روايةأكون_أولا_أكون
بقلم فوزية_عزام
الفصل_الثالث_عشر
وجع ما بعده وجع .......
عندما يغيب الحبيب والقريب إلى الأبد
بلا عودة بلا رجعة ونبقى بلا سند
تلطمنا الذكريات واللحظات التي نحوم حولها كما الرصد
وجع ما بعده وجع ....وجع لا يحكى ولا يكتب ولا يرد
نتذكر حينها أن البقاء لله وأنه السند والقريب والمجيب الدائم لكل أحد
وأننا مهما تعلقنا بحبال الدنيا ومن فيها فلا بد أن تنقطع يوما وينقطعوا معها
وأننا لابد لنا أن نتجرع مرارة الفقد لأن لكل مخلوق أجل
علّنا لا نطغى ولا نظلم ولا نجور ونعمل صالحاً فسبحان القاهر عباده في الموت العدل الكريم الرؤوف الرحيم الواحد الصمد
مازالت جالسة كما هي منذ أسبوعين تحتضن نفسها بوضعية الجنين يمر
شريط حياتها أمامها عارضاً نفسه دون رحمة ولا رأفة بقلبها المكسور
وروحها الموجوعة عادت رغم كل ذلك الألم تعيش حياتها السابقة من
جديد دون أن يغفل دماغها عن أي لحظة ألم أو ساعة وجع وحال لسانها يؤنب ذاته قائلاً.....
نعم أنا أجلب الحزن معي أينما أذهب ؟؟
وكأنني كتبت عقداً معه مدى الحياة ....
لا يفارقني ولا أفارقه ....
أنا السبب .......نعم أنا السبب في كل ذلك ....أنا لعنةٌ تطارد كل من أقترب مني
....نعم هي كذلك ....
ما اقترب مني بشر إلا رحل وذهب......
ما ارتبط شخص بي إلا فُقد.....لم يبقي بجانبي أحد ......أمي وأبي وأخي وحتى صخر سوف يذهب .....
كل الدلائل تقول هذا ...هو في مرحلة حرجة بين الموت والحياة وكل
يوم تزداد حالته سوءً فلقد نزف كثيراً وكثيراً.......سوف يموت فأنا شؤوم على كل أحد
جدتي آهٍ يا جدتي سوف ترحلين أنتٍ أيضاً وسوف أبقى أنا ألوم نفسي
على هذا الإقتراب المشؤوم
نعم لن لا تنكرين ياوتين ...انتي السبب .....انتي السبب.....انتي السبب
اقتربت من زوجها بحنان ربتت على كتفه وهمهمت مستفسرة ....
حبيبي....طمن كيف مرت عمي وصخر اليوم
زفر بتعب وهمهم موضحاً....
الحمد لله أحسن ....أمي اليوم صحصحت والحمد لله ....
توضت لحالها وصلت .....صخر وين كنا وين صرنا الدكتور بحكي والله
إنها معجزة إصاباته كلها خطرة وحدة بالقلب وحدة بالرئتين وحدة بالكلى
بس ربنا كريم حن على أخوي أحمد ......بتعرفي يا يارا .....أنا بستغرب
أخوي أحمد من وين بجيب هالقوة ....ياااااااا الله شو صبور ....كان
يسكت فينا ويهون علينا بدل ما إحنا نهون عليه ......وكأنه متأكد إنه راح يعيش
الدكتور بقوله الوضع خطير جدا وهو بقول ربنا أرحم مني ومنكم راح يقوموا سالم ....
همهمت بإعجاب ....
ياااااااا الله عنجد عمي أبو صخر صبوووور بشكل مش طبيعي .....
_طمنيني على وتين ....كيف الاوضاع؟؟؟
_لحظة اشوي....طمني على سوزي أول كيف وضعها ووضع الأجنة كمان
_اليوم أحسن بس الدكتور بقول لسى الخطورة عالية بأي وقت معرضة إنها تفقد الأجنة.
...مسكينة حطولها ٢٠ وحدة دم .....بدك الصراحة وضعها مش مطمن....
زفرت بتعب وهمهمت بقلق .....
الله يهونها ويقومها سالمة ....قصي بصراحة أنا خايفة على وتين ...
لا أكل ولا شرب ولا كلام ....حتى عياط ما بتعيط....
.خايفة عليها مش عارفة كيف بدي أهون عليها....الله يهديها إم حسام من
يوم ما قالتلها انتي السبب وهي مثل الي صابتها صدمة نفسية ...
.شو رايك تاخذها على دكتور .....
ردد قصي موضحاً
يارا أم حسام الله يكون بعونها....المرة شت عقلها .....والله ما ضل حدى
ما زعل عليها انتي مش شايفة شو عملت بالدكاترة عجبت عليهم ....
.بتعرفي أنها حكت لأخوي أحمد إبنك لازم يموت مثل ما ابني مااااات....
.ولمصيبة إنها بتقول أنا قتلت ابني انا قتلت ابني ..... وما حد فاهم اشي ....
همهمت يارا مؤكدة......
أه والله منظرها بقطع القلب .... بعزى النسوان كانت مش عارفة تجمع كلمتين
على بعض مرة بتقول أنا قتلتهم مرة بتقول لوتين كله منك وإنتي السبب..
...سكت قليلا ثم همهمت مستفسرة ....
صحيح إنتوا اعرفتوا مين الي تهجم على صخر وحسام الله يرحمه ؟؟؟؟
اجاب قصي بأسف.....
لا والله....... الثلاثة ماتوا.....وما حد عرف ليش عملوا هيك ...
.الشرطة بتحكي على الأغلب قطاع طرق ....... نصيبهم الحمد لله على كل حال .....خليني أنام اشوي والله الي أسبوعين ما نمت بحط راسي بدي أغفى لو عشر دقايق على الفاضي .....الله يرحمك ياحسام ويتغمد روحك الجنة....لو شفتي قديش ناس وعالم طلعوا بجنازته.....ماشاء الله امم ما بعرف من وين إجو ناس عرفناها وناس ما عرفناها .....الحمد لله على كل حال
_الله يرحمه .....يلا ناملك اشوي ....بدي أروح أطمن على وتين
ألقى جسده المتعب فوق الأريكة المستريحة في الصالة بينما صعدت يارا لتتفقد وتين التي كانت تصارع نفسها اللائمة .....
_إنتي نحس....إنتي السبب.....أه إنتي .....كل الي بقرب منك رااااااح بموووت ......لازم تبعدي عنهم .....لازم تتركيهم بحالهم..... من يوم ما جيتي إجى الهم والنحس معك
طرقات الباب أجفلتها قاطعةً صراعها الروحي الشرس
_مسا الخير...... يلا..... جبتلك صحن شوربة يدفي قلبك ....يلا تعي كلي .....وتين.....جد هلا بزعل منك .....كل يوم بجبلك أكل وما بترضي توكلي يلا كلي أشوف
لم تعر زوجة عمها أي اهتمام وكأنها لا تراها ....عيناها تحملق في للاشيء.....بأنفاس رتيبة موشحة بالضياع ...رددت يارا من جديد كلمات داعمة علها تستطيع انتزاع تلك الضائعة من غيابات الفقد .....
_وتين حبيبتي بديش أضل أعيد وأزيد ....إلي صار مقدر ومكتوب وربنا إله حكمة بكل شيء.....وترى الي بتعملي بحالك ما برضي ربنا
همست بشفاه مثقلة .....وحروف ضائعة .....
حسام .....حسااااام وين ؟؟؟
_حسام عند الي أحسن مني ومنك ومن كل البشر ....عند رب كريم
أجابتها يارا لترد بضياع.....صح ....ربنا كريم وحنون
طيب ليش ما انروح عنده....هو لحاله هناك ....حرااااام يضل لحاله...خلينا انروح عنده أساساً عنده أحسن من هالدنيا.....أنااااا تعبت مابدي أعيش بكفيني الي عشته خلص .....بكفي والله ما بقدر أتحمل أكثر من هيك ....بدي أروح عندهم ....عند أمي وأبوي وأخوي
هتفت يارا مؤنبة .....
وتين إنتي شو بتقولي .....وحدي الله .....ردي علي.....قولي لا إله إلا الله
شهقت بوجع وزفرت بأنفاس يرافقها هطول الدموع ....
لا إله إلا الله .....لا حول ولا قوة إلا بالله
_أيواااااا هيك.... قومي ....اتوضي وصلي لبين ما أجيب ليث راح أنام أنا وياه عندك......
ذهبت لتحضر ابنها فقد أخافتها كلمات وتين المبهمة قررت المبيت بغرفتها حفاظاً منها على أمانة حماتها
مرت ساعة وساعتين وهي تحاول إقناع وتين بالخلود إلى النوم بلا فائدة وفجأة صدرت أصوت أقدام تتراكض خلف بعضها البعض.....قفزت الإثنتان على عجل .....
تسائلت يارا ....شوفي.....ليش بركضوا
ردت مريم التي خرجت من غرفتها هي الأخرى مستفسرة عن سبب هذا الإستنفار المفاجئ .....والله مابعرف....عمي قصي أخذ سيف ويوسف ونزلوا بسرعة
صرخت وتين من فورها بهسترية .....صخر مااااااااات صح إحكي مااااااااات أه ماااااااااااات
هتفت يارا .....فال الله ولا فالك ... وحدي الله يابنت
عادت لتصرخ من جديد بضياع ....أنا عارفة ومتأكدة إنه مات ....أنا ماحد بقرب مني إلا وبموت .....حاولت مريم احتضانها إلا انها أبعدها بشراسة صارخةً.....بعدي عني وانتي كمان ....لااااااااا تقربوا مني أوعكم هتموتوا والله
هتفت مريم بخوف.....لااااا تحكي هيك .....ماراح يصير اشي
_لاااااا ...صخر مات وستي كمان راح تموت وسوزي كمان....كلهم راح يموووووتوا....و أنا كمان راااااح أمووووت وإنتي كمان و كلكم رااااااح تموتوا
تناولت يارا هاتفها وضغط زر الإتصال الذي يخص زوجها .....هتفت قائلة....مريم انتبهي عليها بدي أحكي مع عمك
ألوووووو .....أه قصي ....طمني شو فيه.... بالله عليك .....طمني أول ما توصل ......يارب ....جيب الي في الخير.....أغلقت هاتفها وعادت أدراجها نحو الغرفة حيث مريم ووتين ......همهمت بأسف....سوزي حالتها خطرة شكلها راح تنزل(تجهض) مسكينة.....والله تعبت كثير .....الله يكون بعونها .....بنات خلينا نتوضا ونصلي وندعيلها في القيام .....يلا وتين .....قومي أشوف وبطلي هبل وكلام فاضي .....
في المستشفى كان الجميع يعيش ساعات قلق وارتباك جديدة .....استقام صخر مرغماً يقاوم قطرات المخدر التي تسري في عروقه هتف قصي مؤنباً
.....ليش قمت من سريرك ....صخر إنت نجنيت
همهم راشد الذي كان يسنده معيداً إياه لغرفته.....قال بده يتبرع في الدم لسوزي
همس بصوت يقطر ألماً ووجع .....هاااي أختي .....إلي هي فيه بسببي أنا.....قصي إحكيلهم يخذوا دمي إلها مشان الله
هتف قصي .....هو ضل فيك دم تتبرع فيه ....
تعال.....أمسك بيده وأعاده ليستلقي فوق سريره ....همهم مطمئناً....
سيف ويوسف راحوا يتبرعوا بالدم ....اتوكل على الله ماراح يصير إلا الي ربنا كاتبه إذا إلها نصيب فيهم بضلوا وإذا ربنا ما أراد ما بنقول إلا الحمد لله على كل حال.....هلا إنت انتبه على حالك ترى أبوك مش ناقصه
في الجناح الآخر كانت رسل تحاول طمئنة سوزي.....
_لا تخافي .....وكلي أمرك لله
_أنا مش خايفة.....إلي ربنا كاتبلي إياه أنا راضية فيه....بس المهم أخوي ....الولد بتعوض المهم أخوي يضل سالم غانم
_الحمد لله رب العالمين هييك شفتيه....ما شاء الله أجاكي على رجليه صح
سوزي :الحمد لله الحمد لله ألف حمد وشكر إلك يارب ....الله يعينك ياوتين والله والله يارسل دخلته علي بتسوى العالم بلي فيه.....الله يحفظلنا إخوانا يارب ويعين كل وحدة فقدت أخوها ....رسل ....أوعك تحكي لماما....وصّي رعد ....بابا تعبان وهي كمان ما صدقنا يرضوا يروحوا
_لا تخافي ....رنينا على سيف ويوسف جابهم عمي قصي.... ها....هيهم جابوا الدم....يارب الله يكتبلك الشفا وتجيبيهم سالمين غانمين.
.....................
وميض هاتفه أعلن له عن مكالمة فائتة .....أنهى قراءة ورده الليلي بجانب سرير ابن أخيه .....تناول هاتفه وأعاد الإتصال .....ألوووووو شو....كيف يعني مش مبينة......وين بدها تروح بهالليل......طيب طيب خلص هلاء بطلع أدور(أبحث) عليها.....
تساءل صخر .....على مين بدك إدور ؟؟؟؟
أجفله همس صخر كان يظن بأنه نائم....رد بارتباك....
_أنا....على مين.....ولا على حدى....
_قصي تكذبش أنا سمعتك
_يازلمة ولا إشي أنت نام وإرتاح
_قصي.....وتين مش مبينة صح ....إحكي
_آه......وهيني رايح أشوفها....إحتمال تيجي هون وين بدها تروح يعني .....ولك وين رايح صخر ....بلا جنونك ....أنا بدور عليها ولك صخر.....يازلمة جرحك بنزف تتخوتش....بلا مسخرة عاد ....إرجع على تختك
_لا تخاف.....أنا أساساً لازم أشوفها ضروري ياقصي
دخل أبو راشد الغرفة قاطعاً خلوتهما ....هتف قصي براحة ....منيح الي جيت ....ابن اخوك بدو يطلع من المستشفى إستلم يلا سلام
خرج من فوره قاطعاً على صخر فرصة الإعتراض....
همهم أبو راشد موضحاً.... صخر الشغلة مش لعبة ... الله حن عليك وعلى علينا بكفينا واحد القلب مش حمل يا صخر مشان الله لا تستهين بصحتك....
عاد صخر إلى سريره مرغماً.....بينما ذهب قصي ليبحث عن وتين التي اختفت فجأة بعدما غافلت كل من يارا ومريم ...... بحث وبحث ولم يجد لها أثر حتى أنه ذهب لبيت خالتها ليجده مغلقا منذ زمن وأكد له الجيران أن خالتها في المستشفى منذ عدة أسابيع لتدهور حالتها الصحية بشكل كبير.....
لم يترك مكانا إلا وبحث به ولكن دون جدوى ....رنين هاتفه أيقظه من سبات تفكيره.....ألووووو ....أه لقيتها..... لا لقيتها في الملحق....طيب .....سلام اغلق هاتفه وأسر لنفسه .....مضطر أكذب عليه .... راح ينجن إذا عرف اني ما لقيتها هيك أحسن.....بس وين راحت
على الجانب الآخر همهم رعد مطمئناً......هي لقاها...ارتحت هيك .....
_رعد .....مشااان الله أنا لازم أحكي معها.....لازم أشوفها
_طيب هلا برجع برن على قصي يجيبها
هتف صخر معترضاً..... لااااااااء شو تجيبها ألف زلمة برى وين تيجي أنا بدي أروحلها .....مشان الله يارعد .....نص ساعة .....غطي غيابي .....عمي خالد روح صح
_لاء.....لساته برى مع راشد.....ياعمي أحكي معها وخلصنا مش لازم تروح .....خد .....ألوووووو....قصي .....خلي وتين تحكي مع صخر .....شوووووو....آاااه نايمة .....طيب ....سلام
طلعت نايمة .....خلص بكرة بجيبها الصبح بكونوا كلهم بشغلهم منيح هيك
_لااااااااء .....ما تجيبها....إياك .....أنا مروح بكرة
_اه مهو على خاطرك أستاذ صخر..... .من هون ما الك طلعة إلا لما يسمحلك الدكتور.....أنا رايح أشوف سوزي.... ناملك شوي.....استوقفه صخر متسائلاً.....
_رعد...وين تلفوناتي؟؟؟
_شو بدك فيهم ؟؟؟
_يازلمة شو بدي فيهم...... هاتهم وبس
_لحظة...يمكن مع قصي....لا والله هيهم هون.....بس خالص شحنهم ....
_طيب أعطيني إياهم فيه شاحن هون...
_صخر تفكرش تطلع أنا هيني عند سوزي .....بالله عليك تنام ....
_خلص ماشي مااااااشي
ذهب رعد للطبيب المسؤول عن صخر وطلب إليه أن يعطيه إبرة منوم لكي يستطيع الذهاب للبحث عن وتين دون أن يخاف من تهور صخر ....وهذا ما حصل ......
مرت ساعة واثنتين ولم تفلح محاولات رعد وقصي بإيجادها .....
أما ذلك الذي تخدر جسمه رفض عقله الإستسلام كان يأن بصمت......نعم يراها تبكي وتبكي ويراها تطوق عنقها بكفيها خانقة ً نفسها ..... يحاول منعها ولكنه لا يقوى على ذلك .....يحاول منادتها لكن صوته قد غير مجراه ليتردد داخله مستتراً عن مسامع الناس
_ وتين......وتين ردي علي ......ولك شو بتعملي ....وتين .....لااااااااء .....وقفي .....إسمعيني.....وين إنتي .....هذا بيتي .....إنتي هناك ....وتين وتين ردي علي .....
تلاشت الرؤيا بمجرد أن نبهه رنين الهاتف فتح عينيه بتكاسل شديد .....صحيح أنه أخذ إبرة منومة ولكن وعلى ما يبدو بدء مفعولها بزوال ....رفع يده وتناول هاتفه مجيباً......
_ألوووووو
في الجانب الآخر كان حارس العمارة الذي يمتلك صخر بها شقته هتف من فوره .....
_أستاذ صخر بقالي مدة برن عليك......
_ مرعي شو فيه ........ناقص عليك اشي
_لا يا بيه ربنا يكرمك .....بس عاوز أقلك إنه في وحدة بشقتك.....بتعيط بصوت عالي من حوالي ساعتين كده أنا افتكرت حضرتك فوق بس لما الصوت علي أووي وأنا عارف إنه حضرتك ما بتحبش الصوت العالي استغربت اطلعت فوق علشان اسأل عن حضرتك لقيت باب شقتك مفتوح ....
_نعم....طيب طيب إسمع أنت طلعت فوق يعني البنت لسى فوق
_آه يابيه .... لساها فوق بغرفة حضرتك وبتعيط ......وما ردتش عليه ......أنا لما شفتها كده وماردتش عليه وبقيت تعيط قولت أكيد دي قريبة حضرتك الي جت المرة الي فاتت مش كده يابيه
_مرعي .....إياك ثم إياك تخليها تطلع أنا مسافة الطريق وجاااي
_حاضر عنيه يابيه
همهم لنفسه ..... ماشي يا رعد بتضحك علي .....حاول الإستقامة ولكنه أحس بدوّار شديد ولكنه قاومه اتجه نحو الباب ليجده مغلقاً من الخارج ....هتف بغضب ....رعد الزفت ......وين راح .....ألووووووو رعد ليش مسكر الباب علي افتحوا بسرعة هلا بكسره أقسم بالله
_يازلمة شو مالك ......ليش بتصرخ طول بالك .....خمس دقايق بكون عندك
_خليهم يفتحوا الباب ياحيوان ....
_ولك هيني وصلت بس أصف السيارة
_ رررررررررعد ااااااه ااااخ
_صخر .....صخر رد علي ولك شو صارلك .....مجنون .....شو عملت بحالك
_يازفت ما معي وووووووقت
ما إن أنهى كلمته حتى سمع صوت الباب يفتح .....دفع رعد بوهن وأسرع للخروج بينما رعد يلحق به محاولا أن يستفهم منه عن وجهته .....
وين رايح .....صخر يازلمة ارحمني .....اتقي الله بنفسك .....جرحك لسى بنزف
_إن شاء الله بموت خليك ترتاح ......وله هات مفتاح سيارتك
_طيب قولي وين بدك اتروح أنا بوديك مشان الله ياصخر.....مش علشاني ولك علشان رحمة الي طلعت بتحبك أكثر مني ......طيب علشان أبوك وأمك ....علشان أختك ....علشان وتين
_آااااه يا كذاب علشان وتين
أنا رايح أجيب وتين قبل ما تتهور ....هات المفتاح وإرجع
_لقيتها!!!!!قصدي اعرفت وينها؟؟؟.
_ليش مهي على أساس نايمة ياكذاب
_خايف عليك ياحماااااار ....بس إنت كيف.....مش فاهم....يعني ااااااااه حكت معك
_لاء.....هات المفتاح وارجع عند مرتك ......
_رجلي على رجلك .....لو على الموت ......حبيبي.....إحكي وينها وأنا بجيبها....والله والله راح أجيبها هون بس إرجع على غرفتك
_بدك تجيب المفتاح ولاااااا أخد تكسي
_طيب خلص اعتبرني تكسي .....وين ما بدك بوصلك
_لاحول ولا قوة إلا بالله ....طيب يلاااا.....وين السيارة ؟؟؟
_يا زلمة هيها ....تعال ....لاااااا خليك راكز علي
_شو رايك تحملني بالمرة
_اه عادي بحملك ....شو بتفكر عشانك اطول مني بقدرش احملك
_رعد إطلع بسرعة مشااااان الله
_طيب احكيلي وين بدك تروح وين وتين ؟؟؟
_بشقتي
_شقتك ؟؟؟!!!! شو وداها هنااااك .....قلبنا الدنيا عليها.... خليني ارن على قصي ....أحكيله إني لقيتها....
ردد صخر محذراً......لا تحكيله إني معك .....بديش حد يجي ....وأنت بتوصلني وبتروح
هتف رعد رافضاً بحزم .....لاااااااا ياقلبي ....بستناك تحت أما أرووووح بأحلامك .... معك ساعة فش غيرها هتف صخر بنفاذ صبر .....إنت ناووووووي تجلطني يا أخي أنا مابدي حد .......
همهم رعد باختصار ....بأحلامك .....اتفضل ياباشا
_الله يوخذك ويريحني منك
_مقبول منك ابو نسب
صعد مسرعا إلى شقته .....وجد البواب قد جلس أمام الباب كما طلب منه صخر
هتف مرعي البواب قائلاً بقلق ....إيه ده كفنا الشر ....أنت متعووور يابيه مين الي عورك أنت قول وأنا اشرب من دمه
هتف صخر بقلق .... بعدين بحكيلك.... البنت طلعت
أجابه موضحاً.....لا يابيه بس بقالها ربع ساعة كده خنست ولا سمعتلها صووووت
دفع باب شقته بتهور ودخل يناديها بجنون .....اتجه نحو غرفته وفتح الباب على حين غفلة ليجدها قد استقرت فوق الكرسي القابع فوق السرير دون ثبات
بينما رقبتها حبيسة غطاء السرير الذي ربطته في الثريا المعلقة في وسط سقف الغرفة ......كانت تدعو الله أن يسامحها على ما تنوي فعله .....أعمى الشيطان بصيرتها .....مستغلاً لحظات يأسها وضعفها أبشع استغلال .....يعلم بخبثه اللا متناهي وبحقده الأزلي وإصراره اللئيم كيف يستغل ضعف الإنسان بعز وجعه بأصعب لحظات حزنه وقهره بأشد أيام مرضه وهمه بأوحش ساعات فقره وجوعه بآخر ثواني القوة سامحاً للإستسلام أن يعبث في عقله .....يزين له الانتحار على أنها الوسيلة الوحيدة التي تقربه من الله فيظن أن الله أراد لقاءه وأنه غافراً ذنبه ما دامت النية هي الخلاص من براثن الدنيا ومن فيها إلى رحمة الله وعدله .....ليصبح عبداً مطيعاً لشيطان مريد زين له كبيرةً لا تغفر ولا تسعها رحمة الله التي وسعت كل شيء فما هي إلا قنوط من رحمة الله في وجهها الحقيقي يوم تزال الستائر عن كل شيء فلو أيقن العبد أن الله بقدرته كاشفاً غمه لكان أولى برحمته ممن اختار الخلاص من أقداره
فلو كان الخالق يغفر قتل النفس العمد لغفرها ....تلك الأرواح ما هي أمانة الله فكيف بنا نخونها
لماذا ياوتين.....بعد كل هذا الصبر ....بعد كل ما رأيته....بعد كل ما مررت به وما تخطيته وما وصلت إليه لماذا ياوتين فعلتها ......
هتف صخر ناهياً......إياكي ....وتين .....انزلي تعالي عندي ....اقترب منها ينوي إنزالها هتفت بجنون ....
لا تقرب.....إبعد عني ....انا منحوسة والله ....أي حد بقرب مني بموووت والله صخر بعد هيك اتركني....
كان اسرع منها باغتها ممسكاً بها بين ذراعيها أخذت تحاول الإفلات من قبضته....تمسكت بغطاء السرير المعلق بالثريا وشدته بقوة مما سبب إنقطاع توصيلات الكهرباء بسبب الشد الكبير الواقع على الثريا التي تحطمت معظم أجزائها وسقطت بصحبة وتين وصخر فوق السرير ....أنّ صخر ألماٍ فجرحه ما زال ينزف وجعاً ودماً ....
أحست بشيءٍ رطب يجري على كفها الملامسة لجرحه .... حاولت الوقوف لتفحص الأمر فقد منعها الطظلام الدامس من رؤية ماهيته إلا أن صخر منعها وأبقها فوق صدره بحرص همست بغير وعي وإدراك .....
صخر إنت منيح إنت جنبي إنت معي ولا أنا بحلم...أاكيد بحلم ......
همس مطمئناً....انا معك وجنبك لا تخافي
ضمته بشوق بالغ.....حتى هو لم يستطع كبح جماح نفسه أخذها بحضنه رغم ألمه .... قربها كان مسكناً فعالاً.....أنساه وجعه أخذ يستنشق رائحتها بشغف ....همست له بعفوية ....حبيبي .....أشعلت بكلمتها تلك فتيل جنونه شدد من احتضانه لها حتى كاد يعتصرها بين يديه.....كان بوده لو يسكنها بين أضلاعه أو يزرعها في قلبها أو يلصقها بين ثنايا صدره ....كان لجسده عطر أنساها أين هي ولما جاءت إلى هنا ونسيت كل الالم الذي مرت به رغم اختلاطه برائحة الكحول إلا أنه لم يفقد تأثيره العجيب عليها .....مر بعض الوقت وفجأة دون سابق إنذار عادت لجنونها هتفت بشرسة وسط الظلام
بعد هيك إتركني ليش جيت أه ليش ... ليش.......بعد هيك لاااااااا تقرب مني ....إفهم أنااااا نحس أي حد بقرب مني بموووووت
دفعته متجهة إلى شرفة المنزل بتعثر تتلمس الطريق بيديها تبعها بخوف شديد ....فلقد فهم ما تريده إستوقفها محذراً ......
وتين .....إياااااااكي تعمليها ولك بدك تموتي كافرة
_لاااااااء ربنا راح يسامحني....أنا تعبت والله تعبت مش قادرة أتحمل والله ....أنا قتلت إمي وابوي وأخوي...أنا
_إخرسي ....إنت مستحيل تكوني وتين إلي حبيتها .....وتين القوية الي مهما قست عليها الظروف بضل أقوى منها.....الدنيا ما بتنتهي بموت حدى ياوتين ....الموت صعب ....الموت بقهر وبوجع ...بس هاد ما بيعني إنك تموتي حالك هاد إسمه كفر ....كفر
_إنت مش حاسس فيّه أنا بقدر أكمل تعبت ياصخر.....والله تعبت تعبت تعبت ياربي والله تعبت
إرتمت أرضا تبكي نفسها إقترب منها وهبط ليجاورها أمسك وجهها بين كفيه ورفع عينيها إليه اخذ يتفحصها بحنان لم يترك شبرا إلا واطمئن عليه أما هي فقد نزلت بعينيها الى صدره لتطمئن هي الاخرى على من ملك قلبها ...لم يترك مكانا لأحد فقد احتل كل جوارحها بمهارة .... لمحت الدم الذي بدى واضحاً فوق قميصه ....أخذت تفتح أزرار قميصه بقلق وما إن كشفت جرحه حتى أخذت تضرب نفسها بجنون ...أمسك بيديها مانعا إياها من لطم نفسها وصرخ بها.....بكفي هبل....شو هاد ...هيني قدامك ما في اشي....اطلعي علي هيك .....ارفعي راسك وتين ....
لم ترفع رأسها اخذت تبكي بحرقة وهو يشعر بكل قطرة دمع من عيناها تنصب بقلبه كما الرصاصة ......رددت بضعف شديد وانهيار تام ........
حسام....حسااااااام مات مات ياصخر....حسام أخووووي مات ...... الشخص الوحيد إلي حسيت معه معنى الأخوة مات ياصخر....وإنت كنت راح تموت وستي كمان....كل إنسان حبني وقرب مني مااااات ....أنا خايفة عليك ....أنا لووووووو لووو صارلك شي بمووووت ياصخر والله بموووووووت إنت ....إنت روحي وقلبي وحياتي....إنت إمي وأبوي وكمان صرت .............أخوووووووووووووي ما ضل الي حد غيرك
ارتمت بين أحضانه تنازع تلك المشاعر التي تصارع روحها دون رحمة ......همهم صخر
وتين.....شو صارلك ....وين حبيبتي إلي بنظرة قتلتني وبكلمة غلبتني وين وتين القوية إلي ما بتسمح لحد يكسرها وينهيها فهميني
أجابت بيأس ..... ماتت ....إلي بدّور عليها ياصخر ماتت كل لحظة بتمر بحياتي وبفكر إنها الأسوء بيجي علي يوم ثاني وبتمر علي لحظات أسوء وأسوء وأسوء
كل وجع بمر علي بيجي بعده إلي أوجع
عارف شووووو ....إنت بتعرف شو يعني تقتل اشي جووواك وتدفنه وتكون مبسوط أنا هيك ....أنا عشت وقويت لما وتين ماتت....طول ما وتين عايشة أنا ضعيفة .....طول ما وتين موجودة انا موجوعة بس لما ....أه لما قتلتها صرت قوية ..... ......لما اجت غالية اخذتني من الملجأ كان عمري خمس سنين .....بالخمس سنين هدول كنت محرومة من الطفولة الي المفروض إني أعيشها....الطفولة كانت بالنسبة إلي آكل وأنام ألعب أحضن إمي أحضن ابوي أحس بالأماااااان بس لو شوية أمان بس .....خوف خوف كبير كان جووووى هون من شو ماكنت عارفة....اتوقعت بجية غالية إني رااااااح أخلص من هالخوف وإنه أخيراً راح أعيش طفولتي بس للأسف كانت عيشتي بدار الأيتام أرحم بمليوووووون مرة من عيشتي مع غالية .....غالية هي الي خلتني أشوف وتين إلي كانت متخبية جواي .....كلاب غالية شافوها لوتين وطمعوا فيها كان لازم أقتلها كان لازم وتين تموت علشان أنا اقدر أعيش ...قتلتها من دون تفكير قتلتها بالمقص....إمسكت شعر وتين إلي الكل كان يحبه .....قصيته ولبست بنطلون وبلوزة ونزلت على الشارع....مهنتي الأولى ههههه شحادة ....بس على الإشارات ....بتعرف إنها مهنة صعبة
إنك إضل ١٢ ساعة تحت الشمس وبعز البرد تقطع من رصيف لرصيف تترجى هاد وهاد علشان يشروا منك حبة علكة ويابختك لو طلع من أصحاب القلوب الرحيمة ساعتها طاقة القدر بتنفتحلك......بس أنا بصراحة ما كنت شاطرة فيها كثير......كان صعب علي أطلب من حدى كنت أوقف وأستنى حد يحزن علي ويناديني علشان يعطيني شلن أو بريزة ...كانت فرحة عمري الأولى لما التعب هدني وقعدت على باب صالون رجالي وشلحت طاقيتي علشان أعد فيها المصاري إلي لميتها.....ماراح أقدر أوصفلك فرحتي لما الحلاق فكرني ولد وقلي (عمو تعال أزبطلك شعرك ).....كنت رااااااااح أبوسه من الفرحة....فكرني ولد .... كنت أروح كل يوم الصبح عنده أكنسله الدكان من فرحتي وضليت هيك لحد ما في يوم أبو غريب قلي تعال أعلمك صنعة بدل ما إنت داير في الشوارع طبعا هاي فرحة عمري الثانية........يومها لقيت عمر ....وصرت أنا وياه واحد
لم يرد صخر مقاطعتها أراد لها أن تخرج كل ما هو حبيس في صدرها ولكن فضوله جعله يتساءل ...... عمر ؟؟؟مين عمر
أجابت بعفوية .....أنا ....أنا عمر ....نصي الثاني.....ههههه هو فعلاً نصي الثاني الصديق الأمين ....بتعرف معنى إنك بتأمن صاحبك على حالك هيك كان عمر وكان أمين كثير لدرجة إنه كان مخبي وتين جواه وماحد قدر يعرف إنه وتين موجودة من أصله طول ما عمر موجود ......وتين إلي حبيتها هي عمر ياصخر...... عمر الميكانيكي ....أشطر واحد بصلح سيارات في الأردن.....الشخص الي عشت معه بسعادة وآمان وحب وافتخار.... كنت أشوف حالي أحسن بنت في العالم ....البنت إلي عاشت إكثر من عشر سنين على إنها آدم وحتى آدم نفسه ما قدر يكشفها .... ومش بس هيك عمر إلي زرع جواي الأمل والطموح ....
أنا بس كنت بدي هوية علشان أخذ شهادة وأحقق لعمر حلمه ... هو ما قصر معي كان لازم أردله المعروف كان يحلم يفتح كراج إله لحاله وويعلم صحابه وما يسمح لحد يستغلهم .... هاد كان حلم عمر الي بسببه تعرفت على أبوي وعرفت مين أنا ومين أهلي وناسي ...وياريت ما عرفت.....كان ما صار الي صار كان أبوي ما مات ولا حساااااااام راااااح ولا ستي تعبت ولا وتين عااااشت ولا عمر ماااااااااات ......
أخذت تبكي بحرقة قتلت ذلك المستمع لها باهتمام وتركيز .....همهم بحنان آخذ إياها بين أضلاعه
وتين خلص بكفي مشان الله والله دموعك ذبحتني
تعالي .....
ضمها لصدره وتركها تبكي فوق أطلال قلبه تتطهر جروحه بدمعها الطاهر ....يتلمس شعرها بحنايا يده يبثها حبا وحنان محاولاً بكل جهده أن يشعرها بذلك الآمان الذي تنشده همهم بحنان
إن الله أعطاني عمر رااااح .....
بخوف ورهبة وضعت يدها على فمه هاتفة .....
ما تحكي هيك .....أنا بمووووت إذا صارلك اشي والله بموت
همهم صخر قائلاً بجدية .....
ما راح تموتي....ماحدش بموووت ورى حد كل واحد ربنا مقدر عليه عمره وإله ساعة ما بتقدم وما بتأخر ....أنا بتمنى من ربي أعيش عمري كله معك وإلك بس إذا ربنا قدر وفرق بينا الموت بدك تكوني قدها و تربي ولادي أحسن ترباي وتعلميهم وتجوزيهم كمان وتصيري مثل ستك رحمة وأهم إشي تحبي صخر لصغير كثير كثير هو الوحيد الي مسموحلك تحبيه بعدي وطبعاً وراي بتكوني عمر .....وما تسمحي لأدم غيري يضم إسمك لإسمه.....أنا حبيت وتين ما بنكر بس بدك الحق أنا بعشق وتين إلي جواها عمر أكثر ....وتين الي وعمر لغيري....
هربت بمقلتيها بعيداً عن مقلتيه .....لم تستطع ان تبقيهما معلقتان في هيئته ......أضعفها الخجل الذي اجتاح ملامحها ليبتسم صخر مكملاً بهيام .....
كان من سابع المستحيلات أني أتخيل حالي بيوم بحب بنت ولا وكمان اعترفلها وإني أفقد السيطرة على حالي معها ....أنا صخر إلي لفيت السند والهند وشفت أشكال ألوان عمري ما فكرت مجرد تفكير إني أرتبط ولو حتى مجرد رغبة أو نزوة عابرة حتى كان آخر همي بس وتين قدرت تحرك قلب الصخر ...... يا الله هالدنيا كلك شبر ونص وعملتي فيه هالعمااايل ..... رفعت رأسها إليه لترى ذلك البريق يلمع في مقلتيه فاضحاً شوقه ....
شعرت براحةٍ كبيرة لتقبله لها ولماضيها ....لمعة الإعجاب بعينيه أنستها من هي ....احتارت من يجب أن يتولى عجلة الكلام الان وتين أم عمر ؟؟؟ همست بتردد......
صخر.... وتين راح تغلبك وتجننك صدقني ......أنا بحكي معك لمصلحتك هاي مجنونة من شوي كانت راح تموت حالها....كانت راح تموت كافرة
قههقه بمرح ليردد بجدية مصطنعة ...... إنت لا تتدخل بينا وما عليك.....وتين هاي إلي أنا وبس أنا الوحيد بفهمها وهي الوحيدة بتفهمني.....الوحيدة الي بضعف معها وبتقوى معي والوحيدة إلي بنجن معها وبتعقل معي
والباقي مسامحك فيه أبو الشباب وترى أنا الوحيد الي بتحبني ولااااااا بالك يتهيألي
هتفت بعفوية .....لاء ما بتهيألك ....وضعت يديها على وجهها لتخفي تأثرها به وهمهمت بخجل ....والوحيدة الي مسموح إلها تحبك كماااان
إحتضن وجهها بين كفيه يراقب كيف يعبث الخجل في ملامحها نيران الرغبة تأججت بداخله .....هبطت مقلتيه لتعاين شفتيها لم تكن احسن حالٍ منه إرتبكت عندما رأت صورة شفتيها تنعكس من خلال مقلتيه .....همّ ليطفئ نيرانه قاطعه رنين هاتفه.... كعادته هادم اللذات
ابتعد مرغماً ليجيب .....هتف بشزر......نعم
رد رعد بنزق....يازلمة ارحمني الي ساعتين تحت....شو لساتك عايش ولااااااا
أجابه متأففاً.....إخرس.....هيني نازل....
تسائلت وتين ...... في حد معك تحت ؟؟؟
_أه رعد يلا تعالي ننزل
_صخر خليني هون.....هون بشوفك بكل مكان
_لاااااا حبيبتي ....لحالك ما بتركك بس بوعدك عن قريب راح تشوفيني بكل مكان قالها غامزاً لتردد حروف إسمه بخجل مطالبةً إياه بالتوقف عن مغازلتها
ما أجمل أن تعترف بما يجول بصدرك.....أن تقول كل ما تخفيه دفعة واحدة أن ترمي ذلك الثقل عن أكتافك أن تزيح ذلك الهم من فوق صدرك أن تعترف لنفسك بضعفك قبل غيرك أن تكون صريحا ومتصالحا مع ذلك الذي يسكن داخلك والأجمل أن تلبي نداء قلبك واستغاثة روحك وأن تجد مسكن لها .....
مرت الايام بصعوبة ولكنها مرت رغم تخبط الأرواح وتأرجحها بين الحزن والفرح خرجت كل من رحمة وصخر بنفس اليوم من المستشفى وكأن الرحمة ولدت بقلب الصخر تأن لأنينه وتفرح لفرحه....
بينما بقيت سوزي تصارع لأجل ولديها اللذان قررا الخروج لدنيا بوقت أبكر من اللازم....فبشهرها السابع فاجئها المخاض مبشراً بقدوم إبراهيم وصخر الصغيران
بينما أم حسام التي أعادتها صفعة القدر لطريق القويم طلبت من وتين مسامحتها على ما اقترفت يداها كانت قد اعترفت لأبي صخر أنها وراء مقتل ابنها والذي طالبها بدوره بالتستر على هذا الأمر بشكلٍ كامل درءً للفتنة والعداوة وحقن لدماء الشباب ....فقلوب الشباب وعقولهم لن تتحمل فكرة أن قاتل ابن عمهم حي يرزق
فضل ان يترك حسابه لخالقه الذي وعده حق ....القاتل يقتل ولو بعد حين .....أخذت أم حسام على عاتقها رعاية دور الايتام والإهتمام بهم لعل الله يغفر لها خطاياها ويتجاوز عن سيئاتها
أما صخر الذي لم يعد يتحمل بُعد وتين قرر الزواج بها ....يكفيه العام الذي صبره والذي مر وكأنه أعوام وخصوصا مع تلك الوتين الجديدة التي تقتله بنظرة وتحييه ببسمة......
جالسةً فوق سريرها الذي يضج بأوراق التلخيصات ودوسيات المراجعات ....همهمت مرغمة.......
_صخر....خلص سكر بدي أدرس
_إزهقتي مني حبيبتي
_أنا... مستحيل... بس بدي أدرس بكفي السنة هديك راحت علي
_أااااااااه فهمت ....الأستاذ عمر مش ناوي يحل عني ....طيب ما شي إسمع حبيب بدك اتجيب أعلى من سيف ويوسف إياك تفضحنا
_هههههههههنههههههه حاضر يامعلم ...بتعرف خايفة ....بالك أنا تسرعت بإني أعيد كل المواد
_لا ياقلبي.....كل تأخيرة فيها خيرة لعله خير .....الحمد لله إتغير طموحنا من ميكانيكي لدكتورة .....هيك نوعاً ماااااا مقبول ....
_بالله !!!شووووو قصدك أستاذ صخر كلامك كله ألغام .........بعدين إسمها مهندسة ميكانيك مش ميكانيكي..وشو نوعا مااااا والله قلبي حاسسني إنك بتضحك علي....إسمع أستاذ صخر بدي تكتب ورقة بخط إيدك أنك ماراااااااح تمنعني أدرس
_مين حكى راح أمنعك تدرسي ياقلبي....لدراسة من عيني هاي قبل هاي وخلص تزعليش مهندسة بس بيني وبينك الدكتورة أوجه
_ييييييي علينا .....كل مرة بتلمح بنفس الكلام دراسة ما بمنعك صخر بدي أدرس وأشتغل كمان
_حبيبتي ليش دايما مستعجلة لساااااااا بدك ٧ سنين لمااااااا تصيري دكتورة بعديها بنتفاهم
_شووووووو ...وحد الله .....شو سبع سنين ...
_وله شو بتفكري .....بيوم وليلة بدك تصيري دكتورة....بدك ٥سنين طب عام وسنتين اختصاص
_ماله الطب العام منيح نعمة وفضل _ههههههههههههه.....أنا هيك بحكي برضه....أكيد أحمد ورعد وحسام وأوس راااااح يشيبوكي يادووووبك تلحقي
_مين هدول ان شاء الله؟؟
_ولااااادي .....
_شووووووووووو.....
_أه حبيبتي علشان دراستك أنا ما راح أثقل عليكي بكفيني ولد كل سنة نعمة كريم
_صخر تصبح على خير بكرة عندي امتحااااااان إدعيلي أنجح بعديها بنفكر بولااااادك
_لحظة .....شو بس أنجح هااااي..... كلهم أسبوعين بتخلصي إمتحانات من هون وبنتزوج من هون إن شاء بتفكري راح أستنى النتيجة .....أنا نفسيتي تعبانة كثير بدها ترتاااااااااح
_إنت قليل أدب على فكرة راح أحكي لستي عنك....
_سلميلي عليها وبوسيلي إياها بعد إذنك
_مين ؟؟؟
_رحمة....يعني مين ؟؟؟
_آه.....طيب ....الله يخليلك رحمة على العموم ....يلا بدك اشي؟؟؟
_اللهم آمين....حبيبتي..... رحمة بسمحلك اتبوسيها بس وتين ما بسمح لحد غيري يبوسها ماشي
_صخر....تصبح على خير بدي أعرف أجاااااااوب بكرة بربك بكفي
_خلص ماشي تصبحي على خير ياقلبي
_وإنت بخير ياقلب وتين ...
وتسألني حبيبتي.....
لماذا أنا من دون النساء تهواني !!؟؟؟
ترى أهناك سراً في الهوى
يجمع الحبيبانِ
قلت أجل إن الحب ياحبيبتي قدرٌ
وأنتِ قدري وهل يستطيع المرء
الفرار من الأقدارِ
لقد أسرتِ قلبي دون النساء
وحبك لم يكن ابداً بحسباني
فلا تسأليني لما أحببتك
بل أسألي قلبي وأقداري
قدري شاء يا حبيبتي أن تكوني أنت شقيقة روحي ومناها
فما أروعك من امرأة أرسلها ربي لقلبي وأهداها
قالت أجل
أنت توأم روحي يا حبيبي بل أنت حياتي التي أحياها
سأبقى لعينيك أبدا مخلصة ما دامت في عروقي تسري دماها
هلمّ لقلبي يا شقيق روحي لكي نقضي العمر معاً و ليالي هوانا بالحب والود نحياها
همهمت سوزي باستياء ......
رعد لا تعمل حالك نايم قوم إعمل رضعة لبرهوم مو قادرة أقوم برضع صخر ياله حبيبي حرام نطف قلبه
هتف بانزعاج .....
الله يوخذ رعد منيح .....يعني هو ينام بحضنك وأنا أقوم أعمل رضعة للأستاذ برهوم والله الله ما قالها ....شو هاد ...قال أحلى إشي الخلفة قال ..... الي بيقول هيك لازمه إبادة والله كنا مرتاحين ويا محلانا
-خلص ما بدي منك اشي .....
_لا لا هيني رااايح يا قلبي
استقام مرغماً متجهاً للمطبخ .....ليس سهلاً أبداً أن تكون أباً لتوأم .....أعدها على مضض وعاد أدراجه ليحمل إبنه ذو العام من عمره ويضعه في سريره مناولاً إياه زجاجة الحليب التي أعدها له .....عاد أدراجه ليجاور زوجته في السرير ...نظر لإبنه الآخر الذي يمسك بتلابيب أمه بحرص يستقي من حليبها ما يروي ظمأه ......همهم رعد ناهراً بعد أن لاحظ تلاعب إبنه .....
_وله إشرب الرضعة وناااااااام سامع
جحره صخر الصغير بكشرة طفوليه زاماً شفتيه متمسكاً بتلابيب إمه بحرص أكثر همهمت أمه قائلة.....
_رعد ....صخورتي ما بوخد الرضعة شو نسيت
رد رعد بمكر ......لااااااااااااااااا شو أنسى هو هاد اشي بتنسى....الولد طالع فهماااااان لأبوه بحبش إلا الطبيعي .....أزززعررررر......بس قصدي يخلص يرضع وينام شايفه مش ناوي على خير وبتلعوب....هو أنا مليش نفس يعني ولا كيف ...
همهمت بخجل شديد ......ياربي.....إنت قليل أدب .....عيب لولاد بسمعوك وبكرة بعيدو كلامك
بكفي هديك اليوم لما صخر عاد من وراك والله انحرجت
رعد ....انتبه على كلامك من يوم وطالع وخاصة هااااااد الأزعر العسل أبو لساااانين الكربوووووج حبيبي يسعدووووووووو صخووورتي
أخذت تداعب وجنتي إبنها بهيام مقتنصة منها قبلة عميقة مما تسبب بانزعاج إبنها الذي فرّ هارباً من حضنها متمتماً بكلماته الطفولية الغير مفهومة إلى حضن والده الذي إستقبله بسعادة ولهفة سعيداً بردة فعله .... يسعد دينك .....حبيب أبووووه هاد الولد تعال يابا أنام أنا ويااااك وخليها تنام هي وابنها صح
جلس بجانب معلناً بحروف طفوليه رفضه لنوم .....رددت سوزي بشماتة .....هي حبيب أبوه مابده ينام يلا أشوف دبر حالك معو .....
_شوووووووو ولا شو بده إن شاء الله
كلماته الطفولية التي أطلقها إجابة على تساؤل والده جعلته أمه تقهقه بسعادة ......تساءل رعد ....
نعم؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!شو قال ؟؟
_بيقول بأحلامك يابابا ما راح أنام هههههه بده يلعب يا رعد ...لعبه .....شكله مو نعسان
_نعم .....شو مش نعسان بده ينام خاوة ....وله نام لألعن أبوك هلا
_رعد.....حكتلك ألف مرة ما تلعن حرااااااام اللعن .....بكرة لولاد بيعيدوا كلامك
_شو هاليوم الي مش فايت هاد .....قال تجوزنا لننستر ساق الله أيام الفضيحة
_شو قصدك حبيبي
_حبيبتي أنا هاي القسمة مش عاجباني .....يوم عسل وست ايام بصل والله ما هو عدل
_نعم نعم .....أستاذ رعد إحنا فيها
إذا مو عاجبك خد هي ولادك وخلي البصل بدااار أهله
_حبيبتي ليش زعلتي تعالي استهدي بالرحمن
_ترك إيدي أحسنلك بلاش تدمع عيونك من البصل
_ياعمري مش قصدي عنك....إنتي العسل بالموضوع قصدي ولادك هدول الي نكدوا علي عيشتي ....ياريتهم ضلوا هون كاااااان أهوووون .....قالها واضعاً يده على بطنها ليتراجع من فوره مهمهماً .....لا لا مش أهون بصراحة كنت محروم.......
_رعد بلا قلة أدب وبعدين معك
وترى هدووول ولاااااااااادك أنت .....إسمه إبراهيم رعد وصخر رعد مش إبراهيم سوزي
همس لها بعشق أذابها.....وإنتِ .....صار إسمك سوزي رعد العزام ولا ناسية حبيبة القلب ولك أمووووت بالخجلااااان......يا حب هاتيلك بوسة أبل ريقي فيها والله اشتقتلك مووووووووت
_رعد حبيبي....أصبر لأنيمهم .....
لم تستطع مقاومة مشاعرها استسلمت مرغمة لسيل عواطفه .....كان يضمها بين ذراعيه يقتنص قبلة من خدها تارة ومن الأخر تارة أخرى عندما إنتبها إلى زوج الأعين الذي يناظرهما بإهتمام كبير وهدوء تام بينما الزوج الأخر قد غفى مع رضعته
أبعدته بارتباك شديد وعادت إلى السرير تلملم ما تبعثر منها بينما رعد اقترب يحمل صخر بين يديه قائلا
_يلااااااا يابطل نام علشان الصبح آخذك باي
هز رأسه رافضاً مباغتاً والده بقبلة أذابت أوتار قلبه هامساً بطفولية .....بيبي (حبيبي) ليهتف والده من فوره
_ااااخ بس نقطة ضعفي ....يابا وأنا بحبك بس بحبك أكثر إذا نمت ساعة زمان بس أقولك نص ساااعة بتكفي صح
غمز زوجته التي تضجر وجهها بالدماء حياءً قائلاً بوقاحة.....
ولا شو رأيك ....بكفي صح .....
عضت على شفتها خجلاً وهمست محاولةً الفرار منه .....أنا رايحة أشووووف وتين إذا ناقصها إشي....صخوووورتي نام مامي وما تصحي أخووووك ماشي.....وإذا بابا بده اشي سلملي عليه
ردد رعد بانزعاج .....
خديه معك لأني راااااح أقتله وترى الله بيحاسبك على زعلي
اقتربت منه وهمست له بإغواء ضيع عقله .....
_قلبي ساعة وبكووون عندك وبكون إبنك نااااام وبراااااضيك براااااحتي .....غمزته وخرجت مسرعةً قبل أن ينقض عليها .....أمسك ذقنه وأغمص عينه محاولاً تدارك نفسه ومنعها من الإنجراف في خيالات تسببت بها غمزتها وضحكتها الشقية .....همهم لنفسه
مااااااشي ماااشي خذي اليوم بطول والعرض ....كلها ليلة و وتين بترووووح عند جوزها وبأخذ غرفتها .....وهاد الولد بذات ممنوووووع يناااااام بغرفتي منعا بااااااااتا.....تقولي حد موصي علي ....ياعمي لعنة الاسم أنا متأكد.....هتف بغضب .....
نااااااام وله
نظر له ابنه الذي لوى شفتيه تعبيراً عن خوفه فقد أجفلته صرخة أبيه وأخافته نبرته .....تقدم رعد من فوره ليحتضنه من فوره لائماً نفسه .....
_لااا ياقلبي أنا تزعلش أقلك تعاااال نام جنبي وااااسيني والله إنك بتسوووووى كل نسووووان العالم ..... ياسلاااااام شو هالحضن الخرافي هاد يسعد قلبك
أرهقته المسؤولية كما أرهقتها....فتوأم ليس بالأمر السهل كل شيء يحصل في نفس الوقت إثنان يبكيان ويستحمان ويأكلان وينامان ويلعبان ويمرضان ويضحكان بنفس الوقت وهي الهشة الرقيقة التي لم تعتد المسؤولية .... رغم مساعدة جدتها وأمها نهاراً إلا أن الليل يأتي كل يوم لتبدأ به معاناة كبيرة بالنسبة لها وما يزيد من صعوبتها هو زوجها المتذمر الساخط من قلة اهتمام زوجته به وعدم وضعه بالمرتبة الاولى ضمن أولوياتها وعدم تلبيتها لطلباته الجشعة ونيرانه المتعطشة يصبح الأمر أصعب بكثير .......كل ليلة تقرر أنها سوف تعلن استسلامها صباحاً وسوف تقولها علناً أنها لا تستطيع وإنها تريد الإنسحاب إلا أنها وبمحرد أن يخلد طفليها إلى النوم ويحتضنها زوجها بحنان باثاً إياها أشواقه ومعلناً لها حباً يزداد كل يوم تعود من جديد لتحارب من أجل البقاء و تحاول جاهدة موازنة الأمور بين طفليها الحبيبين المتطلبين وزوجها الغيور ......
طرقت الباب لتعلن حضورها هتفت زوجة عمها مرحبةً بوجودها ......منيح إلي جيتي .....تعالي إحكيلك معها كلمتين رااااح تجننني
ما إن دخلت حيز الغرفة تبين لها بكاء وتين ذات العيون المنتفخة والمحمرة ......تسائلت بقلق ..... شوووو فيه....ليش بتعيطي؟؟
أجابت زوجة عمها موضحة ......
قال يختي ما بدها تطلع من هون وتتركنا وما بدها تتجوز وبدها ترن على صخر تقوله بطلت تتجوز ......والله رااااااح تجنننني
هتفت سوزي مازحة.....
ييييي والله رعد بقتلك هههههه ترى راسم يوخذ غرفتك للولاد علشانها قريبة علينا
علقت يارا مؤكدة.....
يمكن صخر جلطه ههههههه......اسم الله عليه ما بهدى ولا بكن ......ولك قصي كل ما يتذكر لما طلع من غرفتكم ونزل عند ستي وفضحكم بفرط ضحك
رددت باستياء وخزي ...... اسكتي لليوم مو مسترجية أطلع بعيون ستي خزاااااااني كل العيلة عرفت إنا بنتحمم وكلو كوم ولما اطلعت وما لقيتو بالغرفة متتت خوف عليه طلعت مثل المجنونة أدور عليه لقيتو طالع ورايح عند سيف ويوسف وكاين يعيط وبدور علي .....أخذوه عند ستي من زود حظي عمامي وصخر كانوا عندها يعني فضيحة وعليها شهود كمان .....اتمنيت الأرض تنشق وتبلعني يااااااربي يومها عنجد كان نفسي اقتلوه .... ولمصيبة رعد مكيف عليه .....بس علشان يجااااكر صخر أخوي بقوله ما استحيت أنا متت من خجلي بقولي .... لااااء ليش استحي هو عيب ولا حرااااااام
هتفت يارا بمرح .....هو من ناحية الحرااااام لا مش حراااااام ربنا الله بس ضبو ابنكم يختي بلاااااش فضااايح سكروا الباب عليه بلكي المرة الجاي عمللكم زفة ههههههههه ترى أنا انصدمت برعد طلع مش قليل نظرت لوتين بزاوية عينها رأتها منسجمة مع الحديث أردفت يارا غامزة .....إذا رعد هيك شو رااااااااح يعمل صخر يختتتتي ...... وليه وتين صخر كيفو معك أه اعترفي ....علشان ما أنصدم بالجيل القااااااادم .......
طرقات الباب أعلنت عن وصول رسل لتهف يارا من فورها ......وهي إجت رسل كملت شو نيمتي راااشد
قهقة ناعمة صدرت من رسل التي ردت من فورها .... آه يختي نيمته
عادت يارا لتمازح وتين قائلة ...لا ولك وتين جاااوبي
تسائلت وتين بإحراج .....على شووو أجاوب
تدخلت سوزي محاولة انتشال وتين من الزاوية الحرجة......يختي أخووووي مؤدب صح
رددت يارا مازحة .....شو يارسل سكتي بشوف قبل شوي نخلت أخوكي وقاعدة بدافع عن أخوها
همهمت رسل بحنان .....رعد .....مافي منه في الدنيا
هتفت سوزي بمكر .....وأنا أشهد ههههههههه
ضحكت يارا قائلة.....والله ماإنتي قليلة ياسوزي .....معناها صخر راح يبدع بكرة هههههههههه
بخجل هتفت رسل ......يييي عيب عليكم ......
أجابت يارا .....يختي شو حكينا ....بنمزح ..... بس رااااشد مؤدب حراااام ربنا الله
همهمت رسل في جوفها ....مؤدب ؟؟؟!!!!!مين راشد.....إلي بدري بدري
علقت سوزي مبررة خجل رسل .....رسل لسى ما انحرفت بس تخلف بتعرف شو يعني الإنحرااااااااف أنا هيك أولها كثير كنت أستحي من رعد بس بعد ما خلفت بطلت ههههههه
قاطعتها يارا متعمدة قائلة ......سوزي تعالي خلينا نعجن الحنا ما ضل وقت .....رسل بعينك الله احكيلك كلمتين مع هالمجنونة بدهاش تتجوز قاااال
تعمدت يارا أخذ سوزي التي نطقت بكلمات لم تتقصدها ولم تعني ما فهمته رسل والتي بدا واضحا تأثرها الشديد بكلمات سوزي والذي لم يخفى على يارا التي فضلت أن تعطيها فرصة لتخفيف عما بصدرها بينما ترشد الأخرى لكي تنتبه لحروفها جيدا .....فكم من كلمة تخرج بدون قصد تهوي بقلوب الأخرين كالسكين فلا جرحها يحتمل ولا هو يندمل همهمت يارا مؤنبة بعد أن إستقرت وسوزي في المطبخ ......
سوزي إنتي انجنيتي .....كيف تحكي لرسل عشانك ما خلفتي .....يعني مش ملاحظة قديش صايرة حساسة بالنسبة لهيك موضوع هلاء بتفكر إنك بتعايريها
هتفت محاولة درء التهمة عن نفسها .....
ييييييي وأقسم بالله مو قصدي وبعدين شو أعايرها ليش هي الخلفة بشطارتنا هاي عطية ربنا أقسم بالله مو قصدي يييييييي علييييي أنا ريتني أموووووت بس ......
أخذت تبكي من شدة تأثرها أخذت زوجة عمها تحاول تهدئتها قائلة.......ليش بتعيطي وبعدين لا تدعي على حالك .....زعلتي مني.....أنا والله بعتبرك مثل أختي علشان هيك حكيت معك بالعشم يعني ......أنا أسفة
همهمت من خلف أهدابها المبللة .....لا مرت عمو ما تتأسفي ....إنتي معك حق أساسا ماما نبهتني ألف مرة كمان .....بس أنا والله عفويا بطلع الحكي معي ....
همهمت يارا موضحة ......حبيبتي انتبهي شوي لكلامك بهيك وضع بتصير الأمور أصعب وخصوصا إنكم تزوجتوا مع بعض وإنتي إسم الله عندك ولدين وهي لسى ما حملت وغير سلفتي الي بضل تزت حكي طالع نازل يعني راعي شعورها بس
همهمت شاكية لزوجة عمها ما تكتمه في صدرها ......والله مو قصدي يعني بس أحياناً بكون مبسوطة على شغلة عملوها أو قالوها إذا حكيتها بحسها زعلت وبحسها بتتلاشى تحمل حد فيهم حتى إذا لين ومريم قعدوا يلعبوا معهم بتعصب وبتصرخ عليهم وبتحكليهم خذوهم من وجهي بحكي عادي يابنت لا تزعلي بس أنا كمان صراحة بزعل أنا شو ذنبي وذنب أولادي هدول بنهاية ولاد أخوها صح .....ومن حقي أفرح بولادي وأعيش معهم طفولتهم ولا شووو
ردت يارا موضحة .....ياقلبي إنتي معك حق .....وهي معها حق .....كل واحدة فيكم بتشوف الموضوع من زاويتها هي بس ....يعني تعالي جاي لو جينا لأم راشد معها حق إبنها وبدها تفرح بولاده بس مش بهالطريقة التجريح عمره ما كان طريق سوي مهما كان المبرر
وإنتي معك حق ولادك وبدك تفرحي فيهم وبحركاتهم وكلامهم وأفعالهم
ورسل معها حق .....ربنا حب يختبر صبرها والإختبار صعب صراحة .....يعني لو فكرنا بمنطق الحق راح نعطي الحق لكل شخص بأنه يدوس على مشاعر الناس علشان يعيش مشاعره ......بس لو فكرنا بمنطق الإنسانية راح نعطي الأولوية لشخص المتضرر ..... .....بحالتكم رسل أكثر وحدة متضررة لأنها أكيد بتتمنى تجيب الولد إلي بتمناه أم راشد وإلي بتمناه راشد كمان لهيك ما راح يأثر عليكي شي إذا راعيتي شعورها وأخذتي كلامها وتعاملها على محمل الود .....دايما إفرضي حسن النية ....يمكن خايفة تصيبهم بالعين من كثر ما بتحبهم لهيك بتقولك إبعديهم عني . .... صح
همهمت سوزي بحروف خجلة .....
والله مو قصدي .....إنتي عارفة كم بحبها وبتمنى الله يرزقها الخلفة الصالحة مثل ما رزقني .....صدقيني كل يوم بدعيلها أقسم بالله
ربتت على كتفها بحنان قائلة...... عارفة ومتأكدة من هالحكي ..... هاد الشي إلي بنقدر نساعدها فيه .....دعواتنا ....ربي يكرمها ويرزقها الخلف الصالح وإنتي كمان إن شاء الله ربنا بزيد وببارك.....وأنا كمان صار لازم أجيب لليث أخت حلوة مثلك .....ومن هلا بقلك بدي أجوزها لصخر لصغير حبيب قلبي ..... أي اضحكي يلا أشوف ....يختي الصراحة رعد معوووووو حق بسم الله ما شاااء الله عليكي
همهمت سوزي بإعجاب .....لا والله عمي المحظوظ إحنا كلنا محظوظين فيكي....الله لا يحرمني منك
هتفت يارا بثقة مفرطة ......آه يختي محظوظ ونص وخمسة.....أنا دعوة رحمة الصادقة هههههه .....حلوة صح
أما هناك بغرفة وتين لم تستطع رسل إخفاء وجعها ....فقد أخرجته دموعاً غصت قلب وتين التي حاولت كثيراً أن تهون عليها
_خلص رسل ....بكفي لا تبكي أمانة...
_شفتي كيف بتعايرني .....شفتي
_صدقيني مو قصدها حرام هي حكت بعفوية .....والله بتحبك كثير...
أخذتها دموع رسل لتساؤلات لم تخطر في بالها قبلاً .....همست في جوفها .....
ياربي.....وأنا إذا ما خلفت شو راح أعمل....صخر بده ولاد كثير علشانه وحيد ....طيب إذا صار معي مثل رسل وما خلفت ....لا لا بديش اتجوز .....خلص ما بدي اتزوج مستحيل......أخذت تبكي بمرارة مشاركة رسل همها الذي أصبح همها هي الأخرى .....دخلت يارا عليهما لتجدهما منتحبتين ......هتفت بصدمة .....ييييي علينا قال جبتك ياعبد المعين تعين .....قلنالك إقنعيها يارسل مش اقعدي عيطي معها....التفتت لسوزي غامزة لتفهم الأخرى مرادها مباشرة ......سوزي هاتي الحنة روحي شوفي جوزك نام ولا لسى
.....كانت يارا تعلم أن خبرة وتين في الحياة ليست بالكافية لتخفيف عن رسل ......همهمت بحنان ..... خلصتوا مناحة إنتي وياها ترى الله يجبر على جيزانكم إنتو الجوز ترى الزلمة بحبش المرة النكدة ...مهو هم برى وجوى مصيبة....بكفي شغله وتعبه بعز الحر والبرد وكمان بيته ما يرتاح فيه شو هاد قومي إنتي وياها غسلوا وجهكم وبكفي دراما قالتها متصنعة عدم فهمها لسبب الأصلي وراء بكاء كلتيهما هتفت وتين بدموع متساقطة .....
أنا مابدي أتجوز خلص مابدي
_وأنا كمان بدي اطلق خلص مو قادرة أتحمل ....
_ياحبيبي كنا بوحدة صرنا بثنتين....ولك شو هالحكي ياعيب العيب بس إحنا ما عنا بنات تطلق من دون سبب _مين حكى من دون سبب لا في سبب وسبب كبير كمان ....أنا مااااااا بخلف ومستحيل أخلف ومستحيل أرضى أنه راشد يتجوز عليي.....علشان هيك راح أطلب الطلاق....بدي أريحه وأريح حالي هو ما إله ذنب العيب مني أنا ....أه مني أنا
_ ياخسارة يارسل ....كنت أفكرك أوعى وأفهم من هيك وين إيمانك بربنا ....ياعيب العيب .... إنتي ما عندك ثقة بالله
_بالعكس ....أنا راضية .....ربنا كتبلي ما أخلف وأنا لازم أرضى بالواقع ما بدي أخليه يحلم ويتوهم بشي ما راح يصير
_بتعرفي تسكتي أحسنلك .....مين حكى ما راح يصير ليش إنتي محل الله ولا عندك علم بالغيب ولا ربنا مو قادر على كن فيكون .... يلا إحكي أشوف سمعيني جادليني
_والله تعبت تعبت وأنا بحكي اليوم وبكرة وبعدو تعبت والله ما خليت نوع دوى إلا وشربته .....المر قبل الحلو على الفااااااضي مافي أمل مافي
_مافي أمل بمين بزبط .....إنتي ناسية حالك واقفة بباب مين .....باب مالك الملك إن أراد شيئا قال له كن فيكون الذي يحيي العظام وهي رميم ويهب لمن يشاء الذكور ويهب لمن يشاء الإناث
_ويجعل من يشاء عقيم .... ولا أنا غلطانة
_طبعا هاي إرداة ربنا وحتى لو ما خلفتي يارسل مش نهاية الدنيا ....كم وكم وكم زوجين عايشين بدون ولاد ومبسوطين... ربنا وما أراد وقدر مع إني متأكدة و واثقة إنه ربنا راح يرزقك الذرية الصالحة بس ناقصك الإيمان واليقين يارسل ....التزمي الإستغفار والدعاء وباب الكريم دايماً مفتوح .....إرفعي ايدك للمولى وإنت ميقنة ومتأكدة من إجابة ...لا تخلي ذرة شك تدخل قلبك .....كوني متأكدة وألحي في الدعاء ..وربنا راح يستجيب وساعتها بس راح تعرفي كم كنتي غلطانة بحق نفسك وربك يارسل .....
لم توقف دموع رسل وكلمات زوجة عمها تجلدها بسياط الندم ...هتفت زوجة عمها آمرة.....
رسل....قومي غسلي وجهك وروحي توضي وصلي ركعتين لربك ....إنتي بعز وجعك هاد لازم تتجهي لربنا وما تسمي بدن جوزك الغلبان .....بكفي مسخرة ....قال جبناهم يساعدونا نكدوا علينا ....وإنتي الثانية مدي ايدك أشوف....هاد منظر وحدة بكرة عرسها
مسخم ياصخر....الله يكون بعونه ......أمسكت زوج عمها يدها وبدأت تنقش لها رسمات أنيق مكونة من اشكال هندسية رصت لتعطي منظراً جمالياً رائعاً......قطرات من الدموع صبت فوق ظاهر كف زوجة عمها التي انسكت بكفها بحرص..... رفعت رأسها لتناظر عيني وتين اللتان كانتا تصارعان من أجل إحتواء تلك الدموع التي رفضت أن تبقى حبيسة جفونها تسائلت بريبة ...... ليش بتعيطي
أجابت براءة وعفوية ....
_ خايفة.....خايفة والله خايفة
_من شو خايفة إن شاء الله
_إفرضي ما خلفت ...شو راح يصير
_قبل شوي كنت خايفة تتجوزي هلا خايفة ما تخلفي لا والله في تطور .....والله إذا كل واحد بده يفكر إذا بخلف أو لاء ماحد تجوز ....هاي الأمور بعلم الغيب ولاحد بحقله يدخل فيها إحنا علينا التوكل واليقين بربنا وكرمه وجزيل عطاياه وبس وسبق وقلتلك يا وتين ربنا لما يعطي بدهش.....أنا متأكدة ربنا راح يطعمك إنت ورسل أحلى خلفة وإنتي بذات متخيلة شكلك وإنتي وراااااكي جيش وبتشدي بشعرك صخر وحيد وأكيد رااااح يعبي الدار ولاد واحتمال يبطل من الشغل ويقعدلك هههههههههه ......أيوا هيك إضحكي .....وتين كوني على يقين بعطايا الرحمن ما راح يردك خايبة....ولا تحكي إذا ويمكن فاهمة ......لا تفكري بشيء بيد الله بس كوني دايماً طماعة بلي عنده ....ما عند الله مسموح الطمع فيه .......رنين هاتف وتين قطع حديثهما ......همهمت يارا غامزة .....
يختاااي هيو برن حبيب القلب .... قلبه حسه بحبيبته الهبلة الغبية ألي قاعدة بتعيط ....
ضغط زر الإجابة على عجل دون أن تنتبه لإصبعها المخضب في الحناء ......
_ألووو......ألو ألوووو....يييي سامعتو بس هو مش سامعني
_ شكله إجى على المايك حنا....خلص افتحي سبيكر بعمل حالي مو سامعة هههههه وبعدين بنظفه
_ألوووو
_ليش طولتي لما رديتي .....شو نمتي
_لاااا....والله مو نايمة ...بس شكله السماعة تبعتي ضربت
_ فداااااكي السماعة والتلفون والدنيا كلها....بكرة الصبح بكون عندك غيره ...... شو بتعملي
_هلا خلصت حطيت حنا
_عنجد......كتبتي إسمي ولا شووو
_اسمك .....أه ....لاء....قصدي يعني بعرفش
بات واضحاً إرتباكها أشارت لها يارا لكي تريه إسمه المخطوط بعناية في باطن كفها مزخرفاً كتحفة فنية ولكنها لم ترمي لها بالاً همهم صخر متسائلاً...
_ بتعرفيش ؟؟؟
قالت بجدية مطلقة معلنةً عما يجول في صدرها من مخاوف ضاربة بعرض الحائط تحذير زوجة عمها
_صخر ....إذا ما خلفت راح تتجوز علي ولا بطلقني إحكي بصراحة
_شوووووووو
هتف باستغراب ثم أردف ضاحكاً......
_مجنونة طيب بس نتجوز بالأول بفرجها الله بس خيار الطلاااااق مش وارد ومستحيل
هتفت بجدية
_صخر أنا ما بمزح بحكي جد ....إذا إتزوجنا وما خلفت شو راح تعمل
_إنتي عنجد ضربوا فيوزاتك .....شو راح أعمل العمل عمل ربنا ....بعدين مين قلك إنك ما راح تخلفي ....أنا متأكد إنه الله راح يطعمني أحمد تاج راسي ورعد الكلب وحسام المحترم وأوس الغالي وزيدي عليهم عمر المكانيكي.....هاد جديد على الساحة وبكون حضرت أسامي لستة الجاين إن شاااااء الله أردف مازحاً.....بس لو صار وربنا ما قسملي منك خلفة بتزوج عليكي عادي .....أما طلااااق لا مستحيل حبيبتي حد بطلق روووحه .....الإنتحاااار حرااااااام هههههه هههههههههههه
هتفت بحنق .....
_ماااااا أزنخك ....خلص سكر أنا أحمى ماعندي وإنت بتتمسخر بديش أحكي معك
_ليش ياروحي .....وتين سيبك من غبائك هاد وتفكريش بأمور ربنا أعلم فيها مني ومنك .....فكري ببكرة بس وشو راح نعمل
وأنا جاهز لأي إستفسار ....يعني دروووس مجانية وإذا بدك عادي بعملك درس عملي .....
همست لنفسها .....ييييييي الله يعدمني اليهود ....وك اسكت.....خلص .....أجابت بخجل صخر روح نام
_بديش أناااااام ...مش جايني نوووم ....هاد آخر يوووم وأنا عزااابي ماحد بناااام فيه خليت النووووم لبكرة حبيبتي
أغلقت الهاتف من فورها متناسية من جديد خضاب أصابعها
هتفت يارا ضاحكة ....
_ليش سكرتي الخط ......مجنونة هلاء بزعل
دخلت سوزي لتقطع خلوتهما هتفت يارا .....
تعالي يختي إعرفت إبنك لمين طالع ههههههههه.....لخاااااااااله يمااااااا بدوش ينااااااام يماااااا
ضحكت سوزي معلقة .....
_حراااام عليكم والله أخووووي مؤدب
_مؤدب مين طلع أستاذ وبعطي درووووس كمان عملي ونظري ههههههههه يما مقوااااهم لزلاااااام
هتفت سوزي بإعجاب .....
_ ماشاء الله ....بتجنننننن الحنا ....
_يختي عروستنا كلها بتجننننن راح تطلعي أحلى عروووووس صدقيني
حمدت الله بسرها على تحول مجرى الحديث عن خطيبها ووقاحته.....انتهت المهمة على أكمل وجه غسلت الحناء بعد جفت وبدت بلونٍ قرمزي تركتها كل من يارا وسوزي لكي ترتاح لم يتبقى إلا ساعات على زفافها وتصبح رسميا زوجة صخر حبيبها وتوأم روحها
حادثت نفسها .....
_أرن ولاااااا....لاء بلاش أكيد نايم.....لا رني بلاش يزعل.....رني رنة إذا رد رد وإذا مارد بكون نايم
ضغطت زر الاتصال .....وما إن سمعت رنين الهاتف حتى أغلقته بسرعة
لم تمر ثانية إلا وكان قد أعاد الإتصال بها .....أجابة من فورها جاءها صوته هاتفاً بنزق
_ألووووو شو شكلو بالغلط رنيتي
_لا مو بالغلط....بس فكرتك نايم
_اظن قبل ما تسكري بوجهي حكتلك مش جايني نوم
_صخر أنا أسفة بس أنا فاتحة سبيكر ويارا وسوزي كانوا هون
_شو يعني ويكونوا
_يييييي لا بستحي شوووو
همهم بمكر بينما يتجول في غرفته الزوجية متجهاً نحو الخزانة عابثاً في محتوياته التي سكنتها منذ أول أمس .....
_عنجد بتستحي....طيب مين اشتراى هاي الأشياااااء إلي بتخلي الواحد مش عارف يناااااام ......بدك الصراحة بطيروا العقل إلي ساعة بتخيل كيف راح يطلعوا عليكي لدرجة كان راح يووووقف قلبي
هتفت بصدمة أي اشياء .....أنت عن شو بتحكي ....صخررررررررر إياااااااااااااك تفتح خزاااانتي بقتلك والله
_مهو قتلتيني وخلصتي ....أكثر إشي حبيت الأسود والكحلي ..... الأبيض كمان رهيب
_صخررررررررر ....فعلا إنك قليل أدب أحكيلك بطلت أتزوج
_وجاي تحكيلي إفرض ما خلفت ....الله يستر ما نفتح مدرسة هههههههههنههههههه
_ ياربي ما أوقحك ....بكرة ما تيجي خلص بطلت مابدي أتزوج
_بس أنا ما بطلت .....بصراحة انفتحت نفسي أكثر
_راح أسكر بوجهك على فكرة
_إذا سكرتي باجي وبتعرفي بعملها ولا لاء
_صخر بكفي .....جد بحكي
_ روووووووووح صخر وقلبه والنبض يابنت الحلال بحبك
إذا وانتي بعيدة صوتك بدبحني ....كيف لما تكوني جنبي ومعي ولحاااااالنا؟؟؟!!! ااااااخ بس .....ضايل ١٦ ساعة و٢٤ دقيقة و١٦ ثانية بس......ساعتها ما إلك مني مهرب
_صخر أنا خايفة
_من مين خايفة وانا موجود
_منك
_ليش ياروحي
_من قلة أدبك خايفة والله..... يعني قصدي أنا ما بعرف كيف يعني خلص مش عارفة شو أحكيلك خلص بدي أسكر
_إذا بتسكري أقسم بالله باجي....خليكي معي .....وبطلي جهل وغبااااء ..... وإذا على قلة الأدب بحب أطمنك ياقلبي إنتي لسى ما شفتي اشي.....هو الواحد فينا بجيب لحاله وجع القلب ليش ....علشان قلة الأدب ولا لولااااااها ماحد تزوج شو بدو يجبرهم يفتح دار ومهر وعرس وصالة وولاد ونق وحسابات وين رايح وين جاي
_أنا وجع قلب أستاااذ صخر ؟؟؟
_أه وجع قلب بس لما تكوني بعيدة عنه
_صخررررر.......
_روحي
_ ماراح تتركني
_ما بفرقنا إلا الموت
_لا تحكي هيك
_حددي موقفك خايفة مني ولاااا علي
_طبعا عليك.....انا ......مين....الي غيرك حبيبي
_لااااااااااا هيك أنا بقدر .....إسمعي افتحي الكاميرا اشتقتلك
_نو نو.....بتاتا خليك مشتااااق لبكرة تصبح على خير يا.......نبضي
كانت خائفة من حياة جديدة بكل شيء....حتى هي لن تكون وتين بعد اليوم ....تلك الوتين التي تختبئ بظل عمر ماتت منذ زمن ليس ببعيد.... سوف تصبح زوجة صخر نعم يجب عليها أن تثبت لنفسها أولاً ومن ثم القريب والبعيد ونعم يجب أن يعلم هو قبلهم أيضاً أنه أجاد الإختيار وأحسنه ...
ومن غيره يستحق !!!هو من جعلني أطفو على سطح الحياة ....علمني كيف هي السباحة وأرشدني كيف أعوم وفي الغوص كان له قول
جاي الصباح المنتظر ذو السعادة المنشودة بعد عامٍ حزين ....هبطت لصالة حيث تجلس جدتها بخطوات ثابتة أنيقة ما إن تجلى وجهها البشوش لجدتها حتى هتفت مرحبة......
_هلا وغلا بست الصبايا والعراااااايس
_صباح الخير يا أحلى ست في الدنيا
_يختي هاد الحكي الحلو خلي لحبيب القلب.....
همهمت بخجل ....ستي
نظرت لها جدتها بحنان بات واضحاً خجلها الذي يزين محياها .....اشارت لها لتجلس بجانبها .....همهمت قائلة _روح ستك ....تعالي هون ....إسمعي مني يما الزلمة شو بده من المرة غير بيت نضيف وقلب شريف ووجه ظريف ولسان لطيف ومرة بتفهم بدلال والكيف
_كل هدول لا حراااام مش طماع للأمانة بدوش اشي.....ستي ليش النسووووان شو بدهم ؟؟؟
_النسووووان بدهم بيت سياح نياح وبوسة على الخدود كل ما إجى وراح .....يطعميها ويشربها ويلبسها ويخلي بالها مرتاح وإذا فكر بغيرها ما بيطلع عليه صباح
قهقهت يارا بمرح بعد أن تناهت إلى مسامعها كلمات حماتها الرزينة والمدروسة بينما كانت تصف أطباق طعام الفطور برفقة سوزي .....همهمت بمرح
_ مش كثير طلباتنا والله ما إحنا طماعين
_صباح الخير قالتها سوزي بينما تحمل ولدها بين يديها هتفت رحمة بحب.....
_وسعووووو للغالي ابن الغالي حبيب قلبي ....يما يما شو بحبه الحمد لله إلي أكرمني بشوفة ولادكم والله ما أنا مصدق عيوني .....عقبال ولاد صخر وراشد يارب ....تعال ياتيتا تعال
إنضمت أم راشد للجمع ......تحملقوا جميعاً خول مائدة الإفطار ....وما إن أنهوا فطورهم حتى هتفت سوزي موضحة.....
_ستي أنا بدي أطلع مع وتين على الصالون بدي أترك صخر عندك وإبراهيم عند ماما
رددت أم راشد معترضة ....
_ليش توديهم هون وهون ......خليهم عند عمتهم مهي ما راح تروح على الصالون وأمك أكيد معجوقة
تسائلت يارا .....
_وليش ما تروح يعني
_لا يختي إبني بغار .....سوزي أخوها
_أه صح ....والله راح عن بالي وأنا كمان جبت فستان مستر ....عيشي راح تكوني إنت وتين بس مكشفاااات بالحفلة
دخل رعد الذي غادر لينهي بعض من مهامه ......هتف على استعجال مخاطباً زوجه ....
_يلا يابنت الحلال ما ضل وقت بدنا نطلع على الحمام
_يلا ....ستي أمانة ديروا بالكم عليهم .....حضرتلهم بدلاتهم على التخت فوق لبسوهم على السبعة ماشي
هتفت يارا لتستعجلها ....
_يلا يابنت هلا جوزك بعصب
إستقامت أم راشد ومدت يدها لتتناول الطفلين .....إستجاب له إبراهيم أما صخر الصغير فقد تشبث في حضن الجدة رافضاً بكلماته الطفولية مغادرته .....هتفت رحمة
خلص خدي برهووووم هاد الولد غلباوي خليه عندي
لم تكن نية أم راشد صافية سليمة .....بل كانت تنتظر هذه الفرصة لتوجه لتلك التي لم تنم ليلتها وأغرقت وسادتها بالدموع الضربة القاضية
وصلت لبيتها نادت على رسل طالبة منها النزول ........
_يا رسل ....يارسل .....انزلي اشوي
_يلا يلا ....نازلة مرت عمي.........نعم مرت عمي ....ما إن لمحت ابن أخيها في حضن زوجة عمها حتى تسائلت في جوفها .....برهوم ؟؟!!شو جابوا هون
هتفت زوجة عمها بخبث .....
إمسكي من إيدي .... يوه حطي ايدك على ظهر الولد .... شو الواحد بده يحكي لو إنك خلفتي كان إبنك قده وكان تعلمتي كيف الطفل بنحمل .....بس شو بدنا نقول.....الله يصبرنا ....طول عمره إبني حظه قليل
بلؤم ودون رأفة وجهت لها طعنة غرست بالقلب مباشرة
حملت الطفل وتوجهت مسرعة إلى شقتها وضعته على الكرسي وارتمت أرضا تبكي نفسها وتضرب بطنها وتندب حظها
لم تدري كم مر من الوقت قبل أن تسمع صوت ارتطام وبعدها بكاء عالي هز كيانها كالزلزال......عندها أدركت أنها أجلست ابن أخيها فوق الكرسي وهو يحاول النزول إليها وقع أرضا فارتطم رأسه بحافة الطاولة .....
_ييييي علي أناااااا دم ياربي ....أنا السبب أنا السبب شوووووو أعمل هلاااااااا خلص عمتو لا تبكي ......ياربي شوووو أعمل
لم تكن تعلم كيف تسكته مما أربكها أكثر لم تجد حلاً سوى الإتصال بزوجها .....
_ راشد ألوووووو ياربي رد علي مشاااان الله ألوووووو راشد وينك تعال بسرعة بسرعة ......بسرعة ياراشد إبراهيم وقع مني بسرعة أبوووووس ايدك خلص حبيبي خلص
لم يمضي وقت كثير حتى كان راشد يرافقها بذات المكان .....هتف متسائلاً وهو يتفحص رأس الصغير وهو بحضن عمته .....
رسل ......شو صار كيف وقع
أجابت بارتباك....
_وقع مني .....قصدي أنا السبب ما انتبهت أنا السبب
_طيب إهدي ....أعطيني الولد أشوفه .....يابنت الناس هاتي الولد
_راشد فيه دم والله دم كثير
همهم بحنان محاولاً تهدئتها .....
_رسل استهدي بالله إذا الولد ساكت أعطيني إياه شو مالك لا تخافي أشوف تعال يابطل سلامات سلامات
الحمد لله مش كثير غميقة.....قومي ناوليني عدة التقطيب
ما إن سمعت كلمته الأخيرة حتى أخذت تلطم وجهها بغباء هاتفة بقلق .....
ييي علي بدو قطب الله يوخذني أنا بس ....ريتني أمووووووت أنا شريرة أنا لئيمة وحقودة
كانت تتكلم بهسترية واضحة وتبكي كالمجنونة تصدر كلماتها من بين شهقاتها التي تضرب قلبه بلا رحمة عندما رأها بتلك الحال هدر بها قائلاً .....
رسل .....بكفي .....مالك انجنيتي.....كيف لو إنك مش ممرضة وبتعرفي إنه جرح بسيط مش محتاج كل الي عملتيه .....قومي ....هاتي الأدوات .....الولد إذا خاف خاف منك ومن جنونك ولا هو مش متوجع ...صح عمو حبيبي ....يسعدوا برهوم البطل ......
أنهى خياطة الجرح وهي لم تتفوه بحرف واحد من بعد ما صرخ بها طالباً عدم بكائها وكتم عويلها .....غفى إبراهيم بين أحضانه .....وضعه بحذر فوق السرير وحاوطه بعدة وسائد لكي يأمن عدم سقوطه مجدداً .....ثم توجه لتلك الجالسة منكسة رأسها.....قائلاً
حبيبتي.....أنا أسف ....بس انتي أجبرتيني أصرخ عليكي....مافي داعي لكل هاد.....ولد صغير وقع كل الأطفال معرضين يصير معهم هيك ..... هاي أول مرة بتشوفي طفل مجروح.....فهميني شو صارلك
نظرت اليه بتوسل وكأنها تستجدي عطفه.....وقتلته بذاك الحزن الذي غيم فوق نظراتها وبتلك الملامح الخائفة ....أمسك رأسها ودفنه في صدره ليبثها حباً وطمأنينة .....لذلك خلقها الله من ضلعه ليسكن إليها وتسكن إليه
بكت وبكت ثم سردت عليه ما حصل .......
_راشد أنا وحدة غيورة ولئيمة .....أنا حاسة حالي بكره ولاد أخوي .....أه أنا بكرهم .....ما بطيقهم .....لما بشوفهم بحس غصة بقلبي والله .....أنا زعلانة كثير إني ما راح أقدر أحقق لك حلمك وأكون أم ولادك ..... راشد مشاااان الله طلقني وريحني أبوس إيدك
بهدوء تام ورزانة واضحة أجاب.....
_خلصتي.....حكيتي كل إلي عندك .....إسمعي إلي عندي بعد إذنك للآخر .....
يابنت العم الغالية ..... حبيبتي وروحي وقلبي وبإذن الله الكريم المعطي الجبار القادر الرحمن أنا متأكد إنك راح تكوني أم ولادي وإذا ربنا ما أذن أنا راضي بحكمه وقدره ....غيرك يابنت العم ما راح تتسمى على إسمي مرة لو شو ما صار بس إني أغصبك تكوني معي هاد من سابع المستحيلات ....بيوم من الأيام كرهتيني وما تحملتي عشرتي أنا ما بجبرك إلي بدك إياه بصير .....أما شغلة إنك بتكرهي ولاد أخوكي هاي وساوس شيطان .....جرح ما تعدى قطبتين كنتي راح تنجني عليه شوفي منظرك كيف .....ما شفتي حالك وإنت ضامة الولد لصدرك وخايفة عليه مني.....بتعرفي شو يتهيألي ....تهيألي إنك حاملة إبني أو بنتي بحضنك ......شفت فيكي أم خايفة على ابنها .....وإذا الام بتكره ابنها بيوم إنتي بتكرهي ولاد اخوكي .......
كلماته ونبرة صوته ولمسات يده الحانية أعطت لدموعها السوء الأخضر للإنهمار ....همست من خلف دموعها الهاطلة بغزارة .....
_راشد ......أنا.....أنا.....راشد .....لا تتركني
إحتضنها والدموع تنهمر من عيني كلاهما....
يبكي لأجلها وتبكي لأجله ....بعد مدة لم يعرفا كم هي رفع رأسها إليه وهمهم بحنان كعادته .....
_يلا ...قومي إتحممي والبسي أنا هيني هون لبين ما تخلصي لبس
هزت رأسها بطاعة ....توجهت للحمام المرافق للغرفة وأغلقت الباب خلفها وشرعت بغسل روحها قبل جسدها
طرقات على الباب أجفل منها راشد ...فتح الباب متسائلاً عن هوية الطارق كانت أمه التي هتفت باستغراب ....
_يوه انت هون وأنا بحكي بحالي مستحيل يمكن مش ماخذ سيارته....ليش مش رايح مع ولاد عمك على الحمام ؟؟؟
_لا يما كنت رايح معهم بس والله صارت معي شغلة صغيرة ....بس خلص الحمد لله مرت على خير
_ياخيبتي علي يما شو صار ....طمني
ببراعة وسرعة بديهة وتخطيط مسبق هتف مجيباً .....
_لا ولا اشي بس جيت علشان أعطي الفستان لرسل بدلته قياسه طلع غلط وهي ما فقدته إلا اليوم .....قلتلها تعملي لقمة أكل وضل إبراهيم عندي ....سهيت عنه شوي وقع وانفتح راسه بس الحمد لله بسيطة
أخذت تولول قائلة.....
_ياخيبتي علي وقع منك .....يييي علينا ......وينه .....تعال أشوف يا تيتا....ييي علي حبيبي
_يما نقزتي الولد كان نايم .....ما تخافي بسيطة
دلفت رسل من الحمام لتجد حماتها تجلس فوق سريرها حاملة ابن أخيها ....هتفت متفاجئة....مرت عمي ؟؟؟
_والله أخوكي ليفضحنا.....شو هالمصيبة كاينة تعيطي صح
_يما وحدي الله بسيطة .....الحمد لله
_أنا الحق علي إلي جبته .... لو خليته عند ستك .....أنا والله يما حبيت أجيبه على بيتكم قلت فال منيح وإن شاء الله ربي بطعمك ..... جبت الولد علشان يوقع اتوجعت ياتيتا ....حبيبي برهوم
أخذ الصغير بتلقائية يمسح دموع أم راشد والتي انفطر قلبها قهرا عليه ......هي تبقى أم وكمثل كل الأمهات تتمنى أن ترى أحفادها بين يديها .....رفعت يدها طالبتا من الله أن يعوض ابنها و يرزقه الخلف الصالح وأن يسامحها على حروفها التي باتت متأكدة أنها جرحت رسل بها ....
_الله يعوض عليك وعلى مرتك وإن شاء الله ما بمر هالشهر إلا وأنا سامعة إنك حامل يارسل .....يارب إكرم ابني ومرته بكرمك يارب .....سامحيني يارسل ....والله ما كان قصدي أجرحك
رفعت عينها لزوجها ودموعها تتساقط تباعا قائلة
_مرت عمي ....أنا لو شو ما عملت وتحملت وصبرت ما راح أوفيكي حققك .....إنتي أعطتيني كنز ما راح أفرط فيه طول عمري
_الله يحميكم ويديم الود بينكم ويهدي بالكم.....روح يما بلاش يفقدوك .....أنا بحمل برهوومة العسل وإنتي قومي البسي يارسل وقدام الكل الولد وقع مني أنا .....بس يما شو رأيك ناخذ نصور راسه علشان نطمن أكثر ....
_لا يما ...هو كان قاعد الكرسي وشكله لما نزل ضرب راسه بحفة الطاولة ....ما وقع والحمد لله سليمة
هزت رأسها بموافقة ...غادر راشد مرسلة قبلة لزوجه مستغلاً إنشغال أمه بينما باشرت رسل بتجهيز نفسها
ما أجملها من تضحيات .....زوج ضحى من أجل زوجه... آثر أن يلقى اللوم عليه كي لا تجرح مشاعر زوجته الهشة ولكن ومهما عظمت التضحيات تبقى هي متربعة على عرشها ....إنها الأم وما في الدنيا مثلها
هاقد حان الوقت وهاهو الستار سوف يرفع لكي نرى أميرة حكايتنا أخيراً بثوبها الأبيض الذي اختاره صخر بدقة متناهية وذوق عالي .......كانت فعلا أميرة بلا منازع ......الكل والكل بلا استثناء وقف إعجاباً بتلك الجميلة حتى هو لم يصدق نفسه .....هل هذه وتين التي عضت يده فيما سبق ......مستحيل .....صبرت ونلت يا صخر ...
اقترب منها ورفع طرحتها وقبل جبينها ولم ينسى أن يهمس لها ببضع كلمات......
_شو هالحلاوة هاي لااااا وعاملة حالك هبلة ذبحتني شو هالدلع هاد من وين متعلمة هالحركات .....خفي علينا شوي ترى أنا ما بضمن حالي .....
ابتسمت بمكر وهمست له....
_ومين طلب تمسك حالك
_ابتسم ابتسامة زادته وسامة وهمس لها....
_بحكي جد ترى أنا يادوب ماسك حالي استهدي وخلي حركاتك هاي لما نروووووووح على بيتنا
كعادته دائما ما يثير خجلاها بجرأته ولكنها تريد أن تكسب التحدي فقررت أن تؤدي رقصتها بمفردها ....كان قد أخبرها بأنه لن يشاركها الرقص بحجة أنه يخجل من النساء ولا يحب الرقص أمامهن....
من ذلك الذي كان يرقص عندما تزوج رعد وبمهارة؟؟؟!!! .....ثم هل أنت تخجل ياصخر !!!!أو مثلك يخجل!!....لكنها العادة التي توارثها أبناء الأردن نادراً ما ترى أحدهم يرقص في ليلة زفافه بينما يصبح محترفاً للرقص في جميع الأعراس
أبهرته وأبهرت كل من شاركهم الحفل .....الجميع والجميع بلا استثنااااء حتى جدتها صدمت....لتلك الدرجة تغيرتي ياوتين ......أين كنتي تخبئين أنوثتك تلك .......الحق يقال الفضل الأكبر لذلك الصخر الذي أخرج تلك الوتين من مخبأها وأيقظها من سباتها ......
أما تلك التي أعلنت حالة الطوارئ تتلمس جرح ابنها بحنان تلوم نفسها ملصقة بها صفة المهملة
همهمت أمها تحاول التخفيف عنها......
_خلص ماما بكفي الحمد لله سليمة .....هلا مرت عمك بتزعل .... عادي ماما كل لصغار معرضين يصير معهم اشي مثل هيك .....لا تحملي الموضوع فوق حجمه هاتي برهوم وقومي أرقصي مع مرت أخوكي .....بكفي أخوكي واقف متفرج ماشاء الله الخجل مقطع بعضه خايفة أحسده
صعدت يارا حيث يجلس العروسين بعد أن انهت وتين رقصتها ....همت لتخلع عنها حليها التقليدية ليلبسها زوجها كما جرت العادة مجوهراتها الذهبية همست يارا في أذن وتين ...
_والله طلعتي مش قليلة يا وتين ......شف صخر ياويلي عليه غرق بعرقه الله يعينه....ولك وتين حكينا أبهريه بس مش لهدرجة خفي على الزلمة
_تلميذتك .....كيف بس
_لااااا شو تلميذتي طلعتي مدرسة بحاااالك ياوووويلي عليك يا صخر هاتي أفك الحلق .....حرام مسخم إيديه برجفو ....يلا لبسها الذهب تعالي يا أم صخر بده يلبس
_ييي عشو مستعجل يماما....
_يما خلصيني ....كيف هاد بنحط
_يوه مش عارف تفتح المشبك .....هيك....صخر يا ماما الله يرضى عنك أرقص معها سلو وروح عند الشباب بعديها _لاء.... بديش أرقص
_يما كل البنات بحبوا يرقصوا هاي الرقصة .....حرام بضل بنفسها
_تخافيش مش راح أخليها بنفسها إحنا إتفقنا .... مش راح تزعل ....شو هاد يما كم من سنسال ضايل هدول بغلبو خلينا على الأساور والخواتم وإنتي كملي الباقي
_ لبسها وأنت ساكت شو يحكوا الناس أهبل مش عارف يلبسها سنسال
_هسه أنا أهبل ....طيب يما بتمووووني ياست الكل .....بس خفي على الزلمة شوي شو هالحلااااوة ....تنسيش أبوي قلبه ضعيييييف
_والله إنك قليل أدب .....خلص لبسها وروح عند الشباب .....والله ما عرفت أربيك
_يسعد قلبها أمي محلاها وهي خجلاااانة
أخذ يكمل ما بدأ فيه وبحركة غير متعمدة لامست يده رقبة وتين بينما يحاول جاهداً الخلاص من المشبك اللعين .....همست له
_ييييي صخر شيل إيدك عن رقبتي
_بالله جد وكيف أسكر السنسال ؟؟؟ أسكتي خليني أركز ترى الموضوع مش سهل
_أنت وقح ولك الناس تطلع علينا
_خليهم يطلعوا ..... حرااام
_صخر خلص بحاص والله
_طيب حبيبتي هي خلصت وهيني طالع بس بحب أحكيلك ضايل ٤٥ دقيقة و٦ ثوواااااني بس بلش العد التناااااازلي
ترى خدي راحتك ياقلبي لأنه قربنا نتبادل الأدوااااااار هلا إنتي ماخذة راحتك سلام ياحب
خرج لينضم لجمع الشباب والرجال في الساحة الكبيرة تسائلت يارا .....
_أمووووت وأعرف شو كان يوشوشك ....قضها توشوش ميلة تميله كان رقص معك
همست وتين بريبة وغيرة ...
_لاااااا هيك أحسن اطلعي هديك العقربة والي جنبها ما شالت عينها عنه ...صحيح مين هدول
_أسكتي بلاش مرت عمك تسمعك هدول بنات أختها
_عنجد ......والله مغصوووني شوفي لبسهم تفو عليهم الوحدة إلها خاطر تقولي قومي وقعديني مكانك
قهقهة يارا بمرح قائلة.....
_ الله يقطع شرك يابنت ......المهم هو مش شاااايف غيرك الله يتمملك على خير ياقلبي .....
_ربي لا يحرمني منك
انتهى الوقت المسموح به ياوتين وهاهو ينتظرك خارجاً مطالبا بحقوقه الشرعية....يكيفه صبراً فلم يعد يحتمل
يريد زوجته ليرحل بها إلى حيث هما وحدهما فقط....
وسط دموع الفرح غادرت وتين البيت الكبير إلى بيت الصخر كانت رحمة هي آخر من ودعهما متمنية لهما الرفاه والبنين
استقلت السيارة المزينة بإتقان من أجلها وهمّ هو ليتسلم عجلة القيادة إلا أن صوت أم حسام إستوقفه .....تقدمت مسرعة تتبعها ابنتها هبة وابنها أحمد الذي كان متواجداً في الحفل بينما غابت الأم وابنتها عنه
ترجلت وتين من السيارة لتحاذي .....كان أول من تكلم هو اخوها أحمد .......
_معلش سامحيني ما قدرت أباركلك الباشا منعني بدوش حد من الشباب يفوووت مبروك يختي
لم تصدق نفسها .....أيعقل أن تلك الكلمة تفعل كل ذلك .....تقذفها إلى سابع سماء وتحط بها بأجمل بقاع الأرض
لم تستطع الكلام وكأن الحروف غادرت حنجرتها .....همهمت أم حسام بخجل ووجع ....
_مبارك وسامحني بس والله ما قدرت ما قدرت آجي .....أنا بعد حسام حرمت على حالي الفرح
شعر صخر بتصلب جسدها ....اجاب عنها ....
_له يامرت عمي....شو هالحكي وحدي الله .....وترى أنا وحسام واحد وأستحلفك بالله شو ما بدك أنا جاااهز بتأمري أمر
_الله يحميك لشبابك سامحني ياصخر أمانة ....سامحني
_مرت عمي عادي ما صار إشي ..... المهم قلبك معنا بكفي وبعدين أبو حميد كفا ووفا
كانت تطلب مسامحته ليس على عدم حضورها لحفل زفافه كما فهم هو بل على ما اقترفت يداها ولم تقوى على البوح به وبينما هبة حضنت وتين بحب وأخوية مطلقة مباركة زفافها اقتربت أم حسام وحضنت وتين هي الأخرى ....راودتها مشاعر عدها غلبها القهر والخزي على ما أذنبت بحق تلك اليتيمة طالبة مسامحتها كما فعلت مع صخر تناولت من الظرف الذي تمسكت به منذ قدومها قلادة مبهرة كان حسام قد اشتراها لوتين قبل موته وكان قد أعلم أمه بذلك .....رحمه الله كان نعم الأخ البار
ودعتهم بالدموع ....استقلت السيارة وما زالت دموعها تنهار بينما صخر ينتظر أن تهدئ قليلا ليبدأ بمراسم حقوقه الشرعية التي انتظرها طووووويلا
