أخر الاخبار

رواية عشق رحيم الفصل الخامس والعشرون والسادس والعشرون بقلم ايمي نور

روايةعشق رحيم

الفصل الخامس والعشرون والسادس والعشرون



وقفت سارة تراقب رحيم يعطي لمن حوله الوصايا العشر ليهتموا بفتاته المدللة تشعر بالنيران تتأجج بداخلها فمنذ رؤيتها له نازلا الدرج حاملا تلك الفتاة بين ذراعيه كأنها كنزه الثمين و هي تتمني غرز اسنانها في عنقها تسحب منها الروح ضاربة بعرض الحائط كلمات والدتها اليها قبل مغادرتها صباحا عائدة الي منزلهم لظرف طارئ بمحاولة ضبط النفس وعدم الانسياق وراء مخططات جمال لكنها لم تعد تحتمل رؤيتهم معا بتلك الطريقة لم تعد تحتمل دلاله لها امام الجميع وهو من كان دائما متحكمآ في عواطفه معها رافضا اظهارها علي الملأ ها هو يظهر كمراهق صغير واقعا في الحب لاول مرة .لم تعد تحتمل فكرة ان من الممكن ان تكون تلك الفتاة ام لطفل رحيم لتنتزع مكانتها الي الابد في هذا القصر وهذة العائلة وقلب رحيم نهائيا انتفض بداخلها رافضا لتلك الفكرة فلا و الف لا لن احتمل بعدا الان يجب ان تنتصر حتي ولو تحالفت مع الشيطان لذا يجب ان تتحدث الي جمال لينهي هذا اللعبة سريعا فهي قد بدات تشعر انه قد بدء يلعب لصالحه هو وحده مبعدا ايها عما ينتويه فهي لن تنتظر دقيقة اخري لتتخلص من هذا الحمل وليحدث ما يحدث وقتها

افاقت من افكارها علي تحرك رحيم مغادرا لتسرع باللحاق به تناديه امام الموجودين ليتوقف ناظرا اليها لتذهب اليه تتدلل في خطواتها باتجاهه تقف امامه تلتصق به غير مراعية لعيون من حولهم المراقبة لهم قائلة بدلال تعبث اناملها بياقة قميصه

=مش انت مشافر القاهرة

هز رحيم راسه بالايجاب شاعرا بالضيق من تصرفها ذلك يراها تستأنف حديثها بصوت مائع

= طيب ممكن اجي معاك انت عارف ان ماما سافرت علشان بابا تعب فجأة فممكن تاخدني معاك اطمن عليه ونرجع سوا

هز رحيم راسه رافضا فهو يعلم جيدا ان عمه بخير ولا يوجد شكئ مما قالته قد حدث

= معلش ياسارة مش هقدر انا متاخر فعلا خليها يوم تاني ولو مستعجلة تقدري تاخدي السواق يوصلك

اهتزت ملامح وجهها بحدة من رفضه لكنها لم تظهر له هذا لتقف علي روؤس اصابعها تطبع قبلة مفاجئة فوق خده ليبتعد رحيم عنها سريعا قاطعا تلك القبلة بعنف لتنحنح سارة تتصنع السرور

= لا يا قلبي مش مشكلة هبقي اطمن عليه بالتليفون ولما تفضي نبقي نروح سوا

نظر رحيم الي ساعته بعبوس قائلا: =اعملي اللي يريحك يا سارة انا همشي دلوقت لاني اتاخرت جدا ثم ذهب في اتجاه حور الجالسة فوق اريكة غرفة المعيشة تراقب ما حدث بعينين تشتعل غيرة لم تستطع السيطرة عليها ليراها رحيم علي هذة الحالة ليجلس علي عقيبيه امامها هامسا بحنان

= عوزك تاخدي بالك من نفسك كويس واستنيني لما ارجع اوعي تنامي مهما اتاخرت اتفقنا

هزت حور راسها بالايجاب قائلة بنفس الهمس

= اتفقنا بس علشان خطري خلي بالك من نفسك

ابتسم رحيم بسرور قائلا ليتلمس وجنتيها برقة عند ملاحظته لقلقها الفعلي عليه قائلا محاولا طمئنتها = متقلقيش عليا خلي بالك من نفسك بس

ثم نهض واقفا مودعا الجميع :

= يلا سلام زمان حمزة وصل وانا لسه هنا متحركتش من مكاني ليتحرك مغادرا تصحبه والدته بالدعوات ليغادرا معا الحجرة ليسود الصمت طويلا بعد مغادرته تجلس حور وندي متجاورين بينما سارة تجلس فوق مقعدها تهز رجايها بعصبية حتي قطعت الصمت تحدث حور بحدة

=مكنش ليه لزوم التنطيط من مكان لمكان وكنت خليكي في اوضتك احسن

نظرت حور اليها يرتسم الهدؤء فوق ملامحها لتستانف سارة حديثها تحاول هز هدوءها هذا قائلة

= عشان ميحصلش حاجة تاني وتخلي كل اللي في البيت يلف حولين نفسه علشان خطرك

شهقت ندي بصدمة من طريقة حديثها الخالية من الذوق وهمت بالرد عليها لكنها وجدت حور تعدل في جلستها تنظر اليها قائلة بثقة

= منقلقيش نفسك ياسارة رحيم موافق علي نزولي لهنا وانتي شوفتي ده بنفسك وياستي لو حصلي حاجة تاني متبقيش تتعبي نفسك بالقلق عليا

صدرت عن ندي ضحكة مكتومة حاولت اخفاءها لتدير سارة انظارها بينهم بغيظ لتدارك نفسها سريعا قائلة بخبث

= تنا ميهمنيش اللي يحصلك انا كل الحكاية اني لحظت رحيم بدء يضايق من دلعك وانتي كل شوية ترعبيه من الخوف والقلق علي اللي في بطنك

استمرت حور علي هدوئها تدرك محاولتها لمضايقتها قائلة بلطف

= اعتقد رحيم قادر يتكلم بنفسه و يقول لو ده فعلا بيضايقه ومش محتاج حد يتكلم بلسانه ولا ايه يا سارة

هذة المرة لم تستطع ندي كتمان ضحكتها لتخرج منها بصوت صاخب جعل احمرار الغيظ يتصاعد فوق وجه سارة التي اخذت تفتح فمها وتغلق عدة مرات محاولة الكلام والرد علي حور لتفشل لتدق الارض بقدميها غيظا توجه نظرتها السامه اليهم قبل ان تغادر الغرفة كالعاصفة لتنفجر ندي بالضحك تحاول الحديث بصعوبة

= يخرب عقلك يا حور اول مرة اشوفك بتتكلمي كده

نظرت اليها حور بوجه جاد قائلة

=يمكن لاني زهقت من كتر سكوتي اللي دايما بتفهمه علي انه ضعف وخوف

رتبت ندي علي يدها قائلة بجدية هي الاخري

=عارفة يا حور انك استحملتي كتير بس احيانا السكوت ادام العقول اللي زي سارة يكون هو الحل الصح

هزت حور راسها موافقة علي كلامها تتنهد قائلة

= عارفة يا ندي بس خلاص مبقتش قادرة استحمل كل الضغوط دي عليا كل حاجة متلغبطة ومبقتش فاهمة ايه الصح وايه الغلط

نظرت اليها ندي بتساؤل قائلة

= كلامك مش مطمني يا حور في حاجة حصلت رحيم زعلك في حاجة

ضحكت حور ساخرة قائلة بمرارة

= رحيم .. ياريت كل الناس تبقي زي رحيم في معاملته معايا انا عمري ما حد اهتم بيا ولا كان حنين عليا زي رحيم معايا

همت ندي بسؤالها من جديد ليقاطعها دخول جمال بخطواته الصامتة لتنظر اليه بدهشة تسأله = جمال! انت مش مع رحيم وحمزة هز جمال راسه ببطء يوجه انظاره باهتمام فوق حور الجالسة تنظر امامها بجمود قائلا : لا المشوار بتاعهم ده مليش فيه مشاغلي هنا اهم

هزت ندي كتفيها بعدم اهتمام ليتجه يجلس فوق كرسي مقابل لهم سألا حور الجالسة بتصلب بلؤم

= عاملة ايه النهاردة يا مدام حور يا تري صحتك احسن دلوقت

اجابته حور بجمود

= الحمد لله

جمال واضعا قدما فوق الاخري قائلا بنفس لهجته

= ابقي خدي بالك من نفسك كويس محدش عارف ايه ممكن يحصل لا قدر الله وخصوصا انك لسه في اول الحمل

رفعت حور راسها اليه بحدة تراه يبتسم ابتسامته الصفراء ليرتجف قلبها من مغزي كلماته لها لتنهض واقفة سريعا قائلة بعصبية

= ندي انا طالعة اوضتي حاسة اني تعبانة شوية

نهضت ندي هي الاخري قائلة بقلق =يبقي ياحور متطلعيش السلم دلوقت استريحي هنا وبعدين ابقي اطلعي براحتك امسكتها من كتفيها تجلسها مرة اخري لتحاول حور الاعتراض لكنها لم تستمع اليها تلتفت الي جنال قائلة

= معلش يا جمال خليك معها لحد ما اروح اقول للشغالة تجهز لها حاجة تاكلها وهرجع علي طول

وخرجت سريعا دون ان تستمع الي اعتراضات حور الاقرب الي الهستريا حتي يأست تماما تخفض راسها بوجه شاحب ليسرع جمال قائلا بلهجة مقتضبة فور خروج ندي

= انا هدخل في الموضوع علي طول من غير لف ودوران فكرتي في كلامنا اللي قبل كده

استمرت حور تخفض راسها ترفض النظر اليه في محاولة منها لتجاهل كلامه لتحتد لهجته عليها قائلا = متفكريش لما تعملي نفسك مش سمعاني اني هستسلم كده يا حور

رفعت حور حور راسها اليه قائلة بحدة واحتقار

=ومين قالك اني هتجاهلك او هتجاهل اي حاجة هتعملها معايا بعد كده انا هحكي لرحيم علي كل حاجة اول لما يوصل علي طول

دوت ضحكة جمال الصاخبة قائلا والشماتة تملا عينيه

= ده لو وصل اصلا.....

شحبت حور قائلة بذعر

= قصدك ايه بكلامك

هز كتفيه بال مبالاة

= اصلك متاكدة اوي من رجوعه ايه يا حور مسمعتيش عن تدبير القدر انا شخصيا بؤمن بيها جدا

هزت حور راسها بعدم تصديق وذهول قائلة

=انت عملت ايه في رحيم ؟؟

وضع جمال يده فوق صدره قائلا باستغراب زائف

= انا؟ وانا هعمل ايه انا قاعد معاكي هنا اهو مروحتش في حتة من الصبح لتتغير ملامحه فجأه متوقفا عن تمثيل البراءة تشتعل عينيه بوحشية =اسمعيني كويس لان خلاص وقت لعبنا سوا انتهي انا لسه ليا هنا يومين كمان وهشي في خلال اليومين دول تكوني طالبة الطلاق منه ليه وازاي هسيبك انتي تقوليله اللي يريحك و زي ماقدرت اوصل لرحيم النهاردة اقدر اوصله تاني المره دي كانت قرصة ودن المرة الجاية هتكون قصف رقبة فاهمة يا حور هانم

جلست حور مكانها تشعر بانسحاب الهواء من حولها يسيطر الجمود والصدمة علي جميع انحاء جسدها لتراه يقترب منها يستمر في حديثه قائلا ببرود

= لما تطلعي اوضتك شوفي دولابك سيبلك فيه هدية صغيرة تعرفك اني ليا الف طريقة وطريقة اقدر اوصل ليكي بها وده بمساعدة اقرب الناس ليكي اللي اشتريتهم زي ما اقدر اشتري اي غيرهم لو ده هيوصلني ليكي اسيبك بقي تفكري كويس وتتخيلي انا قادر اعمل ايه ليضحك ساخرا في ولي العهد

ليصمت قائلا بحدة

= وكمان ابوه واحمدي ربنا اني سبتهم لحد النهاردة عايشين

ثم استدار مغادرا الغرفة دون اضافة كلمة اخري تاركا ايها يسيطر الجمود عليها يستولي علي تفكيرها فكرة واحدة رحيم في خطر ويجب ان تذهب اليه حالا هبت سريعا تجري في اتجاه الباب لتصطدم بندي التي وقفت منذهلة من حالتها تلك تراها تصرخ بهستريا اخذت ندي تحاول تهدئتها في محاولة ان تفهم منها ما تقولها لاتفهم منها شئ سوي كلمة رحيم ويجب ان اذهب اليه لتاتي الحاجة وداد وسارة علي اصواتهم ليسود الهرج بينهم محاولين جميعا تهدئتها لتهتف سارة بعصبية

= بطلي يا بت انتي دلع وفهمينا ايه اللي حصل ورحيم ايه الي عاوزة تروحيله هي رحلة

التفت اليها وداد تنهرها صارحة بها =سارة اسكتي خالص دلوقت خلينا نفهم منها في ايه

ثم وجهت حديثها الي ندي تسالها بعصبية

= في ايه يا ندي ايه اللي حصل

ارتبكت ندي قائة بحيرة

= مش عارفة يا ماما والله انا سيبتها مع جمال ورحت اجهز لها الاكل رجعت لقيتها في الحالة دي

شحبت سارة لينسحب الون من وجهها قائلة بخوف

= بتقولي سبتيها مع جمال هزت ندي راسها بالايجاب لتسرع سارة تمسك حور تهزها بعنف

= انطقي هو قالك ايه عن رحيم خلاكي كده انطقي يا بت انتي

شدت وداد حور المصدومة من بين ذراعيها تصرخ في سارة

= انتي اتجننتي يا سارة بتعملي فيها كده ليه ابعدي عنها سبيها في حالها دلوقت

ضمتها اليها بحنان ترتب علي شعرها تحاول تهدئتها ليسود جو من التوتر الغرفة حتي تصاعد رنين احد الهواتف لتسرع ندي تنظر الي هاتفها بلهفة قائلة

= ده حمزة ولتفتح الاتصال تتحدث اليه وبعد عدة كلمان صرخت

=انت بتقول ايه يا حمزة وده حصل امتي ؟

ليلتف الجميع حولها في محاولة لاستفهام منها لتستمر في الحديث لثواني اخري تغلق بعدها الهاتف بوجه شاحب بشدة ليهتف بها الجميع في صوت واحد

= حصل ايه يا ندي اتكلمي طمنينا ابتلعت ندي لعابها بصعوبة تقاوم الرغبة في البكاء قائلة بصوت باهت =رحيم....عمل حادثة واتنقل المستشفي

...........

❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

👇26👇


= يعني ايه ميخلونيش اروح معاهم انا لازم اطمن عليه ياندي

قالت حور هذة الكلمات الي ندي الجالسة تتابعها تتحرك في ارجاء الغرفة باكية بحرقة لاتدري ماذا تقول لها فهي معها كل الحق في غضبها بعد رفض سارة الشديد اخذها معهم الي المشفي ولم تكن والدته في حالة جيدة لتدخل في جدال معها لتستطيع اقايفها ليحدث ما امرت به سارة وها هي حور مستمر في البكاء لدرجة الانهيار لاتستطيع فعل شئ لها سوي الاتصال بحمزة من بين الحين والاخر لتطمئن منه علي الاحوال وتطمئنها فقد اخبرها ان الامر قد مر علي خير ولم يصب رحيم سوي ببضع كدمات ولوي في احد زراعيه لذلك رفض رحيم المكوث في المشفي ليلة واحدة وها هما في طريق العودة الي المنزل وقد اوصلت هذة الاخبار الي حور لكنها لم تطمئن تعلم جيداانها لن تهداء حتي تراه امامها

تقدمت منها تاخذها بين ذراعيها محاولة الحديث معها بهدوء

= متقلقيش والله حمزة طمني عليه كل الحكاية انهم مش عاوزين يتعبوكي خصوصا وانك تعبانة اساسا من امبارح

شقهت حور بدموعها قائلة بضعف

= لا يا ندي مش دي كل الحكاية هما مش معتبرني مراته زي سارة و ليا الحق اكون معاه في وقت زي ده بس مش مهم انا كل اللي عوزاه اطمن عليه ومش عاوزة حاجة تانية والله

ضمتها ندي اليها لاتدري ماذا تقول لها تشعر بالغصة تملأها حزنا عليها لكنها حاولت اضفاء المرح علي صوتها

= يا بنتي بطلي عياط انتي مراته غصب عن الكل ام ولاده ان شاء الله كل الحكاية ان الكل اعصابه متوترة من وقت ما سمعنا الخبر وسارة كعادتها حبت تفرض اوامرها فجت فيكي انتي اهدي بس كده انتي مسمعتيش كلام الدكتورة ان الانفعال غلط عليكي

لتاخذها تجلسها فوق الاريكة تنظر الي وجهها الشاحب المتعب تقول

=انا هروح اعملك حاجة تهديكي وان شاء الله كلها دقايق وتلاقي رحيم بنفسه داخل يطمنك

رتبت فوق راسها برفق تغادر الغرفة لتنفجر حور في البكاء خوفا ورعبا عليه فهي السبب فيما حدث له ولن تسامح نفسها ابدا علي ما حدث له وتالمه بسببها

مرت بها الدقائق بطيئة كما لو كانت ايام ولم ياتي رحيم حتي الان ليتاكلها القلق حتي دخلت ندي عليها تلهث قائلة بلهفة

=رحيم وصل يا حور بخير الحمد لله

نهضت حور علي قدميها سريعا تجري باتجاه الخارج لملاقاته والاطمئنان عليه لتتوقف قدميها بصدمة وهي تراه يدخل من باب القصر مستندا علي كتف اخيه وجهه شاحب تغطي وجهه الكدمات واحدي ذراعيه تستند الي صدره معلقة داخل احدي الاحزمة المخصصة لهذا لتشعر بالروح تنسحب منها وهي تراه امامها بهذا الضعف فهي تعودت ان يستند الجميع عليه ليس العكس فلم تشعر بنفسها سوي وهي تجري و تلقي بنفسها فوق صدره تدفن وجهها بعنقه تنتحب بصوت عالي تتقطع له القلوب غافلة عن كل ما حولها سوي انه بين احضانها سالما لينزل رحيم ذراعه عن كتف اخيه يضمها اليه بحنان يهمس لها بضعف

= اهدي يا حبيبتي اهدي انا الحمد لله كويس اهدي ياحور علشان خطري

استمرت حور علي بكاءها تشعر بالذنب لما هو فيه فبسببها هي 

كاد ان يفقد حياته لتضمه اليها بشده ليبعدها عنه رحيم برفق يخفض راسه اليها محاولا تهدئتها مقربا وجهه منها يقوم بمسح دموعها بيده السليمة هامسا

=ملهاش لزوم الدموع دي انا كويس ادامك اهو دي حادثة بسيطة وعدت علي خير ليري وجهها يشحب اكثر عند نطقه لتلك الكلمة ليزفر رحيم متوترا

= لا تعالي نقعد احسن لان شكلك كده هتقعي مني وانا مش قادر اقف حتي علي رجلي تعالي

اخذها رحيم من يدها يتجه بها الي الاريكة الموجودة في البهو ليجلس ويجلسها بجواره يضمها اليه تسند براسها الي كتفيه لتري سارة هذا المشهد امامها تتاكلها الغيرة من اهتمامه المبالغ فيه بتلك الفتاة فهو حتي اثناء تلاقيه العلاج في المشفي كان دائم السؤال عنها قلقا من اجلها رافضا المكوث في المشفي ليلة واحدة خوفا ان يزداد قلقها زفرت سارة بحنق فهي دائما الخسارة امام تلك الفتاة مهما حاولت توريطها في المشاكل فقد ظنت انه بعدم احضارها معهم ان يغضب رحيم منها لعدم خوفها اهتمامها بحالته ولكن حدث العكس فقد ايد تلك الفكرة مرحبا بها قائلا انها قد تصاب بالاعياء لو راته بحالته تلك وجعل كل اهتمامه ان ينتهوا سريعا من اسعافه ليخرج سريعا حتي يطمئنها عليه ااااه كم تتمني خنقها لعل هذا يهدء من نارها ولو قليلا فمنذ دخولها حياتهم وهي اصبحت شغالهم الشاغل حتي جمال الاحمق الذي كان من المفترض ان يجعل منها انتقامه منه رحيم قد سقط هو الاخر اسيرا لسحرها ترا ذلك في عينيه كلما اتت سيرتها لتجعل منه احمقا ليقدم علي محاولته الخرقاء بمحاولة التخلص من رحيم نعم هي تدري انه من فعلها هذا الاحمق الذي لو ظهر امامها الان لمزقت وجهه باظافرها عقابا له فهي عندما تحالفت معه كان من اجل التخلص من تلك الحمقاء وليس بان يجعلها تفقد رحيم الي الابد من اجل تلك الحقيرة التي اصبحت سببا لجميع مصائبها

سمعت سارة وداد تحدث رحيم بلهفة =قوم يا بني اطلع اوضتك ارتاح وغير هدومك ونام كفاية عليك اللي حصلك النهادرة

قال حمزة

= ايوه يا رحيم اطلع ارتاح انت وانا هروح اكلم الشركة يلغوا كل امور النهادرة ثم خرج من الغرفة متوجها الي المكتب ليقوم باتصالاته 

لتسرع ندي فور خروجه تسال رحيم بفضول حاولت كتمانه كثيرا

= هو ايه اللي حصل يارحيم عملت الحادثة دي ازاي

تنهد رحيم وهو مازال يضم حور اليه قائلا بحيرة

= انا نفسي مش عارف ايه اللي حصل الموضوع كله حصل في ثواني عربية ظهرت ليه فجأة قطعت عليا الطريق مش عارف اللي سايق كان سكران ولا سرحان ولا ايه حكايته بالظبط حاولت افديه خرجت انا عن الطريق وحصل اللي حصل

ردت وداد براحة

_الحمد لله يا بني انها جات علي اد كده وربنا ستر يلا قوم اطلع ارتاح عما احضرلك الغدا يلا يا حور اطلعي معاه و ارتاحوا

قفزت سارة علي قدميها قائلة بعنف

= لا رحيم هيطلع معايا انا

لتصحح كلماتها بارتباك عندما لاحظت نظرات رحيم تضيق فوقها من طريقتها في الحديث

= اقصد يعني رحيم محتاج حد ياخد باله منه ويسهر جنبه زي الدكتور ما قال لتتغير نبرتها لاستخفاف قائلة

=حور زي ما كلنا عارفين تعبانة ومحتاجة الرعاية في حالتها دي مش العكس

لاحظ رحيم استخفافها عند حديثها عن حور ولكنه تجاهل الامر قائلا بحزم لا يقبل المناقشة موجها حديثه الي حور =حور اطلعي انتي ارتاحي لتبهت ملامحها ظنا منها انه سوف ينصاع الي حديث سارة التي اخذت تنظر اليها بتشفي ولكن رحيم اكمل حديثه عندما لاحظ نظرات سارة

=وانا هقعد شوية مع حمزة نظبط شوية امور واحصلك علي طول

التفت سارة اليه قائلة بصدمة

= ازاي الي بتقوله ده يا رحيم تجاهل رحيم حديثها موجها كلامه الي والدته =وياريت يا امي الغدا لما يجهز حد يطلعه جناح حور لاني مش هقدر انزل اتغدي معاكم

كادت سارة ان تضرب الارض غيظا بقدميها وهي تري انتصارا اخر يتحقق عليها من تلك الفتاة لكنها حاولت الثبات لا تظهر اي من مشاعرها فهي تؤمن بالمثل القائل ( من يضحك اخيرا يضحك كثيرا )وهي تنوي العمل به

★★**********★★

بعد خروج رحيم الي حمزة تكلمت وداد بعبوس

= انا مش فاهمة شغل ايه اللي ميقدرش يتاجل ده مش كفايه اللي هو فيه

ردت ندي بتفهم

=معلش يا ماما اصل صفقة الارض اللي بينهم وبين جمال خلاص ادمها يومين وتنتهي فلازم يظبطوا كل امورهم قبلها

هزت وداد راسها بتفهم تصمت لثواني لتسال بعدها

= هو جمال فين مختفي من بدري

هزت سارة كتفيها بعدم المعرفة لتقول ندي

=فعلا هو من وقت ما سيبته مع حور قبل ما يوصلنا الخبر وهو مش ظاهر

لتقرر سارة عدم تفويت الفرصة لترمي كلماتها المسمومة كعادتها

= يمكن حور تعرف هو فين بما انها اخر حد كان معاه

كانت حور طوال تلك الجلسة تجلس صامتة غافلة عن كل مايدور حولها لاتريد الاشتراك في حديث دائر ولكن عند سماعها لتلك الكلمات من سارة رفعت راسها اليها باستهجان قائلة بحدة = وهو يهمني في ايه علشان اعرف راح فين وجه منين ليه

هزت سارةكتفيها بعدم مبالاة قائلة انا =بقول يمكن يعني مقصدش حاجة تانية

ارتفع صوت وداد بحدة

=سارة خلصنا من الكلام ده جمال يروح زي ما يروح هنشغل بالنا بيه ليه كفاية اللي احنا فيه

صمتت سارة تلوك شفتيها بحدة وهي تري وداد تلتفت الي حور

=يلا يا بنتي اطلعي اوضتك زي ما جوزك قال وانا هحضر الغدا ليكم

نهضت حور مغادرة الغرفة لتلتفت وداد الي سارة قايلة بغلظة

= انتي ايه يا شيخة لسانك ده ايه مفيش فايدة فيكي ارتبكت سارة من هجوم وداد الشديد عليها قائلة بتلعثم = في ايه يا ماما انا مقصدش حاجة كل الحكاية اني بقول انها اخر حد كان معاه فيمكن تعرف مكانه

جزت وداد علي اسنانها

= برضه مفيش فايدة فيكي ؟ اه لو رحيم سمع كلامك ده ساعتها متلوميش غير نفسك يا سارة

ثم نهضت مغادرة الغرفة بغضب لتهز سارة كتفيها غير مهتمة

=هو انا قلت ايه لكل ده ولا هما مش مستحملين كلمة علي البرنسيسة

زفرت ندي بقلة حيلة تهز راسها بياس لتنهض هي الاخري مغادرة دون كلمة لتزفر سارة بحنق

= انا مش فاضية ليكم دلوقت خليني اشوف سي زفت اللي اختفي فجأة ده بعد ما نيل الدنيا بغباءه اه لو شفتك يا جمال هطلع عليك كل اللي شفته في الساعتين اللي فاتوا دول

             الفصل السابع والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close