CMP: AIE: رواية ولعشقها ضريبة الفصل الرابع والعشرون24بقلم اسراء علي
أخر الاخبار

رواية ولعشقها ضريبة الفصل الرابع والعشرون24بقلم اسراء علي


 رواية ولعشقهاضريبة


الفصل_الرابع_والعشرون



وأنا يا سيدتي تائهة بـ بحور عشقكِ..وكأنكِ محور الكون...

لم أكن لأُصدق أني أخر صريعًا أمام شفتاكِ..وكأنهما الربيع...

وضع يده بـ خصره وقال بـ ضيق

-أنت اللي جبته لنفسك يا فصيح...

إتجه إلى مُقدمة اليخت ليجدها تجلس هُناك..تتكئ بـ مرفقيها على الأرضية     الخشبية..إحدى ساقيها تثنيها والأُخرى مُمدة..أغمض عيناه بـ نفاذ صبر..هى تستفزه..تستهلك قواه في المُحافظة على ثباته النفسي.

سمع صوتها الخبيث يهتف

-في حاجة يا جسوري!

-ضيق عيناه بـ غيظ وقال:أنتي خليتي فيها جسورك!

-مدت يدها إليه وقالت:طب تعالا..المكان هنا تحفة...

تقدم منها وهو ينظر إليها ثم همس

-من ناحية تحفة فهو تحفة أوي..تحفة خالص..تحفة بالصلاة على النبي...

جلس بـ جانبها وحافظ على ترك مسافة بينهما وبدأ صوته يعلو بـ تلاوة الإستغفار..نظرت إليه روجيدا قاطبةً لحاجبيها ثم تساءلت بـ تعجب

-بتستغفر ليه يا حبيبي!

-عض على شفاه السُفلى وتنهد بـ حرارة قائلًا:أصل الشيطان شاطر..شاطر أوي

-ضحكت بـ غنج مقصود وقالت:بجد!!..لالا يبقى لازم أستغفر معاك  ...

وتعالت ضحكاتها وهو ينظر إليها بـ غضب لتقول بـ إستسلام

-طب خلاص..متزعلش أوي كدا

-تحولت نظراته إلى أُخرى مُزدرية وتشدق:مش هناكل ولا إيه!

-أه يلا قوم إعمل الفطار

-هدر بـ غضب:وأنتي لازمتك إيه إن شاء الله!!

-نفضت خُصلاتها وهتفت دون إكتراث:أنت جايبني هنا عشان تصالحني..يبقى من حقي أدلع براحتي

-ضحك بـ سخرية  وقال:لأ أنتي فاهمة غلط..أنا جايبك هنا أعاقبك يا عنيا...

رفعت أحد حاجبيها وهى تنظر إليه بـ عدم إكتراث ثم قالت وهى تعود بـ النظر إلى الأمام

-What ever  (على أي حال) أنت برضو اللي هتحضر الفطار

-ما سيادتك غُضبتي عليه تحت

-وسيادتك السبب على فكرة...

خلل يده بـ خُصلاته الفحمية وبقى يُبعثرها بـ عشوائية لتبتسم بـ مكر أُنثى تتلذذ تعذيب رجل..ثم قالت وهى تمط شفتيها بـ أسف مُصطنع

-لو عملت الفطار ليك مُفاجأة...

تهللت أساريره بـ ثوان وقال بـ لهفة

-بجد!..إيه هي؟!

-قبضت على وجنته وتشدقت بـ خبث:وتبقى مُفاجأة إزاي لو قولتلك!

-إصطنع ملامح بريئة وقال بـ توسل:طب غششيني أول حرف بس

-حركت سبابتها نافية وقالت:لأ ويلا قوم زي الشاطر عشان تعجبك المُفاجأة...

نهض بـ إمتعاض وهو يُتمتم بـ غيظ

-مستبدة..إصبري عليا يا روجيدا..إصبري بس عليا

-متتكلمش كتير وإتحرك يلا...

تجاهلها وتوجه ناحية المطبخ من أجل إعداد طعام الإفطار مرةً أخرى ولكن هذه     المرة بـ الإجبار..ضحكت روجيدا ثم وضعت على عينيها نظارته الشمسية التي تركها وهمست بـ إبتسامة واسعة

-إن كيدهن عظيم يا جاسر بيه...

************************************

-وأدي يا سيدي الشاي...

قالتها مروة بـ إبتسامة وهى تمد يدها بـ كوب الشاي الساخن..ثم إتجهت إلى والدها الذي أخذ الكوب منها بـ إبتسامة حانية..لتجلس هى فـ المُنتصف أسفل تلك الشجرة التي كانا يجلسان أسفلها ذلك اليوم وتساءلت

-أخبار اللعب إيه!

-رد عليها منصور بـ إبتسامة:الواد شريف طلع حريف طاولة..لحد دلوقتي كسبني مرتين

-ضحكت مروة ثم قالت:يااااه..مرتين!!...

نظرت إلى شريف وتشدقت قائلة

-تعرف إنك أول واحد يهزم بابا فـ الطاولة!

-ردد بـ إبتسامة:بجد!!

-أه بجد..وخدي هنا يا بت يا مروة تعالي وشك حلو على ابوكي

-عنيا يا حج...

ثم نهضت لتجلس بـ جانب والدها من أجل الحظ..أمسك منصور الزهر وقال لإبنته

-إنفخي فـ الزهر يا ميرو

-حاضر...

فعلت كما طلب منها والدها دون أن تعي لنظرات الجالس أمامهم..   ولم يقطع تأمله لها سوى صوت والدها المُهلل قائلًا

-دوش..عليك واحد يا حضرة الظابط

-وضع شريف يده خلف عنقه وقال:فعلًا شكل بنت حضرتك وشها حلو على الكل...

حمحمت مروة بـ خجل وأشاحت بـ وجهها بعيدًا..حرك رأسه بـ يأس..فتاة مثلها تمتلك هذا القدر من الحكمة والقدرة الغريبة على الإقناع..تخجل بـ مثل هذه السرعة..ولكن ذلك الخجل


 يجعله يشعر وكأنه مُراهق دومًا يسعى ليُثير خجل حبيبته حتى يرى تلك الحُمرة..لماذا لم يشعر هكذا تجاه روجيدا!!

إنتهت اللُعبة هذه المرة بـ فوز منصور..ليتأكد شريف أن كرة الشعر هذه حقًا جالبة للحظ..نهض منصور قائلًا

-أنا هروح البيت بقى أنام لي شوية...

وتحرك من أمامهم تاركًا لهم المجال ليتحدثا..بقت صامتة وبقى هو صامتًا..شاردًا في ذلك التغيير الجذري الذي حدث مُنذ ذلك اليوم

كانت تلعب بـ الأعشاب الخضراء الصغيرة عندما سألته بـ خفوت

-حاسس إنك كويس!!

-تنهد وقال:حاسس بسلام نفسي..مكنتش حاسس بيه الأيام اللي فاتت

-نظرت إليه وسألته بـ خوف:أنت بتحبها!!...

رفع رأسه إليها فجأة وكأن ذلك السؤال سُكب عليه كـ دلو ماء بارد..و نظر إلى عينيها الخائفتين ثم هتف بـ شرود داخل عينيها

-مش عارف..بس دلوقتي حاسس بحاجات مكنتش بحسها معاها

-تحشرج صوتها وهى تسأله:وإيه اللي حاسه دلوقتي ومكنتش بتحسه معاها!

-إبتسم بـ عذوبة وقال مباشرةً:بحب أحرجك عشان أشوف خدودك وهما بيحمروا...


شهقة مصدومة أفلتت منها لتتسع إبتسامته..نكست رأسها لأسفل خجلًا..إرتشف من الكوب الخاص به وتساءل وكأنما يُحدث نفسه

-كان هيحصل إيه لو مكنتيش جيتيلي المكتب اليوم دا..أو اليوم اللي حكيتلك فيه كنت هبقى متجوزها دلوقتي!

-رفعت رأسها وردت:دا بيعتمد على الطرف التاني..وأظن إن الطرف التاني دا بتحب واحد غيرك..هل كنت هترضاها؟

-مط شفتيه وقال:قبل الليلة دي كنت هقول أه..بس دلوقتي كنت دايما هفضل حاسس إني مليش كرامة لو كملت

-أقولك على حاجة ومتزعلش!!...

حرك رأسه موافقًا دون أن يرد لتقول هى بـ جدية

-أنت بس كنت مبهور بيها مش أكتر يعني..شفت حاجة غريبة عليك فـ أبهرتك..عشان كدا أن إتهوست بيها مش حبيتها

-حك جانب حاجبه وقال:تصدقي أنتي صح

-ربتت على صدرها وقالت بـ فخر:طول عمري صح...

إرتفع حاجبيه عبثًا لما قالته..لتضحك هى بـ قوة..فـ إقترب منها ثم تساءل وهو يُشير إلى وشاح رأسها

-أنا عاوز أسأل سؤال محيرني!..هو اللي تحت الطرحة دا شعرك ولا أنتي لابسة طرحة تانية تحت؟!

-وضعت يدها على رأسها وردت بـ تعجب:لأ شعري...

أومأ بـ رأسه وإبتسم كان مُحقًا فهي لم تكن سوى كرة شعر كما اسماها..نظرت إليه بـ غرابة وتساءلت

-بتضحك ليه!!

-إزدادت إبتسامته وقال:مفيش إفتكرت حاجة كدا...

أومأت بـ رأسها وظلت تنظر إليه وهو ينظر إليها بـ إبتسامة حتى جفل كِلاهما  على صوتٍ غليظ يهتف بـ سخرية

-هي الحكاية إكدة!!...

************************************

-روجيدا يلا الأكل جهز...

قالها جاسر وهو يضع أخر صحن من الطعام على الطاولة لتأتي روجيدا وتنظر إ    لى أصناف الطعام الرائعة ذات الرائحة الشهية لتقول بـ ذهول

-أنت اللي عملت كل دا!

-أنتي شايفة حد غيرنا!!..ويلا عشان عصافير بطني بتزقزق...

وضع المنشفة الصغيرة على أحد كتفيه وجلس لتتبعه هى..بدأت في تناول الطعام تحت أنظار جاسر المُتفحصة لتبتلع ما في جوفها وتساءلت

-بتبصلي كدا ليه!

-إبتسم بـ عذوبة وقال:بتفرج عليكي

-طيب...

قالتها بـ عدم إهتمام وأكملت طعامها..لينظر إليها بـ إشمئزاز دون أن يتحدث وأشاح بـ نظره عنها..سمع صوتها يهتف فـ عاد ينظر إليها

-بمناسبة إنك بتتفرج..إحيكلي سيادتك كنت هتتجوز ليه!

-هتف بـ ضيق:هو أنتي بتفحري فـ أي مشكلة وخلاص..يعني اللي هو أنا مش هقعد من غير نكد!

-رفعت أحد حاجبيها وتشدقت:من حقي أفهم..أنا عرفتك أنا عملت كدا ليه...

نفخ بـ ضيق ثم قص عليها ما حدث..بعد أن إنتهى من السرد تشدق

-ومكنش ينفع حد يعرف إن كل دا تمثيل في تمثيل..أنا مش عارف مين معايا من مين ضدي

-ردت عليه بـ حدة:وحضرتك معرفتنيش ليه!..كمان مش بتثق فيا؟

-نفى بـ رأسه وقال:مش حكاية كدا..بس كان لازم كل حاجة تظهر طبيعية..يعني     لو قولتلك مثلًا..كل اللي حصل دا مش هيكون مُقنع لأي حد..خصوصًا الكلاب اللي فـ القصر كون إنهم



 عارفين علاقتنا عاملة إزاي وحافظين حياتنا مكناش هنعرف نخدعهم بـ تمثيلنا..خصوصًا إن اللي مشغلينهم عارفين كل صغيرة وكبيرة عنا...

أومأت بـ رأسها وقد إستطاع إقناعها..فـ تلك المُنظمة تعلم عن حياتهم ما لا يعلماه هم..تساءلت بعدها

-ودخولك والمستشفى!...

عاد بـ ظهره إلى الخلف ثم وضع ساق على أُخرى قائلًا

-تقدري تقولي بكمل المسرحية

-إتسعت عيناها وهدرت:يعني كنت بتكدب!

-لأ..أنا فعلًا تعبت..بس مش لدرجة أدخل المستشفى..بس أنا لاحظت حيوان كدا حركاته مش مظبوطة فـ عملت كل دا عشان أعرف هيوصل لإيه

-لوت شدقها وتساءلت:وعرفت!!

-يعني..إلى حدًا ما عرفت كام واحد بيخوني..لكن مش كلهم..أنا خايف     لا يكونوا أقرب لينا من نفسنا..دا كان سببي الوحيد إني معرفتكيش..لكن أنا عمرري ما هفكر أجرحك كدا أبدًا

-و ردتني أمتى!

-زفر بـ عمق وقال:تاني يوم طلاقنا...

أومأت بـ رأسها وصمتت..تُفكر أن له الحق..ولكن لمَ الكذب ومُعايشة كل تلك الآلام!..تنفست بـ ضيق ثم تساءلت مرةً أخرى

-وليه معرفش حكاية الجلطة دي قبل كدا!

-زفر بـ نفاذ صبر وقال:روجيدا الله يكرمك كفاية

-لأ مش كفاية عاوزة أعرف!!

-رد عليها بـ حدة:كنت أقولك إزاي وأنتي كنت بين الحيا والموت!..أقولك إزاي وأنتي خارجة من عملية داخلة لتانية!..أقولك    إزاي وأنتي كل يومين بتعملي جلسة علاج فيزيائي عشان تعرفي تمشي تاني!..بالله عليكي أسكتي...


نظرت إليه بـ حب وقد لمعت عيناها وهى تلمح مقدار الألم البائن بـ عيناه كُلما مر طيف هذه الذكرى بينهم.

إبتسمت وقالت بـ حنو

-خلاص متزعلش ويلا نكمل أكل..طعمه فعلًا رائع

-رد بـ إمتعاض:مش جعان...

إبتسمت على طفوليته لتقوم بأخذ قطعة من الجُبن وتمدها إلى فاه قائلة بـ إبتسامة ناعمة

-يلا متكسفش إيدي...

أخذ ما بيدها بـ فمه وقد تعمد أن تتلامس شفتاه مع أصابعها النحيلة..لتسير رجفة مُحببة بـ جسدها..أكملت إطعامه ليقول بـ عبث

-بس أنا عاوز مربى...

فهمت ما يرمي إليه لتقوم بـ وضع الصحن أمامه وهتفت هى الأخرى بـ مكر

-إتفضل يا حبيبي..أحلى مربى...

ضيق عيناه بـ غيظ ثم أكمل طعامه دون أن ينظر إليها ف إبتسامتها اللعوب تجعله يود لو أن يقتلها حية لما تُسببه له

أنهى طعامه وجمعت روجيدا الصحون ثم إتجهت إلى المطبخ وتبعها جاسر..وقف     أمام مغسلة اليد بـ المرحاض وقام بـ الإغتسال..نادى على روجيدا لتأتيه فـ قال

-معلش الفوطة وقعت بره هاتيها...


تأففت بـ ضيق ثم إتجهت إلى الخارج تبحث عن المنشفة حتى وجدتها بـ المطبخ..عادت ثم مدت يدها إليه وقالت

-إتفضل

-إبتسم بـ خبث وقال:يزيد فضلك...

قام بـ تجفيف يده وقبل أن تخرج..وجدت المنشفة حول عنقها من الخلف ثم سحبها إليه..إبتلع شهقتها بـ جوفه وهو يُقبلها بـ شوقٍ جارف

************************************

كان الجميع يجلس على طاولة الطعام والجميع شارد بما يحدث..إختفاء جاسر و روجيدا أكد لفاطمة أن جاسر أخبرها كل شئ..نادى سامح والدته

-أمي!..مالك!!

-نظرت فاطمة إلى سامح وقالت:مفيش يا حبيبي

-لأ مفيش إزاي!

-تنهدت ثم هتفت:هو أنت متعرفش حاجة عن أخوك!!

-ضحك سامح ثم قال بـ مكر:يعني روجيدا كمان مش باينة والفرح إتفض..هيكون إبنك فين يعني!!....

أومأت بـ رأسها وصمتت..وقد ظهر على وجهها علامات الضيق ليتأفف سامح بـ ضيق ثم تساءل بـ نفاذ صبر

-خير يا أمي!!

-الله في إيه يا سامح؟..أنت ماسكني ع الواحدة ليه؟!...

أمسك سامح يدها ثم قبّلها بـ حنو وهتف بـ إبتسامة

-أنا أسف يا ست طمطم..بس مش هاين عليا أشوفك زعلانة كدا

-إبتسمت وهى تربت على يده ثم قالت:تسلملي يا حبيبي

-ها بقى مالك؟

-تشدقت بـ نبرة ضائقة:صعبان عليا إني ضربت روجيدا

-ضحك سامح وقال بـ مزاح:بصراحة يا أمي أنتي كلتيها ألم..طالع من نفوخي أنا...

ضربته فاطمة على رأسه ثم قالت بـ عتاب وحدة

-إخص عليك يا سامح..بقى أنا ضميري بيأنبني وتقوم أنت مكمل عليا

-لثم رأسها قائلًا:متزعليش يا ست الكل بس أنتي غلطانة...

تنهدت بـ أسى ليُكمل سامح حديثه بـ هدوء

-دي مهما كانت روجيدا..اللي رجعت إبنك من الموت وكان ممكن تروح فيها يا ست الكل

-خلاص بقى متقطمش فـ جتتي...

أومأ بـ رأسه ثم صمت عندما لاحظ حزن والدته البادي بـ عينيها

سمعا صوت ركض قادم من أعلى ثم صوت طفولي يهتف

-صباح الخير آنا..صباح الخير أنكل سامح...

رفعتها فاطمة و وضعتها على ساقيها ثم قبّلت وجنتيها وهى تقول بـ إبتسامة عريضة

-صباح النور يا قلب آنا

-إقترب سامح وداعب عنقها وقال:صباح الرمان على زهرة الرمان

-تشدقت الطفلة وهى تنظر إلى عمها:مش تقولي كدا تاني..بابتي بس هو اللي يقولي

-ضحك سامح وقال:حاضر يا ست جُلنار..مش هقولك كدا تاني

-سألت فاطمة الصغيرة:مش هتفطري يا جوجو!

-أيوة هفطر..يلا أكليني

-حاضر يا قمرتي الصغيرة...

وبدأت فاطمة في إطعامها وسامح يتحدث بـ هاتفه وبعد أن إنتهى هتف بـ تذمر

-جاسر يختفي وأنا أتعك فـ كل الفضايح...

وضعت فاطمة لُقيمة في فم الصغيرة ثم سألته بـ تعجب

-مالك يا حبيبي في إيه!

-تأفف سامح وقال:الست خطيبته..بتسألني فين جاسر..وليه علاقة بـ اللي حصل فـ الفرح

-هو الموضوع إتنشر أوي كدا

-لأ..دا حد من اللي بتشتغل معاهم مرات صابر بسنت..حكلها وهى بتسأل مش أكتر...

إلتفتا على صوت الصغيرة وهى تهتف بـ براءة

-بابي راح يجيب مامي وجاي

-ضيق سامح عيناه وتساءل:وأنتي عرفتي منين يا جوجو!

-رفعت كتفيها وقالت بـ بساطة:هو قالي إنه رايح يجيب مامي ومش هيخليها تسبنا تاني أبدًا...

نظر كُلًا من سامح وفاطمة التي تتحدث وكأنها تذكر شيئًا ما عن الطقس..ربت سامح على خُصلاتها وتساءل بـ حنو

-طب مقالش حاجة تانية!

-نفت بـ رأسها قائلة:تؤ..هو قالي أجي أقعد معاكوا هنا عشان لما يرجع بـ مامي تبقى مبسوطة...

************************************

إتسعت عينا مروة بـ قوة ونهضت مُنتفضة بينما شريف لم يتحرك إنش ولكن ملامح وجهه أظلمت بـ شدة وبدى على  وشك قتل أحدهم

ليقول رچدي وهو ينظر إلى مروة بـ خبث

-لو كانت عچباك يا باشا..كنا إتفجنا...

نهض شريف عن الأرض ونفض ثيابه..ليجذب تلك المذعورة خلفه يقف له كـ حائط سد ثم بـ نبرة جافة هتف

-نعم!!

-إبتسم رچدي من زاوية فمه وقال:أنعم الله عليك يا باشا

-رد شريف بـ برود:أمين يا سيدي..بس مش محتاج الدعوة دي منك...

تقدم رچدي منهم بضع خطوات ليقف بـ محازاة شريف..الذي وضع يديه في وضع معقود أمامه في إنتظار لرد فعل..ثم هتف الأول بعدما أشار بـ يده إلى تلك الكدمة

-أني مسامح في حجي معاك..بس حجي مع عيلة منصور..لاه..لساته مخلصش...

تحركت من خلف شريف ثم تشدقت بـ حدة وهى تقف أمام رچدي

-أنت عاوز إيه يا راجل أنت؟

-هتف بـ نبرة شيطانية:أنتي...

شهقت مروة من جراءة هذا الرجل..لتشعر بعدها بـ يد شريف تقبض على معصمها ليشدها خلفه وبـ نبرة قاتمة همس

-متحفرش قبرك بـ إيدك..وأمشي من هنا

-إرتفع حاجبي رچدي وتساءل بـ خبث:هي عچباك ولا إيه!!..لو إكدة نتشاركهـ...

لم يستطع إكمال حديثه إثر لكمة شريف التي أطاحت به أرضًا فـ شهقت مروة رُعبًا..لم يترك معصمها وهو يهدر بـ غضب ناري


- إحمد ربك إنها جت على كدا..بس أقسم بالله لو شفت خلقتك تاني هتتمنى الموت و مطولوش...

ثم جذبها بـ عنف خلفه ويده تشتد أكثر عليها وكأنه يمتلكها ويخشى فُقدانها..كان يلهث بـ غضب سألته مروة بـ خوف

-أنت كويس!!

-رد عليها بعد فترة:أه كويس...

ثم إلتفت إليها وتساءل وقد لاحظت إزدياد ملامحه ظُلمة لتبلع ريقها بـ صعوبة..سمعته يهمس بـ خفوت حاد

-هو جه بيتكم قبل كدا!

-نفت بـ رأسها سريعًا:لأ..والله من ساعة أخر مرة مجاش

-كويس..من النهاردة أنتي فحمايتي..ولو فكر يهوب ناحيتك..متتردديش ثانية وتجيلي

-أومأت بـ رأسها موافقة:حاضر..شكرًا يا شريف...

توقف ثوان وهو لأول مرة يسمع اسمه مُجردًا من بين شفتيها..كانت نبرتها عذبة ورقيقة حتى خرج منها ذا لحنٍ خاص

عاد يسير بسرعة أقل وداخله يهتف أن تلك الفتاة ستملك مفاتيح قلبه في القريب العاجل..ليبتسم وهو يتأكد أن كل ما أحس به تجاه روجيدا لم يكن سوى وهم بُني على وهمٍ أخر..هو سيخطو إلى كرة الشعر..سيعشق كرة الشعر بـ التأكيد

************************************

إتسعت عينا روجيدا بـ قوة وهى تشعر بـ شفتيه على شفتيها وكأنه يَقبلها لأول مرة..إبتعدت عنه سريعًا ثم هتفت بـ عدم تصديق

-أنت مش ممكن

-إبتسم بـ خبث وقال:منا عارف..ولسه مأكدلك دا حالًا ولو عاوزة إثبات أقوى أنا معنديش مانع

-صرخت بـ غيظ:أنا مش قولتلك مش تلمسني

-إتسعت إبتسامته وقال:وأنا ملمستكيش...

أزاح المنشفة عن عنقها ليضعه حول خاصته ثم غمزها قائلًا بـ عبث

-والفوطة تشهد

-صرخت بـ غضب:أنت..أنت

-تلاعب بـ حاجبيه قائلًا بـ إستفزاز:أنت أنت ولا أنتش داري..أنت أنت حبيبي الغالي..يا قمر...

قال الأخيرة وهو يغمزها بـ عبث..لتنتفخ أوداجها بـ حنق فـ هتفت بـ صراخ

-أنت معندكش دم يا بايخ يا رخم

-عارف

-جاااسر!!

-قرب رأسه منها وهمس:عيون جاسر وقلب جاسر يا مزتي

-هتفت بـ إشمئزاز:أنت بقيت بيئة أوي

-ضيق عيناه وقال بـ غلظة:جرى إيه يا روجيدا..ما تققي عوج وتتكلمي عدل...

إتسعت عيناها بـ شدة وهى تستمع إلى كلماته "السوقية" ولكن ماذا تتوقع من جاسر الصياد!..ثم ما لبثت أن إرتسمت إبتسامة ماكرة على وجهها لتقرب منه وتهمس بـ إغراء

-بجد عاوزني أقف عوِج!...

وضعت يدها على خصرها مع إعوجاج فاتن بـ خصرها جعله يصرخ بـ توسل

-لاااء..أوعي..أنتي تتعوجي وأنا أنهااااار...

قال كلمته الأخيرة وهو يضع يده على صدره وكأنه يتسول الرضا..ولكن هل ترضى حواء!!.

وخاصةً إن كانت تلك الحواء هي روجيدا..تلك الفاتنة التي لا تعلم أنها تُمارس عليه أقصى أنواع العذاب..نفخ بـ ضيق وهو يرى إبتسامتها اللعوب تتسع.

ليهتف بـ غضب

-روحي من وشي..عشان الشيطان عمّال يلعب فـ دماغي بـ مفك صليبة

-ضحكت روجيدا وقالت:خليه يلعب معانا فـ المايه

-قطب حاجبيه وقال:مش فاهم...

لم تُكلف نفسها عناء الرد..ليجدها تتجه إلى حافة اليخت وتقفز..إتسعت عيناه بـ دهشة والتي كانت تشعر أمس بـ البرد..ولكنه لم يُفكر مرتان..لينزع قميصه الأبيض ويلحق بها

ققز بـ الماء ليُخرج رأسه قبل أن تفاجئه بـ دفعة ماء بـ وجهه ليقول  بـ غيظ

-طب ليه الغباءا دا!

-إعتبرها تخليص حق...

قالتها ثم إبتعدت عنه وبدأت بـ السباحة..ليُبعد الماء عن وجهه ويلحقها..حتى أمسك بـ خصرها وقبل أن تتحدث قال بـ إبتسامة بريئة

-والله غرضي شريف...

ضحكت ثم أحاطت عنقه وهمست بـ إبتسامة

-هو راح فين كل تهديدك!!

-همس وهو يُبعد خُصلاتها:يعني!

-تنفست بـ عمق وقالت:يعني..اللي هيقرب منك..هعمل وهعمل..حتى فكرت يوم الفرح إنك هتقتل شريف...

ظهرت ملامح قاتمة على وجهه قبل أن يهمس بـ خفوت خطير

-والله كنت ناوي فعلًا وكمات فكرت فـ طريقة قتل مُبتكرة

-تشدقت بـ عدم تصديق:يا لطييف

-ولكنه رفع منكبيه وقد ظهر عليه الحزن:بس ملقيتوش

-همست روجيدا بعدم تصديق:إيه العريس طفش!

-ضحك جاسر وقال:الظاهر كدا

-بس لأ بجد..يعني فين تهديداتك دي..أنا كنت بترعب أوي...

ضحك بـ قوة ثم أقترب منها وداعب بـ أنفه وجنتها ليهمس بـ نبرة عاشقة

-مش أنتي معايا دلوقتي!!..تغور الدنيا باللي فيها..


            الفصل الخامس والعشرون من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-