رواية عشق الادم الفصل العاشر10والحادي عشر11بقلم ماري حلمي


 رواية عشق الادم 

الفصل العاشر والحادي عشر

بقلم ماري حلمي


توجه أدم ناحيتها بخطوات سريعة بعض الشيء الأمر الذي جعل الجميع يقفون ينظرون   له بغرابة ، فمنذ قدوم عشق لهذا القصر وأدم انقلبت حياته رأسا على عقب ، فقد أصبح شخصا أخر ، شديد العصبية أكثر من السابق ، يهتم بأدق التفاصيل التي تخصها 

الأمر الذي جعل الجميع يدركون حقيقة واحدة ..

" أدم الزهراوي وقع بعشقها وانتهى الأمر " ولكن ماذا عنه هو هل اكتشف ذلك أم ما زال على عقدته الماضيه .. 

وقف يطالعها بنظرات حارقه لينحني لمستواها وهو يهمس بجانب اذنها اليمنى   متجنبا أن تستمع فرح التي كانت تقف مكانها تطالعهم بدهشه قائلا : 

" ايه الفستان المهبب إلي لابساه ده ؟ اااه صح الهانم تربية بلاد برا وأكيد هيكون شكلك عامل كده ، وطبعا مبسوطة ان أيهم واقف يبصلك كده صح ؟ " 

بدأت الدموع تتجمع بعينيها وهي تستمع لكلماته الحارقة تلك ، وبلتقائية أخفضت رأسها   تطالع فستانها ذلك الذي كان عبارة عن فستان أسود ممزوج باللون الأحمر يصل إلى كاحلها وبدون أكمام لتهتف بغضب ممزوج بالدموع : 

" أظن الفستان طويل ومش كاشف حاجة ، وبعدين انت مالك أنا ألبس إلي يعجبني ، تكون ولي أمري وأنا مش عارفة ؟ " 

اشتدت نظراته الغاضبه عليها ليهتف وهو يكز على أسنانه بقوة حتى كادت تتكسر : 

" إلي هيعيش بالقصر ده هيكون محترم يا هانم ، اللبس ده مش عندي ... فااااهمه ؟ " 

أنهى كلامه وهو يرفع جذعه ليستقيم بوقفته وهو يطالعها بنظرات انتصار بعد أن رأى ملامح وجهها تبدلت للغضب الشديد بعد كلماته الجارحه   تلك ، للوهلة الأولى ندم بسبب ذلك وشعر بغصه وهو يرى الدموع تتلئلئ بعينيها ، ولكنه أقنع نفسه بأنها دموع كاذبة وأن كل النساء يستخدمها سلاح أمام الرجال كما فعلت طليقته !! 

ولكن السؤال الأكبر الذي دار بذهنه لما شعر بأنه على وشك الفتك بصديقه عندما رأه يطالعها ؟

أهي الغيره !! 

انخفضت فرح إلى مستواها تشدد على يدها التي بدأت كأنها قطعة ثلج لتهتف لها بلهفه : 

" عشق انتي كويسه ؟ " 

حاولت أن تظهر ابتسامة صغيرة على ثغرها لتهتف بصوت حاولت أن يبدو طبيعي بعض الشيء : 

" الحمدلله ، متخافيش يا حبيبتي .. " 

في حين زفر أحمد وأيهم بنفس الوقت من تصرفات أدم التي أصبحت غريبة جدا .. 

قاطع ذلك الجو المشحون طرقات على باب القصر لتتوجه الخادمه بخطوات عادية باتجاه الباب لاستقبال الضيف القادم والذي لم يكن سوا

والد أيهم !! 

وقف الجميع لإستقبال الضيف القادم ، هتف أيهم بمرح وهو يشير ناحية والده : 

" أقدملكم جلال باشا ، والدي ! " 

مد أدم يده له بسعادة ليهتف وهو يصافحه : 

" نورتنا يا جلال باشا ، دي المرة الأولى إلي أشوف حضرتك فيها ، أيهم كان قالي  إنك قضيت حياتك كلها بإيطاليا .. " 

ابتسم السيد جلال بسعادة وهو يبادله المصافحة قائلا : 

" الشرف ليا أنا يبني ، وبعدين ايه جلال باشا دي ، انت تقولي عمي ماشي ؟ ده انت بغلاوة أيهم ابني " 

ابتسم له أدم بحبور ، في حين تقدم أحمد يصافحه قائلا بمرح : 

" وانا بقى يا عمي أحمد ، اخو الكائن الرخم ده ، و ااه قولتلك يا عمي ، نورتنا " 


صدحت ضحكات كل من أدم وأيهم والسيد جلال على كلمات أحمد المرحه ليهتف له قائلا : 

" منورة بيكم يا ابني " 

دخل الجميع باتجاه الصاله الكبيرة حيث كانت تقف فرح بجانب كرسي عشق وهي   تطالع الضيف بنظرات جديه ، في حين كانت السيدة صفيه ما زالت بالداخل تقوم على الإشراف على الخدم والتأكيد عليهم ..

دون أن تعلم بشخصية الضيف ذلك الذي سيقلب كيانهم بالكامل .. !! 

تقدم السيد جلال بخطوات رزينه ليلفت نظره تلك الفتاة الجميلة التي أجلس على كرسي متحرك تطالعه بنظرات بريئه ، قبض قلبه بشدة لا يعرف لماذا ، ولكن كل الذي كان يشعر به بتلك اللحظات قدميه التي   ساقتاه ناحيتها بتلقائية ، ربما وضعها ذلك بالكرسي المتحرك حرك شفقته تجاهه او ربما شيئا أخر .. !! 

هبط على قدميه أمامها تحت نظرات كل من أدم وأيهم وأحمد الصادمة لذلك ، هتف بنظرات لم تفهما عشق قائلا : 

" إزيك يا بنتي ؟ " 

كلمة واحدة فقط منه جعلت قلبها يخفق بجنون ، ربما لأنها حرمت من حنان أب لم تسمع منه هذه الكلمة !! 

ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تهتف : 

" الحمدلله يا عمو ، أخبار حضرتك ايه ؟ شرفتنا " 

التقط يدها بحنيه كبيرة ليقربها من فمه ويقبلها برقه أذابت الباقيه المتبقيه من مشاعرها ليهتف بحنيه : 

" الحمدلله يا بنتي ، ماشاء الله تبارك الله فيما خلق وابدع وصور ، ربنا يحميكي " 

منحته إبتسامة هادئه وبتلقائية منها رفعت نظرها ناحية ذلك الذي كان يقف يحرقها   بنظراته تلك ، لتسحب يدها بخفه ، فهي ليست بوضع جيد الآن لتستمع لكلمات أدم الاذعه .. 

في نفس اللحظات تلك كانت السيدة صفيه تخرج من المطبخ وهي تحمل بين يديها بعض الأطباق الزجاجية ليلفت نظرها ذلك الرجل الذي يجلس أمام عشق ويتبادلون أطراف الحديث ، دققت النظر جيدا لتشهق بقوة وهي تراه يقف أمامها بكل جاذبيته وسحره الذي لا   زال يحتفظ به حتى الأن ، أسقطت الأطباق الزجاجية من يدها لتتهشم بقوة الأمر الذي جعل أدم يتجه ناحيتها بلهفه قائلا :

" حصلك حاجه يا امي ؟" 

هتفت وهي ما تزال تنظر لجلال بقوة قائلة : 

" أنا كويسه يا حبيبي ، وقعو غصب عني " 

أمسك بيدها أدم ساعدها عن الابتعاد عن الزجاج المتهمش قائلا : 

" يولعو يا امي ، المهم انتي كويسه .." 

في حين تقدم السيد جلال وهو لا يصدق عينيه من تلك المرأة التي تقف بجانب أدم وهي تطالعه بنظرات متشككه ، ليهتف لها بصدمه : 

" مش ممكن !! صفيه !! " 

كلماته تلك جعلت الجميع ينصتون له بقوة ، في حين ابتلعت السيدة صفية ريقها بتوتر وهي توجه انظارها بينه وبين إبنة أختها ... !! 

هتفت له بتوتر : 

" ده انت يا جلال !!  مش ممكن " 


تحدث آدم بصدمه قائلا : 

" انتو تعرفو بعض !! " 

هتفت السيدة صفية قبل أن يتحدث جلال مبررة : 

" اه ، قصدي جلال بكون صاحب بباك الله يرحمه " 

هتف جلال مؤكدا : 

" أيوه يا آدم " 

اومأ الجميع بتفهم في حين تبادلت صفيه وجلال بعض النظرات الغير مفهومه .. 

*************************** 

في مدينة البندقية 

جلست على سريرها وهي تحمل بين يديها هاتفها النقال ، وبدأت تطلب رقما معينا بعد أن تأكدت بأن زوجها اللعين قد خرج من المنزل أخيرا بعد   ان دام مواضبه بجانبها يضغط عليها بمعرفة مكان ابنتها ولكنها أبت أن تقول الحقيقة .. 

وضعت الهاتف على اذنها تترقب أن يأتيها صوت لطالما تمنت أن تسمعه بعد مدة من الابتعاد .. 

في نفس الوقت كان الجميع ملتفون على طاولة الطعام ، والجو سيد التوتر بين السيدة صفيه والسيد جلال الذي لم ينزل عينيه أبدأ عن تلك الجميلة التي كانت تتناول طعامها بهدوء بجانب فرح ، في حين كان أدم يجلس قبالتها يدقق النظر بها وشعور غريب يرفض أن ينزل عينيه عنها ... 

في حين كان أيهم بعالم أخر وهو يشعر بالعديد من المشاعر التي تعصف بقلبه الآن مجرد ما يرفع نظره وهو يطالعها بنظرات جديه ، وهو لا يعرف ما سبب ذلك كله .. 

تنهدت فرح بحزن خفي وهي تراه يطالع عشق بنظرات والهه ، ثم فهمت بأن ذلك الشخص من نظراته يعشقها ..  

قاطع صمتهم ذلك و الأفكار التي كانت تعصف برأس كل واحد منهم صوت الهاتف الذي أخذ يعلو في أرجاء المكان ..

نهضت فرح بخطوات رزينه ناحيته لترفع الهاتف بيدها قائلا برسميه : 

" السلام عليكم " 

ليأتها صوت ناعم قائلة : 

" لو سمحتي ممكن أكلم عشق .. " 

علقت فرح نظرها على عشق التي كانت ما زالت تأكل بهدوء لتجيبها بهدوء : 

" ثواني وتكون مع حضرتك " 

ثم قامت فرح بحمل الهاتف بين يديها والتوجه ناحية عشق لتهتف لها : 

" في ست بتقول عايزة تكلمك يا عشق " 

رفع الجميع أنظارهم ناحيتها ، للتناول عشق الهاتف قائلة برسمية : 

" أنا عشق ، تفضلي " 

ثواني عصبيه مرت قبل أن تشهق عشق بقوة والدموع تغرق عينيها بقوة وهي تهتف بصوت متقطع : 

" م م ما ماما " 

.........................  !!

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

11

 

أغمضت عينيها وهي تشعر براحة بعض الشيء بعد مكالمتها الأخيرة مع والدتها ، سعادة إرتسمت على ثنايا وجهها الأبيض وهي تتذكر كلمات والدتها التي حاولت فيهما أن تبدو طبيعية لأبعد حد حتى لا تشعر إبنتها بشيء ، ولكن كلما تذكرت والد أيهم ذلك الرجل الطيب الذي انجذبت ناحيته بسرعة رهيبه من مجرد لقاء واحد حتى تشعر بغصه مريرة بحلقها ، ربما كان هذا الشعور بسبب غياب وجود   الأب بحياتها فمنذ أن فتحت عينيها على هذه الدنيا ، أخبرتها والدتها بأن والدها قد مات لتعيش حياة في ظل غياب الأب الذي يعتبر الركيزة الأساسية لوجوده في حياة أبنائه .. 

فتحت عينيها وهي تشعر بوجود شخصا ما يجلس أمامها على السرير لتقابل عيني فرح التي هتفت لها بمرح :

" الله الله ، باين عليكي فرحانة جدا بعد ما كلمتي مامتك " 

منحتها ابتسامة هادئة قائلة :

" متتخيليش يا فوفو ماما كانت وحشاني قد ايه ، دي الحاجة الوحيدة إلي فضلالي بالدنيا دي " 

أدمعت عيني فرح وهي تتذكر والدتها الحنونة لتهمس لها بألم : 

" ربنا يباركلك فيها ويجمعك فيها عن قريب " 

نظرت لها عشق قائلة بتأثر : 

" ويخليكي ليا يا فرح وربنا يعوضك خير " 

*****************************

بعد أن اطمئنت على ابنتها أقفلت الهاتف وهي تشعر بأنها ولدت من جديد بعد أن تأكدت أن ابنتها بين يدي أختها الحنونه التي احتوتها كأنها والدتها ..

نهضت من مكانها بخطوات عادية لتقف أمام مرأتها تعدل من شعرها قليلا ، ليظهر خلفها ذلك الذي أخذ يطالعها بنظرات خبيثه قائلا : 

" إزيك يا حبيبتي " 

شهقت بخفه وهي تطالع من مرأتها ، لتدير رأسها ناحيته تهتف بتلعثم :

" انت جيت امتا يا عمار ؟ " 

رفع يده اليمنى يمسك بخصله من شعرها الأشقر يقربها منه قائلا بخبث أكبر : 

" جيت من زماااان " 

ابتلعت ريقها بتوتر لتهتف بتلعثم : 

"  كويس " 

سار بخطوات بطيئة ناحية السرير ليجلس عليه وهو يضع قدما فوق الأخرى ليهتف بجمود :  

" عشق فين يا صفاء ؟ " 

أغمضت عينيها بخوف ، في حين أخذ يطالعها بنظرات جادة ليهتف : 

" عشق عند اختك صفيه مش كده ؟ " 

نظرت له بخوف قائلة : 

" معرفش عشق فين " 

قالت كلماتها تلك ولم تجد بديلا سوا الهروب من الغرفة تلك التي بدأت تكتم على أنفاسها بقوة ، في حين أخذ ينظر ناحية الباب نظرات حارقة ليهتف لنفسه : 

" وأخيرا يا عشق !! وأخيرا هشوفك !! بس شوية وقت وهتكوني بين أيدي .. " 

***************************** 

جلست السيدة صفية على سجادة الصلاة الخاصة بها بعد أن أنهت صلاة العشاء وهي تدعو ربها بأن يكون الذي تفكر فيه حقيقيا ، بعد أن اكتشفت   حقيقة ستغير حياة عشق وتحميها من زوج والدتها ذلك اللعين الذي علمت من شقيقتها نواياه تجاه عشق بعد المكالمة التي أجرتها معها بعد أن تحدثت مع عشق 

لتتحدثان خفيه عن الجميع ... 

فلاش بااااااك

بعد أن أنهت عشق المكالمة مع والدتها وكانت على وشك قفل الهاتف ، التقطته من يدها السيدة صفيه بلهفه قائلة : 

" استني يا عشق ، انا عايزة أكلم صفاء " 


اومأت لها عشق بتفهم ، في حين وضعت السماعه على اذنها وهي تهتف بشوق وتتوجه ناحية المطبخ :

" إزيك يا صفاء يا حبيبتي ؟ عامله ايه ؟ " 

هتفت صفاء بشوق أكبر : 

" أهلا يا صفيه ، وحشاني اوووووي " 

تحدثت صفيه بجديه : 

" صفاء ، جلال هنا يا صفاء " 

شهقت صفاء بصدمه قائلة : 

" ايه إلي بتقوليه ده يا صفيه ؟ وعشق ؟ " 

هتفت السيدة صفيه بجديه أكبر : 

" متخافيش محدش عرف حاجه ، بس انتي خبيتي عن بنتك ليه يا صفاء " 

أخذت صفاء تبكي بمرار في حين بدأت السيدة صفيه تحاول تهدأتها لتهتف لها : 

" اهدي يا صفاء وقوليلي انتي خليتي عشق تسيبك وتيجي هنا ليه ؟ " 

تحدثت صفاء من بين شهقاتها : 

" جوزي عمار الواطي عايزها يا صفيه ، وأنا عايزة أحميها منه ، كنت هاجي معاها بس الواطي ده ماسك عليا سندات وشيكات " 

تمتمت صفيه قائلة : 

" متخافيش عليها ، هحطها بعيني " 

استمرت المكالمة لبعض الوقت ومن ثم قفلت صفيه الهاتف وهي تتنهد خارجة من المطبخ تطالع جلال وعشق بنظرات متحسره .. !! 

نهاية الفلاش باااك 

نزلت دموعها بقوة وهي تتذكر حال شقيقتها ذلك لتهتف بنفسها : 

" أنا لازم أقول لأدم ... " 

***************************** 

خرج من سيارته وهو يصفع الباب خلفه بقوة ليسير بخطوات بطيئه وهو يضع يديه في   جيوب بنطاله ، في حين زفر الأخر وهو يخرج من مقعده متوجها ناحية صديقه الذي يبدو بصراع خاص بينه وبين نفسه .. 

وقف أمام البحر مغمضا عينيه يستنشق نسمات الهواء العليله بتعب ، هتف له صديقه وهو ينظر إليه بقوة بكلمة زلزلت كيانه بأكمله قائلا : 

" بتحبها يا أدم مش كده ؟ " 

فتح عينيه على وسعهما بصدمة وهو ينظر له بقوة ليتابع أيهم كلامه قائلا :

" ده انت بتعشقها  يا صاحبي ، وبلاش تكابر على نفسك يا آدم ، انت من حقك تحب وتعيش حياتك " 

في حين بقي هو جامدا مكانه فقط يستمع بكلمات أيهم بتركيز شديد ، وقلبه ذلك قد أكد على كلام أيهم ولكن عقله الأحمق يرفض ليهتف بجديه : 

" البنات ملهمش أمان يا صاحبي " 

هز أيهم رأسه برفض قائلا : 

" غلطان ، مش معنى وحدة شيطانه قلبت حياتك تكون كل البنات زيها ، وبعدين  عشق دي إنسانة مفيش زيها دي شفافه ورقيقه اوووي " 

حدجه آدم بنظرات ناريه ، ليبتسم أيهم قائلا : 

" شفت دي الغيرة واضحه على وشك يا آدم ، ده انت كنت هتقتلني يوم بصيتلها نظرة بريئة عندكم بالبيت ، نصيحه يا آدم انت بتحبها وحبك ده باين للكل صارحها بحبك .. " 

تنهد أدم قائلا : 

" أيوه بحبها يا أيهم ومش عارف ده حصل امتا ، ده من أول يوم جت فيه البيت زلزلت كياني ، بس بس انت شايف حصلها ايه بسببي يا أيهم ، ده البنت مش قادرة تمشي على رجلها بسبب غبائي وشكي المجنون " 

نظر أيهم له بقوة قائلا : 

" انت تقدر تخليها تحبك يا أدم ، بس خف عليها شوية يا صاحبي ، عصبيتك دي  خلتها تخاف منك وانا لاحظت ده " 

زفر أدم وهو يوجه نظره ناحية البحر قائلا : 

" ده الحب طلع صعب اوووي يا أيهم .. " 

وضع أيهم يده على كتف صديقه قائلا : 

" الحب مش صعب يا أدم ، إحنا تصرفاتنا المجنونه بتخليه صعب ، شوية حنيه منك يا آدم هتكسب البنت فيها .. " 

اومأ له أدم بتفهم .. ليتابع نظرات الشاردة لموجات البحر التي أخذت تتلاطم بقوة ، لتتفاعل مع موجات قلبه التي أصبحت في أعلى نسبة خفقان لها ... 

*************************** 

جلس السيد جلال أمام شاشة التلفاز بعينين شاردتين وهو يفكر في تلك الفتاة التي انجذب لها بسرعة رهيبة !! فتاة في مثل سنها الصغير جعلت   خفقات قلبه التي غابت منذ زمن بعيد أن تعود للخفقان من جديد ، خفقات استثنائية من نوعها دغدغت كيانه بأكمله لتجعله يفكر بها بقوة .. تفكير من نوع أخر .. 

تنهد بقلة حيلة وهو يتذكر نظرات السيدة صفية له والتي كانت نظرات اختلطت بالخوف والتحذير من أن يكشف اي شيء يريده بها من قبل ، هو أحترم قرارها ذلك حتى يفهم منها هي شخصيا ماذا يحدث ... 

همس لنفسه  بحيره : 

" بس البنت دي مين ؟ ومين أمها إلي كلمتها ؟ وعايشه عند صفيه ليه ؟ ... " 

أسئلة كثيرة اختلطت بعقله ليتنهد بتعب وهو يستمع بصوت أذان الفجر يعلو في المنطقة ، لينهض بخطوات رزينة ملبيا دعوة الرحمن ... !! 

**************************** 

صباح يوم جديد مليء بالمفاجأت 

كان أدم قد خرج بصحبة شقيقه أحمد إلى الشركة الخاصة بهم ، في حين خرجت السيدة   صفيه لمقابلة أحدهم !! ولم يتبقى بالقصر سوا عشق بصحبة فرح وبعض الخادمات .. 

سارت عشق بكرسيها المتحرك تجره بهدوء وهي تبحث بأرجاء القصر عن صديقتها التي لم تستمع لندأتها المتكررة .. 

هتفت عشق لنفسها : 

" هي فرح راحت فين ؟ " 

تقدمت أكثر ناحية المطبخ لترى ألسنة اللهب تتصاعد بكل مكان في المطبخ ، شهقت بقوة وبدأت بالسعال الشديد وهي تصرخ بصوت مرتفع : 

" فرح فررررح انتي جوا ؟ فرررح ردي عليا يا حبيبتي .. " 

ولكن دون إجابة ، دق قلبها بعنف شديد لترى كرسيها يتحرك وأحدهم يقوم بجرها بقوة !! لفت رأسها لتحد إحدى الخادمات ويبدو عليها الهلع الشديد قائلة : 

" مينفعش تدخلي يا هانم المطبخ بيحترق !! " 

صرخت فيها عشق وقد بدأت تنحب بقوة قائلة : 

" فرح فييييييين ؟ وبقية الناس الشغاليين هنا فييين " 

أجابتها الخادمة وهي تسير بها مبتعدة عن أدراج النيران : 

" شكلها شكلها فضلت بالمطبخ .. و و كل الخادمات طلعو برا على الحديقة ، وأنا جيت أشوف حضرتك يا هانم " 

شهقت بقوة أكبر لتدفع الخادمة بقوة مبعدتها عن طريقها ، لتعود وتتقدم بكرسيها ناحية الداخل ...........................


                    الفصل الثانى عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>