رواية اكون او لا اكون الفصل الاخير بقلم فوزية عزام


 روايةأكون_أولا_أكون

بقلم فوزية_عزام

الفصل_الرابع_عشر_والأخير

الختام

والغلاف الأقرب للقلب ذات النطاقين 


كلّ التأخيرات في حياتنا خلفها تدابير محكمة يكتنِفها اللُّطف الإلهي من كلّ جانب

....فقد يتأخر العطاء ليصلنا في وقته المناسب لأنّ الله أعلم منّا بمواطن

 إسعاد قلوبنا.. فاسأل الله الخيرة دائمًا وظنّ به خيرًا ولا تعجل......

قد يخيل ﻟﻚ ﺑﺄﻧﻚ ﺿﺎﺋﻊ ﺑﻴﻦ كركبة ﺍﻷيام....ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﺪﺑﺮ ﻟﻚ أمرًا ﻟو علمته لبكيت فرحًا..

.. وقد تأتينا المصاعب ثم تمضي... ولا ندري كيف حلّت ثُم ارتحلت.... 

إنها ألطاف الله تُلاحقنا دون أن نشعر .....لطفه يجري. وعبده لا يدري

 ....وكن على يقين أن الله سيرسل لك رحمة من رحماته في وقت كنت

 تظن أن لا أحد قادر على زرع بستان فرح في صدرك من جديد......

ثِق بأنَّ اللهَ سَينصرُكَ نصراً عظيماً ... و سيجبُرُك جبراً لَم تحلم به .وما هذا

 التَّأخير إلّا لحكمةٍ ليختارَ لَك أنسَب الأوقات التي تكونُ فيها سعيداً

 جداً وتتمنى لو أنَّ لك جناحان تطيرُ بهما من شدَّةِ الفَرح...إنها مسألةُ وقت.... 

وكل حيرتُك سترسو في بر اليقين الآمِن بإذن الله .....ومخاوفُكَ ستزول 

.... أمانيكَ حتماً ستحقق .... أدعيتُكَ ستستجاب ... الأمور الشائكة ستُحل

 ....الدروب ستزهر إنها فقط مسألةُ وقت ..... وحكمة اللّه أرحم منا بنا.

....سيجعلك تقف الْيَوْمَ أمام اُمْنياتكِ قائلاً ....قد جعلها ربي حقا...

.وتخرُّ لَهُ ساجداً باكياً من الفرح......أبشرك سيجبرك ......وبطريقةٍ ما ستدرك

 أنّ الطريق الذي اختاره الله لك، كان أفضل ألف مرّة من الطريق الذي أردته لنفسك.

..وأن الباب الذي أُغلِق في وجهك ألف مرّة..... كان وراءه شرٌ محض....

. وأن اليد التي أفلتَتك لم تكن تناسبك منذ البداية وأن البلاء الذي أنهكك .

.........لم يكن سوى رحمة مُهداة......


أخذت تبكي بحرقة لتذكرها أخيها وكلما حاول تهدئتها زاد من حدة

 بكائها حتى بات فاقد لكل ذرة سيطرة كانت لديه 

همهم بهدوء  محاولاً كبح عصبيته .....

_قلبي ....خلص بكفي عياط ....يعني بصراحة قربت أغرق 

هتفت بعصبية .....

_ شو يعني ما بدك أعيط على أخوي....إذا على أخوي ما عيطت على

 مين أعيط أه قالت كلماتها بملامح بعثرها البكاء ولطخ ألوانها ....دمدم صخر بخيبة بنبرة صوت مرتفعة قليلاً .....

_عيطي علي وعلى اليوم إلي جيت فيه وعلى اليوم الي انضربت فيه على راسي وقرررت أتزوج عيطي يختي عيطي 

رفعت رأسها بغتة وهتفت بغضب ....

_أولاً ليش بتصرخ أيواااااااه كنت عارفة أه كنت عارفة إنه لما أصير

 مرتك رااااح تعملني ملطشة إصحك تفكر إني راح أسمحلك تستفرد فيه..... ترى إنت ماااا بتعرفني 

ثانيا مالو حظك أه 

مش عاجبتك أنا ....أصلاً إحمد ربك الي قبلت فيك ... أنا وتوووونة الأمورة 

الرقيقة الهادية الجميلة الساحرة قبلت أتزوجك أستاااااذ صخر ...

..ثالثا إحنا لسى على البر كل واحد يروووح عند أهله أه رجعني عند ستي بطلت أتزوج

 .....واحد غشاش لئيم أناني مخادع 


نظر لها بصدمة من التحول الذي طرأ عليها ....فقبل ثانية كانت غارقة

 ببكائها وبعد ثانية فقط أصبح صوتها يرن في أرجاء العاصمة همهم محاولاً تهدئتها .....

_طيب معلش تهدي لإنك فضحتينا.....مهو مش الحق عليكي الحق على

 لحمار إلي جابلك سيارة كشف يزفك فيها ....كان لازم أجيب ثلاجة 

تريلة شحن  يلا يلا نستر حالنا معك هااااااد أولا .....ثانيا تبا لتوااااااضع

 الجميلة النائمة خفي علينا .....ثالثا اناني ولا علب .....ناكرات العشير الإشي بدمكم 

.......رابعا ياروح الروووووح والقلب وين ما يروح والنفس الي يرافقني

 لحتى تطلع الروووووح عمرك سمعتي عن حدى برجع روووووحو ...

..أنا ماااااصدقت وتصيري مرتي حلالي ....... قال أرجع قال ...

..بعدين من وين صرتي مرتي قصدك رااااااح تصير مرتي مستعجلة شكلك

 ......أنا أكثر وحياااااتك...... قال جملته الأخيرة غامزاً لتهرب بوجهها بعيداً عنه قائلة.....

_ييييي صخر أسكت ....واحد قليل أدب 

أخذ يمازحها بلمسات جريئة همهمت ....

_صخر انتبه على سواقتك بلاااااا جنون 

_طيب هاتي تصبيرة

_صخر بعدين معك ....هلا الناس بتشوفنا 

_أي ناس الشوااارع بح فااااضية الساعة ٢ بليل ياااااادووووبك الحق أصلاً 

_تلحق شو ؟؟؟

_آه.....لا ولا إشي ....ألحق انااااااااام ....لحظة ...قصدي نناااااااام ......سكت قليلاً ليهمس بحنان....._وتين ....

رفعت نظرها إليه ليباغتها مقطفاً قبلةً هادئة ....لم تقوى على الكلام 

هالها ما فعله بها ...قبلة واحد ليبدأ خافقها إنتفاضة شرسة ....معلناً

 لها أن هناك دخيل  يحاول أن يصل إليه ليغيبه معه بعالم جديد....

.لم تقوى على الإعتراض .....ألجم عطره فمها همهم بوقاحة ....

_شووووو بشووووو سرحانة زاكية صح 

_نعم ....شو.....مين....قصدي شو هي

_البوسة ياقلبي 

_صخر ......أنا خايفة

_هي ثاني مرة بتعيديها ....معي وخايفة ياوتين 

غطت وجهها بكفيها مجيبة وهمهمت .....

_مهو لأني معك خايفة 

قهقه بصوت عالي فلقد كان خجلها الفطري يشعل نيران رغبته ويؤجج 

مشاعره أما عن قلبه فهو الذي كان يمنعه من التجرأ أكثر ....كان يطالبه

 بتمهل فتلك الفاتنة رغم جمالها الذي أشعله وخجلها الذي مزقه إلا أنها مازالت صغيرة 

  ......أخذ يحادثها بلطف بعيداً جداً عما يجول في خاطره إلى أن وصل

 إلى وجهته وترجل من سيارته بينما منعها الخوف من التحكم بقدميها .....

إستدار حيث تجلس هي ....فتح لها الباب وأمسك بكلتا يديها حاثاً إياها 

على مجاورته .....همهم بحنان عندما لاحظ إرتجافة يدها.....

_ شو بشوف جد خايفة مني ......إسمعي اللحظات هااااي بذات لازم

 تنسي الخوووووف .....الخوف بقتل كل إحساس حلو مستنينا ...

..وبضيع علينا أجمل ليلة في العمر وعلشان أريحك ما بلمسك إلا برضاكي

 ....وفي لحظة حسيت إنك ما بدك  بوعدك إني أتراجع.....هو

 صحيح فيها مووووووت الشغلة بس لعيووووووونك بمووووووووووت 

_بعيد الشر عنك حبيبي

_لاااااا هيك كثير خليها بدون حبيبي لانه هيك بنتحر 

وقفت بمحاذاته 

أخذت تلملم أطراف ثوبها الضخم ....باغتها فجأة وحملها بين يديه متوجهاً نحو البيت ....همهمت بخوف 

_صخر نزلني .....بلا ماحد يشوفنا أمانة نزلني هلا بتوقعني 

_حد مين إنتي هلا بأملااااااك خاصة أنا ما رضيت أنزل بفندق ياقلبي

 لسببين هاد واحد منهم حد يشووووفنا والثاني إني حابب أوثق أول ليلة

 إلنا بشهود عيان حيطان بيتنا الصامدة ....أما بالنسبة إني أوقعك

 ....لا تخافي ما بوقعك بأيدي أمينة أصلا خف الريشة إذا في

 البدلة وهيك ياخووووفي ما آلاقي اشي .....أصوم أصوم وأفطر على بصلة 

_شو....مش فاهمة بصلة شو؟؟؟

_سلااااامتك ياقلبي ولا اشي ....همس لنفسه ....ياحبيبي إذا 

النظري راسبة فيه وبجداااارة شو راح تعمل فيك بالعملي ياصخر 


أحست أنها سوف تسقط عندما انحنى ينوي إنزالها تعلقت بعنقه بخوف

 فأصبحت معلقة به وكأنها قلادة فهو يعد بنسبة لها طويلا جدا وضخماً جداً ....

أمسك خصرها يمنعها من السقوط بينما هي لم تترك عنقه 

لم يفصل بينهما إنش واحد كانت كمن جبلت معه ضاعت به وضاع بها 

وقالت عيناهما كلاما لم تتجرأ هي على نطقه لم يكن بحالٍ أحسن منها

  فقد السيطرة على حروفه التي أضاعتها عندما لجأت إليه منه ....فهي رغم خوفها منه إلا أنها لا تملك وطن سواه

_مرتاحة ....

نطقها بصعوبة بعد أن استجمع قواه .....

أخجلتها نظراته أنزلت يديها محررةً عنقه بينما بقي هو متمسكا بخصرها

 بتملك أنزلها رويدا رويدا ثم أخرج من جيبه منديلا كان قد حضره خصيصا ولفه حول عيناها

_صخر شو بتعمل  ....صخر ما بحب العتمة .....صخر بخااااااااااااف 

_أنا عيووووونك يا عيوني .....من اشوي كنت بحضني وما كنتي خايفة 

_صخررررررر كنت مضطرة فكرت راح توقعني 

_هاتي إيدك .....أخذت تمشي معه بخطوات متعثرة همهمت متأففة  ...  

_ياربي ما راح ترتاح إلا لما تكسرني صح 

_ماعاش ولا كان إلي يكسرك ياروحي .....يلا وصلنا .....مستعدة

 .....أزاح الستار عن عيناها .....كانت كمن تحلم .....  كادت تجن كادت تصرخ كادت تموت فرحا 

كان قد زين جناحه 

باحتراف تام ....وضع البالونات الحمراء بكل مكان والورود وزعها بإتقان

 وجهز سفرة لهما مما لذ وطاب ولم ينسى ركن الهدايا الذي كان أكثر ما لفت إنتباهها .......


كل تلك الالعاب لي ....لي أنا .... ذلك الدب كيف عرف أني تمنيته يوما 

وتلك الباربي الجميلة نعم كم بكيت حسرة أمام واجهات المحال التي

 عرضتها وتلك الدمى نعم كل الدمى التي أحب والتي تمنيت والتي أردت

 والتي اشتهيت.....ولكن حبيبي كيف عرفت ؟؟؟؟؟!!!!!!

عادت إليه باكية وتعلقت للمرة الثانية مقبلة خده ..... اعتقلها بين يديه

 عندما رأى دمعها يحاول الفرار من مقلتيها ....وما إن حط يده ناويا مسح دمعتها حتى انفجرت بالبكاء..

...كان فعليا كمن ازاح الحجر الذي يسد الشلال رغم أنه أراد إغلاق المجرى

 كاملاً همهمت بهيام....

_أنا بحبك بحبك كثير .....كثير كثير كثير كمان.....

_وأنا بمووووووووووت 

فيكي بس مشاااان الله دموعك هاي بتقتلني بتحرقني  وبتعصبني كمان.....خليني رايق أبوووووس ايدك لا تنكدي علي 

أخذت تمسح دمعها بعشوائية ورددت قائلة 

_لاااااا تزعل مني غصب عني والله

 ....كيف كيف اعرفت هااااي .....جرته من يده حيث ركن الهدايا أشارت

 له على إحدى الدمى قائلة 

_هااااي يالله لو تعرف شو تمنيتها .....يالله شو حلمت فيها وهاي

 كمان وهاي وهاي كلهم كيف عرفت أه كيف .....


لاحظ تشتتها أمسكها من يدها وسحبها خلفه .....جلس على حافة

 السرير وأجلسها على فخده ورفع وجهها إليه قائلاً....

_ معي مش محتاجة تحكي .....بكفي تتطلعي بعيونك بس  وأنا راح

 أحقق كل أحلامك وأمنياتك وطموحاتك ورغباتك  بالماضي والحاضر والمستقبل هاد حصري بس لمرت صخر 

أخرج من جيبيه علبة مخمليه.....وأشار لها أن تفتحها لأن يده الأخرى رفضت 

التخلي عن ذلك الخصر النحيل .....فتحتها كانت تحتوي محبسا أذهلها بتصميمه الفريد 

همس لها

_خصيصا وحصري فقط لوتيني 

_فكرتك ماراح تجيبلي دبلة .....ألف مرة لمحتلك على الفاضي كنت فاااقدة الأمل

 ضحكت بإغواء لم تتعمده هتف بشغف 

_ أيوااااااا هيك خشي علي بزاكي قلبتيها دراما ترى شغل الأفلام هاد ما

 بحبو من هسه وقبل ما تلبسي الدبلة أنا زلمة بحب الدغرررري والمقدماااااااات

 مسموح فيها الليلة فقط علشان عرس وهيكا وحركات وعلى أساس إني رومنسي 

ضحكت بصخب قائلة ....

_صخر بكفي راح يوقف قلبي من الضحك 

_سلامة قلبك ....خلينا بالمهم 

وتين تقبلي تتزوجيني .... أنا شخص بالحب أناني وحباب حالي زلمة غيور ..

..حتى من حالي بغار يعني مجنون متخلف متحجر شرقي هدول بعدهم مدح.....عصبي ما راح أنكر وعلشان هيك أنا لليوم 

ما لبستك دبلة لإنك إذا قبلتي ولبستيها راح اعتبروا إقرار وقبول وبحال

 رفضتي ما تحلمي أتركك بس راح استنا اليوم الي أسمع فيه كلمة أنا الك وبس

....إنتي وبكل ما فيكي وبكل أحوالك وبكل صفاتك عجبتيني ...

. من أول يوم شفتك فيه امتلكتيني 

بس إلي طلب عندك بحال وافقتي .....تتزوجيني وتين هاشم العزام ؟؟؟؟!!!!!


ساد الصمت ولكن من يمنع حديث العيون .....كانت تصارع بداخلها لا

 تدري لمن تستمع لتلك الخائفة التي تطلب مزيدا من الوقت أم تلك

 المغرورة العنيدة التي ترفض أن تطوى تحت جناح أحدهم أم تلك التي لا تقوى على مقاومة نظرة عينه وذابت تحت لهيب قربه ......

أخذت القرار وقالت بأصرار 

_أنا الك اليوم وبكرة وطول ما في بصدري نفس 

وطول ما قلبي بنبض وطول ما روحي جوى هاد الجسد

قبلها بخفة وطلب إليها أن تتوضأ على عجل بينما هو ياخذ حماما بارداً ....توضأت وجلست على سريرها تنتظره كانت مرتبكة تفرك كفيها ببعضهما البعض تنحنح ليعلن وجوده فلا مجال لأي التماس بينهما في الوقت الحالي .....وضعت طقم صلاتها الذي ستر ما كُشف من جسدها مما بعث بعض الراحة في صدره ......أعلن بدء صلاته عندما كبر وهي خلفه تبعت خطواته سلم ثم سلمت اقترب منها متمتما بدعاء لم تعيه .....ثم سحب إسدال صلاتها عنها وأمسك يدها ليعود بها حيث كانا منذ قليل ....همهم لها 

_حكتلك ألي طلب عندك 

هزت رأسها مؤكدة .....أردف قائلاً

_وتين أنا حكتلك أنا زلمة غيور .....بدي  وتين  الي أنا لحالي وما راح أسمح لحد يشاركني بقلبك وبجسمك وبروحك وووووبفكرك وعقلك كمان 

همت لتوضح له 

_أنت عارف......

وضع إصبعيه على شفتيها يمنعها من الكلام مكملاً هو _إيااااااكي تفكري إني ممكن أشك إنك إلي قلب وجسد وروح ...أنا بدي أملك  فكرك وعقلك علشان هيك ياوتين عمر لازم يموت ويتنسى....صفحة وتنطوى ماضي ما ينذكر 

أسرها بكلماته التي عبرت لها عن مدى اهتمامه وتركيزه بحروفها وكلامها همهمت له بإصرار .....

_أنا.......إلك .....قلب....وروح ......

وعقل ....وفكر ......وجسد 

إعتقل شفتياها بشوق ورغبة وعدم تصديق فهو رغم أنه متأكد من حبها له إلا أنه كان خائفا من مكانة عمر في نفسها ....ولكنه تناسى أن من يملك القلب له حق الشفعة .....زاد انسياقها واستسلامها له من جنونه ورغبتها التي أشعلها هو بلمساته  زادت من جرأته وعنف اجتياحه حتى باتت لا تعلم المكان ولا الزمان ولا من هي وبات هو فارضا سيطرته الكاملة على أرضيها التي وهبتها له بمحض إرادتها......وهكذا كان لها وكانت له قلب وقالباً

مضت ساعات تعد أجمل وأسعد وأطهر ساعات العمر .........غطت بنوم عميق ولم تستيقظ إلا على لمسات أصابعه التي حطت على خدها .....فتحت عيناها ببطئ لتجد عيناه في الإنتظار ابتمست له بخفة قبل أن تنتبه لجسدها العاري الذي لا يفصل بينه وبين عيناه سو غطاء خفيف ......قبضت على الغطاء بعفوية وأخذت تلملم أطرافه لتستر جسدها والخجل اجتاح ملامحها بوضوح شديد  ....قهقه صخر بخفة قائلاً

_ياصباح الورد للورد 

رمت نظرها باتجاه النافذة ليتبين لها الظلام من خلف الستائر الناعمة .....همهمت 

_صباح النور ....هو كم الساعة .....

_حبيبتي الساعة أربعة ونص قومي خدي دوش وتعي كلي معي ميت جوووووووع ومش هاين علي أكل من دونك 

همهمت ببراءة ......

_أربعة ونص ....يا الله حاسة حالي نمت شهر 

رد بوقاحة .....الراحة النفسية بتعمل أكثر من هيك .....بس انا عندي عملت مفعول عكسي خلتني أصحصح وطيرت النوم من عيوني .....خلينا نوكل بنصلي وبنعيد الجولة قالها غامزاً .....

رفعت نفسها لتستقيم  عل ركبتيها وسط سريرها رافعة الغطاء بكلتا يدها لتستر جسدها عن عينيه وقالت بعصبية وتذمر 

_صخر بلا قلة أدب بكفي جد بحكي  

لم تنتبه أنها سترت نفسها من الأمام ولم تستر جسدها من الخلف فوراً التقطت عيناه إنعكاس صورتها على مرآة غرفتها التي تقبع خلفها تماما .....انحنى اليها مرتكزاً على  يديه قائلاً .....

_شكلوووووو راح أبلش بالجولة قبل.....غمزها ثم مد يده ليلمس ظهرها.....من شدة خجلها رفعت كفيها لتغطي وجهها ناسية أنهما من يمسكان ذلك الغطاء الذي رفعته لتستر عنقها .....ما إن تكشفت أمامه حتى أسرعت لحضنه لتخبئ نفسها منه واضعة يدها على عيناه تصرخ بخجل شديد تتمتم بكلمات لا تشبه الكلمات متوسلة آمره .......

_صخر لا تتطلع مشان الله 

أحس بدموعها تهطل فوق صدره من شد خجلها ....تفهم خجلها وارتباكها أمسك بالغطاء ولفها به دون أن يسمح لها بالإبتعاد عنه......ثم حملها وأجلسها بحضنه على كرسي المائدة ليتناولا طعامهما...... فما ألذ من طعام برائحة الحبيب ولا أشهى من لقمة من يده ......استحما وصلّا الفجر حاضراً وخلدا الى النوم بعد أن قرر هو أن يتمهل ويخفف من جموحه وجنونه 


حبيبتي

سأقترب منكِ قرب الدم من العروق.....

وأحتويكِ إحتواء البحر لشمس عند الشروق ........

سوف ترين عزيزتي كيف أنني بالحب أكون أو لا أكون 

حبيبي ....

لك مني رساله حب وعشق

أكتب حروفها آلاف المرات

تعلمت بقربك كيف يكون العشق

وكيف أسطر الهمسات

تعلمت كيف أغازل المعنى

وكيف أصنع من الحروف كــلمـات

تعلمت كيف أعيش في سمائك

وكيف أقطف منها النجمات 

كانت تنام بين أحضانه هادئة يبثها حبا وعشقا وأمنا وطمأنينة وتبثه  الكمال والسلام والإكتمال...... جاء صوت الجرس ليعلن لكليهما عن دخيل يهدد خلوتهما التي لم ينعما بها بعد ......تساءل صخر .....

_مين ؟؟؟؟مين بدو يجينا بهالوقت.....

_صخر....وين رايح 

_حبيبتي بدي أشوف مين على الباب 

قفزت بخوف فهي لم تستيقظ على صوت الجرس بل إيقظها هو عندما إبتعد عنها مجبراً هتفت .....

_جرس....ييييي ....مين؟؟؟؟

أخذ يلبس بنطال بجامته على استعجال .....ابتسم  لخوفها الفطري همهم بحنان

_وليش خايفة حبيبتي.....مين ما يكون وين المشكلة 

_ييييييي الجرس برن كمان مرة 

شتم بسره وهبط مجبراً ليرى من أقلق راحته .....

فتح الباب ليظهر عمه قصي بصحبة رعد هاتف قصي من فوره ......

_ألف ألف ألف  مبروووك لووووووووليش 

دمدم رعد بمكر ....

_صباحية مباركة ياعريس ......إلا قلي مباركة ولا شوووووو

_الله لا يبارك فيك ولا فيه....... شو صاير ......فيه اشي 

رد عمه بحنق مصطنع .....

_يعدمني يهودك يازلمة جايين نبارك وجيبينلك سم هاري ومش عاجبك ....شفت أستاذ رعد حكتلك خسارة فيه المعروف 

أيده رعد قائلاً

_أي والله ...بس شو  بدنا نعمل لمصيبة أنه أبو نسب بقدرش أزعلووو  علشان المدام مش علشانه .....يلا سمو بسم الله وتعالوا نفطر 

همّ هو وعمه ليدخلا إلى الصالة إلا أن صخر فرد ذراعيه مانعاً إياهما هاتفاً بغضب .....

_نعم نعم .....حبيبي روح تسمم مع المدام وحل عن خواتي يلا من غير مطرود إنت وياه .....ما أزنخ دمكم 

هتف رعد .....

_لا مهو مش راح تزبط أحل عن خواتك بنهاية المدام أختك

دمدم صخر بانزعاج ......

_يا أخي أنا شو مسوي بحياتي لحتى ربنا يعاقبني هيك عقاب .....روووووحوا 

هتف قصي بحنق مصطنع ......

_ فعلا إنك لا حيا ولا ذوق ولا خجل تفووووو عليك .....بدل والله لتنام عندي يا عم .....هاي آخرت الصحبة والعشرة ....في حدى بكون عنده أصدقااااء فهمانين مثلنا وبعمل فيهم هيك أخس بس أخس

دمدم صخر بنزق ....

_أصدقااااء.....أنا فعليا اكتشفت إني كنت أمد إيدي بالزبالة وأسحب سحبة وأحكي هدول أصحابي.....روح روح مع السلامة جهووودكم مشكورة 

اخذ يدفعهما بقوة للخارج وهما يحاولان التملص من قبضته هتف رعد مازحاً .....

_يييي لحظة بدنا نطمن على البنت ...بنت.... بنت عمي الغالية شو صااااار 

_آه صح أنا جاي أطمن على بنت أخوي الغالية .....صحيح وينها وتين وتونة وتنتن 

دفع كليهما بقوة وأغلق الباب بوجيهما بعنف هاتفاً 

_الله يعدمني إياك إنت وياه ....ما بتنفع معهم إلا العين الحمرا  .....ما بنفع معكم إلا هيك ......

دمدم قصي متسائلاً 

_كأنوا طردنا ؟؟!!!!!

_هو فعليا كحشنا وجرنا جر وزتنا وسكر الباب بوجهنا ..... قليل ذوق صح

_آه صح...  يييي لحظة إرجع بسرعة .....تناول هاتفه وأعاد الإتصال بصخر ألووووووو...... الفلافل بدنا نفطر يازلمة 

شتم صخر غاضباً......

_يفضح...............خذ هي الفلافل وأقسم بالله إلي بشوف هون بحرقو سامع إنت وياه 

رقص قصي  حاجبيه قائلاً.......

_ أنا جاي مع إمي على الصبحية .....والله لخليها تدعس ببطنك يا حيوان تفوووو عليك 

_سلملي على إمك وحكيلها إني مسااااافر.... أنا هجيت أنا متت أنا خارج إطار التغطية ......سلام 


أوووووف  شو هاد ...تنفس الصعداء برحيلهم صعد إلى غرفته لم يجدها هناك تساءل....

_وتين..... وين راحت هاي.....وتين .....

أصدرت بعض الأصوات لتعلمه أين اختبأت 

تتبع الصوت ليجده صادراً من الخزانة ......فتحها لتظهر له تساءل.....

_شو بتساوي بالخزانة؟؟؟!!!!

همست ....

_هششششششش روحو ؟؟؟

_مين ؟؟؟

_عمي ورعد 

_قصدك زينجو ورينجو..... انحرقو بس ليش متخبية هووووون ؟؟؟؟

_خفت يشوفوني ....قصدي يعني ....ما بعرف خفت وبس 

قهقهة بصخب بينما يحتجزها في خزانتها فارداً ذراعيه اخذت تتمتم بكلمات غير مفهومة تملك الخجل من حروفها حتى باتت لا تقوى على الإلتصاق ....كانت تكلمه من بين عشرات الاثواب المعلقة التي تختبئ بينها لتداري خجلها .....مال نحوها واقتنص منها قبلة أذابته وقتلتها لم تقوى قدميها على الإحتمال فتعلقت مرغمة به ....وكان لها نعم العون والسند .... وضع يده على خصرها سحبها وعاد بها إلى سريره وضاع معها بنوبة عشق أخرى ......

.......................

لمحت سيارته من خلف نافذته .....كانت أصابعها تتشابك بشدة بسبب غضبها  من زوجها الذي غادر تاركاً إياها وطفليه دون اي اهتمام .....ما إن وطأ أرض غرفته حتى هتفت بغضب .....

_وين كنت حضرتك 

أجاب رعد مستغرباً ملامحها الغاضبة ....

_ كنت مع قصي حبيبتي.....ليش معصبة ياقلبي قالها مقترباً منها .....جلس بجانبها محاولاً ضمها هتفت برفض.....

_إياااااااااااك تلمسني ساااااامع 

إلتفت صخر الصغير الذي يجلس بجوار أمه مناظراً وجهها .....إستقام فجأة مقترباً من والده محاولاً إبعاده عن أمه بينما أبوه يحاول إسترضائها .....أخذت تبكي بحرقة... احتضنها ليخفف من توترها إلا أنها نفضت يده عنها من جديد قائلة بعصبية ......

_بعد عني هيك لااااااا تلمسني سامع لا تلمسني 

تعلق الصغير بأمه .....أجلسته بحضنها ....أخذ يمسح دمعها المتناثر فوق خديها ....ثم التفت لوالده زم فمه مصدراً صوتاً وكأنه يريد أن يبصق عليه شاتماً إياه بلغة طفولية......حماااااااالة بابا 

نظر له رعد بصدمة قائلاً.....

_وله .....شو حكيت....مين لحمار 

عقد حاجبيه ضاماً والدته من جديد وكأنه يريد إسكاتها ....هاف رعد بغيظ ..... 

_هاد الولد مش مربى .....لو ضربته أول مرة حكاها كان ما عادها.....بس حضرتك ما قبلتي 

_هاد طفل كيف بدك تضربه لازم قعدت معو وفهمته مش تتركه وتطلع تلف وتدور وتروحلي الساعة ٨ الصبح 

_أيواااااااااه هاد الي مزعلك ..... ياقلبي افهميني أنا تركتلك الغرفة إلك ولولادك جننتوا عرضي ..... قضتيها عياط على السيد إبراهيم ......وأنا زلمة مستوي بقدرش أقاووووووم وعلشان ما أزعلك وأضغط عليكي قعدت بالمكتب هي إسالي قصي مهو كنا بالهوى سوى إم يارا تعبت فجأة واضطر يوديها تنام عندها .....يعني زي ما تحكي قعدنا نواسي بعض لاأكثر ولا أقل .....لا رحنا ولا دورنا ولا لفينا 

_آااااااه علشان هيك حضراتكم من الساعة ٤ طالعين وهلا شرفتوا .....

_ياقلبي والله رحنا نصلي الفجر ونزلنا على البلد نفطر حتى إسألي أخوكي 

نفضت دمعها غير مصدقة ....فتحت عيناها على مصرعيهما قائلة......

_ صخر معكم ليش شو .....لاااااا يييييي وتين يعني 

_لاااااااا ما يروح فكرك لبعيد هو مش معنا إحنا كنا عنده رحنا نفطر معو 

_رعد .....بتكذب ولا بتتمسخر علي شو شايفني هبلة 

هتف صخر الصغير بطفوليه وكأنه فهم حديثهما  .....

_عيب ....بابا بابة إنتي ...عيب (كذاب بابا)

هتفت أمه ناهيه.....

_صخر ماما عيب ....يلا  روح نام 

هز رأسه رافضاً قائلاً بلغته .....

_لا نام......سيفف....روح أنا (أروح عند سيف)

هتف ابوه بغيظ ......

_روووح الله معك مين ماسكك.....هاد طفل هاد بربك .....حاسس حالي مخلف ثلاث بواحد طفل شيطان مجرم......شو الخلفة هااااااي .....عمروووووو عواد ما يعيدها 

عادت لبكائها السابق تنظر إليه وبعينيها كلام لم يعيه ....اقترب منها ليحتويها بين ذراعيه قائلاً

_وبعدين يعني.....بكفيش حرمتيني من النوم وفضلتي ولادك علي أفهم بس ليش بتعيطي؟؟؟؟

تساءلت بصدمة......

_رعد....إنت  بتحكي جد ...بتغار من ولادك ؟؟؟

هتف نافياً التهمة عن نفسه ......

_أنا بغااااااااار.....لا ما بغااااااااار بس لكل اشي حدود ....يعني مبارح عشان كم قطبة قلبتيها غم أجيبكي يمين تجيبيني شمال ....خلي الولد ينام بتخته ما قبلتي ومشيتها وكل ما ألمسك رعد بعدين رعد يصحو لولاد رعد نفسيتي تعبانة رعد نعسانة رعد ما إلي نفس لما رعد زهق أواعيه وهج وياريت خالص كمان ....

_ هو هاد الشي إلي بهمك بس.....إبنك مقطب كيف بجيلك نفس نفسي افهم

_استغفر الله العظيم ......قال مقطب قال كلهم قطبتين يعني بسيطة ليش مصرة تقلبيها دراما سوزي ..... يا قلبي لصغار عادي يوقعوا وينضربوا اشي طبيعي لسى ياما يشوف وأسوء من هيك كمان 

_برى الشر عنهم ييييي على قلبي تمنيت أكون أنا ولا هو .... شو هالقلب الي الك ....عنجد إنك آاااااسي قالتها بإغواء لم تتعمده ردد بشغف.....

_مين؟؟؟عيدي.....

_آااااسي 

_يسعد دينك ........ آاااااسي هاي نستني ليلة امباااااارح ....

أخذ يطفئ ناره المشتعلة بماء شفاهها محاولا السيطرة على الوضع المتأزم بينهما ....أنساها ونسي هو ما كان .....مضى الوقت بينما هي غافية بين ضلوعه وهو ينعم بنعومة هدوئها وعطر أنفاسها

بينما ذلك الصغير يجول بين الغرف باحثاً عن سيف ويوسف اللذان قررا المكوث في الملحق  لتكدس البيت بالأهل والأصحاب.....الجميع نيام وذلك الصغير يجول باحثا عن أحد ما يلاعبه  .....كانت رسل تسقي ورودها الجميلة التي تزين شرفتها كعادتها كل صباح لمحت ذلك الصغير يمشي باتجاه الشارع الذي يضج بالسيارات .....احتارت ماذا تفعل أتنادي عليه وتشتت انتباهه أم تنزل للتقاطه..... هل يسعفها الوقت .....عادت إلى الداخل حيث راشد الذي ينام بهدوء لتبدد هدوئه صارخة 

_راشد .....بسرعة بسرعة صخر....راح يندعس

_شو....مين....صخر شو جابه هلاء ......لم يعي مقصدها كان غارقاً في نومه قبل أن تنقض عليه صارخة ....هتفت بخوف....

_لصغير ....بسرعة بسرعة ....صخر لصغير ....

اخذت تراقب خطوات الصغير بينما دس راشد بنطاله وخرج مسرعاً.....كبل الصغير بين أحضانه قبل أن تسبقه إحدى السيارات إليه ....فهو صغير الحجم قصير القامة  ومن الصعب أن يتنبئ السائق بوجوده صعد إلى زوجته التي تلقفت الصغير من بين أحضان زوجها حامدة .....

_حبيبي الحمد لله . ..ليش تطلع على الشارع ياعمتو ليش ....السيارة بتموت ياعمتو  وبتعمل واوا ....والحرامي العووو  بوخذك

هتف بطفولية .....

سيفف....أنا روح سيففف  

_ياقلبي أنا ....يا حرام بدور على سيف ويوسف ....

 يسعدو الأزعر .......طيب ليش ما جيت عندي أنا زعلانة منك .....جعلت تعبث بملامح وجهها لتصنع وجههاً حزيناً .....ليقترب الصغير منها مقبلاً خدها وكأنه يسترضيها ضمته بحب وشغف .....همهم راشد الذي ما زال مفزوعاً من إيقاظ زوجته المفاجئ وخوفه على الطفل الذي كاد أن يدهس .....

_رني على أخوكي وقوليله إنه الولد عندك  بلا ما يدور عليه 

همهت بحنان بينما تلقم الصغير من طعام الإفطار الذي كانت قد حضرته لزوجها.......يلا عمتو تعال نفطر علشان نروح عند ماما.....تناولت هاتفها بينما الصغير يلوك لقمته .....جائها صوت أخيها الناعس بعد مدة  ....تساءلت ...

_ألوووو..... شو نايم .....طولت لما رديت

_ والله سهيت عيني .....في اشي يختي

_لا بس بدي أقلكم هي صخر عندي 

_صخر عندك .....شو جابوا عندك  .....قالي بده يروح عند سيف ويوسف 

_ياخوي هاد صغير لازم تنتبه عليه مش تتركه على خاطره...بعدين سيف ويوسف بالملحق نايمين شو مالك نسيت

_والله نسيت ....خلي عندك كمان شوي ......قاطعته زوجته التي تستمع للكلام .....

_شوووو خلي عندك هاي هلا روح جيبه مو ناقصني يوقع الثاني .....قوم بسرعة 

صمتت رسل التي ألجمتها حروف زوجة أخيها ....لتهتف بعد برهة مجبرة ....

_...........مع السلامة 

أغلق رعد الهاتف مؤنباً زوجته التي لم ترضخ لإشاراته وتحذيراته ....

_عجبك  ...أكيد سمعتك وأكيد زعلت .....الي بسمعك بقول وقع منها

_وقع منها ولا من غيرها أنا بدي إبني هلا ....

_لا حول ولا قوة إلا بالله وبعدين فيكي.....راعي شعورها شو صارلك سوزي .....مالك بالزبط 

_أنا مش مجبرة أراعي شعور فلانة وعلنتانة أنا بدي مين يراعي شعوري .. .أنا متت لما شفتهم ماحد تعبي فيهم مثلي وضربة برهوم حرقت قلبي هاد إبني أنا يعني ماحد راح يزعل عليه أكثر مني ليش مصرين تحسسوني  إني أحقر شخص على الكرة الأرضية يعني .... أولادي ومن حقي أخاف عليهم .....لير راعي راعي 

_إنت زودتيها كثير والأفضل إنك تخرسي 

_أخرس!!!!!! هاد إلي طلع معك أخرس علشان الست الهانم أختك .....طييييب....راح أتركلك البيت إلك ولأختك 

توجهت إلى السرير الصغير الذي يضم جسد صغيرها الآخر هتف رعد .....

_تركي الولد نايم .....اتركيه بلا غباء

_أنا غبية أستاذ رعد ....روح شفلك وحدة متعلمة وفهمانة مثل الست الهانم أختك .....بعد هيك.....روح جيبلي إبني

هذر بها قائلاً.....

_هاد ابني كمان ست سوزي بس حابب أذكرك وجكر فيكي راح أخليه عند عمته وأعلى ما بخيلك أركبيه ......

_ جيبلي ابني ......رعد....رعد.....

خرج طارقاً الباب خلفه بقوة ...أخذت تبكي بحرقة تشتم نفسها وتشتمه....جهزت حقيبتها بجنون تلتقط هذه القطعة وتلك دون أن تعي ما الذي تفعله .......دخلت أمها عليها هاتفةً بهلع .....

_سوزي ماما ليش صواتكم طالعة علة هالصبح ......شو فيه 

ارتمت بحضن والدتها هاتفة .....

_إمي .....أخذوا ابني مني خلي بابا يجبلي إياه ....أنا مابدي إياه ....بدي أخد ولادي وأروح على بيتنا

أخذت أمها تهدء من روعها قائلة....

_إهدي يماما شو هالحكي إلي بتحكي إنتي انجنيتي .....مين الي أخذ إبنك فهميني 

_رسل ....رسل بدها توخذ إبني .....أنا بدي إبني 

_رسل!!!!.....سوزي إهدي وفهميني رسل مستحيل تعمل هيك ....انتي فاهمة الموضوع غلط 

_حتى إنتي يماما ....إنتي مثلهم..... كلكم ضدي.....أنا ما راح أسمح لحد يوخذ ولادي مني مستحيل 

_لااااااا انتي انجنيتي .....

طرقات على الباب ألجمتها .....سمحت رسل لنفسها بالدخول بعد أن وجدت الباب مشرعاً ....كانت تحتضن الصغير بين يديها بحرص .....هتفت 

_صباح الخير ......أنا أسفة بس الباب كان مفتوح....

شدت سوزي الصغير من أحضانها بتملك هانفة .....

_تعال ماما ما راح أسمح لحد يوخذك مني .....

هتفت امها زاجرة ....

_سوزي... .احترمي نفسك 

أخذ الصغير يميل بجسده ناحية عمته قائلاً بلغة طفولية ....

_لوووووح معك 

_لاااء ....مافي تروح مع حد لا إنت ولا برهوم ....انتو ولادي أنا لحالي.....وكل واحد بطلع مع أمه وبس .....ممنوع تطلعوا مع حد غريب 

صدمت أمها من كلماتها الغادرة التي طعنت قلب رسل تقدمت ناحيتها تنوي صفعها قائلة  ....

_فعلا إني ما عرفت أربيكي .....ياعيب الشوم عليكي 

حالت رسل بينهما مانعة زوجة عمها من صفع ابنتها ...هتفت باتزان .....

_مرت عمي .....أرجوكي.....هي معاها حق .....وفعلاً  ولادها لحالها ....وصخورتي حبيبي الولد الشاطر ما بطلع إلا مع ماما وبابا بس.....عن إذنكم ......

قالت كلماتها تلك وخرجت علها تلملم شظايا خاطرها المكسور وقلبها المفجوع .....هتفت أم صخر مؤنبة....

_إشبعي بولادك ماحد ما خدهم .....هيك ارتحتي.... 

خرجت أمها وتركتها  تعاني نتائج تهورها وانفلات لسانها .....وصغيرها ينظر إليها باستغراب.....اقترب منها حاضنا رأسها بحضنه الصغير يطبطب بكفه الصغيرة على كتفها تارة وتارة أخرى يمسح دمعها رفعت رأسها اليه وأخذته بحضنها .....وحال لسانها يقول ....تخلى عني الجميع ولكنه لم يتخلى طرقات على الباب أعلن صاحبها عن نفسه ......ما إن سمع الصغير صوته حتى تهافت عليه بشوق قائلاً بطفولية ....

_بيبي سيدووو

همهم والدها بحنان محتضناً حفيده .....

_يسعدو حبيب قلبي ....وينو أخوي الغالي 

همهمت بخجل .....

_نايم 

همهم قائلاً لصغير ....

روح جيبلي من عند تيتا الدوى ....يلا يا بطل ....

كانت جدته تنتظره خلف الباب كما اتفقت مع زوجها الذي أراد الحديث مع ابنته بعيداً عن مسمع الصغير ........أشار لبنته أن تجاوره فوق الأريكة ...... إقتربت بخجل من والدها ....كانت تعلم بقرارة نفسها انها أخطئت ولكنها لم تقوى على الإعتراف ....همهم بحنان......

_ بتعرفي إني قعدت خمس سنين أستنى أسمع كلمة بابا.....خمس سنين مروا  علي كأنهم دهر بحاله .....كل يوم كان يمر كان أصعب من الي قبله لأنه كان يذكرني بالمدة إلي مرت علي وأنا متزوج ومش قادر أجيب ولد يحمل إسمي وإسم أبوي

أخوي إبراهيم خلف قبلي .... أنا قلتله يسمي صخر على إسم أبوي  .... بس رفض ....وقالي يا أخوي ما حد راح يحمل إسم أبوي إلا ابنك إنت .....ونفس الإشي مع عمك خالد لما خلف راشد 

اليقين الي كنت أشوفه بعيون إخواني هو الي صبرني وهوّن علي وفعلا إجى صخر وجيتي إنتي وبعمري ما فرقت بين ابني وولادهم وبين بنتي وبناتهم .....بالعكس ....كنت آجي على ابني علشانهم......لأنهم عمرهم ما كسروا خاطري  .....

همهت باندفاع محاولةً تبرأة ساحتها .....

_بابا أنا مش لئيمة انا ما كسرت خاطر حد ولا عايرت حد .....هاي عطية ربنا ....بس هدول ولادي يعني أعطيهم ولادي هيك بكون أحسن وبكون منيحة وحنونة 

بحنان وضح قائلاً.....

_يابا .....الكلمة بتكسر القلب والقلب إذا نكسر صعب يتصلح .....شو فيها لو الولد راح عند عمته ونام عندها وين المشكلة ....يابا رعد تربى بحضن إمك وهي غريبة كيف هاي بنت عمك .....يابا يا حبيبتي ما حد راح يوخذ ابنك منك بس راعي شعور هالبنت وعامليها بما يرضي الله ......يعني لولاها كان ابنك اندعس .....وين صفينا 

هتفت محاولةً الهروب من نفسها ......

_بابا أنا مابدي رعد  بكرهو ومش طايقاه

ابتسم بوقار قائلاً...

_براحتك يابا .....مابدك إياه سلميه ولاده وروحي معنا 

_لاااااااا هدول ولادي 

ردد مازحاً

_دار العزام ما بتركوا ولادهم لحد ......وأنا مش ناقصني وجع راس  ترى ابنك صخر بدو كتيبة تركض وراه...يابا .....إذا من أول مشكلة بدك تطلقي شو خليتي للأيام ....قومي استهدي بالله ورني على بنت عمك استسمحي منها وراضي جوزك وإمك ترى معصبة منك....سوزي يابا ....لا تخلي الشيطان يتمكن من نقطة ضعفك ترى عمرك ما بتعرفي معنى السعادة إذا ضليتي هيك......الإنسان علشان يكون عادل لازم يحط نفسه بمكان الشخص الي حكم عليه إذا رضي بالحكم معناها عادل وإذا خاول يبرر معناها الحكم ظالم  قال جملته الأخيرة وخرج تاركاً إياها لتواجه نفسها ....  

جلست مع نفسها وإسترجعت ما حصل  وأدركت تهورها وانجرارها وراء غرورها ....... كانت أمها أول ملاذ لها بينما آثرت الذهاب لرسل مع صخر الصغير لتستميل قلبها وتكسب ودها .....ذلك الصغير الذي بكلماته وحركاته  جعل عمته تضمه بين أضلاعها مقبلة وجهه الصغير بنهم .....وجلستا تتجاذبان أطراف الحديث لتتناسيا ما حصل وبينما كانتا مندمجتان بالكلام قفز الصغير قائلاً بينما يتحسس بطن عمته.....

_بوبو .....عتوووو بوبو .... 

ابتسمت مرغمة لتكبح غصة كادت تلتهم ملامحها متمتمة في سرها....بإذن الله ومشيئته






















#أكون_أولا_أكون

#فوزية_عزام

#الفصل_الرابع_عشر_والأخير

#الختام

والغلاف الأقرب للقلب ذات النطاقين 


كلّ التأخيرات في حياتنا خلفها تدابير محكمة يكتنِفها اللُّطف الإلهي من كلّ جانب....فقد يتأخر العطاء ليصلنا في وقته المناسب لأنّ الله أعلم منّا بمواطن إسعاد قلوبنا.. فاسأل الله الخيرة دائمًا وظنّ به خيرًا ولا تعجل......

قد يخيل ﻟﻚ ﺑﺄﻧﻚ ﺿﺎﺋﻊ ﺑﻴﻦ كركبة ﺍﻷيام....ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﺪﺑﺮ ﻟﻚ أمرًا ﻟو علمته لبكيت فرحًا.... وقد تأتينا المصاعب ثم تمضي... ولا ندري كيف حلّت ثُم ارتحلت.... إنها ألطاف الله تُلاحقنا دون أن نشعر .....لطفه يجري. وعبده لا يدري ....وكن على يقين أن الله سيرسل لك رحمة من رحماته في وقت كنت تظن أن لا أحد قادر على زرع بستان فرح في صدرك من جديد......ثِق بأنَّ اللهَ سَينصرُكَ نصراً عظيماً ... و سيجبُرُك جبراً لَم تحلم به .وما هذا التَّأخير إلّا لحكمةٍ ليختارَ لَك أنسَب الأوقات التي تكونُ فيها سعيداً جداً وتتمنى لو أنَّ لك جناحان تطيرُ بهما من شدَّةِ الفَرح...إنها مسألةُ وقت.... وكل حيرتُك سترسو في بر اليقين الآمِن بإذن الله .....ومخاوفُكَ ستزول .... أمانيكَ حتماً ستحقق .... أدعيتُكَ ستستجاب ... الأمور الشائكة ستُحل ....الدروب ستزهر إنها فقط مسألةُ وقت ..... وحكمة اللّه أرحم منا بنا.....سيجعلك تقف الْيَوْمَ أمام اُمْنياتكِ قائلاً ....قد جعلها ربي حقا....وتخرُّ لَهُ ساجداً باكياً من الفرح......أبشرك سيجبرك ......وبطريقةٍ ما ستدرك أنّ الطريق الذي اختاره الله لك، كان أفضل ألف مرّة من الطريق الذي أردته لنفسك...وأن الباب الذي أُغلِق في وجهك ألف مرّة..... كان وراءه شرٌ محض..... وأن اليد التي أفلتَتك لم تكن تناسبك منذ البداية وأن البلاء الذي أنهكك ..........لم يكن سوى رحمة مُهداة......


أخذت تبكي بحرقة لتذكرها أخيها وكلما حاول تهدئتها زاد من حدة بكائها حتى بات فاقد لكل ذرة سيطرة كانت لديه 

همهم بهدوء  محاولاً كبح عصبيته .....

_قلبي ....خلص بكفي عياط ....يعني بصراحة قربت أغرق 

هتفت بعصبية .....

_ شو يعني ما بدك أعيط على أخوي....إذا على أخوي ما عيطت على مين أعيط أه قالت كلماتها بملامح بعثرها البكاء ولطخ ألوانها ....دمدم صخر بخيبة بنبرة صوت مرتفعة قليلاً .....

_عيطي علي وعلى اليوم إلي جيت فيه وعلى اليوم الي انضربت فيه على راسي وقرررت أتزوج عيطي يختي عيطي 

رفعت رأسها بغتة وهتفت بغضب ....

_أولاً ليش بتصرخ أيواااااااه كنت عارفة أه كنت عارفة إنه لما أصير مرتك رااااح تعملني ملطشة إصحك تفكر إني راح أسمحلك تستفرد فيه..... ترى إنت ماااا بتعرفني 

ثانيا مالو حظك أه مش عاجبتك أنا ....أصلاً إحمد ربك الي قبلت فيك ... أنا وتوووونة الأمورة الرقيقة الهادية الجميلة الساحرة قبلت أتزوجك أستاااااذ صخر .....ثالثا إحنا لسى على البر كل واحد يروووح عند أهله أه رجعني عند ستي بطلت أتزوج .....واحد غشاش لئيم أناني مخادع 


نظر لها بصدمة من التحول الذي طرأ عليها ....فقبل ثانية كانت غارقة ببكائها وبعد ثانية فقط أصبح صوتها يرن في أرجاء العاصمة همهم محاولاً تهدئتها .....

_طيب معلش تهدي لإنك فضحتينا.....مهو مش الحق عليكي الحق على لحمار إلي جابلك سيارة كشف يزفك فيها ....كان لازم أجيب ثلاجة تريلة شحن  يلا يلا نستر حالنا معك هااااااد أولا .....ثانيا تبا لتوااااااضع الجميلة النائمة خفي علينا .....ثالثا اناني ولا علب .....ناكرات العشير الإشي بدمكم .......رابعا ياروح الروووووح والقلب وين ما يروح والنفس الي يرافقني لحتى تطلع الروووووح عمرك سمعتي عن حدى برجع روووووحو .....أنا ماااااصدقت وتصيري مرتي حلالي ....... قال أرجع قال .....بعدين من وين صرتي مرتي قصدك رااااااح تصير مرتي مستعجلة شكلك ......أنا أكثر وحياااااتك...... قال جملته الأخيرة غامزاً لتهرب بوجهها بعيداً عنه قائلة.....

_ييييي صخر أسكت ....واحد قليل أدب 

أخذ يمازحها بلمسات جريئة همهمت ....

_صخر انتبه على سواقتك بلاااااا جنون 

_طيب هاتي تصبيرة

_صخر بعدين معك ....هلا الناس بتشوفنا 

_أي ناس الشوااارع بح فااااضية الساعة ٢ بليل ياااااادووووبك الحق أصلاً 

_تلحق شو ؟؟؟

_آه.....لا ولا إشي ....ألحق انااااااااام ....لحظة ...قصدي نناااااااام ......سكت قليلاً ليهمس بحنان....._وتين ....

رفعت نظرها إليه ليباغتها مقطفاً قبلةً هادئة ....لم تقوى على الكلام هالها ما فعله بها ...قبلة واحد ليبدأ خافقها إنتفاضة شرسة ....معلناً لها أن هناك دخيل  يحاول أن يصل إليه ليغيبه معه بعالم جديد.....لم تقوى على الإعتراض .....ألجم عطره فمها همهم بوقاحة ....

_شووووو بشووووو سرحانة زاكية صح 

_نعم ....شو.....مين....قصدي شو هي

_البوسة ياقلبي 

_صخر ......أنا خايفة

_هي ثاني مرة بتعيديها ....معي وخايفة ياوتين 

غطت وجهها بكفيها مجيبة وهمهمت .....

_مهو لأني معك خايفة 

قهقه بصوت عالي فلقد كان خجلها الفطري يشعل نيران رغبته ويؤجج مشاعره أما عن قلبه فهو الذي كان يمنعه من التجرأ أكثر ....كان يطالبه بتمهل فتلك الفاتنة رغم جمالها الذي أشعله وخجلها الذي مزقه إلا أنها مازالت صغيرة   ......أخذ يحادثها بلطف بعيداً جداً عما يجول في خاطره إلى أن وصل إلى وجهته وترجل من سيارته بينما منعها الخوف من التحكم بقدميها .....إستدار حيث تجلس هي ....فتح لها الباب وأمسك بكلتا يديها حاثاً إياها على مجاورته .....همهم بحنان عندما لاحظ إرتجافة يدها.....

_ شو بشوف جد خايفة مني ......إسمعي اللحظات هااااي بذات لازم تنسي الخوووووف .....الخوف بقتل كل إحساس حلو مستنينا .....وبضيع علينا أجمل ليلة في العمر وعلشان أريحك ما بلمسك إلا برضاكي ....وفي لحظة حسيت إنك ما بدك  بوعدك إني أتراجع.....هو صحيح فيها مووووووت الشغلة بس لعيووووووونك بمووووووووووت 

_بعيد الشر عنك حبيبي

_لاااااا هيك كثير خليها بدون حبيبي لانه هيك بنتحر 

وقفت بمحاذاته أخذت تلملم أطراف ثوبها الضخم ....باغتها فجأة وحملها بين يديه متوجهاً نحو البيت ....همهمت بخوف 

_صخر نزلني .....بلا ماحد يشوفنا أمانة نزلني هلا بتوقعني 

_حد مين إنتي هلا بأملااااااك خاصة أنا ما رضيت أنزل بفندق ياقلبي لسببين هاد واحد منهم حد يشووووفنا والثاني إني حابب أوثق أول ليلة إلنا بشهود عيان حيطان بيتنا الصامدة ....أما بالنسبة إني أوقعك ....لا تخافي ما بوقعك بأيدي أمينة أصلا خف الريشة إذا في البدلة وهيك ياخووووفي ما آلاقي اشي .....أصوم أصوم وأفطر على بصلة 

_شو....مش فاهمة بصلة شو؟؟؟

_سلااااامتك ياقلبي ولا اشي ....همس لنفسه ....ياحبيبي إذا النظري راسبة فيه وبجداااارة شو راح تعمل فيك بالعملي ياصخر 


أحست أنها سوف تسقط عندما انحنى ينوي إنزالها تعلقت بعنقه بخوف فأصبحت معلقة به وكأنها قلادة فهو يعد بنسبة لها طويلا جدا وضخماً جداً ....

أمسك خصرها يمنعها من السقوط بينما هي لم تترك عنقه 

لم يفصل بينهما إنش واحد كانت كمن جبلت معه ضاعت به وضاع بها وقالت عيناهما كلاما لم تتجرأ هي على نطقه لم يكن بحالٍ أحسن منها  فقد السيطرة على حروفه التي أضاعتها عندما لجأت إليه منه ....فهي رغم خوفها منه إلا أنها لا تملك وطن سواه

_مرتاحة ....

نطقها بصعوبة بعد أن استجمع قواه .....

أخجلتها نظراته أنزلت يديها محررةً عنقه بينما بقي هو متمسكا بخصرها بتملك أنزلها رويدا رويدا ثم أخرج من جيبه منديلا كان قد حضره خصيصا ولفه حول عيناها

_صخر شو بتعمل  ....صخر ما بحب العتمة .....صخر بخااااااااااااف 

_أنا عيووووونك يا عيوني .....من اشوي كنت بحضني وما كنتي خايفة 

_صخررررررر كنت مضطرة فكرت راح توقعني 

_هاتي إيدك .....أخذت تمشي معه بخطوات متعثرة همهمت متأففة  ...  

_ياربي ما راح ترتاح إلا لما تكسرني صح 

_ماعاش ولا كان إلي يكسرك ياروحي .....يلا وصلنا .....مستعدة .....أزاح الستار عن عيناها .....كانت كمن تحلم .....  كادت تجن كادت تصرخ كادت تموت فرحا 

كان قد زين جناحه باحتراف تام ....وضع البالونات الحمراء بكل مكان والورود وزعها بإتقان وجهز سفرة لهما مما لذ وطاب ولم ينسى ركن الهدايا الذي كان أكثر ما لفت إنتباهها .......


كل تلك الالعاب لي ....لي أنا .... ذلك الدب كيف عرف أني تمنيته يوما وتلك الباربي الجميلة نعم كم بكيت حسرة أمام واجهات المحال التي عرضتها وتلك الدمى نعم كل الدمى التي أحب والتي تمنيت والتي أردت والتي اشتهيت.....ولكن حبيبي كيف عرفت ؟؟؟؟؟!!!!!!

عادت إليه باكية وتعلقت للمرة الثانية مقبلة خده ..... اعتقلها بين يديه عندما رأى دمعها يحاول الفرار من مقلتيها ....وما إن حط يده ناويا مسح دمعتها حتى انفجرت بالبكاء.....كان فعليا كمن ازاح الحجر الذي يسد الشلال رغم أنه أراد إغلاق المجرى كاملاً همهمت بهيام....

_أنا بحبك بحبك كثير .....كثير كثير كثير كمان.....

_وأنا بمووووووووووت فيكي بس مشاااان الله دموعك هاي بتقتلني بتحرقني  وبتعصبني كمان.....خليني رايق أبوووووس ايدك لا تنكدي علي 

أخذت تمسح دمعها بعشوائية ورددت قائلة 

_لاااااا تزعل مني غصب عني والله ....كيف كيف اعرفت هااااي .....جرته من يده حيث ركن الهدايا أشارت له على إحدى الدمى قائلة 

_هااااي يالله لو تعرف شو تمنيتها .....يالله شو حلمت فيها وهاي كمان وهاي وهاي كلهم كيف عرفت أه كيف .....


لاحظ تشتتها أمسكها من يدها وسحبها خلفه .....جلس على حافة السرير وأجلسها على فخده ورفع وجهها إليه قائلاً....

_ معي مش محتاجة تحكي .....بكفي تتطلعي بعيونك بس  وأنا راح أحقق كل أحلامك وأمنياتك وطموحاتك ورغباتك  بالماضي والحاضر والمستقبل هاد حصري بس لمرت صخر 

أخرج من جيبيه علبة مخمليه.....وأشار لها أن تفتحها لأن يده الأخرى رفضت التخلي عن ذلك الخصر النحيل .....فتحتها كانت تحتوي محبسا أذهلها بتصميمه الفريد 

همس لها

_خصيصا وحصري فقط لوتيني 

_فكرتك ماراح تجيبلي دبلة .....ألف مرة لمحتلك على الفاضي كنت فاااقدة الأمل ضحكت بإغواء لم تتعمده هتف بشغف 

_ أيوااااااا هيك خشي علي بزاكي قلبتيها دراما ترى شغل الأفلام هاد ما بحبو من هسه وقبل ما تلبسي الدبلة أنا زلمة بحب الدغرررري والمقدماااااااات مسموح فيها الليلة فقط علشان عرس وهيكا وحركات وعلى أساس إني رومنسي 

ضحكت بصخب قائلة ....

_صخر بكفي راح يوقف قلبي من الضحك 

_سلامة قلبك ....خلينا بالمهم 

وتين تقبلي تتزوجيني .... أنا شخص بالحب أناني وحباب حالي زلمة غيور ....حتى من حالي بغار يعني مجنون متخلف متحجر شرقي هدول بعدهم مدح.....عصبي ما راح أنكر وعلشان هيك أنا لليوم ما لبستك دبلة لإنك إذا قبلتي ولبستيها راح اعتبروا إقرار وقبول وبحال رفضتي ما تحلمي أتركك بس راح استنا اليوم الي أسمع فيه كلمة أنا الك وبس....إنتي وبكل ما فيكي وبكل أحوالك وبكل صفاتك عجبتيني .... من أول يوم شفتك فيه امتلكتيني 

بس إلي طلب عندك بحال وافقتي .....تتزوجيني وتين هاشم العزام ؟؟؟؟!!!!!


ساد الصمت ولكن من يمنع حديث العيون .....كانت تصارع بداخلها لا تدري لمن تستمع لتلك الخائفة التي تطلب مزيدا من الوقت أم تلك المغرورة العنيدة التي ترفض أن تطوى تحت جناح أحدهم أم تلك التي لا تقوى على مقاومة نظرة عينه وذابت تحت لهيب قربه ......

أخذت القرار وقالت بأصرار 

_أنا الك اليوم وبكرة وطول ما في بصدري نفس 

وطول ما قلبي بنبض وطول ما روحي جوى هاد الجسد

قبلها بخفة وطلب إليها أن تتوضأ على عجل بينما هو ياخذ حماما بارداً ....توضأت وجلست على سريرها تنتظره كانت مرتبكة تفرك كفيها ببعضهما البعض تنحنح ليعلن وجوده فلا مجال لأي التماس بينهما في الوقت الحالي .....وضعت طقم صلاتها الذي ستر ما كُشف من جسدها مما بعث بعض الراحة في صدره ......أعلن بدء صلاته عندما كبر وهي خلفه تبعت خطواته سلم ثم سلمت اقترب منها متمتما بدعاء لم تعيه .....ثم سحب إسدال صلاتها عنها وأمسك يدها ليعود بها حيث كانا منذ قليل ....همهم لها 

_حكتلك ألي طلب عندك 

هزت رأسها مؤكدة .....أردف قائلاً

_وتين أنا حكتلك أنا زلمة غيور .....بدي  وتين  الي أنا لحالي وما راح أسمح لحد يشاركني بقلبك وبجسمك وبروحك وووووبفكرك وعقلك كمان 

همت لتوضح له 

_أنت عارف......

وضع إصبعيه على شفتيها يمنعها من الكلام مكملاً هو _إيااااااكي تفكري إني ممكن أشك إنك إلي قلب وجسد وروح ...أنا بدي أملك  فكرك وعقلك علشان هيك ياوتين عمر لازم يموت ويتنسى....صفحة وتنطوى ماضي ما ينذكر 

أسرها بكلماته التي عبرت لها عن مدى اهتمامه وتركيزه بحروفها وكلامها همهمت له بإصرار .....

_أنا.......إلك .....قلب....وروح ......

وعقل ....وفكر ......وجسد 

إعتقل شفتياها بشوق ورغبة وعدم تصديق فهو رغم أنه متأكد من حبها له إلا أنه كان خائفا من مكانة عمر في نفسها ....ولكنه تناسى أن من يملك القلب له حق الشفعة .....زاد انسياقها واستسلامها له من جنونه ورغبتها التي أشعلها هو بلمساته  زادت من جرأته وعنف اجتياحه حتى باتت لا تعلم المكان ولا الزمان ولا من هي وبات هو فارضا سيطرته الكاملة على أرضيها التي وهبتها له بمحض إرادتها......وهكذا كان لها وكانت له قلب وقالباً

مضت ساعات تعد أجمل وأسعد وأطهر ساعات العمر .........غطت بنوم عميق ولم تستيقظ إلا على لمسات أصابعه التي حطت على خدها .....فتحت عيناها ببطئ لتجد عيناه في الإنتظار ابتمست له بخفة قبل أن تنتبه لجسدها العاري الذي لا يفصل بينه وبين عيناه سو غطاء خفيف ......قبضت على الغطاء بعفوية وأخذت تلملم أطرافه لتستر جسدها والخجل اجتاح ملامحها بوضوح شديد  ....قهقه صخر بخفة قائلاً

_ياصباح الورد للورد 

رمت نظرها باتجاه النافذة ليتبين لها الظلام من خلف الستائر الناعمة .....همهمت 

_صباح النور ....هو كم الساعة .....

_حبيبتي الساعة أربعة ونص قومي خدي دوش وتعي كلي معي ميت جوووووووع ومش هاين علي أكل من دونك 

همهمت ببراءة ......

_أربعة ونص ....يا الله حاسة حالي نمت شهر 

رد بوقاحة .....الراحة النفسية بتعمل أكثر من هيك .....بس انا عندي عملت مفعول عكسي خلتني أصحصح وطيرت النوم من عيوني .....خلينا نوكل بنصلي وبنعيد الجولة قالها غامزاً .....

رفعت نفسها لتستقيم  عل ركبتيها وسط سريرها رافعة الغطاء بكلتا يدها لتستر جسدها عن عينيه وقالت بعصبية وتذمر 

_صخر بلا قلة أدب بكفي جد بحكي  

لم تنتبه أنها سترت نفسها من الأمام ولم تستر جسدها من الخلف فوراً التقطت عيناه إنعكاس صورتها على مرآة غرفتها التي تقبع خلفها تماما .....انحنى اليها مرتكزاً على  يديه قائلاً .....

_شكلوووووو راح أبلش بالجولة قبل.....غمزها ثم مد يده ليلمس ظهرها.....من شدة خجلها رفعت كفيها لتغطي وجهها ناسية أنهما من يمسكان ذلك الغطاء الذي رفعته لتستر عنقها .....ما إن تكشفت أمامه حتى أسرعت لحضنه لتخبئ نفسها منه واضعة يدها على عيناه تصرخ بخجل شديد تتمتم بكلمات لا تشبه الكلمات متوسلة آمره .......

_صخر لا تتطلع مشان الله 

أحس بدموعها تهطل فوق صدره من شد خجلها ....تفهم خجلها وارتباكها أمسك بالغطاء ولفها به دون أن يسمح لها بالإبتعاد عنه......ثم حملها وأجلسها بحضنه على كرسي المائدة ليتناولا طعامهما...... فما ألذ من طعام برائحة الحبيب ولا أشهى من لقمة من يده ......استحما وصلّا الفجر حاضراً وخلدا الى النوم بعد أن قرر هو أن يتمهل ويخفف من جموحه وجنونه 


حبيبتي

سأقترب منكِ قرب الدم من العروق.....

وأحتويكِ إحتواء البحر لشمس عند الشروق ........

سوف ترين عزيزتي كيف أنني بالحب أكون أو لا أكون 

حبيبي ....

لك مني رساله حب وعشق

أكتب حروفها آلاف المرات

تعلمت بقربك كيف يكون العشق

وكيف أسطر الهمسات

تعلمت كيف أغازل المعنى

وكيف أصنع من الحروف كــلمـات

تعلمت كيف أعيش في سمائك

وكيف أقطف منها النجمات 

كانت تنام بين أحضانه هادئة يبثها حبا وعشقا وأمنا وطمأنينة وتبثه  الكمال والسلام والإكتمال...... جاء صوت الجرس ليعلن لكليهما عن دخيل يهدد خلوتهما التي لم ينعما بها بعد ......تساءل صخر .....

_مين ؟؟؟؟مين بدو يجينا بهالوقت.....

_صخر....وين رايح 

_حبيبتي بدي أشوف مين على الباب 

قفزت بخوف فهي لم تستيقظ على صوت الجرس بل إيقظها هو عندما إبتعد عنها مجبراً هتفت .....

_جرس....ييييي ....مين؟؟؟؟

أخذ يلبس بنطال بجامته على استعجال .....ابتسم  لخوفها الفطري همهم بحنان

_وليش خايفة حبيبتي.....مين ما يكون وين المشكلة 

_ييييييي الجرس برن كمان مرة 

شتم بسره وهبط مجبراً ليرى من أقلق راحته .....

فتح الباب ليظهر عمه قصي بصحبة رعد هاتف قصي من فوره ......

_ألف ألف ألف  مبروووك لووووووووليش 

دمدم رعد بمكر ....

_صباحية مباركة ياعريس ......إلا قلي مباركة ولا شوووووو

_الله لا يبارك فيك ولا فيه....... شو صاير ......فيه اشي 

رد عمه بحنق مصطنع .....

_يعدمني يهودك يازلمة جايين نبارك وجيبينلك سم هاري ومش عاجبك ....شفت أستاذ رعد حكتلك خسارة فيه المعروف 

أيده رعد قائلاً

_أي والله ...بس شو  بدنا نعمل لمصيبة أنه أبو نسب بقدرش أزعلووو  علشان المدام مش علشانه .....يلا سمو بسم الله وتعالوا نفطر 

همّ هو وعمه ليدخلا إلى الصالة إلا أن صخر فرد ذراعيه مانعاً إياهما هاتفاً بغضب .....

_نعم نعم .....حبيبي روح تسمم مع المدام وحل عن خواتي يلا من غير مطرود إنت وياه .....ما أزنخ دمكم 

هتف رعد .....

_لا مهو مش راح تزبط أحل عن خواتك بنهاية المدام أختك

دمدم صخر بانزعاج ......

_يا أخي أنا شو مسوي بحياتي لحتى ربنا يعاقبني هيك عقاب .....روووووحوا 

هتف قصي بحنق مصطنع ......

_ فعلا إنك لا حيا ولا ذوق ولا خجل تفووووو عليك .....بدل والله لتنام عندي يا عم .....هاي آخرت الصحبة والعشرة ....في حدى بكون عنده أصدقااااء فهمانين مثلنا وبعمل فيهم هيك أخس بس أخس

دمدم صخر بنزق ....

_أصدقااااء.....أنا فعليا اكتشفت إني كنت أمد إيدي بالزبالة وأسحب سحبة وأحكي هدول أصحابي.....روح روح مع السلامة جهووودكم مشكورة 

اخذ يدفعهما بقوة للخارج وهما يحاولان التملص من قبضته هتف رعد مازحاً .....

_يييي لحظة بدنا نطمن على البنت ...بنت.... بنت عمي الغالية شو صااااار 

_آه صح أنا جاي أطمن على بنت أخوي الغالية .....صحيح وينها وتين وتونة وتنتن 

دفع كليهما بقوة وأغلق الباب بوجيهما بعنف هاتفاً 

_الله يعدمني إياك إنت وياه ....ما بتنفع معهم إلا العين الحمرا  .....ما بنفع معكم إلا هيك ......

دمدم قصي متسائلاً 

_كأنوا طردنا ؟؟!!!!!

_هو فعليا كحشنا وجرنا جر وزتنا وسكر الباب بوجهنا ..... قليل ذوق صح

_آه صح...  يييي لحظة إرجع بسرعة .....تناول هاتفه وأعاد الإتصال بصخر ألووووووو...... الفلافل بدنا نفطر يازلمة 

شتم صخر غاضباً......

_يفضح...............خذ هي الفلافل وأقسم بالله إلي بشوف هون بحرقو سامع إنت وياه 

رقص قصي  حاجبيه قائلاً.......

_ أنا جاي مع إمي على الصبحية .....والله لخليها تدعس ببطنك يا حيوان تفوووو عليك 

_سلملي على إمك وحكيلها إني مسااااافر.... أنا هجيت أنا متت أنا خارج إطار التغطية ......سلام 


أوووووف  شو هاد ...تنفس الصعداء برحيلهم صعد إلى غرفته لم يجدها هناك تساءل....

_وتين..... وين راحت هاي.....وتين .....

أصدرت بعض الأصوات لتعلمه أين اختبأت 

تتبع الصوت ليجده صادراً من الخزانة ......فتحها لتظهر له تساءل.....

_شو بتساوي بالخزانة؟؟؟!!!!

همست ....

_هششششششش روحو ؟؟؟

_مين ؟؟؟

_عمي ورعد 

_قصدك زينجو ورينجو..... انحرقو بس ليش متخبية هووووون ؟؟؟؟

_خفت يشوفوني ....قصدي يعني ....ما بعرف خفت وبس 

قهقهة بصخب بينما يحتجزها في خزانتها فارداً ذراعيه اخذت تتمتم بكلمات غير مفهومة تملك الخجل من حروفها حتى باتت لا تقوى على الإلتصاق ....كانت تكلمه من بين عشرات الاثواب المعلقة التي تختبئ بينها لتداري خجلها .....مال نحوها واقتنص منها قبلة أذابته وقتلتها لم تقوى قدميها على الإحتمال فتعلقت مرغمة به ....وكان لها نعم العون والسند .... وضع يده على خصرها سحبها وعاد بها إلى سريره وضاع معها بنوبة عشق أخرى ......

.......................

لمحت سيارته من خلف نافذته .....كانت أصابعها تتشابك بشدة بسبب غضبها  من زوجها الذي غادر تاركاً إياها وطفليه دون اي اهتمام .....ما إن وطأ أرض غرفته حتى هتفت بغضب .....

_وين كنت حضرتك 

أجاب رعد مستغرباً ملامحها الغاضبة ....

_ كنت مع قصي حبيبتي.....ليش معصبة ياقلبي قالها مقترباً منها .....جلس بجانبها محاولاً ضمها هتفت برفض.....

_إياااااااااااك تلمسني ساااااامع 

إلتفت صخر الصغير الذي يجلس بجوار أمه مناظراً وجهها .....إستقام فجأة مقترباً من والده محاولاً إبعاده عن أمه بينما أبوه يحاول إسترضائها .....أخذت تبكي بحرقة... احتضنها ليخفف من توترها إلا أنها نفضت يده عنها من جديد قائلة بعصبية ......

_بعد عني هيك لااااااا تلمسني سامع لا تلمسني 

تعلق الصغير بأمه .....أجلسته بحضنها ....أخذ يمسح دمعها المتناثر فوق خديها ....ثم التفت لوالده زم فمه مصدراً صوتاً وكأنه يريد أن يبصق عليه شاتماً إياه بلغة طفولية......حماااااااالة بابا 

نظر له رعد بصدمة قائلاً.....

_وله .....شو حكيت....مين لحمار 

عقد حاجبيه ضاماً والدته من جديد وكأنه يريد إسكاتها ....هاف رعد بغيظ ..... 

_هاد الولد مش مربى .....لو ضربته أول مرة حكاها كان ما عادها.....بس حضرتك ما قبلتي 

_هاد طفل كيف بدك تضربه لازم قعدت معو وفهمته مش تتركه وتطلع تلف وتدور وتروحلي الساعة ٨ الصبح 

_أيواااااااااه هاد الي مزعلك ..... ياقلبي افهميني أنا تركتلك الغرفة إلك ولولادك جننتوا عرضي ..... قضتيها عياط على السيد إبراهيم ......وأنا زلمة مستوي بقدرش أقاووووووم وعلشان ما أزعلك وأضغط عليكي قعدت بالمكتب هي إسالي قصي مهو كنا بالهوى سوى إم يارا تعبت فجأة واضطر يوديها تنام عندها .....يعني زي ما تحكي قعدنا نواسي بعض لاأكثر ولا أقل .....لا رحنا ولا دورنا ولا لفينا 

_آااااااه علشان هيك حضراتكم من الساعة ٤ طالعين وهلا شرفتوا .....

_ياقلبي والله رحنا نصلي الفجر ونزلنا على البلد نفطر حتى إسألي أخوكي 

نفضت دمعها غير مصدقة ....فتحت عيناها على مصرعيهما قائلة......

_ صخر معكم ليش شو .....لاااااا يييييي وتين يعني 

_لاااااااا ما يروح فكرك لبعيد هو مش معنا إحنا كنا عنده رحنا نفطر معو 

_رعد .....بتكذب ولا بتتمسخر علي شو شايفني هبلة 

هتف صخر الصغير بطفوليه وكأنه فهم حديثهما  .....

_عيب ....بابا بابة إنتي ...عيب (كذاب بابا)

هتفت أمه ناهيه.....

_صخر ماما عيب ....يلا  روح نام 

هز رأسه رافضاً قائلاً بلغته .....

_لا نام......سيفف....روح أنا (أروح عند سيف)

هتف ابوه بغيظ ......

_روووح الله معك مين ماسكك.....هاد طفل هاد بربك .....حاسس حالي مخلف ثلاث بواحد طفل شيطان مجرم......شو الخلفة هااااااي .....عمروووووو عواد ما يعيدها 

عادت لبكائها السابق تنظر إليه وبعينيها كلام لم يعيه ....اقترب منها ليحتويها بين ذراعيه قائلاً

_وبعدين يعني.....بكفيش حرمتيني من النوم وفضلتي ولادك علي أفهم بس ليش بتعيطي؟؟؟؟

تساءلت بصدمة......

_رعد....إنت  بتحكي جد ...بتغار من ولادك ؟؟؟

هتف نافياً التهمة عن نفسه ......

_أنا بغااااااااار.....لا ما بغااااااااار بس لكل اشي حدود ....يعني مبارح عشان كم قطبة قلبتيها غم أجيبكي يمين تجيبيني شمال ....خلي الولد ينام بتخته ما قبلتي ومشيتها وكل ما ألمسك رعد بعدين رعد يصحو لولاد رعد نفسيتي تعبانة رعد نعسانة رعد ما إلي نفس لما رعد زهق أواعيه وهج وياريت خالص كمان ....

_ هو هاد الشي إلي بهمك بس.....إبنك مقطب كيف بجيلك نفس نفسي افهم

_استغفر الله العظيم ......قال مقطب قال كلهم قطبتين يعني بسيطة ليش مصرة تقلبيها دراما سوزي ..... يا قلبي لصغار عادي يوقعوا وينضربوا اشي طبيعي لسى ياما يشوف وأسوء من هيك كمان 

_برى الشر عنهم ييييي على قلبي تمنيت أكون أنا ولا هو .... شو هالقلب الي الك ....عنجد إنك آاااااسي قالتها بإغواء لم تتعمده ردد بشغف.....

_مين؟؟؟عيدي.....

_آااااسي 

_يسعد دينك ........ آاااااسي هاي نستني ليلة امباااااارح ....

أخذ يطفئ ناره المشتعلة بماء شفاهها محاولا السيطرة على الوضع المتأزم بينهما ....أنساها ونسي هو ما كان .....مضى الوقت بينما هي غافية بين ضلوعه وهو ينعم بنعومة هدوئها وعطر أنفاسها

بينما ذلك الصغير يجول بين الغرف باحثاً عن سيف ويوسف اللذان قررا المكوث في الملحق  لتكدس البيت بالأهل والأصحاب.....الجميع نيام وذلك الصغير يجول باحثا عن أحد ما يلاعبه  .....كانت رسل تسقي ورودها الجميلة التي تزين شرفتها كعادتها كل صباح لمحت ذلك الصغير يمشي باتجاه الشارع الذي يضج بالسيارات .....احتارت ماذا تفعل أتنادي عليه وتشتت انتباهه أم تنزل للتقاطه..... هل يسعفها الوقت .....عادت إلى الداخل حيث راشد الذي ينام بهدوء لتبدد هدوئه صارخة 

_راشد .....بسرعة بسرعة صخر....راح يندعس

_شو....مين....صخر شو جابه هلاء ......لم يعي مقصدها كان غارقاً في نومه قبل أن تنقض عليه صارخة ....هتفت بخوف....

_لصغير ....بسرعة بسرعة ....صخر لصغير ....

اخذت تراقب خطوات الصغير بينما دس راشد بنطاله وخرج مسرعاً.....كبل الصغير بين أحضانه قبل أن تسبقه إحدى السيارات إليه ....فهو صغير الحجم قصير القامة  ومن الصعب أن يتنبئ السائق بوجوده صعد إلى زوجته التي تلقفت الصغير من بين أحضان زوجها حامدة .....

_حبيبي الحمد لله . ..ليش تطلع على الشارع ياعمتو ليش ....السيارة بتموت ياعمتو  وبتعمل واوا ....والحرامي العووو  بوخذك

هتف بطفولية .....

سيفف....أنا روح سيففف  

_ياقلبي أنا ....يا حرام بدور على سيف ويوسف ....

 يسعدو الأزعر .......طيب ليش ما جيت عندي أنا زعلانة منك .....جعلت تعبث بملامح وجهها لتصنع وجههاً حزيناً .....ليقترب الصغير منها مقبلاً خدها وكأنه يسترضيها ضمته بحب وشغف .....همهم راشد الذي ما زال مفزوعاً من إيقاظ زوجته المفاجئ وخوفه على الطفل الذي كاد أن يدهس .....

_رني على أخوكي وقوليله إنه الولد عندك  بلا ما يدور عليه 

همهت بحنان بينما تلقم الصغير من طعام الإفطار الذي كانت قد حضرته لزوجها.......يلا عمتو تعال نفطر علشان نروح عند ماما.....تناولت هاتفها بينما الصغير يلوك لقمته .....جائها صوت أخيها الناعس بعد مدة  ....تساءلت ...

_ألوووو..... شو نايم .....طولت لما رديت

_ والله سهيت عيني .....في اشي يختي

_لا بس بدي أقلكم هي صخر عندي 

_صخر عندك .....شو جابوا عندك  .....قالي بده يروح عند سيف ويوسف 

_ياخوي هاد صغير لازم تنتبه عليه مش تتركه على خاطره...بعدين سيف ويوسف بالملحق نايمين شو مالك نسيت

_والله نسيت ....خلي عندك كمان شوي ......قاطعته زوجته التي تستمع للكلام .....

_شوووو خلي عندك هاي هلا روح جيبه مو ناقصني يوقع الثاني .....قوم بسرعة 

صمتت رسل التي ألجمتها حروف زوجة أخيها ....لتهتف بعد برهة مجبرة ....

_...........مع السلامة 

أغلق رعد الهاتف مؤنباً زوجته التي لم ترضخ لإشاراته وتحذيراته ....

_عجبك  ...أكيد سمعتك وأكيد زعلت .....الي بسمعك بقول وقع منها

_وقع منها ولا من غيرها أنا بدي إبني هلا ....

_لا حول ولا قوة إلا بالله وبعدين فيكي.....راعي شعورها شو صارلك سوزي .....مالك بالزبط 

_أنا مش مجبرة أراعي شعور فلانة وعلنتانة أنا بدي مين يراعي شعوري .. .أنا متت لما شفتهم ماحد تعبي فيهم مثلي وضربة برهوم حرقت قلبي هاد إبني أنا يعني ماحد راح يزعل عليه أكثر مني ليش مصرين تحسسوني  إني أحقر شخص على الكرة الأرضية يعني .... أولادي ومن حقي أخاف عليهم .....لير راعي راعي 

_إنت زودتيها كثير والأفضل إنك تخرسي 

_أخرس!!!!!! هاد إلي طلع معك أخرس علشان الست الهانم أختك .....طييييب....راح أتركلك البيت إلك ولأختك 

توجهت إلى السرير الصغير الذي يضم جسد صغيرها الآخر هتف رعد .....

_تركي الولد نايم .....اتركيه بلا غباء

_أنا غبية أستاذ رعد ....روح شفلك وحدة متعلمة وفهمانة مثل الست الهانم أختك .....بعد هيك.....روح جيبلي إبني

هذر بها قائلاً.....

_هاد ابني كمان ست سوزي بس حابب أذكرك وجكر فيكي راح أخليه عند عمته وأعلى ما بخيلك أركبيه ......

_ جيبلي ابني ......رعد....رعد.....

خرج طارقاً الباب خلفه بقوة ...أخذت تبكي بحرقة تشتم نفسها وتشتمه....جهزت حقيبتها بجنون تلتقط هذه القطعة وتلك دون أن تعي ما الذي تفعله .......دخلت أمها عليها هاتفةً بهلع .....

_سوزي ماما ليش صواتكم طالعة علة هالصبح ......شو فيه 

ارتمت بحضن والدتها هاتفة .....

_إمي .....أخذوا ابني مني خلي بابا يجبلي إياه ....أنا مابدي إياه ....بدي أخد ولادي وأروح على بيتنا

أخذت أمها تهدء من روعها قائلة....

_إهدي يماما شو هالحكي إلي بتحكي إنتي انجنيتي .....مين الي أخذ إبنك فهميني 

_رسل ....رسل بدها توخذ إبني .....أنا بدي إبني 

_رسل!!!!.....سوزي إهدي وفهميني رسل مستحيل تعمل هيك ....انتي فاهمة الموضوع غلط 

_حتى إنتي يماما ....إنتي مثلهم..... كلكم ضدي.....أنا ما راح أسمح لحد يوخذ ولادي مني مستحيل 

_لااااااا انتي انجنيتي .....

طرقات على الباب ألجمتها .....سمحت رسل لنفسها بالدخول بعد أن وجدت الباب مشرعاً ....كانت تحتضن الصغير بين يديها بحرص .....هتفت 

_صباح الخير ......أنا أسفة بس الباب كان مفتوح....

شدت سوزي الصغير من أحضانها بتملك هانفة .....

_تعال ماما ما راح أسمح لحد يوخذك مني .....

هتفت امها زاجرة ....

_سوزي... .احترمي نفسك 

أخذ الصغير يميل بجسده ناحية عمته قائلاً بلغة طفولية ....

_لوووووح معك 

_لاااء ....مافي تروح مع حد لا إنت ولا برهوم ....انتو ولادي أنا لحالي.....وكل واحد بطلع مع أمه وبس .....ممنوع تطلعوا مع حد غريب 

صدمت أمها من كلماتها الغادرة التي طعنت قلب رسل تقدمت ناحيتها تنوي صفعها قائلة  ....

_فعلا إني ما عرفت أربيكي .....ياعيب الشوم عليكي 

حالت رسل بينهما مانعة زوجة عمها من صفع ابنتها ...هتفت باتزان .....

_مرت عمي .....أرجوكي.....هي معاها حق .....وفعلاً  ولادها لحالها ....وصخورتي حبيبي الولد الشاطر ما بطلع إلا مع ماما وبابا بس.....عن إذنكم ......

قالت كلماتها تلك وخرجت علها تلملم شظايا خاطرها المكسور وقلبها المفجوع .....هتفت أم صخر مؤنبة....

_إشبعي بولادك ماحد ما خدهم .....هيك ارتحتي.... 

خرجت أمها وتركتها  تعاني نتائج تهورها وانفلات لسانها .....وصغيرها ينظر إليها باستغراب.....اقترب منها حاضنا رأسها بحضنه الصغير يطبطب بكفه الصغيرة على كتفها تارة وتارة أخرى يمسح دمعها رفعت رأسها اليه وأخذته بحضنها .....وحال لسانها يقول ....تخلى عني الجميع ولكنه لم يتخلى طرقات على الباب أعلن صاحبها عن نفسه ......ما إن سمع الصغير صوته حتى تهافت عليه بشوق قائلاً بطفولية ....

_بيبي سيدووو

همهم والدها بحنان محتضناً حفيده .....

_يسعدو حبيب قلبي ....وينو أخوي الغالي 

همهمت بخجل .....

_نايم 

همهم قائلاً لصغير ....

روح جيبلي من عند تيتا الدوى ....يلا يا بطل ....

كانت جدته تنتظره خلف الباب كما اتفقت مع زوجها الذي أراد الحديث مع ابنته بعيداً عن مسمع الصغير ........أشار لبنته أن تجاوره فوق الأريكة ...... إقتربت بخجل من والدها ....كانت تعلم بقرارة نفسها انها أخطئت ولكنها لم تقوى على الإعتراف ....همهم بحنان......

_ بتعرفي إني قعدت خمس سنين أستنى أسمع كلمة بابا.....خمس سنين مروا  علي كأنهم دهر بحاله .....كل يوم كان يمر كان أصعب من الي قبله لأنه كان يذكرني بالمدة إلي مرت علي وأنا متزوج ومش قادر أجيب ولد يحمل إسمي وإسم أبوي

أخوي إبراهيم خلف قبلي .... أنا قلتله يسمي صخر على إسم أبوي  .... بس رفض ....وقالي يا أخوي ما حد راح يحمل إسم أبوي إلا ابنك إنت .....ونفس الإشي مع عمك خالد لما خلف راشد 

اليقين الي كنت أشوفه بعيون إخواني هو الي صبرني وهوّن علي وفعلا إجى صخر وجيتي إنتي وبعمري ما فرقت بين ابني وولادهم وبين بنتي وبناتهم .....بالعكس ....كنت آجي على ابني علشانهم......لأنهم عمرهم ما كسروا خاطري  .....

همهت باندفاع محاولةً تبرأة ساحتها .....

_بابا أنا مش لئيمة انا ما كسرت خاطر حد ولا عايرت حد .....هاي عطية ربنا ....بس هدول ولادي يعني أعطيهم ولادي هيك بكون أحسن وبكون منيحة وحنونة 

بحنان وضح قائلاً.....

_يابا .....الكلمة بتكسر القلب والقلب إذا نكسر صعب يتصلح .....شو فيها لو الولد راح عند عمته ونام عندها وين المشكلة ....يابا رعد تربى بحضن إمك وهي غريبة كيف هاي بنت عمك .....يابا يا حبيبتي ما حد راح يوخذ ابنك منك بس راعي شعور هالبنت وعامليها بما يرضي الله ......يعني لولاها كان ابنك اندعس .....وين صفينا 

هتفت محاولةً الهروب من نفسها ......

_بابا أنا مابدي رعد  بكرهو ومش طايقاه

ابتسم بوقار قائلاً...

_براحتك يابا .....مابدك إياه سلميه ولاده وروحي معنا 

_لاااااااا هدول ولادي 

ردد مازحاً

_دار العزام ما بتركوا ولادهم لحد ......وأنا مش ناقصني وجع راس  ترى ابنك صخر بدو كتيبة تركض وراه...يابا .....إذا من أول مشكلة بدك تطلقي شو خليتي للأيام ....قومي استهدي بالله ورني على بنت عمك استسمحي منها وراضي جوزك وإمك ترى معصبة منك....سوزي يابا ....لا تخلي الشيطان يتمكن من نقطة ضعفك ترى عمرك ما بتعرفي معنى السعادة إذا ضليتي هيك......الإنسان علشان يكون عادل لازم يحط نفسه بمكان الشخص الي حكم عليه إذا رضي بالحكم معناها عادل وإذا خاول يبرر معناها الحكم ظالم  قال جملته الأخيرة وخرج تاركاً إياها لتواجه نفسها ....  

جلست مع نفسها وإسترجعت ما حصل  وأدركت تهورها وانجرارها وراء غرورها ....... كانت أمها أول ملاذ لها بينما آثرت الذهاب لرسل مع صخر الصغير لتستميل قلبها وتكسب ودها .....ذلك الصغير الذي بكلماته وحركاته  جعل عمته تضمه بين أضلاعها مقبلة وجهه الصغير بنهم .....وجلستا تتجاذبان أطراف الحديث لتتناسيا ما حصل وبينما كانتا مندمجتان بالكلام قفز الصغير قائلاً بينما يتحسس بطن عمته.....

_بوبو .....عتوووو بوبو .... 

ابتسمت مرغمة لتكبح غصة كادت تلتهم ملامحها متمتمة في سرها....بإذن الله ومشيئته


أغمض عيناها كما فعل أول مرة بعد أن اصطحابها إلى بيت التلة الذي عمد على تجهيزه لتكون مفاجئته الثانية قيد التنفيذ هتفت بملل.....

_صخر .....خلصني والله عيوني وجعوووني 

همهم موضحاً.....

_شووووي بس....أصبري ......أيوااااااا......تعالي هوووون 

جهز كراجاً يحوي عدد من السيارات ومعدات صيانة كاملة صفها بطريقة دائرية مفرغة من الداخل ووضع طاولة بالمنتصف مزينة بإحكام عليها ما لذ وطاب بينما شغل موسيقى هادئة ليتمكن من الإيفاء بوعده لها ........

أمسك بيدها ضاما إياها لصدره بينما أعطى الحق لليد الأخرى لتتجول بحرية فوق محيط خصرها الرفيع .....وهي تنظر اليه مدهوشة مصدومة غير مصدقة .....أخذت تبكي مرغمة همهمت بحروف متقطعة .....

_صخر ......أنا......مش عارفة.....أنا .....

_هيك بتزعليني .....أنا عملت كل هاد علشان اشوف ضحكت ابتسامتك سعادتك ....ليش بتعيطي وبتحرقي قلبي _سلامة قلبك حبيبي

_عجبتك مفاجئتي 

_عجبتني!!!!!!!أنا .....مش عارفة شو أحكي مش لاقي كلام أقوله أصلاً ...... 

أجاب بمكر غامزاً بإغواء .....

_أنا ما بدي كلام أصلاً.....بحبوووووووش.......بس .....بتقدري تشكريني بطريقة ثانية 

هتفت ببراءة ....

_بحبك بحبك بحبك عنجد أنا بحبك موت 

همهم بخبث .....

_حبيبتي النظري خلصنا منه ونجحنا .....لازم تثبتيلي جدارتك بالعملي ........هسه وقت الجد حان وقت تبادل الخبرات ......أنا بعلمك الحب وفروعه وإنت بتعلميني الميكانيك وفروعه .............هاد بس علشان صخر ما بحب يضل بنفس مرته اشي ......


غابا معا بجولة عشقٍ أخرى يعلمها فروع الحب ....تكتب سطور حبه على صفحات روحها وتخبئها  بجيوب قلبها هناك في مكان لا يصل له إلا صاحب المفتاح الذي وضعها فيه ......


مرت أيامهم ما بين حب وعشق شغف وهيام ....أسبوعان فقط قبل أن تهتف وتين معلنةً خبراً أثار دهشة زوجها الذي تحضر لنوم بجانبها .....همهمت ببراءة ....

_صخر .....أنا حامل 

_نعم!!!!كيف يعني......وتين إحنا ما إلنا أسبوعين متزوجين بتكوني خربطي بالموعد نام يا قلبي 

_موعد شوووو!!؟؟؟

_موعد العادة الشهرية يعني موعد شو 

_يييييي واحد قليل أدب أساسا ما إجى موعدها

_قليل ادب!!!!! .....ما إجى موعدها !!!!!وعلى اي اساس حامل !!!!؟؟؟؟؟؟

_آه حامل  .....لأنه جاي على بالي بوظة عربية .....وغريبة وبتفور .....وكمان بطيخ .....

_نعم!!!! لا حول ولا قوة إلا بالله ....وتين حب ...قولي  جاي على بالي هدول بجيبلك إياهم من العين هاي قبل هاي  بس ما تمزحي هيك مزح ثاني مرة 

هتفت بعصبية ....

_أنا مش كذابة ماشي.....وانا حامل وبكرة بتشوف.....

_ مجنونة .....أوعك تحكي قدام إمي و ستي .....بلاش يضحكوا عليكي 

نظرت له بزاوية عينها وتكتفت معلنةً استنفارها قائلة 

_طيب أستاذ صخر .....ما راح أسمحلك تمسك ابني و بعد عني هيك ....وبديش تجبلي اشي كمان 

_يا حبيبي ......وتين ترى علشان ما تحطي آمال كبيرة نتائج التوجيهي يوم الجمعة وبحب أبشرك أكيد راااااح ترسبي .....قال حامل قال .... نامي يستر عرضك

_والله !!!شو أنام.....بقلك جاااي على بالي مو عارفة أنااااااااام ......خلص أنا بدبر حالي جميلتك على حالك ....استقامت من سريرها وخرجت بينما هو يناديها 

_وين رايحة .....تعالي وتين ....ولك وتين 

لم تعره أي اهتمام .....طرقت باب جناح عمها بعد أن سمعت صوت التلفاز يصدح من الداخل همهم عمها مرحباً

_هلا وغلا .....بدك اشي يا عمي 

أجابت من فورها ......

_عمو بدي بطيخ وغريبة وووو

قاطعها صخر الذي تبعها مسرعاً....

_ولاااااا اشي .....يابا .....روح نام أحسنلك 

_ عمي صخر مش راضي يشتريلي وووو ......

قاطعها من جديد .....

_حبيبتي تعي بشتريلك إلي بدك إياه  همس لها ....يستر عرضك اسكتي .... تفضحيناااااااااااش واردف  يابا كمل نومتك

رافقته مرغمة ....همهمت بطفولية ....

_انا زعلانة منك وأبو حميد كمان زعلان 

_مين أو حميد ؟؟؟؟

_أحمد ....ابني 

_والله جد .........ماشاااء الله كمان عرفت جنس الجنين ....بكرة الصبح بتخلفي حبيبتي 

لوت فمها باعتراض وهمهمت بثقة مطلقة .....

_اتمسخر قد ما بدك ....المهم روح  جبلي بطيييييييخ ...ولا  تنسى لغريبة وبوظة عربية وبقلاوة كمان 

توجه حيث تستريح ملابسه ....ارتدها وخرج مسرعاً ليلبي طلبها مدمدماً بحنق ....

_ الله يصبرني بس ....يقطع الحب وسنينه 

_شو حكيت حبيبي 

_سلااااامتك 

..................

اما هناك بعيداً عن بيت صخر وقريباً من بيت الجدة رحمة كانت رسل تتحضر لتخلد لنوم ....بات واضحاً عليها التفكير بأمر ما .....همهم زوجها المراقب لملامها السرحة ....

_حبيبتي ......مالك سرحانة

_أنا لا ولا شي ....همست لنفسها ....معقولة أكون حامل ....أقول لراشد  ....لااااا بلاش يمكن أنا مخربطة بالعد ....حرام أعطيه أمل واطلع مش حامل .....خليني أصبر كمان أسبوع 

حبيبي أجبلك كاسة ينسون قبل ما تنام

_لا يا قلبي ....تسلم إيدك خلينا إنام بكرة عندي عملية صعبة 

_حبيبي الله يقويك ويكتبلك الفلاح والنجاح بكل شي 

_اللهم آمين  


بعد أسبوع .................

كانت الساعة تقارب الثانية عشر ليلاً من يوم الخميس .....هتفت معربةً عن قلقها لزوجها 

صخر......إذا رسبت راااااح أنجلط .........

أجاب مهدئاً.....

_حبيبتي الرسوب مش نهاية الطريق .....لسى قدامك فرص كثير .....

هتفت بغضب ....

_ بدك أرسب صح .....ياربي ....كيف بدي أحط عيني بعين  ابني وأنا راسبة 

_ابنك؟؟؟؟.....وتين ترى زودتيها ......بلا هبل .....ابنك مين !!

_صخر ترى أنا ما بمزح .....وبعدين أنا تأكدت إني حامل 

هتف باستغراب ....

_شوووووو ..... عملتي فحص من وراي

_فحص شو .....

_نعم .....ولا كيف تأكدتي ؟؟؟

_إلي حكيت عنها.....ما شرفت

_مين هي الي حكيت عنها ....آاااااااه .....بتحكي جد ....ولا بتتخوتي تساءل مستفسراً

_لا جد ......بس .....لا تحكي لحدى بستحي.....هلا بعرفوا ....قصدي إنك ......يعني الي صار بينا 

_وتين ....إنتي بتحكي جد ؟؟!!!هاي الأمور ما فيها مزح 

_يييييي علينا والله جد .....

_طيب اسمعي ...... خمس دقايق وراجعلك  بدي اجيب جهاز فحص حمل

_لاء خلص .....بعد النتائج 

_لا قبل .....بدي أعرف نجحت ولاااااا

_صخر 

خرج مسرعاً كما عاد كذلك .....دخلت من فورها إلى الحمام المرافق بعد ان شرح لها طريقة الإستعمال .....بعد دقائق خرجت زامةً فمها  بطفولية وعلامات التساؤل منتشرة على وجهها كما وجهه تساءل.....

_شووووووو.....طمني 

_ما بعرف ....شوف......شو يعني 

قفز من فرحه عندما تجلى له الجهاز وما يحمله من خطوط .....هتف بغرور 

_يعني حامل.....حامل يا مجنوووونة .....احتضنها بقوة فرحاً بالخبر السعيد ....همهمت ببراءة ....

_بعرف أصلاً حكتلك من أسبوع .....أفسد صوت الألعاب النارية فرحتها مذكراً إياها بنتائج الثانوية العامة التي بدأت بالصدور على غير موعدها المعلن عنه  .....أبعدته عنها قائلة .....

_يييي طلعت النتائج 

_ هاتي رقم الجلوس...أوووووف .....معلق 

_أناااااا ناقصني توتر عاد .....

جرب الدخول لموقع النتاىج مراتٍ عدة دون أن يفلح بمرة .....بدأ هاتفه بالوميض معلناً ورود مكالمة .....أجاب من فوره ....

_ألووووو .....شو فتح معكم......بالله جد الف الف مبروك بستاهلووووو الشباب وعاصم .....كمان 

صرخت بانزعاج ....

_صخررررررررر شوووووووو 

_آه صحيح شوفلي نتيجة وتين خذ هي رقم الجلوس

انقضت من فورها على هاتفه مغلقة الهاتف بوجه عمها قصي ....هتفت برفض .....

_ما تعطي حد رقمي 

_مجنونة سكرتي بوجه عمي

_كلهم ناجحين!!!!!؟؟؟؟؟معناها رسبت .....ياويل حظي أنا 

_ما فتح معي وما بدك أعطيهم رقم جلوسك شووووووو بدك أعمل 

_بعد هيك ....هات اللاب توب......أعطي الخبز لخبازه.....بدو يعطيهم رقم الجلوس قال .....بلكي رسبت بكل المواد أه .....بدك يضحكوا علي 

احتضنها قائلاً...........

_أنا متأكد إنه مرتي أم ابني رااااح تنجح 

_شووووو عرفك ....تساءلت 

_إلي عرفك إنك حامل ....أجاب غامزاً لتهتف بفرح .....

_جد والله .....قلبك بحكي إني ناجحة.....جد .....معناها أنا نااااجحة .....ضغطت زر الولوج للموقع ليهتف صخر فرحاً

_هيووووو فتح ......

قفزت فرحاً هاتفةً بفرحة النجاح التي لا تضاهيها فرحة ....

_ ناجحة ناجحة 

_ناجحة وبجدااااااارة كمان ٩٨ ......مقواكي قال خايفة ترسب قال .......يمااااااااا منكم يا النسوان من فوره خرج مسرعاً حيث ينام والده بأمان طرق الباب بعنف ودخل جناح والده دون ان ينتظر الإذن بالدخول .....

هتفت أمه مبسملة ...

_بسم الله الرحمن الرحيم شو فيه

كذلك هتف والده قائلاً ....

_ياساتر يارب شو صاير 

هتف صخر بسعادة غامرة 

_يابا احمد لصغير على الطريق 

كما هتفت وتين بذات اللحظة .....

_أنا نجحت وجبت 98

_همهمت أمه حامدة مستبشرة ....

_الحمد لله الحمد لله الله يتمم على خير 

_بدي أروح أبشر ستي قالها صخر ليستوقفه والده قائلاً.....

_لحظة يابا.......الصباح رباح .....وشغلة الحمل خلوها بينا مؤقتا.....إنت عارف يابا علشان بنت عمك وابن عم

همهم صخر بتفهم .....

_معك حق  والله فاتتني هاي .....معلش من فرحتي .....

هتفت وتين من فورها .....

_أصلاً رسل حامل 

التفتت إليها الأعين باستفهام ....تساءل زوجها 

_عنجد؟.؟؟قصدي شو عرفك 

_إلي عرفك إني ناجحة.....قلبي 

_وتين ...ربي يكرمهم بس رجااااءً هاد الموضوع بعدي عنه لأنه حساس كثير.....

همهمت أم صخر بحنان .....

_حبيبتي روحي نامي .....والصباح رباح 


.............

 وكما بدأنا في البيت الكبير سوف ننتهي هناك

انتشرت الزينة بكل مكان والفرح غمر أرجاء البيوت .....الكل ناجح .....سنة ليست ككل السنين فيها الفرح وفيها الحزن .....فيها القهر وفيها الجبر ....فيها الموت وفيها الولادة .....هتفت رحمة بسعادة ....

مباااااارك يا غالين......ربي لا يحرمني من طلتكم الله يطول عمري وأشوفكم عرساااان

هتف سيف بغرور .....

_ستي......أنا جبت أعلى واحد ٩٥

اعترض يوسف موضحاً

_تكذبش... وتين أعلى وحدة

هتف بغضب مصطنع .....

_وتين هااااي خبيثة قال خبصت خبصت وطلعت جايبة ٩٨ .....مقواااااها 

همهمت رحمة .....

_صلوا على  النبي .....الي عنده إرادة بوصل وتين بتستاهل 

هتفت وتين التي انضمت للجمع قاىلة ....

_ايوااااا يا احلى وأغلى ست بدنيا .....فهميهم ....أنا الأولى يماما الأولى 

أخرجت لسانها لتغيظهم .....همهم سيف باستهزاء 

_الاولى يماما  بعد سنتين رسوووووب بحب اذكرك 

وافقه عاصم مؤكداً.....

_آه وستي غاوزت معك ودعتلك أكثر منا .... أخت الحظ بس

هتف صخر محذراً.....

_هااااي إنت وياه ماحد يجيب سيرة مرتي.....صحيح رسبت بس كسحتكم 


هناك في المطبخ كانت رسل تحادث نفسها .....تعطيها الأمل تارة  وتكسر أجنحتها تارةً أخرى ......فلا هي تقوى على الطيران ولا هي تستطيع تحمل آلام الإنكسار

همهمت حماتها التي لاحظت شرودها متساءلة ......

_مالك حبيبتي.....القهوة فارت مرتين.....بشو بتفكري أجابت بتردد .....

_مرت عمي....بدي أقولك شغلة .....بس ....خايفة يعني قصدي يمكن ما تزبط  .....

_قولي ......شو فيه نطف قلبي

_مرت عمي .....يمكن....يمكن أكون حامل يمكن ....فايتاني 

_شووووو....وساكتة ليش لهلاء 

_مهو خايفة أكون متخربطة أو خربطة هرمونات وهيك يعني 

_فاتتك قبل هيك يعني

_آه بس مو هالمدة..... كم يوم أخرت علي ورجعت أجتني ....بس إلها تقريبا شهر ما إجت 

_شووووووو شهر  بحاله وساكتة.....لازم أخبر راشد 

_لاء مرت عمي.....أبوس إيدك .....مابدي ينكسر خاطره وأطلع مش حامل.....أنا ما إلي غيرك أفشله قلبي .....الله يطول عمرك ....خلينا نتأكد بالأول 

_مثل  ما بدك وأنا بحالي طالعة أجيب جهاز الفحص  


هل تبقى الأفراح مطلة علينا أم أن سنة الحياة لديها رأي أخر


 

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

زورنا الكرام مرحبا بكم فى كرنفال الروايات 

عندنا فقط ستجد كل ما هوه جديد حصري ورومانسى وشيق   فقط ابحث من جوجل باسم    كرنفال الروايات وايضاء اشتركو على

 قناتنا ايضا كرنفال الروايات 

 على التليجرام من هنا

  🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

                    ....#تمت_بحمد_الله

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>