رواية عشق الادم
الفصل السابع والعشرون والثامن والعشرون
بقلم ماري حلمي
لا يدري كيف تمكن من الوصول أمام البيت بسيارته التي تضررت كثيرا بسبب قيادته المجنونه التي كانت ستؤدي بحياته أيضا ، ولكن اي
حياة سيفكر بها الآن وحياته ونفسه وقلبه بخطر لا محاله .. صفق الباب خلفه بقوة
وهو يخرج كالثور الهائج مستعدا للإنقضاض على فريسته التي ربما كانت بالداخل الأن
وربما لا ... كان مظهره يوحي بأنه خارج من حلبة مصارعة شديدة بشعره الذي شده بقوة
عندما سمع بخبر وجود عمار بالقرب منهم .. دخل المنزل ليجده ساكنا بهدوء مخيف ،
سار بخطوات أشبه بالركض ناحية غرفة نومه ليجدها على تلك الحالة أمامها
قبض قلبه بشدة كبيرة وهو يتجه ناحيتها بخطوات أشبه بالركض عندما وجدها تجلس على إحدى المقاعد الخشبية مقيدة بسلاسل من حديد
وفمها أيضا مكمم ، تحركت بهستيرية ويبدو أنها تحذره من شيء ما ولكن الأوان كان قد
فات كثيرا فلقد تلقى ضربة على مؤخرة رأسه جعله يسقط خائر القوى يغمص عينيه بألم ويبدو بأنه قد فقد وعيه .. !!
أخذت تتحرك بهستيرية أكبر وهي تراه يسقك أمامها دموعها امتزجت بألام قلبها وهي
تحاول القفز عن ذلك الكرسي ولكن تلك السلاسل اللعينه قد منعتها من الحركة ..
حدجته بنظرات قاتلة وهي تراه يتقدم ناحيتها بنظرات خبيثه ليهتف لها وهو يضع تلك العصا التي ضرب بها أدم بدون رحمه جانبا ليقول :
" ممممم ايه رأيك بقى بقدراتي الخارقة ، ده من ضربة وحده بس وقع يا عيني عليه .. "
أنهى كلماته وهو يضحك بجنون ليكمل قائلا :
" ده انتي كنتي متجوزه واحد ضعيف يا حبيبتي "
أخذت تتحرك أكثر على ذلك الكرسي تحاول النهوض والإطمئنان على حبيبها الذي إفترش الأرض بجسده
هتف لها وهو يتقدم منها يمسكها من أسدالها قائلا بغل :
" بس ليفوق هيشوف مني أيام سودا اووي علشان يعرف تاني مرة يقرب لحاجة مش لييه "
خارت قواها وهي تحاول النهوض ، ولكن كيف ستنهض وهي مكبله بتلك السلاسل الحديدية التي شلت أطرافها عن الحركة ...
مرت ساعات أخرى وهي ما زالت تحدق فيه وهو لا يتحرك أبدا ، نزف قلبها بشدة قبل يديها من شدة الحركة التي قامت بها لتخلص يداها ولكن كل
محاولاتها بائت بالفشل الذريع ..
همهمت من خلف لاصقة فمها بشدة وهي تراه بدأ بالتحرك وفتح عينيه ، بدأ يضغط
على مؤخرة رأسه بألم شديد وهو يحاول النهوض من مكانه ، سمع تلك الهمهمات بصعوبة بسبب الألم الذي يخترق ثنايا رأسه الآن .. وجه نظره ليراها
تحدق به بقوة وألم ووجهها مغطى بالدموع وكأنها شلالات غزيرة ..
ضغط على قدميه يحاول الوقوف بصعوبة شديدة لينجح بالنهاية وهو يصل أمام الكرسي
التي كانت تجلس عليه ليتمكن من خلع تلك الاصقه عن وجهها برقة خالفت قسوة الموقف ..
هتفت وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة :
" ا أدم ا انت ك كويس ط طمني عليك ي حبيبي "
في تلك اللحظة فقط نسي ألام رأسه وكأنها غير موجودة بتاتا وهو يستمع لكلماتها الملهوفه عليه
وضع رأسه على قدميها بتعب ليهتف لها :
" أنا بكون كويس يوم تكوني انتي بخير يا روحي "
سمع تصفيقات ذلك اللعين الذي دخل ورأى ذلك المشهد أمامه ليهتف لهم بسخريه :
" اووووو ايه الرومانسيه دي ؟ بس أوعدكم إني هقتل الحب ده بينكم .. "
ثم تابع سيره ناحية الداخل وهو يحمل سلاحه قائلا بغل :
" عارف يا حضرة الرومانسي ، انا كان فييا أخد عشق وأهرب بيها وعمرك ما هتلاقيها ، بس قولت لا الأول أقتلك قدام عينيها علشان أحرق قلبها
عليك وبعدها هاخدها وأسافر فيها وتكون مراتي انا وبس ... "
نهض أدم يقف أمامه بثبات غير عابىء بألامه ليهتف له بقوة وغضب :
" انت شكلك جنيت على نفسك يا عمار الكلب ، انا هقولك مين آدم دلوقتي ، هعلمك ازااي تتجرأ وتمد ايدك على مراتي وحبيبتي .. "
صدحت ضحكاته بالغرفة بجنون وهو يستمع لتلك الكلمات ، كتم ضحكاته بغل وهو يرفع سلاحه بوجه آدم الذي بقي يقف بثبات من غير أن يرف له جفن ..
هتف أدم بثبات قائلا :
" انت واحد جبان بتتخبى وراء سلاحك ، لو كنت راجل كنت واجهني من غيره "
أجابه بغل قائلا :
" هوريك الجبان ده هيعمل فيك ايه .. "
وبسرعة تحرك من مكانه يقطع خطواته تجاه تلك التي كانت تجلس مكانها بتعب وخوف وهي تستمع لتلك الكلمات .. وجه سلاحه ناحية رأسها بقوة ليهتف بضحك جنوني :
" ايه رأيك أقتلها وأقتلك وبعدين أقتل نفسي .. "
خفق قلبه بشدة وهو يرى لون حبيبته قد سلب من وجهها بخوف شديد هتف لها مهدئا :
" متخافيش يا عشق طول ما انا فييا نفس واحد بس مش هيجرالك حاجة لو اضطريت إني أموت
وأنقذك ... "
حركت رأسها بهستيريا قائلة ببكاء :
" لا لا يا أدم انا من غيرك مش هعيش "
تقدم ناحيتها بحذر قائلا :
" هنقذك لو هموت نفسي " !!
لحظات وانقلبت الأمور بسرعة عندما إنقض آدم على ذلك الوغد يكيل له ضربه أفقدته توازنه وجعلته يسقط على الأرض بقوة ، ليسقط السلاح من يده
أيضا ، شهقت عشق بهلع وهي ترى أدم يتحول لوحش كاسر من جديد وهو يكل الضربات القاضية على كل جزء من جسد ذلك الذي إرتخى جسده مستسلما ..
صاحت بهلع قائله :
" آدم ، كفايه هيموت في ايدك ، متخليش واحد زيه يحرمني منك يا حبيبي ، سيبه خلاص .. "
ولكنه كان كالأعمى لا يرى أمامه سوا أن يفتك به بقوة ، صاحت من جديد بصوت اخترق أذانه بقوة قائله :
" خلااااااااااص كفاااااايه علشان خاطري .. "
أدر وجهه ناحيتها يرى حاله الذرع التي كانت عليها لينهض عن الأرض أخيرا وهو يخرج من جيوب عمار مفاتيح السلاسل التي كانت تقيدها ليتجه ناحيتها
بسرعة يفك وثاقها أخيرا ، تألمت كثيرا وهي ترى يداها قد إحمرتا من شدة قوة السلاسل ..
أمسكها بيدها يساعدها على النهوض وهو يخرج من جيبه هاتفه المحمول ليتصل على
صديقه الضابط يخبره بمكان عمار ، سرعان ما أنهى الأتصال وهو يهتف لها بحنيه قائلا :
" كنت مستعد اموت ولا يحصلك حاجة يا عشقي "
بكت كما لم تبكي من قبل وهي تلف يديها بصعوبه حول عنقه تستشعر الطمأنينة بجانبه لتهتف له بحب :
" أنا كمان كنت هموت لو حصلك حاجه .. "
حملها بين يديه وهو يخرج من تلك الغرفة راغبا بالوصول ناحية باب البيت ولكن كان للقدر رأي أخر
صدحت رصاصه بالمكان جعلت آدم يتسنى مكانه من الصدمه ، في حين أدرات عشق
وجهها ناحية الصوت لتنصدم من عمار الذي كان يقف خلفهم ليهدر بصوت غاضب :
" نزل البنت ولف وجهك هنا يا آدم وإلا الرصاصة الثانية مش هتكون بالجو ، لا هتكون براسها "
*********************************
في قصر الزهرواي
قبض قلبها بقوة وهي تجلس بجانب شقيقتها يتبادلان أطراف الحديث لتهتف ببعض الخوف :
" ربنا يستر ، انا قلبي مش مطمن على عشق "
هتفت السيدة صفاء بجديه :
" وحدي الله كده ، هي كويسه مع جوزها "
تناولت هاتفها تطلب رقم ابنتها ولكن دون إجابة
وكذلك الحال كان بشأن هاتف ادم ...
نهضت من مكانها بخوف كبير :
" أكيد حصلهم حاجه اكيد .. "
*********************************
أنزلها آدم أرضا حتى تقف على قدميها ، فهو ليس بموقف يسمح له باللعب بحياة حبيبته .. !!
تقدم عمار ناحيتهم وهو يسير بصعوبة كبيرة نتيجة الضربات التي تلقاها من آدم قبل قليل ، وجه السلاح أمام صدر آدم مباشرة ليهتف بحقد :
" تشاهد على روحك يا ... باشا .. "
هنا أحست بروحها ستخرج منها لا محاله ، وقلبها أصبحت ضرباته جنونيه وهي ترى من عشقه كيانها بأكمله بينه وبين الموت خيط واحد فقط ،
لم تشعر بنفسها إلا وهي تقف أمامه بسرعة جنونيه تحميه بجسدها بنفس الوقت التي انطلقت منه تلك الرصاصة الغادرة لتستقر أسفل قلبها مباشرة
، تجمد مكانه وشلت حركته وهو يراها تسقط أرضا ببطىء ليلتقطها قبل أن ترتطم بالأرضية الخشبية الصلبه
في تلك الأثناء دخلت حشود الشرطة لتجد ذلك المشهد !! وعمار يقف يطالع الدماء التي تتدفق منها بذعر !! ليقبض أفراد الشرطة عليه ..
في حين كان الوضع سييء للغاية عند أدم الذي أخذ
يهزها بهستيريا جنونية ويصرخ بها قائلا :
" ليه عملتي كده ؟ لييييه ؟ هعيش ازاااي دلوقتي وروحي هتروح مني ، متموتيش قووومي ... "
وكأنه كان يحدث نفسه فلم تستجب لأي نداء من ندأته تلك وكأنها جماد لا يتحرك ..
تقدم منه صديقه الضابط قائلا بمواساة :
" مينفعش كده يا آدم ، لازم ننقلها المستشفى بأسرع وقت "
هتف بنظرات ميته وهو يحملها بين يديه وقطرات دمائها تتساقط بقوة على الأرضية مشكلة خيطا طويلا من الدم :
" لو ماتت عشق مش هيكفيني قتل الواطي
ده بيدي "
قال كلماته تلك وهو يخرج من البيت يتجه ناحية سيارته بعد أن قام أحد أفراد الشرطة بفتح الباب الخلفي له ، وضعها برقه ليضع قلبه يحتضن قلبها
ثم أغلق الباب ودار بجنون ناحية مقعد القيادة ليقوم بتشغيلها ومن ثم ينطلق بسرعة
شديدة الى أقرب مستشفى في طريقه ، سار يطالع الطريق أمامه تاره ويطالعها من مرأة السيارة الأمامية تاره أخرى وهو يهتف لها بألم أن تنهض ولكن دون إجابة تذكر !!
بالنسبة لذلك المجرم فقد ركب إحدى سيارات الشرطة ولكن لسوء حظه وحظهم فقد إنزلقت السيارة بسبب المنحدات الخطيرة بالطريق لتستقر
أسفل الوادي وبعد بلحظات سمع صوت إنفجار ناتج عن انفجار محرك السيارة معلنا عن
وفاة كل من كان داخلها ، وإنتهاء حياة شخص لم يضع الله أمام عينيه ، ليموت موته صعبه ، فكيف سيقابل وجه ربه الآن ؟ .. كيف ؟ ..............................
28
🌹🌹🌹🌹🌹🌹
( ماذا لو كانت الدموع التي تتساقط من لؤلؤتينا ليست عبارة عن قطرات مالحه شفافه !! ماذا لو كانت عبارة عن قطرات حمراء !! ماذا لو كانت
دماء !! ماذا لو اقتلع ذلك الذي يخفق بجنون على يسارنا !! ماذا لو إنعدمت المشاعر
والأحاسيس في ليله ظلماء قاسيه !! ليلة سلبت وريد أحدهم تاركة خلفها نزيف لا يمكن إيقافه !! ) ...
أخيرا تساقطت دموعه على وجنتيه بغزارة !! معلنه للعالم بأن بكاء الرجل صعب .. وصعب للغاية .. بل هو كخنجر ينحر صاحبه ببطء .. وكما قيل ( حينما يبكي الرجال إعلم أن المصاب كبير ) وكيف لا وهو يرى من عشقها حد النخاع تموت أمامه في هذه اللحظة العصبيه التي مرت عليه كأنها سنوات قبل أن يصف سيارته أمام إحدى المستشفيات القريبة ، خرج وقدماها على وشك الأنهيار من هول الفاجعه !! فتح الباب الخلفي حيث كانت تركد لا حول لها ولا قوة
التقطها بيديه القويتين بنعومه بالغه حتى لا تتحرك الرصاصة الآن .. سار بها بمشهد جعل كل من كان بالمكان ان يلتف حولهم مواسيا ..وداعيا لتلك الحورية التي تنزف بشدة في هذه اللحظات .. !!
أخرج صرخه هزت أركان المكان وهو على وشك السقوط لا محاله بعقله قبل جسده قائلا :
" حد يساعدني .. ساعدوهاااا ... "
أنهى كلماته بصوت متحشرج ليلتف حوله الأطباء بسرعة وبعض الممرضيين اللذين التقطوها منه بحذر على ذلك السرير المتحرك ليسرعو بها ناحية الداخل تاركين خلفهم ذلك اللذي جلس على أرضية المشفى يطالع أثرها بضياع ...
مرت عدة دقائق حينما وجد إحدى الأطباء يتجه ناحيته على عجله لينهض من مكانه بقلب مفطور
هتف الطبيب بجديه بالغه :
" حضرتك أدم؟ "
دق قلبه بعنف وهو ينتظر كلام الطبيب قائلا بخوف :
" أيوه انا ، خير ؟ عشق كويسه صح "
أجابه الطبيب بسرعة :
" المريضة صحيت يا استاذ وعايزة تشوفك حالا ، ورافضة تدخل العمليات قبل ما تشوف حضرتك "
لم يجد نفسه إلا وهو يسير بإتجاه غرفتها وقلبه يسبقه إليها ، دخل ليجد إحدى الممرضات تحاول وقف النزيف .. تقدم بخطوات سريعه هاتفا بجديه وقلب مفطور :
" عشق ، انتي هتعيشي تمام ؟ ودلوقتي هيدخلوكي العمليات يا حبيبتي "
هزت رأسها بصعوبة بالغه وهي تلتقط أنفاسه بشدة ودموعها كانت تغطي وجهها لتهتف بضعف :
" ح حبيبي اسمعني ك كو يس ، الله اعلم اذا هخرج من العملية ولا لا ، آدم أنا بحبك اوووي اوووي ، علشان كده عايزاك تجبلي ماما وبابا على هنا أبوس ايدك جيبهم قبل أدخل العملية و وكمان عيزاك تجيب المأذون كمان .. دي أمنيتي الأخيرة !!! "
*********************************
خرج هائمة على وجهه يسابق الزمن حتى يتمكن من إحضار ما طلبته قبل أن تسوء حالتها أكثر كما حذره الطبيب ، التقط هاتفه بسرعة وهو يطلب رقم أيهم الذي أجاب بمرح :
" ايه ده ؟ العريس بنفسه بيتصل ؟ اكيد في حاجه "
هدر آدم بصوت جامد قائلا :
" اسمعني يا أيهم كويس ، مفيش معانا وقت إلا نص ساعة بس ، هتجيب خالتي و عمي جلال على مستشفى **** وكمان جيب المأذون .."
ثم أكمل بصوت أشبه بالبكاء :
" بسرعة يا ايهم ، عشق بتموووووت "
أغلق أيهم الهاتف وهو على وشك الأنهيار من تلك الأخبار !! شقيقته في حاله حرجه الآن ، نزلت دموعه بقوة وهو يتجه خارج المنزل غير عابىء بنداءات زوجته فرح !!
*********************************
جلس يمسك يدها بقوة وهو يراها تصارع وتصارع حتى تبقى على قيد الحياة لوقت وصول والديها
أغلق عينيه بألم على حالها ذلك ، كيف ستكون حياته لو غابت عنها .. اللعنه أي حياة تلك سيعيشها بدونها حتما سيلحقعا ... حتما !!
دخل الطبيب المسؤل وهو يلقي عليهما نظرة أسف ليهتف قائلا :
" آدم باشا ، الوقت بمر ووضع المريضة صار بخطر أكبر .."
تنهد أدم وهو ينهض من مكانه متجها ناحية الطبيب ليهتف له برجاء :
" معلش يا دكتور ، بس لازم نستنى دي دي .. أمنيتها ... "
أنهى كلماته وهو يبتلع غصه مريرة جعلت الكلمات تتحشرج بداخله ..
لحظات ووجد كل العائلة تدخل وفي مقدمتهم صفاء و جلال اللذين كانو بحاله يرثى لها .. تقدمت صفاء بهستيرية وهي ترى ابنتها بهذه الحالة لتمسك بيدها قائله ببكاء :
" عشق ، بنتي ، حبيبتي ، متسيبيناش وتروحي "
بينما وقف السيد جلال يطالع الموقف وهو لا يصدق نفسه أبدا .. أمسك قلبه بألم يعافر حتى لا يسقط الآن .. بينما فتحت هي عينيها بضعف وهي ترى كل أفراد العائلة هنا وينظرون لها بألم .. هتفت بضعف وهي تشير لوالدها أن يتقدم قائله ببكاء :
" بابا حبيبي عايزة أطلب منك طلب ؟ "
نزلت دموعه بقوة وهو يجلس على الطرف الأخر بجانبها قائلا :
" اطلبي روحي "
هتفت بحزم ممزوج بألمها :
" عيزاك تتجوز ماما من أول وجديد ، عايزة اموت وانا بينكم ، بين بابا وماما مع بعض ، عايزة اموت وانتو مع بعضكم .. "
كلماتها تلك جعلت دموع كل من كان بالمكان تنزل بقوة ، في حين هتف أدم اللذي أمسك نفسه عن السقوط بتلك اللحظات :
" عمي مفيش وقت عشق لازم تدخل العمليات بعد ربع ساعة .. "
وجه جلال نظره لصفاء التي كانت بحاله يرثى لها ليهتف بجديه :
" موافق طبعا "
*********************************
أخيرا تم إدخالها لداخل غرفة العمليات بعد أن تم ما تمنته وطلبته ، دخلت مبتسمة رغم ألامها ولكن فرحتها بوالديها معا قد أنستها ذلك الألم .. دخلت بعد أن تبادلت مع حبيبها نظرات الحب والعشق التي ربما ستكون النظرات الأخيرة لهما معا .. !!
دخلت بعد أن خلعت قلبها من مكانه تمنحه لحبيبها ليحافظ عليه ويبقيه بجانب قلبه مهما حدث !!
كانت اللحظات تلك عصيبه للغاية وخاصة على السيد جلال اللذي كان يجلس على إحدى المقاعد بتعب شديد وهو يحتضن زوجته التي كانت تمسك
كتاب الله تقرأ بتضرع أن ينجي الله فلذة كبدها ..
بالنسبة لأيهم فقد جلس على أرضية المكان الباردة يعلق أنظاره على تلك الغرفة ودموعه تتسابق بغزارة للسقوط وهو يتذكر كلماتها الأخيرة له قبل أن تدخل قائله :
" كان نفسي أفضل موجودة معاك أكثر ، أحس بإحساس الأخوة الصادق إلي نحرمت منه بحياتي
عارف يا أيهم ، كان نفسي أتخانق مع آدم وأجيلك أعيط بحضنك وانت تاخدلي حقي منه ، كان نفسي نلعب مع بعض زي ما حلمت وانا صغيرة بأخ كبير يلعب معايا ... "
تساقط دموعه بشدة وهو يدعو الله أن يخرجها سالمه لتحقق امنياتها تلك ... !!
بالنسبة لذلك العاشق المجروح اكتفى بالجلوس أمام الغرفة مباشرة وهو يطالع الباب بقوة مستعدا إخراجها بأي لحظة ، كم تخيلها وهي تخرج وتركض ناحيته وهو يحملها ويدور بها بسعادة وهي بدورها تطلق الضحكات العالية ..
بقي ثابتا بمكانه ينتظر اي خبر عنها بأي لحظة ..
وصلت السيدة صفيه وهي تمسك بيد جاسر الصغير بعد أن بقيت بجانبه قليلا حتى يستيقظ من نومه ..
توجهت ناحية شقيقتها وهي تهتف ببكاء :
" انا واثقة ان عشق هتكون كويسه جدا ، متخافيش يا صفاء ... "
اومأت صفاء برأسها بضعف .. في حين ركض جاسر بإتجاه والده يحتضنه بقوة قائلا بطفوليه :
" بابا ، هو عشق مالها يا بابا "
إحتضنه آدم بقوة وكم وجد في هذا الحضن حاجه له وقوة .. قوة جعلته يهتف قائلا :
" عشق هتكون كويسه يا جاسر ، هتخف وتخرج تلعب معاك ، هتخف وتجبلك أخ صغير .. "
اومأ جاسر برأسه بطفوليه وهو يمسح بعض قطرات الدموع التي شاهدها تنزل من عيني والده ليهتف له قائلا :
" متعيطش يا بابا ، عشق بتحبك وهترجعلك .. "
احتضنه آدم بشدة وهو يأمن على كلامه الطفولي ذلك ...
بداخل غرفة العمليات ...
كانت تستلقي على سريرها بإستسلام بين أيدي الأطباء التي كانت حالتهم صعبة للغاية وهم يحاولون إنقاذها ، في حين كانت هي تتمسك بتلك السلسلة التي تنحدر من رقبتها على صدرها .. تمسكها بقوة عجز الأطباء عن نزع يدها عنها .. وكأن روحها الأن بحاجة لروحه معها !!
هتف إحدى الأطباء بسرعة :
" جهاز الصدمات بسرعة ..."
أومأت إحدى الممرضات وهي تقربه منه بحذر ، ليبدأ بعمل للصدمات الكهربائية بعد عن توقف القلب عن الخفقان ....
********************************
كان التوتر سيد الموقف عندما خرج إحدى الأطباء منكس الرأس لا يدري ماذا سيقول الآن وهو يرى تجمهر أفراد العائلة حوله ..
هتف أدم بحذر :
" عشق كويسه ؟ "
رفع الطبيب رأسه ناحيته بألم ليهتف :
" للأسف القلب توقف ................................ "
