CMP: AIE: رواية ولعشقها ضريبة الفصل الثامن8بقلم اسراء علي
أخر الاخبار

رواية ولعشقها ضريبة الفصل الثامن8بقلم اسراء علي


 

رواية ولعشقها ضريبة

بقلم اسراء فرج

الفصل_الثامن


الحب كـ الزهرة الجميلة...


والوفاء هو قطرات الندى...


إنتفض جاسر مُبتعدًا عن روجيدا التي وضعت يدها خلف عنقها وأخفضت رأسها المُتفجر بـ الخجل..أطلق سبة نابية أتبعه قائلًا بـ صوتٍ حانق


-مباحث الأداب وصلت...


تقدمت جُلنار منهما وجلست بـ المنتصف وأخذت تتبادل نظراتها بين والدتها و والدها..لتتساءل وهى تُشير بـ سبابتها بـ والدها


-بابي..أنت كنت بتعمل إيه لمامي!

-نظر إليها شزرًا ثم قال بـ إبتسامة صفراء:كنت بشوفها سخنة ولا لأ

-ضيقت جُلنار عيناها وتساءلت:بـ بوءك!

-زفر جاسر بـ نفاذ صبر:أه يا روحي عادي..وبعدين دي طريقة أضمن تعرفي بيها درجة الحرارة صح...


وضعت الصغيرة يدها أسفل فاها ثم قالت بـ تفكير و براءة


-يعني لما أشوف حرارة حازم صاحبي فـ الحضانة..أبوسه!!

-إنتفض جاسر هادرًا بـ عنف:نعم يا روح أمك!..حازم مين يا مفعوصة أنتي!

-جعدت جُلنار وجهها وقالت بـ حنق:حازم صاحبي يا بابي

-تك بوّ..صاحبك إزاي يعني!...


حاولت روجيدا الحديث ولكن جاسر هدر بـ عنف


-أسكتي أنتي يا قدوتها

-هدرت هى الأخرى:إيه يا جاسر!..البنت بتقولك صاحبها وبعدين دول أطفال

-أشاح بـ يده وقال:بلا أطفال بلا زفت..ما هو مبيجيش الغلط غير من الأطفال...


إلتفت إلى الصغيرة وأشار بـ يده بـ تحذير


-وأنتي يا بت أنتي..بلا حازم بلا زفت..ولو عرفت إنك بتكلميه هعلق فـ المروحة..يلا خشي أوضتك...


نظرت إليه الصغيرة بـ غضب مُمتزج بـ الحزن..ثم نهضت وهى تتأفف وتتذمر فـ إستمع إلى حديثها الهامس


-اوووف بقى..أنت مش بتحبني أكلم حد..وأنا مش هسمع كلامك وهكلم حازم..أصلًا حازم صاحبي...


ثم دلفت إلى غُرفتها وأوصدت الباب خلفها..إلتفت جاسر إلى روجيدا ليجدها تكتم       ضحكاتها بـ يدها حتى إستحال لون وجهها إلى الأحمر..تأفف ثم قال بـ غضب


-إيه البت دي!..يخربيت التربية السوّ..البت قليلة الأدب

-إنفجرت روجيدا ضاحكة ثم قالت من بين ضحكاتها:دي چينات يا جاسر..چينات..جُلنار وارثة الإنحراف أبًا عن جد

-إتسعت عيناه وقال:بقى أنا منحرف كدا!

-ردت عليه روجيدا بـ مزاح:لأ طبعًا..دا أنت ألعن من كدا...


ليبتسم جاسر بـ خبث ومال إليها فـ تراجعت ليُحاصرها بين يديه المُستندة على الأريكة ثم همس بـ خبث


-تحبي أوريكي الإنحراف على أصوله؟!

-تنحنحت روجيدا وقالت بـ خجل:أحم..جاسر أنت أتأخرت على فكرة...


سحب جاسر سُترته وإبتعد ثم قال بـ مكر


-منا عارف على فكرة وكنت باخد چاكيت البدلة..أنتي كنتي مفكراني بعاكسك لا سمح الله!

-ضيقت روجيدا عيناها بـ غضب ثم قالت بـ حنق:لأ طبعًا مش بفكر...


إرتدى جاسر سترته ثم قال مُبتسمًا وهو يغمزها بـ وقاحة


-كويس عشان أنا أصلًا بتحرش..باي يا فراولتي...


وإتجه خارجًا وعلى وجهه إبتسامة..بينما روجيدا بقيت تهز رأسها يأسًا فـ هو لن يتغير مهما طال الزمن


*************************************


هبط جاسر الدرج وقد تبدلت ملامحه ليقف أمام حرسه وأشار إلى أحدهم لكي يأتي..ثم تشدق بـ صرامة


-عاوز أتنين يقفوا قدام باب الشقة اللي فوق..عنيهم ع اللي طالع واللي نازل

-أومأ الرجل بـ طاعة:حاضر يا جاسر باشا

-أكمل جاسر حديثه:المدام متغيبش عنكوا..أي حتة تروحها متفرقوهاش أبدًا..وأي حد غريب تشكوا فيه أعملوا اللازم

-أوامرك يا جاسر باشا...


أومأ جاسر بـ رأسه ورحل..إتجه إلى سيارته وقبل أن يصعدها أخذ يمسح بـ بصره      المكان عله يجد ما يُثير الشك..ولكن كُل شيئًا هادئ..زفر بـ نفاذ صبر وصعد السيارة ثم إنطلق بها


أخرج هاتفه وأتصل بـ أحدهم ليأتيه الرد سريعًا


-إيه الأخبار!

-أتاه الصوت من الطرف الأخر:جبتلك قراره يا جاسر باشا...


إستند جاسر بـ يده على النافذة المجاورة له وأخذ يحك ذقنه ثم قال بـ هدوء ما قبل العاصفة


-طيب تمام..أقفل وحصلني على الشركة..نشوف أخبارك

-اللي تؤمر بيه يا جاسر باشا...


أغلق جاسر الهاتف وأكمل طريقه إلى الشركة..وصل إلى وجهته ثم صعد إلى مكتبه ليجد صابر بـ إنتظاره..صافحه ثم قال


-مستنيك من بدري

-جلس خلف مكتبه وقال بـ هدوء:كنت بشوف جُلنار

-غمزه صابر بـ مرح:جُلنار ولا أمها!...


نظر إليه جاسر نظرة ثاقبة ليضحك صابر ملئ فاه..أشار إليه الأول بـ تحذير قائلًا


-وأنت بطّل تقعد مع البت كتير..بهّتْ عليها

-أشار صابر إلى نفسه وقال بـ صدمة:أنا اللي بهّتْ عليها وأنت موجود!..طب دا أنت معلم

-كلمة ومش هتنيها يا صابر..البت مقتبسة كل كلامك

-طيب يا سيدي..نخش فـ الجد بقى...


إعتدل صابر بـ جلسته بينما الأخر نزع سترته ورفع أكمام قميصه الرمادي إلى ساعده وقال بـ جدية


-أيوة إيه الجد بقى؟...


مدّ صابر بـ يده ملف أزرق إلى صديقه ثم قال وهو يُشير بـ عيناه إلى الأوراق التي بدأ بـ تصفحها


-مدام داليدا كلمتني وقالتلي عن مستثمر شركة تصميم..هيكون أول عرض أزياء فـ الفندق اللي هيتبنى فـ المجمع..إيه رأيك!

-رفع جاسر أنظاره عن الأوراق وقال:طب ليه اسم المستثمر مش موجود؟

-رفع صابر منكبيه وقال:معرفش..بس هو المستثمر عبارة عن مجموعة شركات مالكها مجموعة مختلطة الجنسيات تحت شعار واحد...


صمت صابر قليلًا فـ حثه جاسر على الإكمال ليقول بـ هدوء


-ومدام داليدا واثقة فيهم جدًا..لأن سبق وتعاملت معاهم

-قذف الملف بـ إهمال وقال:بس أنا مقدرش أتعامل مع حد معرفوش يا صابر وأنت عارف اللي بيحصلي كل يوم والتاني

-أومأ بـ رأسه مُتفهمًا ثم قال:عشان كدا فيه كمان ساعتين إجتماع مع مدام داليدا والمستثمرين..نقدر نشوفهم ونتكلم..عجبك نتفق..معجبكش خلاص...


أومأ جاسر بـ رأسه وأراحها على مقعده ثم وضع يده على عيناه..حدق به صديقه بـ إستغراب وتساءل


-مالك يا بني في إيه؟!...


لم يرد عليه جاسر بل بـ الأحرى لم يسمعه من الأساس..فـ كل ذهنه مُرتكز على صاحب هذه الرسالة وكيف وصل إليه وسط حرسه وفي وضح النهار!


تنهد صابر ثم دنى من صديقه وربت على منكبه..لينتفض جاسر ويستاءل بـ ضيق


-إيه يا صابر شغل المباحث دا!

-مباحث إيه!..بنادي عليك مش سامعني

-حك جاسر رأسه وقال:في إيه؟

-فيك حاجة؟!

-ودا سؤال ولا تقرير!!

-مط صابر شفتيه وقال:الأتنين...


إستند جاسر بـ مرفقيه على المكتب وأخذ يفرك عيناه بـ عنف ثم قال بعدما أطلق تنهيدة تحمل الكثير


-والله منا عارف..هلاقيها من الناس اللي بتجري ورايا ولا من الـ *** اللي بيجري ورا مراتي ولا من الشركة وهمومها ولا منين بالظبط

-هموم الشركة ومحلولة..أنا وسامح نقوم بيها..الناس اللي بتجري وراك وأنت عارف إزاي تطلع كل مرة..أما روجيدا...


قالها ثم صمت ليسترعي إنتباه جاسر بـ الكامل ليُكمل


-يا ترجعلها يا جاسر يا تسيبها فـ حالها..متفضلش تحوم حواليها ومعلقها معاك

-هدر جاسر وهو يضرب سطح المكتب بـ قوة:أنت إتجننت؟..عاوزني أسبيها ليه عشان هو ياخدها..هقدر أشوفها فـ حضن واحد غيري       وأبقى عاقل..دا أنا أقتله وأقتلها ولا إني أشوفها مع جنس راجل غيري...


نظر إليه صابر بـ قوة قبل أن ينفجر غاضبًا مما يحدث حوله


-ولما أنت بتحبها كدا سبتها ليه!..مقدرتش على سنين البعاد وجاي وأنت كلك طوفان شوق ليها ومش عاوز ترجع ولا عاوز تسبيها..أنت عاوز إيه!

-صرخ جاسر بـ قهر:مستني أنضف من المستنقع اللي عمّال يشدني لتحت لحد أما غرقت..ولو رجعتلها هتغرق معايا..وأنا أعمل أي حاجة ولا إني أشوف روجيدا بتغرق..


ختم حديثه وهو يضع يداه على وجهه..وظل صابر ينظر إليه بـ شفقة فـ صديقه يُعاني الأمريّنْ..وكله مرهون بـ روجيدا فـ كل الطرق تؤدي إليها


*************************************


سحبت بسنت حقيبتها ثم قالت بـ صوتٍ عال وهى تخرج من باب المنزل


-مامي أنا ماشية

-أتاها صوت هاجر مودعًا:مع السلامة يا حبيبتي..وخلي بالك من نفسك

-حاضر يا حبيبتي..مع السلامة...


ودلفت بسنت إلى الخارج وقلبها يقرع كـ الطبول..اليوم سيعلم صابر بـ أي شركة تعمل      فـ هى على الأقل تعلم أن جاسر لم يتفوه بـ حرفٍ واحد وإنما كان يُسري الرعب بـ جسدها تلك الليلة


توجهت إلى سيارتها وصعدتها ثم إنطلقت بها..إتصلت بـ مراد ليرد عليها بعد ثوان لتقول بـ هدوء مُتوتر


-حضرتك هاجي ع الشركة ولا أطلع على مؤسسة الصياد

-أتاها صوت مراد:لأ إطلعي على المؤسسة..بس متدخليش لحد أما أجي..على حد علمي صابر لسه ميعرفش...


وعند ذكر صابر..شعرت بـ جفاف حلقها وقد إزداد توترها لتقول بـ خفوت


-لأ لسه وربنا يستر لما يعرف

-إن شاء الله خير..أنا نص ساعة وهكون هناك..متتأخريش...


ثم أغلق الهاتف وبقت هى تقود السيارة والرعب يحفر معالمه عليها بـ حرفية..بعد ثلاثون دقيقة وصلت لتجد مراد يصف سيارته..ترجلت هى من سيارتها ثم إتجهت إليه


إلتفت مراد بعدما أغلق سيارته ليجد بسنت أمامه..إبتسم وقال


-صباح الخير

-ردت بـ توتر:صباح الخير..ندخل!!

-إتسعت إبتسامة مراد وقال:ندخل..أصلًا مدام داليدا جوه

-تساءلت بسنت:مين داليدا!...


وقف مراد أمام المصعد ثم قال وهو ينظر إلى لوحة الأرقام


-الوفد اللبناني اللي قولتلك عليه..أنتي مقرأتيش الملف!

-لأ قرأته..بس من التوتر...


إنفتحت أبواب المصعد ليدلف مراد ويُشير إليها لتدلف فـ فعلت..وصعد بهم المصعد إلى الطابق المطلوب


تحركا خارج المصعد و وقفا أمام السكرتيرة وتساءل مراد


-فين قاعة الإجتماعات

-تساءلت السكرتيرة بـ تهذيب:حضرتك مستر مراد النويهي تبع الوفد اللبناني...


أومأ بـ رأسه لتنهض السكرتيرة وأشارت إلى الأمام وقالت بـ نفس النبرة


-إتفضل معايا من هنا يا فندم...


تبعها مراد وكلما خطت بسنت خطوة تجاه القاعة كانت نبضاتها تعلو بـ تناغم مع طرقات كعبها الرفيع


بالداخل كان جاسر يطرق على الطاولة بـ ملل ثم قال


-أخبار المستثمر إيه!..إيه اللي أخره كدا؟!

-ضحكت داليدا وقالت:إحنا يلي مبكرين يا مستر چاسر..هلا بيكون هون...


إبتسم صابر من أجل تلطيف الأجواء..ولكن إبتسامته إنحصرت عندما وجد ذلك المستثمر مراد..لتتسع عيناه وهو ينظر إلى جاسر الذي تحولت      عيناه إلى جمرتان من النار تشع كـ كوكب مُلتهب..فـ عاد ينظر إلى مراد مرةٍ أخرى..ليصدر شهقة قوية جعلت الجميع ينظر إليه بـ غرابة


نهض صابر عن مقعده بـ بطء ثم قال وعيناه تُطلق شرارات حارقة


-ليلتك مش معدية النهاردة...


*************************************


إرتدت روجيدا ثيابها ثم ألبست طفلتها وإتجهتا إلى الخارج لتسألها جُلنار وهى تتمسك بـ يدها


-هو إحنا رايحين فين؟!

-رايحين مشوار يا قلبي...


أومأت الصغيرة بـ رأسها لتدلف إلى الخارج فـ تفاجأت بـ وجود هذان الحارسان أمام باب المنزل لتتساءل بـ جمود


-ممكن أعرف أنتوا واقفين هنا ليه!

-رد أحدهم دون النظر إليها:أوامر جاسر باشا يا هانم

-تشدقت هى بـ عصبية:أوامر جاسر باشا دي تمشي عليكو مش عليا...


وكادت أن تخطو ولكن يد الحارس منعها ثم قال وهو ينظر أرضًا


-أسف يا هانم..أوامر الباشا لازم تتنفذ بالحرف

-وهى إيه الأوامر دي إن شاء الله!!

-وضع يده خلف ظهره وقال:إننا نكون زي ضلك...


تأففت روجيدا بـ صوتٍ عال فـ ها هو تسري أوامره على الجميع حتى هى..يتحكم بها وبـ حياتها..كل خطوة تخطوها تكن بـ علمه والإ تبقى حبيسة المنزل..سمعت صوت طفلتها تتساءل


-مش هنروح؟!

-ربتت روجيدا على خُصلاتها:لأ هنروح يا قلبي..هنروح...


نظرت إلى الحارسين اللذين ينظران أرضًا ثم قالت بـ صرامة


-تمام هتيجوا معايا..بس أسلوب بقى تعرفوه بروح فين وباجي منين دا ميعجبنيش

-مينفعش يا هانم دي أوامر الباشا..يا ننفذها يا يقتلنا

-ضربت الأرض بـ قدمها ثم قالت بـ عدائية:يا إما أنا اللي هقتلكوا..اووووف يلا...


ثم تحركت ومن خلفها تبعها الحارسين..صعدت روجيدا السيارة بعدما وضعت طفلتها بـ مقعدها وتحركت بـ السيارة..أمامها سيارة وخلفها أخرى


وصلت إلى وجهتها لتصف السيارة..ترجلت وساعدت طفلتها..إلتفتت لتجد هذين الحارسين يتبعانها..أشارت هى بـ يدها وقالت بـ حنق


-أنا داخلة الفسم يعني مكان آمن..فـ مش محتجاكوا جوه

-حاول أحدهم الإعتراض:يا هانم آآ...

-أشارت بـ يدها وقالت:بلا هانم بلا زفت..أقفوا هنا يا تروحوا...


نظر الحارسان إلى بعضهما ليرفع أحدهم منكبيه بـ قلة حيلة فـ نظر الأخر بـ إتجاه روجيدا دون النظر إليها ثم قال


-زي ما تؤمري يا هانم...


تعجبت روجيدا من طريقة حديثه معها..فـ هو يتحدث معها دون النظر إليها..ولكنها      إبتسمت فـ بالتأكيد هذه أوامر "جاسر باشا"..ضحكت بـ سخرية ثم دلفت


بحثت عن المكتب الخاص بـ شريف حتى وجدته..طرقت الباب بـ هدوء حتى سمعت صوته يأذن بـ الدلوف


رفع نظره ما أن فُتح الباب لتتسع عيناه بـ دهشة وهو يراها تقف أمامه فـ إنتفض واقفًا ورسم إبتسامة كبيرة على وجهه ثم قال بـ حبور


-أهلًا أهلًا يا مدام روجيدا..إتفضلي...


إبتسمت روجيدا ثم تحركت جاذبة معها طفلتها وجلست..وهو الأخر جلس على مقعده ولم يستطع محو تلك الإبتسامة عن وجهه..تساءل هو بـ نبرة عذبة


-تحبي تشربي إيه!

-ولا أي حاجة

-إعترض شريف قائلًا:طب ودي تيجي..طب حتى عشان خاطر البنوتة الجميلة دي..بنتك!

-إحتضنت روجيدا إبنتها وقالت:أها جُلنار...


إبتسم شريف ثم مدّ يده لكي يِصافح جُلنار قائلًا


-أهلًا يا أنسة جُلنار..أنا شريف

-مدت الصغيرة يدها وقالت بـ خجل:أزيك يا أنكل شريف؟

-ضحك شريف وقال:أنا كويس أوي لما شوفتك..ها تشربي إيه؟!...


نظرت الصغيرة إلى والدتها تستأذنها فـ أومأت لها بـ إبتسامة..لتعود وتنظر إلى شريف وقالت بـ حماس


-hot chocolate

تحت أمر معاليكِ...-


قالها شريف بـ مرح ثم نظر إلى روجيدا وقال


-أطلبلك عصير فريش!

-إبتسمت روجيدا وقالت:تمام..عصير فريش...


رفع شريف سماعة هاتفه وأملى أحدهم ما يُريد ثم أغلق الهاتف ونظر إلى روجيدا بـ إبتسامته العذبة..لتتنحنح وتقول


-أنا كنت جاية أعتذرلك عن اللي جاسر عمله...


نظر إليها مُطولًا ثم إبتسم بـ إتساع وقال


-طب أنتي تعتذري ليه!..هو أنتي اللي إتخانقتي معايا!

-مش بـ الضرورة بس أنا حسيت إن اللي حصل بسببي فحسيت إني لازم أعتذر...


طرقات على الباب جعلت شريف يحيد بـ نظره عنها ويُركزه على الباب..أذن لـ الطارق بـ الدخول فـ دلف العامل وضع ما طُلب ثم دلف       خارجًا..وضعت روجيدا المشروب الخاص بـ طفلتها أمامها ثم عادت بـ بصرها إلى شريف الذي كان ينظر إليها بـ طريقة أربكتها وبـ لا مُقدمات هتف


-تعرفي إنها شبهك أوي

-إبتسمت روجيدا وقالت:أه فعلًا

-مش قصدي بـ الشكل لأ..روحها شبهك


نظرت إليه روجيدا بـ إستفهام ثم تساءلت بـ سخرية


-وأنت عرفت روحي منين...


إرتشف من فنجان قهوته ثم قال وهو ينظر إليها بـ عمق


-مين ميعرفكيش وميقدرش يشوف روحك..أنتي شفافة يا روجيدا وفـ

نفس الوقت غامضة..نقية لدرجة الهبل ودا مش عيب لا دا ميزة...


رفعت روجيدا حاجبها بـ عبث وقد أعجبتها اللُعبة لتتساءل


-وإيه كمان يا سيادة الملازم!

-ضحك شريف وقال:بتقدري تقرأي الناس بسهولة وتعرفي أذا كانوا بيكدبوا ولا لأ

-ضحكت روجيدا وقالت:دا عشان أنا بس طبيبة جنائية

-إرتشف مرة أخرى وقال بـ دهشة:دا بجد!

-أومأت بـ رأسها وقالت:أها لما كنت فـ أمريكا..لسه عندك..تحليل لشخصيتي!

-ضحك مرة أخرى وقال:لأ..بس حابب أتعرف أكتر...


نظر إلى الصغيرة التي ترتشف من الكوب بـ تلذذ ليسألها


-عجبك الـ ho chocolate!

-أومأت بـ رأسها قائلة:أوي..مرسيه يا أنكل

-العفو يا حبيبة أنكل...


ثم أعاد نظره إلى روجيدا التي كانت تنظر إليه بـ تركيز لتتساءل بـ مزاح


-وأنت كدا بتحاول تبهرني مثلًا

-وضع يده خلف عنقه وقال:يمكن

-أنا بس عندي سؤال واحد!

-أشار بـ يده وقال:إتفضلي

-إيه اللي عزلك من رتبتك؟!...


نظر إليها بـ إستفهام ممتزج بـ القلق..لتبتسم روجيدا وتُكمل


-أول مرة إتقابلنا كنت نقيب..إيه اللي خلاك ملازم أول!...


ضحك شريف بـ عصبية ثم قال بـ لهجة حاول إخفاء توترها


-أنتي فاكرة أول مرة!..دا كان من كام سنة

-مطت شفتيها وقالت:في ناس مش بقدر أنسى شكلهم مهما عدت سنين..عمومًا     مش حابة أدخل فـ تفاصيل جايز تكون محرجة..بس أنا كنت عاوزة أتأكد

-من إيه!

-إنك نفس الشخص اللي إتهمت جاسر بقتل ابن عيلة الهوراي...


نظرت روجيدا إلى جُلنار وقالت بـ حنو


-يلا يا جوجو إتأخرنا

-حاضر يا مامي...


ثم قفزت الصغيرة عن المقعد وإتجهت إلى والدتها التي نهضت لينهض معها شريف ثم قال بـ إبتسامة وهو يمد يده لمُصافحتها


-أقدر أشوفك تاني!

-لو حابب..أنا معنديش مانع...


ثم سحبت قلمًا ما و ورقة ودونت عليها رقم هاتفها وأعطته أياها ثم قالت بـ إبتسامة


-هبقى مبسوطة إني يكون عندي صحاب جدد

-إبتسم بـ عذوبة وقال:أنا اللي مبسوط جدًا...


أومأت روجيدا بـ رأسها وإستدارت..لوحت الصغيرة له ثم عادت بـ نظرها إلى      الأمام..وضع يده بـ جيب بنطاله وبقى يُشاهد إختفاءهما عنه..وبدأ فؤاده يعزف مقطوعة بيت هوفن لميلاد حب كُتب له الحياه


****************************************


إنتفض جاسر من مجلسه وعيناه تُطلق شرارات حارقة ثم نطق بـ صوتٍ جهوري


-هو دا من فريق المستثمرين يا مدام داليدا!

-ردت عليه داليدا بـ غرابة:إييه هو..شو في؟!...


أمسك جاسر العقود ثم مزقها تحت صدمة الجميع ليهدر بعدها وقد إحتدت نبرته


-لو هعلن إفلاسي بعد الصفقة دي ولا أنتي أشارك كلب زيك...


كانت بسنت تقف مُنكمشة على نفسها وهى ترى صابر ينظر إليها بـ غضب يكاد يحرقها حية


أما مراد كان الصقيع هو الطاغي على ملامحه..ليحسب مقعد ويجلس ثم قال بـ نبرة هادئة


-إقعد بس يا جاسر بيه..البيزنس ملهوش علاقة بـ المشاكل الشخصية

-أشار بـ عيناه وقال بـ جمود:إطلع بره بدل أما أخلي الأمن يطلعوك بـ طريقة تخليك تجمع باقي كرامتك طول حياتك...


ما زال مراد ينظر إليه بـ برود..حك ما فوق حاجبه ثم قال


-صدقني يا جاسر اللي فات إتقفل عليه..ومش هيتفتح..أنا صحيح مش بجري ورا الشراكة ولا حبًا فيك..بس دا بيزنس...


ثم وجه أنظاره إلى داليدا التي تنظر إلى المشهد بـ صدمة واضحة


-ما تقولي حاجة يا مدام داليدا!...


إستفاقت على صوت مراد لتتنحنح وتنظر إلى جاسر وتقول بـ تهذيب


-مستر چاسر..ممكن دقيقة؟

-أشار جاسر بـ يده وقال:الموضوع دا منتهي يا مدام..ولو مش عوزاني أفسخ العقود معاكي..متفتحيش الموضوع دا

-إغتضبت أبتسامة على وجهها وقالت:مو أكتر من دقيقة..وبعدها ساوي يلي بِدك إياه

- يا مدام آآ...

-قاطعته داليدا قائلة:دقيقة واحدة


زفر جاسر بـ نفاذ صبر ثم أشار إليها بـ النهوض فـ نهضت..ثم إتجها إلى زاويةً ما وبدآ        بـ الحديث وقد بدى عليه الإنزعاج والإنفعال..بينما داليدا تُحاول إقناعه بـ شتى الطُرق


إستغل صابر إنشعال الجميع وإتجه إلى بسنت التي ما أن رأته يتقدم منها حتى شحب وجهها بـ قوة شابهت شحوب الموتى


أمسك يدها ثم سحبها إلى الأحد الأركان..كاد أن ينهض مراد ولكنها أشارت بـ لا فـ تراجع..عادت تنظر إلى صابر والذي كانت عيناه كفيلة بـ موتها ليقول


-الحساب يجمع يا بسنت..أنا شكلي دلعتك كتير بس ورحمة أمي ما هسيبك...


قال تلك الكلمات ثم تركها ورحل لتعض على أناملها خوفًا مما قد يفعله تعلم أنها تعدت الحدود فما بين جاسر ومراد قد حكاه لها الأخير ولكنها أصرت على العمل


بعد توتر ومُحادثات بين جاسر وداليدا..عادا ليقول جاسر بـ قتامة دون أن يجلس


-العقود هترجع تتكتب وهنمضي عليها فـ يوم تاني..بس الشرط اللي عندي...


نظر إلى مراد بـ نظرات تحقيرية ثم عاد ينظر إلى الجميع


-مفيش تعامل مباشر معايا..تقدرو تتفقو مع أستاذ صابر أو السكرتيرة وهى اللي هتقوم بـ اللازم..لكن أنا مفيش تعامل معايا..بعد إذنكوا...


ثم سحب هاتفه ودلف خارج قاعة الإجتماعات وقدر صفق الباب بـ قوة أفزعت       الجميع..لينهض صابر بعدها يُغلق أزرار سترته ثم قال هو الآخر بـ جمود


-أظن الإجتماع إتغلى بما إن العقود إتقطعت..هنبلغ حضراتكوا بـ معاد الإجتماع الجديد...


ثم خطى بـ إتجاه بسنت جاذبًا إياها خلفه وكأنها يجر شاه


**************************************


صفق الباب خلفه بعدما دلف ثم نظر إليها وهو يعقد ذراعيه أمام صدره..إبتعلت بسنت ريقها الذي جف ثم قالت بـ تلعثم حاد


-هو أنا..آآ..كنت...


ولكنها لم تقدر على إكمال حديثها وهى ترى صابر يتقدم منها بـ خطىٍ حثيثة تبعث في نفسها الرعب..تراجعت عدة خطوات ثم سمعت صوته الهادئ الحاد كـ حدة السيف


-كملي..سامعك..كنتي إيه!

-أشارت بـ يدها وقالت بـ رجاء:ممكن عشان خاطري تهدى عشان نتكلم!!

-صرخ صابر بـ عنف:أهدى يا روح أمك!..أهدى إزاي فهميني!..مراتي اللي رجعت من غير أما تقولي وأعدي وأقول مش مهم..يمكن حبت       تعملي مفاجأة..لكن تجي وتشتغلي عند مراد لا وألف لأ..أنتي عارفة هو عمل إيه!..قوليلي إنك مش عارفة...


أخفضت بسنت رأسها بـ خجل ولم ترد..لتسمع صوت ضحكات صابر الهستيرية فـ رمقته      بـ تعجب..إتسعت عيناها بـ هلع وهى تراه يتقدم منها وقد تحولت معالم وجهه إلى الشراسة ثم سمعت يقول


-الظاهر إنك محتاجة تربية يا بسنت..أنا غلطان إني بفوّتلك...


كاد أن يُمسكها ولكنها هربت إلى أحد الزوايا مع صرخة خوف هربت من فمها..وما زاد وهى تراه ينزع حزام بنطاله ويتجه ناحيتها فـ قالت وقد هوى قلبها إلى قدميها


-إعقل يا صابر..عشان خاطري إهدى دا شيطان آآآ...


وصرخت وهى ترى الحزام يهبط على الأرض بـ جانبها ثم سمعته يصرخ بـ صوتٍ جهوري


-عليا النعمة لأتجوزك وأربيكي..عشان خلاااص أنتي جبتي أخرك معايا

-نفت بـ إعتراض:جواز!..جواز إيه!..لأ لسه بدري...


صرخت مرة أخرى وهى ترى ضربة تهبط على الأرض بـ جانبها الأخر..ليقول وهو يُطلق الشرارات من عيناه


-بدري!..أنا لو أستنيت عليكي أكتر من كدا..هتدخليني العباسية

-طب..طب لما أعمل اسم لنفسي...


وصرخة أخرى وهى تسمع صوت الحزام يضرب الهواء..ثم أخرى وهى تراه يتقدم منها لتركض ثم تصعد على المكتب..بقى صابر ينظر إليها وهو يلهث ثم قال بـ حدة


-إرحميني يا شيخة..أعملك إيه!..سبتك تسافري عشان محسش إني قتلت       طموحك..أنما لحد هنا وكفاية..أنا هروح أكلم مامتك وأحدد معاها معاد الفرح..عشان أعرف أربيكي بـ مزاج...


ضربت المكتب بـ قدمها وصرخت هى الأخرى بـ حنق


-هو أنت ليه مش اسم على مُسمى!


عقد ما بين حاجبيه ونظراته لا تزال تحتفظ بـ طابع الغضب..لتُكمل حديثها علها تُشتته عن ذلك الأمر


-يعني أنت اسمك صابر ومبتصبرش


هنا وقفد ذرات التعقل التي إحتفظ بها ليصرخ فيها بـ غيظ


-تلات سنين يا بنت الوارمة ومصبرتش..أنتي عيزاني أصبر كام سنة!!..


ثم تحرك بـ خطوات إلتهمت الأرض..وما أبصرته يتقدم منها والدخان يخرج من أُذنيه حتى إنكمشت على نفسها..أشار هو بـ يده ثم قال بـ صرامة


-بسنت أنزلي من ع المكتب وخلينا نتكلم بالعقل

-وضعت يدها في خصرها وتشدقت بـ إستنكار:عايزني أنزل عشان تاكلني علقة...


أشاحت بـ يدها في وجهه وقالت


-دا بـ عينك...

-أنتي اللي جبتيه لنفسك...


قالها وهو يقترب أكثر حتى صعد على المكتب أمامها..فـ صرخت وكادت أن تهرب إلا أنه أحكم يده على خصرها وقال بـ فحيح


-أنتي وقعتي ولا الهوا اللي رماكي!

-تشدقت بـ جزع:لأ حظي الاسود...


رفع أكمام قميصه حتى ساعديه وقال بـ براءة مصطنعة


-تؤتؤتؤ أسود إيه بس!..دا أنا هخليه بمبي ع دماغك ودماغ اللي جابوكي...


كادت أن تقفز هلعًا مما ينوي فعله ولكنه الأسرع..حيث قبض على معصميها وكبلهما    خلف ظهرها بـ يدٍ واحدة..ثم جذبها إليه وبـ الأخرى ظل يضربها على خاصرتيها وهى تصرخ ألمًا..ومن بين ضرباته المؤلمة هتف بـ تشفي


-والله لكون مطلعه ع جتتك...وأدوقك اللي دوقته

-هتفت وهى تتلوى بين يديه:ليه هوجاسر كان بيضربك زي ما بتضربني دلوقتي!!


توقف عن الضرب وظل يُحدق بها مبهوتًا مما تقول..ثوان وتقلصت ملامحه إلى الغضب وبـ حدة قال


-لأ وشكلك عاوزة تربية يا روحي...


وأكمل ما يفعله غافلًا عن دلوف السكرتيرة ومعها بعض الأشخاص..حدق الجميع بـ صدمة مما يراه..تنحنحت السكرتيرة بـ صوتٍ     عال لينتبه لها صابر..فـ إلتفت ليتفاجأ بـ هؤلاء الذين يحدقون به مشدوهين..ليضحك هو بـ بلاهة قائلًا


-لأ دي اللمبة باظت وأنا وبسنت كنا بنغيرها...


أأخفت بسنت وجهها بـ ظهر صابر الذي هبط وساعدها ثم تنحنح وقال


-طب روحي أنتي يا مدام بسنت وبكرة هنشوف حكاية اللمبة اللي باظت دي...


ولم تحتاج بسنت أكثر من هذا لتفر هاربة بينما أشار صابر إلى الأخرين اللذين ينظرون إليه بـ بتعجب مُمتزج بـ الضحك


************************************


دلف جاسر مكتبه ليجد أحدهم بـ إنتظاره..فـ نهض الأخر ما أن وجده يدلف..أشار إليه بـ الجلوس فـ جلس ليتساءل


-ها عملت اللي قولتلك عليه؟!

-حصل يا باشا...


ثم مدّ يده بـ ملف ليأخذه جاسر منه..بدأ بـ تصفحه لتشق الإبتسامة وجهه..أغلق الملف مرةً أخرى ثم قال بـ رضا


-حلو أوي المعلومات دي..تروح على قسم الحسابات هتلاقيني سيابلك مبلغ إصرفه

-وضع الأخر يده على صدره وقال بـ حبور:خيرك مغرقنا يا باشا..أستئذنك أنا...


ثم نهض ورحل ليُمسك جاسر الملف مرةً أخرى وعلى وجهه إبتسامة عابثة ثم قال


-والله و وقعت يا سيادة الملازم...


أتاه إتصال بعد دقائق..ليجده الحرس المسئولين عن حماية روجيدا..ردّ عليه سريعًا وتساءل


-حصل حاجة؟!

-لا يا باشا كله تمام

-أومال في إيه؟

-أجاب الأخر:الهانم خرجت وحبيت أعرفك

-وأنتو معاها ولا إيه يا غبي!

-رد الأخر بـ دفاع:معاها طبعًا بس حضرتك قولتي أعرفك هي فين

-هدر جاسر بـ إنفعال:يا بني إخلص هو أنا هسحب منك الكلام

-حـ..حاضر يا باشا..هى راحت القسم وقابلت واحد اسمه شريف...


صرّ جاسر على أسنانه بـ عنف وقد إحتقنت عيناه ليقول بـ صوتٍ قاتم


-طب أقفل وعينك ع الهانم

-تحت أمرك يا جاسر باشا...


أغلق الهاتف ثم قذفه بـ عنف على مكتبه وقال من بين أسنانه


-أما أشوف أخرتها معاكي إيه يا روجيدا...


بـ المساء عاد شريف إلى منزله ليجد شقيقته التوأم تجلس أمام التلفاز..فـ نهضت وقبلته ثم قالت بـ إبتسامة


-تحب أحضرلك العشا!

-قبّلها شريف من جبينها وقال:لا يا حبيبتي أنا كلت فـ الشغل..وأنتي إيه اللي مصحيكي!

-ينفع أنام وأخويا بره!

-يا بكاشة...


قذف سترته بـ إهمال وتساءل


-رجعتي من السفر أمتى

-النهاردة العصر


وقبل أن يتحرك إلى الداخل سمع صوت جرس الباب..أشار إليها بـ الدلوف..إتجه إلى الباب وفتحه ليجد جاسر أمامه


إستحال وجهه إلى كتلة من الرخام وبقى واقفًا أمامه..ليبتسم جاسر ويقول بـ خبث


-مش هتقولي إتفضل يا سيادة الملازم شريف المهدي...


دنى منه جاسر وهمس بـ أُذنه بـ نبرة ماكرة


-ولا تحب أقول شرف الألفي...


                        الفصل التاسع من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-