رواية عشق الادم الفصل العشرون20والحادي والعشرون21بقلم ماري حلمي


 رواية عشق الادم 

الفصل العشرون والحادي والعشرون

بقلم ماري حلمي


وجه الجميع أنظارهم عليهما ، في حين أخفضت هي رأسها بخجل من نفسها قائلة : 

" دلوقتي جه الوقت المناسب إنك تعرف الحقيقة يا جلال ...!!! " 

طالعها بنظرات سخريه يرغم قلبه اللعين على عدم تصديق ولا حتى حرف واحد مما ستتفوه به الأن ، في حين جلست عشق بجانبه وهي تهمس له برجاء : 

" خلينا نسمعها يا بابا علشان خاطري .. " 

ابتسم لأبنته بخفه قائلا : 

" حاضر علشانك بس " 

إبتسمت له بسعادة بدورها ، تنحنحت صفاء وهي تطالع الجميع بقوة قائلة : 

" عارف يا جلال احنا دلوقتي بعاد عن بعض بسبب مين ؟ تحب أقولك او هتنصدم دلوقتي ، أخوك جابر السيوفي ... !! " 

كادت عينيه أن تخرج من مكانهما من الصدمه ، في حين هتف أدم مكملا : 

" للأسف ده الصح يا عمي ، أخوك جابر هدد خالتي صفاء من 23 سنه تقريبا بأنها لو مبعدتش عنك هيقتلك ويقتل الولد إلي كان ببطنها ، هو كان عارف كل تحركاتها وتحركاتك ومراقبكم كويس ، طلب منها تطلب الطلاق مقابل حياتك تكون بخير ، كمان طلب منها تاخد إلي ببطنها وتبعد عنك  ... !! " 

شهقت عشق بقوة وهي تستمع لتلك الصدمات في حين قبض أيهم يده بقوة يتوعد لذلك الذي يدعى عمه والذي كان سببا في تعاسة والده كل تلك السنين ..

هتف السيد جلال بصدمه : 

" وده كله علشان ايه ؟ " 

ابتسمت صفاء بسخريه قائلة : 

" علشان الورث يبقى ليه لوحده ، هددني لو مبعدتش هيقتلك ويقتل عشق ، انا وقتها   خفت ورفضت أقولك حاجة علشان متتهورش وتودي نفسك بداهيه بسببه ، قولتلك بحب واحد تاني وخنتك وانا بكدب علشان أحميك .. " 

أنهت كلماتها تلك وهي تبكي بقوة ، لتكمل بعدها قائلة : 

" بس يا ريتني قولتلك وقتها ياااريت ولا شفت الواطي إلي اسمه عمار ده ، انا تجوزته علشان تعبت من المسؤلية إلي شيلاها على كتفي لوحدي ، عشق كانت بالجامعة ومصاريفها كتير وهو وضعه كان كويس وعرض عليا يساعدني بمصاريفها ، مع انه كان أصغر مني بس انا وافقت  .. " 

نهضت عشق من مكانها ترمي نفسها بين أحضان والدتها تخفف عنها ضغطها ذلك ، في  حين بقي السيد جلال صامتا يفكر بذلك الذي يدعى أخيه والذي قلب حياته رأسها على عقب بسبب الورث،  قبض يديه بشدة قائلا : 

" جابر لازم يتعاقب " 

هتف له أدم بطمئنينه : 

اطمن يا عمي أخوك جابر دلوقتي في السجن ، ده طبعا بعد ما اكتشفت انه باعت حد يتجسسله في القصر هنا وكان ناوي يقتلني بالفرح بكرا !! بس انا قدرت أعرف بطريقتي والناس إلي زرعتهم عنده وكمان اكتشفت انه متاجر بشحنة ممنوعات كبيرة ودي لوحدها هتخليه يعفن بالسجن " 

شهقت عشق بجزع وهي تنهض من مكانها باتجاهه قائله : 

" انت كويس ؟ كان هيقتلك ازاااي ؟ " 

ابتسم أدم لها بحنيه قائلا : 

" متخافيش يا حبيبتي ، انا آدم وصاحي بكل حاجة   !! " 

في حين بكت صفاء كما لم تبكي من قبل على حياتها التي ضاعت بسبب شخص انتهازي مجرم ، فرق بينها وبين زوجها بالقوة ... 

هتفت السيدة صفيه مخففه الأجواء تلك : 

" بكرا عندنا فرح يا جماعة بلاش النكد ده والعياط والحمد لله ربنا اخد حقكم منه .. " 

إبتسمت لها شقيقتها بضعف ، في حين نظر أيهم لوالده وهو يطالع حبيبته بهيام ، ليتنهد بحزن على حال والده ذلك ...


نهض أحمد من مكانه هاتفا بمرح : 

" يلا يا جماعة كل واحد على اوضته ، بكرا يوم طويل .. " 

ابتسم الجميع على كلماته تلك ، لينهض كل شخص بإتجاه غرفته ، في حين أصر السيد جلال ان تأتي عشق وتقضي الليلة الأخيرة لها في بيت والدها وبين أحضانه ، انزعج أدم من ذلك ولكنه لم يكن يملك حق الأعتراض الان ، فغدا ستكون له !! 

ولكن ماذا سيخبىء يوم الغد لهذين القلبيين !! 

********************************** 

توسط نهار اليوم التالي معلنا عن بداية يوم جديد يحمل مفاجاة ستقلب حياة " أدم " بشكل كبير !! 

وصلت فرح برفقة صفاء والسيدة صفيه إلى بيت السيد جلال الذي كان قد التزم غرفته حتى يسمح للفتيات بالتجهيز للحفل ، بدأت عاملات التجميل بتزيين فرح بالبداية بناء على طلب عشق ، ثم تلاها دورها أيضا ، وما بين لمسات وإضافات برزت العروستين كأنهما شمعة منيرة في ليلة ظلماء 

نهضت عشق من مقعدها وهي تنظر لنفسها بالمرأة بسعادة بعد أن رأت نفسها بثوب الزفاف الجميل الذي كان يتدلى على جسدها بإنسيابيه جميلة تناسقت مع قوامها المموشوق ، لمسات المكياج الهادئة التي أبرزت جمال عينيها التي صبغتهما بالكحل العربي وأحمر الشفاه الذي جعلها تبدو كقطعة فراولة شهيه كذلك حجابها الأبيض الذي كان متناشقا مع بشرتها البيضاء وكأنهما قطعة واحدة تكمل الاخرى من شدة بياضها ، طرحتها الطويلة التي كانت تكمل هيئتها الجميلة .. 

إحتضنتها والدتها من الخلف بحنان وهي تهتف : 

" تبارك الخالق ، وأخيرا شفتك عروسه يا روح ماما "

ابتسمت لها عشق بسعادة قائلة : 

" عقبال ما شوفك عروسة مع بابا " 

اصطبغ وجهها بالحمره الخفيفه في حين ضحكت السيدة صفيه على كلمات عشق تلك لتهتف : 

" قريب هيحصل ده انا متأكدة !! " 

في حين جلست فرح تستمع لكلماتهما تلك بسعادة وهي تمسك بين يديها أطراف فستانها الأبيض بسعادة ...

طرقات على باب الغرفة جعلتهما تستعدان ، ليدخل السيد جلال ويبدو عليه البكاء حينما رأى ابنته بفستان زفافها ليمسك يدها قائلا بحب : 

" مبروك يا حبيبة بابا ، العريس وصل " 

قبلته على خده برقه لتهتف : 

" هتنزلني لعريسي يا بابا وترجع تيجي تنزل فرح لعربسها كمان " 

اومأ لها والدها قائلا : 

" كنت هعمل كده من غير ما تقولي " 

في حين أدمعت عيني فرح لذلك .. 

******************************** 

وقف يقطع الصاله ذهابا وايابا وهو ينتظر هبوطها بأي لحظة وقلبه يرقص فرحا لتلك اللحظة التي ستجمعهما معا تحت سقف واحد !! رفع نظره ليراها تنزل بجانب والدها تطالعه بنظرات حب وهيام وهو بادلها تلك النظرات بأخرى .. عاشقه !! 

تمت إجراءات كتب الكتاب بسعادة لينهض يهمس بأذانها بعشق : 

" بحبك يا فرحة حياتي وكل دنيتي " 

إحمرت بشرتها خجلا وهي تجيبه : 

" مبروك عليا وعليك " 

هتف أحمد مقاطعا : 

" يلا يخويا خد مراتك واسبقنا على القصر قبل ما المدعويين يوصلو " 


اومأ ادم وهو لا يزال ينظر بعينيها الساحرتين بشدة وبلحظة كان يحملها بين يديه بخفه متوجها بها ناحية السيارة منطلقا بها ناحية القصر حيث حفل الزفاف هناك .. !! 

ليتبعهم أيهم برفقة فرح التي تجلس بجانبه بسعادة وخجل .. ليتبعهم أحمد بسيارته برفقة والدته ، تاركين صفاء تركب برفقة جلال وهي تكاد تموت خجلا من هذا الموقف .. !! 

********************************** 

تعالت أنغام الموسيقى الصاخبه لحظة وصول آدم بعروسه الجميلة التي تسابق رجال الصحافة لإلتقاط الصور لتلك الحورية التي خطفت قلب ( أدم الزهراوي ) ، تأبطت ذراعه بقوة وهم يدخلون بين المدعوين الذين وقفو على الجانبين يصقفون بسعادة لهم ، في حين علق أدم نظراته على زوجته الخجولة التي كانت تطالع المدعويين بخجل شديد ، ليستقرا بأخر الممر على المكان المخصص لجلوسيهما ، ليتبعهم أيهم وفرح بنفس الحال .. 

وقف يطالع المدعويين وهو يبحث بعينيه عنها بلهفه حتى وجدها تقف بالخلف تطالع المدعويين بخجل لأنها لا تعرف أحد هنا ، عدل من ربطة عنقه  بغرور ، ليتجه ناحيتها يطالعها بنظرات عاشقه قائلا وهو يقف أمامها مباشرة : 

" ايه الجمال ده كله يا نور ؟ الصراحة معرفتكيش " 

ابتسمت بخجل على كلماته تلك ولم تعقب ، تنحنح بخفه قائلا : 

" والدتك كويسه ؟ " 

هتفت بصوت خجول مختصر : 

" الحمدلله "

تنحنح مجددا قائلا : 

" طيب الحفلة عاجبتك ؟ " 

طالعته بخجل أكبر قائلة : 

" ماشاء الله تجنن وأدم باشا وعشق لايقين لبعض كتير ، وكمان أيهم باشا وفرح " 

تنحنح للمرة التي لا يعرفها عددها وهو يجدها تختصر بالكلام معه وقد بدأ عليها الخجل الشديد ليهتف لها بجنون : 

" طيب بحبك وبموت فيكي ايه رأيك ؟ " 

أوقعت ذلك الكوب الزجاجي من يدها بيدين ترتعشان بشدة وهي تطالعه بصدمه ممزوجة بالخجل الشديد لتجيبه ببلاهه : 

" هااااا " 

ابتسم بشدة قائلا بغرور : 

" هو انا كده بنحب بسرعة عارف عارف " 

اصطبغ وجهها بالحمرة الشديد لتبتعد من أمامه بسرعة بقدمين ضعيفتين من هول الصدمه ..

ليتبعها بنظراته  حتى اختفت من أمامه بين المدعويين ليهمس ببلاهه : 

" يخرب بيت الحب إلي بيذل .. " 

كانت فقرات الزفاف تتم كما هو مخطط لها وأفضل ما بين نظرات العشق بين العروسيين ، والهمسات الرومانسية بينهما ، لتمر ساعات الزفاف بسرعة تلتها مغادرة كل المدعويين والصحافة ، ليأخذ أيهم زوجته فرح برفقة والده إلى بيتهما ، بعد عناق طويل بينها وبين عشق التي بدأت بالبكاء وهي ترى والدها سيرحل حتى لو مؤقتا ، في حين همس لها آدم بحب : 

" متعيطيش يا حبيبتي ، هعمل كل إلي هقدر عليه علشان أجمعهم مع بعض تاني " 

ابتسمت له بسعادة لتهمس له :

" ربنا يخليك ليا يا قلبي " 

كان على وشك حملها بين يديها ليطير بها الى الجناح الخاص بهما في القصر ، لتدخل في هذه اللحظات سيدة في العقد الثالث من عمرها وهي تمسك بين يديها طفل صغير  !! 

همس آدم بصدمه شلت أطرافه : 

" مش ممكن ... ع عبير ........................!! "

🌹🌹🌹🌹🌹

21

 

شهقت السيدة صفيه بجزع وهي تضع يديها على فمها من هول من ترى أمامها !! تلك الحيه كما تسميها التي قلبت حياتها ابنها رأسها على عقب منذ أن دخلت هذا القصر ، كم لامت نفسها كثيرا لأنها كانت سببا في معاناة ابنها مع تلك المرأة الخبيثه بسبب حثها له على الزواج حتى ترى أحفادها ووأولاده قبل موته كما كانت تظن ، ولكن حياته تحولت لجحيم برفقة تلك ( العقربه السامه ) كما أسمتها مرارا وتكرارا ، قلبت حياته لينتهي بهم المطاف الى تطليقها ورميها بالشارع ، هي تعرف أن آدم لم يحب تلك اللعينه يوما ولا حتى قليلا ، تعرف بأنه عندما طلقها وأخرجها من حياته عاد أدم القديم ولكنه تلك جعلت تأثير كبير على حياته بالنسبة للفتيات والنساء التي كرههن كثيرا بسببها .. تعرف ان آدم لم يعرف الحب بحياته ابدا إلا منذ قدوم عشق تلك الفتاة التي جعلت منه آدم جديد بمشاعر جديدة ونظرة جديدة للحياة ... !! 

هتفت عشق وهي تطالعها بنظرات غير مفهومه موجهه حديثها لآدم الذي كان يقف مكانه جامدا : 

" مين دي يا آدم ؟ " 

طالعها بنظرات قوية ليهتف بصرامه : 

" اطلعي على فوق يا عشق ومتسأليش أسئلة ملهاش داعي دلوقتي !! " 

أومأت عشق برأسها بدون فهم وهي تجده على هذه الحالة التي يبدو بأنه عاد أدم البارد القاسي من جديد لتدير جسدها وهي ترفع أطراف فستانها تتوجه ناحية الأعلى بخطوات بطيئه لتتصنم مكانها عندما سمعت تلك المرأة تهتف بصوت ناعم بعض الشيء : 

" أنا بكون عبير ... طليقته !! " 

أدرت عشق رأسها بقوة تطالعها بنظرات مصدومه لتوجه نظرها بينها وبين آدم الذي أغمض عينيه في تلك اللحظات ويقبض يده بشدة محاولا إمساك نفسه من الفتك بها الان .. 

سارت عشق بخطوات بطيئة ناحية آدم وهي تهتف بنظرات صادمه : 

" دي بتقول ايه يا آدم ؟ " 

كان على وشك الرد عليها حينما وجد عبير ترد بقسوة وهي تقترب منها قائله بتشفي : 

" بقول الصح يا مزه ، ده انا عبير كنت مراته ي حبيبتي ، بس للأسف مستمريناش مع بعض ، وده الولد بكون إبنه .. " 

تصنم كل من في المكان بصدمه بعد تلك الكلمات التي خرجت منها ، في حين زجر أدم بغضب قائلا : 

" انتي وحده كدابه جايه هنا علشان تخربي الفرح عليا و ...." 

قطع كلماته الأخيرة وهو يرى ذلك الطفل الصغير يقترب ناحيته بسرعة ليلتصق محاوطا يديه الصغيرتين بأقادمه قائلا بطفوليه : 

" بابي ، وحشتني كتير يا بابي " 

انتفض جسده بقوة شديدة وهو يشعر بلمسات ذلك الطفل البريء على جسده بقوة ، في حين بدأت عشق تبكي بجنون بعد تلك الكذبة الكبيرة التي اكتشفتها بزوجها للتو ، كذبة جعلت قلبها يهوي بين أضلاعها وهي ترى ذلك الطفل الصغير يحتضن والده ببراءة ... 

هتف أدم بجمود لتلك التي تقف تطالعه بنظرات مترقبه : 

" مين الولد ده يا عبير ؟ " 

نظرت له بقوة قائلة : 

" ده جاسر .. ابنك وابني يا آدم !! " 


عند تلك اللحظة بدأت عشق تنحب بقوة لتركض وهي تحمل أطراف فستانها ناحية الأعلى غير قادرة على سماع المزيد من تلك الحقائق التي جعلتها تنصدم بأكثر إنسان أحبته بحياته .. !! 

في حين انقض أدم على عبير التي قلبت ليلته إلى ليلة سوداء يشدد على عنقها بقوة ليحمر وجهها بشدة وهي تصارع لعدم الإختناق في تلك اللحظات ..

شهقت السيدة صفيه بصدمه ، في حين انطلق أحمد بسرعة البرق يبعد شقيقه عنها بقوة حتى لا يقع في مصيبه هو في غننى عنها ..

هتف أدم وهو يلتقط أنفاسه الاهثه بقوة وعينيه على وشك إحراقها وجسدها الذي ينتفض بقوة ، صارخا بصوت في أنحاء القصر : 

" كدااااابه ، انا مليش أولاد منك يا حيه ، اطلعي من حياااتي ، خدي الولد ده واطلعي ... !! " 

بدأت تلتقط أنفاسها بقوة شديدة ، في حين ركض الطفل الشديد ناحية والدته يبكي بصوت مرتفع وهو يهتف بطفوليه : 

" خلينا نروح من هنا يا ماما ، ده بابا كله وحش اوووي " 

جلست والدته على أرضيه القصر تلتقط أنفاسها من جديد ، لتتقدم منها إحدى الخادمات تناولها كوبا من الماء بطلب من السيدة صفيه لتهتف : 

" أدم انا بموت ، ربنا انتقم ليكي مني يا آدم " 

ثم وجهت نظرها ناحية السيدة صفيه قائلة : 

" صفيه هانم لو سمحتي خدي جاسر من هنا مش عيزاه يسمع إلي هقولو !! " 

اومأت لها بتفهم حتى تخفف من حدة التوتر لتمسك بيد الصغير متوجها ناحية غرفتها في الأعلى ..

في حين بقي آدم يقف مكانه ونفسه يعلو ويهبط بقوة وهو لا زال لا يصدق كيف انقلبت حياته من جديد .. 

لتبدأ عبير حديثها قائلة وهي تبكي بهستيريه : 

" ربنا يمهل ولا يهمل يا آدم ، ربنا انتقم مني ، انا دلوقتي معايا سرطان بالدم !! هموت خلال كم يوم ده إلي قالوه الدكاترة ، انا دمرت حياتك وفضحتك وقولت عليك مش راجل وغيره وغيره ، خبيت عليك انتي كنت حامل بس طلقتني ، كنت ناويه أربي أبني على كرهك ، بس مقدرتش علشان كنت عارفة هييجي يوم وجاسر يعرف الصح ، كنت بخليه  يشوف صورك كل يوم وكل دقيقه وفهمته إنك مسافر وهترجع في يوم .. سامحني يا أدم .. " 

ابتسم بسخريه على كلامها قائلا : 

" وانا ايه يثبتلي انه ده ملعوب منك !!  " 

هزت رأسها بهستيرية قائلة : 

" تقدر تروح تسأل الدكتور إلي بعالجني وتتأكد ، وبالنسبة لجاسر ده ابنك يا آدم وعلشان تتأكد بزيادة في تحليل DNA تقدر تعملو وتتأكد من ده ... " 

اقترب منها بخطوات حذره ليحني جذعه ناحيتها قائلا : 

" انتي عملتي ده كله فيا ليه ؟ ايه كان هدفك ؟ " 


أغمضت عينيها بألم دفين لتهمس : 

" جابر السيوفي !! أغراني بالفلوس علشان أعمل كده وأشوه صورتك بين الصحافة علشان إمبراطوريات الزهرواي إلي بتنافسو تسقط وتنهار وهو يستلم السوق كله .. " 

أخذ يشتم بأبشع الألفاظ عليها وعلى ذلك الرجل الذي لم يكن أحد يعرف عنه شيئا وما هي نيته ..

نهضت من مكانها بتعب وهي تتجه ناحية الباب قائلة : 

" خلي بالك من جاسر ، خليه يسامحني ، مش عيزاه يكون معايا ويشوفني وأنا بموت " 

أنهت كلماتها تلك وهي تخرج مطأطاة الرأس ، ذليله تحصد ثمار شرها وجشعها ، تنتظر وعد الله لها !! 

خرجت تاركه خلفها أدم يطالع أمامه بشرود غير مصدق حتى اللحظة ما قالته ، هتف له أحمد بمواساة : 

" أعمل التحليل واتأكد يا أدم علشان متظلمش الولد ده معاك .. " 

أومأ له أدم برأسه بضياع ليتوجه ناحية تلك الطاولة الصغيرة التي يضع عليها مفاتيح سيارته ويخرج خارج القصر ، تاركا خلفه زوجة نسي مشاعرها التي تحطمت .. 

***********************************

كانت الساعة قد تجاوزت الثانية صباحا عندما فتحت عينيها بضعف وهي تنهض عن أرضية الغرفة بتعب واضح وما زالت ترتدي فستانها الأبيض الذي اصطبغ ببعض قطرات الدماء السوداء التي اختلطت مع كحل عينيها ، وقفت على قدميها وهي تشعر بأنها على وشك فقد توازنها لتحرك عينيها بضعف في أرجاء الغرفة تبحث بعينيها عنه ، فلربما عاد ونام على السرير كما ظنت ! ولكن خاب ظنها وبدأت بالبكاء من جديد ، الغبي تركها وحيدة بليلة زواجهما وغادر غير مكترث بكرامتها التي ضاعت ، كانت تود أن يلحقها ويبرر لها سبب إخفاء الحقيقة عليها ، كانت سترضى من كلمة واحدة لو فعلها ، ولكنه لم يفعلها ، تركها تنام أولى لياليهما على أرضية الغرفة الصلبة ، تحركت بخطوات بطيئة وهي تجر أذيال خيبتها قبل أذيال فستانها ناحية الخزانة تلتقط إحدى مناماتها لتتجه ناحية الحمام تغلقه خلفها بضعف .. 

مرت عدة دقائق قبل أن تخرج ترتدي منامتها الوردية وشعرها الأحمر المبتل يتدلى على جانبي وجهها بشكل جعلها جذابة حتى في حالتها تلك ..

جلست على سريرها تتنهد بألم بعد أن جفت دموعها ولم يتبقى هناك المزيد للسقوط .. !! 

لحظات وشاهدته يدخل بحاله يرثى لها بشعره المشعث وقميصه المفتوح للمنتصف لتظهر عضلات صدره بوضوح ، أدارت وجهها الناحية الأخرى وهي تشهق بألم ، تقدم ناحيتها بخطوات بطيئه ليرمي نفسه على جهة السرير الأخرى ، فقد بقي يدور بسيارته في شوارع المدينة حتى خارت قواه وعاد ليجدها على تلك الحاله التي أدمت قلبه بشدة ..

مد يديه يسحبها ناحيته لتلتصق به بشدة ، بينما اكتفت هي بالبكاء بصمت ولم تقاومه ، قربها لصدره أكثر حتى بدأت تستمع لطرقات قلبه المجنونه .. 

همس لها وهو يستنشق عبير شعرها المغري : 

" أنا تعبان يا عشق ، افضلي بحضني ومعايا ، انا مش هتحمل انك تسيبيني وتمشي " 

أخذت تبكي بصمت وهي تستمع لصوته الضعيف الذي لم تسمعها كذلك في حياتها ، في حين تابع هو قائلا وهو يشدد من احتضانها اكثر :

" مش هسمحلك تبعدي عني ، انا عايش على 

حبك " 

أغمضت عينيها وهي تشعر بالدفىء يتسلل لثنايا قلبها وهي بجانبه ، في حين بقي هو يستمتع بأنفاسها التي تلامس صدره بنعومه .. 

مر الوقت واستغرق الإثنين في نوم عميق ، حيث اكتفت عشق بالصمت ولم تعقب على كلامه لأنه حالته تلك منعتها ، نامت وقلبها يرقص فرحا من قربها بجانبه ، ليهل صباح يوم جديد على ذلك العروسين اللذين قلبت ليلتهما ليلة دموع وألم ..


               الفصل الثانى والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>