أخر الاخبار

رواية عشق رحيم الفصل الخامس عشر والسادس عشر بقلم ايمي نور

روايةعشق رحيم

الفصل الخامس عشر والسادس عشر

بقلم ايمي نور


وقف امام نافذة مكتبه متابعا ايها وهى تمرح بسعادة مع طفل اخيه فى حديقة القصر غافلة عن مراقبته لها تتعاقب بداخله مشاعر ما بين الغضب و الندم غاضبآ من تلك المشاعر التى تعصف ف صدره لمجرد سماعه ضحكاتها تأتيه اثناء انشغاله بعمله ليترك كل شئ بيده ويقف بتلك الطريقة كمراهق صغير مراقبا بشغف لجميع حركاتها ليشعر بالندم كلما تذكر معاملته الباردة لها صباحا يدرك تماما بانه قد جرحها وبشدة ولكنه لم يجد وقتها غير تلك الطريقة حتى لا يتراجع عن قراره والذى وصل اليه بعد تفكير طويل بان يجعل من علاقته بها دون تدخل للمشاعر بينهم فهو يريدها علاقة احترام ومودة ولا مكان لشئ اخر بينهم لكنه ما ان لمحها بعد استيقاظها بشعرها الغجرى ذو اللون القاتل مشعثآ يحيط بوجهها الرقيق وعينيها الناعستين شفتيها منتفخة من اثار قبلاته المجنونة لها ليلة امس ليشعر بنيران تسرى بجسده مشعلة اياه راغبآ بالعودة اليها مرة اخرى يبثها تلك النيران و يخبرها بما تفعله به وما تجعله يشعره به ضاربا عرض الحائط لاى قرار احمق اتخذه من قبل لكنه لم يفعل اى من هذا بل تعامل معها ببرود ومهانة متعمدة منه فى محاولة منه لاثبات صحة قراره وقدرته على مقاومتها

وها هو واقفا ينظر اليها يتاكله الندم يعلم ان لا رجوع عما فعله فما حدث قد حدث والضرر قد وقع بها وبه هو ايضا

افاق من افكار على دخول حمزة الى الغرفة عاصفا يقول بغضب

=انت ازاى يا رحيم توافق ان البنى ادم ده يجى هنا

تحرك رحيم من مكانه بجوار النافذة يتجه لمكتبه يجلس بهدؤء قائلا

=اهدى يا حمزة وتعالي نتكلم

زفر حمزة ف محاولة لتهدئة غضبه

=هنتكلم فى ايه يارحيم انا مش فاهم انت ازاى وافقت انه يجى هنا تانى بعد كل اللى عمله

اخذ رحيم يتلاعب بالقلم بين اصابعه بهدؤء شارد يقول

=هو نازل البلد هنا يشوف ارض المشروع متنساش انه شريك للراجل اللى داخلين معاه المشروع

حمزة وهو يضغط اسنانه بخنق

= انا لما شوفته حاضر الاجتماع فى القاهرة كنت هقتله وهو قاعد بكل برود قدامنا ولا كانه همه حد لولا اننا محتاجين الشراكة دى انا كنت فعلا عملتها

ضحك رحيم بتسلية وهو يرى وجه اخيه الحانق ليزداد حنق حمزة اكثر يقول بغيظ

= بتضحك يا رحيم انا مش عارف ازاى قادر تشوف خلقته وتنسى كل اللى عمله معانا

نظر اليه رحيم قد اختقت عن وجهه اى تسلية يقول بنبرة قاسية

= انا مبنساش ياحمزة وانت عارف ده كويس بس مدام قبلنا الشراكة معاه يبقى كل الامور تمشى طبيعى الا لو حبها تمشى غير كده يبقى ميلومش غير نفسه وقتها

توقف عن الحديث ليسود الصمت لثوانى متابعا بعدها بهدوء

= المهم بلغ الحاجة تجهز الامور وهما يومين يمروا بطول ولا بالعرض

تافف حمزة لينهض منفذا لكلام اخيه الذى مان ان خرج اخيه من الغرفة حتى عاد الى مكانه السابق بجوار النافذة مراقبا تلك التى تحتل كل افكاره ولا شيئ اخر غيرها

**★**★**★**★**★**

= وده جاى ليه ده مش حط رجله فى مكان الا لو وراه مصيبة

تكلمت الحاجة وداد بتوجس بعد ابلاغ حمزة لها بقدوم ذلك الضيف لترد ندى بطبيعتها الطيبة

= يمكن يا ماما قاصد خير وعمل موضوع المشروع ده حجة وقال يحاول يصلح الامور من تانى يجى يبارك لرحيم ع جوازه

دوت ضحكت سارة الساخرة ارجاء الغرفة لتقول وهى ترجع بظهرها الى مقعدها تقول بخبث

= اه هو بيحب رحيم اووى فجاى يبارك ع جوازة الهنا

نظرت الحاجة وداد اليها بحدة

= سارة ملوش لازمة كلامك ده ولا عاوز يسمعك وتحصل مشكلة تانى

نغزت بثينة ابنتها فى الخفاء تحاول اسكاتها تقول فى محاولة منها لاصلاح كلمات ابنتها

= سارة تقصد ان رحيم وجمال بينهم مصانع الحداد فاكيد مش جاى وناوى خير ابدا لرحيم

نهض حمزة من مكانه بعنف ينظر الى سارة و والدتها قائلا بصرامة

= رحيم عمره ما بيعادى حد غير اللى بيبدء بعداوته له واظن جمال جرب وعارف ان رحيم عدو مش سهل فماظنش ابدا هيبتدى عداوة جديدة هو عارف كويس انه مش قدها

ليغادر الغرفة دون اضافة كلمة اخرى لتتبعه ندى تليها الحاجة وداد بعد ان رمقت سارة باستهجان لتلتفت الى والدتها تقول بغيظ

= شوفتى بتبصلى ازاى كانى غلطت فى بنت الوزير وبعدين ما كلهم عارفين ان لا رحيم بيقبل جمال ولا جمال بيقبل رحيم يبقى فين الغلط فى اللى قلته

نظرت بثينة الى ابنتها تزفر بنفاذ صبر تقول بحدة

= انا مش قولتلك هدى الامور شوية على الكل لحد مانشوف هنعمل ايه مع البت دى انا عاوزاكى ترجعى رحيم ليكى مش تقلبيه عليكى تانى

تاففت سارة بحنق تكتف ذراعيها فوق صدرها تقول

=ارجعه ازاى وهو من يوم ما اتجوز البت دى مابتش غير ليلة عندى ومكررهاش تانى واديكى شوفتى بنفسك بيتعامل معايا ازاى ده مش طايق ليا كلمة

رتبت بثينة فوق يدها رقة تقول بتفهم

= عارفة يا سارة بس برضه لازم تديله وقته اللى عملتيه مش سهل ابدا ع اى راجل واقولك بصراحة انا مستغربة انه مطلقيش بعد عملتك دى

صرخت سارة باستهجان من حديث امها

= ماما انتى بتقولى ايه

هزت امها بعدم اهتمام لصراخها تقول

=بعرفك بس ان اللي حصل مش قليل

تنهدت سارة تغمض عينيها تقول بصوت نادم

= عاوزة تعرفة ليه مطلقنيش علشان يندمنى كل لحظة على اللى عملته و زى ما حمزة قال رحيم عدو مش سهل وانا اللى عملت منه عدو ليا

فتحت عينيها بسرعة تلتفت الى والدتها تقول بغيظ ناسية كل ندمها السابق

=وبعدين هو انا كنت اعرف انه هياخد الموضوع كرامة وانه فعلا هيتجوز بعد ما رفض كتير يعملها انا حبيت ابين له انى مستعدة اضحى علشان فيتحسب ده لصالحى بس الظاهر حسبتها غلط

ردت بثينة بصوت مذهول من حديث ابنتها وتفكيرها

= انتى مجنونة يا سارة ولا ثقتك العمية فى نفسك وحبه ليكى نساكى انه راجل واكيد هياخد الموضوع على كرامته مش تضحية زى ما جنابك فاكرة ثم اخذت تهز راسها باستنكار قائلة باسف

ياريتك اخدتى رائى قبل ما تعملى جنانك ده بس معلش ملحوقة واكيد هيرجع ليكى تانى

رت سارة بلهفة وامل

= ياريت ياماما ياريت انا استحالة اسيبه لحتة الفلاحة دى رحيم بتاعى انا وبس

رتبت بثينة على يدى ابنتها تحاول تطمئنتها تقول بخبث

= متقلقيش يا قلب ماما مبقاش بثينة الشرقاوى اما رجعته ليكى وخرجت الفلاحة دى من هنا مكان ما جات

★★★*******★★★

جلست العائلة مجتمعين بعد العشاء مشتركين جميعا فى مناقشة حول الضيف القادم الا رحيم الذى جلس فوق كرسيه براحة متابعا بعينيه حور الجالسة بعدم راحة من نظراته الحادة الموجهة اليها فهو لم يرفع عينيه عنها منذ لحظة دخوله الى الغرفة ليظل جالسا بتلك الطريقة غير منتبه لما يدور حوله من احاديث لتنتبه سارة لنظراته تلك تساله بحدة فى محاولة منها لتلهيه عن تلك الفتاة

=رحيم تفتكر جمال فعلا جاى لشغل ولا ناوى على حاجة تانية انت ايه رايك؟

ليظل رحيم ينظر باتجاه حور دون محاولة الرد عليها رغم ادراكها انه استمع الى سؤالها لتصرخ بغضب

= رحيم انت سامعنى انا بكلمك ع فكرة

التفت رحيم اليها بهدوء مركزا نظراته الصارمة عليها قائلا ببرود

=سمعتك ومش عاوز ارد عليكى ولتانى مرة بقولك متعليش صوتك وانتى بتكلمينى

توتر الجو بعد حديث رحيم لك ليتوقف الجميع عن اى حديث لينهض حمزة غامزا لندى خفية لتفهم مقصده لتنهض هى الاخرى ليلقى حمزة تحية مساء سريعة ويسرعا فى المغادرة

لتنهض سارة من مكانها دون سيطرة منها على انفعالاتها لاترى امامها من شدة غضبها تقول بغيظ وحنق

=انت هتفضل على حالك ده لامتى انا خلاص جبت اخرى

رحيم بنفس بروده دون اى انفعال ظاهر على وجهه

=هو ده اللى عندى اذا كان عجبك

نفضت سارة يد امها التى وقفت هى الاخرى تحاول تهدئتها تقول بغضب

= انت فاكر انى مش عارفة انتى بتعمل معايا كده ليه لا يا رحيم بيه بس احب اعرفك انك بتلعبها غلط مش حتة البت دى

واشارت بيدها ناحية حور المصدومة مما يجرى لتكمل حديثها الحاقد

اللى تعملها ند لسارة فاهم يارحيم لعبتك كلها مكشوفة فاهم

نهضت حور تغادر الغرفة سريعا غير راغبة لسماع المزيد لتلحقها سارة امام ذهول الجميع من حالتها تلك تقبض على ذراعيها تشدها بعنف

= رايحة فين يا هانم استنى اسمعى باقى الكلام انا لسه مخلصتش

صرخ رحيم بها عاصفا

=سارة كفاية لحد كده

نظرت سارة باتجاهه دون ان تفلت حور من يدها تقول بهسترية غير متحكمة بما تفعله

= لا مش كفاية لازم تفهم الخدامة بنت الخدامين دى قمتها فى البيت ده ايه

علم الجميع بانفجار الوضع عندما اسرع رحيم بعثغضب عاصف يجذب سارة بقسوة من ذراعيها مبعدا ايها عن حور ثم يلتفت الى حور يقول بحدة :حور اطلعى اوضتك حالا

وقفت حور مكانها تنظر اليه بصدمة فهى توقعت منه اى شئ الا طلبه هذا منها كما لو كانت طفلة يجب الا تستمع الى احاديث الكبار الا تستحق منه ان يقوم برد اعتبارها امامها من اهانة سارة لها امام الجميع اصبحت اهانتها امر عادى له ولعائلته فلم تدرى سوى بتنفسها تتشبث باقدامها فى الارض تنظر اليه قائلة بتحدى

=مش طالعة يا رحيم غير لما ترد على اهانتها ليه وادامى

تارك رحيم سارة تماما متوجها بجسد متخشب نحوها قائلا بغضب

= ايه بتقولى ايه مسمعتش

واجهت حور نظراته بشجاعة قائلة

= لا سمعتنى يارحيم وسمعتنى كويس اوى انا مش هسمح لحد يهنى ولا يهين اهلى هنا تانى ولو انت مش قادر ترد على اهانتى انا اقدر اجيب حقى بنفسى

استمرت تنظر اليه تقابل نظراته بتحدى مماثل حتى دوت ضحكة سارة باستهجان وسخرية

=اتفرج يا رحيم بيه الفلاحة عاوزة تربينى عاوزة تعمل راسها براس اسيادها

صرخ رحيم بغضب عنيف دون ان يحول عنينه عن حور

=سارة اخرسى خالص صوتك مسمعوش و الا متلوميش غير نفسك بعدها

صمتت سارة مرتعبة تعلم انها قد تجاوزت الخطوط جميعها ان عقابها اتى لا محالة وهذة المرة لا مفر منه

تكلم رحيم موجها كلامه تلك المرة لحور الواقفة بصلابة جسده متصلب بتوتر ضاغطا على حروف كلماته يقول بهمس غاضب

= لتانى مرة بقولك اطلعى اوضتك واياك اسمع كلمة تانية منك

نهضت الحاجة وداد من مكانها تسرع الى حور تمسك يدها برقة وعطف تحدثها فى محاولة منها لتهدئة الامور

= تعالى يا حور يا بنتى وصلينى لاوضتى اصل انا تعبانة اوى

وقفت حور مكانها تنظر اليه بعينين ملتمعة من اثر دموع تحاول كبتها حتى لا تتساقط امامه فيرى خيبة املها منه مرتسمة فيهما قبل ان تمسك بيد والدته تستند عليها هى لا العكس مغادرة الغرفة دون كلمة منها

اخذ رحيم ينظر ف اثارها لفترة طويلة يرى مدى انكسارها الظاهر فى خطواتها ليلتفت شادا سارة من يدها بعنف جعلها تشهق بالم ليتجه بها ناحية الباب لتناديه زوجة عمه بلهفة وقلق = رحيم استنى عاوزاك

لم يلتفت اليها رحيم قائلا بغضب

= اى كلام هيتقال يستنى لبكرة يا مرات عمى

ليغادر جاذبا سارة خلفه بعنف تتعثرث فى خطواتها وهى تصعد وراه الدرج

★★★★★★★

❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

👇16👇


اخذت حور تبكى بين ذراعى الحاجة وداد داخل غرفة الاخيرة التى حاولت تهدئتها قائلة لها بعطف

= انتى بتعيطى ليه دلوقتي انا متاكدة ان رحيم مش هيسيب اللى حصل من سارة ده يعدى واكيد اخدلك حقك يبقى ليه بقى زعلك ده .

رفعت حور رأسها تنظر اليها تمسح دموعها

=يعنى يا ماما مشفتيش كلامها ليا وبدل مارحيم يسكتها هى لا يقولى انا اطلعى اوضتك

ضحكت الحاجة وداد بمرح

= يعنى هو انتى سكتى ما انتى وقفتى ادامه وقلتى بعلو صوتك مش طالعة لا وكمان ايه عاوزة تجيبى حقك احمدى ربنا انه كان مشغول فى اللى سارة عملته و الا كانت هتبقى ليلتك ليلة .

صمتت لثوانى تقول بعدها باستفهام مرح

=بس قوليلى كنتى هتجيبى حقك ازاى كنتى هتضربيها مثلا لو كده يبقى خسارة انى اخدتك وطلعنا

لتغرق فب الضحك وهى تتخيل هذا المنظر امامها لتبتسم حور هى الاخرى لتتحول سريعا ابتسامتها الى ضحكة مرحة ازالت حزنها من فوق وجهها فاخذت الحاجة وداد تنظر اليها بحنان وهى ترتب فوق خدها تقول

=ايوه كده اضحكى مش عاوزة اشوفك زعلانة ابدا

احتضنها بحنان لتسرع حور الى احضانها تشعر كما لو كانت فى احضان امها تستمتع بحنانها لتظل على وضعها هذا حتى غلبها النوم

★★★★

فتح رحيم باب الغرفة دافعا سارة امامه بعنف للداخل لتتعثر من اثر دفعته حتى كادت ان تسقط ارضا لو لا تشبثها باحدى المقاعد الذى حال دون سقوطها ترفع انظارها اليه برعب وهى تراه يتقدم نحوها ببطء بعد اغلاقه لباب الغرفة بالمفتاح لا ترتسم فوق ملامحه اى شئ يدلها عما قد يحدث منه تاليا لتتراجع فى خطواتها امام تقدمه منها حتى اصدم ظهرها بالحائط موقفا تراجعها ليقف رحيم امامها ينظر اليها بعينين باردتين قاستين لتصرخ بالم حين امتدت يده ممسكة بشعرها يشد راسها اليه يكاد يقتلع شعرها من جذوره من شدة غضبه قائلا بقسوة وتصلب

=انا استحملت منك اللى مفيش راجل يستحمله و رضيت و قبلت العب معاكى لعبتك زى ما انتى بتقولي عنها وابان قدام الكل ضعيف ليكى ولحبك لحد ما اللعبة خلاص ما بقتش على هواكى قلتى لا مش لاعبة وعاوزة

رحيم لوحدى تانى

اشتدت قبضته اكثر حول شعرها لتصرخ بالم لم يلتفت اليه ولو لثانية مكملا حديثه انفاسه الغاضبة تلفح بشرتها يهدر بصوت عاصف

= بس لا ياسارة هانم اللعب من هنا وراح هيبقى بمزاجى انا عجبك تكملى تبقى تقعدى زيك زى اى كرسى هنا ملكيش صوت ولا تتدخلى فى اى حاجة تخصنى و اياكي فاهمة اياكى اعرف انك ضايقتى حور ولو بنظرة .

تركها نافضا راسها من يده بعنف قائلا بحزم وقسوة

= مش عجبك اللى قلته يبقى الباب مفتوح تقدرى تمشى لبيت اهلك ومحدش هيمنعك وحقوقك هتوصلك لحد عندك

اتسعت عينين سارة بصدمة ورعب تهمس بلوم

=هتطلقنى يارحيم

اقترب رحيم بوجهه منها ينظر فى عينيها لترى عينيه يغشيها قسوة اخافتها اكثر من كل كلماته السابقة لها يهمس بشراسة

=هعمل اللى المفروض كنت اعمله من زمان من اول ما رفضتى تكونى ام لأولادى من يوم ما خلتينى زي العيل الصغير و انتى بتجمعى علته اللى هو كبيرها وتجرحى فى رجولته وكرامته قدامهم كلهم

ليمسك خصلاتها من جديد شاد راسها اليه بعنف صارخا

=اقول كمان ولا كفاية كده لان غلطاتك مش من النهاردة بس لاااااا دى من يوم جوازنا بس انا اللى كنت اعمى

تركها بعنف متجها الى الباب يفتحه مغادرا بجمود دون ان يلتفت خلفه صافقا الباب بعنف لتنهار سارة ارضا تبكى بمرارة على ما صنعته يدها بفقدانه الى الابد

★★★★★★★

همست الحاجة وداد تأمر الطارق بالدخول حتى لاتزعج حور النائمة بسلام بين احضانها لترى ولدها الحبيب يدخل الى الغرفة بهدوء ينظر الى حور الساكنة تقدم بخطواته الواثقة حتى وقف امام الفراش عينيه ترسل الف رسالة ورسالة لايقرئها غير قلب الام يسالها بهمس

=هى نايمة من امتى

ردت والدته وهى تلامس خصلات حور بحنان

= من شوية بعد ما تعبت من كتر عياطها

زفر رحيم بضيق لمعرفته ببكاءها قائلا بخشونة

= ساعات بحس انى متجوز طفلة صغيرة

ردت والدته بعتاب

= رحيم متجيش عليها انت كمان انت عارف ان ليها حق فى زعلها و اى واحدة مكانها كانت قلبت الدنيا خصوصا انك معرفتش توقف سارة عند حدها على الاقل قدامها

صرخ رحيم بغضب ناسيا تلك النائمة لتنظر اليه وداد بلوم فيخفض صوته هامسا بغيظ

=يعنى يا امى كنت عوزانى اجيب سارة من شعرها ادامها علشان تعرف انى اخدت حقها مكنش ينفع غير اللى عملته هى المفروض كانت تفهم ده

ارتسمت معالم الذهول فوق وجه والدته تقول بصدمة

=رحيم هو انت عملت كده فى سارة فعلا؟

زفر رحيم مخفضا راسه ارضآ يقبض يديه بشده هامسآ باقتضاب

=عملت اللى تستاهله يا امى سارة خلاص فكرت انها مهما عملت محدش هيحاسبها وكان لازم تفهم العكس

زفرت والدته هى الاخرى بقلة حيلة قائلة

=والله يا بنى مش عارفة اقولك ربنا يهدى الحال

اومأ براسه متقدما ناحية تلك النائمة محاولآ حملها دون ان يوقظها اخذا ايها بين ذراعيه لتتلملم قليلا ثم تستكين بين ذراعيه مرة اخرى لتهمس والدته بخفوت

=ماتسيبها يابنى تنام فى حضنى النهاردة بدل ما تقلقها

نظر رحيم الى حور النائمة بسلام و رأسها يستريح فوق صدره ليمرر نظراته فوق ملامحها بحنان هازآ راسه برفض هامسا دون ارادة منه

=طيب و انام ازاى من غير ما تكون فى حضنى !

افاق بحرج على ما همسه به يرفع انظاره الى والدته بقلق وخوف ليجدها مازالت على نفس تعبيراتها ليتنهد براحة لعدم سماعها ما همس به ليتنحنح متحدثا بصوت ثابت النبرات = الاحسن تنام فى اوضتها يلا تصبحى على خير يا امى .

ردت تحيته وهى تتابعه بنظراتها خارجا يحمل زوجته بين ذراعيه برقه وحنان لتبتسم بعد خروجه بمكر قائلة بمرح =بقى كده يا رحيم ما بتعرفش تنام غير وهى فى حضنك

تنهدت تدعوه له ربنا يهنيك يابنى واشوف ولادك وافرح بيهم

★★★★★★★★★

مرت عدة ايام بعد تلك الاحداث كانت الاوضاع فى القصر متوترة بين الجميع بداية من سارة التى تلتزم غرفتها بعد ماحدث وكلمات رحيم اليها رافضة مغادرة القصر بعد حديث امها اليها التى اقنعتها بعدم الاستسلام لغريمتها مع وعد منها بتخليصها منها بطريقة او باخرى اما رحيم فلم يعلق ع بقاءها متجاهلا ايها تماما حتى اثناء الوجبات الوقت الوحيد التى اصبحت تراه فيه تجلس امامه محاولة الاعتذار اليه بنظراتها متوسلة سماحه ليقابلها ببرود وتجاهل رفضآ اى محاولة منها للاقتراب منه ومازاد الطين بلة انه اصبح ايضا يبيت كل لياليه لدى تلك الفتاة ليشعل نارها اكثر واكثر اتجاها

يالله كم تتمنى التخلص منها حتى ولو كان القتل هو السبيل الوحيد لذلك لفعلتها دون لحظة ندم واحدة فتلك الفتاة اصبحت كالهاجس لها لا تكره فى حياتها احد كما تكرها ولكن لتصبر كما طلبت منها والدتها تحفر لها قبرها بتفكير وهدؤء وقتها لن يرحمها احد من بين يديها

خرجها صوت الباب يفتح مخرجا ايها من افكارها لتشعر بالسعاظة للحظة ظنا منها انه رحيم ليخيب املها وهى ترى والدتها تدلف للغرفة واقفة تنظر اليها بشفقة وعطف تقترب منها تقول بحنو

= ايه ياسارة هتفضلى حابسة نفسك كتير ف الاوضة دى

سارة وهى تعض على شفتيها تقول اقتضاب

=وعاوزانى اعمل ايه يا ماما وهو كل ليلة عند الهانم وناسينى من الاصل لتتغير ملامح وجهها ف ثانية تهتف بغضب

=لاااا بس انا خلاص جبت اخرى منه ومنها شوفيلى حل يا ماما والا اقتلها واخلص منها انا خلاص مابقتش بفكر غير فى انى اموتها وارتاح

جلست بثينة بجوارها يرتسم الشرود والتفكير على ملامحها تنطر سارة اليها فى انتظارها لرد على كلامها لتصرخ سارة بغيظ

=ماما انتى مش معايا ؟ فين المصيبة اللى كنتى بتحضريها للبت دى ولا خلاص مبقاش ليها حل

التفت اليها بثينة تقول بخبث

=لا ازاى ده انا بفكرلها فى مصيبة لو ظبطت معانا البت دى هتخرج منها بفضيحة وقليل لو مطلقهاش فيها بس استنى نخلص من موضوع زيارة ابن عمك ده ونشوف هترسى على ايه

اسرعت سارة ف الاعتدال بجلستها تقول بلهفة

=ازاى يا ماما فهمينى

رتبت بثينة فوق كتفها تقول هقولك كل حاجة بس الاول انتى معاكى رقم نرجس مرات ابو البت دى

عقدت سارة حاحبيها بدهشة واستغراب =ايوه معايا بس عوزاها ليه دى ست طماعة وكلبة فلوس

ضحكت بثينة بخبث

=ماهو علشان كده عاوزاها هى الوحيدة اللى هتقدر تنفذ اللى عاوزينه من غير ما نبان ف الصورة خليكى جاهزة وقت ما اقولك كلميها اتصلى بيها ع طول تقابلنا ف مكان المرة اللى فاتت

هزت سارة راسها بالايجاب لتكمل بثينة حديثها قائلة بخبث والشر ينطق من ملامحها

=لو اللى فى دماغى حصل ياسارة البت دى مش هتبات فى القصر لليلة واحدة

★★★★★★★★

اما حور فمنذ تلك الليلة وهى تارة تتجاهله وتارة اخرى غاضبة منه فى محاولات عقيمة منها لافهامه بمدى حنقها وغضبها مما حدث لتظل على برودتها تتعامل معه ببعض كلمات مقتضبة تتبادلها معه عند الضرورة للحديث لكن اكثر ما كان يحبطها هو انه ولا مرة واحدة حاول الحديث معها فيما حدث محاولآ شرح لها اسباب ما فعله متجاهلآ ايها تماما شيقابل دائما محاولاتها تلك بهدؤء وضحكة ساخرة كما لو كان هو الغاضب ويعاقبها بتجاهلها وليس هى لتظل على حالها فليلة باردة غير مبالية به وليلة غاضبة تريد تمزق الهواء من حوله بصراخها تود لو ضربت الارض بقدميها لتحصل منه على اى ردة فعل حتى ولو ظهرت امامه كطفلة غاضبة ولكنه يدخل ليلا الى جناحهم دون توجيه اى حديث اليها يستعد للنوم بكل هدؤء ولا مبالاة ولكن ما ان يلامس جسده الفراش حتى يسرع الى اخذها بين ذراعيه مثل كل ليلة دافنا وجهه بين حنايا عنقها مستغرقا سريعا فى النوم كما لو كان وجد ملجاه للراحة ليذوب كل غضبها السابق منه لتنام هى الاخرى بين احضانه غير مبالية بشئ ما لكن ما ان يحل الصباح حتى يعود بهم الحال الى لعبة القط والفار من جديد

                     الفصل السابع عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close