رواية عشق الادم الفصل الثانى عشر12والثالث عشر13بقلم ماري حلمي


 رواية عشق الادم 

الفصل الثانى عشر والثالث عشر

بقلم ماري حلمي


جلست أمامه وهي تبتلع ريقها ، فماذا ستقول له الأن بعد أن علمت تلك الحقيقة من شقيقتها والضحية في ذلك كله تلك المسكينة " عشق " الذي كتب   عليها أن تعيش حياة بدون آب لتتجرع الويل والألم من زوج والدتها الذي يرغب بها !! ماذا ستقول الآن بعد اثنين   وعشرون عاما من كذب شقيقتها على ذلك الرجل الطيب الذي يجلس أمامها الأن يطالعها الأن بنظرات شك !! 

هتفت وهي تبتلع ريقها بتوتر : 

" جلال انت طلقت صفاء ليه ؟ مع إنك كنت بتعشقها عشق فوق الوصف ؟ ممكن أعرف .. " 

تنهد جلال بتعب وهو يوجه عينيه على الماره بالطريق ، ليبدأ بسرد الحقيقة الغائبه قائلا : 

" بعد وفاة والدة أيهم وهو بتولده فضلت سنين من غير جواز علشان اربي ابني ، لحد ما أيهم صار 12 سنه وقتها تعرفت على صفاء وحبيتها جدا   ، أكثر من مراتي الأولى وانتي عارفة قد ايه حبيت صفاء وعشقتها لأخر نقطة دم بتمشي فييا ، عشنا حياة وردية بإيطاليا ، كنت بشوف الحب بعينها ليا ، فجاءة جت وقالتلي انا عايزة أطلق يا جلال ، !! انا تفاجئت وزعقتلها وخرجت من البيت ، بس هي رجعت فتحت موضوع الطلاق تاني وتفاجئت فيها   بتقولي إنها مش بتجيب أطفال ! ومش عايزة تظلمني معاها ، بس اكتشفت يا صفيه ان صفاء كدابه كانت عايزة تطلق علشان بتحب واحد تاني وعايزة ترحله وهي قالتلي الكلام   ده بنفسها ، وقتها تجننت و طلقتها !! 

أنهى كلماته تلك وهو يمسح دمعه فرت من عينيه ، في حين شهقت السيدة صفيه وهي   تستمع لسبب طلاق أختها !! ايعقل بأن صفاء قد تركت زوجها من أجل عشيقها !!!  

هتفت له بهدوء مريب قائلة : 

" إحم ، يعني صفاء محملتش نهائي طول فترة جوازكم .." 

نظر لها بضياع قائلا : 

" يوم طلقتها اكتشفت انها حامل بسبب بعض الادوية إلي كانت بتاخدها بالسر ، بس بعد كده راحت ونزلت البيبي من غير ما أعرف ، ربنا يسامحها .. " 

ابتلعت السيدة صفيه ريقها وهي تشعر بجفاف قائلة : 

" جلال انت لازم تعرف ... " 

هنا صدح صوت هاتفها النقال بضجيج لتتناول الهاتف من حقيبة يدها وهي ترى   اسم العامل الذي يعمل بالحديقة ، عقدت حاجبيها بتعجب وهي تجيب قائلة : 

" خير يا عطا في ايه ؟ " 

أجابها ذلك الرجل الذي يدعى "عطا" قائلا بخضه : 

" يا ست صفيه الحقي القصر بولع ... " 

***************************** 

كان يعقد اجتماعه الشهري برفقة كل رؤساء الأقسام في شركة الزهراوي ، برفقة صديقه أيهم الذي كان على يمينه يدقق ببعض الأوراق ، وشقيقه أحمد الذي كان يتبادل مع بعض العملاء الكلام على يساره ، في   حين كان هو يجلس متوسطا طاولة الاجتماعات يشعر بضيقة أسفل جزئه الأيسر وبالتحديد ناحية قلبه !! 

دخلت السكرتيرة بخطوات متعثرة قاطعة ذلك الاجتماع عليهم وهي تهتف بجزع : 

" أدم باشا .. " 

نهض أدم من مكانه بغضب قائلا : 

" ازاااي تدخلي كده ؟ " 

ابتلعت ريقها بخوف قائلة : 

" أنا آسفة يا باشا ، بس اتصلو من القصر بقولو ان ان القصر بيولع و و " 

تقدم ناحيتها بجزع في حين نهض أحمد وأيهم بعنف ليهتف أدم بخوف : 

" و ايه ؟ " 

تابعت السكرتيرة قائلة : 

" بقولو عشق هانم و وحده اسمها فرح فضلو جوا ومحدش قادر يخرجهم ... " !!! 

**************************** 

داخل قصر الزهراوي 

كانت عشق قد جرت الكرسي المتحرك بيدين ترتعشان خوفا من فقدان صديقة عوضتها   عن فقدان الحنان الذي تحتاجه بهذه الفترة ، وصلت أمام باب المطبخ الذي كانت تنبعث منه ألسنة النيران والدخان بقوة ، وضعت يدها على فمها وهي تسعل بقوة من سلسلة الدخان التي اخترقت أنفها بقوة ، حركت الكرسي أكثر حتى   تمكنت من الدخول أكثر لتشهق بصدمة وهي ترى جسد فرح يفترش الأرض باستسلام ، حاولت التقدم أكثر ولكن أعاقها بعض الأشياء التي تساقطت بفعل ألسنة النار !!  

أغمضت عينيها بقوة وهي تضغط  على أطراف الكرسي بيديها الصغيرتين وهي تهتف بأعلى صوت : 

" ياااااا رب ساعدني ياااااااارب .. " 

أنهت كلماتها تلك ودموعها تغطي وجهها الذي اصطبغ باللون الأسود من شدة الدخان ، أخذت تسعل من جديد وهي تضغط على أطراف الكرسي محاولة النهوض !! 

لتهتف بأعلى صوت من جديد : 

" ياااا رب خدي بيدي يااا رب ، انت قادر إنك تخليني أمشي تاني يا قوي ، علشان فرح يا رب .. " 

ضغطت أكثر حتى رفعت جسدها السفلي عن ذلك الكرسي اللعين بصعوبة ، محاولة   أخرى تلتها أخرى حتى وقفت من جديد على قدميها التي أوشكتان على السقوط من هول الفاجعه .. 

دفعت الكرسي للوراء وهي تسير تضع يديها على أنفها حتى لا تستنشق دخان اكثر من ذلك .. 

تقدمت أكثر حتى وصلت لمكان فرح ، أخذت تبكي بهستيرية وهي تحاول أن تقوم   بايفاقتها ولكن الأخرى كانت ساكنه لا تتحرك !! 

هتفت بألم وبكاء ينيط القلب : 

" فرح فرح متموتيش وتسيبيني

لوحدي ، قوووومي " 

ولكن دون استجابة ، حزمت أمرها وهي تنحني بجذعها ناحيتها لتقوم بإحاطة يديها بجسد فرح بقوة ، خطوة تلتها خطوة وهي تحاول جرها للخارج بعد أن تأزمت الأمور وبدأت ألسنة النيران تمتد للخارج   ، سارت بخطوات بطيئة وهي تحاوطها بين يديها حتى وصلت أعتاب الباب ، لتقوم بدفعها للخارج بقوة وهي ترى إطارات الباب المشتعلة على وشك السقوط عليهما !! 

دفعتها خارجا ، لتبتسم بسعادة وهي ترى ألسنة النيران قد حاصرتها بالداخل وبعدها  لم ترى شيئا سوا سواد حالك ضرب رأسها بقوة لتسقط أرضا منفصلة عن هذا العاالم ... !! 

في الخارج كانت قد وصلت فرق الإطفاء والإسعاف بعد أن طلبتهم إحدى الخادمات   ، في نفس اللحظة وصلت السيدة صفيه برفقة السيد جلال وهي تشهق من هول المنظر ، أخذت تصرخ بالخدم بقوة قائلة : 

" عشق عشق فيييين ، أكيد خرجت معاكم صح ؟ " 


نكست الخادمة رأسها قائلة :

" أنا خرجتها يا ست صفيه بس بس هي أصرت تدخل تشوف فرح و و للأسف هم الاتنين جوا .. " 

وضعت السيدة صفية يدها على قلبها الذي أخذ يخفق بعنف ، في حين تقدم السيد جلال وكأن جزء منه بالداخل يصرخ بأحد أن ينقذه قائلا : 

" اهدي يا صفيه ووحدي ربنا ، اكيد هيخرجوها دلوقتي ..  " 

أنهى كلامه ذلك وهو يرى إحدى رجال الإطفاء يحمل جسد فتاة وهو يتجه ناحية   الإسعاف بقوة ، ركضت السيدة صفيه وخلفها جلال وهي ترى فرح يتم إدخالها داخل الإسعاف لتنطلق بها السيارة بقوة إلى المشفى فوضعها في غاية الخطورة ... 

صرخت السيدة صفية بألم وبكاء لرجال الاطفاء : 

" عشق فيييييين ، البنت رااحت مننا مش كده ؟ " 

أجابها أحد رجال الإطفاء قائلا : 

" اهدي يا مدام ، ان شاء الله هيخرجوها الفريق إلي فضل جوا .. " 

عند تلك النقطة وكفى ، أخذت السيدة صفية تصرخ بهستيرية وهي تتمسك بقميص السيد جلال قائلة : 

" روح خرج بنتك يا جلال ، خرج بنتك قبل ما تمووووت ابوس ايدك ، عشق بنتك بنتك .... " 

أنهت كلماتها وهي تنهار أرضا وتردد كلمة واحدة بهستيرية " بنتك " 

في حين أخذ السيد جلال ينظر لها بصدمة حقيقة شلت أطرافه عن الكلام ، ولكن أي كلام ذلك الآن،  تقدم بخطوات سريعة  هو يصرخ بإسم   عشق بأعلى صوته ، رأى فريق الإطفاء يمنعه من الدخول ليصرخ بهم قائلا بوجع : 

" وسعو من سكتي ، بنتي بتموت جوا ... " 

وبمحاولات عديدة تمكن من اختراقهم ليدخل ناحية الداخل وهو يصرخ باسمها ... 

في تلك الأثناء كان أدم قد وصل ليصف السيارة لتحتك اطاراتها مصدره صوتا عاليا   ، ليخرج منها بجنون وهو يرى ذلك المشهد أمامه بسيارات الاطفاء والاسعاف وبعض الجيران الذين جائو للمساعدة 

رأى والدته تجلس على الأرض وتبكي ليتجه ناحيتها قائلا بفزع : 

" عشق فين يا امي ؟ " 

طالعته بنظرات ضائعة قائلة : 

" عشق جوا يا آدم ، البنت اكيد ماتت يا أدم " 

قبض قلبه بقوة وبسرعة توجه ناحية الداخل مخترقا ألسنة النيران ليرى السيد جلال يخرج وهو يحمل جسد عشق بتعب شديد ، التقطها أدم منه   بقوى وهو يراه على وشك السقوط ، ليركض بها ناحية الاسعاف بقلب لم يعد يحتمل أكثر من هذا الألم .. 

صعد بسيارة الإسعاف بجانبها لتنطلق السيارة بأقصى سرعة ، بدأ رجال الإسعاف بعمل الإسعافات الأولية لها ، في حين جلس أدم يطالعها بقلب خلع من مكانه ... 

تأزمت الأمور أكثر وأكثر حينما وقع السيد جلال وهو يهتف بضعف وهو يرى أحمد وأيهم قد وصلو للمكان : 

" ساعدو بنتي متخلوهاش تمووووت ....................." !!

🌹🌹🌹🌹🌹🌹

13

 

سار برواق المشفى بخطوات متعجلة ، خائفة ، ونبضات قلبه تقرع كالطبوع في أنحاء المشفى بقوة وهو ينتظر خبرا يثلج قلبه بأن يجدها بخير ،   فبعد كل تلك السنوات التي ظن بها بأنه حرم من حب حياته بالإجبار !! اكتشف بأن له قطعة جميلة منها 

أخذ ينظر لوجه إبنه أيهم الذي تعجب بدوره كثيرا من حال والده ذلك ، ماذا سيقول له الأن؟  شقيقته كانت أمام أعينهما ولم يعرفونها !! 

هتفت السيدة صفيه وهي تتقدم ناحية آدم الذي كان يقطع الرواق ذهابا وايابا قائلة بضعف : 

" طمنا يا أدم ؟ " 

رفع رأسه ليجد والدته بحاله يرثى لها والأكثر من ذالك حال السيد جلال الذي كان إبنه يمسك به بقوة حتى لا ينهار ليهتف لهم بضياع : 

" لسه محدش خرج يطمني " 

جلس السيد جلال بمساعدة ابنه على ذلك المقعد البلاستيكي وهو يهتف بألم : 

" يااا رب اشفيهالي وعافيها يا رب ، مش بعد ما لقيتها تضيع مني ، الله يسامحك يا صفاء !! " 

أخذ الجميع يطالعونه   بدهشه من كلماته تلك ، في حين السيدة صفيه وحدها أخذت تذرف الدموع وهي تتحلى بالصمت المخيف .. 

هتف أيهم بدون فهم قائلا : 

" إيه إلي بتقوله ده يا بابا ؟ " 

رفع جلال رأسه قائلا بدموع الألم قائلا : 

" عشق بتكون بنتي يا أيهم ! اختك " 

أخذ يطالع والده بصدمه في حين هتف أحمد بدهشه قائلا : 

" أنا مش فاهم حاجه !! " 

في حين تحلى آدم بالصمت المريب بعد أن اكتشف تلك الحقيقة التي ستكون   صعبة للغاية على تلك المسكينة .. 

خرج إحدى الأطباء من غرفة العناية بخطوات بطيئه نحوهم ليهتف : 

" الآنسة فرح عدت مرحلة الخطر الحمدلله ، بس شوية حروق صغيرة محتاجة شوية وقت وتروح " 

زفر أيهم والجميع بارتياح   ، فتلك الفتاة قد أصبحت فرد من أفراد العائلة ، ولكن الجميع الآن بانتظار الخبر بشأن حالة "عشق " .. 

تحدث أيهم وهو يجلس بجانب والده قائلا بفرحة اختلطت بدموع : 

" من أول يوم شفت فيه عشق بالطيارة حسيت نفسي بعرفها من زمان يا بابا ، شعور غريب جوايا كان بيجذبني ليها بقوة ... " 

هدر أدم عاليا قاطعا تلك اللحظات العصبية قائلا : 

" الكلام ده مش وقته يا أيهم ، وبعدين البنت اكيد متعرفش أنكم أهلها ، ف ده محتاج وقت علشان تقدر تتقبل ان أمها هبت عليها الحقيقة دي ، " 

أجابه السيد جلال مؤكدا : 

" أدم معاه حق ، عشق مش لازم تعرف الحقيقة دي مرة وحده كده ، هي تقوم بالسلامة الأول وبعدها هيكون كلام تااني ... " 

أخذ أحمد يطالع شقيقه   بنظرات مشفقه على حالته تلك ، فقد كان أشبه بالوصول لمرحلة الجنون وهو ينتظر أحدا يطمأنه على حال حبيبته !! 

تقدم أحمد منه بخطوات بطيئه وهو يهمس له مشجعا : 

" عشق هتعيش يا آدم ، وهقولها  قد ايه انت بتحبها وعايزها زوجة ليكي ! هتعبرلها على كل مشاعرك "

منحه آدم إبتسامة باهته وهو يتمنى من أعماقه أن يحدث ذلك .. 


مرت ساعتين ولم يخرج أحدا بعد ، التوتر كان سيد المكان وسيد قلوب الذين يجلسون ينتظرون خبرا يطمئنهم ... 

******************

في مدينة البندقية الإيطالية 

كانت تجلس تحمل بين يديها صورة ابنتها بعد أن أصبحت عادتها تلك بعد كل صلاة تقوم بها وتدعو ربها كثيرا أن يفك كربها حتى تتمكن من السفر إلى   حيث ابنتها الآن ، تنهدت بألم وهي تسقط دموعها على وجه عشق الأبيض بالصورة لتذهب بذاكرتها بعيدا حيث ذلك اليوم الذي انقلبت حياتها فيه رأسا على عقب ... !! 

فلاش بااااك 

كانت تعيش حياة مليئة بالحب والدفىء برفقة زوجها الحبيب الذي يحاول أن يثبت لها في كل يوم

قدر الحب الذي يحمله لها ، ولكن هذه الحياة كانت ثقيلة على أحدهم !! 

حينما جائها إتصال في يوم من الأيام من أحدهم يطلب مقابلتها بأمر ضروريا !! 

ذهبت للمقابة وقلبها يخفق عنفا من هذا اللقاء 

جلست بصدمة أمام هذا الرجل الذي لم يخطر ببالها  أبدا . !! 

هتف لها من بين أسنانه بخبث : 

" إزيك يا صفاء يا مرات الغالي ؟ !! " 

هتفت له بصدمه : 

" انت عايز ايه يا جابر ؟" 

طالعا بنظرات خبيثه قائلا : 

" عايز منك خدمة صغيرة يا .... مرات أخويا " 

عقدت حاجبيها بدون فهم قائلة  :

" خير يا جابر ؟ " 

أجابها ببرود : 

" هتطلقي من جلال و تقوليلو هتهربي مع عشيقك لو مرضيش يطلقك ، وكمان الولد إلي ببطنك ده هينزل " 

ابتلعت ريقها بصعوبة قائلة : 

" أنا تجننت يا جابر ؟ وبعدين انت عرفت انا حامل من فيين وانا لسه مقولتش لجلال ؟ " 

أخذ يضحك بصخب جاذبا أنظار الناس له ليهتف : 

" معاكي يومين تنفذفي الكلام ده وإلا .... " 

لتشهق بخوف وهي تضع يدها على بطنها بتلقائية من تهديداته تلك ... 

نهاااية الفلاش باااك 

استفاقت من ذكرياتها الأليمة تلك على صوت من كرهت حياتها بجانبه لتغمض عينيها باستسلام ..

في حين هتف لها بقوة وهو يقف أمامها قائلا : 

"ها يا صفاء هانم من امتا صايره شيخه كده ؟ " 


زفرت بهدوء وهي تطالعه بنظرات كارهه قائلة : 

" أظن دي حاجة مش تخصك وياريت تبعد عني أحسنلك .. " 

صفق بيديه قائلا بابتسامة خبيثه : 

" هو أنا هبعد عنك يا روحي بس اصبري على ما ألاقي عشقي وبعدين هرميكي بالشارع .. " 

قال أخر كلماته وهو ينظر لها نظرات ناريه جعلت قلبها يخفق بجنون على فلذة كبدها ، في حين تابع هو بتشفي : 

" أنا مسافر بكرا يا مراتي يا حبيبتي عند عشق ، علشان عرفت إنها حاليا عند اختك صفيه مش

كده ؟ "

نهضت بعنف وهي تنقض عليه بقوة الام الملكومه على فلذة كبدها تنهش وجه بأظافرها بقسوة ، في حين بقي هو يقف جامدا مكانه لا يقاومها فقط يضحك .. !! 

************************

ابتسامة واسعة شقت جدران وجه ذلك الأب الملكوم الذي نهض من مكانه بسعادة وهو يستمع لكلمات الطبيب التي كانت بمثابة معجزة حطت رجالها عليهم .. 

في حين هتف أدم بجمود قائلا : 

" يعني ايه الكلام ده يا دكتور " 

ابتسم الطبيب بعملية قائلا : 

" زي ما سمعتو يا جماعة الآنسة عشق قدرت تتخطى مرحلة الخطر بمعجزة بعد ما كانت استنشقت دخان كتير ، كمان في حاجة ... " 

وجه الجميع حواسهم ناحية الطبيب ليهتف أيهم بلهفه قائلا : 

" خير يا دكتور ؟ " 

ابتسم الطبيب من جديد قائلا : 

" الحادثة إلي حصلت مع الآنسة عشق خلتها تتغلب على خوفها والحمد لله رجعت تمشي تاني ، انا كشفت على الأعصاب عندها ويبدو في تحسن كبير في حركة رجلها .. " 

دبت أوصال الحياة من جديد في نفوس أولئك الذين يقفون ينصتون لكلام الطبيب   ، وحده هو كان يقف جامدا كالصخر لم يصدر حركة واحدة ، او اي ردة فعل بل بقي متصنما مكانه .. 

هتف أيهم بارتياح : 

" هنسوفها امتا  يا دكتور ؟ " 

أجابه الطبيب : 

" بكرا الصبح علشان دلوقتي هي تحت تأثير الدواء ومش هتصحى غير لبكرا " 

اومأ أيهم بتفهم ، في حين هتف أحمد بتلقائية :

" فرح هنشوفها  امتا كمان ؟" 

حدجه أيهم بنظرات غاضبه بعض الشيء ليبتسم له أحمد بخبث ..  

****************************** 

ابتعد عن صخب الكلام الذي كان يدور بينهم ليتسسلل بخفه إلى داخل الغرفة التي تقبع بها على ذلك السرير الأبيض وهو يجلس أمامها بهدوء ، ليقابل   وجهها الأبيض الجميل الذي يبدو عليه التعب ، وعينياها الجميلتين المغلقتان تريان الآن اشياء أخرى ... 

هتف أمام وجهها بصوت منخفض قائلا : 

" بحبك يا عشق !! مش عارف امتا حبيتك وتعلقت بيكي ، بس انتي دخلتي حياتي وغيرتيها ببرائتك وروحك الحلوة ..." 

تنهد بهدوء وهو يلقي عليها نظرة هادئه ليهتف لنفسه قائلا : 

" بس يا ترى إنتي هتحبيني ؟ .. " 

ألقى عليها نظرة أخيرة قبل أن ينهض من مكانه ويعتدل في جلسته ، ليعدل ياقة قميصه بهدوء ويستعيد وجهه البارد قبل أن يخرج لهم ..

ليهتف لها من جديد بصوت منخفض : 

" سامحيني كل حاجة وحشة عملتها معاكي ... " 

ليسير بخطوات رزينه ناحية الخارج وهو يغلق الباب خلفه بهدوء ، تاركا خلفه قلب يكاد يموت من جنون خفقانه بعد سماع كلماته تلك ........................


                    الفصل الرابع عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>