أخر الاخبار

رواية اكثر تملكا الفصل السابع عشر17بقلم فاطمة احمد

رواية اكثر تملكا الجزء الثاني2 من ملك للقاسي الفصل السابع عشر17بقلم فاطمة احمد


كوم يده على شكل قبضة داعيا الله ان لا يفقد أعصابه و يلكم هذا الطبيب الذي يكاد يصيبه بالجنون ثم جز على اسنانه :

- ايوة يعني ايه بردو.

أجابه الآخر بصدمة وهو يضع التحاليل أمامه :

- لقينا نسبة كبيرة من المواد المخدرة في دم مراتك بمعنى تاني يارا بتاخد حبوب هلوسة و شكلها بقت مدمنة عليهم !!


ثانية ... ثانيتان ... 3 ثواني ، مروا عليه قبل ان يبتسم كاتما ضحكته بصعوبة :

- تصدق مكنتش اعرف ان دمك خفيف كده بس النكته حلوة فعلا برافو يا دكتور.


تجهم رفعت بحنق وهو يعدل نظاراته الطبية :

- احترمني يا ادم انا في مقام أبوك !


ادخل اصابعه في خصلات شعره يعدلها هاتفا :

- طيب شيل الهزار على جنب و خلينا ندخل في الجد لأني بدأت اتنرفز بصراحة.


تنهد الطبيب يردف بثبات :

- انا مش بهزر التحاليل ديه اا...


قاطعه ادم وهو ينهض صارخا :

- انت عايز تجنني حبوب هلوسة ايه اللي مراتي بتاخدها تحاليل و زفت ايه انا جاي من اخر الدنيا عشان تقولي التخاريف ديه ! انت بتقدر تقول على بنت زي يارا انها بتاخد مهلوسات و هي اللي اتسببتلها في النزيف ايه الجنان ده.


ادرك رفعت ان ادم الآن يمر بصدمة جعلته لا يصدق شيئا مما يقال و الحقيقة انه لا يلومه فحتى هو بنفسه لم يستوعب عندما رأى نتيجة التحاليل .... عدل جلسته و دعى ادم الى الجلوس و بدأ يشرح بهدوء :

- انا عارف انك لسه مش مستوعب و حقك يعني بس ياريت تهدى عشان اعرف اشرحلك ، انا مبقولش مراتك بتاخد مهلوسات بقصد تام منها لأ يمكن نوع الأدوية اللي بتاخدها فيها مواد مخدرة.


ادم بحدة :

- العلاج اللي بتاخده الدكتورة هي اللي كتبتلوها وانا جبته من الصيدلية بنفسي وحتى العلاج اللي كانت بتاخده وهي قاعدة هنا لمدة شهرين مكتوب في الروشته يعني مفيش حاجة غلط في اللي بتاخده !


- و أدوية الإكتئاب ؟ انت متأكد من ان مراتك طول الشهرين اللي عدو كانت كويسة نفسيا ؟ يعني واحدة أبوها اتوفى من كام شهر و جوزها بعيد عنها و حامل كمان كل الضغوطات ديه


 بتخلي الإنسان مكتئب و ممكن يارا كانت بتاخد النوع ده من الحبوب اللي مع المدى بتسبب الهلوسة طبعا ده في حالة لو بتاخدها بكميات كبيرة و التحليل اللي قدامك يبين ان المادة


 المخدرة موجودة في دمها بنسبة 55٪ و في الحالة ده بيكون الشخص المخدر بيعاني من صداع يومي و يتخيل حاجات مش حقيقية و يتوهم وجود اشخاص واقفين قدامه و بيكلموه غير العصبية و الانفعال بدون سبب الأعراض ديه لو مراتك


 بتعاني منها يبقى كلامي صح ولازم نلحقها فأسرع وقت ممكن لأن الأعراض الجانبية ديه هتزيد خطورة و تضعف الجسم وممكن لا سمح الله منقدرش نطلع يارا من حالة الإدمان ديه ساعتها بنضطر ننقلها ع المصح.


وضع ادم يده على رأسه غير مستوعب لما يسمعه لكن كل ما يحدث في الآونة الأخيرة يثبت صحة هذا الكلام ، الصداع الدائم و التخيلات و الكوابيس و الإنفعال و الصراخ على الاشيء كل هذا رآه بعينيه وكان يستغرب التصرفات الغير


 الإعتيادية عليها ، انه بالفعل توقع تدهور حالتها النفسية لكنه لم يكن يفكر مجرد تفكير في وصول الأمور الى هذا الحد ، يارا مدمنة على مواد مخدرة ، مستحيل !!


تنفس ببطئ يهدئ اعصابه ثم رفع رأسه الى الطبيب مغمغما :

- الاعراض ديه فعلا يارا بتعاني منهم في آخر فترة بس انا لا يمكن اصدق انها بتاخد الأدوية ديه بقصد يعني ... انا اكتر واحد بعرف طبيعتها و عارف قد ايه استحملت عشان تحتفظ


 بالبيبي مستحيل تعمل حاجة تأذيها و تأذيه اضافة لأنها مش النوع اللي بيلجأ للأدوية لما نفسيتها تتعب مراتي وانا بعرفها.


لم يكن يبدو عليه الكذب او محاولة اخفاء تصرفات زوجته الهوجاء ، بالعكس كان يتكلم بثقة تامة متأكدة جعلته يأخذ هذا الاحتمال بعين الإعتبار :

- انا قولتلك مش شرط تاخدهم عن قصد يمكن هي معندهاش علم بالأعراض الجانبية ل....


قاطعته وهو يجز على اسنانه بغضب :

- يارا مش جاهلة عشان تاخد دوا من غير ما تعرف فوايده و آثاره الجانبية ... يمكن ...


صمت ادم فجأة يتدارك شيئا ما و رويدا رويدا اتسعت عيناه وهو يتذكر نظرات عمه الخبيثة عندما هدده بكشفه .... و آخر كلام قاله له قبل ان يركب سيارته و يعود الى الإسكندرية ...


Flash back


( احتضنه ادم ببرود :

- متنساش يا عمي تبعتلي كل اسبوع ملخص لكل حاجة بتتعمل في المكتب حضرتك عارف بعد ما بقيت انا المالك لازم اشرف على كل حاجة بنفسي عشان متحصلش حاجة غير قانونية.


إبتسم علي وهو يجيبه :

- واه يا ولد خوي مبدهاش كلام احنا اهنيه كلياتنا تحت أمرك.


لاحظ ادم نظرات يارا المستاءة من كلام عمها فأردف سريعا بتملق :

- الأمر لله يا عمي انا واثق فحضرتك طبعا بس عارف بحب كل حاجة تبقى تحت عيني و تصرفي كده ببقى مطمن اكتر.


هز رأسه بإيجاب و ضم يارا اليه قائلا :

- خد بالك عليها يارا كيه بنتي و مكانها كبير في جلبي متزعلهاش منيك واصل.


رفع حاجبه ساخرا لكنه أدرك أن علي يستخدم أسلوبه فهتف :

- أكيد يا عمي العزيز متقلقش عليها يارا في عينيا.


حمحمت هي و ذهبت الى جدتها تودعها اما ادم فنظر الى عمه الذي قال :

- اوعاك تفكر انك كسبت يا ولد خوي اللي زيك لازمن يدرب سنين مشان يعرف يتعامل وياي انت جدرت تسرج مني مركز جوتي و دلوجت استنى ميتى يتسرج منك كل شي بتحبه و رايده.


تحتدت عيناه بقسوة و تقدم له هامسا :

- لو فكرت تقرب من عيلتي ... !!


ضحك بخفوت متشدقا :

- عيلتك هي نجطة ضعفك و مرتك هي اغلى انسان على جلبك إني خابر زين المعلومة ديه و سبج و اتعاملت فيها مش مستني إذنك مشان افكر اجرب منيهم ... (

Back


- يا الله !

همس بها وهو يلعن تحت أنفاسه في سخط كيف لم يستطع التفكير بهذا بالتأكيد علي السبب فيما يحدث الآن لقد اخبره


 سابقا بأنه لن يصمت عن ما فعله و سيؤذي الأقرب لقلبه ، هل هو من كان يزودها بتلك المواد المخدرة دون علم منها ؟ لكن كيف استطاع فعلها بهذه البساطة أن تضع لأحدهم حبوب


 مهلوسة و تجعله مدمنا عليها ليس بالأمر السهل ابدا ، هو يدرك ان يارا لن تستهلك أدوية اكتئاب و ماشابه وحتى و إن فعلت لن تدمن عليها و تعرض نفسها و حياة طفلتهما للخطر اذا كيف استطاع علي و ابنه فعلها كيف !!


أخرجه الطبيب من شروده وهو يردد بحذر :

- انت بتقصد بكلامك أن في حد بيديها النوع ده من الأدوية من غير ما هي تعرف ؟ في الحالة ديه انا لازم ابلغ فورا لانها بتعتبر جريمة بيحاسب عليها القانون.


ادم متأكد من أن عمه المتسبب الوحيد في حالة يارا لكن لا يجب عليه الآن التسرع و محاسبته سينتظر الى حين كشف


 كل جرائمه و تسليمه للعدالة وقتها لن يستطيع الإفلات ابدا أما الآن حتى اذا أثبت بأنه الفاعل سيفعل شيئا يخلصه و يارا ... زوجته بنفسها لن تصدق !! زفر و نظر لرفعت بجدية :


- انا مش متأكد اذا في حد اداها الأدوية ديه بس الصراحة انا مش مهتم اوي يعني اللي بيهمني حاليا صحة مراتي عايز اعرف اذا الحبوب ديه هي لسه بتاخدها ولا لأ وكمان الدوا هو


 في الاصل حبوب هلوسة او دوا تاني عنده اثار جانبية و الأعراض هتفضل مصاحباها و فترة العلاج هتاخد وقت قد ايه و ممكن يحصلها نزيف تاني ؟!


ضم اصابع يديه لبعضهما البعض و أجابه بنبرة عملية :

- نسبة المخدر مرتفعة في دم مراتك يعني الدوا اللي بتاخده أصلي و مش مجرد أثر جانبي ، وكمان الواضح لسه بتاخده لأن في الحالات ديه لو المدمن اتوقف عن تعاطي الأدوية فجأة


 جسمه مش هيستحمل و هتجيله نوبات هستيرية و تشنجات و دورنا احنا نديه مسكنات تهديه خلال فترة العلاج ، بعتقد يارا لسه مجاتلهاش الاعراض اللي بتدل على انها وقفت الادوية صح ؟


اومأ ادم بوجوم فتابع الآخر :

- النسبة صحيح مرتفعة لكن ب اعتبار انها لسه 55٪  بعتقد مش هتطول مع مراتك اكتر من شهر ونص بما ان مبقالهاش اكتر من 3 شهور بتاخد الحبوب ديه بناء على كلامك يعني ... و ثالثا النزيف حصلها لأن المادة المخدرة مع التوتر و ارتفاع


 الضغط أثرو عليها بشكل سريع و سيء جدا لكن لو بدأنا العلاج من دلوقتي بإذن الله هتخف و احمد ربنا لأننا اكتشفنا اللي بيحصل في وقت مبكر اتأكد يا ادم لو النسبة عدت 60٪ مكناش هنقدر ننقذ البيبي.


مسح على وجهه بتشنج و تمتم :

- طبعا انا لازم اودي العلاج اللي بتاخده ع المخبر عشان اعرف المواد ديه موجودة فين بالضبط وكمان اي دوا يارا بتشربه هعمله تحليل بس ....


هز الطبيب رفعت رأسه بتفهم : 

- الكلام ده هيفضل سر بيننا و انا ليا دكتور صاحبي عنده مخبر تحليل كبير و معروف في الاسكندرية و مركز لعلاج الإدمان هتواصل معاهم   و اشرحلهم حالة مراتك و طبعا في الفترة ديه وجودك مهم جدا ليها لازم تقنعها تبدأ تتعالج و تدعمها معنويا يعني حتى انت هتتعب كمان .... و بالنسبة للمصاريف ..


قاطعه ادم بوجوم :

- المصاريف مش مهمة انا اللي بيهمني صحة مراتي و هعمل اي حاجة عشان تتعالج !!


إبتسم برضا و اخرج ورقة ملاحظة يكتب عليها عنوان المركز و رقم افضل الدكاترة المشرفين على هذا النوع من الحالات ليقدمها له....


______________________

في الإسكندرية.

داخل حدى الكافيهات.


انتفضت و اتسعت عيناه مهمهمة بصدمة :

- انتي بتقولي ايه يا رهف عقم ايه و تزوير ايه انا مش فاهمة وبعدين الكلام ده جايباه منين.


امسكت رهف يدها تحثها على الهدوء و هتفت :

- قولتلك اني سمعت آسر و زياد بيجيبو سيرتك و بيقولو الشرطة هتقدر تعرف مين اللي زور التقارير الخاصة بجوزك


 ومين اللي دفعلهم عشان يعملو كده و بالطريقة ديه هيودو رولا في داهية ... صحيح رولا ديه هي نفس  البنت اللي آسر متجوزها حاليا صح ؟


تنهدت بضيق مومئة بنعم :

- ايوة هي ، المهم كمليلي.


رفعت رهفت حاجبيها مبتسمة وكأنها فعلت إنجازا عظيما :

- لما سمعتهم بدأت اربط الأحداث ببعض و ضغطت على زياد عشان يعرفني الحقيقة و قالي ان رولا اتفقت مع دكتور يزور التحاليل الطبية بتاعته في امريكا و يخليه يفتكر انه


 مبيقدرش يجيب ولاد ... طبعا هو عارف قد ايه انتي كنتي عايزة تخلفي ولو عرفتي بعقمه مش هتتخلي عنه وبالتالي حلمك هيتدمر فعلشان كده قرر يخليكي تكرهيه وو...


سردت لها كل ما قاله زوجها وعن محاولات آسر لجعلها تصدق بأنه خائن و تبتعد عنه و في النهاية كشف حقيقة رولا و انفصاله النهائي عنها ، أكملت بهمس :


- طبعا زياد مرضيش يقولي السبب اللي يخلي آسر لحد دلوقتي ميقولكيش على الحقيقة و كمان حذرني من اني اقولك كلمة ع اللي سمعته منه بس انا مقدرتش امسك نفسي


 والله قربت انفجر و قدرت اصبر طول ليلة امبارح بالعافية اساسا .... تقي اسمعيني انا بقولك دلوقتي عشان متظلميش


 آسر زي ما كلنا عملنا هو طلع بيحبك بجد و اختار يبعد عنك عشان تتجوزي و تجيبي ولاد طبعا ده قبل ما يعرف بقصة التقارير  المزورة وانه بيقدر يخلف.


تابعت بجدية وهي تعتدل :

- يعني لو سمحتي مش عايزة حد يعرف إني نقلتلك الكلام انا حبيت احطك في الصورة بس لو زياد عرف اني خلفت بوعدي هيزعل مني ... اوعديني متقوليش لحد عني !


- ماشي ... ماشي مش هقول اطمني.

همست بها دون تركيز وحملت حقيبة يدها مغادرة بسرعة ، ركبت سيارتها تضع يدها على قلبها و وتيرة تنفسها ترتفع شيئا فشيئا غير مصدقة لما سمعته ، هل هذا حقيقي ؟ هل كان كل


 ما عاشته كذبة أساسها زوجها الذي أحبته بينما اختار هو البعد عنها معتقدا بأنها ستعيش سعيدة مع غيره ! ولقد طلقها في


 ذلك اليوم لإعتقاده بأنها ربما خانته و حملت من غيره و أعادها لذمته بعد يومين عندما اكتشف الخطأ الغير مقصود في نتيجة التحاليل ... الخطأ الذي تبين بأنه خدعة من رولا ايضا !


بللت تقي شفتها متمتمة :

- يعني ... يعني آسر مخانيش هو ... اضطر يبعد كان فاكر انه لو بعد عني هعيش مبسوطة ورغم انه عرف الحقيقة راح

 اتجوز حبيبته السابقة و عاش معاها سنتين وانا كل ليلة بعيط عليه وحتى لما عرف حقيقتها مجاش يشرحلي و يعتذر لا هو بكل بساطة بيقولي انتي لسه مراتي .... يا الله.


أسندت رأسها على المقود و قد تفجرت عيناها بالدموع المريرة فلقد تعودت هي على العيش مع ألم الخيانة لكن الآن اتضح ان


 حتى ذلك الألم غير حقيقي ، كيف يستطيع فعل ذلك بها لماذا جعلها مقيدة بزواجها منه وفي نفس الوقت يذهب ليتزوج


 أخرى ما هذه الأنانية التي به ، هل يعتقد ان أتى و اعترف بكل شيء ستسامحه و تعود معه ؟ هل ترميم كسور القلب سهلة


 بنظره لهذه الدرجة ؟ من هو حتى يقرر عنها حياتها و يجعلها تعاني كل تلك الآلام كيف يستطيع الانسان جرح من يحبه هكذا !! 


انكمشت ملامحها بغضب و نفور وهي ترفع رأسها لتمسح دموعها ثم انطلقت متوجهة الى منزلها تنوي إخبار عائلتها بكل ما عرفته و تطلب من شقيقها المساعدة لتطليقها منه بقوة


 القانون لا مزيد من الدموع لأجله لا مزيد من الحزن لقد أخذ آسر عدة قرارات تخص حياتها و حان الوقت لترد له الصاع صاعين.


وصلت بعد فترة و دخلت لتسمع صوت ضحكات رتاج و والدتها مع مريم خطيبة مروان ، لم ترد عمل جلبة أمامها ف ادعت الابتسام و دخلت للصالون ترحب بها :

- مريم اهلا وسهلا.


بادلتها الإبتسامة بلباقة :

- اهلا وسهلا يا حبيبتي عاملة ايه اخبارك.


ردت عليها بإختصار و جلست فسألها مروان مستغربا :

- تقاة في حاجة انتي كويسة ؟


رفعت رأسها له و شردت بعيدا .. لقد كان آسر يطلق عليها اسم " تقاة " او " تقاتي " عندميا تكون حزينة و يحاول هو التخفيف عنها و محاولته تنجح بالطبع فسرعان ما تبتسم عندما تسمع تلك الأسماء الغريبة منه ، حمحمت و ردت عليه :

- ايوة انا كويسة كنت بلف في المحلات و بدور على فستان مناسب عشان حفلة كتب كتاب رتاج و تعبت شويا.


هز رأسه دون اقتناع و بعد قليل غادر مع خطيبته يوصلها الى منزلها وبعدما عاد استقبلته رتاج ممازحة اياه :

- يعني انت عمال تدخل و تخرج مع خطيبتك و توديها مشاوير وانا عاملي قيود حتى مازن مش عارفة اكلمه براحتي.


صفعها على رأسها بحزم مصطنع :

- انا كاتب كتابي عليها يالا وبعدين مازن هو اللي مش عايز يتعامل معاكي    كتير من غير علاقة رسمية و الحق معاه كده كده مكنتش هسمحله اصلا.


مطت شفتها بحنق فتابع :

- في حاجة عايز اقولهالكم اسمعوني.


انتبهت له الفتاتان و أمهما عزة ليحمحم بجدية :

- في واحد متقدم لتقي.


تبادلن النظرات المندهشة قبل ان تنطق الأخيرة باستنكار :

- في واحد متقدملي ؟ و مين ده ؟


- سليم اللي ف الشقة فوقينا.


عزة بصدمة وغضب :

- نعم ؟ اللي متجوز و مطلق 3 مرات ده ؟


- ايوة هو.


- لا مستحيل مينفعش خالص.

هتفت تقي في تلجلج أثار حفيظة رتاج و شعرت بشيء تخفيه شقيقتها عنها لكنها فضلت الصمت الآن ، اما مروان فغمغم مقتضبا :

- ممكن افهم ليه مينفعش تتجوزي ايه انتي قررتي تبقي قديسة وانا معرفش ؟


لم يكن رفضها للرجل هو ما أزعجه بل رفضها لفكرة الزواج هو ما ضايقه ففي حين ان طليقها الخائن يعيش سعيدا مع غيرها


 قررت أخته العزوف عن الارتباط نهائيا وكأنها تعاقب نفسها على الإنجراف يوما نحو ذلك الحب المشؤوم ، أدركت الأخيرة ما يفكر به ف استدركت :

- قصدي يعني الوقت مش مناسب اا ... خلينا في جواز رتاج الاول ....


قاطعتها أمها بحدة :

- لا أول ولا آخر انا مش موافقة تتجوزيه ده واحد مشكلجي و كان كل يوم فضايح مع الغلبانة اللي متجوزها و أمه ست غلاوية وانا مش هضحي بيكي قوله يا مروان طلبه مرفوض.


التفتت تقي لها بعناد :

- مرفوض ليه يا ماما ماهو انا واحدة هربت من بيت اهلها عشان تتجوز اللي بتحبه لو مكنش اللي اسمه سليم ده انسان كويس عمره ما يفكر يتجوز.....


منعها مروان عن المتابعة :

- انا قلت ميت مرة السيرة ديه تتقفل خلاص اللي فات مات و كلنا بنغلط مفيش   داعي تعتبري نفسك واحدة مبتستحقش تأسس بيت و عيلة ، المهم لو انتي رافضة مش هجبرك ي ...


رفعت رأسها و ناظرته بقوة :

- انا موافقة يا ابيه حضرتك اتفق معاه على ميعاد مناسب وانا جاهزة اقابله.


______________________


توقف بسيارته امام باب منزله و ترجل منها بهدوء ، دخل و صعد الى غرفته بخطوات متعبة مثقلة وهو يجاهد لتبقى عيناه مفتوحتان فسياقة السيارة ل 6 ساعات ذهابا و مثلها


 إيابا دون التوقف ليرتاح ليس هينا عليه و ما عرفه اليوم أتعبه أضعافا مضاعفة بل دمر أعصابه و جعل روحه تُحرق عليها ... و بمجرد ذكر اسمها على لسانه وجدها تقف امامه بعدما دلف


 لغرفتهما  ، كانت يارا تمسك هاتفها و تتصل بأحدهم سرعان ما عرف هويته عند اهتزاز هاتفه للمرة العشرين او أكثر و حين وقعت عيناها عليه انتفضت بتأهب :

- ادم انت كنت فين و مبتردش على اتصالاتي ليه انا قلقت عليك و....


توقفت باقي كلماتها في حلقها عندما فاجأها بوضع رأسه على كتفها و لف ذراعيه   حول خصرها وضمها اليه بقوة ، جفلت لثوان قبل ان تبادله العناق و حدقتيها تقطران خوفا لحالته


 الغير مطمئنة و رغم هذا لم تنبس ببنت شفة فقط طوقته بيديها و صمتت ، يقال بأن الشخص عند إرهاقه روحيا لا يحتاج سوى لضمة صامتة تحوي الكثير من المشاعر ، لا كلمات


 ، ولا مواساة ، حضن دافئ يدعى ب - أنا معك - يلجأ اليه يكفي بالغرض و يزيد ، و الحال ان يارا كانت اكثر من تحتاج لعناقه في هذه اللحظة بالذات !!!


اما ادم فكان يطبق جفونه يعاند الدموع التي ملأت عيناه من النزول و كشف حالته لزوجته ، هذه ثاني مرة لا يستطيع رفع


 وجهه لها و مطالعتها لشدة شعوره بالخزي ، المرة الأولى كانت يوم شك في أخلاقها و اتهمها بالخيانة ثم تأكد من فداحة خطئه !!


ضغط عليها اكثر و أخرج تنهيدة مثقلة تحمل جل معاني الهم و الألم ، لا يزال لحد الآن غير مصدق لما يحدث لطفلته و ما


 تعانيه لقد اعتقد  سابقا بأنه يحميها عندما تركها في بيت جدها ظن انها لن تتأذى مادام اعداؤه وصلوا لمبتغاهم والذي هو


 تفريقهما لم يكن يشك ولو للحظة واحدة فيما سيحدث ان أبعدها انه الآن يتمنى لو كان ما عاشه منذ بداية اليوم هو مجرد كابوس لكن .... لم يكن كذلك !!

                         الفصل الثامن عشر من هنا

لقراة باقي الفصول اضغط هنا


لقراة الجزء الاول كامله جميع الفصول اضغط هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close