CMP: AIE: رواية ولعشقها ضريبة الفصل التاسع عشر19بقلم اسراء علي
أخر الاخبار

رواية ولعشقها ضريبة الفصل التاسع عشر19بقلم اسراء علي


 

رواية ولعشقها ضريبة

الفصل_التاسع_عشر



الحياة ليست عادلة على الإطلاق...


فهى ظالمة لمن يبحث عن الحق...


قاسية لمن يبحث عن الحب...


ولكنها كـ الجحيم عندما تبحث عن الإثنين...


-ومسافرتش إمبارح لما سبتها ليه!

-رد عليه جاسر دون النظر إليه:كان لازم أظبط أموري الأول..وأرتب شوية حاجات...


أومأ صابر وأكمل طريقه إلى الميناء الجوي بـ صمت قبل أن يلتفت إليه جاسر مرةً أخرى ثم قال


-صابر!!..روجيدا أمانة فـ رقبتك..خلي بالك منها

-إبتسم صابر قائلًا:متخافش فـ عنيا

-عاد جاسر يقول:مش عاوزها تعرف اللي حصل..لو سألتك قولها ناس كان ليها طار مع جاسر وهما اللي ضربوا سامح

-وممكن متسألنيش

-ممكن..بس أنت أحكي لبسنت كدا ولما تسألها هى هتحكلها على كل اللي أنت قولته

-سأله صابر وهو ينظر إليه:وأنت مش عاوز تعرفها ليه؟

-ضحك جاسر بـ أسى:لو عرفت هتتمسك بيا أكتر..وساعتها مش هخسرها هى بس...


أخرج جاسر زفيرًا حار..وإلتفت إلى النافذ يُشاهد الطريق ليقول صابر وهو يزم شفتيه


-يعني مفيش غير الحل دا؟!

-هو لو كان فيه كنت بعدت!..أنا بس مش عاوز أكون أناني وهى مش مستوعبة دا

-رد عليه صابر بـ بديهية:لأنها بتربط حقايق قدامها..يعني لما كلنا بنقنعها إن دول شوية بلطجية

-إبتسم جاسر وقال:ودا مش سبب كفاية إنها تشك!..روجيدا مش غبية..روجيدا ذكية جدًا..وبتقدر تكشف الواحد بسهولة

-وهى ليه مقدرتش تكشفك بسهولة!

-أكمل جاسر بـ نفس الإبتسامة:هى شكت فيا عشان كدا إتصلت بستيف

-تساءل صابر بـ عقدة حاجب:عرفت منين؟!...


أمسك جاسر هاتفه و وضعه امام وجه صابر ليجد رسالة نصية من "ستيف"..تُفيد بـ أن روجيدا هاتفت زوجته وقد قصت عليها ما إتفقوا عليه جميعًا..هز الأخير رأسه بـ يأس وقال


-هتخسرها يا جاسر كدا..صدقني هتخسر كتير بسبب عندك ودماغك الناشفة دي

-إبتسم جاسر بـ تهكم مُشبع بـ الألم:مش أكتر من اللي خسرته...


وصلت السيارة إلى الميناء الجوي ليترجل جاسر من السيارة يتبعه صابر ليدلفا وأنهيا الإجراءات اللازمة ليودعان بعضهما فـ قال جاسر


-أنا ماشي وعارف اني سايبلك حمل كبير..بس أنت أده يا صابر أنا عارف..خد بالك من أهلي ونفسك

-عانقه صابر بـ قوته وهتف:خد بالك أنت من نفسك بس وملكش دعوة بـ الباقي...


ربت صابر مرةً أخرى على ظهر صديقه ..ثم إبتعد عنه وتركه


جلس بـ قاعة الإنتظار يضع يده على صدره ناحية وشمه ويبتسم من حين لآخر..تذكر تلك القُبلة أمس التي أشعلت النيران بـ جسده وقلبه على حدٍ سواء..أخرج هاتفه وإتصل بـ داليدا ليُهمهم


-أيوة يا مدام داليدا..أنا فـ المطار أهو

-ردت عليه داليدا من الجهة الأُخرى:راح خلي الشوفير ينطرك

-تمام..أول أما أوصل هكلمك...


ثم أغلق الهاتف وبقى ينتظر طائرته..حتى أُعلن عنها لينهض بـ تكاسل راحلًا


صعد إلى الطائرة بـ قلب ينبض بـ ضعف..كم أن الحياه غير عادلة أبدًا..هذا ما ردده عقله..حبٌ يأبى الظهور إلى النور وقلب خر صريعًا ..عشق     دام سرًا..وقدر يبقى البوح..كم ودّ لو تتوقف الحياة عند لحظات اللقاء لكان أخذها ورحل بعيدًا دون أن ينظر وراءه..ولكن وما نيل المطالب بـ التمني ولكن تُؤخذ الدُنيا غِلابا..وهذا ما سيفعله


**************************************


وضعت الحقيبة على الفراش و بدأت بـ وضع ثيابها وثياب طفلتها بـ تبعثر بينما هى تُتمتم بـ كلمات لاذعة بـ حق جاسر..تلعن قلبها وجسدها اللذان إستسلما له أمس


كانت نادين تُشاهدها بـ عقدة حاجب على تلك الكلمات المُبهمة التي تُطلقها لتسألها


-بتقولي إيه يا روجيدا؟!

-قفزت روجيدا هاتفة بـ حنق:متتكلميش معايا يا نادين...


نهضت نادين وإتجهت إليها لتُمسك يدها..لتلتفت إليها روجيدا بـ عنف ولكن ما لبثت أن هدأت عندما أبتسمت نادين بدفئ قائلة


-فهميني مالك بس!..أكيد مش كل دا عشان جاسر سافر وسابك فجأة؟!

-هتفت بـ عناد:لأ عشان كدا

-إبتسمت نادين بـ مكر:طب عيني فـ عينك كدا!...


ضيقت نادين عيناها ونظرت إلى خاصتها بـ قوة..لترف روجيدا بـ عيناها مرة قبل أن تُخفض رأسها لتبتسم نادين بـ إتساع قائلة بـ نبرة مُنتصرة


-مش قولتلك!..ها يلا قولي اللي عندك...


عادت تُمسك يدها لتجذبها وتجلسان على طرف الفراش لتقول روجيدا بعد وقتٍ طويل من التفكير وقد إرتسم على وجهها خيبة الأمل


-بعد أما قررت أسامحه يا نادين..فجأة يقولي مسافر

-تساءلت نادين:ثانية واحدة بس..تسامحيه إزاي!..هو إيه أصلًا سبب طلاقكم اللي محدش يعرفه لحد دلوقتي؟...


طاف عقلها بـ ذكرى جاهد الإثنان لنسيانها..إحتبست أنفاسها وهى تُعيد تلك الأحداث..لا تزال تشعر بـ صفعته المدوية التي هبطت على      وجنتها..لا تزال تسمع صوت تمزق كنزتها تبعها صوت صفعته وصراخه الوحشي..لمعت عيناها بـ عبرات أبت أن تهبط فـ بقت مُعلقة بـ عيناها


أخفضت وجهها تُغمض عيناها ثم عادت ترفع رأسها هاتفة بـ تنهيدة


-معرفش يا نادين..صدقني لو كنت أعرف مكنش دا بقى حالنا

-عقدت حاجبيها ثم قالت بعدم فهم:مش عارفة إزاي؟!..أومال الطلاق حصل على أي أساس

-ضحكت روجيدا بـ أسى قائلة:على أساس إن جاسر قرر..على أساس إنه يختفي ليلة ويرجع يقولي إحنا لازم نتطلق

-ومسألتيش!..مشيتي وراه زي الهبلة كدا؟!

-وضعت يدها على خُصلاتها قائلة:كنت تعبانة ومصدومة إني أعارض أو أسال..كل اللي فكرت فيه إني موجوعة وعاوزة الوجع يخف

-ربتت نادين على كف يدها قائلة:والوجع خف لما سبتيه!

-نفت بـ رأسها وهمست:أبدًا..بالعكس دا الوجع زاد لحد أما حسيت بـ نار جوايا..نار بتاكل قلبي وروحي..ومسبتش وراها غير رماد..جات شوية هوا صغيرين طيروها بعيد...


جذبت نادين رأس روجيدا لتضعها على رأسها تربت عليها ثم همست وهى تبكي دون علم منهما


-حاربي يا روجيدا..حاربي عشان ترجعي النار دي تاني..بس أقوى..خليها أقوى عشان ترجعي جاسر ليكي .. حاربي زي ما أنا حاربت زمان مع سامح..لحد أما بقينا زي ما أنتي شايفة...


أبعدت رأسها عنها لتُحيط وجنتيها قائلة بـ إبتسامة مُختلطة مع عبراتها


-فـ لحظة زمان حسيت إن كل حاجة وكل قصر بنيته فـ الهوا إتهدت فوق راسي..كل حلم حلمته فجأة بقى كابوس..كرهت سامح لدرجة إني حاولت أقتله فـ يوم

-همست روجيدا بـ عدم تصديق:تقتليه!

-إتسعت إبتسامتها ثم قالت:أها..حتى قبلها جاسر كان مخيرني يا أستحمل   سامح وأربيه يا إما أبعد وأسيبه..وأنا إخترت أربيه..بس فـ وقت حسيت إني مش هقدر أكمل..كل ما أفتكر قسوته وظلمه ليا أكرهه...


صمتت وكأنها تسترجع أحداث مر عليها الزمن لتضحك وهى تقول


-كنت ماسكة سكينة وخلاص أخدت قراري..يا الموت يا الموت..المشكلة إنه موقفنيش دا قالي لو دا هيريحك إعمليها..وخلاص    كنت واخدة القرار لكن فجأة لقيت نفسي رميت السكنية وبقوله بكل برود...


نهضت نادين وهى تعجز عن كبت ضحكاتها لتقول وهى تُدير ظهرها إلى روجيدا تُمثل أحداث ما حصل


-لأ خلاص غيرت رأيي..أنا أصلًا معرفش هخفي الجثة فين...


ضحكت روجيدا هى الأخرى لتجلس نادين قائلة من بين ضحكاتها


-والله فكرت نفسي إتجنيت رسمي..فجأة إتحولت رغبة القتل لبرود فظيع..كل ما أفتكر الموضوع دا أفطس على نفسي من الضحك..لأ وسامح جننته فـ الفترة دي..بصراحة إستحمل كتير...


هدأت ضحكات نادين ومعها ضحكات روجيدا لتتحول معالم الأولى إلى الجدية ثم هتفت


-اللي عاوزه أوصلهولك..مفيش مانع تفقدي عقلك أو تفقدي روحك شوية..أهم حاجة هتعرفي ترجعيها ولا لأ

-إبتسمت روجيدا بـ إمتنان قائلة:شكرًا يا نادو

-ردت عليها بـ مرح:يلا أي خدمة..قومي كملي شنطتك وأنا هجهز جُلنارتي

-هتفت روجيدا بـ إعتراض:مش عاوزة أتعبك...


نهضت نادين ثم قالت وهى تُشيح بـ يدها


-تعب إيه!..أنا مش بعمل دا عشان خاطرك..أنا رايحة أتوحم على جُلنار

-ضحكت روجيدا وقالت:متبقيش تيجي تعيطي بقى...


دلفت نادين إلى الخارج وبقيت هى تُكمل حزم حقائبها لترحل معها جدتها..ظل حديث نادين يصول ويجول بـ رأسها حتى هدأت ملامحها     وقررت إنتظار عودة جاسر إليها لتبدأ عملية إسترجاعه..هذه المرة هى جادة


***************************************


وصلت بسنت إلى المُجمع التُجاري لتشتري منه ثيابها حتى إنتهت ليجلسا في أحد المطاعم يتناولان طعام الغداء لتسألها هاجر بـ إهتمام


-وروجيدا عاملة إيه!

-رفعت بسنت منكبيها وقالت:بتحاول تكون كويسة

-أومأت هاجر بـ رأسها قائلة:معاها حق..اللي مرت بيه مش سهل...


وافقتها بسنت الحديث..إرتشفت من كأس الصودا الخاص بها لتضعه مرةٍ أخرى ثم تساءلت بـ جدية


-هو أنتي ليه مقولتيليش إن جدة روجيدا تعرف عن جوازك من بابا!...


رفعت هاجر رأسها بـ صدمة ألجمت فاها عن الحديث لتتساءل بـ صدمة وهى لا تزال تُحدق بـ إبنتها وكأنها تقول حديث بـ لُغةٍ تعجز عن فهمها


-مش فاهمة!..عارفة إزاي يعني؟..ومين اللي قالها!!

-إرتفع حاجبي بسنت تتساءل هى الأخرى بـ صدمة:أنتي مكنتيش تعرفي!

-ردت هاجر:ولو كنت أعرف..كنت هخبي عليكي ومش هقولك!..كنت عرفت روجيدا يوم أما حكيت كل حاجة حتى عشان أبرء نفسي قدامها...


صمتت بسنت وبدت وكأنها إقتنعت بـ حديث والدتها التي سألتها بـ إهتمام


-عرفتي منين!..ومين اللي عرفها!

-ردت بسنت بـ بساطة:جدة روجيدا شفتها لما كنت عند جاسر فـ الصعيد وحكتلي على كل حاجة..أما اللي عرفها فـ بابا الله يرحمه هو اللي قال لها

-إتسعت عينا هاجر بـ دهشة لتُردد بـ صدمة:جمال!!!

-أها..قالتلي إنه من حقه عشان هما اللي ورطوه معاهم وهى مكنش ليها حق الإعتراض...


هزت هاجر رأسها بـ صدمة ولم ترد وأكملا طعامها في صمت حتى رحلا


وبـ طريق العودة كانت بسنت جالسة بـ جانب والدتها بـ السيارة حتى لمحت ظل شخص تعرفه..لتطلب من والدتها أن تصف السيارة سريعًا    ..فـ إمتثلت لما تقول تحت صدمة لتهبط روجيدا سريعًا..لتلحق بـ ذلك الشخص


إلتفت على يد وُضعت على منكبه ليلتفت سريًعا فـ وجدها فتاة ذات عينان بُنيتان..ليتساءل بـ عقدة حاجب


-خير في حاجة يا بنتي!

-إبتسمت بسنت قائلة:أنت مش فاكرني يا عمو؟!

-هز الرجل رأسه قائلًا بـ إبتسامة بسيطة:لا والله يا بنتي..مش واخد بالي

-ردت عليه بـ هدوء:أنا بسنت..مرات صابر إبن حضرتك...


إتسعت إبتسامة الرجل ما أن علم هوية الفتاه ليقول بـ حبور


-أهلًا وسهلًا يا بنتي..والله مش عارف أقولك إيه غير إني مبسوط إني شوفتك

-أهدته بسنت إبتسامة رقيقة هاتفة:لا يا عمو أنا اللي مبسوطة إني شفت حضرتك تاني

-أنا أكتر..باين عليكي بنت ناس

-تابعت بـ نفس الإبتسامة:تسلملي يا عمو...


إبتسم والد صابر وساد الصمت لعدة دقائق قبل أن تقطعه بسنت قائلة


-أنا وصابر هنتجوز كمان تلات شهور

-إبتسم الأخر بـ حزن قائلًا:ألف مبروك يا بنتي..ربنا يتمملكوا على خير

-إختفت إبتسامة بسنت وهى تقول بـ إستنكار:إيه ألف مبروك دي!..هو حضرتك مش هتشرفنا ولا إيه!

-هاجي إزاي وإبني وبنتي مش طايقين يبصوا فـ خلقتي!

-ربتت بسنت على منكبه قائلة:لو على دي فـ سبها عليا

-ردد الآخر بـ أمل:بجد!..يعني ممكن أحضر فرحك أنتي وصابر!

-أبتسمت مرةً أخرى قائلة:إن شاء الله..إعتمد على ربنا وبعدين على العبد لله بسنت جمال...


ضحك والد صابر وباتت تعابير وجهه مُنفرجة وكأنه عاد صغيرًا مرةً أخرى..هنا وعلمت بسنت أن هذا الرجل لا يُريد سوى إصلاح ما مضى..يُريد إسترجاع ما فقده بـ لحظة سيطر على عقله الشيطان ليتركه نادمًا بعدها طوال حياته


إبتسمت بسنت بـ رقة لتهتف وهى تنظر إلى والدتها التي تُشير إليها


-معلش يا عمو أنا مضطرة أمشي عشان ماما مستنياني..بس أكيد هشوفك تاني!

-إبتسم والد صابر قائلًا:لو ربنا رايد أكيد

-حضرتك ساكن هنا؟!

-نفى بـ رأسه ثم هتف وهو يُشير إلى أحد المِحال:لأ يا بنتي..أنا بشتغل فـ محل    الأدوات الصحية اللي هناك دا..هتلاقيني هناك على طول..لو عوزتيني هتلاقيني هنا

-خلاص يا عمو فـ أقرب فرصة هجيلك وتنكلم مع بعض كتير

-ربت على ذراعها وقال:دا أنا متسعنيش الدنيا لما أتكلم مع مرات إبني...


إبتسمت إليه بسنت بـ لُطف لترحل وهى تُلوح يده..ليلتفت الرجل وراحت إبتسامته تتسع أكثر ليهمس بـ شكر لله


-الحمد لله يارب..يارب إبني يسامحني...


**************************************


وقفت روجيدا أمام فاطمة تُودعها لتقول الأخيرة بـ عتاب وهى تُعانق الأخرى


-يعني مصممة تمشي يا بنتي!..أنا ملحقتش أشبع منك

-ربتت روجيدا على ظهرها قائلة:معلش بقى يا طنط فاطمة..إحنا تقلنا عليكوا

-ضربتها بـ خفة على ظهرها قائلة:والله أزعل منك..أنتي عبيطة يا روجيدا!!..دا بيتك يا بنتي..بيتك قبل ما يكون بيت جاسر...


قبلتها روجيدا على وجنتها وتمتمت بعدة عبارات لترحل بعدها هى وجدتها..وصلت إلى السيارة ليضع أحد الحرس الحقائب بـ السيارة وبعدها صعد لتصعد روجيدا تحمل إبنتها وخلفها جدتها لتنطلق السيارة تتبعها أخرتين وأمامهم أخرتين


بدت روجيدا شاردة عما حولها فـ لم تنتبه إلى أحاديث طفلتها التي زمت شفتيها بـ غضب على والدتها التي ظنت أنها تتجاهلها..لتعقد ذراعيها أمام صدرها وتنظر إلى الأمام دون أن تتفوه بـ كلمة


كانت سوزان تُتابع حفيدتها بـ صمت حتى قالت وهى تُمسك دي حفيدتها التي إنتفضت ونظرت إلى جدتها بـ تساؤل


-لما كُل ذلك الحزن؟..أهو لرحيله!

-همست روجيدا بـ تنهيدة:لا أعلم..أنا فقط أشعر بـ فراغ داخلي..وكأنني لا أملكُ شيئًا

-إبتسمت سوزان قائلة:هذا هو العشق يا فتاه..تمامًا تشعر كما وأنك بدرًا مُكتملً   ا في وجود أحبتك..ولكن عند لحظة غيابهم تتحول إلى نجمٍ وحيد لا حول لك ولا قوة..لا أن تتحول إلى هلال فـ الهلال يكتمل مرةً أخرى...


نظرت إليها روجيدا بـ عمق لتقول


-لما تكذبين عليّ؟..لم أعهدك كذلك

-إبتسمت سوزان قائلة بـ مكر هى الأُخرى:وأنتِ ألم تكذبي عليّ!!...


إتسعت عينا روجيدا وتلعثمت بـ حديثها لتضحك سوزان ملئ فاها وهى تقول


-أنا جدتك عزيزتي..أعلم عنكِ ما لا تعلمينه عن نفسك

-ماذا تقصدين؟

-أكملت بـ نفس نبرتها الماكرة:ألم تذكبي بشأن زواجكِ من ذلك الشرقي!

-لم..لم أفعل

-ردت عليها سوزان بـ تأكيد:بلى فعلتي..إذًا لما لا ترتدين خاتم زواجك وتضعيه بـ عنقكِ بدلًا عن إصبعك!...


نظرت روجيدا إلى جيدها ثم إلى جدتها التي تنتظر كذبتها الجديدة لتقول بـ تلعثم


-لقد ضاق على إصبعي..أصبح من الصعب إرتداؤه...


ضربت سوزان مؤخرة رأس روجيدا بـ خفة ثم قالت بـ مُزاح


-حمقاء..كل ما حدث كان تخطيطًا من سيد ضخم..هو من أحضرني إلى هُنا حتى يستطيع أن يتقرب منكِ مرةً أخرى...


إتسعت عينا روجيدا وفتحت فاها..كلما حاولت الحديث تعود وتغلقه فـ لا تجد حديث حتى تقوله..لتضحك سوزان قائلة


-هذا الرجل لم أرى قط من يعشق مثله..يُريدك بـ جوارحه..إنه يُقاتل ويُناضل من أجلكِ..كما لو أنكِ بلد مُستعمرَة وهو مُناضل يُدافع عن كل شبر بـ أراضيه...


إرتفعت يد سوزان إلى وجه روجيدا المصدوم لتربت على وجنتها بـ رفق لتهتف بعدها بـ هدوء ولطف


-دعكِ من كل هذا..دعِ قلبك يُرشدك كيفية إستعادة ذلك الشرقي الوسيم...


إبتسمت روجيدا لدفء حديث جدتها لتقول وهى تنظر إلى عيناها


-قلبي يُخبرني بـ إفتعال المتاعب حتى يعود إليّ ذلك الأحمق

-لتقول سوزان وهى ترفع منكبيها:ولمَ لا..إفعلي ما شئتي..ولكن لا تُخاطري فـ تندمي

-ضحكت روجيدا قائلة:لن أُخاطر بـ التأكيد جدتي..ولكنني سأندم بـ التأكيد

-هزت سوزان رأسها قائلة:أعلم مكر النساء حلوتي...


إبتسمت روجيدا لحديث جدتها..حتمًا ستعمل على إعادة جاسر إليها ولكنها تعبت حقًا من التعقل معه فلا بأس من بعض الجنون..تعلم أن    ما يحدث من خلفها كبير وكل شئ يتعقد بـ مرور الأيام..ولكنها لن تدعه يبتعد أكثر من ذلك فـ قد أضناها الفُراق كثيرًا


ولكن يبقى أمر يشغل بالها..ماذا يحدث من وراء ظهرها!..ما ذلك السر الذي يُجيد إخفاءه عليها؟!..لربما كثرت أعداءه كما يدعي..أو أن تلك المُنظمة لن ترتاح حتى تقع تحت قبضتهم


***************************************


كان جاسر قد وصل إلى لُبنان ليجد السائق ينتظره كما قالت له داليدا..صعد السيارة بعدما ألقى عليه التحية لتتحرك به دون حديث


كان جاسر شارد الذهن..مُشتت العقل عن مُشاهدة جمال تلك المدينة الرائعة..بيروت عاصمة لُبنان..حتى وصل إلى فُندقٍ ما ليهبط من السيارة    ليجد داليدا تنتظره بـ إبتسامة..بادلها الإبتسام عندما إقتربت منه بـ خطٍ مُتمايلة عن غنج أنثوي مدروس هاتفة


-حمد لله على سلامتك مستر چاسر

-الله يسلمك يا مدام داليدا...


رفع يده يُصافحها فـ فعلت المثل وإبتسمت..أشارت إليه ليتقدم بـ سيره ثم هتفت وهى تلحقه بـ السير


-ما كان في داعي..تچي بنفسك..كنا بنحلها على الموبايل

-رد عليها جاسر بـ هدوء:معلش..أنا حابب أتابع بنفسي..أنا أصلًا مبثقش فـ اللي اسمه مراد...


توقفا أمام عاملة الإستقبال لتقول داليدا إليها


-أعطيني رقم الغِرفة يللي وصيتك فيها...


أومأت العاملة بـ إحترام وهى تُخرج المفتاح وتُعطيه إلى داليدا والتي أعطته بـ دورها إلى جاسر الذي أخذه شاكرًا إياها


-شكرًا يا مدام..تعبتك معايا

-ما في تعب ولا شي..يلا بوصلك ع الغرفة...


أومأ جاسر لتتقدمه بـ خطوة هاتفة


-ما بعرف ليش أنت ما بطيق مستر مراد! حتى رفيقك صابر ما بيحبه

-أصله معرفة قديمة..معرفة ****...


همس بـ الأخيرة ولكنها وصلت إلى مسامع داليدا لذلك تراجعت عن فكرة إخباره أن مراد هُنا ويُقيم بـ نفس النُزل..لذلك خشت أن يحدث صدام بينهما فـ فضلت الصمت


دلفا المصعد وضغطت داليدا زر الصعود..ليتذكر هو روجيدا ومرضها المُزمن من الخوف الذي يُصاحبها ما أن تدلف المصعد..لم تكد تمر ساعات وها هو يشتاقها حد الجنون..يعلم جيدًا أنها تركت    القصر و رحلت فما فعله أمس بعد إستسلامها والذي أكد له إنها تُجزم عودتها إليه يستحق أن تكرهه إلى الأبد..فها هى تُعلن رغبتها بـ العودة ولمرةٍ أخرى يصدها ويرحل..ولكنه عاد يقول لو لم يرحل لكانت بين يديه غارقة بـ دماءها


إبتسم بـ سخرية على ما تؤول إليه الأحداث..من عشق مُفرط الهوس حتى   جحيم يستعر بـ قلبه..لم يعلم لما نطق بهذا السؤال ولكن شيئًا ما دفعه لسؤاله ليؤكد له أنها هى فقط..تخلتف عن كُل أنثى صادفها


-أنتي عندك فوبيا من الأماكن المُغلقة!..زي الأسانسير مثلًا!

-نظرت إليه داليدا بـ تعجب ثم همست نافية:لا...


أومأ بـ رأسه وهو يبتسم بـ سخرية حقًا أنها لا تُشبه أحدٍ من النساء..فُتحت أبواب المصعد لتتحرك داليدا يتبعها جاسر حتى وصلا إلى غُرفته..أشارت إليها ثم إلتفتت إليه بـ إبتسامة عذبة مُتشدقة


-هيّ غِرفتك..خدلك بريك اليوم..وبكرة بتشتغل..أوكيه!

-هز رأسه بـ موافقة:تمام..شكرًا يا مدام داليدا..عذبتك معايا

-وضعت يدها على ذارعه بـ عفوية ثم قالت:لا عذاب ولا شي..راح روح أنا..بعد إذنك...


أبعدت يدها التي نظر إليها جاسر بـ دهشة وتقدمت بضع خطوات قبل أن تلتفت إليه قائلة


-ما بعرف أنت ليش عم تهرب..بس الهرب ما راح يفيد...


قالت عبارتها ثم رحلت تاركة إياه يبتسم بـ تهكم قائلًا


-كله عمّال يقولي بطّل تهرب..هو أنا لو كان عندي حل غيره مكنتش عملته...


تنهد قبل أن يستدير ويضع المفتاح بـ البا ليهتف وهو يدلف


-عالم مخها تعبان...


***************************************


كان بـ طريق عودته إلى القاهرة لكي يطمأن على شقيقته حتى أوقفه إثنان على   مقربةٍ من العاصمة..يُطلقون الرصاص على إطارات السيارة مُسببين ثقبها..ليتوقف شريف بـ صدمة وهو يُخرج سلاحه


إتجه الأخران إليه سريعًا..يُجبرانه على الهبوط من السيارة..ثم نزعوا سلاحه عنه..ليضع الأخر بندقيته على صدر شريف هاتفًا


-لا تتدخل بـ حاچات أنت مالك دخل بيها يا باشا

-إبتسم شريف بـ تهكم قائلًا:هو بعتلي باقي البلطجية يجيبولوا حقه...


لكمه الذي يتحدث بـ أنفه لتتسع إبتسامة شريف ثم هتف


-وماله..عارفين أنا لو قتلتكوا دلوقتي محدش هيقولي كلمة..خصوصًا إنكوا بتتعدوا على ظابط

-لكزه الأخر بـ بندقيته قائلًا:خلاص..خليك بحالك وأنت لا تجتلنا وإحنا لا نأذيك

-بس الأوبشن دا مش عندي...


بـ لمح البصر كان شريف يضرب ذقن الأخر بـ مؤخرة ظهره ثم دهس قدمه..ليضع يده حول بندقية الذي أمامه ورفعها إلى أعلى قبل أن تُصيبه


أعتدل الذي خلفه و ضربه على مؤخرة رأسه..مُسببًا إليه دوار..ليُمسك الذي أمامه بندقيته ويوجها ناحية رأس شريف هادرًا بـ قوة


-إتشاهد على روحك يا باشا

-مش قبل أما أقرأ لك الفاتحة...


بـ حركة خاطفة كان شريف قد أخرج سكينًا صغير من جوربه وقذفه بـ إتجاه الأخر نحو صدره ليخر صريعًا بعدما أطلق صرخة..إلتفت إلى الذي خلفه ليُباغته بـ ركلة أصابت صدر شريف..ليسقط أرضًا


وجه البندقية إليه وضرب الرصاصة لتُصيب شريف بـ خدش بسيط في صدره عندما إستدار بـ جانبه كي تفاداها..وقبل أن تُصيبه الثانية   كان قد إنقض عليه جاذبًا أياه من تلابيبه ثم سحب بُندقيته ليُلقيها أرضًا و وجه إليه بعض اللكمات الموجعة حتى سقط الأخر من فرط الألم


عدل شريف من قميصه المُشعث ثم ركل الساقط أرضًا بـ معدته مُتشدقًا بـ شراسة


-روح قول لـ اللي بعتك..إن حسابنا بدأ..وخلي الدين اللي ليه ينفعه...


أخذ شريف سلاحه المُلقى أرضًا ثم هدر بـ عنف


-خد صاحبك إدفنه..إكرام الميت دفنه برضو...


ثم صعد سيارة المُلقى أرضًا وأتجه إلى القاهرة..جذب بعض المناشف الورقية    الموضوعة أمامه وبقى يُنظف أنفه من الدماء..نظر إلى قميصه فـ وجد بُقعة دماء مكان الخدش ليطلق سبة نابية وبدّل وجهته


***************************************


بعدما وصلت روجيدا إلى منزلها قامت بـ طهو الطعام للجميع ثم دلفت إلى    الصغيرة التي تلعب بـ ألعابها الصغيرة تجلس معها وتُداعبها حتى صدك صوت هاتفها لتتجه إليه وتُجيب


-ألو!...


ساد الصمت على الطرف الأخر لعدة ثوان قبل أن تسمع أنفاسًا ساخنة تضرب أُذنها لتهمس بعدما علا وجيب قلبها


-جاسر!!...


وأيضًا الصمت كان الرد على همسها الذي خرج كـ رجاء أن يكون هو..تجمدت بـ مكانها وهى تسمع همسه


-وحشتيني...


إرتفعت زاوية فمها فيما تُشبه إبتسامة ثم همست وهى تتحرك إلى الشُرفة


-عامل إيه يا جاسر!

-تجاهل سؤالها وعاد يهمس:بقولك وحشتيني

-بس دا فات كام ساعة بس

-إبتسم بـ حزن قائلًا:ما أنتي وحشتيني كل ثانية فـ الكام ساعة دول...


وضعت يدها على فاها تكتم ضحكة كادت أن تنفلت منها لتقول بعدها بـ مكر


-كان ممكن متسافرش على فكرة

-إبتسم وقال:غصب عني على فكرة

-ردت عليه بما يُشبه العتاب:كل مرة بتقول غصب عني..بس مبيكونش غصب عنك

-إبتلع غصته وقال:المرادي غصب عني بجد...


قررت تجاهل ذلك الحديث الذي لن يجلب سوى الحزن لتأخذ نفسًا عميق ثم سألته


-هترجع أمتى؟!

-جاءها الرد بعد لحظات طويلة:مش عارف

-عقدت ما بين حاجبيها وقد بهت وجهها لتسأله:يعني إيه!

-أغمض جاسر عيناه ثم قال:مش عارف الشغل هيخلص أمتى...


كان صوته يحمل رعشة غريبة أنبأتها أن القادم لن يكون سارًا بـ المرة لتبتلع ريقها بـ صعوبة ثم همست


-هتتأخر عليا!

-أجابها بـ صوتٍ بدى عليه الألم:خايف فعلًا أكون إتأخرت عليكي

-هتفت بسرعة:لألأ..صدقني لسه متأخرتش..هستناك يا جاسر..وعد مني هستناك لأخر عمري..زي..زي ما إستنيتك قبل كدا...زي ما أنت مخذلتنيش قبل كدا...


أغمض عيناه بـ قوة حتى آلمه جفناه من شدة الضغط عليه ليهمس بعدها بـ إنكسار واضح


-خايف المرادي أخذلك

-أبتسمت هى الأخرى وقد هطلت عبراتها:عمرك ما خذلتني يا جاسر...


مسح على وجهه يُحارب تلك الرغبة العنيفة بـ البكاء..ليجلس على طرف الفراش بعدما أحس بـ ألمٍ طفيف بـ صدره ليهتف بـ توسل


-عشان خاطري خلي بالك من نفسك..وإسمعي كلام الرجالة..متمشيش   لوحدك ولا تخلي جُلنار تروح الحضانة لوحدها..متخلنيش أقلق يا روجيدا

-عبرة واحدة هبطت على وجنتها وهى تقول:حاضر..بس أنت متتأخرش علينا

-هحاول..متزعليش مني...


كان أخر ما همسه قبل أن يُغلق لتضع هى الهاتف على صدرها تعتصر عليه وبدأت في البكاء الصامت حتى أخرجها صوت طرق على الباب


مسحت عبراتها ثم توجهت إلى الباب وفتحته لتجد شريف يقف و وجهه مُدمى بـ الإضافة إلى بُقعة دماء على صدره..صرخت بـ فزع


-شريف!!..إيه اللي عمل فيك كدا!..تعالى خش...


منعته يد الحارس الذي يبدو على وجهه الغضب ونفاذ الصبر ليقول بـ جفاء إليه


-جاسر باشا محذر من دخولك أنت بالذات هنا...


دلفت روجيدا إلى الخارج وقالت بـ صرامة


-وجاسر باشا لو كان شاف حالته كدا كان دخله..بعد إذنك نزل إيدك أنا مش هسيبه يمشي

-دي أوامر يا هانم

-خلي أوامرك تنفعك..أنا بقولك يا تدخله يا توريني عرض كتافك..كلامه مش هكرره مرتين

-يا هانم حضرتك لوحدك جوه

-نفخت بـ غضب:جدتي جوه ومعايا بنتي..ويقدر حد فيكم يدخل معايا لو كان دا يريحك...


نظر إلى صديقه الأخر الذي أومأ إليه بـ معني نعم..ليُساعد شريف على    الدلوف وإجلاسه على الأريكة..توجهت روجيدا إليه بعدما أحضرت صندوق الإسعافات


جلست أمامه على الاريكة وبـ جانبها يقف الحارس مُتأهبًا لشريف ما أن يحدث شيئًا..ليتحدث هو قائلًا


-أنا أسف بجد إني جيت بالشكل دا..بس لو رحت لسمر كدا..مش بعيد تروح فيها

-عاتبته روجيدا:متقولش كدا..أنا عارفة أكيد حادثة زمان لسه مأثرها عليها..أنا فاهمة...


أومأ بـ رأسه ثم صمت لتسأله هي


-مين اللي عمل فيك كدا!

-أبتسم شريف وقال:مش جاسر متخافيش..دول شوية بلطجية

-نفخت بـ غيظ قائلة:أنا مش عارفة إيه حكاية البلطجية اليومين دول!!...


فهم شريف إلى ماذا ترمي ليدور حديث جاسر بـ رأسه عما قاله لـ اللواء يُسري وكـ تعبيرًا عن إمتنانه الخفي لإنتهاء مُعاناة شقيقته وجد نفسه يقول


-ملقتش فرصة أعتذر عن اللي حصل

-مش فاهمة قصدك!

-ليوضح بـ هدوء:اللي حصلك أنتي وجُلنار إمبارح

-ضيقت روجيدا عيناها وقالت: وأنت إيه علاقتك بـ اللي حصل!!

-أخذ نفسًا عميق ثم قال:الناس اللي ضربوا عليكوا نار دول هما نفسهم عيلة جبر جوز أختي الله يجحمه...


نظرت إليه بـ إستفهام وأكملت عملها ليصر شريف على أسنانه كونه سيقول هذا ولكنها تستحق الأفضل


-جاسر كان بلغ عنهم وسجن كتير منهم..والباقي حب ينتقم فـ قال ينتقم منه فيكم

-هتفت روجيدا بـ جمود:وأنت عشان كدا بتعتذر!

-عارف إني متأخر..بس والله عرفت كل حاجة بعد أما حصل اللي حصل...


لم ترد عليه روجيدا لتتفحص جُرح صدره..لتأخذ أحد الإبر قائلة وهى تنهض


-الجرح محتاج يتخيط..هروح أعقم الإبرة وأجيلك...


و من دون حديث رحلت..تحولت ملامحها المَقتضبة والجامدة إلى إبتسامة شقت وجهها..بالرغم من ذلك الشك الذي يغمر قلبها وهناك في    أعماق روحها يُخبرها أنهم جميعًا كاذبون..إلا أنها أجبرت نفسها على التصديق فـ هي حقًا كـ الغريق الذي

 يتعلقة بـ حبل النجاه الواهي..هى تُريد أن تحيا دون هرب..حياه طبيعية تجمعها بـ مُعذبها..لتزداد عزيمتها على إسترجاعه ولكن دائمًا..تأتي الرياح بما لا تشتهي السُفن...


                  الفصل العشرون من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-