روايةأكون_أولا_أكون
بقلم فوزية_عزام
الفصل_الثاني_عشر
أيقن و بشِدة، أنّ هناك حكمة وراء كل تلك الأحداث التي حدثت و سوف تحدث
....وأنّ هناك خير عظيم بإذن الله و فرح كبير مكتوب يليق بكل
كمية الصبر والتعب، وأنّ هُناك أيام رائعة وسعيدة ستأتي تستحق الإنتظار
ﻟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺮﻣﻚ ﺍﻟﺤﻆ ﻣﺮﺍﺕ ﻭ ﻣﺮﺍﺕ ﻳﺨﺒﺊ ﻟﻚ ﺣﻆ ﻳﺴﺮ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻭ ﻳﺮﻭﻱ ﺍﻟﻈﻤﺄ ﻓﺼﺒﺮﺍً ﺟﻤﻴﻼً
أنت لا تعرف كيف سيغيّر الله المشهد لأجلك، وكيف سيُعيد ترتيب الأقدار
تلبيةً لندائك ورجائك.....هو وحده القادر على جعل المستحيل ممكنًا والصعب سهلً
ا.... والبعيد قريبًا....فهو إن أراد شيئًا قال له كُن فيكون
وإن ابتلاك فعلم أنه أراد أن يرفع درجاتك و يطهرك وينقيك ويهديك ....
..بسريرة نفسك التي تخفى عن العالم أجمع تعلم أن هذا البلاء ما كان إلا ذنب أذنبه
......ولأنه الله ولأنه الرحمن الرحيم قدر عليك البلاء ليجعلك من التوابين
الذين بلغوا مرتبة الأخيار بعد أن كانوا خطائين
جلست يارا بجانب وتين التي أجهشت بالبكاء دون توقف .....همهمت بحنان .....
حبيبتي .....خلص بكفي ولك موتي حالك ..... إطلعي فيه هون وراح أحكيلك
قصة حياتي وشوفي الحياة شو عملت فيه وشو علمتني ......
أنا عشت بين أم وأب منفصلين......بتعرفي شو يعني ....يعني يتيمة وأمي وأبوي عايشين
..... أمي كانت السبب بالإنفصال واعترفت بهالشي وندمت كثير بس
بعد شو عرفت غلطتها ؟؟؟ بعد ما أبوي اتزوج وصار وراه ولاد كمان
.....وطبعاً مرته رفضت إنه يرجع أمي ......صار أبوي بين خيارين أحلاهم مر
....فضل يضل مع مرته إلي رضيت بأمه وشالتها على راسها
رفعت رأسها لتواجهها وتساءلت بنظرات مستغربة.....استطردت يارا موضحة.....
لا تستغربي .... هاد السبب إلي اطلقت أمي بسببه ....ما تحملت
ستي ونقها وطلباتها بتعرفي لكبار بالعمر بحبوا يدخلوا بكل شيء...
. ما تحملت وطبعا مثل أي زلمة عنده دين وشرف وأخلاق أبوي اختار أمه
.....كان شرط أمي إنه أبوي يودي ستي على بيت العجزة ....كان جوابه
الها إنه بقدر بأي وقت يتجوز ويجيب بدل المرة أربعة بس أمه وحدة مافي غيرها .
...وإذا راحت كل الدنيا مابترجعها
طبعا أمي كانت صغيرة وأمها الله يسامحها شدت على إيدها ما نصحتها
ولا وجهتها وطبعاً صارت مطلقة......
صدمتها بأنه أبوي إختار إمه وفضلها عليها كانت كبيرة لدرجة صار عندها مشاكل نفسية
....كانت تحب أبوي حب جنوني وهو كمان رغم هيك اختار أمه وهو الصح
وهاد أول درس تعلمته بحياتي .....
يمكن من منظور أمي هي إلها حق تعيش حياتها دون أي تطفل أو تدخلات
من اي شخص وأكيد أبوي معه حق من وجهة نظر الدين والشرع والأخلاق
والعادات والتقاليد إلي هي بالأصل بتحكم رغباتنا وحرياتنا ..
..التفكك الي عشناه علمني بعمري ما أخير زلمة بيني وبين أمه مهما
كان وبعمري ما أحط نفسي ند إلها ...مرت الأيام شفنا المر والأمر ثلاث
بنات ما إلنا معيل أمي مريضة وغير هيك كنا عايشين ببيت ستي
أم أمي ونازلين خدمة بهاد وهداك وياريت عاجب حد....أخرها خالي
طرنا وطرد ستي وأخذ البيت منها....تحايل عليها وخلاها تتنازل عن
البيت إله وبعد كم شهر طردنا وهي ثاني درس....كما تدين تدان
....والدنيا دوارة .....وإلي بقدم السبت بلاقي الأحد
قررنا أنا وخواتي نعمل أكل وحلويات ونبيع لناس....
وقسمنا يومنا في
اليل شغل وبالنهار في الجامعات وكنا من الأوائل ....كنا ندفع أقساط
جامعتنا وأجار بيتنا وكمان ثمن أدوية أمي .....والحمد لله أمي
صارت تتحسن يوم بعد يوم بعد فترة عصيبة فقدنا فيها الأمل من شفاءها
وصارت تساعدنا وتخدم أمها.....ولليوم قاعدة معها في البيت الي اشترينا أنا وخواتي
....وهي كمان درس ....عطاء ربنا ما إله حدود وما بعد الصبر إلا الفرج ولو بعد حين ..
...ولما إجى قصي خطبني من أبوي....هو بقرب لسيدك صخر ....
أنا رفضت لأني كنت مقتنعة بإني ما بدي أتزوج كنت مستقلة ماديا
...بروح وباجي على كيفي....مافي حد يحاسبني ماخذة حريتي
ومبسوطة كثير ...لشو بدي أتزوج وأجيب وجع الراس لحالي
هون أبوي غصبني....كنت راح أرفض...بس أمي كسرتني يا وتين
...يومها دخلت على غرفتي وكنت خلص متخذة القرار أنه بكرة عند
القاضي راح أفضحهم وأقوله إنهم غصبوني وإني ما بدي أتزوج .
..إترجتني وقالتلي أبوس إيدك لا تفضحيني ويحكي عني بعد كل هالتعب
إلي تعبنا سوى ماعرفت أربي.....وقالتلي كمان أبوكي بعرف مصلحتك
وما راح يظلمك .... رضيت بس كنت ناوية أطفشه بصراحة..
..بس لما قربت منهم بفترة الخطبة.....حسيت في عندهم اشي ناقصني
....حب ودفى وعيلة ولمة طول عمري محرومة منها....واشوي
اشوي صرت أفهمه أكثر وأكثر وكنت مشترطة نتزوج بعد سنة بس
....داعبتها الذكريات ابتسمت بسعادة واستطردت بمرح ...... إتزوجنا
بعد ست شهووووور.....وبعديها اعرفت أنه ستك رحمة هي الي طلبتني
وأنه قصي ما كان بدو يزوج ........وهي الي أصرت عليه ....لأنها شافت
كيف كافحنا والحمد لله الكل كان يحكي ويشكر فينا وماحد عمرو جاب
سيرتنا بالعاطل وهيك تعلمت درس جديد وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم
....وكل يوم بمر بزيد قناعتي إني اترك علم الغيب لربي ....
هو أدرى بمصلحتي
.....بس بالمقابل علي أصفي النية وأسعي ....والباقي على ربنا
.....يمكن جيزتك من صخر مصلحة إلك صدقيني....والشب
ربنا الله ما بنعاب .....وتين حبيبتي أعطني لنفسك فرصة .....وكلي
أمرك لله وأكيد راح يسرلك الأفضل
تنهدت بضياع قائلة.....المشكلة مش بصخر ....المشكلة فيه أنا إفهميني
......هو وين وأنا وين.... خايفة كثير وفوق ما بتتصوري لأول مرة
بخاف مثل هيك حاسة قلبي بيرجف وحتى النفس حاسة حالي مخنوقة
.......مجرد التفكير بإني أكون معه بيرعبني.......أنا ماراح أقدر والله أنا ....أنا ......
أخذت تبكي من جديد ....خوفٌ لا يحكى بات جلي في نبرتها وحكت
مقلتيها عن ذلك الرعب الذي دب في أوصالها أما إرتجافةُ جسدها
شرحت تفاصيل ما تمر به .....ربتت يارا على كتفيها بحنان لتتفلت
شهقاتها ضاربةً قلب يارا بعنف احتضنتها بحنان وجعلتها تبكي فوق
صدرها علها تزيح تلك الغيمة الماطرة بعيداً عن مقلتيها ..
..مر وقت قبل أن تعاود يارا همهمتها الداعمة ......
وتين خلص بكفي
أنا ما بدي أشوفك هيك مكسورة وتين إلي بعرفها مرت بأصعب من
هيك ظروف ونر عليكِ أصعب من هيك اختيارات في.....
..وكنتي أصغر وإعرفتي تتصرفي.....وكنتي وحيدة وماكنتي تخافي
....هلا بدك تخاااافي....وإنتي بين أهلك وناسك .... شو يابنت ليش
هيك مستقلة قيمتك.....إنتي هيك بتقللي من قيمة نفسك يابنت إرفعي
راااااسك فوق ....إنتي بنت العزاااااام على سن ورمح ....
.وبكرة راح تصيري مرت صخر العزام ....
هتفت بخوف طفولي
.....ماراح أقدر .... صدقيني....راح يضحكوا علي....وهووو
....يمكن....ما ....ما أقدر ....يعني.....مابعرف ....كيف بدي أكون مرته
.....خايفة والله......صدقيني
ابتسمت يارا لبراءتها هتفت بمرح .....يختي علينا مقووااااااانا ....
قال مابعرف أكون مرته قال.....تخفيش يختي ....بعلمك هووووو.
...أنا كمان ما كنت أعرف وقصوصتي علمني.....تخافيش بتجي لحالها
.....انتي بس افتحي قلبك وما عليكي....رااااح تصيعي يابنت ..
...هاد صخر ترى مش قليل .....وترى إنتي كمان مش قليلة يم طبقتي
الزلمة بغمضة عين قالتها غامزة لترد وتين بعفوية
نافية .....أنا.....لا والله....ماعملت اشي ....والله
قهقهة يارا قائلة..
.... لا تخجلي يختي ....ولك لازم تنبسطي الزلمة داااايب فيكي
تساءلت بغباء .....مين قلك....قصدي يعني ...كيف اعرفتي .....يييييي قصدي بكرة بعملوني مسخرة وبضحكوا علي
هتفت يارا بمرح......قصدي قصدي.....يختي الزلمة مبين عليه دااااايب
....بكرة بس تتزوجي بتفهمي .....بتصيري تعرفي إلي بحب وإلي بعشق من نظرة
....بس جربي يختي..
....شو راح تخسري....وأنت إطولي ياهبلة.....ولك هذا صخر ...
.معذب قلوووووب العذااااارى وبالنسبة للي بضحكوا وبتمسخروا
..ماعليكي منهم بكرة راح أخليهم يحكوا مع حالهم بس ردي علي .....وماراح تندمي
تساءلت .....وصخر ؟؟
همهمت يارا مستفهمة .....ماله صخر
همهمت بغباء .....وإذا غلبني....قصدي شفتي....غصبني على الجلباب وكمان غصبني أطلع معه وغصبني.......................
سكتت تداري فعلته تساءلت يارا .....مالك يختي إحمريتي وصفريتي....عشو غصبك يامشحرة ....إحكي وله....شو ....مالك أكل الفار لسانك؟؟
طرقات على الباب أنقذتها من الإجابة .....جاء صوت رعد قائلاً على عجل .......وتين ردي على ستي
قهقهت يارا بمرح قائلة .....شفتي ست وتين ....طول ما ستك
معك مابنخاااااف عليكي....هي أنقذتك ......توجهت يارا برفقة وتين لغرفة
الحجة رحمة بينما خرج رعد برفقة زوجته لزيارة الطبيبة ......
طرقت يارا الباب دافعةً وتين بخفة لتدخل غرفة جدتها همهمت يارا مستأذنة
.....مرت عمي هي وتين بدك إشي مني
أجابت رحمة غامزة
.....أقعدي معنا علشان تكوني شاهدة على الكلام ....مالك مكشرة يا إم لسانين
.....تعالي أقعدي هون قالتها لوتين لتستطرد بحنان هيك ياستي .
...هيك بتعملي فيه ....برضيكي يحكوا عني مش حاكمة على بنت ابني..
...بدك تشمتي النسوان فيه ياوتين .....أنا غصب بغصبك....إلي بدك إياه بصير..
...بس كنت بفكر إلي معزة بقلبك.... يلا ....بدكيش بلاش ..... ناوليني
هالتلفون يا يارا.... خليني أرن على عمامها يلغوا الموضوع
هتفت يارا مطصنعة ....ييييي لا يامرت عمي وتين ما بهون عليها زعلك ولك
ليش ساكتة إحكي أصلاً هي قالتلي أنا بعرف ستي ما بهمها إلا مصلحتي وأنا تحت أمرها
هتفت رحمة .....يوه....مالها البنت أكلت سند الحنك ولا شو....
رددت يارا .....لا شو ماسمعتي..... قالت مثل مابدك هو في حدى بقدر يزعل ست الكل
همهمت رحمة .....ما سمعت ولك علي صوتك....من متى صوتك واطي .....مهو بجيب التايه
همهمت يارا ....يوه مرت عمي ....إلي فات مات هلا هي عرووووس ....والعروس صوتها واااااطي وخجولة ....ولا شووو
هتفت رحمة بمرح.......اااااه أيوه....والله ما إنتي قليلة يا مقصوفة.....طيب يلا سمعيني ....بدك إياه ولااااااا.....
همست وتين بخجل ....مثل مابدك
ردت رحمة ....وأنا شو دخلني....هو أنا الي بدي أتزوج....ولا هو بدو إياني.....بدو إياكي إنتي....يعني بتقولي موافقة ولا ما بدك
همهمت بخجل.....موافقة....قالتها وركضت إلى غرفتها تخبئ تلون وجهها
..................
ينتظر خلف الستارة بقلق منتظراً إنبعاث صوت الطبيبة مطمئناً.....خلعت قفازاتها وعادت لتجلس خلف مكتبها
همهم بنفاذ صبر......دكتورة طمنيني....شو الوضع
هتفت بقلق ...الحمد لله إنك جبتها بالوقت المناسب....بصراحة الوضع صعب شوي....حبيبتي إنزلي وتعي لهون
.....شوفي ....حاليا ممنوع ممارسة العلاقة الزوجية نهائيا.....الوضع لا يسمح....عندك بطانة الرحم رقيقة....وغالبا الحمل بتوأم بكون
صعب....بدك تتحمل أنت وياها وتتعاونوا مع بعض ...هي الأدوية لازم تلتزمي فيها
.....حركة طلعة نزلة وقفة طويلة كله ممنوع إلا لضرورة القسوى
.....هي كورس إبر تثبيت الصبح وحدة وفي الليل وحدة ......
أنا بفضل تشوف ممرضة تعطيها إياهم في البيت علشان ما تتحرك كثير وخصوصاً هاي الفترة
ردد رعد بغباء ....يعني مرتي حامل بتوأم ....ولاد صح
-عفوا.....اه توأم بس
ما ببين جنس الجنين هلا.... ما بين الشهر الثالث والرابع بنقدر نحدد جنس الجنين.....أهم شي الأدوية والإبر أستاذ
رد بسعادة ...ولااااااا يهمك أصلًا أختي ممرضة هي راح تعطيها إياهم...
..شكرا الك ......استقام فوراً ومن سدة فرحه حملها بين ذراعيه غير مبالي
بالطبيبة الجالسة أمامهما همهمت سوزي بخجل.....
يييييي رعد نزلني... شو الناس تحكي هلا
قهقهة الطبيبة بمرح قائلة
....هو فعليا مش لازم تمشي مسافة طويلة .... حرام إضيعي الأجنة..
..لازم تعملي الي عليكي وتاخذي بالأسباب والي كاتبه رب العالمين بصير
....الاهتمام ورعاية إلهم دور كبير.....والنفسية كمان.....خليها مرتاحة
نظر لها بخبث رعد هامساً.....إسمعتي إهتمام ورعاية....شكرا دكتورة
خرجا سوياً والفرح يتقافز من ملامحه كما هي ولكن شعور بالقلق مما
هو قادم احتل جزء من شعورها بينما هو كاد أن يطير من فرحه
...عندما وصل المصعد إلى الطابق الأرضي حملها بين ذراعيه من
جديد وأجلسها بسيارته وقاد عائداً للبيت .....همس في جوفه بغرور
تووووووم ولاد ....ياعيني عليك يارعد.....يا منت كريم يارب
....راح أسميهم إبراهيم وصخر ......يسعد دينهم......بس نكدت علي قال شو العلاقة زوجية ممنوع..
..ولك على شو نكدت عليك ...مهو هيك هيك ممنوع....كان عندي أمل....يلا كمان شهرين بعرف إذا ولد أو بنت
....لا أنا متأكد إبراهيم وصخر...اه ولا....بس إذا كانت بنت رااااااح أسميها على إسم أمي الله يرحمها بس يارب ولدين
تساءلت في جوفها ....هاد بشو سرحان....الله يستر.....قال بسألها ولد ....مجنون الله يعيني.....طيب أنا كيف راح أقدر أرضع إثنين وألبسهم وأنتبه عليهم يييييي والله صعب....ماما راح تساعدني وستي كمان.....يارب...هونها علي واحفظهم الي
أنهى حديثه النفسي وأخذ يداعبها بكلماته ونظراته إلى أن
وصلا..... همت في النزول إلا أنه هتف بصوت عال
لااااااا أوعك.....أنا بحملك
بدلع ورقة همهمت .....رعد بستحي..... بلا ما حد يشوفنا
-ويشوفونا مرتي وأنا حرررررر فيها
حملها بين ذراعيه من جديد وأقتنص قبلة من خدها لتهمس بخجل .....رعد إحنا شو إتفقنا؟؟
همس بمكر ....حبيبتي إتفقنا إنه ممنوع اللمس ....وحاسة اللمس اليد وعرض خواتي حافظها من صف أول ....بس البوس مسموح ....مهو لازم أباركلك....وعلى فكرة لازم أباركلك مرتين لاااااا ثلاث مرااااات توأم هي مرتين والثالثة اليوم عيد ميلادك
قالها غامزاً لتهمهم بسعادة ....يييييي شو عرفك
-له ياقلبي معقول ما أعرف متى نصي الثاني إجى على الدنيا أجابها منتشياً بذلك الخجل الذي إحتل وجنتيها وغلف مقلتيها .....كان قد حضر لها مفاجئة بتعاون مع أختيه مريم ولين ....وكان هذا السبب الرئيسي بإصراره على زيارتها لطبيبة لكي تتمكن أختيه من تنفيذ خطته .....لم تصدق عيناها عندما دخلت غرفتها .....إنتشرت البالونات ذات الون النهدي والزهري فوق أرضية الغرفة واستباحت الجدران أيضاً في تنسيقات مبهجة ترافقها الورود موزعة فوق السرير المحاط بالصناديق المزركشة ذات الأحجام والألوان المختلفة ......وحتى السقف لم يسلم أيضاً تعلقت به حروف إسمها وتاريخ ميلادها بتناسق شديد......
تساءلت عيونها .....كل هذا من أجلي يارعد لتجيبها عيونه .....أميرتي أخفيكي في عيني عن كل العيون
إن هان عمري....... حبك أنتي لن يهون
وإن مسني في البعد شيء من جنون
فاسألي قلبك عله في الشوق يعرف من أكون
العشق في الدنيا عذاب ....حين تسكننا الظنون
وإن خانتني الأيام والظروف يوما
لست أن في الحب من يخون ....
وإن كان الجنون نهاية العشاق.....
بين يديكي أنتي ...ما أحلى الجنون
تلقت النظرات وهوت القلوب وتعانقت الأجساد وما أدفئ عناق المحبوب
...............
في صباح اليوم التالي .....جلست رحمة كعادتها في صالة المنزل المطلة على الفناء الواسع تنتظر برفقة صخر وحسام وأعمامهم حضور وتين .....هتفت لتستعجلها عندما التقطت هيئتها على أعلى الدرج
خفي رجلك يابنت .....عمامك وأخوكي بستنوا.....
همست وتين بخيفة ....ييييي مشان الله تعي معي .....خايفة قالتها ليارا التي ترافقها في الهبوط .....لتهمس لها الأخيرة داعمة .....يوه....شو خايفة ياهبلة.....ولك هو راح يوكلك.....إمشي ستك فضحتنا
همهمت رحمة بسعادة.....ليش طولتي ياعرووووس....تبارك الله ماشاااء الله .....شو هالحلو هاد
همهم صخر غامزاً.....مهو ياستي الحلو ما بجيب إلا حلو
-الله يسلمك جيّاب ياستي........ يوه مالك ساكتة قالتها لوتين الذي بات ارتباكها واضحاً للجميع .....وكشف تمسكها بيد زوجة عن خوفها الذي يعبث في جسدها ...
أخذ صخر يتأمل هيئتها ....كانت جميلة بحق .....بدت وكأنها ملكة .....جلبابها الخمري مموج بين الغامق والفاتح يتوسطه شريطٌ من ذات اللون يلتصق بمعالم جسدها من الأكتاف وحتى الخصر وينطلق بحرية كبيرة من تحت خصرها ليغطي كاحلها أجبرتها يارا على ارتداء الكعب العالي....كانت قد أخضعها لدروس المشي فيه منذ الصباح الباكر ..حتى أتقنتها بسرعة قياسية....ونسقت لها حقيبة وحجاب بذات اللون بدت رائعة بالفعل ......هتف صخر مستأذناً من زوجة عمه ...
أم ليث..... بعد إذنك تيجي معانا
تساءلت يارا باستغراب ....أنا؟؟؟؟ليش....قصدي....ليث راح يغلبنا .....أراد صخر بذلك أن تطمئن وتين هتف طفلها معترضة بحروف طفولية....لا ....ما أغلبت أنا ....أنا أدب
هتف قصي فرحاً بحروف إبنه ....ولك يسعد دينه المؤدب....مين بس بحكي على ابني اشرولي عليه
همهم رحمة محاولةً إستعطافه .....لا ياستي...ضلك عندي....أنا بخاف لحالي...مين بدو يدير بالو علي ....اه
لوى فمه وقطب حاجبيه وهمهم بطفولية ....
عندك مليم ولين تمان
ردت رحمة .....لااا ياستي هدول بنات ....أنا بدي زلمة يضل عندي عشان لمل يجي الحرام يضربه
استولت على اهتمامه ليرد بفرح ....أطخه .....صح تيتا
ردت رحمة موافقة.....أه صح
أسرع لمكان ألعابه وأخرج مسدساً بلاستكياً صغيراً واقترب من جدته مفترشاً حجرها قائلاً بلغة طفولية .....
خلث لوحي....ماما....أنا طخ حلامي
ردد قصي باستعجال ....أي يلا....بدنا نخلص الي علينا.... لسى المغرب بدنا نروح مع حسام......
هتف صخر ....إحنا تأخرنا بسببك على فكرة
-شوف شوف....فوق ما أنا جاي معه شفتي يما بثمرش فيه لمنيح
رددت رحمة مودعة ....الله لا يحرمكم من بعض الله يسهل عليكم يما ..... الله يحرسكم والقلب داعيلكم
أما هي كانت كمن يساق الى الموت...يسترق النظر لها متسائلاً.....ألهذه الدرجة ياوتين خائفة مني؟؟؟؟
لترد نظراتها التائهة ....نعم ياصخر لقد أخفتها بجرأتك....هي مازالت تلميذة وأنت خبير ....أعذر تعثرها فتلك خطواتها الأولى في عالم العشق ....أعذر خجلها فهي لا تعرف عن الحب سوى القليل
مضت سويعات قبل أن يعلنها القاضي زوجة له ويعلنه زوجاً لها ......همهم أبو راشد مباركاً....الله يباركلك فيها ....ويباركلها فيك.....التمام على خير ياعمي
رد صخر ...الله يبارك فيك ياعم ....عقبال ما تفرح بعاصم
-عاصم لسى بدو فت عدس....هاد الولد راح يجنني وينه وين راشد
هتف حسام بسعادة ....مبارك ياخوي......التمام على خير
مبارك يختي.....هيك أنا إطمنت عليكي......ترى هاي أمانة برقبتك ياصخر دير بالك عليها
همهم صخر ....أمانتك بعيوني
استغلت يارا إنشغال أعمامه في المباركة له ووجهت كلامها لتلك التي رمت ثقلها عليها ........
ولك شو مالك....ليش هيك إصفريتي ....ولك شدي حيلك يوه كله كتب كتاب
همست وتين ببطئ شديد .... حاسة حالي راح يغمى علي
-شو يختي....بلا هبل بس الشقر إلي بغمى عليهم....أشكالنا ضد الأغماء سامعة قالتها ممازحة ابتسمت وتين للممازحتها......التقطها رادار قلبه ....كاد يجنن ...فتلك الإبتسامة أعادت الطمأنينة لقلبه بعد أن زعزعتها بخوفها الذي لاحظه.....إقترب منها ينوي المباركة لها....إرتبكت عندما لاحظت تقدمه نحوها تراجعت إلى الخلف بسرعة حتى كادت تقع ..... لم تنتبه لتلك الدرجات خلفها ....مد يده وأمسك خصرها بخفة.....سحبها إليه بردة فعل غير متعمدة .....تمنت لو أن الأرض انشقت وابتلتعها وحال لسانها يقول ....من أين تأتي بكل تلك الجرأة أخبرني أيها الصخر... أعمامي ينظرون إلينا....لا لا ليس هم فقط بل الناس جميعا من حولنا....نحن لم نغادر المحكمة بعد .....ماذا أفعل ؟؟؟هل أصرخ به.. ؟؟؟ هل أضربه....؟؟؟؟نعم يجب أن أضربه ....لماذا لا أقوى على الحراك؟؟....مؤكد أنه عطره الذي يخدر كياني كاملاً فلا أقوى إلا على محادثة نفسي .....إلهي أنقذني من بين يديه
أنقذها قصي بهتافه .....شو يا عريس....بكفيناش ساعة وإحنا نستنى عند المختبر ....خلصنا يلا كل واحد على شغله
همهم صخر موافقاً.....خلص ماشي....أنا بوصل البنات وإنتوا تسهلوا على أشغالكم
رد أبو راشد مؤيداً.....أيواااه زينة العقل ...لم أروح ببارك لأمي....صاروا متصلين علي أكثر من مرة تقول الشغل هارب
همهم قصي ...والله هاد الشهر عطلنا كثير تراكم الشغل علينا....الله المستعان....راح توصلهم وتطلع على أبوك؟؟ تساءل قصي ليجيب صخر .....إن شاء الله
تحرك كل منهم لوجهته اقتربت يارا كما وتين من سيارة صخر أمسكت وتين بمقبض الباب الخلفي تنوي الركوب لتهتف يارا .....يييي وين وين...روحي إركبي قدام
بضياع أجابت .....مين ؟؟؟ليش؟؟؟أنا؟؟؟؟لااااا إركبي انتي
همهمت يارا رافضة....ييييي عليكي انجنيتي....هو جوزي ولا جوزك
جلست في المقعد الأمامي مضطرة....لم تستطع البوح لزوجة عمها عن تلك الذكريات التي تهاجمها عند الجلوس بجانبه.....وعن ذلك الشعور الذي يتسلل لقلبها ضارباً مواطن ضعفها......بذات الوقت كانت رؤيتها بجانبه تبعث بصدره نفس الذكريات اللذيذة بالنسبة له ....مما يجعل الأمنيات تتراقص في صدره .....تمنى لو أنها تكرر ألف مرة وتمنى لو أنه لم يطلب من زوجة عمه مرافقتهما وتمنى لو أن الشارع يخلو من المارة ولو أن الشمس تغمض عينها ولو أنها تبادله ذات الشعور....عاد خوفها وارتباكها ليفرق بينه وبين أمنياته.....وحال نفسه يقول .....تخافين مني يا وتين!!!!....أنا من كان حضني ملجأك!!!!...وصدري حائط مبكاك؟؟!!! نظرة الخوف بعينيك تقتليني وشحوب وجهك طغى على سعادتي
جلس يلوم نفسه في صمت ...أوقف سيارته على حافة الطريق مستأذناً......عن اذنكم ثواني بس......
غاب مدة قليلة ثم عاد ....يحمل بيده بعض الأكياس الصغيرة المزركشة بإتقان .......وضعها بجانب زوجة عمه وعاد للقيادة من جديد ....وصل إلى البيت .....همت كل منهما بنزول .....استوقفها صخر قائلاً......وتين
لم ترد وهبطت مسرعة للحاق بزوجة عمها
نادها مرة أخرى ولم ترد......همست يارا .....
ولك ردي يا مجنونة بنادي عليكي
ردت وتين بخوف .....مابدي أرد .....خايفة....والله خايفة
همست يارا .....الله يجبر عليك ياصخر....ولك مجنونة...من شو خايفة هو بدو يوكلك....روحي ردي عيب انبح صوته وهو بنادي
-طيب تعي معي
-يييييي علينا ولك بلكي بده يقولك كلمة هيك ولا هيك
جحظت عيناها قائلة.....لاااااااا شووووو.....مابدي خلص أتركيه ينادي مابدي أرد
-الله يجيبك ياطولة البال...تعالي
أمسكت يدها وعادت بها إلى حيث يقف صخر الذي كان يراقب كل تحركاتها....كان على يقين أنها مرغمة على إجابت نداءه...... همس لنفسه .....جابتها غصب ....لهدرجة خايفة مني؟؟؟ أنت شو عملت ياصخر
قاطعت يارا حديثه النفسي قائلة...... ناديت علينا
رد بارتباك......آاااااه...آه ناديت....اقترب منها ومد لها يده طالباً مصافحتها لكزتها زوجة عمها لتمد يدها .....كانت مغيبة ضائعة بعناق كفيها شارحةً بذلك عن تلك الحرب الضارية التي تجتاحها .....مدت يدها لتصافحه لكنه صخر!!!! لن يصافحها فقط فهي اللآن زوجته يحل له ما لا يحل لغيره اقترب على مرآى زوجة عمه وقبلها من جبينها وناولها ما اشتراه وأعده خصيصا لها.....كان قد اتفق مع الصائغ من يوم أمس على تحضير ما طلبه منه.....رفعت عيناها لعيناه......مستفسرة عما بداخلها ....ولكنها وقعت بالفخ....بالحقيقة علق كلاهما....لا هي وجدت إجابة ولا هو أشبع رغباته علاقا سوياً بشباك الشوق لا هو استطاع التنازل والإبتعاد ولا هي استطاعت اجتثاث نظراتها من براثن نظراته
همست يارا لنفسها......يييي أنا واقفة عزول ....يقطع شرك ياصخر....طيب في الليل أعطيها إياهم وأقعد معها ...ضروري الموقف الي حطتني فيه....يختي عليهم عصافير الحب....بس مشااان الله خلصوني .....شكله لازم أنهيها أنا مثل ما بديتها أنا .....تنحنحت قائلة.....
يسلموا إيدك....ومبروك ... والتمام على خير يارب .... يلا إمشي.......كلماتها أجبرت نظراته على الإستسلام مخلصةً نظراتها من أسره......همست لائمة......
شو يختي.....على أساس خايفة....ولك خايفة وما نزلتي عيونك عنه....يعدمني إياهم اليهود
هتفت نافية بجمل متقطعة .....أناااااااا ....لا أنا كنت.... أنا ما طلعت فيه أصلاً
-والله جد. ...وشو الك ساعة تعملي حضرت جنابك
-شو عملت.....
-ولاااااا اشي....يما منكم يالبنات.....ولك نسيتي الزلمة إسمه وبتقولي شو عملت ....بدك تفرجيني شو جابلك سامعة
-جابلي؟؟؟شو جابلي؟؟؟
-ياحبيبي....يختي الي ماخذ عقلك يتهنى... هدول لكياس لمين؟؟!!!!
-لمين ؟؟؟؟
-يالهووووووووووي إمشي قبل ما تجلطيني
دخلتا سوياً لتطلق رحمة زغاريدها مباركة......ياهلا وغلا عقبال فرحتك بإبنك يارب
-بوجودك مرت عمي.....
وضعت يارا الأكياس التي تناولتها من صخر عوضاً عن وتين أمام رحمة التي تساءلت بسعادة....اشي اشي لمين هدول؟؟؟
ردت يارا موضحة.....للعروس ....بس شكلها بدهاش إياهم قالتها مازحة .....هتفت مريم ......
أشوف......يااااااااي آيفون ....ستي أنا باخذه عادي والله
نهرتها رحمة قائلة.....إيدك يابنت عيب....بكرة بس يجي عريسك بجبلك.....هدول لوتين ....تعالي يما هون
تساءلت مريم .....ستي....متى بده يجي العريس
-يوه مستعجلة المقصوفة
-آه مستعجلة .....مش علشانه ....علشان الآيفون تفهمنيش غلط
-يقصف عمرهم اليهود....والله ما في حدى قليل....قومي ...روحي طلي على الولد لساتو نايم ولاصحي
-ييييي ألف مرة طليت عليه ....نايم والله ناااايم......ستي ....ورجيني شو بالكيس الثاني
همهمت رحمة لتلك الجالسة بجانبها في جسدها هائمة بروحها ......يلا ياعروس.....ورجيهم شو جابلك عريسك
إحمرت وجنتيها بشدة ....رفعت كفيها لتحتضن وجهها لتداري ملامحها التي فضحتها.....رددت رحمة
والله عشت وشفتك مستحية.....أنا قلت إلا تضربي العريس على اللوج وترجعي من أول يوم....يلا الحمد لله الله جبر بخاطري
قهقهة يارا قائلة .....شفتي الحب شو بغير يامرت عمي
-اه يختي عشت وشفت
تساءلت مريم .....عن مين قصدكم؟؟حب وما حب
هتفت رحمة مؤنبة.....وله إم لسانين قومي ساويلك شغلة بدل ما إنتي قاعدة تتسمعي على حكي النساوين
-على فكرة لين إم لسانين مش أنا .... ستي زعلت منك
-شوفي كم حيط طقي راسك بلي تعجبك
-أصلاً عادي.... بخلي رعد يجبلي آيفون......أنا رايحة أنتبه على مرت أخوي أحسنلي
-روحي يختي مين ماسكك ......استطردت متساءلة...
وتين ياستي....ليش ساكتة
تنهدت مجيبة..... أنا.....ولا اشي
-طيب تعالي فرجيني شو جبلك ولا بدكيش اتفرجيني
أمسكت الأكياس بضياع وبدأت تفرغ محتوياتهما .... كان أحداهما يحوي هاتفا نقالاً إضافة إلى شريحة جديدة......وكامل زينته المنتقاة بعناية .....أما الآخر فقد كان يحوي علبة مخملية تحتوي على تشكيلة مجوهرات مختارةً بعناية همهمت يارا......ماشاء الله بسطلوا والله صخر مذوق تتهني يارب
أخذت رحمة تتفقد علبة المجوهرات وما تحويه قائلة....يا بنت طلي كنه ناسي يجيب دبلة ولا أنا مش شايفة
همهمت يارا بمرح......إلي جاب هدول مش ناسي يجيب الدبلة أكيد .....بس الدبلة من حق الزوج وصخر ما بتنازل عن حقوقه ......قهقهة بمرح كما رحمة التي رددت .....ملعون هالولد ....مش قليل....
مبروك ياستي إن شاء الله جيزة الدهر .....شكلك تعبانة ياستي روحي نامي
ببرود لا يعكس تلك العاصفة التي ضربت كيانها منذ أن إحتجز نظراتها أجابت طيب ستي ....عن أذنكم
تساءلت رحمة مستغربة.....يوه البنت مش طبيعية .....إلي ماخذ عقلك يابنت هاشم يتهنى
همهمت يارا موضحة.....عادي يامرت عمي....كل الي بتمر فيه وتين أشياء جديدة عليها ... أول مرة تحسها وتلامسها ....مع الأيام بتصير تفهمها ومع صخر أكيد راح تتعود .....بس بصراحة ماتوقعت تكون هيك صدمتني......اتوقعتها أقوى من هيك
تنهدت رحمة قائلة.....يما...خذيها حكمة مني....مافي بعد الأم وجودها نعمة وخسارتها نقمة الشخص الي بتموت أمه بسموه لطيم مش يتيم ....بتعرفي ليش ....لأنه الأم هي كل اشي....هي الي بتعلمه يوكل ويلعب ويضحك ويمشي ويعبر ... وبعدها بشوي بتعلمه يدافع عن حاله وبتحميه وبتعلمه كيف يتعامل مع الناس وكيف يفرق بين لمنيح والعاطل .....وبدون أم بصير هالشخص عبارة عن وحش لأنه ما في أم تعلمه وتوجهو وعلى قد ما هو قوي وشرس من برى على قد ماهو هش وضعيف من جوى بحاجة لحضن يلمه ويعلمه ويحميه ....وإن شاء الله تشوف فيه الأشياء الي ناقصاها مثل ما شاف فيها الأشي الي ناقصه .....قولي يارب
همهمت يارا بإعجاب .....ماشاء الله عليكي يامرت عمي ....بتعرفي نفسي أخذك تعلمي بنات اليوم وتعطيهم دروس.....الي بشوفوا الجيزة بس حب وهدايا وغرام ومابعرفوا شو نوع المسؤولية الي راح تتحملها بكونها أم .....بتعرفي في نسوان برموا ولادهم وبناتهم علشان هواهم ....علشان تغيظ زوجها .....ولمجرد مبررات تافهة ..... مثل ما خان أنا راح أخون ومثل ما باع أنا راح أبيع......وبتركوا ولادهم يتربوا أيتام وأهلهم على قيد الحياة ....وتين عاشت يتيمة بأمر الله وما في باليد حيلة.....بس أمر البشر ......شو نحكي عنه ؟؟؟؟
همهمت رحمة .......رسولنا الكريم عليه أفضل الصلوات والسلام شو قال ....
همهمت يارا .....عليه أفضل الصلاة والتسليم
استطردت رحمة .....من أحق الناس بصحبتي .... أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك ....هاد يابنتي رسول وما بنطق عن الهوى .... ربنا عادل شوفي عدله....كرم الأم ثلاث مرات على الأب وهاد مش من فراغ طبعا لاء ....حاشا لله بس لأنها بتتحمل ثلاث أرباع المسؤولية تجاه بيتها وولادها عكس الأزواج إلي غالبيتهم بدور على هواه ومزاجه إلا ما رحم ربي .....ياما زلم تركوا ولادهم وبيوتهم وركضوا ورى هواهم بس الشطارة على المرة الي تلم ولادها بحضنها وما تساوي حالها فيه وتقول مثلي مثله... لاااا يما عمرو الزلمة ما ساوى مرة ولا بعمرها المرة بتساوي زلمة ...بزمانا كنا نقول المرة بتسوى عشر زلام ......وبشرع ربنا كل واحد عليه واجبات الي حددها ربنا وأعدل من رب العباد مافي
همهمت يارا .....ونعم بالله .....الله لا يحرمنا منك يامرت عمي واضلي تعلمينا وتوعينا.....هلا إحكيلي شو جاي عبالك نطبخ
همهمت رحمة بحنان ....الي منك خير وبركة ونعمة كريم
............................
وصل صخر للمستشفى ليجد زوجة عمه برفقة جاك الذي تقدم لخطبة إبنتها تساءل صخر....حسام ....هاد الزلمة شو جابه هون وأمك وأختك معه ليش
همهم حسام مستغرباً......والله مابعرف ....مثلي مثلك هي جيتي لسى بمشي قدامك.....تقدم ناحيتها متسائلاً.....إمي ....شو بتعملي هون
نظرت إلى صخر ورددت بمكر....والله جينا نعمل فحص ما قبل الزواج.....أه صحيح ....جاك هي حسام ابني .....وهاااااااد
قاطعها المدعو جاك قائلاً بينما يبسط يده باتجاه صخر .......صخر تشرفنا حبيب وأبو نسب عن قريب
أبقى يده مخفية في جيب بنطاله ولم تهتز له شعره رغم أنه كاد يحرق الأرض تحته ومن بجانبه ... كيف لها أن ترمي بأمر الجميع عرض الحائط وأن تفعل ما فعلت .... بعد برهة نطق بكلمات تعمدها ....معلش متوضي قبل اشوي ....بقدرش أسلم عليك والحكي الي حكته هلاء حتى بأحلامك مش مسموح.....إحنا ما بنطعمي بناتنا حرام ولا بنلبسهم حرام ولا بنجيبهم من الحرام ولا بنعطيهم لولاد الحرام .....وفهمك كفاية ياااااكبير التفت لإبن عمه وهتف بصرامة.....حسام جيب أختك وتعال .....أكيد إمك بدها تحكي كلمتين على انفراد مع أبن.......اه صحيح معك ربع ساعة بديش أشوفك وجهك هون أو بأي مكان بتواجد فيه واعتبروه تحذير أخير
إنسحب حسام وأخته برفقة صخر وبقيت أمه بجانب جاك الذي احترق غيظاً من كلمات صخر .....همست بخبث...شفت بحبها وبده إياها غصب.... بس لو بموت ما راح ياخذها على جثتي ....جاك....وين رايح ....جاك....ييي الله يسم بدنك ياصخر وينتقم منك
خرج جاك من المستشفى بأسرع من البرق
كيف له أن يكسر أمر صخر ....الذي يملك مستندات تثبت تورطه بتجارة المخدرات والتي ولولا عناية الله لكان قد ورط صخر بها......كان صخر قد شك بمناقصة قدمها جاك له تعنى بمواد التجميل الطبية ولكن صخر اكتشف أن هناك خطبا ما .....لذلك قرر التحري عنه
قام بجمع معلومات عنه تفيد تورطه بأكثر من عمل غير شرعي دينا ودنيا....تجارة النساء أولها ونهايتها تجارة الأعضاء وبينهما حدث ولا حرج ....تلك العينة يجدون دائما من يحمل عنهم أوزارهم ويختفون خلف أقنعة الكمال والفساد يملأ قلوبهم وهو الله فقط القادر على كشفهم
همس صخر لحسام.....أمك من كل عقلها جايبة وجاي ....شو انجنت ....وإنتي ....كيف ترضي بهيك أشكال.....ألف واحد بتمنى صرمايتك
صمتت وعلقت نظرها بالأرضية تحتها .....همست لنفسها ...جابتني غصب عني....وضربتني.....أنا حاسة إنها بدها تخلص مني وبس
إنتبه حسام لتلك الدموع التي تشكلت في مقلتيها .....همهم لها بحنان ....هبة يختي....هاد الزلمة مش مناسب الك....بكرة الله ببعتلك ابن الحلال الي يصونك ...مابدي أشوف دموع بعيونك أبدا.....الله يرضى عليكي...احتضن أخته تحت جناحه وهمهم لصخر .......عن إذنك أروحهم وأرجعلك ......
هز صخر رأسه مودعاً......الله معك ....إتجه كل منهم إلى وجهته .....دخل صخر غرفة أبيه هتف مستبشراً..... شو ياحج.....ماشاء الله عنك منور
همهم أبو صخر ....الله يرضى عنك يابا.....الحمد لله اليوم حاسس حالي أحسن بكثير ....إمك هلاء روحت مع عمك قصي......الدكتور قال لسى بدي كم يوم
تساءل صخر ....وأنت ليش زعلان يابا .....خليك براااااحتك لما تصير أمورك كلها تمام ووضعك الصحي يستقر بتروح بإذن الله
همهم أبو صخر بقلق..... يابا ورااااي مصالح ناس لازم أمشيها ....بقدرش أضل هون
همهم صخر برجاء.....يابا إلي بدك إياه أنا جاهز فيه.....بس مشااان الله لا تستهتر بصحتك إنت بس أشر
- المكان بعيد هالمرة بديش أغلبك
-يابا ....إذا بدك على القمر بطلعلك بس أشر ولا تهكل هم
تنهد بقلق قائلاً......سيدك أجاني بالحلم وقلي يابا أختك صباح جوعانة ليش ما طعميتها ولف وجه وراح عني ....بعد بشوي شفته بجهز وبرتب المكان إلي هو قاعد فيه قلتله يابا خليني أرتبه عنك قالي لا تتعب حالك هذا ضيفي مش ضيفك .....بعدين شفت حية قرصتني من ظهري وصحيت لتعرف لهلاء حاسس بوجع قرصتها تقول حقيقة ...بدي أروح أشوف عمتك.....ليكون صاير عندها اشي وأطمن عنها أنا قلبي مش مرتاح يا صخر حاسس وكأنه حجر كبير قاعد فوق صدري
هتف صخر رافضاً....يابا عمتي بالعقبة والدنيا ناااااار مستحيل أسمحلك تروح عليها .....بس الليلة من عيني هاي قبل هاي بطلع عليها والله لولا شغلة حسام كان هلاء إطلعت عليها بس صار ماخذ موعد مع الجماعة ومابدي أكسر بخاطره .....بروح أنا وبطمنك وبعمل الواجب وزيادة تكرم عينك يابا
همهم راضياً......الله يرضى عليك ويتمم إلك وإله على خير .....سكت قليلاً ثم أردف بقلق.....يابا بلاش تطلع بدفي الليل ....قلبي مش مطمني....خليك لصبح الصباح رباح
-خايف علي يابا!! الله لا يحرمني منك ياغالي
-إذا على إبني وحيدي ونظر عيني وفلذة كبدي بديش أخاف ....أخاف على مين يابا
مال عليه صخر بجذعه واحتل صدر أبيه بسعادة ....شيء ما يشعر به لأول مرة .....شيء أثبت له أن هذا القلب الذي ينبض في صدر أبيه يحتله هو رغماً عن الجميع ......دخل حسام عليهما.....همهم بغيرة مصطنعة ...لاااااااا هيك كثير ...ترى أنا بغار
ابتعد صخر عن أبيه مرغماً .....مسح دموعه خفية همهم متساءلاً.......وصلتهم ؟؟؟
إجاب حسام .....آه ....بدي أستنا عمامي لما يجوا علشان نضل طالعين .....كنت بتمنى تكون معي يا عم بس صحتك أهم وصخر بسد
همهم أبو صخر مباركاً....على خير ياعم .....الله يوفقك ويسعدك ويختارلك وما يخيرك
-الله لا يحرمنا منك ....هيهم وصلوا أكيد ... قصي برن
همهم صخر ....أنا جاهز ....عن إذنك يابا
همهم أبو صخر .....صخر مثل ما قلتلك الصباح رباح يابا
رد صخر .....توكل على الله يابا .....ولا يهمك
تساءل حسام ....شو فيه....عن شو بحكي عمي
أجاب صخر.... بده أروح أزور عمتي صباح .....وخايف علي بدوش أطلع في الليل
-عمتي صباح!!!!!.....ليش صاير عندها اشي
-لاء بس حلمان فيها وبده يطمن عليها
-على خير
إنطلقوا إلى وجهتهم واتفقوا على إتمام الزواج وخير البر عاجله....كانوا قد حددوا يوم الخميس القادم من أجل كتب الكتاب والذي يصادف بعد غد من يومهم ....وعاد كل واحد منهم إلى بيته بعد أن قدموا التهاني لأمهم بخطبة حفيديها
جاء الليل الذي يهيم به العشاق....نعم اشتقت لها.....كم أتمنى سماع صوتها على الاقل .....امعقول أنها قد فعّلت هاتفها.....ليتها فعلت....هذا ما حدث به صخر نفسه عندما عاد لبيته ليبيت برفقة أمه...التي استبقته إلى بيتها لتنظيفه وتحضيره من أجل خروج زوجها من المستشفى
بينما هناك وعلى الجانب الآخر كانت لين ومريم تحاولان إقناع وتين بتجربة هاتفها الجديد
هتفت مريم بحماس ....أمانة افتحيه راح أمووووت وأشوف مميزاته
همهمت لين مؤيدة.....عنجد والله ولك فرجينااااا ما أزنخك .....إسمعي نزلي الفيس والواتس والأنستا....ولك بسسطل بضلي تتصوري في اشياااااء بتجنننن تعي شووووفي .......أمسكت ليت بالهاتف وجردته من علبته ضغط زر التشغيل وبدأت بتنزيل البرامج .....هتفت بأسف.....يييي النت بطيء
همهمت مريم ....ولك حطي الشريحة....أكيد فيها نت
- آه صح ...أصبري
أشبعت كل واحدة منهما فضولها بينما تلك ضائعة لا تدري لما هي على هذا الحال ....ذهبت كل واحدة منهما لنوم ....بينما هي بقيت تعانق سواد ليلها عل ذلك العناق يهدئ من تلك الحرب الأهلية التي اندلعت بداخلها
رنين هاتفها الغير متوقع سبب الذعر لضربات قلبها التي أخذت تتسارع بشدة .....همهمت لنفسها
هاد تلفوني....يييييييي الله يعدمني إياهم ...كله من لين ومريم ...معقولة يرن بهيك وقت؟؟؟؟ ....معقولة لا لا ....مستحيل شو عرفه إني شغلته أصلاً .....ولك غبية هو في حد غيره بيعرف الرقم .....طيب شو أعمل ....ما بدي أرد أحسن اشي
مرت دقيقة أو اثنتين قبل أن يعلن صوت رنين آخر عن تلقي رسالة .....
-أنا صخر....ردي
تمنت لو أن الأرض انشقت وابتعلتها ماذا تفعل الآن أ٦اد الإتصال من جديد ولكنها .....لم ترد أيضا راسلها من جديد
-وتين ردي ....بس بدي أسمع صوتك .....لم ترد
-طيب إفتحي خط وما تحكي .....لم تجبه
-طيب إذا ما فتحتي خط ورديتي باجي عندك هلاء
إرتعد قلبها لفكرة مجيئه .....من فورها أرسلت له
-لااااااااا تيجي
-طيب ردي
-مابدي
-ليش
-هيك
-خلص معناها هيني جااااي
-لا بالله عليك لا تيجي
-بالله عليكي تفتحي خط .....ما تحكي بس اسمعيني
أعاد الإتصال مرة وثانية والثالثة كانت بمثابة الإفراج
همهم بسعادة.....وأخيراً.... ما بعد الصبر إلا الفرج عجبتك هديتي؟؟؟
همست في نفسها .....آه عجبتني بس بديش أحكي معك
-طيب....السكوت علامة الرضى ....سيفي رقمي عندك
آه صحيح إذا في اشي مش عاجبك من الذهب بنروح بكرة بنبدله ....لااااا بكرة طالع بعد بكرة بس أرجع
همست بعفوية ......من وين ترجع
-عندي مشوار ضروري ع العقبة
-شو بدك تساوي بالعقبة
-شو بشوف بلشتي تمارسي سلطاتك ....لاااا هيك ما إتفقنا مثل ما بتمارسي حقوقك عليك واجبات.....ولازم تعملي واجبتك علشان تتمتعي بحقوقك كااااااملة
-شو قصدك؟
- المفروض ترني علي وتحكيلي صباح الخير حبيبي وين بدك تروح .....أنا هيك بترد فيه الروح وبجاوبك طالع على العقبة....بتردي بتحكيلي حبيبي شو بدك تساوي بالعقبة بحكيلك شغلة صغيرة بدي أخلصها بتحكيلي حبيبي لا تتأخر لأني بشتاقلك بحكيلك أنا راح اشتاقلك أكثر ...وأخر المكالمة بتحكيلي حبيبي بحبك بحكيلك بحبك أكثر وأكثر وأكثر
اشتد الحرب بداخلها وأعلن جسدها حالة التأهب القصوى.....عذاب لذيذ شيء ما يجتاح أوصالها دون رحمة ولا رأفة......صوته وكلماته وهمساته وتلميحاته تجتاحها بقوة همست لنفسها ....
ياربي.....قلبي رااااح يوقف .....شوووووو أعمل...سكري الخط بوجهه.....لاااااااا شو تسكري الخط خليكي معه
همس لها بوله ....وتين ....حبيبتي....أنا أسف والله إلي صار غصب عني بكرة بس تحبيني مثل ما أنا بحبك بتعذريني.....بس بالله عليكي مابدي أشوف نظرة الخوف بعيونك....أنا مستعد أحميكي حتى من حالي....اشكيني اليّ بس لا تخافي مني .....أنا ما صدقت أشوف نظرة الآمان بعيونك .....وتين .....إنتي معي وتين .....وتين
وصلته شهقاتها لتطعن قلبه في الصميم .....دموعها كانت نيران إندلعت في جسده
أغلقت الهاتف مرغمة تحاول السيطرة على مشاعرها المهتاجة ....لا هي تدري كيف تسيطر عليها ولا هي تدري ما الذي يحصل لها....بكت وبكت لم تدري كم مر من الوقت قبل أن تعلن طرقات الباب عن زائر فتحت الباب بتكاسل وياليتها لم تفعل ......
-يييييي شوووو جااااابك.....حكتلك لا تيجي......روووح
-وضع يده على فمها ليسكتها رغم أنها وكغير عادتها كانت تتكلم بصوت منخفض.....تعمد إسكاتها .....
أراد الضياع بعينيها ليضيّعها معه.....فهذا الشيء الوحيد الذي كان يستطيع السيطرة عليه ....عيناها تلك التي لا تستطيع الكذب ولا تقوى على الكتمان.....صريحةٌ جداً وصادقةٌ جداً وفاضحةٌ جداً وجداً ......نظراتها المغمسة بالشوق كما نظراته هونت عليه قهره ....أزاح يده عن شفتيها ....ليرحم ضعف قلبه ويأمن جنون جسده ليس إلا... همس بحنان ....حكتلك ما تعيطي ....إنتي أجبرتيني آجي
همست بضياع ....أنا....خلص روح هلا بتصحى ستي .....يييييي هلاء بشوفك رعد ....روح
كانت تدفع جسده الضخم بكفيها الصغيرتين .....أمسك يدها وقربها منه بخفة هامساً...كل ما رنيت وماردتي رااااح آجي
-خلص روح راااااح ارد
-وكل ما حسيت إنك بتعيطي كمان راح آجي
-كيف راح تعرف اني بعيط
-هو بقلي
-مين ؟؟؟
أمسك كفها من جديد ووضعها فوق خافقه ...شعرت بتلك الحرب التي يخوضها قلبه تجتاحها
لاااااا ياصخر أترك يدي يا صخر وأرحل ....لن يقوي جسدي على حربك يكفيني ما أعانيه أرجوك أتركني وأرحل .....إرحل رغم أنني برحيلك أقتل ......
هاله إصفرارها وارتعاشة جسدها كلما اقترب منها....عكسه تماما ....فهو بقربها يشتعل جسده
فضل الإبتعاد قليلاً لكي لا تموت هي من البرد ولا يموت هو من شدة الحرارة
همس لها قبل وداعه الأخير .....جبتلك شاورما أكيد ما أكلتي من الصبح ... بالله عليكي توكلي ....سلام
تركها بوضع لا تحسد عليها....تفكر كيف له أن يتحكم بها كما يريد....... رغم كل ما يحصل لها بقربه إلا أنها تطالب بالمزيد.....رغم رفضها الشديد لما يطالبها به فهي قررت ومنذ زمن أن تكون رجل بجسد إمرأة لماذا تصر ياصخر على إحياء ما قتلته السنين بداخلي لما....همست لها روحها التائهة ......لماذا لا تريدين أن تكوني تلك الأنثى التي خلقتي من أجلها يا وتين .....أتريدين أن تعصي الله .....لاااا وحاشا لله أن أعصيه.....هو ربي وهو أعلم بما مررت به ....لا أريد تلك الانثى لأنها ضعيفة لا أريد هذا الضعف إني أكرهه وأكره قربه
....... لا أستطيع الكلام بوجوده.... لا أتحكم بنظرة عيني وقلبي وجميع حواسي......هشة ضعيف منساقة.....يفرض علي ما لا أريده.....أريد أن أبقى وتين بقلب عمر .....لا أريد قلب تلك الانثى التي تضعف أمامه دائما ....وعطره يسكرها..... إقترابه يسلبها السيطرة على حواسها ..... عيناه تضيعها....وقلبه ......قلبه يدمر كياني .........لا ياوتين ....حددي هدفك جيداً....لا تضيعي الفرصة....كوني تلك الوتين بقلب ذلك الصخر.....هناك الحياة أجمل والمستقبل أروع....
هناك بقلب الصخر ستولد وتين الجديدة وستنبت نبات حسن ....فأنت تلك الزهرة التي نبتت في أرض قاحلة .....رغم كل الظروف وكل المستحيلات إلا أنها نبتت فلا تقتليها أرجوووك إسقيها حبه فهي تحتاجه....حبا حلال صافيا فلتسمحي لها بالوجود .....فبذلك ياوتين تكوني
خرج يتسلل في جسده تاركاً قلبه يراعها......هتف رعد
ياهلا وغلا بالعشاق .....بس آخر الليل عيب هالحركات يا صاحبي .....
همهم صخر بارتباك .....ولك لمستني ....عشاق شو يازلمة ....كنت بدي آخذ أوراق ضرورية من المكتب ....بتعرف اليوم روّحت على الدار وما أخدت أغراضي .....ووو
قاطعه رعد غامزاً.....لاتبرر يا صاحبي أقولك خلص ياعمي إعتبرني صدقتك
-إخرس ماشي....بعد هيك ما أبرد وجهك
-لاااااااا تعال وين رايح
-بدي أروح...بدك اشي
- مش أنا إلي بدي هاي أختك بتتوحم عليك
-شووووو.....ولك إنت عقلك إنشطب
- بكرة بتجرب يا صاحبي وبنشوفك ....أصلاٍ المكتوب مبين من عنوانه
-خلص عاد بكفي برادة ....شو بدك
-أنا عنجد بحكي أختك بدها تشوفك صحتني من النوم قال جاي على بالها تشوفك هلاء و بتعرف مرتي أنا أختك يعني حاااااااااامل بتوووووووم وممنوعة من المشي لهيك قررت أجبلها أخوها عندها ....لقيت أخوها قلبه بوجعه قصدي حاااااسه وجاي لحاله ....بس كيف زبطت معك ....ياعم حظ .....طول عمرك محظوظ
دفعه بخفة وأبعده عن طريق متقدم نحو غرفة أخته قائلاً.....بدك توكل راسنا توم توم جننتنا يازلمة ....يلا مستعجل بكرة نازل على العقبة بدي أريح كم ساعة
-على العقبة .....ليش
- عندي اشوية شغل
-لحالك
-آه
-خلص جاي معك
-إنت خليك عند مرتك والتوووم وبكفيني
-آه صح ...بقدرش أترك مرتي حبيبتي ....يازم ليش بحكوا الجيزة مش حلوة صدق إنهم كذابين والله أنا عايش ملك
-أستغفر الله العظيم ....يلا يازلمة خذ طريق خليني أشوفها
دخل رعد إلى غرفته وأعلن لزوجته عن حضور أخيها سمح له بالدخول لتهتف بشوق اجتاحها فجأة مناديةً بإسمه .......صخر حبيبي.....عانقت أخاها وكأنها لم تراه منذ سنين .... أحس بشيء من البلل على قميصه....رفع وجهها إليه متسائلاً......ليش بتعيطي يختي.....هاد الحيوان زعلك ....بس أشري
همهمت بوجع.....لاااا والله ....بس أنا مخنوقة ومش عارفة ليش ....قلبي مقبوض....بالله عليك دير بالك على حالك ....أمانة ياصخر أنا إذا صارلك شي بمووووت والله أنا ما إلي غيرك أنت وبابا بكل الدنيا
ضربته كلماتها ذلك الذي يراقبهما في مقتل واجتثت قلبه دون رحمة همس لنفسه .....وأنا....أنا ولا اشي بنسبة الك
بينما همهم أخوها ماسحاً دموعها .....لا تخافي علي يختي ....طول ما عندي أخت مثلك الله بحميني....بعدين مافي اشي تخافي منه...أبوي كلها يومين وراح يروح على الدار سالم غانم بفضل الله ....إنتي ديري بالك على حالك وعلى .....التوم على راي جوزك .....الله يقومك سالمة يارب......أيوة هيك إضحكي
شبه ابتسامة ارتسمت اغتصبت شفتيها لتردد مباشرة عندما استقام ينوي الرحيل ......لحظة....خليني أضمك كمان مرة
شعر بغصة في صدره من ذلك الخوف الذي احتل مقلتيها هتف متسائلاً........وله رعد ليش مزعل أختي
كان رعد في عالم آخر أكلت الغيرة قلبه وسيطرت على عقله ....كيف لها أن تسوغ كلمات الحب لأخيها بينما حرمته من سماع كلمة حب يتيمة ......هتف بحنق.....
أنا ما زعلت حدى
تساءل صخر مستغرباً....ليش بتحكي معي هيك
أجاب بلؤم ....هيك ...الله خلقني نكد
ابتسم صخر لغيرة رعد التي بدت واضحةً على ملامحه ونبرة صوته ..... ضم أخته مودعا وهمس لها .....
ترى جوزك بغااااااااار ....ديري بالك عليه بلاش ينجلط
همست لنفسها .....يييييي بعيد الشر عنه ....من مين بغار...... ييي من أخوي هاد انجن أكيد
هتف صخر ......رعد.....ديري بالك عليها وعلى ستي....وعلى ......البنات
رد رعد بنزق ....ناقص تكتبلي وصية على أساس رايح على المريخ ....كلهم ثلاث ساعات إنت وأختك عملتوا فيها دراما قالها بينما يهبط برفقة صخر إلى الطابق السفلي حيث المخرج رد صخر محذراً......
ولك دودة....لا تقول قدامها إني رايح على العقبة ....أختي بتخاااااف علي ....حنووووونة الله يرضى عنها
حتى أمي ما بدي أقولها
-خلص فهمنا ....الله معك بدي أناااااام ياعمي
رافق صديقه حيث سيارته وعاد إلى غرفته هامساً في جوفه بحنق.......أخوي حبيبي ودير بالك على حالك وأنا الله لا يردني ...بستاهل أنا إلي جبته...لاء حرام الكذب هو أجى لحاله ....بس أجى علشان وتين أما أنا لمسخم فش حد يسأل عني وجودي وعدمه واحد ......تنهد بقهر .....دخل إلى غرفته تفقد هيئتها فلم يجدها تفقد حمام غرفته فلم يجدها أيضاً .....اقترب من الباب ولكنه استبقته وفتحته تساءل......وين كنتي .....ليش قمتي من مكانك ما سمعتي الدكتورة شو قالت ....دخلت عليه تحمل في كفها صينية الطعام قالت بحنان .....إنت ما تغديت اليوم .....معلش سامحني أنا مقصرة معك
رد بعصبية بسبب عدم امتثالها لأوامر الطبيبة .....بديش أتسمم ولا آكل بس خليكي نايمة
تساءلت ......ليش معصب طيب
-مش معصب .....اقتربت منه حتى تنفس أنفاسها .....همست بدلع ورقة أطاحت به
-جد .....بس أنا شايفة إنك معصب
-جد إنتي شايفه هيك
زمت فمها ذو الشفاه الرقيقة ورفرفت بجفنيها ليهمهم بوله.....يا ويل قلبي أنا ....بلاش زمة التم أنا بقدرش عليها ترى
همست بخبث أنثوي غامزة......بس أنت بتعرف شو حاسة اللمس صح
ردد بضياع .... آااااااااه ...بعرف .......بس تذكر حروفها ليهمس بغيظ ..... بس على رايك ما إلك حد إلا أبوكي و أخوكي
ضحكت بمرح واستمتاع بغيرته ...أضاعت بذلك ما تبقى من عقله ....مدت كفها ناحية صدره وأشارت بإصبعها حيث قلبه وهمست برقة .....أنا ما إلي حد غيرهم برى هالمكان ......أخذتها لرأفة به .....فلقد جاهد لينال رضاها .....واستحق ذلك ....فهي لم تكد تلفظ الكلمة حتى ينفذها
أعتقل خصرها بين يديه وقربها منه حتى إنعدمت المسافات الفاصلة تماماً وهمس لها بشوق ......
هالمكان وصاحبه إلك .....فوتي جواه مين طلب منك اضلي برى المكان....إنتي الي رافضة تريحيه وتريحيني
-ييييي...أنا ....مين قال؟؟؟؟
-بالله جد .....يعني علشان أنا زلمة شاري رضاه مرتي الغالية تعملي فيه هيك
-أنا....شو عملت حبيبي
-مين...........مين حبيبك
أخذت تعبث بأزرار قميصه بعبث وتناظره بمكر أنثوي أتقنته قائلة بإغواء ...... أنت حبيبي وأبو ولادي وروحي وحياتي
همس بضياع ......أنا
-طبعا.....وهي أحلى بوسة لأبو إبراهيم
-لاااااااا هيك الوضع خرج عن السيطرة....أسف حبيبتي مش راح أقدر ......أطبق على شفتيها وهي لم تمانع ....
نسيت أباها وأخاها ونسي هو كل الدنيا عندما حط بشفتيه على شفتيها ....تلك هي زوجتي التي أريد ترغبني كما أرغبها ....تنسيني همومي بحروفها وبحضنها أنسى الدنيا وما فيها ....حط بها فوق السرير لتهمس بخجل .....
رعد ...الدكتورة قالت ممنوع ....علشان برهوم وأخته
تساءل بغباء وصدره يعلو ويهبط بسرعة من فرط نشوته .....مين برهوم....قالها ثم ابتعد مرغماً عن جسدها واستلقى بجانبها يحاول السيطرة على أنفاسه المتسارعة همهم بتعب ....آه برهوم وأخوه قصدك.....يالله علشان برهوم وأخوه انجلط عادي.....طيب ....علشان برهوم وأخوه سامحيني ....في دراسات بتحكي إنه الجنين ببطن أمه بتأثر بعلاقة الأب والأم بزعل على زعل أبوه وبفرح على فرحه
قهقهت بإغواء لم تتعمده .....همس بضياع .......دخيل ربك ما أجمل هالضحكة.......حبيبتي مسموحلي أنام هون .....علشان نفسية لولاد بس
همست بخجل بينما غطت وجهها بكفيها وعلشان نفسية إمهم كمان احتضنها بحنان وهمس بمكر .......
ونفسية أبوهم كمان ....مهو الريحة ولا العدم
لا تبحثوا عن الحُب..... إبحثوا عن السند... عن مَن يحنُو مودة و يَدنو رحمة......عن ساتر العُيوب بما تحملُون من ميزات....عن الأمان الذي لا يعقبهُ خوف.... عن الدفء الذي لا يتبعهُ برد..... إبحثوا عمّن تتخطون معهُ عتبات الحُب إلى منزلة المودة والرحمة
سبحان من جعل الصباح يطوي صفحة الليل بلحظة ويأتي محملاً بخبايا القدر
هتفت أم حسام متساءلة......صباح الخير ....شو طالع بدري اليوم
رد على عجل .....صباح النور ........اه والله طالع على صخر بده يوخذ سيارتي لأنه رعد ناسي يجدد ترخيص سيارته وسيارة عمي خربانة ......بده يطلع على العقبة وما بقدر يطلع فيها بدون رخصة
تساءلت مستغربة ........على العقبة....ليش؟؟؟
رد حسام موضحاً......بده يشوف عمتي صباح.....يلا عن إذنك أنا تأخرت......
خرج مسرعاً ليلبي طلب ابن عمه وتركها تحيك خطتها الخبيثة.....حادثت نفسها بانتصار .......أيواااااااااه والله وأجتك على الطبطاب يا منى .......راح أربيك ياصخر وأعلمك كيف تدخل بلي ما الك فيه.....وين تلفوني......
استلت هاتفها ....اختارت إسمه وضغط زر الإتصال .... -ألووو....جاك ....أنا زعلانة منك هيك امبارح بتروح ولا بتسأل....بس أنا قلتلك مش بكيفه.....لاااااا مابدي أستنى تحلها ......حلها عندي....هو اليوم طالع على العقبة بسيارة حسام ..... راح أبعتلك التفاصيل ....لااااااا إياك جاك قتل لاء.....لا أرجوك رصاص وهاي الأمور مابدي حتى ولو تخويف ....أنا بدي تعلم عليه ....بوجهه أهم إشي....علشان ما يقدر يطلع فيه أو يرفع راسه حتى ......ماشي اتفقنا .........باي باي .....بدي أشوف ياصخر أفندي أنا ولا أنت
حاكت خطتها الصفراء بإدارة قلبها الحاقد وروحها الجشعة ......وصل حسام حيث كان يصطف صخر هتف متساءلاً......
شو مالها زعلانة منك
تنهد صخر قائلاً .......أنا عارف .....إلي ساعة براضي فيها على الفاضي ....مع إني امبارح طالع فيها وصفيتها ما كان فيها اشي
هتف حسام حامداً.....وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ....منيح ما قطعتك بنص الطريق ....الحمد لله إنها وقفت قبل ما تطلع .....بتعرف...... إلي خاطر أطلع معك
قهقه صخر قائلاً....ليش ....خايف على سيارتك....يازلمة والله برجعها
قهقه حسام مجيباً.... والله العمر برخصلك له .....إنت من عضام الرقبة ياغالي
-يسعده أبو هاشم
-هلا إتذكرت حلمت بأبوي .....شفته سلم علي مش متذكر الحلم مزبوط ....بس كأنه قلي روح زورها وهيني بستناك ......كأنه هيك ....
-مين هي؟؟
-مش عارف....بس خلص بدي أروح معك....إلي زمان ما شفت عمتي .....أطلع أنا بسوق وإحنا مروحين بتسوق أنت أنا بحبش سواقة الليل
-توكلنا على الله
عدة ساعات مرت قبل أن تخطو أقدامهم بيت عمتهم ....صدم صخر كما ابن عمه على الوضع الذي تعيشه عمته ......جلدتهم سياط الخزي والخجل ولم تقبل لهم أي تبرير .....كانت عمتهم قد افترشت الأرض والتحفت السماء ......وهم يوزعون صدقاتهم وزكاة أموالهم هناك وهناك .....هتف صخر بصدمة لم يستطع أن يخفيها ......عمتي شو هاد؟؟؟
ردت صباح بارتباك تداري وجهها ....أهلا وسهلا...تفضلوه
جلست مطأطأة الرأس بينهما ....أخذ صخر يتجول في المكان ضارباً كفاً بكف .....بينما حسام غلبته دموعه فجلس يداريها عن الأعين .....ثيابٌ بالية ...بيت يكاد يخلو من جميع مستلزمات العيش .....وجوهٌ شاحبة .... وبردٌ قارص.....هتف صخر بقهر....عمتي مشااااااان الله جاوبيني.....كيف هيك صار.....وأساسا ليش رحلتي من عمان....فهميني .....مشااااااان الله أنا عقلي راح يشت
رفعت رأسها ونظرت لبناتها قائلة......على غرفتكم ماما
هتف صهر بعصبية .....غرفتهم !!!وين غرفتهم...عمتي هاي مش دار هاي زريبة حيوانات ......بالله عليكي عمتي فهميني....إطلعي فيه.....ليش هيك وجهك....بضربك كمان ....فوق ماهو ابن كلب بضربك
قومي إلبسي....أنا مش قادر أتحمل ....والله والله لأربيه ابن الكلب أمسك بيد عمته يحثها على الإستقامة
على صوت هتاف بناتها الرافض لمغادرتها وتشبثت كل منهن في حضنها كما يتشبث العصفور في عشه
لا توخذ ماما أتركها ماما لا تروووحي وتتركينا
احتضنت صباح بناتها وهمهمت مطمئنة....نا تخافوا....ماراح أتركم لو على جثتي
هتف صخر....قوموا إلبسو راح أخذكم معها
هتفت صباح رافضة.....لااااااا....إسمعني ياعمتي
...أنا من بيتي مش طالعة.....إنت مش فاهم اشي أمسك جبهته محاولاً السيطرة على عصبيته وهتف من بين أسنانه .....طيب فهميني أبوس إيدك
تنهدت صباح موضحة.....أنت عارف أنه محمد كان شغال بمطعم أيام ما كنت عايشة بعمان....وكان وضعنا ولله الحمد منيح ...بس الدنيا ياعمتي ما بدوم لحد...وربك برفع ناس وبذل ناس .....هو.....هوووو الصراحة.....يعني.....أخذت تناظر وجوه بناتها بانكسار .....صمتت وكأن الكلام علق في حلقها فلا هو يخرج ولا هي تستطيع ابتلاعه ......همهم حسام بلطف......
شو رايكم صبايا تعملولنا كاسة شاي..قصدي .....تجبولنا كاسة مي ...نظرن لأمهن التي أشارت إليهن للولوج داخلاً.....هتف صهر بنفاذ صبر....عمتي كملي
استطردت قائلة......هو كان شريك مع أخوه الله يرحمه في المطعم ولما توفى اشترى حصة أخوه والأيام مشت معنا....وكانت الأمور من أحسن ما يكون .....بس قبل سنة بلش المطعم يخسر وصار يداين من هاد وهاد واضطريت أبيع كل ذهبي وعفشي.......كل أشي بعته
أخذت دموعها تجري كالسيل الذي جرف قلب صخر وحسام معه .....همهم صخر بوجع ....عمتي مشان الله إحكي من غير ما تعيطي .....كل إلي صار عادي إنت حكتيها ربك بعز وبذل ....وقعت بمشكلة ليش ما حطيتي أبوي وعمامي في الصورة على الأقل ليش ما رنتيلي .....طيب ليش ما حكيتي لستي ....يعني إنتي بترضيها علينا فاتحين بيوت الناس من فضل الله وعمتي ما عندها لقمة توكلها أي والله استحيت من وجه ربنا استحيت من حالي ليش ما حكيتي ليش
أجابت على مضض ...أول ما صار معنا هيك قلي إذا أهلك بعرفوا بطلقك....بفكر إنكم راح تشمتوا فيه ما بعرف ليش هيك فكر يمكن ما هانت عليه نفسه ....ورحّلنا على العقبة متعمد ومنعني من زيارة أهلي بعد فترة عرفت إنه كان متناقر مع عمك خالد قبل فترة ما كنت بعرف ليش.....قبل شهر حكيت مع خالد وترجيته بحكيلي شو سبب الخلاف بينهم ..... خالد قلي إنه جوزي أكل مال أيتام وإنه اشتراه حصة ولاد أخوه......ولاد نمر أبو جاسر بتراب المصاري....وخالد حاول يمنعه وينصحه بس ما سمع منه...ومن يومها وأنا ما بعرف أنام .....قبل كم يوم واجهته قام ضربني ......و بعدها تعب وديته على المستشفى حكولي جلطة على القلب .....وقلبه كثير تعبان ..... إله خمس أيام في المستشفى .....أنا مش عارفة شو بدي أعمل ....لمين أروح. ....وشو أسوي
هتف صخر بقهر......تعالي إلنا ياعمتي صدر الدار إلك والعتبة إلنا ..... أساسا الحق على عمي خالد .....مدام عارف إنه مال جوزك حراااام كيف بتركك تعيشي معه مش فاهم
همهمت صباح موضحة......لاء..... خالد جديد عرف ....من أخو سلفتي أم جاسر راح وشكى لخالد على أساس يمون على محمد ويرجعلهم المصاري ....يومها تناقروا وأنا ما فهمت ليش ومن يومها منعني أروح عليكم .....يوم أبوك بوست رجله وبميت يا ويلاه لما رضي أنزل ....بس هو هلاء ندمان والله امبارح طلب مني أرن على مرت أخو وأطلب منها تسامحه.....والله لو معي مصاري لكان أعطيتهم حقهم بس أنا ما معي والله....وإني أترك بناتي مستحيل ....شوووو ذنبهم يا عمتي ...لمين بدي أتركهم لمين ....أخذت تبكي بحرقة أخذها حسام بين أضلاعه عله يهدئ من روعها ...... دموعها هبط على قلب صخر كما لو أن موجة صقيع إجتاحته فغص قلبه بها
كان يعلم أن زوجها قد اشترى حصة أبناء أخيه الذي قتل قبل سنوات برصاص طائش فأحد أبناءه هو صديق صخر كان يعلم ما يجاهد صديقه برفقة أمه لكي يؤمن حياة كريمة لأخواته وإخوته رغم صغر هتف بصرامة......
عمتي....قومي البسي ولبسي بناتك.....يلا ....بدنا ننزل على عمان
هتفت بجزع .....لاااا مشاااان الله....ما بقدر والله ما بقدر ....بدكم تساعدوني استروا على الي شفته غير هيك ما بدي منكم
هتف حسام معترضاً.....عمتي.....إنت شو بتحكي ..هاد زلمة ما بخاف الله شو مستنية منه
ردت بقهر.....ليش ..... هو نبي ....لا مش نبي . ...هو إنسان والإنسان بغلط ....هو علشان غلط أنا لازم أترك بناتي وآجي أتحمل جمايل النسوان ونظراتهم وحقدهم أنا لو على عليكم وعلى إخواني عارفة ياعمتي لو ألف الدنيا ما بلاقي مثلكم ومثل حنيتكم .....بس ياعمتي هدول بناتي ما إلهم ذنب ....كيف بدي أخليهم تحت رحمة النسوان... بتفكروا الاشي سهل....أخفضت صوتها قائلة ..... بكرة الناس بتأشر عليهم وبقولوا هدول أبوهم الحرامي أبوهم الي أكل الحرام هاد أبوهم ولو شو ماعملت ما بقدر ألغي وجوده بحياتهم ..... نظرة الشماتة بعيون الناس سكين في القلب ...والله لرصاصة أهون منها الله لا يكتبها عليكم ....لما قالي عمك خالد جوزك مصاريه حرام تمنيت الموت ألف مرة .....بس ما باليد حيلة.....ااااااااااخ بس ااااااخ ...أخذت تبكي فلا سبيل لها إلا البكاء طأطأ كل منهما رأسه .....عم الصمت للحظات ليهمهم صخر بحنان.....عمتي شو الحل الي برضيكي إحكي
أجابت بوجع......بناتي ما بتركهم ولا برميهم ولا بحيجهم لحد ولو تقطع هاي من مكانها قالتها مشيرة لعنقها أردفت بوجع .....صخر هدووول بناااااات بنااااااات ما بقدر أتركهم ......شوف.....أنا بشتغل هدول ....وعلمت البنتين لكبار كمان... بشكوا الخرز وأنا بخيط وقررت أسد سلفتي مصاريها.... يحرم علي ما بدخل بيتي قطعة أثاث إلا لما أعطيها كل مصاريها وأطلب منها السماح ....وبعديها بسكر ديوني....أنا أخذت قراري....وهو بس يطلع من المستشفى برجع يشتغل .....وربنا غفور رحيم وأنا متأكدة أنه راح يسامحني و يسامحوا.....هو إعترف بذنبه.......صحيح متأخر بس باب السما مفتوح لو كل لبواب مسكرة ......ربنا راح يسامحه لأنه رحمن رحيم راح يحن علي وعلى بناتي ويسترها معنا...
تساءل حسام مستغرباً..... يسامحك ....؟؟؟ليش إنتي شو دخلك ؟؟؟
تنهدت صباح هاتفةً بندم ...... ياعمتي أنا غلطت ....لما كان جوزي يجيب ويحط ما كنت أسأل من وين وليش .....كنت أصرف وأجيب وأحط وما أسأل....كنت بدي بيتي يكون أحلى بيت ....أحلى من بيوت إخواني وأختي وسلفتي وجارتي.....كنت بس أطلب مصاري وهو يعطيني وما عمره قلي لاء....المفروض عرفت لحالي أنه مستحيل شغله يجيب كل هالمصاري كان المفروض ما أبذر نعمة ربنا حتى لو كانت حلال .....المفروض أعيش على وضعي وبس أنا كنت سبب بأنه غلط بسببي مد إيده للحرام .....أنا بعترف إني غلطت وربنا والحمد لله أدبني وعلمني وراح يساعدني ويسامحني ويغفرلي....أنا متأكدة .....بس مابدي حد يدرى بلي صار ....أبوس إيدكم بالأخص إمي........مشاااان الله استروني .....
لم تكف دموعها عن الإنهمار طوال حديثها......كانت تشتد فجأة وتهدئ فجأة .....علها تغسل ذلك الذنب الذي إعترى روحها ......همهم صخر بوجع.......
عمتي .....إياكي أسمعها منك مرة ثانية....إرفعي راسك مابدي أشوفك هيك مرة ثانية ...أحنا الي بنبوس إيدك ورجلك كمان.... هدوووء مقيت تزعزعه بين الفينة والفينة شهقاتها المستبدة.....سكن ثلاثتهم لبعض الوقت ليعاود صخر تساءله......
طيب أبوي ....أبوي بعرف صح ....هو أعطاني عنوانك أكيد بعرف
همهمت موضحة.......أبوك....هو أنا إلي بركة غيره هو أخوي وأبوي وحبيبي وصاحبي الله يعطي ليرضي....
أبوك الوحيد إلي عرف قصتي....وكان عارف إنه جوزي غلطان رغم هيك ما قلي إجى على العقبة ورن علي وطلب عنواني أول ما رحلت ....يومها إجى كنت بايعة كل العفش ....واتحججت إنه نقلت جديد والغرف بتفصيل وهيك ما رضيت أخبره....... قعدنا أنا وياه هون ....هون بزبط على الأرض ....وشربنا شاي ولا كأنه فيه اشي وحكينا ومزحنا و روح .....بعدها بشوي شب ما بعرفه دق الباب وقلي هدول إلك أعطاني ظرف فيه ألف دينار وسحب حاله وراح .......قلبي قلي إنه أبوك إلي ببعته وأصلاً من يومها كل شهر ببعتلي ألف دينار ما باخذ منهم قرش بسكر فيهم الدين والشيكات الي انكسرت على جوزي ولولاهم كان زمانه مرمي بسجن ... الله يشفيك ياخوي وما يحرمني منك يارب حتى أمي ما قلها ولا خبرها ....وإنتوا مثله ما راح تقولوا لحد ......صح يا صخر فرخ البط عواااام
غلبته دموعه كما ابن عمه وحال لسانه يقول هذا أنت يا أبي الذي مهما قلت فيك لن أوفيك حققك....هذا أنت فخري الدائم ووسام صدري الأبدي ووشم رووحي الذي لا يمحى ......همس لنفسه ......حبيبي يابا .....ياريتك جنبي أضمك وأبوس تراب رجليك.....الله لا يحرمني منك ......أشار لبن عمه بنظرة عينه استقام كلاهما ينويان الرحيل ....تساءلت صباح ....... وين رايحين ؟؟؟؟
أجابها على استعجال .....راجعين عمتي
ردت متوسلة ......بالله عليك لا تخبر حد ياصخر
همهم صخر مصطنعاً عدم الفهم ليطمئنها ......ما أخبر عن شو....مافي اشي نخبر عنه اتوكلي على الله
خرج برفقة ابن عمه ولم يهدء لهما بال إلا عندما إستأجرا بيتاً جديداً لعمتهم ...ولم يغمض لهما جفن إلا عندما جهزاه على أكمل وجه ..... ذهب صخر ليختار الأثاث بينما سارع حسام لشراء الأدوات الكهربائية...وما إن انتصف الليل حتى كان كل شيء جاهزاً ..... من فورهما عادا من جديد لبيت العمة وأحضراها وبناتها لتسكن بيتها الجديد
كان يوما مريعا بحق .....صعباً للغاية مرهقاً لنفس متعباً لروح ..... والحمد لله أن هداهم ووفقهم إلى ما فعلوه....
هي هكذا دنيا فناء ....لا يعيش فيها إلا عبدٌ خطاء ....هو الحق من قال كل بني أدم خطّاء فمن إدعى العصمة والرفعة عن الذنب والزلل كاذب لأنه لا مفر .....هي دنيا تغوينا بخيراتها وملذاتها وهي نفس ترغبها وتشتهيها فهل لنا أن نكون فيها ملائكة .....لا ورب العزة ملائكة السماء لا تسكن الأرض .......طالما باب السماء مفتوح فلا يأس ولا قنوط ياروح
همهم صخر لعمته .....عمتي ....هدول المصاري بتسكري فيهم دينه....وموضوع سلفتك أتركيه علي بنحلها بإذن الله ....أما هدول إدفعي منهم للمستشفى و أصرفي بالباقي .....بس يطلع جوزك بالسلامة بشوف له شغل
أما شغل الخرز ولخياطة أنا راح أجبلك كامل المستلزمات ...وإذا شفتي حالك مرتاحة فيه بفتحلك مشغل ....بس من هلاء بقلك الربح على النص أيوااااااا مهو إلي أوله شرط أخره نور
خجل شديد اعترى روحها قبل ملامحها وامتنان كبير سيطر على نبرة صوتها .....همهمت قائلة....الله لا يحرمني منكم يارب ...أنا مش عارفة شو أقلكم مش عارفة شو أعمل أو كيف أرد معروفكم .....أنا عاجزة عن شكركم والله
همهم حسام ....له ياعمتي عاجزة وإحنا موجودين بديش أسمع هالحكي مرة ثانية مشااان الله .....يلا يا صخر يادوب نلحق .....لازم نطلع هلاء
هز صخر رأسه بموافقة لتهتف صباح من فورها
لا شو يلا ......خليكم لبكرة الدنيا ليل الصباح رباح
همهم حسام رافضاً.....لااااااااا مستحيل بقدرش
همهم صخر موضحاً.......بتعرفي نسينا نحكيلك إنه بكرة كتب كتاب الباشا علشاااان هيك مستعجل
همهمت صباح بقلق .....بس ياعمتي الطريق طويل
وما شبعت منكم
أجاب صخر ......معلش سامحينا هالمرة صار ماخذ موعد من جماعته وصعب يلغيه المرة الجاي وعد راح أنام عندك .....
همهم حسام مودعاً .....ديري بالك على حالك ياعمتي.....وأي اشي بنقص عليكي هي صخر رني عليه
شيء ما لمع في قلب صخر من كلمات حسام باتت وكأنها شهاب مر في السماء فجأة ......همس صخر لنفسه.....هي صخر....ليش ما قالها رني علي....مالو شكله نعسان بلش يخربط الزلمة.....ودعا عمتهما وانطلقا في طريق العودة .......
مر وقت قبل أن يلحظ صخر تثاؤب حسام المتكرر .....تساءل.....حسام شكلك نعسان
-أه والله
-شو رأيك تنام ورى وتريح حالك اشوي
-ماشي بريحلي ساعة زمن وبقوم أسوق عنك وإنت بتنام ..... بتعرف أنا حاسس حالي إلي شهر بركض
-يازلمة قسماً بالله إنصعقت .....هاد أبوي بير ما له قرار.....طيب على الأقل كان قلي
-ياالله شو حزنتني ....الله يعينها .....لو كل النسوان مثل عمتي كان ماشفت وحدة مطلقة بنات اليوم من كف بتركض على حماية الأسرة اضبارة
-هاي ترباية رحمة ياحسام يالله قديش كبرت بعيني....أنا فخور فيها ...شايف يا صاحبي مال الحرام ما بدوم....
حسام.....حسام....هاد شكله نام
مرة ساعة أو أكثر بقليل قبل أن يستوقف صخر رهط من الرجال يشيرون إليه بالتوقف ...... دقق النظر فوجد أحد ما مسجى على حافة الطريق يمسك به أحدهم والآخر يشير له ......أعتقد أن مكروهاً ما أصاب أحدهم ومنعهم عطل في سيارتهم من إسعافه ....توقف جانباً وهبك من سيارته مستفسراً ولكنه لم ينسى أن يخرج مسدسه من جيب سيارته مخفياً إياه في بنطاله تلاشياً لأي طارئ...هذا ما تعلمه من سفره الدائم على الطرقات الخالية ......تساءل من فوره .....شوفي....كيف بقدر أساعدكم شباب
هتف أحدهم.....إذا بتقدر تسعفه ...قرصته حية دخلت في السيارة وإحنا مش منتبهين كنا مخيمين هناك .....أشار لزاوية بعيدة .....رغم كذبهم إلا أن صخر صدقهم أخذته الحمية والنخوة المتأصلة في شبابنا العربي ..أسرع من فوره ناحية المصاب .....هبط أرضاً ليتفحص قدمه .....ما هي ثوان وقبل أن يكتشف صخر خداعهم كانت سكين أحدهم تغرز في ظهره .......حاول أن يستل مسدسه إلا أن إصابته كانت بليغة مما أفقده توازنه مباشرة .........كما أنهم لم يكتفوا بواحدة بل وجهوا له ثانيةً وثالثة ..... فاجئتهم قوته وإصراره على مقومتهم زاد من شراسة طعناتهم و عندما تأكدوا أنه بات مسلوب القوى وأنه لن يستطيع المقاومة قرروا تسديد الطعنة الأخيرة في وجهه إلا أن صوت حسام استوقفهم ...
صرخ بإسم ابن عمه صرخة أيقظت الأموات وحتى صخر الذي كان ينزف بشدة وكان على شفا حفرة من فقدان الوعي حاول الوقوف مجدداً ليحمي ابن عمه الذي توجهت إليه الأنظار المتفاجئة بوجوده ......... لم يعرف من أين جائته القوة ليستل مسدسه رغم أنه حاول قبلاً ولم ينجح .......ولكنه الدم عندما يفزع لنفسه ..... استجمع ما بقي لديه من قوة ....وسدد أول رصاصة لتسكن قلب أحدهم كيف لا وهو قناص ماهر ....لو لم يأخذوه غدراً ما كان أحد منهم على قيد الحياة...... أسقطت رصاصة صخر أحدهم لينقض الآخر على حسام موجهاً سكينه على رقبته مهدداً بذلك صخر طالباً منه أن يتركهم يرحلون ....
باغته حسام بحركة سريعة أفقدته تركيزه لتستقر سكينه في رقبته بدلاً عن حسام وارتمى صريعاً بسكين الغدر التي لا تعرف القريب ولا الحبيب يطعن
أما ثالثهم فقد فر هارباً.... لحق به حسام رغماً عن نداءات صخر المحذرة والمطالبة بعودته .....ولكن مصيره كان على يد إحدى السيارات المارة والتي فاجئها بظهوره أمامها بعد أن سدد طعنة ماكرة خبيثة لفخذ حسام الذي كان قد أمسكه قبل أن يغدره ويستطيع الإفلات منه
بحروف متقطعة ونفساً بسرعة البرق تساءل صخر الذي اقترب من ابن عمه المرمي على الأرض زاحفاً....
حسا....م....إنت....منيح
لم يكن الآخر أحسن حالاً بدت فخذه كنفورة تقطر دماً ......همهم بنفسٍ متلاحق ......أنا....منيح....أمنتك بالله .....دير بالك على وتين....وخليها تسامحني....وكمان....
كمان ستي بالله عليك خليها تسامحني....
-إخرس....تحكيش هيك.... إنت ما فيك اشي.....
توقفت السيارات على جانب الطريق لتفقد المصاب ....وجدوا حسام وصخر مضجرين بدمائهم أسرعوا لإنقاذهم كان صخر ما يزال بوعيه ولكن حسام لم يكن كذلك ......حمله المسعفون وابن عمه واجلسوهما بذات السيارة بينما أخذوا يحملون الجثث المتبقية إلى سيارة أخرى .........رفع رأسه يناظر جسد ابن عمه .....
اأذ يتفحص مكان إصابة ابن عمه فوجدها طعنة اخترق فخذه ......أخذ يلملم الجرح بيده منادياً بصوتٍ مجهد طالباً مساعدتهم .....ساعدوا ......مشااان الله
ظل يهمس بصوت ابن عمه مقاوماً لتلك الغيبوبة التي تسيطر عليه بين الفينة والأخرى ... شعر بوصلهم للمستشفى ظل ينادي باسم عمه طالباً من الأطباء التوجه إليه ......حاول المسعفون تفقد إصاباته إلا أنه رفض مشيراً لهم بأن يبدأوا بابن عمه .....ماهي إلا دقائق حتى سكن جسده وصوته وحتى أنفاسه
..........................
هناك في البيت الكبير كان قلب الحجة رحمة قد شعر بذلك الخطر الذي أحاط أحبابه ...تسارع معلناً لصاحبته أن القدر حمل لها أنباءً لا تسر ....حتى أنفاسها ضاقت وبدأت علاماتها الحيوية بالإضطراب .....سارع راشد ورسل لمعالجتها والوقوف على أسباب الإختلال التي أصابت جسدها ....لم تكن وتين أحسن حالاً من جدتها .....شيءٌ ما تسلل لقلبها مبعثراً نبضاته..... ذات الشيء استحكم في أوردتها مسبباً خللاً في حرارة الدم الذي يجري فيها .....شعرت وكأن دمها يغلي في عروقها .....حدثت نفسها بقلق ......
يعني ليش ما اتصل ....معقول لسى ما روح.....لاااااا هو قالي ما راح يطول....أنا فاهمة عليه بده أنا أتصل ........لااااااا مستحيل ماراح أتصل ......بس شوفيها عادي لو رنيت وسألت عنه .....لا لا ....ما بقدر هلا بفكر إني بحب أحكي معه ....مهو أنا بحب أحكي معه ....ماراح أتصل ياصخر ....خلص إنسي صخر هلا متذكرة يا وتين لما حسام ضمك ...حسام ....يالله شوووو اشتقتله ....يييي لسى أول امبارح شفته...لما ضمني وباركلي أه متذكرة ..يالله ما أحلى هالشعور.....أنه يكون عندك أخ يسندك ويحبك ....الله لا يحرمني منه .....بكرة من الصبح برن عليه وبحكي معو .....خليني أطمن على ستي أحسنلي
حديث الأرواح دائماً ما كان له نكهة خاصة بين الأخوة.....أولئك الذين تشارك الرحم والدم ....لحظات الطفولة الممتعة وأحضان الأهل والأسرّة ....الدمى والألعاب المختلفة ....وحتى لحظات الغضب والملل والذنب .....لم تكن سوزي تعلم أن هذه الليلة سوف تحفر في ذاكرتها للأبد ....ليلة مريرة باردة شحيحة الآمان .....لم يعلم رعد أن ما تشعر به زوجته هو الخبر الذي لازال طي الغيب همهم لها مطمئنا.....حبيبتي لا تخافي ستي منيحة ... عادي مجرد ارتفاع بالضغط.....يعني مش أول مرة بارتفع ضغطها .....
همست بوجع ....رعد أنا حاسة حالي بموووت أنا مخنوقة....رنلي على صخر مشان الله
همهم موضحاً....والله رنيت يابنت الحلال مغلق....شكله طفى شحن ....هلا اشوي وبوصل أكيد أنا حكيت معه قبل ساعتين كان بمعان ....
همهمت برجاء.....طيب رن على رقمه الثاني
أجاب بحنان .....والله والله مغلق.....لم يكد ينهي كلماته حتى وصلته رسالة مفادها أن هاتف صخر أصبح متاحاً ...زفر براحة قائلاً.....وأخيراً هيو متاح ... شكله وصل على الدار وحطه على الشاحن .....خذي احكي معه ....
ضغط زر الإتصال وناولها هاتفه.......
هتفت بلهفة ....ألوووووو.......هاد مو صوت صخر قالتها باستغراب ....تناول رعد هاتفه ليتبين الأمر
....كيف يعني مش صخر ....ألووووووو ايوااااه....أه....أنا أسف........أغلق الهاتف قائلاً
حبيبتي شكلي مخربط بالرقم ....هاد صاحبي ....خليني أشوف ستي وأجعلك ....إياكي تقومي من هون
خرج من غرفته مسرعاً ....أعاد الإتصال سريعا وجسده ينتفض خوفاً وقلقاً.....
ألوووو معك أه بعرفه... شووووووووووو. ....أي مستشفى ....طيب ماشي ....مسافة الطريق بكون عندك
كان أحد المسعفين قد تناول هاتف صخر المغلق ووضعه على الشاحن وضغط على زر أخر المكالمات ضاغطاً على الرقم الأخير منها والذي كان يخص رعد ...أخبره....نعم أخبره .....أخبره ذلك الخبر الذي بسببه توشح البيت الكبير بسواد ....
طرقت وتين الباب باحثةً عن رعد ....سوزي .....وين رعد
-ليش هو مو عند ستي
-لاء....راشد بدو اياه ستي ضغطها مو راضي ينزل بدهم ياخدوها على المستشفى
-وتين....ناوليني تلفوني بسرعة......
ألووووووو مين حضرتك ....إنت مين هاد تلفون أخوي.... وين أخوي ....مستحيل لاء مستحيل....صخرررررررر
ماذا نقول وقد انتهى الأجل ......لا نملك حيلة ....لا نقدم ولا نأخر موعدًا خطه الرحمن.....كان رعد أول الواصلين وهناك تلقى أول رصاصة بقلبه .. ابن عمه الحبيب أصبح في عداد الأموات.....والثاني على وشك الرحيل .....
كانت إصابة حسام في مقتل فقد أصيب شريان رئيسيا....أما صخر لم تكن طعناته الثلاث أقل خطورة....وكان أيضا بحالة حرجة إلا أن أنفاسه لم تتنتهي بعد مازال في العمر بقية ....لم تتحمل الحجة رحمة الخبر تم نقلها الى المستشفى هي وسوزي على عجل ....بينما كانت سيارة إسعاف تنقل جثمان حسام وجسد صخر الى ذات المستشفى فقد اسعفوا الى اقرب مستشفى وعندما لم يعد باليد حيلة نقلوا على عجل
ولكن الصدمة الأكبر والوقع الأصعب كان على قلب أم حسام التي فقدت عقلها عندما أخبرها أبو راشد مجبراً خبر وفاة ابنها .....
-والله الواحد مش عارف شو بده يحكي المصاب واحد يختي وياريت العمر بتبدل كان اعطيته عمري....إنا لله وإنا إليه راجعون الله يعوض علينا.....
بهسترية وبعدم تصديق هتفت.....لااااااا إنت شو بتحكي إنت مخربط.....حسام ما مات ....صخر هو الي مات صح .....الله يرحمه صح ابني نايم فوق ... ابني ماراح على العقبة اصلاً إنتوا مخربطين ....حسااااام حساااام إنزل يما .....وينك ياحسااااااااااام وينك
أمسكها إبنها عاصم محتضناً كتفيها بساعده هاتفاً بوجع مزق فؤاده ....يما خلص حسام راح رااااح خلص
-لاااااااااء إخرس تحكيش هيك....أنا شفته الصبح ....أه شفته ...لا لا .....هو روح صح روح لا لا ما روح ....انا ....أنا متأكدة ابني ما ماااااااااات
ما نفع الندم فقد حصل ما حصل ووقع ما وقع .....مابال أولئك الذي يحيكون الغدر بأيديهم ويغزلون خيوط المكر هل نسوا ....أو أنساهم الله قوله الكريم ....(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)....
