CMP: AIE: رواية ولعشقها ضريبة الفصل السابع عشر17بقلم اسراء علي
أخر الاخبار

رواية ولعشقها ضريبة الفصل السابع عشر17بقلم اسراء علي


 

رواية ولعشقها ضريبة 

الفصل_السابع_عشر



يتحتم عليّ القتال..النضال..الموت...

لأربح بكِ بـ النهاية...


وضعت أمامه فنجان قهوته وهى تبتسم..ليقول شريف بـ تأفف واضح أصابها بـ الحرج


-الناس دول إتأخروا ليه!..ولا أنتي شكلك بتضحكي عليا!

-نفت بـ ذعر:أبدًا والله..هما هيجوا عشان يتكلموا مع أبويا

-ليتساءل بـ تهكم:أومال فين الحج؟

-أنا أهو يا بني...


أتاهم صوتٍ ضعيف وهو يسعل أمام باب الغُرفة..لتنهض مروة وتُساعده على النهوض ثم قالت بـ عتاب


-ليه قومت من فرشتك يابا؟..أنت تعبان

-وضع عصاه جانبًا وهتف:وأنتي برضك عملتي اللي براسك يا مروة!

-أومال أسيبهم يدخلوك السجن!

-ولازمته إيِه نتعبوا الباشا إمعانا!

-سعل شريف وقال:ولا تحب ولا حاجة يا حج..بس ممكن أفهم إيه الحكاية!!...


ربتت مروة على يد والدها وقالت بـ إبتسامة


-أبويا مديون بـ فلوس عشان دراستي..أنا بدرس آداب جامعة القاهرة..وطبعًا    بحتاج فلوس كتير وأبويا كان بيبعتلي ومش بيبخل عليا ومكنتش أعرف هو بيبعت الفلوس دي منين..بعدين عرفتهم أنه إدّيان من ناس اللي هما جايين...


عقد شريف حاجبيه وهو ينظر إلى الرجل ثم إلى حال المنزل المُهترئ ولكنه يأويهم..كان دافئ ورائع على الرغم من بساطته الفائقة..ليقول والد مروة بـ إبتسامة بسيطة


-معلش يا بني..بيتنا مش على جد (أد) المجام

-تنحنح شريف بـ حرج قائلًا:لا يا حاج مش قصدي..أنا بس حبيت المكان هادي وجميل

-إبتسمت مروة بـ خفة:كتر خيرك يا باشا...


ثوان وسمعوا طرقًا على الباب لتنهض مروة ولكن شريف أوقفها قائلًا بـ حذر


-خليكي أنا هستقبلهم

-بس آآ

-هشششش..قولت إقعدي...


أومأت بـ خفة وهى ترى نظراته التحذيرية فـ عادت تجلس..إتجه    هو إلى الباب وفتحه ليجد شخصين ضُخام البنية يسدون عليه الباب..إستند حافة الباب وتساءل بـ خمول وهو يتفحصهم بـ إزدراء


-خير يا حضرت منك ليه!

-نظر أحدهم إليه وتساءل:مين أنتى؟!

-رفع شريف حاجبه وقال:ملكش دعوة..أنا اللي بسأل هنا...


كاد أن يتحرك بـ إتجاهه أحدهم ليوقفه الأخر قائلًا بـ هدوء


-إحنا چايين لمنصور...


تقدم منهم شريف ثم تعمد إظهار مسدسه المُثبت على جزعه وأخرج شارته الخاصة به..لتتسع عينا الأخرين فـ قال بـ تهديد


-إسمع ياض منك ليه..روحوا اللي بعتك إن الناس دي لو قرب منها تاني عشان الدين ميلومش غير نفسه...


نظر إليهما وهو يُضيق عيناه بـ شراسة ثم هتف بـ نبرة قاسية


-سمعت أنت وهو

-ليقول أحدهم بـ إعتراض:بس يا باشا دا دين

-متبسبسش يا روح أمك..وغور من هنا..يلااا...


هدر بـ الأخيرة لينظر الإثنان إلى بعضهما ثم أومأ أحدهم وقال بـ جمود


-يلا...


وذهب كِلاهما دون حديث..لتنظهر مروة من خلفه وهتفت بـ سعادة تكاد تطفر من عيناها


-ينصر دينك يا شيخ

-تنهد شريف ثم قال:لو إتعرضلكوا مرة تانية متتردديش ثانية..سمعاني!!

-أدت التحية بـ مرح وقالت:تمام يا باشا...


أومأ بـ رأسه وكاد أن يرحل إلا أنها أمسكته من مرفقه لينظر إلى يدها ثم إلى    خضراوتيها بـ دهشة فـ إستدركت ما قامت به لتُبعد يدها عنه بـ سرعة بـ حرج وهتفت بـ نبرة تتآكلها الخجل


-آآ..أسفة..أنا كنت يعني بقولك...


تلعثمت بـ حديثها لتقول بسرعة وهى تُخفض رأسها


-مش هتشرب قهوتك!

-أبتسم من زاوية فمه وقال:مرة تانية..مع السلامة...


ورحل سريعًا لتستند على حافة الباب وقالت بـ تنهيدة ونبرة ساهمة


-مع السلامة..قمر يا بن الإيه...


**************************************


إنحنى سامح بـ جزعه بعدما أنهى العمل مع جاسر وصابر ليقول بـ عقدة حاجب


-هو أنت فعلًا هتعمل كدا؟!...


عقد جاسر ما بين حاجبيه ليضع الأوراق من يده وتساءل


-هعمل إيه؟

-يعني اللي صابر قاله من شوية!..إنك هتقول لعيلة الراجلين دول على شريف وأخته!

-هدر جاسر بـ حدة طفيفة:أنت إتجننت يا سامح!..لأ طبعًا..أنا بس كنت بهوشه

-ضحك صابر وقال:وفكرك هو كدا إتهوش؟

-لأ طبعًا..أنا كنت عارف إن واحد زيه يرمي نفسه فـ النار عشان أخته يستحيل يتهّتْ بـ السهولة دي

-تساءل سامح:أومال عملتها ليه؟!...


تراجع جاسر على ظهر مقعده ليضع كِلتا يداه خلف رأسه وتشدق بـ إبتسامة


-برضي ضميري..عشان لما أدخله من نقطة **** ميبقاش يزعل

-تساءل صابر بـ توجس:قصدك إيه؟!...


نظر إليه سامح أيضًا بـ فضول ولكن جاسر كان قد نهض ثم قال بـ برود


-أنا إتأخرت على روجيدا...


ورحل تاركًا إياهم فارغين الفاه..غير مُصدقين لما يُفكر به أو أن جاسر حقًا قد يحتاج ليلجمه أحد


وفي تلك الأثناء لتنهض روجيدا عن الأريكة..لتستشعر رائحة جاسر بـ القُرب منها فـ إنتفضت تبحث عنه ولكنها إكتشفت بـ النهاية أنها سترته..    فـ أبتسمت لا إراديًا ثم قربت السترة إلى أنفها وإشتمتها بـ عمق..أغلقت عيناها تستمع بـ تلك الرائحة التي تتغلغل حواسها وتخترق روحها


إنتفضت فجأة عندما فُتح الباب فجأة وطل منه جاسر ينظر إليها بـ شك ثم تحولت نظراته إلى خبث وهو يرى السترة بـ أحضانها..ليبتسم ويقول


-صباح العسل يا عسل

-إبتسمت روجيدا وقالت:صباح النور...


تقدم جاسر منها وجلس بـ جانبها ثم هتف بـ دهشة


-إيه دا ضحكتي بـ وشي أخيرًا!

-عبست بـ وجهها وقالت:يعني عاوزني أكشر؟

-نفى سريعًا ثم إقترب منها وهتف:لالالا..إثبتي على النغمة دي...


ضحكت ثم أخفضت رأسها لتسقط خُصلاتها على وجهها..ليُخفض هو الأخر رأسه وأبعد تلك الخُصلات ثم أبتسم قائلًا


-بقيتي كويسة دلوقتي!

-أومأت ثم قالت:أها الحمد لله...


رفعت نظرها إليه فـ وجدته ينظر إليها بـ عمق فـ إبتسمت بـ رقة هاتفة


-مرسيه يا جاسر على اللي عملته...


بدى شاردًا عنها وكأنه لم يستوعب ما قالت..لتعقد حاجبيها وتهتف مرة أخرى بـ رقة أكبر


-جاسر..أنت كويس؟!...


أمسك يدها ثم إقترب أكثر فـ تراجعت ليضع يده على ظهرها ثم همس وعيناه تترحل بـ كامل وجهها


-قوليها تاني

-أبتلعت ريقها بـ صعوبة:أقول..إيه!

-همس جاسر:اسمي..عاوز أسمعه كدا مرة تانية...


وضع يده الأخرى على وجنتها ليُقرب وجهها منه أكثر فـ بدت مسحورة بـ نبرته الهامسة وأنفاسه الساخنة التي تضرب وجهها..فـ تنفست بـ إضطراب وهمست بـ عذوبة وتلعثم


-جـ..جاسر...


أغمض جاسر عيناه وقد فُتن تمامًا بـ نبرة صوتها التي إفتقدها..تلك ا    لرقة والعذوبة كم إشتاقهما..نزلت يده التي على ظهرها إلى خصرها والتي على وجنتها إلى ذقنها يرفع رأسها أكثر إليه ثم إقترب وهمس بـ القُرب من شفاها


-بحبك...


وكاد أن يقبض على شفتيها التي إشتاقها ولكن صُراخ دوى بـ الأرجاء بعدها صوت قدمين يركضان بـ إتجاههما..جعلهما يجفلان ويبتعدان بـ نبضات تكاد تتوقف من فرط سرعتها


-مامي..بابي..وحشتوني كتير

-يا بنت الـ***...


همسها جاسر بـ حدة وغضب وهو ينظر إلى الصغيرة التي تحتضن والدتها     وتُقبلها وتنظر أيضًا إليه ثم عاد يقول وهو يربت على وجنتة طفلته بـ قوة طفيفة


-وأنتي موحشتنيش يا بنت أمك

-مطت شفتيها وقالت:بس أنت وحشتني...


وإنطلقت من أحضان والدتها التي تتآكل خجلًا إلى جاسر تحتضنه وتُقبله ليقول وهو يقرص طرف أنفها


-متفكريش إنك كدا مش هتخليني أعاقبك

-عقدت حاجبيها وتساءلت بـ تذمر:أنا عملت إيه!

-بتقطعي عليا أنا وأمك

-يعني إيه؟...

-يعني آآ...


سمعا شهقة إنفلتت من فم روجيدا ثم هتفت وهى تنظر إلى جاسر بـ تحذير


-أنت هتشرح كمان!

-ما عشان تتربى شوية

-ضيقت عيناها وهتفت:والله ما حد محتاج تربية غيرك...


قهقه جاسر بـ قوة لتضحك جُلنار معه دون أن تفهم ليعود ويقول إلى طفلته وهو يُقبلها


-مامي دي محتاجة شوية دروس منها..لازم نكمل الفريق

-تساءلت جُلنار:فريق إيه؟...


إبتسم جاسر بـ خبث ثم أجاب طفلته وهو ينظر إلى روجيدا التي تترقب ما سيقول


-فريق كورة يا حبيبتي..مش هما بيبقوا حداشر!

-ردت عليه الطفلة قائلة:أيوة..بس هنجبهم منين!...


إتسعت إبتسامة جاسر الخبيثة أكثر ثم تشدق وهو لا يزال يُحدق بها بـ وقاحة


-لا يا حبيبتي مامي هي اللي هتجيب...


شهقت روجيدا وقد تضرجت وجنتيها بـ حُمرة قانية وأخفت وجهها بين يديها وهى تسبه بـ سباب لاذع..وهو يضحك بـ قوة عليها


إنسلت الفتاه من أحضان والدها لتتجه إلى روجيدا وربتت على ساقها ثم هتفت


-يلا يا مامي هاتي الفريق عشان نلعب...


صرخت روجيدا وهى تنهض..ولم يفعل جاسر أكثر من إرتماءه على الاريكة غارقًا بـ ضحكه الذي لا ينتهي


قامت روجيدا بـ قذفه بـ سترته ثم لكزته بـ ساقه بـ قوة تأوه لها لتقول بـ حدة


-خليك فاسد أخلاق البنت كدا

-ردف جاسر وهو ينظر إليها:ما تيجبي الفريق يا أم جُلنار..البت عاوزة تلعب...


نهض وإقترب منها ثم همس بـ أُذنها قائلًا


-وأبو جُلنار كمان عاوز يلعب

-صرخت روجيدا بـ خجل ثم هتفت:أنت واحد سافل ومش متربي ودي أخرة اللي يقعد معاك...


أمسكت يد إبنتها ثم تشدقت بـ حدة وهى تنظر إلى جاسر الذي ينظر إليها بـ تلذذ


-يلا يا حبيبتي..نمشي

-نفت جُلنار قائلة:لأ..بابي قالي هنروح الملاهي كلنا مع بعض

-أفندم؟

-رد جاسر عليها بـ هدوء ليُحاول إقناعها:البنت بعد اللي شافته إمبارح محتاجة جو تنسى بيه اللي حصل..فـ قلت نروح لكلنا مع بعض

-تساءلت بـ حنق:طب ومترحش أنت وهى ليه!

-همس بـ أُذنها:جُلنار محتاجة شوية إستقرار ما بينا...


نظرت إليه لتجده يتحدث بـ جدية..وللحقيقة لم تحتج أكثر من ثانية بـ التفكير فـ جاسر على صواب بما يقول..الطفلة تحتاج إستقرار بـ العائلة أكثر..تنهدت وقالت


-خلاص تمام..يلا بينا

-حك جاسر طرف أنفه وقال:لأ روحوا أنتو وأنا هحصلكوا..لسه عندي شغل مستعجل

-أومأت روجيدا بـ رأسها وقالت:طيب..هنسبقك إحنا

-لأ..روحوا أي مكان عما أجي...


عقدت حاجبيها بـ تعجب ولكنها أومأت موافقة..جذبت الصغيرة هاتفة بـ حنو


-يلا يا جوجو..قولي لبابي باي

-إلتفتت الصغيرة وقالت:باي بابي...


جثى على رُكبتيه وقبّل وجنتيها ثم قال بـ حنو أبوي


-باي يا روح قلب بابي...


نهض ثم قال وهو ينظر إلى روجيدا بـ صرامة


-خلي بالكوا من نفسكوا

-إبتسمت روجيدا وقالت:حاضر..متقلقش...


كادت أن تبتعد ولكن قام جاسر بـ تقبيل وجنتها بـ خفة وسرعة جعلتها تهرب منه دون أن تصرخ بـ حدة أو توبخه..ليضحك جاسر ملئ فاه وهو يقول


-يا مجنونة قلبي...


**************************************


دلف إلى مكتبه وجلس عليه يُطلق زفيرًا حارًا مما لقى مُنذ قليل..قذف    هاتفه ومفاتيحه على المكتب بـ إهمال ثم فرك عيناه بـ قوة لتقع عيناه على المظروف..ليقول بـ تذكر


-أه الظرف..قبل ما تيجي الهبلة دي وتنسيني...


أمسك المظروف أخرج ما فيه ليجد رسالة صغيرة وعليها نص كُتب بـ خط اليد


-"أتمنى الهدية تعجبك وتلاقي اللي نفسك فيه"...


قرأ الكلمات بـ تعجب ليجد عليها من الأسفل


-"من حبيبك"...


ضحك شريف وهو لا يحتاج أن يعلم من فـ بـالفعل علِم..أخرج بعض الصور الفوتوغرافية وبدأ في مُشاهدتها..لتتسع عيناه وهو يُشاهد تلك المجزرة البشرية التي حدثت بـ القَرب من هنا


ترك الصور وأخرك قرص مُدمج ليخرجه ويقوم بـ تشغيله..لتتسع    عيناه أكثر وقد لُجم لسانه عن الحديث وهو يرى المشهد كاملًا..وجد بـ نهاية المقطع


-"أتمنى الرسالة تكون وصلت"...


ترك شريف جهاز الحاسوب أماه وهو لا يقدر على الحديث..بدأ عقله في العمل وتحليل ما حدث كل ما توصل إليه أنه حدث أمس صباحًا


أخذ هاتفه و مفاتيحه ثم إتجه إلى الخارج دون أن يأبه إلى أحدهم..وصل إلى سيارته ثم صعد بها وإنطلق


إتصل بـ أحدهم وهو يهدر بـ عنف


-شوفت اللي بتاحمي عنه عمل إيه!

-تساءل يُسري بـ حدة وضيق:في إيه يا شريف؟...


تنفس شريف بـ حدة وأخذ يقود بـ سرعة شديدة وكأنه يُسابق الرياح حتى هتف بعدها


-البيه فاكر نفسه هتلر..عمل مجزرة إمبارح

-أنا مش فاهم حاجة

-صر شريف على أسنانه قائلًا:أنا جايلك فـ الطريق...


ثم أغلق الهاتف وبقى يسب جاسر ويلعنه..الأمر خرح عن السيطرة وأصبح    إنتقام ورد الصاع صاعين..لم يعد للأمر علاقة بـ العشق هكذا أقنع نفسه


***************************************


نظرت روجيدا إلى هذاين الحارسين أمامها بـ ضيق فما أن دلفت خارج الشركة    حتى وجدت الحارسين يقفان أمام السيارة الخاصة بـ جاسر كي تقلهما إلى أي مكان يُريدان


رفعت رأسها لتجده ينظر إليها من النافذة وعيناه تتحداها أن ترفض..لتجد نفسها تصعد السيارة دون نبث حرف


-أقف هنا

-تساءل الذي يقود:ليه يا فندم!

-ردت عليه بـ هدوء فلا ذنب لهما:هنقعد نستنى جاسر هنا...


أومأ الحارس ليصف السيارة ويترجل الأخر ليفتح لها الباب وتترجل هى الأخرى..نظرت إلى تلك الحديقة العامة وقررت الإنتظار بها


تحركت بعيدًا عن السيارة وقبل أن تجلس هتفت الصغيرة بـ إلحاح وهى تشد على ثيابها


-مامي عاوزة أيس كريم...


وضعت روجيدا يدها على رأس الصغيرة وتساءلت بـ حنو


-طب أجبلك منين؟!..مفيش حد

-نفت جُلنار بـ قوة وقالت:لأ..هناك أهو...


قالتها وهى تُشير إلى أحد المِحال..لتنظر إلى ما تُشير فـ وجدت ضالتها..إبتسمت روجيدا وقالت


-طيب يا حبيبتي يلا نروح...


إلتفتت روجيدا إلى الحارسين وهتفت


-هنروح نجيب أيس كريم وراجعين

-ليقول أحدهم:رجلنا على رجلك يا مدام..دي أوامر جاسر بيه...


أومأت روجيدا وهى تضغط على شفتيها وتبعاها..لم يكن المحل يبُعد عن مكانهما بـ كثير ولكنهما لم ينتبها إلى ذلك الذي يُراقبهم..فـ أخرج هاتفه وإتصل


-إنها والطفلة بـ مفردهما الآن

-أتاه الصوت على الجهة الأخرى:أين هما!

-أجابه وهو لا يزال يُراقبهم:بـ أحد الحدائق العامة

-حسنًا..نفذ ما إتفقنا عليه

-لك ذلك...


أغلق الهاتف وبقى يُراقب عودتهم إلى مكانهما الأول..كانت تتحدث مع الصغيرة وتضحك..ليقوم بـ تصويرهما ويبدأ في تنفيذ الخطة


نهض جاسر عن مقعده وهو يُودع أحدهم..ليقول صابر بـ تنهيدة


-أخيرًا بقى...


نظر سامح إلى جاسر الذي يتصفح بعض الأوراق بعدما جلس


-أنت لسه وراك حاجة!

-رد جاسر دون أن ينظر إليه:أه شوية حاجات بسيطة

-نهض سامح وقال:طيب أنا هروح أنا عشان نادين

-طيب

-ليقول صابر هو الأخر:وأنا كمان هقوم أشوف أخبار البيت إيه

-تمام يا جماعة سيبوني أخلص اللي فـ إيدي...


أومأ الآخران ورحلا..ليُكمل هو أخر عمله حتى يلحق بـ روجيدا وجُلنار..ثوان وسمع صوت هاتفه مُعلنًا عن وصول رسالةٍ ما..أخرج هاتفه فـ

إنتفض واقفًا كمن لدغته أفعى عقب قراءته لتلك الرسالة النصية مُرفق معها صورة لزوجته وصغيرته بـ تلك الحديقة العامة..أمسك هاتفه     بـ أيدي ترتعش من كثرة الخوف وقام بـ الإتصال بـ زوجته..ثوان وأتاه صوتها الذي تساءل بـ غرابة


-خير يا جاسر فيه حاجة!

-رد عليها بـ صوتٍ دوى كـ الرعد:فين الحراس اللي معاكي؟!


إلتفتت روجيدا ترمق حارسيها اللذان أمرهما جاسر بـ مرافقة زوجته وإبنته كـ ظلهما..ثم قالت بـ تعجب


-أهم واقفين..في إيه؟

-قامت الصغيرة بـ جذبها من بنطالها ثم قالت بـ إلحاح طفولي:مامي..مامي..بليز عاوزة أكلم بابي

-ربتت على خُصلاتها:ثواني بس يا حبيبتي...


ثم إستمعت إلى جاسر الذي هتف بـ صرامة تصعدت بـ الهلع


-حالًا تاخدي البغلين اللي معاكي وتروحي..أنا جايلك


عادت تلتف بـ رأسها ترمق حارسيها..وفجأة توسعت عيناه بـ قوة وهى ترى تلك الرصاصة تتوسط ما بين حاجبي ذلك الحارس..صرخت جُلنار بـ فزع حقيقي وهى ترى تلك الجثة هامدة أماما تنسال منها الدماء...


إستل الحارس الأخر سلاحه و وقف بـ جسده حائلًا يحميهما من رصاصة أخرى قد تُصيبها..ثوان وقد تصاعد صراخ التجمعات البشرية    حولهما..ومعها إرتفع وجيب قلبه بـ شدة كادت أن تتسبب في إنفجار أوردته..ثم هتف بـ اسمها وقد تشنج جسده بالكامل


-روجيداااا!!!


ولم ينتظر ثانية..تحرك من خلف مكتبه ولكن أوقفه صوت تهشم الزجاج..ليرى سهم ينطلق في إتجاهه والذي كان قريب منه بشدة..حتى أنه قد جرح وجنته بـ أطراف السهم..تبعها أخر ولكنه بعيد عن مرماه...


إتجه جاسر إليه ثم نزعه..فـ وجد تلك الصورة الفوتوغرافية الخاصة بـ زوجته وإبنته في تلك الحديقة وعلى وجهيهما أثار الفزع..أدار الصورة    فـ وجد في الخلف عبارة "دي قرصة ودن عشان تحرم تعصانا مرة تانية..إبقى فكر تقرب منهم تاني..هتكون بنتك هى مكان الحارس بتاعك"


كور قبضته بشدة حتى إبيضت مفاصله..زمجر كـ أسد جريح..عيناه إحتقنت بـ شعيرات دموية قانية..ثم زأر بـ صوته وقدى تجلى به الغضب و الثورة..إتجه ناحية النافذة ليجد ذاك الشخص المُمسك بـ القوي في يده..يقف بـ شموخ بـ غرض إيصال رسالةً ما..ثم إستدار راحلًا وجاسر يرمقه بـ نظرات قاتمة..تُقسم على أن يُذيقهم العذاب ألوانًا...


وبعد ثوان كان قد إندفع كـ الصاروخ يدلف خارج شركته..بقى يبحث عنه كـ المجنون ولكنه لم يجد شيئًا..ضرب الحائط الذي بـ جانبه عدة    مرات حتى أُدميت..جلس يلهث بـ عنف ليمسح على رأسه ويشد على خُصلاته ثم همس بـ ضعف لأول مرة يتلبسه


-ليه بس كدا يا ربي!..ليه؟...


*************************************


إنحنت تُقبل الصغيرة وتُزيل عبراتها التي هطلت كثيرًا..لتنزع سترتها وتدثرها بها جيدًا


دلف ذلك العامل ليضع لها العصير ثم رحل دون نبث حرف..توجهت إليه وإرتشفته دُفعةً واحدة فـ قد جف حلقها مما حدث..علمت     تمامًا أن ما يحدث هو بسبب تلك المُنظمة التي تهدم منزلها مرة بعد أخرى..هبطت عبرة واحدة فـ مسحتها سريعًا


إنتفضت على صوت الباب يُدفع بـ عنف وصوتٍ إلتمست به نبرة الرعب والإنكسار يهتف بـ اسمها


-روجيداا!!!...


نهضت روجيدا وهى تجده يندفع إلى جاذبًا رأسها إلى أحضانه..يعتصر على جسدها بـ قوة وكأنه أراد أن يُدخلها إلى أضلعة..سمعها    تبكي ولكنه لم يتحرك ساكنًا..ربت على خُصلاتها وهو لا يعلم كيف يُهدأها فـ هو يكاد يموت رُعبًا


نظر إلى جُلنار فـ وجدها تغط في سُباتٍ عميق..عاد ينظر إلى روجيدا فـ أبعد خُصلاتها عن وجهها وتساءل بـ لهفة


-جرالك حاجة!...


نطقها وبدأ يتفحصها لتومئ هى بـ رأسها نافية وتعاود الإرتماء بـ أحضانه لتهمس بـ صوتٍ مبحوح


-أنا خفت يا جاسر..وخايفة أوي

-شدد على عناقها وقال:متخافيش..متخافيش..أنا جنبك ومش هسيبك أبدًا...


وافقته بـ الحديث ليجذبها ويجلس على الطرف الأخر من الأريكة..لم تبتعد    عن أحضانه ليشعر بـ إرتجافة جسدها تزداد..فـ زاد من ضمها وقبّل فروة رأسها ثم هدأها قائلًا


-هششششش..خلاص يا روجيدا كل حاجة هتنتهي قريب

-ردت عليه بـ خفوت:مفيش حاجة بتنتهي يا جاسر..دي دايرة مقفولة والكل محبوس فيها...


*************************************


بعد عدة ساعات كان قد أعادها إلى القصر ثم عاد يستكمل باقي التحقيقات التي بدأت مع روجيدا ولم تستطع إنهاءها فـ طلب منها الرحيل ويستكمل هو


كان بـ الطريق شاردًا حتى أتاه إتصال من صابر الذي هتف بـ رعب


-جاسر!!..أنت كويس!..روجيدا وجُلنار كويسين؟

-رد جاسر بـ تعب:كلنا كويسين يا صابر متخافش

-إيه اللي حصل؟!

-إبتسم بـ سخرية:ولاد الـ*** بيهددوني..بيساومني على حياتهم

-تنهد صابر وقال:طب إهدى وقولي أنت فين؟

-رايح أكمل التحقيقات مكان روجيدا عشان تعبت

-خلاص تمام أنا هوصل بسنت وأرجعلك

-تمام...


قالها جاسر ثم أغلق فـ لم يجد الطاقة الكافية لـ الإعتراض..مرت سيارة بـ جانبه لينظر إلى صاحبها دون وعي


لتتسع عيناه وهو يرى ذلك الوشم الذي أرقه مرتين..تحولت عيناه إلى أُخرى     شرسة وإحتلتها قتامة مُخيفة..ظلام دامس غلفهما كما غلف روحه وحثه على الإنتقام


نظر مرةً أخرى ليجد صاحب الوشم ينظر إلى ويبتسم..زأر جاسر بـ صوته كله ثم مال بـ سيارته يصطدم بـ سيارة ذا الوشم..فـ حادت السيارة عن الطريق


عادت السيارة إلى الطريق مرةً أخرى ليناور جاسر والذي أظهر براعة مُنقطعة     النظير في تفادي تلك المناورة..أخرج سلاحه ثم وجهه إلى سيارة الأخر وبدأ يُطلق عليه عشوائيًا..ولكن ذا الوشم تفادى جميع الطلقات


صرخ جاسر أعلى وقد تشكلت سيارته بـ إنبعاجات سببتها تلك المناورة..وشكت الرصاصات على النفاذ وبدأ الأخر في إطلاق النيران بـ إحترافية..نجى جاسر بـ أعجوبة من كثيرٍا منهم ولكن أصابته إثنتين..إحداهما بـ جانب عنقه والأُخرى بـ ذارعه


لم يأبه جاسر كثيرًل لتلك الجروح وبقى يُناور الأخر قدر المُستطاع حتى      إختفى صوت النيران..فـ علِم أن ذخيرته قد نفذت..ليقوم بـ تنفيذ أخر ما خطر إليه..فـ هو لن يتركه بـ سهولة يفلت..كانت العزيمة هى ما تُحرك جاسر


إنطلق بـ سيارته بسرعا فائقة ثم توقف فجأة يسد على السيارة الأخرى الطريق..    الوقت لم يسعف ذا الوشم ليصطدم بـ سيارة جاسر غير قادر على القفز


سكون حلّ المكان بعد مُطاردة شرسة..ليخرج جاسر من سيارته يترنح حتى وصل إل سيارة الأخر..وجدته يُجاهد ليترجل..جذبه بـ عنف من ثيابه ثم قذقه أرضًا


إستعاد جاسر بعضًا من وعيه ليذهب إلى صاحب الوشم الغير قادر على الحراك..فـ قد سبب له الإصطدام أضرار بالغة..ضربه بـ معدته فـ تأوة ليبتعد عنه


نهض ذو الوشم يُحاول الثبات..كان جاسر ينظر إليه وكأنه أسد يتلذذ بـ تعذيب     فريسته..كانت عسليتاه مُظلمة بـ درجة مُخيفة..الموت والرغبة بـ القتل قد تملكت منه بـ قدر ما أذاقوه من عذاب


تقدم منه وكاد أن يلكمه الأخر ولكن جاسر تفاداها بـ إحترافية..   ليُمسك ذراعه ويلويها ثم كسرها..صرخ ذو الوشم ليصرخ جاسر بـ حدة


-سأجعلك وجبة عشاء لذئاب يا قذر...


ثم دفعه بـ قدمه على ظهره ليقع أرضًا..جذبه جاسر من تلابيبه ليلكمه عدة لكمات بـ أنفه مُسببًا كسرها


أمسكه من تلابيبه جيدًا ثم ركله بـ قوة رُكبته مُسببًا كسرها..ليضحك الأخر ثم همس


-هل تعتقد أن الأمر سيتنهي بـ قتلي!..كلا..سيبعثون أخرون وأخرون حتى يمتصوا أخر قطرة دماء بـ جسدك...


أمسك بـ نحره وهدر بـ صوتٍ إهتزت له الجبال


-من أرسلك!

-أجاب الأخر:من يُريدها..إبتعد عنها أو ستتسبب بـ هلاكها...


كان هذا أخر ما نطق به قبل أن يرتخي جسده بين يدي جاسر..ليسقط     أرضًا و الدماء تتضرج من رأسه..فـ علم أن أحدهم قد قتله وما أكد له تلك النقطة الحمراء المُسلطة على صدره


                 الفصل الثامن عشر من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-