رواية اكون او لا اكون الفصل السادس6بقلم فوزية عزام


 روايةأكون_أولا_أكون

الفصل_السادس


تمشيا سويا إلى أن وصلا إلى المنزل وهناك بإحدى الغرف التي كانت 

مخصصة لاجتماعاتهم بدأ راشد الحديث همهم بارتباك .....

صراحة مش عارف شو بدي أقول .....مصيبة كبيرة لما أعز الناس عليك 

يكونوا غلطانين ومش أي غلط 

في أخطاء قاتلة 

.....أنا مش عارف من وين أبدء

ربت صخر على كتفه وهمهم داعماً..... اهدى وروق.....ما في مشكلة إلا وإلها حل....

همهم بخيبة أمل .....أمي اشتركت معها يا صخر.....

أمي كان الها يد بالموضوع .... مصيبة .....مصيبة.....

كيف عملت هيك أنا مش فاهم ....ولمصيبة الاكبر بتقولي علشانك

همهم صخر مهدئاً......يازلمة ....طول بالك....اقعد واستهدي بالرحمن......

على كل الاحوال لازم تعرف إنهم ما كانوا مفكرين الأمور توصل لهون الي صار صار.....

هون حفرنا وهون طمرنا 

.....الحكي بضل بيني وبينك وبس ماحد بعرف ولا راح يعرفوا اشي......

احنا نهينا الموضوع على أساس حرامي وامسكنا وعفينا عنه وانتهى

 بس أنا ما فهمت شو علاقتك أنت بالموضوع وشو هو الي علشانك 

همهم راشد بغضب.....يا صخر .....حسام  مشترك معهم .....الي ضرب ستي هو حسام أمي أكدتلي 

همهم صخر نافياً......هاد الحكي مش مزبوط.....حسام ما رضي يرد على أمه ....هي كذبت على أمك وبعتت حد ثاني المهم الحكي هاد ما حد بعرفوا إلا أنا وأنت وبس .....زلة وراحت لحالها يا راشد ما بدنا نذكرها بتاتاً بس يازلمة انت شو علاقتك فهمني......كيف عملت هيك علشانك 

همهم راشد موضحاً......أمي سمعت أبوي وهو بحكي مع عمامي.....أنه ناوي يجوزني وتين.....علشان هيك عملت الي عملته ...

هتف صخر بصدمة .....يجوزوك وتين.....مستحيل 

همهم راشد مؤكداً......لا مش مستحيل ياصخر ....أبوي حكى معي بخصوص هالموضوع ...هو مقتنع أنه هيك بسير وجودها بالعيلة أساسي وماحد بسترجي يطلعها برى هالبيت وبنفس الوقت بكون أمن عليها ......بس.....أنا .....أنا صدقا ما بدي أظلمها معي.....أنا بقلبي وحدة ثانية....  

زفر صخر براحة ثم همهم محاولاً تلطيف الجو وتهدئة التوتر الظاهر على راشد.....

أحلى راشد .....ايوااااه أظهر وبان عليك الأمان.....مين عاد الي قدرت تسرق قلب دكتورنا المحترم....

ردد راشد بخجل موضحاً....صخر أنا لو شو ماصار مستحيل أكسر كلمة أبوي بس .....هاد الأشي مش بإيدي أنا بحبها يا صخر بحبها ومش متخيل إني أتزوج وحدة غيرها .....أنت لازم تساعدني واطلعني من ورطة وتين بأي شكل

همهم صخر متسائلاً  .....طيب أنت ليش ما صارحت عمي وقلتله  إنك بدك وحدة ثانية.....

هتف راشد بخجل ....أصارحه .....لا ....أنا .....مش عارف .....بستحي

هتف صخر.......نعم نعم ...شو تستحي.....حبيبي الي بستحي من مرته بجيبش منها ولاد فما بالك بلي بستحي من أبوه  بتجوزش أصلاً.......قوم هيك شد حيلك وقوله أنا بدي ....صحيح من الي أمها داعية إلها ...بعرفها؟؟؟

أجاب بخجل ......عز المعرفة......هي معانا هون

همهم صخر بمرح ...... كمان......والله ما أنت قليل

هتف راشد بارتباك.......ر.....رسل 

هتف صخر بإعجاب .....لااااااا والله وبتعرف تختار ....ويا زين ما إخترت .....أقسم بالله أنكم لايقين لبعض. ..ترى رسل مثل اختي سوزان بالزبط إلها معزة خاصة غير عن كل بنات عمامي......مبروك سلف

هتف راشد  بحسرة .....إلي بسمعك بصدق على شو مبروك ياحسرة 

همهم صخر مطمئناّ ......يازلمة وكل أمرك لله وكل إشي بصير مثل ما بدك  ....لحظة بس شو بالنسبة لرسل ....يعني بينك وبينها ...قصدي هي بتعرف إنك بدك اياها 

هتف راشد نافياً.....أعوذ بالله يازلمة شو بتحكي أنت.....أنا مستحيل أحكي معها إلا لما تصير حلالي وعلى ذمتي

هتف صخر موضحاً ...... يعني ما عبرتلها عن مشاعرك.. .يعني على الأقل حسسها أنه في حمار بحبها بلاش بحبها حسسها إنك مهتم فيها 

هتف راشد رافضاً.....اعوذ بالله ....يازلمة هاد حرام....بس نتجوز بحسسها بكل اشي

همهم صخر بمكر.....كل إشي !!!!شو كل إشي....ياعمي الشيخ 

رد راشد بخجل ....أي خلص عاد..... هاي أشياء خاصة أنت شو دخلك فيها

قاطعهم قصي الذي دخل دون استئذان .......شو بتعمل  أنت وياه هون 

هتف صخر بمرح ......جيت والله جابك .....هي أستاذك من اليوم وطالع الزق فيه لزق ترى عمك خبرة 

هتف راشد محذراً.......صخر 

تساءل قصي ......شو في؟؟.....مالكم ...استاذ شو 

هتف صخر بمكر.....دكتورنا الشيخ المحترم بحب...يعني قلبه بوجعه.....وقال شو بستحي لازمه كم درس عندك بلاش يوطي راسنا

ربت قصي على كتف راشد الذي تساقط عرقه وحمرت وجنتاه خجلاً.....وصلت ياعم....تعال أقولك أولاً النسوان بدهم واحد جريء مثلي وكمان بدهم واحد حنون كمان مثلي 

وكمان بدهم واحد لسانه عسل يعني إذا لسانك مش حلو بتنكد عليك عيشتك على الطالعة والنازلة بتعمل فيها مضطهدة واحتمال تشكي عليك على  حماية الاسرة بحجة الإهمال وعدم التفوه بالفاظ تعزز أنوثتها وأهم بند دائما وأبدا حط هاي المقولة للكبير نزار قباني بوسط عيونك

أرنب سعيد ولا أسد تعيس

قهقه صخر هاتفاً........ والله لو نزار عايش كان انتحر.....أبو النسوان سيبك من ابن عمي ترى هو من غير نصايحك واااااقع وغرقان كمان ....بس جد اعرفت تختار.... الله يهنيك قالها لراشد ليهتف قصي متسائلاً  

ليش أنت بتعرفها أحكي وله مين 

هتف راشد محذراً.....يازلمة أنا أمنتك

هتف صخر بمرح......متى أمنتني.....يا ابن عمي هاد الحب  يشوف الضو.....بدو رسل 

هتف قصي بإعجاب......لا والله بتعرف تنقي والله ما انت قليل .....شو هاد الصوت 

صوت جلبة قاطع استرسالهم ليخرجوا مسرعين متسائلين عن المصدر .....كانت رسل تقف بوسطهم محاولةً حل الإشتباك بينهم 

هتفت رسل مؤنبة.....عيب عليكي أنت وياها ... شو الحكي ...هبة انتي انجنيتي 

هتفت هبة بقهر .....يعني إنتي ما شفتي كيف ضربتني 

صرخت ام راشد ..... انتي بتفكري حالك بشارع ست وتين عيب عليكي ....أختك أكبر منك كيف تمدي إيدك عليها 

همهمت سوزي .....وتين....حبيبتي مابصير هيك .....خلص تعالي معي 

صرخت وتين رافضة ....اتركيني......ماحد اله دخل كلكم صفوا على جنب ......وإنتي وله المرة هاي مشيتها بكف بس المرة الجاي بدل الكف عشرة .....وأعذر من أنذر وانتي ما تدخلي سامعة قالت جملتها تلك موجهة الحديث لزوجة عمها أم راشد 

هتفت أم صخر مؤنبة .....عيب خالتو.....هاي بمقام أمك عيب تجاوبيها

هتفت وتين بعصبية .....ما في حد بدنيا مثل أمي 

ردت أم راشد بنزق .....أساساً أنا  ما بشرفني أكون مثلها

هتف راشد ....يمااااا.....خلص 

تبعه قصي  الذي هتف زاجراً.....وتين.....عيب

هتفت وتين بقهر .....ليش عيب أه. .. يعني يبهدلوني ويسبوني وأضل ساكتة .....هيك بصير محترمة ومؤدبة.....يا أخي أنا قليلة أدب وعن حقي ما بسكت والي بدو يهني ما عاش ولا كان

هتف صخر ..... وتين حكينا خلص 

تسللت الأصوات الى مسامع الجالسين بالحديقة 

استقامت الحجة رحمة من جلستها قائلة....

ياساتر يارب .....شو صاير

ترك الشباب لعبة الطاولة التي كانوا غارقين بها وأخذوا يتسابقون نحو المنزل لمعرفة أسباب الأصوات التي زعزعت الهدوء حولهم ......دخلت الحجة رحمة متسائلة....

شو في ....شو صاير....يعني ما بتقدروا تتركونا مبسوطين 

هتفت هبة باكيةً بشدة .....ستي.....شوفي شو عملت في هاي المتوحشة 

همهمت ام راشد بغضب ....عنجد مرت عمي أنا ما كنت متخيلة إني أنهان في بيتك ومن مين من بنت الشوارع هاي......هاد الي كان ناقص أنا مستحيل أدخل بيتك وهاي الحية فيه

صرخ أبو راشد بحزم ....إنتي يامرة....انتبهي على كلامك واحترمي البيت الي انتي موجودة فيه .....شو بتهددي أمي وكمان بوجودي....عنك ما دخلتي بناقص منك إنقلعي على بيتك 


هتفت رحمة مهدئة......طول بالك يما .... شو الي صاير

حد يفهمني .....رسل تعالي هون 

أجابت رسل .....نعم ستي

تساءلت رحمة .....شو الي صار فهميني 

أجابت رسل موضحة ......ستي.....أنا أسفة .....ما بقدر أدّخل ....خلي حد غيري يقولك....أساسا أنا كنت بالمطبخ 


أمتلك رسل حكمة فرضتها عليها السنين ....علمتها أن المعيشة في بيت العائلة ليس بالأمر الهين

تفرض عليها إغلاق  جميع حواسها  وأن تعيشي على مقولة(لا أرى لا أسمع لا أتكلم).....فهي وإن قالت الحقيقة.....لن تعجب الجميع لذلك آثرت عدم التدخل

هتف رعد منادياً ..... لين.....تعالي هون.....شو الي صار

كان اختيار رعد للين لمعرفة الوقائع موفقا فتلك اللين دقيقة النقل والملاحظة .....وكان لصغر سنها عاملاً فعالاً فلن يعتب عليها أحد 

أجابت لين ببراءة .....كنا قاعدين أنا ووتين ومريم وسوزي بنحكي وهيكا  دخلت هبة وصارت تحكي لوتين جيبيلي كاسة مي قالتلها وتين حركي اديكي أشوف هيهم ساغ قومي جيبي لحالك اه وبعدين  هبة قالتلها أنت وحدة مش مربية 

ردت وتين عليها  معك حق أنا ما لقيت حد يربيني الباقي والدور عليكي التربية بتنقط منك ....قامت هبة ضربتها.....لاء قصدي  كانت راح تضربها بس وتين مسكت إيدها وضربتها كف خماسي.....قصدي كف....

همهم أبو صخر  .....عيب يا عمي ....ليش هيك تعملي ....هاي أختك وأكبر منك 

هتف رحمة بغضب.....الله يسود وجهك يالبعيدة ....هيك عاملة بأختك.....تعالي هون .....أمشي قدامي.....

هتفت وتين بريبة .......شو راح تحبسيني مرة ثانية

هتفت رحمة بحزم......ولك إخرسي ....امشي معي

أخذتها الحجة رحمة إلى غرفتها وهناك لقنتها درسا بالأدب والأخلاق قائلة.....

اقعدي هون يا سويدة الوجه.....شو هالعملة إلي عملتيها

أجابت وتين بنزق ....أنا شو عملت.....يعني لو إني ما دافعت عن حالي كان هي ضربتني....هيك أحسن يعني

هتفت رحمة بحزم .....مين قال إني بسمح لأي إنسان يهينك .....انتي هون بحمايتي ورعايتي أنا ....بس إنتي لازم تمسكي لسانك وتعرفي كيف تردي.....الحق بكون إلك بس بصوتك وطولة لسانك وإيدك بصير عليكي هون ممنوع تجاوبي الي إكبر منك مهما كان ....يعني قالتلك جيبي كاسة مي جيبيلها مش اشي صعب.....هاي أختك وأنتي لازم تكسبي الكل لصفك .....

همهمت وتين بوجع ....ستي إنتي ما شفتي الكره بعيونها....كانت تطلع في وكأني عدوتها

ردت رحمة مهدئة..... ما راح أقولك بتهيألك.... لنفرض أنه صح وأنها عملت هيك علشان تستفزك ....إنتي ما تعطيها مجال تنفذ الي ببالها .....الاختصار مش ضعف بالعكس قوة القوة.....ياستي القوة مش يعني أرد الكف كفين هاي مش شطارة 

الشطارة إنك تردي الكف بمعاملة أو كلمة أو ابتسامة بكون الها مفعول ألف كف.....طبعا كلمة مليحة مش كلامك الي بسم البدن .....

يا ستي أنا بدي  تكسبي الكل لصفك....هدول الي برى عزوتك وناسك ....وهاي أختك .....دايما الانسان لازم يفرض حسن النية يابنتي....شوفي رسل وتعلمي منها ....اطلعي كيف ما رضيت تتدخل عشان ماحد يزعل منها ....مرضية ربي يرضى عليها....قصيرة السان عزوة من غير رجال....فهمتي

أجابت وتين بنزق أه فهمت أتبهدل وينمسح فيه الأرض وأضل ساكتة

همهمت رحمة بحنان .....وستك رحمة وين راحت ....ما راح أخلي حد يزعل بنت الغالي....تعالي ولك تعالي هون بحضن ستك يا أم لسانين 

كان لحضن الحجة رحمة ايقاع أخر بقلب وتين.....كم جميل أن تجد من يحتضنك في عز ألمك...رغم تلك النار التي شبت في كيانها لإنكارهم عليها أخذ حقها بيدها إلا أن حضن جدتها كان كماء المطر الذي أطفئ لهيب القهر والظلم التي أحست به وتين 

أما خارجا....كان قصي يحاول جاهداً تبرير فعلة وتين 

هتف قصي قائلاً.....خلص عاد امسحيها بوجهي يا أم راشد بضل بنت صغيرة وجاهلة 

هتف أبو راشد بجدية .....تزعل ولا أطق راسها بالحيط 

همست أم راشد في جوفها .....من متى بتهتم لزعلي....من متى بفرق معك ....طول عمري عايشة معك منظر وبس ....قربت ازوج ولادي وأنت مثل ما انت.....طول عمري ما الي أي اهمية او قيمة او احترام....امك وبس ....

هتف حسام  بحزم .....هبة البسي خلينا نروح 

هتف قصي رافضاً.....لا شو تروحوا ....معقول تروحوا وهبة زعلانة لا لن أقبل ....قومي غسلي وجهك ياعمي.....

همس سيف مصدوماً......وااااااال كل هاد كف ....ينعن روما  .....والله لو راندي أورتن مهو هيك

رد يوسف.....ولك جد مش طبيعية هاي .....لا لمصيبة مش هون لمصيبة كيف وصلت لوجه هبة .....مهي طولها على مرتين

قهقه سيف مجيباً.....أتوقع نطت نط مثل ما تحكي كرة سلة ورمتها يااااااا رهيبة هالبنت 

همهم يوسف ......ااااااخ بس نفسي بهالكف للي ببالي 

رد سيف بمرح..... نفسك بالكف .... لا تخلي بنفسك يا أخوي  ....روح قولها ناوليني كاسة مي ....ما بضل بنفسك 

خرجت رحمة من غرفتها ممسكةً يد وتين ....

تتبع جدتها بإنكسار....فالأمر الذي طلبته جدتها صعب جدا عليها ....لسان حالها يقول 

اعتذر....أنا.....مِن مَن...من أولئك الذين تعمدوا تعكير لحظاتي الجميلة .....لو أن الارض تنشق وتبلعني ولا أعتذر منهم اااااااااااخ ما اصعب أن تعتذر وانت على يقين أن ما فعله أولئك مقصود ومتعمد 


همهمت رحمة .....يلا ...اتحركي.....حصل خير جاهلة وبدها تعتذر

رفعت رأسها تبحث عنه ....أصبحت نظراته رفيقة دربها الصعب ولحظاتها المؤلمة .......نظر إليها مشجعاً اقتربت من زوجة عمها قائلة بتردد ملحوظ ا....انا......أسفة

التفتت الى أختها القابعة بحضن أخيها حسام تشكي له ألمها....الحق يقال كان كفاً بمقياس رختر ....

اقتربت منها على مضض لتعتذر لها  إلا أن حسام ضمها إلى صدره بجانب أختها.......كان احتضان حسام لها

أعظم من أي كلمات تقال....... 

تسلل شعور غريب لقلب وتين لم تذقه من قبل ....شعور لا تصفه كلمات وتعجز عن تصويره الحروف .....همست في جوفها 

 هو أخي وعزوتي وسوف أحافظ عليه مهما كان ....لن أسمح لأحد أن يسلبني ذلك الحضن.....حضن أخي وما أدراكم ما حضن أخي.....سندي وقت شدتي....فرحي وقت حزني.....ابتسامتي وقت بكائي كم تمنيتك يوما وهاقد لاحت امنياتي.....ليتني أستطيع البوح لك عن ذلك الدفئ الذي تنعمت به روحي المتجمدة منذ أن حطت يدك فوق كتفي ....ليتني أستطيع أن أريك ذلك الهدوء الذي سكن قلبي منذ أن تلاصقت أضلاعنا ليتني أستطيع البوح لك ليتني ....

لم يكن حسام أحسن منها حالاً.. ..فلقد خانته دموعه وسالت لتعلن للجميع مدى تأثره ......كان يبثها أسفه خلسة وكم كان نادما على ما فعله هذا ما أراده صخر وهذا ما كان 

هتف قصي  بسعادة .....يلا .....بدنا حلوووووان الصلحة 

ردت  رسل بحنان ....أحلى حلوان لعيونك عمو

همهم قصي بعفوية .....تسلم ايدها عروستنا الغالية

همس صخر في جوفه ياحبيبي  ....كملت.....

 لم يكن راشد بحالٍ أحسن من صخر الذي قبض يده غيظاً من ذلك القصي همس في جوفه.....

شو هالورطة هاي......ياريتني ما حكيت 

كان وجهه قد حمر من فرط خجله بينما رسل التي دخلت إلى المطبخ مسرعة كاد قلبها يتوقف من خجلها وارتباكها 

لحق بها صخر متعمداً ومستغلاً انشغال الجميع 

همهم متسائلاّ......شو .....مالك مش على بعضك 

اجابت رسل بخجل .....أنا......لا والله ما في اشي

بدك أشي؟؟ ....اعملك قهوة ؟؟....قالتها لتتهرب من الإجابة أجابها صخر ......أه بدي..... بس مش قهوة....بدي أحكي معك كلمتين 

كادت تموت من فرط خجلها همست في جوفها  ياربي......قلبي راح يوقف......اهدي يا رسل اهدي ...أجابته بارتباك .....اتفضل

همهم صخر بجدية.....رسل انتي بالنسبة الي غير عن كل بنات عمامي زيك زي سوزان بزبط 

اسعدتها كلماته الأولى وماهي إلا ثوان حتى هبط قلبها من كلماته الأخيرة .....أردف بينما هي تستمع 

بتهمني مصلحتك  .....راشد ابن عمي ناوي يطلب ايدك......وبصراحة لو تلفي الدنيا بطيبة وأخلاق واحترام راشد ما في.....بكفي انه  ميت عليك وبتمنى الرضى بس.....هو راح يطلبك من عمامي ....بس أنا حابب أسمع رأيك بالأول .....بدي أطمنه

الجمها كلامه.....

ما أصعب هذا الشعور .....وكم هو مؤلم 

ماذا أقول لك حبيبي

هل اقول لك أن قلبي بين يديك

انك من تملك كل ذرة من مشاعري 

كل لحظاتي الخيالية دمغت باسمك 

كل جزء مني يصرخ مطالباً بك

إنسابت دموعها غصباً رغم محاولاتها الشرسة لمنعها من الظهور همهمت بضعف .....لو سمحت اتركني لحالي

همهم صخر ......ليش بتعيطي....أنا قولت اشي زعلك

حاولت السيطرة على نفسها وردة فعلها حاولت وحاولت وحاولت ولكنها انفجرت به..... لم تستطع كبح مشاعرها  هتفت بوجع......


لا انت ما زعلتني ....أنت قتلتني ياصخر مش بس زعلتني......قتلتني وقهرتني أنت مش حاسس فيي....

هاد (مشيرة لقلبها)من يوم ما عرف الحب وهو بيدق باسمك وهو بنام وبصحى على صورتك... 

أنا أخر اشي ممكن اتخيله إني أكون حليلة شخص غيرك

.....وجاي بكل بساطة بدك تعرف شو رأيي

همهم صخر بحزم .....رسل.....أنا عمري ما شفتك أكثر من أخت ولا راح تكوني غير هيك لو شو ما كان أنا بتأسف إذا بدر مني أي فعل خلاكي تفكري أنه ممكن يكون بيني وبينك اشي أو إني بكنلك أي مشاعر تتعدى الاخوة مع اني متأكد إني مستحيل أكون عملتها وإذا  بدك نصيحتي.....انتي وراشد لايقين على بعض....بتشبهوا بعض بكثير شغلات ....ماأظن تلاقي أحسن منه مهما كان 

هتفت رسل بغضب...... أنت شو .....ما بتفهم......بقولك أنا بحبك بتقلي  راشد أنت شو يا أخي شو ......


دخلت وتين المطبخ لتقطع خلوتهما .....ارتبكت رسل التفت  بوجهها لتمسح دموعها ...... لم يكن حال صخر أفضل حالاً فقد صدمته رسل بكلامها رغم إنه أصر على أن يوضح لها أنها ومهما كان سوف تبقى أختا له سواء قبلت براشد أو رفضته ....رفع خصلات شعره التي تساقطت على جبهته معيداً إياها للوراء......تفحصت وتين تلك العلامات البادية على وجهه ....أحست بشيء ما يعكر صفوه .....اقتربت من رسل قائلة.....ستي.....بتنادي عليكي

رفعت رسل عيناها ناظرة إلى صخر ......تمنت لو أنها رأت علامات الندم على وجهه ولكن هيهات يبقى الصخر صخراً......حبست دموعها وخرجت مسرعة تبعها صخر ووتين 

كان قصي قد همس بأذن أمه شيءً رسم السعادة والإستبشار على محياها .......اقتربت رسل التي رسمت ابتسامة عريضة فوق شفتيها لتداري بها تلك العاصفة التي هبت في كيانها .....ولتخمد تلك النيران المحرقة التي تلتهم أحشاء قلبها  محطمةً كل لحظة حب تخيلتها وكل شعور جميل اجتاح أوصالها.... كم أنت قاسٍ أيها الصخر .....لما لم تأخذك بي رأفة....لما فعلت ما فعلت .....تذللت لك واعترفت لك بحبي ولم يزدك ذلك إلا غرورا وتكبرا......لم ترحم دموعي التي تساقطت سخية وبكل برود تحاول أن تقنعني أن راشد هو الأنسب لي.....هل أنا لا أليق بك ....هل هذا ما تراه ياصخر .....هل استكثرت نفسك علي يا ابن العم ؟؟؟!!!!

تقدمت ناحية جدتها هاتفة بضياع......

نعم ستي ....أأمري 

أجابت رحمة بسعادة ........ما يأمر عليكي ظالم يا عروسة 

همست رسل في جوفها .....مشان الله لا تقوليها ياستي .......أبوس ايدك ستي أنا ما بدي أكون عروسة حد أنا بدي أمووووووت أمووووت وأرتاح 

هتف أبو صخر بفرح..... ومين سعيد الحظ الي بدو وردتنا ....هاتوا اشوف فرحونا معكم .....أردف لنفسه راحت عليك ياصخر.....كان نفسي تكون الك 

كان راشد يجلس غارقا بعرقه.....يفرك كفيه ببعضهما من فرط خجله ....أو بالأصح ليس خجلا فحسب بل خوفاً من ردت فعل والده ....الذي كان يجلس مستغرباً لا يعرف من هو العريس المنتظر الذي يتكلمون عنه 

مال قصي على  أمه مرة أخرى هامساً

يما....ترى أبوه  ما بعرف ....هدي اللعب اشوي

همس رحمة له .....اسكت أنت بدك اتعلمني.....

غلبتها فرحتها بزواج احفادها فهذا ما كانت تتمناه التفتت لولدها الجالس بجانبها.....وقالت له ......

خالد يما ابنك بدو بنت أخوك بنت الغالي وبنت قلبي ونور عيني شو رايك ؟؟؟

هتف أبو راشد بضياع .....شووووو !!!

لم ينتظر أبو صخر الذي ردد بفرح ......ريتها مبروكة عليك يا عم .....جيزت الدهر يا زين ما اخترت

لم تكن رسل بحال تحسد عليه فهي تماما بين نارين .....لا تعرف هل تصرخ بهم جميعا وتسكتهم ؟؟؟؟ هل تطالبهم بالإفصاح عمن أعطاهم الحق بتقرير مصيرها؟؟؟

هل نسو أو تناسوا بتعبير أصح انها تملك حق الاختيار بين القبول ورفض الخيار ؟؟!!أم تترك ذلك الواقف هناك يراقب المعركة وكأنه ليس صاحب الشرارة الأولى فيها يتشمت بها 

صرخت روحها الشامخة والأبية موقظة كرامتها التي غفت حينما غلبها حبها الذي أعلن نفسه .....

لا لن أفعل ذلك .....لا لن أخسر كرامتي من أجل قلبي .....

كرامتي فوق كل شيء ......لن أدعك تشمت بي يا صخر 

فليحترق قلبي لا أريده ....

هتفت رحمة بسعادة غامرة .... رسل يا غالية راح تكوني أحلى عروس بالدنيا .....ابن عمك راشد طالب إيدك وبدو إياكي حلاله 

هتفت رسل بتردد ملحوظ ....أنا.....ما بدي ......موضوع الجيزة مش ببالي ستي 

لاحظ رعد ارتباك أخته ولم يعجبه الحديث من بدايته ....كان راشد أخر شخص يتوقع ارتباطه بأخته ....فهو كان يتمنى كما أخته أن يكون صخراً زوجاً لها..... كان يشعر بقرارة نفسه بميل أخته له وقف معترضاً على كلام جدته قائلاً.....

ستي يعني هيك موضوع ما بينحكى  هيك  .....وبعدين أتوقع لازم قبل ما تقولوا راشد بده تكونوا سألت رسل اذا بدها وهاد هو الأهم رسل شو بدها 


كادت أم راشد أن تطير فرحاً....رسل بالنسبة لها أفضل بكثير من وتين ......تلك الرسل الزوجة التي تحلم بها كل أم لتكون حليلة لابنها ولكن كلام رعد عكر صفوها لتهتف بنزق...... ليش.....مالو ابني.....مش عاجبك يا رعد ....ابني بدل الوحدة الف بتمنوا إظفره 

هتف أبو راشد بصرامة .....حكتلك لا تدخلي

ردت أم راشد معترضة..... هاد ابني وفرحة قلبي كيف ما بدك أدخل....

أجاب أبو راشد بعصبية ......هاد الموضوع بخصنا احنا إنتي ما إلك شور فيه سامعة.....التفت إلى رعد موجهً الحديث إليه قائلاً......شو يا رعد بشو مش عاجبك ابني اتفضل سمعنا ....رغم صدمته من قرار راشد وغضبه من كونه أخر من يعلم إلا أنه يبقى ولده 

أجاب رعد بحنكة ......عمي ....عمر العين ما ترتفع عن الحاجب.....أنت تاج راسي .....بس أختي من غير موافقتها مستحيل تتجوز لو على جثتي 

استقام  راشد من مجلسه مقتربا من رعد ..... قتلته دموعها المكبوتة  ومزق نياط قلبه رأسها المنكس همهم مستأذناً.....

اسمحلي بعد أذنك 

تقدم ناحية رسل وعندما أصبح مقابلاً لها همهم بثبات ....

يابنت العم .....أنا طالب ايدك على سنة الله ورسوله...

أنا طالب ودك وشاري قلبك وبتمنى رضاكي......وبستنى الرد منك .....إن وافقتي بكون ربي راضي عني وأمي داعية الي وبكون حققت حلم طول عمري بتمناه....وفي حال رفضتي ....بضلك بنت عمي .....والك حرية الإختيار

وللمرة الثانية بعيدها وبكررها ...... بتمنى رضاكي قبل كل شيء بعد الإذن من عمامي وستي طبعا 


كانت الشعرة التي قسمت ظهر البعير ....فكلام راشد أعطى الإذن لدموعها بالسقوط ....هرولت متوجهةً لغرفتها ... لحقت بها أخواتها من فورهن أما رحمة التي تبددت سعادتها أخذت تضرب كفاً بكف هاتفةً بعتبٍ لوم ......ياعيب العيب عليكم بس .....أنا قولت بالعشم .....ماكنت بعرف إني ما بمون  عليكم.....حسيت الولد مايل للبنت ....شو فيها يعني ابن عمها ورايدها ......ودق الباب ......ليش يارعد ماله  ابن عمك .....بشو مش عاجبك....أدب ودين وأخلاق ...

بتمناه لكل بنت من بناتنا....أحسن واحد فيكم ....عمري ما سمعته زعل حد ولا عمره كسر كلمة لأبوه راضي والدين كل صلاة بصلاتها ...دكتور قد الدنيا .....أعطيني سبب واحد يخليك ترفض راشد يا رعد 

هتف راشد موضحاً.....ستي ....أنا ما رفضت راشد .....الطريقة الي حكيتي فيها حسستني أنه أختي ما الها قيمة....وأنه رضاها وعدموا واحد كان لازم  اخذتوا رايها 

هتفت رحمة بعصبية .....ليش أخذ رايها........أنا شايفة أنه راشد  مناسب الها وأنه راح يصونها ويحفظها....ما بكفي

هتف رعد بصرامة......لاء ما بكفي .....رايها أهم من كل شي ....بلكي هي ما بدها إياه 

هتفت رحمة متسائلة .....ومن متى عنا بنات بتختار يارعد ؟

أجاب رعد بغضب.....أنا ما دخلني  بغيري أختي غير عن الكل ما راح أسمح لحد يرخص فيها

قاطعه أبو صخر غاضباً.....هذا حدك ياولد .....مين الي رخص فيها .....راشد زينة شبابنا ....لا تفكر حالك كبرت علينا يارعد الشور والقول النا وبس 

هتف رعد بعصبية .....لو كانت بنتك مكان أختي بتقبلها على حالك 

أجاب أبو صخر بحزم......أه بقبل .....والله لو راشد طلب بنتي لأعطيه إياها وأنا مغمض ....بس هو بده أختك وإحنا شايفين أنه مناسب إلها وريتها مبروكة عليه 

هتف رعد بمكر ....قلتلي بتقبلها .....طيب معناها أنا بدي بنتك ......

هتف أبو صخر دون تردد .....وريتها مبروكة عليك

اعترض صخر رافضاً........:شو شو.....هي لعبة بتلعبوها  شو مبروكة عليه.........أختي مش مبروكه على حد إلا الي هي بتختاره

هذر رعد .....ايوووااااااا أختك مش لعبة ؟؟؟!!!!أختي هي اللعبة صح 

رد صخر بغضب .....بتعرف تخرس.....شو جاب لجاب

اعترضت رحمة قائلة ....شو قصدك يا صخر .....مش عاجبك رعد 

رد صخر موضحاً......ستي ....راشد شاري رسل وبحبها 

مش مثل رعد بده يوخذ أختي جكر وبدل ماعاش ولا كان الي بفكر يذل أختي 

هتف ابو صخر بصرامة .....صخر أنت ما إلك كلام هاي بنتي وأنا حر فيها التفت إلى رعد وهتف بجدية ....هي قدام الكل أنت طلبت وأنا أعطيت ..... وجهازها علي كمان 

ما بتغلى عليك بنتي يا رعد 

هتف صخر رافضاً.....والله ما بتحلله لو على جثتي

 يابا هاي أمانة برقبتك ربنا ما وكلك فيها علشان توهبها  كيفك......يابا... 

قاطعه أبوه قائلاً بحزم ....أنت ما الك كلمة بوجودي سامع....أنا أعطيت وانتهينا وما برجع بكلمتي لو شو ما صار 

هتف رعد بغيظ .....أختك أمانة واختي مش أمانة صح 

هتف صخر بغضب حكتلك إخرس 

أمسك صخر كتف رعد بشراسة ووجه له ضربة قاسية على فكه ليرد له رعد الصاع صاعين اشتبك الإثنين لتستقيم رحمة من فورها تقدمت ناحيتهم وتوسطتهما بينما ابناء عمومهم يحاولون فض الإشتباك بينهم .....هتفت بأسف  ......

يا حيف عليكم....يا عيب العيب بتضربوا بعض قدامي ولكم الي استحوا ماتوا 

هتف أبو راشد .....شو يا صخر......ما في احترام

أم قصي الذي كان قد احتضن صخراً ممسكاً بساعديه بشدة هتف بغضب.....شو مالك يا رعد انجنيت !!؟؟؟


هدوء عم المكان ....جالس كل واحد منهم في زاوية يفكر بما حصل وما بدر 

لماذا وكيف وما السبب الذي جعل هذه العائلة ينقلب حالها ببضع ساعات......أوزعت الحجة رحمة السبب الى ان عين حاسد قد طالت عائلتها ....بيتها وأسرتها وأولادها وأحبائها 

إنهمرت دموعها حزناً هاتفةً  بضيق......ياويلي عليكي يا رحمة.....يا خيبتي على حالك يارحمة حسدنك النسوان 

ما شافن  تعبي وشقاي بس شافن سعدي وهناي..... أكيد قالوا شوف ولادها وأحفادها كيف حواليها.....بدهم إياكم تتفرقوا.....عشان يرتاحوا .....ااااااخ عليك يا رحمة اااااااااخ

هدئت بضعاً من الوقت كما من حولها .....جلست تفكر بصمت .....ثم رفعت رأسها بعد أن أخذت قرارات لا رجعة فيها .....هتفت بصرامة وحزم ......

كل واحد فيكم يقوم يروح على داره ......وبكرة بعد المغرب بتكونوا مزروعين هون ......كلكم .....بديش واحد ناقص 

ترى أنا ما متت بعدني عايشة والشور شوري ....والقول قولي والي بقوله بده يسير ......والي ما بده يمشي تحت شوري وقولي راح اتبرى منه بالجريدة ....وما بلزمني لا هو ولا ولاده......سامعين 

لم يجبها أحد أكتفوا بالصمت المطلق أردفت بحزم ......

أحمد سوزان الليلة بتنام هون......قصي.....خذ رعد ينام عندك بديش أشوف وجهه  ....أختل توزانها فجأة لاحظ راشد ذلك أقترب منها بقلق هاتفاً......ستي.....شو صارلك

رفعت كفها مانعةً إياه من الإقتراب منها وهمهمت بتعب.....أبعد هيك....أنا منيحة

هتف راشد بقلق .....ستي....شكله ضغطك إرتفع.....خليني أخذلك إياه

تجمع اولادها حولها لتهتف بحزم .....حكتلكم بعدو هيك عني......التفتت لصخر الذي اقترب ينوي الإمساك بها ...

إلي بمد ايده على ابن عمه ما بسندني ياصخر 

ثم التفت إلى رعد الذي كان يقابله هاتفة بقهر .....والي بكسر كلمة عمامه ما بكون الي معين 

بعدوا عني.....أنا لسى بحيلي ....بقدر أسند حالي....لا تفكروا إني ختيرت.....لا أنا راح أموت وراسي مرفوع.....والي بفكر يوطي راسي ما بلزمني.....

قالت كلامها موجهة لكل فرد منهم رسالة معينة 



مازلنا ومهما كبرنا صغارا

ومهما كبروا هم وحتى إن خانتهم حروفهم و كلماتهم يبقى لهم هيبة ووقارا

مهما كنا نعتقد ونرى وحتى لو علمنا علم اليقين بأنهم مخطئين .....سيظلون على حق ولن نستطيع أن نسلبهم حقهم في الأمر والنهي 

ألا يستحقون؟!!

ألا تستحق تلك التي أفنت عمرها لتراك رجلاً وتراكِ ست النساء؟! ألا تستحق الطاعة؟؟!!

وهو ألا يستحق ؟؟!!أضاع حياته سعياً وراء رزقه  ليطعمنا  أزكى الطعام ويلبسنا أحلى الثياب ويسكننا أوسع البيوت ألا يستحق الاحترام!!!!!!......

أصبحنا نخلط بين البر في معناه الحقيقي واصطناع البر ؟؟!!

لقد تناسينا أننا لا نملك الحق في محاسبتهم على تقصيرهم أو أخطائهم أو هفواتهم مهما كبرت ....لهم علينا حق الطاعة المطلق إلا في الشرك بالله ....ومن عظمة الخالق الحنان أنه وإن كانوا مشركين به لم يعطنا الحق في عقوقهم بل أوجب علينا صحبة بالمعروف ومعاملة بإحسان وهل بعد أمر العزيز الجبار لنا رأي وحوار؟؟!!!


استيقظت من سرحانها لتجد نفسها حبيسة بيته هتفت في نفسها .....توعدته في سرها وأخذت تخطط لشيء ما

بعد برهة كان هناك قرار صادقت عليه وأصبح قيد التنفيذ.....

استطاع قصي وبعد محاولات عدة لتهدئة غضب أبو صخر اقناعه بالحضور للمستشفى .....كان وضع الحجة رحمة بتحسن مستمر فلقد استفاقت قليلاً طالبةً شربة ماء......ثم عادت لنومها العميق من جديد استيقاظها ذاك   أثار الريبة في قلوب البعض..... 

لم تكن أم حسام بخير بتاتا.....سؤال واحد يدور بذهنها من الصباح أو بالأحرى من تلك الساعة التي علمت بها باستيقاظ رحمة وتماثلها لشفاء سؤال واحد كان يتكرر في جوفها .... ماذا لو عرفوا أنني وراء كل هذا ؟؟

هبط الليل وبدأ الكل يستعد لرحيل وبينما يتشاورون بينهم عمن يبقى بجانب الجدة وفجأة ظهرت تلك القزمة بينهم تتقدم بخطوات خائفة وارتباك ملحوظ تحادث نفسها بريبة 

ياربي خااااااااااايفة....لا تخافي وتين شدي حيلك شو راح يعملولك  يعني .....يارب رجلي مش حاملاتني.....

شدي حيلك يلا ....لا تخلي حد يشوف خوفك وتين يلا أرفعي راسك .....إنتي ما سويت اشي.....إنتي واثقة من نفسك.....

جالت المكان بعيناها باحثةً عمن  يمدها بالقوة .....وجدته يناظرها باستغراب أن كيف جاءت ولكنه سرعان ما فهم نظراتها التي تطلب العون والسند وكان لها .....أشار لها بيده وغمزه بعينه أن تقدمي.....اقتربت من غرفة جدتها بثبات وسط دهشت الجميع وهمهماتهم الرافضة اعترضت أم حسام طريقها قائلة.....

أوقح من هيك ما مر علي.....شو جابك هون ..... وين الشرطة عنك وين.....نادوا الأمن..... يا حسام ....حسام نادي الأمن 

كان حسام ما يزال متسمراً بتلك الزاوية البعيدة يتصبب عرقا منذ أن رأى وتين... 

لم يجب نداء أمه بينما اقترب سعاد من وتين قائلة

ليش هيك عملتي...أمي بشو أذتك .... جابتك من الشوارع وقعدتك ببيتها هذا جزاتها تعملي فيها هيك 

قاطعتها وتين بلسان ثابت وقلب راجف قائلة.....

لو سمحتي لا تكبري حكي.....ولا تعلي صوتك أحنا هون بالمستشفى حبيت أذكرك أه صحيح بالنسبة لشارع الي جابتني منه ....أنا كنت بالمكان الغلط ورجعت للمكان اللي المفروض أكون فيه.... يعني شوية لخبطة مش أكثر  

نظر لها بإعجاب....محادثاً نفسه .....

والله يا قزمة بتعرفي تحكي

همهم أبو راشد بعتب ....ليش عملتي هيك يا وتين ليش

همهمت وتين موضحة .....عمو أنا ما عملت اشي الي صار...............................

سردت ما حصل عليهم لتردف قائلة 

أنا أساسا كنت بدافع عن ستي  لما شفته هاجم عليها حاولت أبعده عنها ما قدرت عضيته وقعت العصاي من إيده وهرب حملتها وركضت وراه اختفى ما بعرف وين......هذا الي صار حرفياً الي حابب يصدقني يصدق والي ما عجبه كلامي يطق راسه بالحيط 

معلش بعدي هيك بدي اطمن على ستي قالتها قاصدة أم حسام التي كانت تعترض طريقها والتي هتفت بمكر ....

 بتفكرينا أغبياء وراح نصدقك ....هاد الزلمة أكيد إنتي باعتيته .....شو بدو يطلع منك ....

هتفت وتين بصرامة .....

أنا مش مضطرة أبرر إلك ولغيرك ....أنا قلت هالكلمتين علشان عمامي وعماتي .....وعلشانك يارسل...وأنا متأكدة إنه ربنا راح يكشف المجرم ومش مسموح لأي شخص يحطني موضع شك .....وستي راح تقوم بسلامة وراح تقولكم الي صار

هتف أبو صخر بنفاذ صبر منهياً النقاش .....

خلص بكفي فضايح .... بديش أسمع صوتكم .....وتين معاكي من هون لما أمي تصحى وبعديها لكل حادث حديث


بقيت وتين ليلتها بجانب جدتها ترافقها رسل .....

بعد أن اعترفت لصخر بكسرها قفل باب الشقة وأنها أيضاً وجدت بعض النقود هنا وهناك واستلفتها على حد قولها ثم استقلت سيارة أجرة لتوصلها للمستشفى ......

رحلت أم حسام برفقة ابنها تجر خيبتها و خوفها من أن تكشف فعلتها القذرة يشاركها ابنها نفس الشعور هتف حسام بقلق وندم .....

هيك بدك .....شو بدو يطلعنا  من هالورطة ....ياريتني ما طاوعتك

هتفت أمه بعتب .......

ليش تضربها ...أنا قلتلك افتح الباب خليها تهرب وبس هلاء الغلط صار مني 

هتف بارتباك ......

ما لقيت الا ستي فوق راسي وبتشد بالقناع بدها تشيله عن وجهي ....والحيوانة هجمت علي ما شفت قدامي سكرت عيوني ....والله والله ما كانت قاصد وما كنت بدي الأمور توصل لهون

تساءلت أم حسام ......المهم ما حد شافك صح....احكي صح 

أجاب بارتباك .....مش عارف.....مش متأكد ....خايف تكون ستي شافتني

هتفت بصدمة .....شوووووو......لاء مستحيل....شو هالمصيبة اللي وقعت فوق راسنا..... حسام ستك مش لازم تصحى ......

هتف حسام بريبة .....كيف يعني....شو قصدك ؟؟؟؟؟

هتفت بخبث....اتصرف....احكي مع دكتورها ....خلي يعطيها منومات لبين ما أشوف حل للمصيبة إلي وقعتنا فيها .....يعني ما بكفيني إني ما قدرت أخلص من وتين كمان بدك يكتشفوا أنه أنت الي ضربت ستك شو راح يعملوا فيك دبر حالك بأي طريقة لبين ما أشوف حل.....


هناك في تلك الزاوية كان قصي يشرح لصخر قواعد الاحترام والادب والبر كاشفاً له أخطائه المتكررة بتعامل مع والده.....هتف معاتباً

ألف مرة قلتلك ....قوله  طيب ماشي حاضر لا تجادل لا تجاوب يا أخي أعمل حالك مش سامع ....

هتف صخر بنزق ..... يا أخي أنا بني أدم بقدرش أطنش هيك الله خلقني شو أعمل بحالي ....يعني بالله عليك بده أزور فلان وعلنتان وأعزي بهاد وهداك أسلم على هاد وهاد....بلاش نشتغل اقضيها زيارات ومجاملات ونوكل من الهوى .....خلص يحطني مدالية (علاقة مفاتيح)على  خصره يحملني معه وين ما يروح وفكت خلصت شو رأيك هيك تمام

همهم قصي موضحاً....يا أخي بحب يشوفك جنبه....بشوف حاله فيك وين المشكلة 

همهم صخر بنفاذ صبر ...هلا بقعدلك أنت وياه وبلاش نشتغل

هتف قصي بمكر ....الله يرضى عليه ابو احمد قلبي 

رد صخر محوقلاً..... لا حول ولا قوة إلا بالله ....قصي اطلع من راسي....

همهم قصي بترجي .....استهدي بالله قوم بوس راسه وقوله حقك علي يابا 

أجاب صخر بنزق ....طيب ....

هتف قصي بملل.....شو طيب.....بقولك قوم خلصني بدي أروح والله الي كم يوم ما تهنيت بشوفة ليث.....حبيبي قلبي بروح بكون نايم .....اشتقتله والله

هتف صخر بمكر ......اشتقتله!!!لليث أه!!!!

رد قصي بنزق .....أه لليث .....الي بكرة راح يطلع أزنخ من ابن عمو .....أصلاً هو من اليوم بتف علي بكرة لما يكبر شو راح يعمل

همهم صخر.....الله يقومك سالمة ياستي....قال ليث قال أبو النسوان مش قليل والله 

رد قصي بغيظ ....مزع يمزعك احترم حالك .....يلا أشوف قوم انقلع خلينا نروح وبديش أوصيك شو ما قال وعمل اعمل نفسك مش شايف ولا سامع ....  بوس ايده واترجى يسامحك.....

همهم مستغفراً وخرج برفقة عمه إلى بيت أبيه ... دخلا مسلمين على من في البيت همهم صخر 

السلام عليكم.......

لم يجب والده الذي قطب حاجبيه فور رؤيته معلناً عن غضبه لتهتف أمه بسرور 

يا هلا وغلا  بحبيبي وروحي....الله لا يحرمني من هالطلة يارب .....تعال ياماما تعال ....جوعان.....أحطلك تتعشى  

رد بحنان .....لاء ...ما بدي ....تسلم ايدك مش جوعان 

همهم قصي محاولاً تلطيف الجو المشحون قائلاً.....

ايوااااااه ....من لقي حبابه نسي صحابه ....ترى أنا هوووووون وميت جوع كمان

هتفت أم صخر بخجل.......يييي علي عيوني الك ....أحلى سفرة إلك يا أبو ليث ......نظرت لقصي غامزة وأردفت ......يلا بتاكل أنت وأحمد من امبارح ما أكل والله.....

هتف أبو صخر بعصبية .....حكتلك بديش أتسمم....شو انتي ما بتفهمي

قاطعته سوزي التي هبطت من الطابق العلوي مسرعة لرؤيتها أخاها هتفت بسعادة .....صخر.....حبيبي 

أحاط بها وضمها إلى صدره.....مسح بيده دموعها ثم همهم قائلاً.....ما تعيطي....شو حكينا....خلص 

همس بترجي .....صخر ....لا تروح.....أمانة

هتفت قصي .....بالله عليك.....هيك مخلي الوردة تعيط.....تعالي يا عمي تعالي....سيبك منه شو بدك فيه.....هاد واحد ما بستحي أساسا.....في بني أدم عنده دم بخلي الورد يعيط.....والله ذبلانة وردتنا هيك عاجبك

همهمت أم صخر مؤكدة.....والله ما نامت.... طول الليل وهي تعيط

هتف قصي ممازحاً.....هاد شكل تعيطي عليه....ولك هاد ما بستاهل دموعك صدقيني

همهمت برفض .......إذا أخوي حبيب قلبي ونور عيوني ما بستاهل دموعي مين بيستاهل.....أساسا أنا مين الي غيره.....توجهت حيث يجلس أبوها أمسكت بيده وهتف بترجي..... بابا أمانة أنا ما بقدر أعيش من دونه... أخذت تقبل كفي والدها مترجية ....هتفت ....بابا بكفي....لازم كل ما يجي صخر انقضيها زعل ومشاكل....والله تعبت تعبت 

اقترب قصي من صخر وأشار إليه بالتقدم من أبيه وطلب رضاه كان صخر مترددا جداً وخصوصاً مع كل ذلك العند الذي تلبس والده ....أثارت علامات التعب والإجهاد البادية على وجه والده ودموع أمه وأخته شفقته.....أحس بتأنيب الضمير بعد أن لمحت أمه أن أباه لم يأكل منذ يوم أمس......أقترب من أبيه محاولاً تقبيل كفه كما فعلت سوزي إلا أنه سحب يده ......نظر الى قصي الذي أمره بأن يعيد طلب العفو مراراً وتكراراً

نعم يا صخر.....تذلل وهل هناك أعظم من أبيك بشراً يستحق أن تتذلل إليه ......

جلس بجانب أبيه وأحاط بكتفه.....فصخر كان يفوق والده طولا.....قبل رأسه ومن ثم انحنى ليقبل يده.....تمت المهمة بنجاح بعد جهد جهيد 

هتف صهر متأسفاً......حقك علي يابا.....أنا أسف....إلي بدك إياه بصير.....بس والله  يابا أنا بموت الف مرة وأنا شايف الي ما بسوى بستغل طيبة قلبك.....يابا أنا عارف إنك بتحب الخير لكل الناس بس مش كل الناس بتحب الخير الك......أنا أشغالي كثيرة بس تلفون منك بترك العالم كله وراي وبجيك .....رضاك عني بكل مصاري الدنيا .....طز بشغل وطز بالمصاري المهم أشوفك سالم غانم 

هتف صخر بعصبية .......مش لازم أرن عليك....لازم تفهم لحالك

همس صخر في جوفه .....استغفر الله العظيم.....اضرب بالمندل عاد .....وأنا شو بعرفني شو بصير هون......الله يجيبك يا طولة البال.....ثم أردف قائلاً

خلص بإذن الله بس الشركة الي هون توقف على رجليها   مزبوط ......راح تكون معظم قعدتي هون....أي أوامر ثانية

هتف ابو صخر بنزق ....أنت حر تسافر تقعد أنا مالي....الي بدك اياه اعمله....تصبحوا على خير 

هتف قصي .....شو يا حج.....ما بدك آكل شكلك .....شو تصبح على خير 

همهمت أم صخر بتمني .....من ثمك لباب السما.....الله يرزقنا حجة يارب .....

أجاب أبو صخر ....لا أنا مش جوعان

هتف قصي ...علي الطلاق إذا ما أكلت معنا ما باكل ولا بحط لقمة بثمي 

همهم صخر غاضباً.....كم مرة قلتلك تحلفش طلاقات......هاد الهبل بطلك منه .....منيح الي صارلك مرة تحلف عليها بالطلاق 

كاد صخر أن يعلق شامتاً بقصي ولكنه أكتفى بإرسال نظرة اغاظت قصي ......تناولوا طعام العشاء ....وتحضر قصي لرحيل مال صخر على عمه قائلا بمرح.....ليش مستعجل؟؟؟ خليك ....نام عنا 

ولاااااا اه صحيح مشتااااااااااق لليث 

أجاب قصي ....اه مشتاااااااق...... وأقولك مشتاااااق لأم ليث كمان يلا أفقع ....

همس صخر بمكر....لما تحكي ستي أبو النسوان معها حق 

رد قصي .....بكرة بنقعد على الحيطة وبنسمع الزيطة 

الحب الحب يا صديقي بخليك تركع بكرة بتجرب 

همهم صخر رافضاً..... فشر.....ما في مرة بتخليني أركع 

رد قصي .....تشدش على حالك كثير ....الأيام بينا... يلا سلام قالها مودعاً ودعه صخر وتوجه إلى غرفته.....أخذ حماما دافئ......ثم تناول علبة سجائره....أشعل واحدة التهمها ثم تحضر للخلود إلى النوم .... إلا أن رنين الهاتف منعه .....أجاب .....ألوووو

هتف رعد بقلق وارتباك ......صخر تعال بسرعة ستي نقلوها على ICU

انتفض صخر من سريره هاتفاً بصدمة....شو بتحكي.....ليش شو صار كانت ما فيها اشي

رد رعد موضحاً....الدكتور بقول صار عندها هبوط مفاجئ..... تعال بسرعة....

أغلق الهاتف من فوره دس ملابسه وخرج مسرعاً في وقت قصير كان متواجداً في المستشفى هتف متسائلاً

كيف صار هيك .....أنتي وين كنتي رسل 

أجابت رسل باكية .....أنا كنت على الباب بحكي مع سيف ويوسف تلفون بدي أطمن عليهم وعلى البنات أجت وتين وقالت أنه ستي عم تنتفض بشكل غريب ....وقالتلي كانت ستي نايمة وما فيها إشي بس بعد الابرة إلي أعطتها إياها الممرضة  .....أنا شفتها لما دخلت بس فكرت بدها تشيك على وضع ستي  مش أكثر لأنه ستي ما كان الها أدوية 

قاطعها حسام قائلاً بارتباك وقلق شديدين ....هاي وحدة حيوانة وغبية ...خلص أنا عملت اللازم... هي شكلها لخبطت بين أدوية ستي والمريضة الثانية.....الحمد لله ربنا سلم 

هتفت رسل مؤكدة....بس هاي أول مرة أشوف هاي الممرضة من يوم ما أجينا 

رد حسام بارتباك .....ااه مهو .......هاي جديدة هون 

بس هو على كل الأحوال خطأ غير مقصود 

هتفت رعد بعصبية .....شو يعني خطأ غير مقصود..... هي أرواح الناس لعبة عند حضراتكم يعني لولا وتين ورسل كانت ستي راحت فيها 

همهم حسام .... الحمد لله ربنا سلم 

همهم صخر بغضب.....ربنا سلم !!!نظر إلى راشد وهتف بحزم ......من هون ما إلك طلعة ....بضلك مزروع هون ....وإذا في اشي ضروري يبعدك عن غرفة ستي بترن علي أو على رعد فاهم ممنوع حبة دوى تاخذها من غير ما تمر عليك بالأول....أدار وجهه باتجاه حسام قائلاً

تعال ....بدي اياك بكلمتين ...ثم تقدم ناحية مكتب راشد لحق به حسام دخلا ليهتف صخر آمراً.....سكر الباب وراك 

همهم حسام بارتباك ..... هو هاد وقت اجتماعات ياصخر أنت مش شايف وضع ستي 

هتف صخر بحزم ..... أنت شو جابك هون

رد حسام مصدوماً.....نعم ......شو قصدك

هتف صخر بعصبية ....سألتك سؤال جاوب على قده ...أنت روحت معنا شو رجعك على المستشفى فهمني

همهم حسام مرتبكاً....أنا.....شو قصدك ..... انت بتحقق معي يعني ولا أنا لازم أخذ إذنك لما أجي على المستشفى يعني

هتف صخر بنفاذ صبر وجدية تامة....شوف يا ابن عمي......الإنسان يمكن يغلط مرة واثنين وثلاث...و فيي أخطاء بنتجاوز عنها وبنسامح فيها بس في أخطاء ما بنقدر نتجاوزها ولا بنقدر نسامح فيها......المصاري يا ابن عمي أنت الي بتجيبها مش هي الي بتجيبك

وكل مصاري الدنيا ما بتشتري أخ أو أخت .....ولا بتعمل أهل ولا عزوة ولا يمكن تعوض شخص عن حد عزيز عليه .....الطريق إلي أنت ماشي فيه مسدود ....حسام إحنا ما إلنا إلا بعض ياحسام .....

ربنا سترها معك للمرة الثانية ....لهيك بحكيلك الثالثة ثابتة

إرجع لعقلك ولا تخلي الطمع يعميك وترى أنا صبور بس لكل شيء حد 


همهم حسام مصدوماً يجر حروفه جراً....أنت شو قصدك 

كان يعلم بقرارة نفسه ماذا يقصد... لكن صدمته كانت بكيف ومتى ومن ؟؟!!

هتف صخر بخيبة أمل .....فش داعي نلف وندور على بعض يا حسام......أخر اشي توقعته منك .....عنجد صدمتني ياااااا صاحبي 

إنهار باكياً أمام صخر والندم يعصر قلبه .....هتف نادماَ

والله ما كان قصدي....أنا كنت بس بدي افتح الباب علشان تهرب ...... تفاجئت بستي لما هجمت علي ووتين غطت عيوني والله  ما كنت قاصد والله

هتف صخر بقهر.....حسام يمكن كنت مش قاصد أول مرة ....بس الي صار اليوم شو بتسميه .....بدك تقتل ستك يا حسام.....هاي أخرتك تصير مجرم....علشان شو علشان المصاري....علشان الدور والاراضي....بشو راح تنفعك  ...كيف بدك تقابل وجه ربك....كيف

هتف حسام نافياً .....لا والله ....أنا ما الي يد بالي صار اليوم أنا مظلوم أقسم بالله .....أنا أساسا جيت عشان أنقذها.....اقسم بربي

تساءل صخر مستغرباً......تنقذها!!!

اجاب حسام موضحاً...صخر ....أمانة بربك الحكي يضل بينا ....يعني مهما كان  بضل أمي ......أنا عارف إني غلطت ويشهد الله علي ما كنت قاصد بس الي صار صار.....بدك تحكي لحظة ضعف....وزي ما حكيت الطمع عماني أما الي صار اليوم ما الي في يد ...أمي طلبت مني أعطيها لستي منوم علشان ما تصحى لأنها كانت شاكة أنه ستي شافتني وأنا كمان كنت خايف تكون شافتني بس أنا رفضت وقلتلها مستحيل أضرها لو شو ما كان....ربنا أعلم بنوايا.....وبصدفة سمعتها بتحكي مع الدكتور يوسف شكيت بالموضوع مع إني ما فهمت شو الحكي الي صار بينهم .....اطلعت  على المستشفى علشان هاد السبب ولي حسبته لقيته والحمد لله ربك سلم

صخر أنت ابن عمي وحبيبي وصاحبي وأنت أكثر واحد بتعرف كم أنا تعبت وجاهدت  لوصلت المستشفى للوضع الي هي فيه حالياً....ماراح أنكر عز علي تعبي....انقهرت لما عرفت أنه أبوي سجل لوتين نص المستشفى ..بس بعد إلي صار أنا ما بدي اشي .....ما بدي غير الله يقوم ستي سالمة يغفرلي ويهدي أمي ويسامحها....بضل أمي شو ما كانت

همهم صخر بجدية .....أمك ما إلي عليها أنا الي عليك حسام  الدم الي بعروقنا واحد الي بضيمك بضيمني والي بدعسلك على طرف بدعس على راسه والي برميك بالورد برميه بالرصاص بس إنك توصل لهون أبدا ما كنت أتوقع....هاد وأنت لكبير اللي المفروض تكون محل أبوهم ....على العموم  بحب أطمنك  ستي ما شافتك .....

هتف حسام مستغرباً.... جد....طيب أنت كيف عرفت ؟؟؟

أجاب صخر بمكر.....من أيدك .....

نظر حسام إلى يده فرأى عضت وتين التي تركت أثراً لم يلاحظه إلا صخر .....

طأطأ رأسه بخجل بينما أردف صخر قائلاً

بنت امبارح ما هان عليها غريب يتهجم على ستها وأنت الي ربيت بحضنها وأكلت من خيرها هان عليك فيها.....

رد حسام نافيا .....لا والله ما كنت قاصد 

صدح صوت أذان الفجر معلنا عن يوما جديد .....ومؤكداً أنه ومهما كبرت أخطائنا فالله أكبر يبقى مشرعاً أبوب التوبة أمامنا 

أردف صخر بعد أن ردد وحسام مع الأذان 

قوم صلي واستغفر ربك وأتذكر أنه ربنا ستار حليم بس لا تنسى كمان أنه شديد العقاب 

همهم حسام بندم شديد وتأثر واضح بكرم أخلاق ابن عمه 

ربي يسترها معك دنيا وأخرة مثل ما سترتني معروفك هاد بعمري ماراح أنساه ياصخر 

همهم صخر......أنا غطاك يابن عمي لو الزمن عراك......وأنا متأكد أنه هاد (اشار لقلبه) نضيف من جوى.....بده اشوية تلميع من برى....اوعك الزمن يغرك

وتين اختك بدي اشوفك سند الها ولخواتك أنت قدها أبو هاشم .....


من قال أن فاقد الشيء لا يعطيه كان صخر يعلم بحاجة حسام إلى يدٍ تنتشله من غيابة الحقد والطمع 

فلا أروع أن نبني الإنسان بدل من هدمه ولا أروع من ستره بدل تعريته ولا أروع من نصحه بدل فضحه ولا أروع من تقويم اعوجاجه  بدل كسره 

مرت الأيام وكانت الحجة رحمة بتحسن مستمر.....كما أنها أصرت عند استيقاظها على إبقاء وتين تحت ناظريها طالبةً ملازمتها لها خوفا عليها....كانت مقتنعة تماما أن هذا الذي تهجم عليها سوف يعود لقتل وتين كان لذلك الاهتمام والخوف أثر كبير على نفسية وتين التي كانت سعيدة بهذا الاهتمام 


حان اليوم المنتظر....يوم عودة الجدة إلى بيتها .....

همهمت رحمة  بقلق .....ولك يابنت ....يا مقصوفة العمر تعالي هون.....وين كنتي 

أجابت وتين .....هيني والله هيني....ستي كنت بالحمام شو يعني أعملها على حالي

همهمت رحمة مؤنبة .....قولت  ما تغيبي عن عيني

ولسانك هاد قصري ولا لازم تردي الكلمة عشرة 

همهم صخر متعمداً إغاظتها.....مقصوفة العمر ليش مغلبة ستي 

ردت وتين بنزق ....إن شاء الله الي بكرهني يارب 

هتفت رحمة ....أم لسانين ....تعالي ضبي هدول بالشنتة خلصيني

همهمت وتين بطاعة .... طيب ستي

كانت رسل قد غادرت برفقة رعد وراشد لتجهيز المنزل لاستقبال الحجة رحمة .....اقتربت وتين من صخر الذي كان بانتظارهما لكي يعيدهما  إلى المنزل وهمست له

اسمع .....هلا بتجبلي وجبة شاورما بسير بدك مني تسعة ليرات وخمسة وخمسين قرش وستين قرش و ليرتين وخمسة وسبعين 

همهم  صخر ممازحا لها ..... بالله .....وبدي منك المصاري الي أخذتيهم لما جيتي على المستشفى 

ردت وتين باستسلام أه صح مع أنه لقيتهم بس يلا برجعهم بديش جميلتك

همهم صخر .....لقتيهم بشارع مهو وكمان بدي حق القفل الي حضرتك كسرتي .....بعدين لشو الشاورما أكيد رسل بتكون حضرت أكل .....أكيد راح تعمل منسف لأنه الكل جاي

همهمت وتين بنزق ..... بالله بربك بدك استنى لما أروح ....بحكيلك ميتة من الجوووع ...إلي أسبوع ما أكلت 

همهم صخر مصدوماً.....أسبوع!!!ولك بكلي كذب 

أجابت وتين بنفاذ صبر .....يا زلمة قصدي أكل بتاكل  ......مهو ستك مصرة أكل من أكلها وكله مسلوق ....متت متتتتت بعدين بحبش المنسف 

همهم صخر .....خلص  حزنتيني... اليوم بالليل بجبلك 

هتفت وتين ....ليش بالليل ....بحكيلك ميتة جوع شو ما بتفهم ....

كانت قد علت نبرة صوتها فسمعتها جدتها

هتفت رحمة .....وله أم لسانين ....لمين بتحكي ما بتفهم.....ولك هاد النسوان الي وراهن جوز برفعنش راسهم فيه .....قصري لسانك

غمز لها صخر بمرح ثم همهم مغيظاً إياها ......يعني خلي لسانك طولك... الشغلة نسبة وتناسب يابنت

نظرت له بزاوية عينها وهمهمت متوعدة.... عندي إلك وحدة أنا بفرجيك .....توجهت حيث حقائب جدتها وحملتها بشكل مضحك

هتف صخر ..... شو بتعملي....اتركي من إيدك

هتف وتين بعصبية....شايفة ستي مين بتحركش أنا ضابة لساني خاوة ترى .....بعد بقولك

هتف صخر بحزم......أنا رجل كرسي قدامك ...إمسكي ستي وأنا بجيب الشناتي والأغراض

رمت كل ما في يدها أرضاً... ثم أمسكت يد جدتها وتقدمته

أجلست جدتها بينما هو وضع الحقائب في صندوق سيارته همت لركوب بجانب جدتها .....أمسك صخر يدها وقربها منه قائلاً.....لتكوني مفكرة إني شوفير(سائق) عندك أركبي قدام 

همهمت وتين ببرود ....نعم؟؟؟؟....ما بدي.....بعدين عمو لا تحكي معي.....

همهم صخر مستغرباً.....عمو !!!وليش لاوية بوزك؟؟؟؟انا بشو زعلتك

همهمت وتين بعصبية.....هو للأمانة أنت ما زعلتني أنت فقعت مرارتي وقهرتني ....الك كم يوم نازل محاضرات تجاوبيش ستي إكسبي رضاها وضلك جنبها ونازل تفرد بطولاتك وقصري لسانك وأنا بحاول وبحاول وبالاخر بتحكيلي قصيرة.....ليش إن شاء الله......خلص حل عني ما بدي أحكي معك ولا تحكي معي 

قهقه صخر بمرح وهمهم قائلاً.....هاد الي مزعلك ....ياهبلة أنا بدي مصلحتك 

همهمت وتين بعصبية.....بالله شو.....وين مصلحتي وأنت كل خمس دقايق بتذكرني إين قصيرة أه....وين مصلحتي لما طلبتك دين دااااااااااين تجيبلي شاورما وما قبلت ....كني راح أكل عليك قرش....بحكيلك ميتة من الجوووووووووووو ووووووووع

همهم صخر بمرح......حكتلك طيب.....يعني من عقلك كيف أجبلك وستي معنا ستي ما بتحب هاي الشغلات 

ردت ببراءة ....بس أنا بحببببها 

همهم صخر موضحاً.....إذا جبتلك هلاء راح أضل تسمعك محاضرة عن الأكل الي مش صحي لما تنزل سم على قلبك ....بالليل وعد ووعد الحر دين بجبلك أحلى وجبة ودبل كمان وياستي على حسابي ومسامحك بكل الدين شو كمان بس افردي بوزك ....

ردت بنزق ....هيو مفرود شو شايفه مطوي يعني ....بعدين بديش تسامحني معاي مصاري....صخر ....

في كم كلمة واقفات هووووون (مشيرة إلى حلقها )...أقولهم

أجاب صخر ....هاتي أشوف 

همهمت بشك....ليش حاسة إنك بتعرف اشي ومش راضي تحكي

رد صخر مصطنعاً عدم الفهم :اشي مثل شو يعني 

أجابت .....حاسة إنك بتعرف مين الي تهجم على ستي ....ما بعرف ليش ....ولا معقول هيك بساعة سماعة سكرته على الموضوع لا وكمان الممرضة الحيوانة فصلتوها وهيك خلص ....يا عمي في اشي مش مزبوط 

همس صخر لنفسه ... يا حبيبي .....اشتغل كونان وأردف محاولاً تبديد شكوك وتين...أولاً واحد حرامي جاي يسرق  ما كان قاصد الي صار بس خلص عفينا عنه لوجه الله ....المهم ستي قامت بسلامة 

ثانيا الي صار صب بمصلحتك ....على طولة لسانك كان بدك على الاقل سنة لما ستي ترضى عنك هيك اختصر 

عليكي الطريق لا ومش كمان راضية عنك وميتة خوف عليكي ....ثالثا الممرضة عملت هيك بالغلط ...أنا كنت بدي اشكي عليها وأجرجرها بالمحاكم بس لما اعرفت انه أمها وأبوها مريضين وعندها أخوة صغار وهي الوحيدة الي بتصرف عليهم سامحناها ....فهمتي


تعمد صخر اثارة عاطفة وتين لان شكوكها كانت بمحلها وكان على علم أنها لن ترضى بتبريرات غير منطقية 

أثار تأخرهما في استقلال السيارة ريبة الحجة رحمة التي فتحت نافذتها متسائلة.....شو مالها أم لسانين ليش إلها ساعة تبرم شو فيي

أجاب صخر.... فش اشي ....بس بتقولي أنها مبسوطة كثير علشانك راضية عنها اركبي خلصينا 

فتحت وتين عيناها بصدمة هامسةً في جوفها ....

ياربي الكذب متى حكيت هالحكي يالله شو مؤلف 

هتفت رحمة بسعادة.....الله يرضى عليها الغالية بنت الغالي 

همست مجدداً في جوفها .....مين ...ليش شو....أنا .....سبحان مغير الأحوال من كم أسبوع كنت العدو اللدودة هلا صرت الغالية بنت الغالي ....

يا وتين أحمدي ربك على الي صار ...شوفي وين كنتي وين صرتي.....الي صار ومين ما كان الي عمله مثل ما قال أبو طويلة صار لمصلحتك قربك من ستك

اكثر....بلشت عيلتك تتشكل....وهي أول عامود فيها

أنا ما بدي اشي من هالدنيا إلا حضن يلمني أعيش بأمان....أنام مرتاحة بدي ناس تسأل علي لما أغيب....ناس يفرق معهم وجودي من عدمه....بدي لمة وصوت ...بدي إخوة وخوات .....بدي عيلة .....ياربي ما أحلى هالشعور 

نظرت باتجاه صخر الذي يقود السيارة باتزان بسبب مرافقة جدته له وأكملت حديثها النفسي 

 .....عمى ما أطوله ....بالعمدن قعدني جنبه الخبيث ......علشان أبين فطعة.....شف شف كيف واصل راسه لسقف.....وانا بدي سلم عشر درجات لأوصل أخر الكرسي.....بس حرام هاد منيح معي .....هو ورسل لا والغندورة اخته حرام كويسة وهي ستي رحمة ......

وتين لا تأمني لحد...انتبهي 


مع وصول الجدة علت الزغاريد المكان .....كانت رسل و بمساعدة زوجات أعمامها قد حضرت كل ما لذ وطاب 

انتبهت الحجة رحمة إلى عدم تواجد أم حسام بينما حضر  حسام بصحبة أخته هبة

تساءلت رحمة.....:وين أمك يا حسام

أجاب حسام بارتباك....أمي......أه أمي راحت عند خالتي سناء تعبانة اشوي

همهمت رحمة باستغراب .....سناء تعبانة؟؟؟من اشوي حكى معي خالك سالم ما جاب سيرة....على العموم سلامتها أنا مالي ومال النسوان المهم أحفادي وولادي عندي وحواليه......شوفتكم عندي مجتمعين بتسوى العالم ربي يحرسكم من العين.....ربي يكفيكم شر الحديد والعبيد وشر أنفسكم يا الله وما يحرمني من طلتكم علي .....

هتف أبو صخر بسعادة.....يما.....شوفي ليث  كيف صار يمشي

هتفت رحمة مبسملة .......... اسم الله عليك يا ستي.....

التفتت إلى قصي وأردفت قائلة....منيح يا أبو النسوان الي حكمت عليها تيجي اليوم معك ....صاير زلمة 

همهم قصي متأففاً......يمااااااااا.....

علق رعد شامتاً.....صاروخ أرض جو

ليكمل صخر بمرح..... هذا ما يسمونه في منتصف الجبهة.....والله ما عرفتك وانتي بطخي يارحمة .....اشوي اشوي علينا.....مال باتجاه قصي هامساً 

أحكي......اشتقتلها .....أحكي يا أبو النسوان

رد قصي بغيظ وغضب....بتعرف تخرس .....مش ناقصك....يعني والله مرتي معها حق ترى أمي إذا حطت نقر حد الدنيا كلها ما اقنعتها تحل عنه

همهم صخر بشماتة......طيب يا أخي شاطر تعطيني  محاضرات عن البر ....قول لحالك .....أي كان سميت الي بعدو ليث وهاد سميته مثل ما أمك بدها.....كان اختصرت على حالك الحرب العالمية


همهم قصي بهيام......مهو ما قدرت....قالتلي علشاني يا قلبي نفسي الناس ينادوني أم ليث. ...لم استطع يا اخي أرفض 

تبسم صخر ثم همهم قائلاً بمكر .....لاء  ما دام قالتلك يا قلبي انسى انت على السيرة ذبت كيف على الواقع. 

أجاب قصي ......ولك انت شو بعرفك بكرة بس تيجي وتسكن هوووووون (مشيراً لقلب صخر )بتعرف شو قصدي.....ولك أنا ما بقدر أشوف دمعة بعيونها بحس حالي بمووووت......دمعتها وكأنها سكين بقلبي 

تدخل رعد المستمع للحديث قائلاً .....يما الحب يما 

هتف صخر ببرود .....فعلا ابو النسوااااااااااان 

تقدم راشد ناحية ثلاثتهم وهتف بجدية.....

صخر.....بدي اياك بكلمتين 

أجاب صخر..... اه دكتورنا أنت بتأمر أمر.......



             الفصل السابع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>