بلوم مصطنع
=انا مرقصتش معاكي يوم فرحنا ...اخص عليكي ...ده طول الفرح فضلت ارقص واعرفك بنفسي كمان .
تنهدت خلود وقالت
=هنقعد نعاتب في بعض كتير ...يالا بس علشان نلحق الفرح ...هلا وحسام عملوا كتير علشانا .
ذهب زين وخلود الي فرح هلا وحسام وراوا غاده ومعها شاب فاستنكرت خلود لوجود غاده في الفرح واشاحت بوجهها الي الجانب الاخر حتي اتتها غاده قائله
==خلود ...ممكن تسمعيني ...انا كنت حابه اجيلك بنفسي بس كنت محرجه منك جدا .
خلود بضيق
=محرجه ليه ...هو انتي عملتي حاجه لا سمح الله ...انتي يدوب كنتي هتخربي بيتي .
غاده هزت راسها بالنفي وقالت
=انا مكنتش قصدي كده ...انا سمعت كلامه علشان يتجوزني ...بس النهايه ايه ضرب عليا النار .
ردت خلود بالامبالاه
=يالا حصل خير ...بس شكلك مش بضيعي وقت ...مين بقي اللي انتي معاه ده .
ابتسمت غاده وقالت
=اه ده محمد ...اللي عملي العمليه ...وعرف عني كل حاجه وطلب ايدي من شهر وانا وافقت .
خلود بسعاده
=بجد يا غاده ...شوفتي ربنا عوضك ازاي ...الف مبروك يا حبيبتي .
تدخل زين بتعب وقال
=طب مش هنقعد بقي ...انا تعبت ...وانتي كمان يا خلود لابسه كعب عالي واكيد رجلك وضهرك وجعوكي .
همست خلود لزين وقالت
=في ايه يازين ...بتحرجني ليه ...مبحبش كده .
صمت زين الي انتهاء الحفل واخذها الي المنزل واول ما دخل صرخ بها قائلا
=انتي كنتي فرحانه بنظرات زمايلك ليكي صح ...مفيش واحد ماشالش عينه من عليكي ...اومال لما بتروحي المعهد بتعملي ايه ؟
ذهلت خلود مما تسمعه وقالت
=فين النظرات دي ...انا مشفتش ولا واحد منهم بيبصلي ......انت رجعت تشك فيا تاني رغم اني حذرتك قبل كده ...لا انا كده مش هستحمل .
انفجرت خلود في البكاء فاخذها في احضانه وربت علي ظهرها قائلا
=انا اللي مش متحمل اي حد يبصلك ...انا بغير عليكي اوى يا خلود ...انا بحسد نفسي علي وجودك في حياتي .
رفعت وجهها من بين احضانه ومسحت دموعها وقالت
=يا زين ...انا ملكك انت لوحدك ...ومليش ذنب ان حد بيبص عليا .
مرح زين وقال
=لا ليكي طبعا ...ذنبك انك حلوة بزياده ...انا كل اما افكر انك كان ممكن تبقي لغيرى اتجنن .
خلود بهدوء
=بعد الشر عليك من الجنان ...وبعدين انا اعمل ايه ...ما انا كمان بتجنن لما بشوف واحده بتقرب منك .
زين بصوت مبحوح
=انا لا يمكن اسمح لاي واحده تقرب مني غيرك ...اطمني يا خلودي ...انا مأمن نفسي كويس .
زفرت خلود بحنق
==واللي البنت اللي اتعينت بدل الزفت اسر ...دي مش بتحاول تقرب منك ...اعوذ بالله المنصب ده مدعي عليها ديما بيمسكه عفارب .
انفجر زين في الضحك وقال
=الظاهر كده يا خلود ...انا هلغي المنصب ده خالص ...ده منصب شؤم .علشان خاطرك
ذهلت خلود مما قال وقالت
=للدرجه دي ...هتستغني عن منصب زى ده في الشركه ...علشاني .
نظر لها زين بحب وقال
=واكتر من كده ...انا وعدتك ...ان اعمل اي حاجه تخليكي مرتاحه .
جلست خلود علي الاريكه لترتاح قائله براحه
=انت الراحه كلها يا زين ...وبجد انت فعلا اتغيرت ...بس لسه شويه عصبي .
ضحك زين وقال
=شويه ...يا بنتي انا اتهديت ...انتي هديتيني علي الاخر .
خلود بخبث
=زين السرجاني يتهد ...اشك ...ده انت زى ما بيقولوا يا جبل ما يهزك ريح .
زين بذهول
=خلود ...انتي بتتكلمي عن زمان ...لكن دلوقتي انتي اللي جبل وهزتي مشاعرى وكياني وكل حته فيا .
تنهدت خلود بتعب وقالت
=الظاهر ان ابنك بيغير ...كل اما تيجي تقولي كلمه حلوة ...يرفصني .
زين اصتنع الغضب وقال
=بس يا ولد ...سيب ماما في حالها ...مامي عندها النهارده ماتش مهم ولازم تأديه كويس .
قطبت خلود جبينها خاصه بعد ما رفعها زين متجها بها الي غرفته فقالت
=زين انا تعبانه جدا ...اوعي تكون ناوي علي حاجه ...بجد ابنك كده هيزعل وهيجيب ناس تزعل .
تصنع زين الغضب وقال لطفله
=عارف لو سمعتلك صوت ...هخرجك من بطن امك بدرى عن ميعادك ...فاهم يا ولد .
انزلها زين وظلت تتراجع الي الخلف ببطء حتي لالتصقت بالحائط محاوطه بذراعيه التي وضعا علي كتفيها مائلا بشفتيه علي شفتيها مقبلا لها برقه الي ات تحولت القبله الي عاصفه .
عند حازم وشهيرة ..كاد حازم يختنق من الغيظ لذهاب شهيرة مع خلود ونهي لانتقاء ثوب الزفاف ...كان يود ان ياخذها من يديها لينتقيه بنفسه ...لاحظت شهيرة غضبه فسالته مستفسرة
=مالك يا زومه ...انتي لسه زعلان علشان هروح اجيب الفستان معاهم ؟
رد حازم باقتضاب
=براحتك ...انتي اصلا مش حاسه بيل ولا بمشاعرى
انتفضت شهيرة من مكانها وذهبت الي احضانه قائلا
=انا مش حاسه بيك يا حبيبي ...متقولش كده تاني ...اساسا كنت ناويه اروح معاك ننقيه قبل ما انزل معاهم ويبقا امر واقع ليهم .
ذهل حازم واخرجها من بين احضانه قائلا
=بجد يا شهيرة ..طب مستنيه ايه ...يالا بينا
أخذها حازم لانتقاء ثوب الزفاف واللذي كان بسيطا للغايه بالنسبه لاي احد لكن بالنسبه لها ولحازم كان مثل ثوب الاميرات ...دخلت شهيرة غرفه القياس لترتديه وتخرج لحازم لينبهر من جمالها وياخذها بين احضانه ويدور بها كثيرا من شده جمالها التي اظهرت جمال الفستان .
في صباح اليوم التالي توجه الفتيات لشراء فساتين لعرس شهيرة وحازم وذهبت معهم ياسمين لفهمها بالموضه والذوق العالي مما ادي الي امتغاص خلود لوجودها...دلفوا الي المول في الجزء المخصص بالسواريه وفساتين الزفاف ليقع انظار خلود علي فستان بلون الكنارى لتتذكر يوم زواجها عندما نعت زين شورتها الكنارى بصفار البيض فتضحك كثيرا مما اثار دهشه شهيرة وياسمين ونهي فاقتضبت بوجهها وقالت
=الفستان ده روووعه ...انا هجيبه ...شفتوا انا بختار بسرعه ازاي .
هزت ياسمين راسها بالنفي وقالت
=بس زين مش بيحب اللون ده ...وهيخليكي ترجعيه ...ومفيش وقت .
قالت خلود لياسمين
=بس انا بحبه ...واستحاله زين هيخليني ارجعه ...وعلي فكرة من يوم ما اتجوزني وهو بيحب اللون ده .
نظرت شهيرة الي اختها نهي لتتشفي في ياسمين فخلود الوحيده التي استطاعت ان تسيطر عليها وقالت
=انا رايي ان لونه حلو ومسيطر يا خلود ...انا كان عندي حق لما قلت تيجي معانا ...لان ذوقك روعه .
نهي بتعب
=انا تعبت واحنا لسه بنبدا ندور ...اومال علي اخر اليوم هنعمل ايه ...خفوا رجليكو شويه باسل وحشني .
ياسمين بحنق
=وجيتي معانا ليه طالما بتتعبي بسرعه ...كنتي اقعدي جمب امك ...والبسي اي حاجه من اللي عندك مش هتفرق كتير .
تنهدت نهي وقالت
=ليه بقي مليش نفس ...ولا راحت عليا ...انا هعمل زيك يا طنط ياسمين مش هكبر ابدا .
دخلت خلود المحل لتقيس الفستان واحتاجت الي نهي ولتخرجها من الصراع مع ياسمين فقالت
=تعالي معايا يا نهي ...اقيس الفستان وتظبطيه عليا ...انتي عارفه مش هعرف اظبطه لوحدي .
دخلت خلود لتقيس الفستان فنظرت ياسمين الي شهيرة بضيق وقالت
=وانتي بقي هتنقي ولا هتستني ست الحسن والجمال تخرج تنقيلك ...علي فكرة ذوقها بلدي ...انا ممكن انقيلك فستان يخليكي توب في الفرح .
هزت شهيرة راسها بالنفي وقالت
=لا مش مستنياها ولا حاجه ...انا اصلا نقيته ..بصي هناك ده اللي عجبني .
نظرت ياسمين الي الفستان الذي تشير اليه شهيرة ...حيث كان فستان بسيط للغايه ...غير متكلف فنظرت له ياسمين بملل وقالت
=ايد ده ...ده بسيط خالص ...ميليقش ببنت السرجاني تلبسه يوم فرحها .
خرجت خلود من غرفه ارتداء الملابس ونظرت الي الفستان الذي تحدثت عنه ياسمين فنظرت نظرة خبث لشهيرة وغمزت لها قائلا
=طنط ياسمين عندها حق يا شهيرة ...في فستان الفرح لازم هي اللي تنقيه بنفسها ...واحنا علينا السمع والطاعه
فهمت شهيرة ما تهدف اليه خلود ان يحاولوا ارضاء ياسمين بالكلام ولكن الفعل لهم كما يريدون
شهيرة بابتسامه
=عندك حق يا خلود ...انا اسفه يا طنط ياسمين ...نقي حضرتك اللي عاجبك وانا عليا البس وبس .
مسكت نهي ضهرها بتعب وقالت
=هنفضل كده كتير انا تعبت ...خلصوني انا الاول ...وانا اتصل بخليفه يجي يروحني لوحدي .
الكل اشترى فستانه حتي ياسمين اشترت فستان باللون الاحمر القاتم لا يمت لسنها باي صله ...واكدت خلود علي البائع ان ينزع لون الفستان من علي العلبه حتي لا يعلم زين بلونه مرة اخرى ...وشهيرة بدلت فستانها بالفستان الذي اختارته بالاول ...اما نهي المتعبه دائما ...اختارت فستان بلون البيستاج وهذا من اختيار ياسمين حتي لا تظهر وتغطي عليها فدائما ياسمين هي الافضل ....دفع الرجال قيمه المشتريات وغادورا مع زوجاتهم كل واحد الي فيلته ...دلف زين الي منزله وسبقته خلود الي غرفتها واخذت حمامها وخرجت لتجده ينظر الي علبه الفستان بحيرة فابتسمت بخبث وذهبت اليه تهمس له في اذنه بعذوبه قائله
=طبعا بتسال نفسك يا ترى لونه ايه ...متعرفش اني خليت البياع يشيل تيكت اللون ...شفت انا تربيتك ازاي .
=نظر لها بقوة وقالانا ممكن اخليكي تقولي بطريقتي الخاصه ...تحب تقولي ...ولا اقول انا .
ابتعدت عنه بدلع قائله
=امممممم ...حتي لو استعملت طريقتك الخاصه ...برضه مش هاقول .
تصنع الذهول وقال
=طب والاكسسوار ...هجيبه لونه ايه ...انا عامل عليكي .
خلود بخبث
=طب ما انا عارفه ...وهنزل اجيب الاكسسوارات يومها ...علشان برضه متعرفش .
نهض زين وجذبها بين احضانه يتحسس وجنتها قائلا
=ريحيني يا خلود ...وقوليلي لونه ايه ...بدل انتي عارفه انا هعمل ايه .
خلود بمرح
=هتعملي ايه ...هتضربني يا زين ... ولاهتخاصمني .
زين بصوت مبحوح
=انا لايمكن افكر امد ايدي عليكي تاني ...من يوم ما اتجوزتك محاولتش ...غير المرة اللي خرجت فيها عن شعورى .
خلود بحنق
=احنا مش قلنا ...معناش نفكر بعض باليوم ده ...بجد كل اما افتكر بتعصب .
صمت زين ثم تحدث قائلا
=معلش حقك عليا ...معنتش هتكلم في الموضوع ده تاني ابدا ...بس انتي متزعليش .
نظرت له خلود وقالت
=انا عمرى ما ازعل منك ابدا يا زين...بس بلاش نتكلم في الماضي تاني ...انساه زى ما انا نسيته .
نظر لها زين وقال
=هو انتي هتروحي معاهم الكوافير يومها ...ولا ايه اللي في دماغك ...عرفيني من دلوقتي .
جلست خلود علي الاريكه لانها تعبت من الوقفه علي قدميها كثيرا وقالت
=انت عايزة ايه ...اللي انت عايزاه انا هعمله ...لا يمكن اعارضك فيه .
