CMP: AIE: رواية ولعشقها ضريبة الفصل العاشر10بقلم اسراء علي
أخر الاخبار

رواية ولعشقها ضريبة الفصل العاشر10بقلم اسراء علي


 

رواية ولعشقهاضريبة

بقلم اسراء على

#الفصل_العاشر



أفضل حب هو الذي يوقظ الروح،

الذي يجعلنا ننتطلّع و نطالب بالأكثر،

الذي يزرع النار في قلوبنا و يجلب السلام إلى أذهاننا.

هذا ما آمل أن أقدّمه لك إلى الأبد!

ظلت تتأفف عدة مرات بـ ضيق..فـ كلما إختارت ثوب تذمر عليه وأبدى      إعتراضه..لتضع يدها بـ خصرها وتتشدق بـ نفاذ صبر بعدما دلفا خارج المحل

-نفسي أفهم أنت كل فستان معترض عليه ليه!..المفروض إني العروسة وأنا اللي ميعجبنيش...

فتح لها باب السيارة لتصعد ثم تبعها هو..أدار المُحرك ثم هتف دون النظر إليها

-أنا عاوز حاجة simple (بسيطة)..متكونش مُلفتة للنظر

-خللت يدها بـ خُصلاتها وقالت:طب ما كلهم كانوا كدا

-رد عليها بـ إعتراض:لأ مكنوش كدا

-تأفف وقالت:يا صابر إحنا بنلف من الصبح وأنا بصراحة تعبت وجعت

-إبتسم وقال:بس كدا تعالي نتغدى فـ أحسن مطعم فيكي يا بلد...

أومأت بـ رأسها وطال الصمت قبل أن تهتف بـ تردد

-طب..طب عملت إيه فـ موضوع أهلك؟!...

تشنجت عضلات فكه فجأة وقبضت يده على المقوّد بـ شدة قبل أن يرد بـ جمود

-وإيه لازمته تفتكري الموضوع دا دلوقتي!

-أعادت خُصلة خلف أُذنها وقالت:عندي فضول أعرف

-تشدق بـ نفس الجمود:كلمت نور ومش عاوزة تشوفهم...

إلتفتت إلى صابر بـ جسدها كله ثم أمسكت بـ يده وقالت بـ حنو و رزانة

-أنا مش بتكلم على نور

-سألها بـ عدم فهم:أومال إيه مش فاهم!!

-إبتلعت ريقها وهتفت:أنت..أنا قصدي أنت..مش ناوي تنسى اللي فات!!...

توقف بـ السيارة على حين غُرة ثم هدر بـ غضب

-أنسى إيه!..أنسى عذاب سنين!..أنسى جوع ومهانة!..ولا أنسى سؤال نور المعتاد..فين ماما وبابا!..أنا لو عشت عمري كله مش هقدر أنسى كل اللي شوفته...

حاوطت وجهه بـ يدها وقالت في محاولة لتهدئته

-طيب تمام..إهدى..خلاص مش هتكلم فـ الموضوع دا تاني...

أمسك يدها وحاول إزاحتها عن وجهه ولكنها لم تسمح له فـ بقت تنظر إليه بـ إبتسامة       رائعة لتُهدئ من     روعه..لتجد الإبتسامة تشق وجهه هو الأخر..ليجذب رأسها إلى صدره وهمس بـ مزاح

-يلا خليكي كدا هادمة اللحظات الحلوة

-ضربت صدره وقالت بـ تذمر:دا اللي هو أنا!

-قبّل رأسها وتشدق بـ إبتسامة:أه..مين اللي فتح الموضوع اللي يسد النفس دا؟

-هتفت بـ براءة:أنا...

ضحك صابر وهز رأسه يائسًا منها..أبعدها بـ رفق عنه وأعاد تشغيل المُحرك ثم قال بـ مكر

-نروح ونكنسل العشا ولا

-صرخت بـ حنق:فكر بس يا صابر وأنا مش هخليك تشوفني غير فـ الفرح...

ضيق عيناه وقد غاب عنه المرح ثم قال بـ تحذير

-أنا اللي بقولك فكري تعمليها يا بسنت وأنا هلغي كل حاجة وأخدك     ع البيت ولا فرح ولا دياوله..وع الإشهار..كل العارف إننا متجوزين...

لوت شدقها بـ إمتعاض لتسمعه يهتف بـ جدية

-إعملي حسابك..بكرة هنروح نشوف بيتنا الجديد

-سألته بـ عدم فهم:إحنا مش هنقعد فـ شقتك!!

-لأ طبعًا

-ليه!

-رد بـ بساطة:من غير ليه..من حقك يكون ليكي بيت خاص بيكي..تعمليه زي ما أنتي تحبي

-طب و نور؟!

-رفع حاجبيه وقال بـ بديهية:هتيجي تقعد معانا ولا أنتي عندك إعتراض!!

-نفت بـ سرعة:لأ طبعًا..أنا مكنتش عاوزاك تغير البيت عشان خاطرها أصلًا

-إبتسم وقال:أنا ربنا رزقني بيكي

-ضحكت وهتفت بـ مرح:إسجد لربنا بقى...

ضحك هو الآخر ليجذب رأسها مرة أخرى ويَقبلها من أعلى ثم أكمل طريقه إلى عشاءهم

*************************************

أتسعت عيناها بـ هلع وهى ترى يده كـ الكِلاب مُتشبث بـ خصرها..نظرت إلى يده ثم رفعت أنظارها إلى عيناه التي كانت ترمقها بـ تسلية فـ هتفت بـ تلعثم

-حسـ..حساب إيه!...

إبتسم إبتسامة أظهرت نواجزه الشيطانية ليقترب بـ وجهه أكثر فـ تراجعت هي كـ رد فعل طبيعي ثم هتف بـ حدة

-أنا سايبك داخلة خارجة مع سي زفت وقلت بكرة تعقل..لكن لا بتعقلي     ولا بتخلي فيا عقل..بحذرك للمرة المليون يا روجيدا بلاش غيرتي..بلاش تدوقي مرّ عذابي...

إبتلعت ريقها بـ صعوبة وقد لاحظ ذلك ثم هتفت بـ شجاعة يعلم أنها لا تمتلك منها ذرة لتجعله يبتسم بـ تسلية

-غيرتك لما أكون ليك..بس أنا حرة يا جاسر..أنا حرة نفسي

-هدر بـ قسوة:لا مش حرة نفسك..حتى لو مش مراتي..حتى لو الصياد مبقاش اسم       عيلتك..فـ أنتي أم بنتي ودا رابط يستحيل تقطعه الأيام إلا لما أموت..فاهمة يعني إيه!...

هزت رأسها نافية وقد ظنت أنه صابه الجنون..لتجده يهز جسدها بين يديه حتى إنها أستندت بـ يدها على صدره تحديدًا عند وشمه فـ عاد يهدر

-لأ فاهمة يا روجيدا..أنا الحقيقة الوحيدة اللي فـ حياتك..وأنتي النور اللي فـ حياتي..أنا وأنتي طريقنا واحد..أنا وأنتي نهايتنا واحدة...

نظر إلى يدها التي على صدره تستشعر تلك المضخة الجبارة أسفلها..ليضع كفه الكبير فوقها ثم همس وهو يتعمق النظر بـ فيروزها

-حاسة بـ اللي تحت إيديك!..حاسة بيه!!..حاسة أد إيه ضعيف قدامك..من لمسة منك       بس كياني بيتهد..من نظرة عينك بس قلبي بيدق ولا كأني مراهق بيشوف حبيبته لأول مرة..من إبتسامة بموت لو شافها غيري...

علت أنفاسها وبقت تنظر إلى عيناه مسحورة بـ توهجها الذي أظهر مدى تأثره بـ قربها الذي يُهلك ذرات عقله..وجدته يسحب يدها التي على صدره ثم رفعها وبدأ في تقبيل سُلاميات

 أصابعها بـ رقة أذابتها فـ جعلت الدم يتدفق كـ العسل الدافئ بـ جسدها..ليهبط إلى باطن يدها فـ أودعه عدة قُبلات أكثر دفئًا من عيناه التي تُطالعها بـ قوة ونظرات عاشقة حد النخاع..وبعدها هبط إلى معصمها ليُقبل نبضها الجنوني..كل هذا وعسليته لا تتزحزح عن فيروزها

إبتلعت ريقها الذي جف من الأساس..وصوت أنفاسها الساخنة يضرب وجهه فـ يُصيبه بـ الثمالة..وضع باطن يدها على صدغه الذي إرتعش من ملمس يدها الناعم ثم همس بـ صوتٍ أجش

-أنتي مش منيعة قدامي..زي ما أنا مش منيع قدامك...

تصاعدت ضربات قلبها تزامنًا مع تصاعد أنفاسها ما أن تشدق بـ عبارته ولم تستطع أن      ترفع نظرها إلا لصدره تحديدًا عند وشمه بـ اسمها لتبقى تُحدق به..شعرت به يقترب أكثر هامسًا

-عجبك أوي!!...

لم ترد عليه بل تخضبت وجنتيها بـ حمرة زادتها فتنة..ليبتسم مرة أخرى..وضع يده الحرة على ذقنها ثم رفع رأسها وتشدق بـ نبرة تحمل الكثير من الإغراء

-شكله عجبك يا فراولتي..وخجلك دا بيزيدك فتنة وأنا مش هقدر أقاوم قدامك...

إتسعت عيناها بـ صدمة وهى تراه يميل ليحملها على كتفه فـ تدلت رأسها عن خصره لتنطلق منها صرخة مذعورة إبتلعتها بـ المنتصف عندما ضربها بـ كفه أسفل ظهرها ناهرًا إياها

-صوتك..البنت نايمة جوة

-صرخت بـ حد وهلع:جاسر نزلني وبطّل تصرفات العيال دي...

ولكنه لم يستمع إليها بل أكمل طريقه إلى غُرفتها..فـ إتسعت عيناها أكثر وظلت تضرب       ظهره صارخة به أن يُنزلها..وبـ الفعل حقق لها ما تتمناه إذ ألقاها على الفراش بـ قوة وظل ينظر إليها..إعتدلت بـ جلستها وأبعدت خُصلاتها عن وجهها لتنظر إليه بـ غضب مُختلط بـ الخوف والرهبة

إنكمشت على نفسها وهى تراه ينزع حزام بنطاله لتصرخ مذعورة وهو يتقدم منها وعلى وجهه إبتسامة شيطانية قائلًا


-نبدأ بقى الحساب الفعلي...

*************************************

عنيات..إفردي وشك بقى-

نظرت إليه وقد إحتقنت عيناها:لع..مش هفرد وشي واصل..أني حرة-

ضرب المقوّد بـ يده وقال:طالما رجعتي للصعيدي..يبقى أنتي زعلانة-وأوي كمان...

نظرت إليه من طرف عيناه ولم ترد..فـ إضطر أمجد أن يصف السيارة على جانب الطريق وإلتفت إليها..مُذ أن تزوجا من عامين مُنصرفين وهو بات يعلمها كـ كف يده..تعود إلى لهجتها الأم عندما تغضب..إبتسم أكثر وأمسك يدها ثم قال بـ هدوء

-يا حبيبتي آآ...

قاطعته وهى تُحاول سحب يدها بـ حنق

-متجوليش الكلمة ديّ

-أخذ أمجد نفسًا عميق ثم قال:حاضر مش هقولها..بس أنا عاوزك تفهمي إن دا شغلي ولازم أرجع بقى..وبعدين موسم الحج والعمرة خلصوا نقعد نعمل إيه!

-أني بحب الجعدة هناك

-إبتسم وقال:ومين مبيحبش القعدة هناك بس..بس برضو شغلي ليه عليا حق..مينفعش       نتعبد بس ونسيب الشغل..مش دا اللي قالوا الرسول ولا إيه!

-عليه الصلاه والسلام..طيب...

ضحك وجذب يدها ثم قبّلها فـ لم تستطع أن تمنع إبتسامتها التي لم يُغيرها الزمان..ليعود ويتحرك بـ السيارة..سمعته يتنهد فـ سألته

-مالك يا أمجد!

-إبتسم بـ عمق وقال:مين كان يصدق إننا بعد كل السنين دي نتجوز!

-ضحكت هى الأخرى:ربك لما يريد بقى

-علاقتك بـ جاسر وفاطمة عاملة إيه!!

-أخذت نفسًا عميق وقالت:كويسة

-سألها وهو يلتفت إليها:لسه فاطمة محملاكي موت حسين!

-أغمضت عيناها وقالت:هى مش هتنسى يا  أمجد..بـ الرغم من إني ساعات بتتعامل معايا كويس إلا إني بحس منها بـ اللي شايلاه..هى بتعاملني كويس عشان خاطر جاسر...

لم تُكمل ولم يرد أمجد أن يفتح هذا الحديث معها..بـ الرغم أنه مرت سنوات وقد نسى جاسر ما كان وأنه أخبرها بـ عدم تحملها المسئولية لما حدث..ولكن تبقى فاطمة غصة بـ حلقها تُذكرها بما مضى

أخرجها من شرودها صوت أمجد وهو يقول بـ جدية

-إحنا هنطلع ع المنيا

-ماشي

-ربت على كفها وقال بـ حنو:كل حاجة هتكون تمام..سبيها لله..أنتي إتغيرتي يا عنيات...

أومأت له بـ رأسها ثم أغمضت عيناها تنعم بـ راحة عقب ليلة سفر طويلة

**************************************

تراجعت روجيدا بـ هلع وهى ترى جاسر يتقدم منها والشرر يتطاير من عينيه لتقول بـ خوف

-جاسر إعقل كدا

-هتف وهو يُمسك قدمها:أنتي بتخلي فيا عقل...

حاولت التملص منه ولكن قوة يده حالت دون ذلك..صرخت فـ كمم فاها ثم جذب يدها       إليه يضمها أمام صدرها وبـ حركة سريعة قام بـ لف حزام بنطاله حول يدها ثم قيدها بـ الفراش

للحظات هدأ الهلع من عينيها وهى تظن أنه سيقوم بـ ضربها كما فعلها قبلًا ولكنه فاق توقعاتها ليقوم بـ تقييدها بـ الفراش..وجدته ينحني إليه ويهتف بـ شماتة

-شكلك مفرحني فرح يا روجيدا وأنتي مربوطة كدا...

أخذت تجذب يدها عدة مرات لتُحرر يدها ولكنها فشلت..لتصرخ بـ شراسة

-فكني يا جاسر..فكني يا متوحش

-أقترب أكثر وهمس:وعشان أنا متوحش..مش هفكك يا روجيدا...

صرخت بـ خوف وهى تراه يقفز فوق الفراش..يتمدد بـ ظهره عليه ويضع يده أسفل رأسه..وعيناه تُحدق بها قبل أن يتشدق

-كنتي مفكراني هضربك!...

لم ترد عليه..فـ نهض هو و وضع يده على ذقنها ثم أدار وجهها إليه وقال بـ خفوت

-عمري ما هفكر أأذيكي بـ الطريقة دي تاني أبدًا..أنا تعبت وقتها عما شلت النظرة دي من عنيكي زمان...

إبتلعت ريقها ولم ترد عليه ليقترب أكثر منها..تحديدًا شفتيها وأكمل هامسًا

-رغم إنك تستاهلي كسر رقبتك ع اللي بتعمليه فيا وفـ نفسك..إلا إني مش همد إيدي عليكي نهائي..كله يتحل بـ العقل...

حركت يدها المُقيدة ثم قالت بـ سخرية تتجاهل بها عمق تأثير صوته عليها

-وهو كدا عقل!

-إبتسم بـ جاذبية وقال:دا عين العقل...

ضغط على ذقنها ثم قربها أكثر حتى باتت أنفاسهم تختلط ثم همس بـ خبث

-واللي هعمله دلوقتي دا أكتر حاجة عاقلة ممكن أعملها

-صرخت روجيدا قائلة بـ تحذير:إياك تفكر فـ كدا يا جاسر..والله أصوت وألم الناس عليك...

ولكنه لم يستمع إليها بل تحرك بـ جسده كله فـ أغمضت روجيدا عيناها تنتظر المحتوم..وفجأة  وبـ حركة سريعة أغلق الضوء جانبها ثم عاد       يتمدد على ظهره وإبتسامته الخبيثة ترتسم بـ جاذبية مُهلكة على شفتيه

شعرت هى بـ البرد لتفتح عيناه فـ وجدته يتمدد على الفراش..نظرت إليه بـ بلاهة وتساءلت

-أنت عملت إيه؟!

-نظر إليها وتصنع البراءة قائلًا:بطفي النور عشان أنام...

ضيقت عيناها بـ حنق وتضرجت وجنتيها بـ لون أحمر قاتم..ليضحك جاسر بـ مكر قائلًا

-أنتي كنتي مفكرة إيه!..اااه دماغك المنحرفة دي راحت فين!!

-تمتمت بـ ضيق:من عاشر قومًا يا سيدي...

سمعت صوت ضحكاته الصاخبة لتنظر إليه بـ حنق أكبر ثم قال هو بعد أن هدأت ضحكاته

-يعني أنا صبغت بـ أخلاقي عليكي يا فراولة!..كويس علمتك حاجة حلوة فـ حياتك...

أخذت تطرق بـ رأسها الفراش عدة مرات بـ خفة قبل أن تقول بـ ضجر

-جاسر فكني وأمشي من هنا..الله يكرمك مش ناقصة فضايح

-حرك سبابته في الهواء ثم قال مُداعبًا:لا عاش ولا كان اللي يفضحك يا روجيدتي..أنا فضيت العمارة...

إتسعت عيناها بـ صدمة وقد عجز فاها عن الحديث ليومئ بـ رأسه عدة مرات ثم قال بـ مكر

-أيوة فضيتها..أنا كتت بصراحة بفكر فـ ليلة دموية وكنت خايف الناس تسمعنا..بس ربك أراد الستر

-نطقت وهى على وشك البُكاء:فكني بقى..وأمشي من هنا..إرحمني بقى يا شيخ...

نهض وإستند بـ مرفقيه على الفراش وهتف وهو يُحاول جذب عطفها بـ تصنعه للبراءة

-يرضيكي جوزك حبيبك ينزل كدا؟...

أشار إلى جذعه العلوي العار..لتضم شفتيها بـ غيظ ثم هتفت بـ حدة


-عندك هدومك اللي جيت بيها

-أكمل تصنعه للبراءة وهتف:يرضيكي جوزك حبيبك يلبس هدوم مبلولة ويمشي كدا بالليل وأتعب يعني!

-أه يرضيني وأمشي بقى...

قرص وجنتها بـ لطف ثم قال وهو يُخرج لها لسانه

-بس أنا بقى ميرضنيش...

بكت بـ صوت وهى تراه يعتدل لينام مرة أخرى على ظهره..فـ بقت هى تصرخ به عله ينهض فـ وجدته يقول بـ تحذير

-بس بقى عشان أنام

-يا بجاحتك يا أخي

-أعطاها ظهره ثم قال:تصبحي على خير يا روجيدا

-ردت عليه بـ إشمئزاز:تصبح على كلب يعضك...

إلتفت إليها ثم هتف بـ خبث وهو يُدغدغها بـ خفة

-لأ وأنتي الصادقة هصحى على فراولة....

إنتفخت أوداجها وقررت الصمت..فـ هو لا مجال للحديث معه..عاد يستلقي على الظهره فـ إسترقت هى بعض النظرات إليه..بدأت بـ عضلات معدته القوية ثم إرتفعت إلى صدره الذي يصعد ويهبط بـ إنتظام.

وبقت هُناك فترة تُحدق بـ وشمها عليه..اسمها المُخطوط بـ عناية وحرفية..بـ الرغم من كره جاسر لتلك الأشياء ولكنه وشّم نفسه بها..ساعديه       القويين واللذا زادا قوة وصلابة عن ذي قبل..وصلت إلى عنقه وبقت تُحدق مرةً أخرى بـ تفاحة آدم الجذابة..لطالما عشقت النظر إليها بعد عيناه ولا تعلم ما المثير بـ التحديق بها..حتى ذقنه المشذبة..جذابة وقد إستطالت قليلًا..جذابة كـ كل شيئًا به

تنهدت وهزت رأسها تطرد تلك الأفكار السخيفة من رأسها..لتُبعد عيناها عنه و أراحت ظهرها على الفراش لتغفو بعد دقائق من التفكير بها  وبـ مُعذبها

كان جاسر يكاد يبتسم وهو يشعر بها تُحدق به بـ إعجاب شديد..لطالما نظرت إليه بـ ذلك الشغف الذي لم ولن يقل..كانت ضربات قلبه تتوالى ب       ـ طريقة آلمته ولكنه عشق طريقة تحديقها به..كان يسمع تحشرج أنفاسها من وقتٍ إلى آخر حتى إنتظمت..ليفتح عيناه فـ وجدها نائمة وخُصلاتها تُغطي وجهها الفتيّ عنه

نهض وقام بـ حل قيدها..ليسمع تأوه بسيط هرب منها..فـ علم كم آلمها القيد..قام بـ تحريك يده على معصمها بـ حنو عدة مرات وعدّل وضعيتها لتنام على ظهرها..بدأ في إبعاد خُصلاتها عن وجهها ليجذب إحداها وبقى يشتمها بـ عمق..أغلق عيناه يستمتع بـ عبيرها المُسكر ليهمس والخُصلة أمام فمه

-حتى شعرك فروالة...

قالها ثم قبّل تلك الخُصلة..وإعتدل هو بـ جلسته..ليستند بـ مرفقه على الفراش ونام على جانبه الأيمن..وضع يده على يدها الموضوعة على        معدتها يتخلل أصابعه مع أصابعها قبل أن يجذبها ويُقبلها بـ رقة وكأنها آنية فُخارية يخشى عليها الكسر

عاد بـ وضع يدها على معدتها وظل مُحتفظ بها بـ قبضته..ثم وضع رأسه يدفنها عند منكبها فوق خُصلاتها يشتمها مرة أخرى قبل أن يهمس

-تصبحي على جنة تجمعنا سوا...

***************************************

في صباح اليوم التالي كانت بسنت تقف أمام مرآتها تضبطْ ثوبها الفيروزي الذي يصل إلى ما بعد ركبتيها بـ قليل ذو أكمام طويلة تصل إلى المرفقين..مُزين بـ خطوط طولية وعرضية من اللون الذهبي والفضي..صففت خُصلاتها الناعمة على هيئة جديلة مُسدلة بعض الخُصلات على جانبي وجهها

هبطت الدرج لتجد صابر يتحدث مع والدتها فـ بتر حديثه وهو يراها تختال بـ ثوبها الذي       زادها أنوثة صارخة..تعجبت هاجر من صمته المُفاجئ فـ إلتفتت خلفها لترى بسنت تتقدم منهم وعلى وجهها إبتسامة رائعة..إبتسمت بـ خبث ثم نهضت دون أن يشعر هو

وقفت أمامه بسنت وهتفت بـ رقة

-مش يلا!...

إزدرد ريقه ثم قال وهو يتفحصها بـ تدقيق

-يلا فين وأنتي حلوة كدا!

-ضحكت بسنت ثم أمسكت يده قائلة:يلا نشوف بيتنا...

خلل يده بين خُصلاته السوداء وقال بـ تأفف وضيق

-ولازم تبقي على سنجة عشرة وإحنا رايحين البيت؟!

-همست بـ أُذنهِ بـ عذوبة ومكر أُنثوي:لأ عشان خارجة معاك...

وقبلت وجنته بـ رقة ثم تركته ورحلت..ليبقى هو واقفًا فارغ الفاه مُتسع العينان وهو يرى ذلك التقدم حديث العهد..ليتفوه بـ عدم تركيز

-يخربيتك يا صابر...

ثم تحرك ليلحق بها وجدها تقف أمام سيارته ليتقدم منها ويقترب مُقبلًا رأسها ثم يدها وقال بـ حب

-يا صباح العسل بـ القشطة

-إبتسمت وقالت:مش متأخرة شوية

-عاد يُقبل يدها ثم قال:عما إستوعبت..مش يلا!...

قالها مُقلدًا إياها ثم فتح لها الباب بـ رُقي لتبتسم إبتسامة أكثر إتساعًا وصعدت السيارة..دار هو حول السيارة وصعد إليها هو الأخر وإنطلق بها

كان الطريق لا يخلو من حديث بسنت وعن خططها وكيف تقبلت فكرة الزواج منه بـ هذه السرعة إلا أن صابر سألها فجأة بـ ملامح غريبة

-بس ليه يا بسنت كل الخوف دا من جوازنا!...

بهت لون وجهها لثوان ولكنها إبتسمت إبتسامة مهزوزة ثم قالت بـ توتر

-آآ..مين..قال كدا!

-أمسك يدها وقال:متفكريش إني مش واخد بالي من زمان يا بسنت..من أول أما عرفتك لحد كتب الكتاب..ولما سافرتي المنحة كان سببها الأساسي إنك تهربي مش تحققي حلمك...

ونظر إليها بـ أخر الحديث..لتشعر بـ أن الدماء قد هربت من عروقها لتُفسر حالة        تباطؤ نبضات قلبها..وجدته يشد على يدها ثم شجعها قائلًا رغم ذلك الألم الذي ينخر عظامه

-إتكلمي يا بسنت يمكن أقدر أساعدك...

إزدردت ريقها بـ صعوبة وقد توترت أنفاسها..كان التردد واضح عليها ولكن نظرات صابر وتشجيعه لها قد ساعدها لتقول بعد فترة طويلة أصابته بـ إنهيار

-خايفة...

نطقتها بـ خفوت ظنًا منها أنه لن يلتقطها ولكنه خيب آمالها وهو يتساءل بـ عدم فهم وقد عقد حاجبيه

-خايفة!!..من إيه يا بسنت؟

-شدت هى هذه المرة على يده وقالت:من تجربة لسه معلمة فيا لحد دلوقتي...

لم تحتج أن تُكمل أو توضح أكثر فـ إنقباض عضلات فكه وقساوة عيناه أظهرت       مدى غضبه..أشاحت هى وجهها عنه وبقت تُحارب عبرات أوشكت على الهطول

لم تشعر سوى بـ يده التي وضعها أسفل ذقنها ثم أدار وجهها إليه وقال بـ هدوء عكس ملامحه

-مش هقدر أقولك غير متخافيش مني يا بسنت..أنا مش هكون تجربة زي اللي عدت..أنا      هكون قدرك للنهاية..وصدقيني مش هخليكي تندمي لحظة واحدة على جوازنا...

أمسكت يده التي على ذقنها وقالت بـ نشيج

-أنا مش خايفة منك أنت..أنا خايفة من التجربة..خايفة الزمن يتعاد

-إبتسم بـ إطمئنان:الزمن مبيتعدش يا بسنت..اللي راح غير اللي جاي..وأنا هكونلك جاي جديد...

حديثه الدافئ بعث في نفسها الإطمئنان وخاصةً تلك الإبتسامة التي تجعلها تشعر أن الكون مُسالم دافئ..ليس به سواها وهو

بعد مدة وصلا إلى المنزل..كان له حديقة متوسطة..زُرعت بها أشجار الفاكهة من الرمان والبرتقال..فـ كوّنت رائحة ذات مزيج خاص..وبين كل شجرة       وأخرى كانت هناك أنواع عديدة من الأزهار مُبهجة الألوان..وبـ المُنتصف حوض سباحة حوله بعض الصخور الصغيرة فـ كان أشبه بـ البركة


أما المبنى نفسه فـ كان بسيط ولكنه رائع..طُراز عصري مُمتزج بـ لمحة من الماضي بـ وجود خشب الأرابيسك المُزِين لنوافذ..وبوابة من اللون البني الباهت يتناسب مع اللون الأصفر لجدرانه

فغرت فاها وهى تطلع إلى ذلك المنزل ثم قالت بـ عدم تصديق وهى تنظر إلى صابر بـ عينان مُتسعتان

-مش ممكن يكون دا بيتنا!...

أمسك يدها وجذبها خلفه حتى وصل إلى بوابة المنزل الداخلية..وفتحها ليدلف كِلاهما ثم همس بـ عمق

-ولسة مشوفتيش جوة...

إزداد إتساع عيناها وهى تُحدق بـ كل إنش من المنزل..داخله كان جنة أخرى..كانت     الأرض مصنوعة من الخشب الماهجوني ذا اللون الكستنائي..والجدران من اللون الأبيض مُمزوج بـ الفضي..والنوافذ الزجاجية العريضة التي تحد المنزل وتُظهر الحديقة..كان الزُجاج مُلون بـ عدة ألوان تُناسب لون الجدران

وضعت يدها على فاها وقالت بـ دهشة

-مش ممكن

-حاوط خصرها وقال:لأ ممكن..شوفتي شبابيك الأرابيسك اللي فوق...

هزت رأسها نافية ليجذبها معه إلى أعلى..فـ صعدا الدرجات والتي كانت مش نوع أخر من الأخشاب..ثم قال بـ همس

-تعالي أما أوريكي...

****************************************

نهضت روجيدا بـ كسل وحركت يداها بـ الهواء..لتتفاجئ بـ أنها غير مُقيدة..نظرت بـ صدمة بـ جانبها لتجد الفراش خالي تمامًا..ظُلت تُتمتم بـ صوتٍ خفيض

-منك لله يا جاسر يا صياد..منك لله...

نهضت عن الفراش و توجهت إلى المرحاض لتغتسل..ولكن ما أن نظرت إلى المرآه حتى أطلقت صرخة وهى ترى وجهها مشوه بـ فعل مساحيق       التجميل..فـ كان وجهها عبارة عن لوحة فنية من أحمر شفاه ذا لون أحمر قاني والأخر نبيذي والكحل العربي..تخُط كلمة واحدة "جاسر"

ولكن أيكتفي..فـ لم تسلم المرآه من أعماله الجنونية..لتُتمتم ما كتب

-أنا بعشق جاسر..لأ وبكل اللغات...

إستندت على حوض الإغتسال بـ يديها وأخذت تتنفس بـ عمق كي تُهدأ نفسها من نوبة صُراخ تُداهمها ولكن لا فائدة..لتصرخ بـ حنق

-أشوف فيك أسبوع يا جاسر مينقصش يوم...

فتحت صنبور الماء وبدأت في غسل وجهها بـ قوة كي تُزيل تلك اللوحة عن           وجهها..وبعد أن إنتهت..ذهبت إلى خزانة صغيرة بـ المرحاض وأخرجت أداوت التنظيف وأخذت تُنظف المرآه حتى محت الأثر تمامًا

زفرت بـ عمق بعدما إنتهت ثم خرجت وأبدلت ملابسها إلى بنطال قُماشي أسود..يتسع عند الخصر ثم يضيق عند الأسفل ومن فوقها كنزة بيضاء شفافة..وضعتها من الجهة الأمامية بـ داخل البنطال وتركت الجزء الخلفي مُنسدل..صففت خُصلاتها على هيئة ذيل حصان طويل ثم دلفت خارج غُرفتها

إتجهت إلى غُرفة الصغيرة لتجدها فارغة..عقدت حاجبيها ولكنها ظنت أن جُلنار قد إستيقظت..كان المنزل هادئ جدًا..فـ أصابها القلق..نادت بـ خفوت

-جُلنار!!...

ولكن لا رد..بحثت في جميع أرجاء المنزل حتى إنطلقت صرخة أخرى حينما د     لفت المطبخ و وجدت جاسر يُعطيها ظهره العاري ويقف أمام الموقد

إلتفت إليها وعلى وجهه إبتسامة خبيثة ثم هتف وهو يُشير بـ ملعقةٍ ما كبيرة

-أنتي شغالة صريخ من الصبح ليه!..بنتك بتقول مامي إتهبلت...

تقدمت منه وعلى وجهها علامات لا تُبشر بـ الخير لتقول بـ غضب

-أنت بتعمل إيه هنا!!...

نظر خلفه ثم إلى الطاولة الشبه مُعَدة ثم إليها وقال بـ براءة كادت أن تُصيبها بـ جلطة

-بعمل فطار...

وضعت يدها على رأسها ثم هتفت بـ صوتٍ مكبوت

-شكرًا مش محتاجين خدماتك

-أتاها صوت الصغيرة وهى تقول:بس أنا عاوزة أفطر مع بابي...

نظرت إلى الصغيرة بـ يأس..الجميع يتآمر ضدها..نظرت إليه مرة أخرى لترى إبتسامته الخبيثة تتسع..أشارت بـ سبابتها إلى وجهه وهتفت

-حالًا تطلع من هنا يا جاسر..وبعدين إيه اللي موقفك كدا!

-نظر إلى جذعه ثم إليها وقال:ما قولتلك هدومي مبلولة من إمبارح

-جزت على أسنانها وهتفت بـ غيظ:وهى لسه مبلولة من إمبارح؟!...

إلتفت إلى الموقد يتأكد من نضج الطعام..ليقوم بـ إطفاء الشعلة ثم نظر إليها مُجددًا وهمس وهو يتلاعب بـ حاجبيه

-منا نسيت أقولك..غسلتها...

كاد فم روجيدا يتدلى أرضًا مما يتفوه..إحتقنت عيناها بـ قوة وظلت تُطلق السباب        اللاذع إليه ولكنه لم يكن ليكترث..بل إبتسامته تتسع..وهو يضع الطعام المنضوج بـ صحن أبيض كبير وإتجه إلى الطاولة..ليقول وهو يُقبل وجنة صغيرته

دا أنتي المفروض تشكريني..بنتك مش هتاكل كورن فليكس النهاردة...

ثم جلس بـ جانب طفلته..ليهتف وهو ينظر إلى روجيدا

-مش هتاكلي!...

نظرت إليه شزرًا قبل أن تقترب إليه وتلكزه بـ منكبه عدة لكزات ثم قالت بـ حنق

-لأ...

أمسك يدها التي تلكزه ثم قبّل باطنها بـ رقة..فـ سحبت يدها بسرعة لتسمعه يتشدق بـ إستفزاز

-صباح الفراولة..مش قولتلك هصحى على فراولة

-ردت عليه بـ عصبية:بطّل تقولي الكلمة دي

-ومين قال إني بتكلم عليكي...

رفع صحن يحتوي على ثمرة الفراولة الطازجة ثم هتف وهو يغمزها بـ مزاح

-أنا بتكلم على دا

-جعدت وجهها بـ إمتعاض وهتفت:يا سم...

ثم دلفت خارج المطبخ وهى تستمع إلى ضحكات الإثنين بـ الخارج

مضى بعض الوقت قبل أن يخرج كِلاهما..فـ ركضت الصغيرة إلى والدتها قائلة بـ سعادة

-بابي هيلعب معايا..أنا هدخل أجيب لعبي...

ثم ركضت إلى غُرفتها لتبقى روجيدا تنظر إلى جاسر بـ شرارات حارقة كادت أن تحرقه حيًا..رفع منكباه بـ قلة حيلة وقال بـ خبث

-هي اللي شبطت...

أشاحت بـ وجهها بعيدًا عنه..لتشعر بعد ثوان بـ صحن من الشطائر يوضع أمامها وفنجان قهوة ثم قال بـ صرامة بـ جانب


أُذنها

-حالًا الطبق يخلص يا روجيدا..يا إما هأكلك أنا..وأنتي عارفة طريقة أكلي...

عضت على شفتيها بـ غيظ لتجذب الصحن وتشرع بـ تناول الطعام..إبتعد عندما إقتربت الصغيرة  و وضعت ألعابها أرضًا وقالت بـ حماس

-يلا يا بابي يلا

-طيب يا جوجو...

جلس بـ جانبها وشرعا بـ اللعب..كانت صوت ضحكات جُلنار من مُداعبات جاسر لها تُجبر      روجيدا على الإبتسام..وعندما يلتفت إليها جاسر كانت تضم شفتيها بـ غيظ ثم تُشيح بـ وجهها بعيدًا عنه

بعد فترة طويلة من اللعب..وروجيدا لا تزال جالسة على وضعيتها السابقة وهدوء ساد المكان لبعض الوقت

ظلت الصغيرة تنظر إلى والدتها الغاضبة ثم تعود وتنظر إلى والدها الذي يجلس على الأرض مُسترخيًا..لتقول بـ براءة طفولية مُحببة

-هى مامي هتفضل زعلانة كدا كتير!

نظر جاسر إليها وهو يتأمل شفتيها المزمومة غضبًا وساقها التي تُحركها بـ عصبية      ثم عاد ينظر إلى صغيرته قائلًا بـ سعادة خفية مما فعله مُنذ قليل

-طب ما تقومي تصلحيها!

-أشارت بـ يدها نافية ثم قالت:بس أنت اللي زعلت مامي...

وضع ذلك المكعب في مكانه المخصص ثم قال بـ خبث وهو ينظر إلى روجيدا

-طب قومي بوسيلي ماما من بؤها عشان تصالحني

-ضحكت جُلنار بـ خفوت ثم وضعت يدها على فاها وقالت:بس أنت اللي المفروض تصالحها..يعني أنت اللي تبوسها

-تنهد جاسر بـ حرارة وقال:ياريت كنت أقدر..مكنتش عتقتها والله...

أمالت الصغيرة رأسها إلى الجانب قليلًا في محاولة لفهم ما تفوه به أباها...

ليقول بـ مكر وهو يضرب يد إبنته بـ خفة

-تعالي أقولك على خطة تخلي مامي تسامحني...


إقتربت الصغيرة بـ حماس وقالت بـ طفولة

-إيه!

-أشار إليها:هاتي ودنك عشان متسمعناش...

إقتربت منه جُلنار وهتف بـ بعض الكلمات بـ أُذنها عدة مرات حتى إستوعبت لتبتعد عنه قائلة

-خلاص فهمت يا بابي

-طب يلا روحي...

نهضت جُلنار ثم إتجهت إلى والدتها وقامت بـ تقبيلها من فاها لتبتسم روجيدا ثم إختفت إبتسامتها وهى تستمع إلى طفلتها

-بابي باعتلك البوسة دي وبيقولك كان نفسه هو اللي يصالحك بـ نفسه...

رفعت أنظارها المشدوهة إلى جاسر الذي ينظر إلى بـ مكر وإبتسامة خبيثة..قبل أن تتحول إلى أخرى غاضبة..شرسة..شرارات حارقة منها تبعثها إليه ثم قالت إلى جُلنار

-يلا يا جوجو لمي اللعب بتاعك وحطيها مكانها فـ أوضتك...

أومأت جُلنار..لتقوم بـ تعبئة ألعابها بـ حقيبة صغيرة ودلفت بها إلى الداخل..نهضت       روجيدا من مقعدها وكذلك جاسر ليضع يده في جيبي بنطاله ينتظرها حتى تأتي إليه..إنفجرت بـ وجهه قائلة بـ غضب

-خليك عمّال تفسد أخلاق البنت كدا

-رد بـ براءة:أنا كنت بخليها تصالحك..ولا أنتي كنتي عوزاني أنا اللي أصالحك...

تصاعدت أنفاسها بـ حدة..قبل أن تُشير بـ يدها إلى الخارج

-إطلع برة يا جاسر

-لما هدومي تنشف...

بعثرت خُصلاتها بـ يدها وصرخت بـ حنق

-أنت عاوز تشلني..مش كفاية اللي عملته فـ وشي وفـ المراية

-إبتسم وقال بـ نبرة ماكرة:ااااه..أنتي كنتي بتصرخي من شوية عشان كدا..بس إيه رأيك!!...

صمت ثم عاد يقول وهو يتظاهر بـ التفكير


-بس إزاي محستيش!!..دا أنت نومك تقيل أوي...

قال الجُملة الأخيرة بـ غمزة لتضع يدها على عيناها..تعد بـ داخلها من واحد إلى        عشر حتى تُهدأ نفسها..ولكن قبل أن ترد عليه أتت الطفلة ركضًا قائلة

-مامي..موبايلك بيرن بقاله كتير...

أخذت الهاتف منها لتعود الصغيرة وتركض إلى غُرفتها..نظرت إلى الهاتف مرة أخرى تحت نظرات جاسر التي تتفحصها بـ دقة لتقول بـ سعادة

-حبيبتي يا ماما..عاملة إيه وحشاني!!

-أتاها صوت والدتها المذعور:مصيبة يا روجيدا مُصيبة

-توجست روجيدا وهى تسألها:خيريا ماما قلقتيني؟

-أجابتها جين بـ نفس النبرة:جدتك جاية مصر عشان تشوفك أنتي وجاسر...


               الفصل الحادى عشر من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-