رواية عشق مع وقف التنفيذ
الفصل السابع والثامن
بقلم اميرة جمال
"قد لا اكون ماضيك ولا حاضرك ،ولكنى اقسم اننى زرعت بداخلك ما يصعب على الايام محوه"❤
فتحت عينيها ببطئ حتى تعتاد على الاضاءة نهضت بتثاقل ومازال ذلك الالم فى راسها متواجد تطلعت الى المكان لتجده غرفة نوم متوسطة الحجم سرعان ما استعادت تفاصيل ما حدث منذ ساعات وانها كانت على حافة الموت شعرت بخوف تفقدت ملابسها حتى تتاكد انها مازالت بخير
ولكن ما هذا المكان وكيف اتت الى هنا
مشيت على اطراف اصابعها كى لا تصدر اى صوت فتحت باب الحجرة لم تجد احد فوجدت تلك فرصة مناسبة للهرب من ذلك المكان
وصلت الى باب الشقة
ولكن مهلا لا يفتح
حاولت
مرة
واثنين
وثلاثة وايضا لا يفتح
جاء صوت من خلفها انتفضت على اثره
:متحاوليش مقفول بالمفتاح
كان هذا الشخص سوا احمد ممسكا بكوب من القهوة ببرود كأن شئ لم يكن
شهد:انت ...انا افتكرت انت معاهم صح ابوس ايدك خرجنى من هنا انا هنا ليه
احمد:خلاص خلصتى !!!انتى هنا ليه انتى هنا بسبب غبائك
شفتى حاجات مش لازم تشوفيها واحاولت اطلعك من الحوار دا سليمة تقومى تفلتى ايدى وتطلعى تجرى وتقولى مش معاه طيب عاوزة تخرجى اتفضلى بس مش مسؤول عن اللى هيحصلك
تلعثمت فى حديثها وهى تسأله:لي..ليه هو..هو ممكن يحصلى حاجة
رفع احمد حاجبه بتعجب فيبدو انها لم تدرك خطورة الموقف بعد
-لا خالص غاية ما هناك انهم طبعا هيدورو عليكى وانتى وحظك بقي لو كرماء معاكى هيموتوكى على طول لو طماعين ودا وارد برضو هيتسلو بيكى شوية وبعدين يموتوكى
عند هذا الحد لم تعد قدماها تقوى على حملها
سقطت ارضا والدموع تسيل انهارا من عينها :انا ...انا غبية كان لازم اعرف بتعملو ايه يعنى ....انا ه ..همووت دلوقتى وماما ...ماما هتزعل اووى . وأروى ...وبابا مش عارفة مش عارفة ...
اخذت تررد كلام لا علاقة له ببعضه وكأن اعصابها انهارت كليا
اما احمد فصورة ليلا التى لا تفارق خياله تجسدت له فى تلك الفتاة وفى حالة عدم وعى منه جذبها لاحضانه وصدقا هى لم تعارض او لم تكن بحالة تسمح لها بالمعارضة من الاساس اخذ يربت على خصلات شعرها
-متخافيش ..متخافيش ي ليلا مش هسيبهم ياخدوكى مش هسيبهم يبعدوكى عنى
دفعته شهد بعنف من صدره
:ابعد عنى ليلا مين دى انا شهد
احمد:انا اسف مقصدش
بالطبع لم يكن احمد يود ان يرى انهيارها ولكن كان لا بد لا من تعى خطورة الموقف
نهض من على الارض واستعاد حدته قائلا:انا هنا مش خاطفك ولا هأذيكى انا عاوز احميكى من مصير بيقرب منك ملكيش فيه ذنب فلو سمحتى تنفذى اى حاجة اقولك عليها عشان مضطرش استخدم اسلوب تانى معاكى
كفكفت دموعها واستقامت هى الاخرى قائلة :بس انت تاجر سلاح زيهم ايه يخليك تساعدنى مش خايف بعد ما اخرج من هنا ابلغ عنك!!؟
احمد بثقة:لا مش هتبلغى .اللى شايفه قدامى انك اضعف من انك تعملى كدا استدار معطيا اياها ظهره حتى اوقفته:طب ليه بتساعدنى انت مش مضطر
احمد بنبرة تكسوها الحزن:بتفكرينى بواحدة عزيزة عليا...
وتركها تتخبط فى مشاعرها وافكارها ...ترسم صورة لما سيحدث لها قريبا ....
........
فى الفندق
سارت أروى خلف يامن ترتجف من الخوف لم تكن تظن حتى فى اسوأ كوابيسها انها ستعود الى نفس المصير الذى هربت منها صديقتها مسيٌرة وليست مخيٌرة كانت تقدم قدم وتؤخر الاخرى عسي ان تنزل معجزة من السماء تنقذها من هذا الوضع
شهقت بفزع عندما وجدت يامن يمسك بها من ذراعها يجذبها اليه
-ايه مالك خايفة !!
لم يكن يحتاج الى اجابة نظرة الخوف فى عينها واضحة للعيان
-احسنلك توفرى خوفك دا وتحاولى تعيشى اللحظة ملكات جمال يتمنو يكونو مكانك يعنى زى ما بيقولو ان جالك الغصب خدو بالرضا وتبقي بجميلة
اروى بنظرة استحقار:انا عمرى ما هكره فحياتى ادك
استفزته كلمته كثيرا وكأنه لمست شيئا ما بداخله :وانا مطلبتش منك تحبيتى انا يامن العمرى انا اللى هملكك وتبقي بتاعتى
انا اللى خليتك واقفة مذلولة قدامى زى دلوقتى
عشان تبقي تفكر عيلة زيك انها ممكن تضحك عليا
اروى ببكاء:حرام عليك طب...طب عدى هيعمل فيا ايه لما يعرف انى اتجوزت من وراه
يامن:عادى هيقول كات على علاقة بيا وما صدقت طلع مهمته عشان تتجوزنى
رفعت اروى يدها تنوى صفعه:اه يبن ال......
بالطبع كانت يده الاسرع اليها امسك بها قبل ان تلامسه وفى لمح البصر قام بادارتها حتى يلامس ظهرها صدره واحكم قبضته عليها
-انتى ليه مصرة تبقي مهزأة ها عاوزة اعاملك زى البنى ادمين بس انتى ملكيش غير معاملة الحيوانات
وسريعا حملها على كتفه لا تؤثر به صراخها ولا ركلاتها المتواصلة
سار بها فى اتجاه الجناح المخصص لشهد وسط حالة اندهاش من حراسه
فتح باب الجناح واشار بيده لفريق التجميل ان يتبعه
دلف حاملا اروى والقاها بعنف على الفراش
تألمت كثيرا اثر هذه الحركة
-اسمعى يبت انت دموع التماسيح دى مش هتحرك فيا شعرة عشان توفرى مجهودك وانتى عارفة انا ممكن اعمل ايه فخافي على اللى منك
و عشان تبقي عارفة اختى زمانها وصلت هى فاهمة انك بنت عبد الرحمن فخليكى حلوة كدا ومطيعة وعاوز اشوف الضحكة من الودن للودن يا ....ياعروسة
التفت لخبيرة التجميل بنبرة آمرة :فظرف ساعة واحدة تجهزيها ومفيش حرف من اللى حصل هنا يطلع والا..
-من غير ما تقول ي باشا انا اصلا مشوفتش حاجة
-تعجبينى ي حلوة .
استدار صافعا الباب خلفه تاركا تلك البائسة تصارع دموعها
...........
فى صالة استقبال الفندق
فتاة جميلة الملامح تشبه يامن الى حد قاتل تركض باتجاهه احتضنها سريعا وهى تضحك بسعادة من يرى وجهه الآن لا يصدق بوجود ذلك الشيطان الكامن بداخله
هو يامن العمرى مع الجميع الا هى
يمنى :وحشتنى جدا جدا جدا اد البحر
يامن:لا مهو باين انتى عارفة بقالى كام شهر مشوفتكيش
يمنى بنبرة طفولية :قال يعنى انت اللى مقطع الزيارات عليا اووى
ضحك يامن على شقاوتها
اشار لذلك الكائن خلفها :عزيز شيل مراتك من قدامى
عزيز :لا يعم دى قماصة
يمنى :انا قماصة ي عزيز ماشى اما نشوف
يامن:كدا انا ضمنتلك خناقة النهاردة
ثم اكمل بمزاح:بالسلامة انا بقي يفرج ي اخويا
يمنى:استنى يلا انت رايح فين
يامن باستنكار:يلا!!!!!!
بطولى دا و يلااا!!!!!!
عارفة لو مكنتيش اختى كنتى علقتك على باب الفندق
عزيز بمكر:سيبك منها مش هنشوف العروسة يابو نسب ولا ايه
تيبس يامن على ذكرها
ثم اجابه بوجه متجهم :بعد الكتب الكتاب هتشوفوها
بالحق الشنط وصلت القصر يعنى اوضة يمنى لسة زى ما هى
يمنى :طب اعد معايا شوية طيب
يامن :بعدين ي يمنى ورايا مشوار مهم
..........
بداخل احدى غرف الفندق
تقف نجوى ترتجف من الخوف جزء منها خائف كل الخوف من ثورة عبد الرحمن فهو قد علم بهرب شهد واخذ بدور حول نفسه كالمجنون وبعث برجاله للبحث عنها
والجزء الاخر منها خائف على ابنتها
ان عادت حتما سيقتلها
وان ظلت هاربة لا تعرف مصيرها الذى ستواجهه وحدها وهى يوما لم تفارق حضنها
التفتو جميعا على صوت فتح الباب
دخل يامن واضعا يده بجيب بنطاله بهيبته التى لا تليق الا به ومن خلفه احد رجاله
دب الرعب فى نفس عبد الرحمن وشتم شهد الف مرة على هذه الفعلة التى ستودى به الى الجحيم
فيامن لا يتهاون في حقه ابدا فماذا اذا فى مثل هذه الفضيحة
كل هذا ويامن يطالعهم ببرود
حتى تحدث اخيرا عبد الرحمن:انا...
يامن بنبرة مخيفة :انت تخرس خالص
اشار لحارسه فاعطاه ورقة ما وقلم
يامن :امضي
-امضي على ايه
يامن:دا عقد الضم اللى اتفقنا عليه
عبد الرحمن :ايوا بس ....
-بس بنتك المتربية هربت
ثم همس له بفحيح :ويترى هربت لوحدها ولا معاها حد
اتسعت عينى عبد الرحمن فى ذهول:انت اتجننت
يامن :بالعكس انا هادى جدا ولحد دلوقتي مأخدتش ضدك موقف انا بس هعرفك اللى بيفكر يلعب بديله من ورايا بيحصله ايه يعنى مثلا خبر حلو كدا ينزل عن بنتك المتربية فالصفحة الاولى انها هربت يوم فرحها
وتفتكر هربت ليه اكيد ي تعرف واحد على خطيبها ي معيوبة
وساعتها بقي فضيحتك تبقي بجلال اتفضل امضى
انت لسة هتبصلى امضى خلصنى
ارتعشت يد عبد الرحمن وهو يمسك القلم وما ان مضى
انتشل يامن الورقة من يده
تعجبنى كدا ي عبده
طب يلا جهز نفسك بقي عشان تكون وكيل العروسة
عبد الرحمن :عروسة مين
يامن ب ذهول مصطنع:هو انا مقولتلكش مش انا هنجوز صاحبة بنتك
ايه رأيك عجبتك صح
كل واحد اشترك فاللعبة السخيفة دى خد جزاؤه اما هى هيكون نصيبها الدبل
قهقه بسخرية على اشكالهم
كانا يبدوان عالطالب الذى يوبخ من قبل مديره
استدار نحو الباب هاتفا لنجوى:ابقي هاتى لجوزك حاجة مسكرة ي حماتى لحسن هتجيلو سكتة قلبية
متتاخرش بقي ي حمايا
...........
بعد انقضاء الساعة بدأ توافد المدعوين من كبار رجال الاعمال والمسؤولين
والصحافة كانت تطوق ارجاء الفندق استعدادا لتغطية هذا الخبر
اما يامن كان يقف بثبات امام جناح أروى ومن خلفه يمنى وعزيز ورفيقيه ياسين و كريم الذى لم تزل عينيه من على يمنى فقد كانت حب طفولته وفاليوم الذى قرر فيه مصارحة يامن بحبه لها كان يزف اليه الاخر خبر خطبتها من عزيز اما يامن كان فى حالة غريبة
اليس هذا ما اراده اذا لماذا دقات قلبه تتسارع وكأنه ينتظر حب حياته ليتوج قصة حبها بالزواج
لاول مرة يشعر بهذا الشعور
وفى ظل نشوته نسى او تناسى ان هذا الزواج
زواج بالاجبار كل ما كان يفكر فيه ان من شغلت عقله حتى وان ابي الاعتراف بذلك ستصبح على اسمه بعد دقائق معدودة
فُتح باب الجناح خرج منه اولا فريقا التجميل وكأن يامن ينقصه مزيدا من التشويق لم تلبث ان خرجت أروى بطلة اقل ما يقال عنها ملائكية فستانها الابيض المرصع بلآلئ بيضاء يضيق من الصدر ثم ينزل باتساع ليعطى مظهر مثل اميرات الاساطير القديمة
شعرها الاسود الطويل يتجاوز ظهرها ولكنها حرمته من رؤيته وجهها البرئ اذ كانت تغطيه بطرحة الفستان حتى لا يظهر للناس ملامحها الباكية هى لم تكن تتصور بشكل من الاشكال ان اللعبة ستنقلب عليها وان حياتها ستربط بمصير اسود ناهيك عن موقف عدى بعد ان يعلم ما اقترفته تقدم منها يامن وقف بطالعها بنظرة ثاقبة ثم رفع طرحتها من على وجهها ليظهر وجهها الذى نجحت مساحيق التجميل فى اخفاء اثار بكائها ولكنها لم تنجح فى اخفاء نظرة الحزن الكامنة فى عيونها
تقدمت يمنى هى الاخرى منها وهى تضمها بحنان ولكن اروى لم تبادلها او تتجاوب معها ثانية كأنها فاقدة للحياة
يمنى بود:الف مبروك ي حببتى انتى زى القمر ماشاء الله
اروى باقتضاب :شكرا
توقعت يمنى انها ربما تكون خجلة ففى مثل هذا اليوم تكون الضغوط النفسية على العروس كبيرة
اما عزيز وقف يراقب بتفرس كل جزء فيها
لم تلحظ هى تلك النظرات من الاساس وكان المكان خلى الا منها هى ويامن نظرات العتاب والكره فى عينها مقابلة لنظرات التملك والانتصار فى عينه
صدح صوت احد حراسه
:المأذون وصل يفندم
امسك اروى من كف يدها فارتعشت اثر لمسته
:مش عايز حد فكتب الكتاب غير كريم وياسين بس
:يمنى بذهول :ليه وانا مش هحضر كتب كتابك !!!!
فى مشكلة ي يامن ولا ايه
:
-لا ابدا بس فى ذكرى خاصة عايز اسيبهالها فاليوم دا وقبل ان تعترض يمنى مرة اخرى سار يامن ساحبا اروى خلفه تاركا الجميع فى تعجب
...........
فى القاعة التى خصصت لعقد القران
دخلا من الباب ليجدا كل من نجوى وعبد الرحمن
ماكادت اروى ترى نجوى حتى افلتت يد يامن واخذتها الاخيرة فى حضنها وانخرطا فى بكاء مرير فنجوى تعلم انه لولا مساعدتها لابنتها ما كانت تورطتت فى هذه الزيجة
صدر صوته ساخرا :مش كفاية بقي جو الدراما الرخيص دا ولا ايه !!
نجوى بعدائية :انت مش خلاص خليتو يوقع على العقد هى ملهاش دعوة سيبها
يامن:خليكى فحالك ثم تابع بمكر :ولا تحبي نأجل اليوم لحد ما اجيب بنتك بطريقتى ونرجع الادوار من تانى ؟
وكأن لسان نجوى شل فى هذه اللحظة بالطبع عى تعشق اروى ولكن لا عشق يفوق عشقها لابنتها
يامن بمكر :شايفك سكتى يعنى ؟شفتى ازاى ان كل واحد بيدور على مصلحته !!!بلاش بقي المثالية الزيادة دى
شعر بيد توضع على كتفه وما كان هذا غير ياسين :يامن مينفعش كدا راجع نفسك انت بتدمر حياة انسانة ملهاش ذنب بحاجة
نفض يده سريعا من على كتفه :محدش له دعوة ولو ابويا صحى من تربته مش هيوقفنى برضو
ياسين:طب بص على شكلها !!هى مش صعبانة عليك دى فاضلها شوية ويغمى عليها
يامن:لا دا انت مركز اووى بقي !فكك من جو المحن الرخيص دا هى متعودة عليه
بعد عدة دقائق جاء المأذون لعقد القران وضع عبد الرحمن يده فى يد يامن
وباخر هذا المكان كانت تقف منزوية فدقائق وتدخل سجنها كانت ترسم احلام لهذا اليوم الخاص
ان يكون عدى وكيلها وفريدة وشهد هم من تزيناها ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه
فاقت على صوت الشيخ وهو يسألها :هل انتى موافقة على هذا الزواج
رسمت سيناريو سربيع ماذا سيحدث لو مسكت فستانها وركضت الى حيث نهاية العالم وليكن ما يكن حينها تذكرت جملة يامن "بس انا مضمنلكيش يرحعلك حتة واحدة ولا اجزاء "لا لن تجازف باخر ما لديها فى تلك الحياة
كرر الشيخ سؤاله مره اخرى:هل انتى موافقة على هذا الزواج
انحنت التفاتة منها الى يامن الذى كانت النظرات النارية تتطاير كأسهم الحرب من عينيه كأنما يتحداها ان ترفض
خرج صوتها ضعيفا منكسرا :موافقة
اخذت القلم لتوقع على عقد الزواج او ان صح التعبير على وثيقة دفنها
قام كريم وياسين هما الآخران بالامضاء كشهود وفى تلك اللحظة صدح صوت الشيخ بالكلمة المشهور :بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما فى خير
انصرف الشيخ
شعرت اروى بصداع يعصف برأسها والرؤية غير واضحة وقبل ان تبدأ هوة فقدان الوعى بسحبها احكم يامن ذراعه على خصرها
وانحنى على اذنها هامسا :توء توء ي عروسة الحركات الهابطة دى مش دلوقتى قلتلك اختى برة ولو فكرتى تقلى عقلك باى حركة من الحركات الناقصة دى كدة ولا كدا هتشوفي تصرف مش هيعجبك خالص آمين ؟
حاولت ازاحة يده من على خصرها :ابعد ايدك عنى بقي انا بقرف من نفسى وانت جنبي
يامن:تقرفي منى انا ي زبالة يلا زودى فحسابك وحيات امى لاربيكى
وقبل ان تنزل عليها صفعة منها كان ياسين الاسرع بابعادها :يامن ..انت اتجننت فوق من اللى انت بتعمله دا بقي
يامن:وانت مالك انت ..انت هتعملى فبها حامى الحما ودينى لاوريكى بس صبرك عليا
كانت يتوقع هياج اروى عليه ولكنها فاقت التوقعات :ممكن لو سمحت تجبلى حاجة !!
اندهش كثيرا ماذا تقول :
انتى هبلة بقولك والله لاربيكى وانتى بتطلبي حاجة
اروى:ايوا بس دا ....
قاطعها حاسما :مبسش انتى تخرصى خالص ويلا عشان الناس مستنية
امسك كف يدها وخرج لاحياء حفل زفافهم الاسطورى ولم يعلم ان ما منعه عنها قد يعرض حياتها للخطر اذا لم تحصل عليه ،،
دخلا القاعة وسط السنة اللهب المتصاعدة من الجانبين وصوت الاغانى يصدح :
طِليِّ بالابيض طليِّ
يا زهره نيسان
طِليِّ يا حلوي وهليِّ
بهالوج الريَّان
طِليِّ بالابيض طليِّ
يا زهره نيسان
طِليِّ يا حلوي وهليِّ
بهالوج الريَّان
واميرك ماسك ايديكِ
وقلوب الكل حواليكِ
والحب يشتي عليكِ
ورد وبيلسان
قلبي بيدعيلك يا بنتي
بهالليلي الشعلاني
يا اميره قلبي انتِ
سلَّمنا الاماني
قلبي بيدعيلك يا بنتي
بهالليلي الشعلاني
يا اميره قلبي انتِ
سلَّمنا الاماني
ما تنسي اهلك يا صغيري
بْعينينا ما صرتِ كبيري
ضليِّ معنا وطيري وطيري
عَ جناح الامان
طِليِّ بالابيض طليِّ
يا زهره نيسان
طِليِّ يا حلوي وهليِّ
بهالوج الريَّان
شعيِّ متل هالطرحه
يا اغلى البنات
بصلِّي تعيشوا بهالفرحه
لباقي الحياه
شعيِّ متل هالطرحه
يا اغلى البنات
بصلِّي تعيشوا بهالفرحه
لباقي الحياه
وربِّي من السما يبارككن
كيف ما توجهتو يرافقكن
بايام الصعبي ينصركن
عَ كل الاحزان
قلِّك نعم من قلبو
وفرَّح كل الناس
ردِّيهاعَ قلبو وحبو
شعلاني احساس
قلِّك نعم من قلبو
وفرَّح كل الناس
ردِّيهاعَ قلبو وحبو
شعلاني احساس
منقلِّك مع السلامه
روحي تحميكي الكرامه
وتبقى محابسكُن علامي
للحب والحنان
طِليِّ بالابيض طليِّ
يا زهره نيسان
طِليِّ يا حلوي وهليِّ
بهالوج الريَّان
طِليِّ بالابيض طليِّ
يا زهره نيسان
طِليِّ يا حلوي وهليِّ
بهالوج الريَّان
انتهت الاغنية وتقدم يامن واروى من المكان المخصص لجلوسهما وبدأ توافد المصورين لالتقاط صور تتصدر المجلات وصفحات رجال الاعمال
وتهنئة الجميع لهما من صفوة القوم داعين الله لهم بالحياة الهنيئة والنسل المديد
تقدمت يمنى لتهنأتهم هى وزوجها الذى لم تزل عينه من على اروى وسط بعض دعابات يمنى لتلطيف الجو فكما لاحظت الاجواء مشحونة بينهما لسبب مجهول
تقدم عزيز هو الاخر مصافحا يامن :الف مبروك ي ابو نسب اخيرا هتودع العزوبية
ضحك يامن:يعم اللى يسمك يفتكرنى مقطع السمكة وديلها
عزيز :ولو برضو بس لا عرفت تختار صح
مد يده لاروى :الف مبروك ي عروسة
صافحته بحسن نية منها فضغط على يدها اثناء مصافحتها توترت اروى اثر تلك الحركة وكأنها للتو ادركت نظراته لها وسرعان ما سحبت اروى يدها قائلة باقتضاب :الله يبارك فى حضرتك
يمنى :مش هتقومو ترقصو ولا ايه ي يامن
اروى بحسم انا مش هرقص
ارتفع حاجب يامن بتسليه :كدة !!طب يلا ي حببتى عشان هنرقص
لماذا يعاندها هذا الحد كأنما لا يترك فرصة ليشعرها بضآلتها مالت عليه حتى لا تسمعها يمنى :لو سمحت انا تعبانة اووى مش هقدر ارقص
يامن:مسألتكيش عن رأيك اصلا هو اى جزء من هربيكى من الاول مفهمتيهوش
شدها من يدها وقفو على المنطقة المخصصة للرقص وضع يده على خصرها حتى تلاشت المسافة بينهما واجبرها على التمايل معه على كلمات الاغنية :
اسمى يفرق فى ايه وياكى .. انا حد عاشق ولقاكى
انا انسان .. عمرى ولو الف عام فى عينيكى
بلاقنى طفل وبلاقكى دفا وامان
انا عندى لعينكى كلام محدش غيرى فى الدنيا يقوله فى يوم من الايام
ليكى او لناس تانيه، ولو كل الكلام اتقال عينيكى فى غربتى موال
هخلق منه معنى جديد ، معنى فاق كل الخيال
انا زادى فى هواكى الشوق وزوادى وانا المعشوق
وانتى الشمس مهما تغيب تانى تنورى الدنيا
وهمشيلك بلاد الله وهحكى لكل خلق الله عن سيره
هوا عاشق عن تايب الى مولاه .........
على الصعيد المجاور
كان عزيز يتعرف الى بعض رجال الاعمال ويوزع الضحكات هنا وهناك على جميلات الحفل
وتطلعت له يمنى بضيق هو لا يتغير ابدا بالرغم من انها حذرته من هذه التصرفات امسكت حقيبتها متوجهة للحمام حتى تعدل من مكياجها اعترض طريقها كريم واضعا يده فى جيبه
:ازيك ي يمنى ايه مش هتسلمى عليا
يمنى :مش هسلم عليك ليه ي كريم انا الحمد لله كويسة وانت
كريم ببعض الحنين :بقيت احسن احسن كتير
فهمت ما يرمى اليه هى لاحظت نظراته لها منذ ان كانت مخطوبة لعزيز
يمنى :طب بعد اذنك عدينى
وقف امامها مجدداا يمنع مرورها ثم سألها بنبرة متهكمة :امال ازاى جوزك مش شايفه
يمنى :كويس ي كريم واقف مع شوية رجال اعمال هناك
كريم:رجال اعمال ولا بنات رجال الاعمال ؟
يمنى بحدة :كريم !!!!!!
الزم حدودك وخد بالك انت بتلمح لايه ولو سمحت متتعرضليش تانى لان المرة الجاية هبلغ يامن بكل حاجة
ثم تركته يصارع مشاعره وحبه المستحيل
...........
انقضى حفل الزفاف
كافحت اروى لضبط نفسها ومقاومة رغبتها فى الانهيار
وصلت السيارة الى قصر العمرى ومن خلفهم سيارة يمنى وعزيز
نزل يامن واروى من السيارة كادا ان يدلفا القصر حتى اوقفتهم يمنى :حيلك حيلك انت رايح فين
يامن:ايه ي امو لسانين هنبات فالجنينة يعنى
يمنى :بس بقي اقصد مش هتخليها تدخل على رجليها اكيد
-ايوا اعمل ايه يعنى ؟
يمنى بنبرة درامية :الاسطورة بتقول تشيل عروستك لحد جناحكو ي عريس
التوى فكه باتسامة خبيثة
ها هى طريقة اخرى لتعكير صفوها فهو لم ينس كلمتها من الصباح"انا بقرف منك "
طالعته اروى بنبرة راجية الا يفعل ولكن هيهات فى لحظة كان يضع يده اسفل ظهرها والاخرى اسفل ركبتها وحملها بين يديه كأنها لا تزن شيىء
احست بانها فراشة بين يدي صقر
دلف بها حتى وصل للجناح صفع الباب ب قدمه وانزلها
كانت اول كلمة تتفوه بها :هتطلقنى امتى ؟
تعالت ضحكاته فى ارجاء الجناح
:اطلقك ايه بس دا حتى مش حلو على سمعتك
-ملكش دعوة مش عملت الا انت عاوزه ويامن بيه العظيم مطلعش بسواد الوش فصفوة فالمجتمع سبنى بالله عليك
يامن:ملكيش انك تطلبي الطلب دا انتى فقدتى الحق فان يكون ليكى اختيار من يوم ما بقيتى على اسمى
كان صدرها يعلو ويهبط ودموعها تتساقط بغباء لفت نظره ذلك السلسال المعلق فى رقبتها
اقترب منها حتى امسكه بطرف يده لتفحصه :و ايه السلسلة التافهة دى ملبستيش ليه المجوهرات اللى جبتها اتفضلى اقلعى القرف دا ولا مصرة تعرينى مشوفتيش يمنى كات لابسة ازاى
عند هذه النقطة فقدت السيطرة على اعصابها دفعته بكل ما اوتيت من قوة:
دا انت بتحلم دا لو اخر يوم فعمرى مش هقلعها من رقبتى مش لازمنى فلوسك ومجوهراتك ما ياما ناس لابسة بس قليلة الرباية
اتسعت عينه من تلك الاهانة :انا !!!!!!انا قليل الرباية !!
طب تعالى اوريكى قلة الرباية بقي دا الليلة ليلتك ي عروسة
فهمت ما يرمى اليه وفى اقل من ثانية انتشلت السكين من صحن الفاكهة ووضعتها على رقبتها وبنبرة خالية من الحياة :قسما باسم الله لو فكرت تقرب منى لاموت نفسى
يامن بفزع : ارمى السكينة دى من ايدك ي مجنونة
اروى : مش هرمى حاجة و عليا وعلى اعدائي انا كدا كدا متت
لم يكن يتصور يامن انه سيوصلها لتلك المرحلة
حسنا اراد امتلاكها اخضاعها ولكن ليس موتها ليس هى خصيصا
تقهقر يامن الى الخلف ورفع يديه باستسلام :بصي انا بعدت عنك اهو ارميها من ايدك يلا ورحمة ابويا ما هقرب منك
ارتخت يد اروى من على السكين وافلتتها
:انا عايزة مكان انام فيه
يامن :السرير عندك اهو نامى
اروى :انا عمرى ما هيجمعنى بيك مكان ومتحلمش
يامن :انا صبرى نفذ لو منتظرة اقولك انام عالسرير وانتى عالكنبة تبقي بتحلمى مش يامن الى ينام على الكنب على اخر الزمن
أروى:يبقي انا اللى هنام على الكنبة
يامن بنفاذ صبر :اتفلقي بقي انا داخل اغير هدومى
وبالفعل دخل الحمام واخذ حمام دافئ يزيح عنه ضغوطات اليوم ابدل ملابسه لتيشيرت قطنى وبنطال رياضى
خرج وجدها تجلس على الكنبة
-هتفضلى بالفستان دا كتير !!!!فى هدوم اللى كات مفروض بتاعت صحبتك
شعرت بارتخاء فى اطراف اصابعها لم تستطع الحركة من يتعرض لكل هذا الضغط وتظل صحته على حالها
بضعف اجابته :ملكش دعوة بيا
ادرك ان الجدال معها لن يؤتى اى ثمار اطفئ الاضاءة واغلق عينيه عسى ان ينام بعد هذا اليوم المتعب
اما هى شعرت بالخوف بعد ان اطفأ الاضاءة فلربما لم تجرؤ ان تخبره انها تخاف الظلام فدائما ما يذكرها بوحدتها فى هذه الحياة
انتظرت حوالى نص ساعة حتى شعرت بانتظام انفاسه
وتسحبت على اطراف اصابعها وخرجت الى الشرفة الملحقة بالجناح جلست على الارض بفستانها عسى ان يكون ضوء القمر انيس لها فى ظلمة الليل مكافحة للتغلب على البرد فى تلك الليلة
............
بمكان مظلم على سرير متهالك مقيد اليدين والقدمين
لم يتبين هوية المكان اخذ ينادى باعلى صوته ولكن ما من منقذ
دخلت عليه فتاة بفستان زفاف ممزق وشعر مشعث واثار الدموع المختلطة بكحل عيونها تأخذ مجرى على خدها كان منظرها مرعب الى حد كبير
ما كانت تلك سوى اروى ولكن ملامحها مختلفة تماما فقدت نظرة البراءة فى عينها وحل محلها ابتسامة شريرة ممسكة بسكين فى يدها
اخذت تقترب منه وهو يحاول ان يخلص يده بذعر من القيد
جلست على السرير امامه متكئة على ركبتيها
فتحت ازار قميصه وضحكاتها تتعالى وهو عاجز عن الدفاع عن نفسه
صدح صوتها بنبرة خبيثة :زى ما خليت قلبي يوجعنى وقتلت فرحتى بالفستان الابيض هخليك دلوقتى تعرف معنى جرح القلب
امسكت السكين واخذت تجرحه جروح عميقة فى قلبه ومع كل غرزة سكين تتعالى صرخاته اكثر واكثر ولا يقابله منها سوى الضحكات.....
نهض فزعا من النوم تطلع الى المكان ليتأكد انه ما كان سوى كابوس تفقد الغرفةوالحمام وجدها خالية خطر فى باله الشرفة
دخل وجدها على هيئتها منذ الامس
كان منظرها يقطع نياط القلب
يامن بصوت حاول ان يصبغه بالجدية :انتى ايه اللى عاملاه دا
كانت شاردة فالفراغ كرر سؤاله مرة اخرى
اجابته بصوت ضعيف :سيبنى فحالى
يامن بحدة :انا ساكتلك عشان الصدمة لسة مأثرة عليكى ي حرام بس متسوقيش فيها
اتفضلى قومى خدى دوش وغيرى الزفت دا عشان ننزل على الفطار هسبقك على تحت وعلى الله يمنى تشك فحاجة افريدلنا وشك دا
اخذ هو حمامه فالحمام الاخر ابدل ملابسة ل بنطلون جينز ازرق وتيشرت ابيض يبرز عضلات صدره صصف شعره وخرج من الجناح
قامت هى تجر فستانها
تقاوم ذلك الضعف الذى دب فى اوردتها دخلت الى الحمام والدوار يزداد فى رأسها استندت على الحوض
شعرت بسائل رخو يتدفق من انفها
فاستسلمت لتلك الظلمة التى اخذت فى سحبها
..........
بالاسفل دخل الى حجرة الطعام وجد عزيز ويمنى التى ابتسمت باشراق ما ان رأته وقامت باحتضانه :صباحية مباركة ي عريس دا انا قلت مش هتنزل النهاردة
يامن بمزاح :واشبع منك ازاى يلمضة
قاطع مزاحهم صوت عزيز :امال اروى فين
يامن باقتضاب :بتاخد حمام ونازلة
يلا ي جماعة ابدأو اكل زمانها على وصول
مرة حوالى نص ساعة وهو يتطلع الى ساعته كل دقيقة تقريبا
حتى هتفت يمنى :يامن كدا كتير اتأخرت اووى
نادى يامن على الخادمة فاتت مسرعة
يامن:اطلعى جناحى استعجلى الهانم الصغيرة
الخادمة :امرك ي يامن بيه
صعدت الخادمة وفى اقل من خمس دقائق عادت تركض
-يامن بيه الحق الهانم الصغيرة خبطت على الباب مردتش دخلت لقيتها قافلة على نفسها باب الحمام ومبتردش عليا ولقيت نقط دم من تحت عقب الباب
خفق قلبه بشدة
ايعقل ان تكون انتحرت
هل اوصلها بافعاله الى ان يجعلها تفقد حياتها ركض سريعا الى الجناح ومن خلفه يمنى المذعورة وعزيز
طرق على باب الحمام :اروى انت سامعانى انتى كويسة !!!!
ولا رد
صرخ فى يمنى ان تبتعد حتى يكسر الباب
دفع الباب بجسده لتصرخ يمنى من المشهد
كانت اروى تفترش الارض بفستانها وخط من الدماء يتدفق من انفها
وكأنه شل تماما عن الحركة فى تلك اللحظة منظرها كان كفيل بان يجعله يموت بسكته قلبيه تيبس فى مكانه ويمنى تحاول افافتها هى وعزيز صرخت به يمنى :يامن اتصرف هتروح مننا
اعادته كلمات يمنى لحالة الوعى مرة اخرى
امسك احد زجاجات العطر واسندها على ذراعه محاول جعلها استنشاقه ولكن هيهات لم تتحرك
فما كان هذا الذى رفض ان يحضره لها يوم الزفاف غير علاجها اليومى من مرض السكري
و
يتبع ...........
الفصل الثامن 🍓🍓
"ابتليتِ قلبي باعاقة ،عسى الله بما بليتنى يبليكى"
حاول يامن افاقة اروى بكل السبل الممكنة نثر العطر على وجهها لم تفق حاول برش الماء تارة وبهزها تارة لم تفق ايضا بالاضافة الى خط الدماء المتدفق من انفها لم يعرف كيفية التصرف في ذلك الوقت وفجأة خطر فى باله ياسين ركض الى هاتفه فاجابه ياسين :صباحية مباركة ي عريس
يامن:ياسين مش وقته الحقنى الحق أروى
انتفض ياسين فزعا :مالها مراتك ي يامن انت عملت فيها ايه
يامن بصدق :معملتش والله هى اتأخرت فالحمام ولما كسرت الباب لقيتها مغمى عليها ومناخيرها بتنزف الحقنى ارجوك هتموت
ياسين بعملية :مش هتموت ولا حاجة بص سد مناخيرها من فوق بايدك وميل راسها لتحت وانا معاك عالخط امتثل يامن لكلامه
ياسين:ها ي يامن النزيف وقف
يامن:لا ي ياسين هو قل بس موقفش
استغرب ياسين كثيرا فمن المتوقع ان يتوقف النزيف بعد هذا التكنيك المتبع فى هذه الحالات ولكن لحكم مهنته شك فى احتمالية اصابتها بالسكرى لان مرضى السكرى وحدهم من يعانون من سيولة الدم وعدم التآم الجراح سريعا
ياسين:يامن بسرعة هاتها على المستشفي اللى شغال فيها كول الطريق
اغلق يامن الهاتف
يمنى ببكاء :هنعمل ايه
اوعى ي يمنى هاخدها عالمستشفي اللى شغال فيها ياسين
يمنى :انا جاية معاك يلا ي عزيز ولكن عزيز لم يلاحظ سوى شيء واحد هى مازالت بفستان الزفاف وهذا لا يعنى غير انها نامت امس بمفردها
فماذا حدث ولما وصلت لتلك الحالة فعزم على التحرى فى هذا الامر
اما يامن حمل اروى بحرص ونزل بها الى سيارته فتح الباب الخلفي للسيارة اسندها بحرص لم يبالى بدمائها التى لطخت قميصه ركبت بجاورها يمنى التى كانت خائفة وبشدة عليها بالرغم من انها لم تتعرف عليها سوى البارحة
وركب عزيز بجانبه
كان يامن يقود بسرعة كبيرة متخطى اشارات المرور كان يسير على سرعة عالية عرضتهم للاصابة بأكثر من حادث
عزيز :مش كدا ي يامن هتموتنا
يامن بغضب :عزيز نقطنى بسكاتك مراتى بتموت وانا مطلبتش منك تيجى فاخرس خالص
ابتلع عزيز اهانته ولم يرد عليه
ليس لكرم اخلاقه والعفو عند المقدرة بل لأنه ليس ندا لمجابهة يامن وخصيصا وهو فى تلك الحالة
وصل يامن سريعا للمشفى
استقبله ياسين بالسرير الناقل اخرج اروى بحرص ووضعها عليه
اخذها ياسين لغرفة الطوارئ
واغلق الباب تاركا للمسعفين التعامل مع حالتها
حاول يامن الدخول فاوقفته يد ياسين
-انت رايح فين !!
يامن بإصرار :داخل معاها
ياسين :داخل فين سيبهم يشوفو شغلهم هو بيت ابونا
امسك به يامن من تلابيب قميصه :اه بيت ابويا انا فلحظة اهدها على دماغة اللى فيها لو مخرجتش كويسة وانت واقف تسايرنى ليه مش جوة معاها ليه
ابعده ياسين بعنف فقد سأم من طريقته الفظة فصاح فيه بغضب :يامن احترم نفسك انا بعديلك عشان مش عايز اخسرك متفسرش دا خوف منى لا فوق انا مش جوة معاها عشان انا دكتور جراحة وطالما جسمها مفهوش جرح يبقي دا مش اختصاصى
يامن بنبرة ضعيفة :لو..لو حصلها حاجة لا يمكن اسامح نفسى
تعجب ياسين من حالة يامن فهو لا يهتز لأكبر المصائب وبالرغم من هذا الموقف العصيب الا انه ابتسم فى نفسه فلربما حب جديد يولد بداخله
ياسين :متخافش انا هدخل اشوف الوضع واخرج اطمنك
ابتسم بامتنان على مساندة صديقه له
جلس على احدى المقاعد واضعا رأسه بين راحتى يده
يلوم نفسه وبشده
فغروره وحب تملكه جعل منه انسان فظ قاسى القلب هو متيقن من ان فراشة رقيقة مثل اروى لم تتحمل هذا الضغط وان له يد بشكل او بآخر فيما حدث لها
فاق من عتابه على احتضان يمنى له
لم يمانع ابدا فهو بحاجة للاحتواء بالرغم من الاسألة الكثيرة التى تعصف برأس يمنى الا انها لم تشأ ان تزيد الامر عليه ضمته كما لو كان ابنها وليس شقيقها
ضغطت على يده لتوصل له رساله ضمنية ان كل شئ سيكون على ما يرام
...............
فى منزل احمد سليم
بقيت شهد على حالها منذ البارحة فبعد ان ادخل لها احمد بعض الطعام وهى لم تره لم تمس من الطعام سوى لقيمات صغيرة تسد به جوعها ومئات من التخيلات عن مصيرها ترسم فى عقله
قاطع شرودها صوت طرق على باب غرفتها علمت انه احمد فاعتدلت فى جلستها
لاشك انها تحترمه كثيرا وارتفع فى نظرها بعد تعهده بحمايتها
ولكن الواقع يبقي واقع هو ليس الا تاحر اسلحة مهما حدث لن تستطيع الوثوق به بنسبة مائة بالمائة
اذنت له بالدخول دلف وهو يحمل صينية بها افطار بسيط
احمد :صباح الخير
شهد:اهو صباح وخلاص يجى منين الخير طول ما انا متورطة فالموضوع دا
احمد:على فكرة طريقتك دى لا هتقدم ولا هتأخر فيريت تتعاملى باسلوب احسن من كدا عشان انا خلقي ضيق ومش حمل دلع البنات دا
اُحرجت كثيرا من كلامه ففضلت الصمت
ادرك هو انه احرجها بكلامه فاستأنف ملطفا الاجواء :ممكن تتفضلى تفطرى ولو مش هيضايقكك تحكيلى حكايتك انا لحد دلوقتى معرفش اسمك
شهد :يعنى انا اللى عارفة اسمك يعنى !!!كل اللى اعرفه عنك انك ....
قاطعها بنبرة جامدة :كل اللى تعرفيه عنى انى تاجر سلاح مش كدا !!!!!
مش مهم انتى شايفانى ازاى ومش هجمل صورتى فعنيكى فى حاجات مش هيهمك تعرفيها
انا اسمى احمد ممكن تحكيلى حكايتك ازاى وصلتى هنا وازاى مطلبتيش تطمنى حد من اهلك عليكى لحد دلوقتى ؟؟
اطلقت شهد تنهيدة كبيرة :انا اسمى شهد عندى 21سنة فاخر سنة ادارة اعمال
المفروض انى امبارح هربت من فرحى
رسمت معالم الذهول خطوطها على وجه احمد فتابعت
متستغربش اووى كدا ما انا مش لازم برضو اجمل صورتى بعينك ولا ايه رأيك !!!
احمد :احم انا مقولتش حاجة كملى .
شهد:هربت من فرحى وكنت راحة شاليه تبعنا فاسكندرية والباقي انت عارفه
متصلتش بحد من اهلى ليه
زمان ابويا باعت حرسه قالبين عليا الدنيا ومينفعش اظهر غير اما الوضع يهدى عشان مش ضامنة الزفت يامن دا لو لقانى يعمل فيا ايه
عقد احمد حاجبيه :مين يامن دا
شهد بغيظ :دا الحيوان اللى كنت هتجوزه يامن باشا العمرى
ادفع نص عمرى واشوف منظرو ساعتها كان عامل ازاى
تذكر احمد انه رأي صورته صباحا على مواقع التواصل الاجتماعى تحت عنوان زفاف الموسم
احمد بانتباه:يامن دا طويل وشعرو اسود وبدقن
شهد:اه هو انت تعرفه !!!
احمد:دا اتجوز امبارح وصوره مالية السوشيال ميديا
شهد بانتفاضة وكأنه قد لدغها عقرب:اتجوز !!!!!!
اتجوز ازاى اكيد مش هو !!!
بقولك انا العروسة وهربت منو امبارح
اخرج احمد هاتفه من جيبه على صورته
احمد:بصي كدا مش هو دا ؟
والصدمة كانت من نصيب شهد :اجل هذا يامن والعروس هى صديقتها
شعرت بانسحاب الدم من جسدها كادت ان تقع ولكن احمد كان الاسرع واسندها بزراعه
:مالك انتى كويسة
شهد بارتجاف:موبايل .....عايزة موبايل ضرورى
احمد :طب اهدى بس اهدى
شهد بدموع :ابوس ايدك عاوزة اعمل مكالمة ضرورى
اعطاها احمد هاتفه وسريعا طلبت رقم أروى ولكن ما من مجيب
شعرت بالقلق اكثر فطلبت رقم والدتها
نجوى :ايوا مين
اتاها صوت شهد المختلط بالدموع
:ماما هى أروى صحيح اتجوزت يامن
نجوى بلهفة :شهد حبيبتى انتى فين ي نور عيني
شهد بصراخ:مش وقته ي ماما صحيح الى شفته اروى اتجوزت يامن
نجوى بحزن :دا بنى ادم مفترى وربنا هيقعدهولو البنت مبطلتش عياط وهو زى ما يكون ضاغط عليها بحاجة كمان مشفتيش اللى عمله فابوكى وخلاه يمضى على عقد الضم والا هيفضحك ويقول انك كنتى ماشية مع واحد وهربتى معاه
شهد:ابويا يستاهل اللى يجراله بس أروى ي ماما ذنبها ايه ليه محاولتيش تمنعى الجوازة دى ازاى قبلتى عليها اللى مرضتيهوش ليا
نجوى بانكسار:وانا فايدى ايه اعملو اذا كان ابوكى ذات نفسو مقدرش يقفل....
فى لمح البصر انتشل عبد الرحمن الهاتف من يدها :انتى فين ي سافلة ي تربية ناقصة
فزعت شهد من صوته فاغلقت الخط سريعا
عبد الرحمن :الو الو ......قفلت فوشى بنت ال***** ثم وجه كلامه لنجوى وكتاب الله لاجيبها تحت رجلى الخاطية دى واربيهالك قصاد عينك غورى من وشى
على الصعيد المجاور :حاول احمد ان يستشف ما حدث من خلال مكالمة شهد لوالدتها ولكن قاطعه صوت رنين هاتفه الاخر وكان المتصل شاهين اخذ الهاتف وخرج من غرفة شهد وضغط على زر الايجاب
شاهين :انت فين مختفي من امبارح
احمد بنفاذ صبر :خير فى ايه ..مش بضاعتك معاك
شاهين:مبسألش عالبضاعة بسأل عليك
احمد بتهكم:حوش الحنية حوش اخلص عاوز ايه
شاهين :طولة اللسان هنتحاسب عليها بعدين بس تعدى عليا فظرف ساعتين ورانا شغل مش هنقضيها انتخة
لعن احمد شاهين وساعته ويوم التقائه به
اجاب مختصرا :ماشى ساعتين واجيلك
اغلق معه الهاتف
ووجه كلامه لجاسر : اهدى بقي يسى زفت انت كمان
جاسر بحنق :اهدى ازاى والبت دى استغفلتنى واتجوزت من ورايا دا انا جريت وراها اربع سنين
شاهين :عشان بأف اللى ميجيش بالين يجى بالشدة
جاسر اهو اللى حصل بقي
شاهين :اتفضل روح دلوقتى احمد زمانه جاى وبيركبه 100عفريت اما يشوفك
جاسر :هو البيت بيت ابونا والغرب يطردونا ولا ايه
شاهين :لا ي روح امك ما انت لو فتك اووى كدة كنت مشتلى شغلى ومحتاجتش لحد كلمة واحدة تتزفت تمشى دلوقتى وانا هشوفلك دخلة لموضوعك دا
جاسر :دخلة ايه وخارجة ايه ما خلاص اتجوزت
شاهين بحدة :قلت اتفضل تخرج من هنا ولما اقول هشوف دخلة يعنى هشوف وهشوف مصلحتى معاك
امشى بقي زهقتنى
على الجانب الاخر دخل احمد على شهد وجدها تبكى بحرقة وتدفن وجهها فالوسادة
احمد :شهد انا مش عارف اقولك ايه ولا عارف موضوعك بس هدى نفسك شوية
شهد ببكاء :انت مش فاهم حاجة ...انا...انا طلعت انانية اووى لما جيت انقذ نفسى منكتش اعرف انى هرميها فالنار انت عمرك ما هتفهم حاجة
احمد :طب انا لازم امشى دلوقتي هروح مشوار وساعتين بالكتير وهرجع متحاوليش تخرجى لانى اصلا هقفل بالمفاتح ولو الباب خبط متحسسيش حد انك جوة
شهد بضياع:هخرج فين انا مبقاليش مكان غير هنا
تركها احمد وغادر متجها الى مقر شاهين
............
فى المشفى انقضت حوالى نص ساعة حتى خرج ياسين من غرفة الطوارئ ركض اليه يامن بسرعة
يامن:طمنى اروى كويسة !!فاقت
ياسين بنبرة عملية :سيطرنا على النزيف الحمد لله دا نتيجة ارتفاع ضغط الدم ادى لانفجار الشعيرات الدموية المغذية للانف وواضح من حرارة جسمها انها اتعرضت لفترة برودة كبيرة
ضغط يامن على يده بشدة بالتأكيد ضغوطات اليوم ومكوثها فالشرفة هو ما ادى لذلك
يامن:طب هى فاقت اقدر اشوفها
ياسين:لا مفاقتش لاننا ادينها مهدي ء عشان يربح اعصابها ومش هتفوق غير بكرة الصبح وياريت تخلى بالك من ادويتها بعد كدا عشان متتعبش تانى
يامن بعدم فهم ادوية ايه ؟؟
ياسين :ادوية السكر طبعا
اتسعت عيناه بذهول :سكر!!!سكر ايه
احس ياسين ان هناك خطأ ما :يامن انت عاوز تفهمنى انك متعرفش انها مريضة سكر
وقع الخبر عليه كالصاعقة وتذكر ما كانت تريد الحصول عليه يوم كتب الكتاب كيف له ان يفعل بها ذلك ربما لو كان يعلم انها مريضة سكر ما كان عرضها لكل هذا الضغط
كيف اصبح بهذه القساوة
حمحم ياسين وقد ادرك انه بالفعل لا يعلم شئ عن مرضها
:يامن اسمعنى نص مصر عايشة بالمرض دا هى لو انتظمت على ادويتها هتتعايش مع المرض وكأنه شئ عادى
يامن بحسم :خلص ورق المستشفي لو سمحت عشان هاخدها واروح مش عاوزها تصحى تلاقي نفسها هنا
ياسين بقلة حيلة:خلاص هخلىهم يكتبولها على خروج وعدى ع الحسابات تحت والف سلامة عليها
رحل ياسين فاردفت يمنى :يامن انا مش فاهمة حاجة انا حاسة انى بحلم ايه اللى حصل فجأة ازاى أروى لسة بفستان فرحها وازاى المفروض انكو بتحبو بعض ومتعرفش ان عندها السكر
يامن :بعدين ي يمنى ابوس ايدك انا فيا للىى مكفينى
عزيز:خلاص ي يمنى هنعرف بعدين الجو مكهرب مش وقته ثم تابع فى نفسه :شكلنا هنتسلى حلو اووى اليومين الجايين
قام يامن بتصفية حساب المشفى وتم نقل اروى الى قصر يامن مرة اخرى دلف الجناح حاملا ايها بحرص ثم وضعها على السرير كانها قطعة من الزجاج يخاف ان تنكسر
طالع وجهها البرئ الذى يظهر الارهاق جليا عليه ملس على وجنتها بنعومة وقال:كنت فاكر انى بربيكى على وقوفك قصادى تطلعى اضعف من انك تواجهى حد ومتأذاش غيرك فالاخر سامحينى
ابدل ثيابه باخرى مريحة
وقام باطفاء الانوار وتغير ثيابها وقد عمد الى اظلام الغرفة فقد وعدها انه لن يقترب منها وليس يامن بمن يستغل الظروف
ابدل ثيابها لاخرى مريحة وفى لحظة حنين منه استلقى بجوارها على السرير جاعلا رأسها على ذراعه وسمح لعينه بالانغلاق
وفى تلك اللحظة بدأت زهرة العشق بالانبات فى قلبه
...........
فى مقر شاهين
دخل احمد بهيبته المعتادة
وجد شاهين يدخن سيجارة الفاخر
طالعه احمد بحنق:خير ايه الجديد
شاهين :شحنة سلاح جديدة بس المرة دى هنغير الشركة اللى هندخلها عن طريقها عشان منفتحش عين الحكومة علينا
احمد:طب و ايه اللى اكدلك ان صاحب الشركة دى هيوافق
اطلق شاهين ضحكة سخرية :اللى ميوافقش بمزاجه يوافق غصب عنه
احمد بانكسار :زى ما عملت مع ابويا
شاهين :بالضبط كدا ي حبيب ابوك
ركز معايا كدا وعاوزك تجبلى معلومات عن صاحب الشركة دى وتعرف هنخشلو من انهى اتجاه
احمد :اسمها ايه الشركة دى
تابع شاهين بخبث:شركة العمرى.....
