رواية عشق مع وقف التنفيذ الفصل الرابع والخامس بقلم اميرة جمال


 رواية عشق مع وقف التنفيذ

الفصل الرابع والخامس

بقلم اميرة جمال

"لا هجرك انت مشكلتى

انما هذا المقعد فى صدرى ما عاد يجارى احدا كما كان يجاريكى "


صباح اليوم التالى استيقظت اروى مبكرا عن عادتها لتلحق بمقابلة الشركة توضأت وصلت فرضها القت نظرة على غرفة فريدة وجدتها تغط فى نوم عميق لم تشأ ان توقظها لا زالت الساعة السابعة والنص صباحا اعدت لها الفطور وتركت لها ملاحظة فالمطبخ انها ذهبت لمقابلة الشركة وستعود مبكرة فلا رغبة لها بالاحتكاك بجاسر او اى من اتباعه يكفيها ما حدث البارحة

استقلت احدى سيارات الاجرى وهى تدعى الله ان يوافقو على توظيفها فهو السبيل الوحيد لتوفير المال لعلاج فريدة

....................

فى شركة العمرى للصلب

دخل يامن بشموخه المعتاد ونظارته الشمسية رائحة عطره النفاذ اعطت انذارا للجميع بقدومه فوقفو احتراما له سارع موظف الامن بحمل حقيبته

مر يامن من امام مكتب سكيرتيرته الخاصه

يامن:الاستاذ عبد الرحمن هيجى دلوقتى اول ما يجى تدخليه فورا

السكيرتيرة :أمر حضرتك يامن بيه

بعد حوالى نصف ساعة طرق على باب مكتبه سمح له بالدخول فهو يعلم هويته

اغلق زر بدلته ووقف يمد يده بالسلام :أهلا عبد الرحمن بيه اتفضل

يامن:اهلا يامن بيه اتمنى يكون الموضوع مهم عشان مدير اعمالك يكلمنى فنصاص اليالى لو على الضم قلتلك مش قابل ومتتعبش نفسك

يامن: حيلك حيلك بس انا لسة اتكلمت ولا ضايفتك

رفع سماعة الهاتف :منى ابعتيلى 2قهوة مظبوطة

حضرتك طبعا عارف ان مجموعة شركاتى اكبر مجموعة للصلب فمصر و عارف طبعا انى عرضت عليك الضم او اشترى شركتك وانت رفضت

بس انا بعرض عليك حاجة تانية دلوقتى واتمنى ك business man تفكر بعقلك

عبد الرحمن :ممكن حضرتك تخش فالموضوع علطول ؟

يامن:بنتك

عقد عبد الرحمن حاجبيه باستغراب

شهد مالها شهد

يامن:طالب ايدها

-وانت تعرف بنتى منين ولا شفتها فين اصلا

-ولا شفتها ولا عرفتها انت راجل business man و عارف الحياة ماشية ازاى كويس و عارف ان لو اتجوزت بنتك هعلى من اسمك واسم شركتك والعملا بتوعك يزيدو كفاية انك هتبقي نسيب يامن العمرى وزى ما انت هتستفيد ان هستفيد واعتقد دا عربون حلو اووى تخليك تقبل الضم انت فشركتك زى ما انت بس مع تعديل بسيط ان هتبقي شركتك تابعة لمجموعة العمرى معتقدش انك عاوز وقت تفكر ولا اعتقد ان ممكن فيوم يجى لبنتك احسن منى

تخيل عبد الرحمن كل المكاسب التى سوف يحصل عليها من بعد هذه الصفقة

هو رابح من كل اتجاه لم يحتاج الامر للتفكير مرتين

-موافق

ابتسم يامن ابتسامة ثقة :كدا دى دماغ business man بصحيح

عبد الرحمن:هتشرفنا امتى

عقد يامن حاجبيه باستغراب:

اشرفك فين وليه

-عشان تطلب ايد بنتى رسمى ولا عايزانى اروح تقوله لامها هاى انا واخد البت اجوزها باى انتى

يامن ببعض الحدة:عبد الرحمن بيه انا مبحبش الهزار ولا النبرة دى ومع ذلك تمام بلغهم فالبيت انو جاى بكرة

صافحه عبد الرحمن وخرج من الشركة

شعر يامن ببعض الصداع فاخذ يدلك رأسه قليلا صورتها تتجسد له كلما اغمض عينيه شعوره عندما حملها لم يشعر به من قبل ولكن على اى حال هو لن يراها مرة أخرى ولم يتمنى لو يراها مرة اخرى بعد

-ايه ي معلم مندهتليش ليه لما الراجل مشىى

قالها كريم وهو يقتحم عليه حجرة مكتبه

امسك يامن بملف عالمكتب وقذفه فى وجه كريم

:روح يشيخ ابو شكلك قطعت حبل افكارى ما قولت 100مرة تخبط الباب دا مش معمول زينة

كريم بعد ان تفادى الملف:ما خلاص ي عمونا بقي الراجل وافق!

عاد يامن الى اغماض عينيه:مكنش يقدر ميوافقش دا عين وعبادته على الشهرة و الفلوس وانا جبتهاله على طبق من دهب وكل دا بحتة قسيمة لا راحت ولا جت ابقي ساحر انا ولا مش ساحر

كريم:ساحر ونص وكمان

يامن:انا رايح اعاين المصنع الجديد واعمل حسابك جاى معايا بكرة عشان نطلب ايدها رسمى

لم يمهل كريم فرصة الرد لانه بالفعل قد غادر

.........

فى مكان اخر بشركة العمرى

بقسم الحسابات

انتظرت اروى كثيرا حتى يحين دورها فى المقابلة زفرت الهواء بيأس عدة مرات لم تتوقع ان يكون هناك هذا العدد من المتقدمات مما جعل فرصة حصولها على العمل شبه مستحيلة وخاصة انها لا زالت فى سنتها الاخيرة

:اروى محمد الجبالى

سمعت اسمها من موظفة الاستقبال سمت بالله قبل ان تدخل مكتب المقابلة

رجل كبير فى السن الى حد ما تقارب ملامحه على ال50 سنة يبدو عليه الصرامة غزا الشيب خصلات من شعره الاسود

اشار لأروى بالجلوس

اسامة:ال CV بتاعك حلو ي آنسة وواخدة كورسات محتاجينها بس اللى مش فاهمه انتى لسة فاخر سنة عايزة تشتغلى ليه !!

اروى بصوت حاول ان تصبغه ببعض الثبات: كل اللى اقدر اقوله لحضرتك انى محتاجة الشغل دا ضرورى عشان مسألة حياة او موت لشخص عزيز عليا

اسامة: وتفتكرى دا سبب كافي يخلينى اديكى الوظيفة فشركة كبيرة زى العمرى !!

اروى وقد لمعت بعض الدموع ب عينها قامت من على الكرسى :انا اسفة انى ضيعت وقت حضرتك ال cv بعد اذنك

اسامة:اعدى ي آنسة انا لسة مخلصتش كلام

اراد اسامة اختبارها منذ البداية طريقة لبسها وحديثها توحى بانها محترمة وعلى خلق كما ان قلبه رق لها وشعر بحاجتها للعمل فعلا وليس تمثيليه رخيصة للحصول عليه

:فرضا ان الوظيفة راحت ليكى انتى عندك علم انو ساعات العمل من 9 ل 4 جامعتك هتعملى فيها ايه!!!

اروى: حضرتك ليا واحدة زميلتى بتحضر علطول هتجبلى المحاضرات واذاكرها باليل ومش هخلى دا يجى على شغلى

اسامة:تحبي تبدأى امتى ؟

اروى بغباء وكأنها لم تفهم ما يرمى اليه:ابدا ايه !!

اسامة :الشغل ي آنسة انتى صرفتى نظر ولا ايه

ابتسمت اروى ابتسامة عريضة :يعنى الوظيفة ليا !انا انا مش عارفة اشكر حضرتك ازاى بجد وان شاء الله هكون عند حسن ظن حضرتك

اسامة:اتمنى متقصريش رقبتى عشان عندنا عجز فموظفين الحسابات وراعى انى شغلتك على ضمانتى بكرة الصبح 9 بالدقيقة والثانية تكونى هنا

اروى :متقلقش حضرتك قبل 9هكون هنا

....................

خرجت اروى من الشركة والفرحة لا تكاد تسعها فاخيرا ستتاح لها الفرصة بعرض فريدة على دكتور قلب متخصص وتوفير الدواء لها

ركبت سيارة سريعا لبتشر فريدة بهذا الخبر

وصلت شقتها وجدت الهدوء يعم المكان والشبابيك لا تزال مغلقة طعام الافطار على حاله لم يمس ابدا

بدأ الخوف يتسرب الى قلبها دخلت غرفة فريدة وجدتها نائمة على حالها

وقفت امام سريرها بخطوات مرتجفة

:ديدا اصحى انتى لسة نايمة

و

لا رد

كررت سؤالها

مرة

واثنين

وثلاثة

وايضا لا رد

هزتها بعنف عدة مرات ولا اجابة ايضا

شلال دموع انهمر من عينيى اروى

:ديدا عشان خاطرى اصحى لا ارجوكى متعمليش فيا كدا

صاحت باعلى صوتها :ساعدونىىىىىىى

اسعاف اسعاف

مسكت هاتفها باصابع مرتشعة واتصلت بسيارة اسعاف عسى ان تنقذ ما يمكن انقاذه

.................

فى منزل شهد عبد الرحمن

عاد عبد الرحمن الى المنزل باكرا على غير عادته

استغربت نجوى كثيرا وتحققت من ساعة الحائط مرة اخرى

نجوى:عبد الرحمن ايه اللى جابك متأخر كدا !

عبد الرحمن بصرامة :وانا ممنوع اجى ولا ايه دا بيتى اجى وقت ما يعجبنى

بنتك فين؟

نجوى:بتذاكر فاوضتها

عبد الرحمن:خليهم يعملولى فنجان قهوة يجيبوه على اوضة المكتب وخلي شهد تحصلنى على هناك

طرقات على باب غرفة شهد :

شهد بصوت عالى :خشى ي ماما

دخلت نجوى لتجد شهد تجلس على السرير و وتعقد القلم فى شعرها السرير ملئ بالورق والملازم

وبجوارها كأس من العصير والفوضى تعم الغرفة

نجوى:ايه ي بنتى المنظر دا هى دى الاوضة اللى انا برتبها كل يوم دا مش منظر اوضة بنت

شهد بضحكة خافتة :ما خلاص بقي يست الكل مبعرفش اذاكر غير كدا

نجوى:طب تعالى معايا وسيبي المذاكرة شوية

شهد:اجى فين

نجوى:باباكى عايزك فاوضة المكتب

شهد باستغراب:بابا!!!!

هو بابا بيجى دلوقتى !!!

و عايز يشوفنى انا !!!!

نجوى :يبنتى قومى يلا قبل ما صوته يعلى

نزعت شهد القلم من شعرها وذهبت الى غرفة المكتب من نجوى لترى هذا الامر المستعجل الذى جعله يتكرم عليها ويطلب رؤيتها

طرقت باب غرفة المكتب فاذن لها بالدخول اشار بيده لنجوى بالانصراف

عبد الرحمن:اعدى ي شهد

شهد:خير ي بابا فى حاجة

عبد الرحمن :لا ي حببتى دا موضوع مهم يخصك

شهد بصوت يكاد لا يسمع وكأنه تحدث نفسها :حبيبتى!!!مين دا

اللى خد ابويا ي جماعة يطلعه بلاش هزار

عبد الرحمن:انتى معايا

استعادت شهد تفكيرها : اه اه مع حضرتك خير

عبد الرحمن نخش فالموضوع عشان مليش خلق انتى عارفة انك بنتى الوحيدة واكتر حد اتمناله الخير عشان كدا ومن غير مقدمات فى عريس جالك وانا وافقت

وكأن شهد لدغها ثعبان :

عريس

عريس ايه ي بابا انا مش عايزة اتجوز وازاى توافق من غير ما تاخد رأيي انا مش هتجوز بالطريقة دى

خرج عبد الرحمن عن طور هدوئة وفى اقل من ثانية كان يمسك معصمها حتى كات يقتلعه جائت نجوى على صوت صراخهم

عبد الرحمن :انا مبخدش رأيك انا ببلغك انتى عارفة مين متقدملك ي حيلة ابوكى دا يامن العمرى اكبر رجل اعمال فمصر انتى تطولى

شهد :مش عايزة اطول

ثم تابعت ببكاء كأنها تحاول كسب تعاطفه :ارجوك ي بابا متعملش فيا كدا مش عايزة اتجوز انا لسة بدرس

-مش مهم كملى دراستك عندو انا مش ممكن اضيع من ايدى الفرصة دى

شهد:اه قول كدا بقي انت عايز مصلحتك مش مصلحتى

صفعة مدوية نزلت على وجنة شهد احتضنتها نجوى بسرعة

عبد الرحمن:اخرسي انتى مش متربية خدى بنتك عقليها ي نجوى ويكون فعلمكو الراجل جاى بكرة يطلبها رسمى وهتعد وهتوافق مش هتخسرونى ملاين بغبائكو والا مفيش جامعة ولا دراسة وهجوزها برضو غصب عنها

ركضت شهد الى غرفتها وانفجرت فى البكاء

...............

فى المشفى

استندت أروى على باب حجره الطوارئ وهى تسترجع احداث الساعتين الماضيتين كيف كانت سعيدة وشعرت بأن الدنيا بدأت تضحك لها

تذكرت كيف اتت سيارة الاسعاف و نقلت فريدة الى المشفى

تذكرت احتجازها فى غرفة الطوارئ اكتر من ساعة ونصف لتشخيص الحالة

وحديث الطبيب لا يزال فى اذنها "الحالة متأخرة جدا ي آنسة لازمها عملية قلب مفتوح فاسرع وقت اتمنى تدبرلى تكاليف العملية واول ما تدبريهم هندخلها العمليات فورا ولحد الوقت دا هتفضل محجوزة هنا تحت المتابعة ودا اقصى حاجة ممكن اعملها "

كيف ستتحمل فكرة فقدانها ومن اين لها ان تدبر تكاليف العملية

قاطع شرودها رنين هاتفها مسحت دموعها وما ان ضغط على الزر سمعت صوت شهد الباكى :الحقينى ي أروى

أروى:مالك ي شهد حصلك ايه !!!!!

شهد:بابا عاوز يجوزنى ي أروى غصب عنى وهددنى لو موافقتش هيمنعنى من الجامعة

ها هى مصيبة اخرى على رأسها

أروى:اهدى طيب ي حببتى وفهمينى

شرحت لها شهد باختصار

اروى:طب اهدى ي شهد بس هنلاقي حل

شهد:حل ايه اللى هنلاقيه بقولك جايين بكرة

-مش يمكن ي شهد يطلع انسان محترم

-مش عارفة ي شهد انا كل اللى مسيطر عليا دلوقتى ان ابويا عاوز يرمينى عشان يكبر شركته واسمه عارفة احساس ان ابوكى ميكونش مهتم غير بنفسه

اروى بأسى :لا ي شهد معرفش لما يبقي عندى اب هجرب واقولك

حينها ادركت شهد ما تفوهت به وكأنه وضعت ملح على جرحها

أروى وحياتى متزعليش انا مقصدش والله العظيم

-متخافيش ي حببتى عارفة انو مش قصدك

عاوزة تسمعى رأيي ولا عاوزة تعيطى وخلاص

شهد:اكيد طبعا عايزة اسمع رأيك

أروى:من رأيي تعدى مع الشاب وتشوفيه يمكن يطلع محترم وتحبيه ولو معجبكيش هنلاقي 100طريقة وطريقة نطفشو بيها

شهد وقد بدأت تقتنع بالكلام:بس بشرط تيجى عندى بكرة وتحضرى المقابلة انا مليش غيرك

-حاضر ي حببتى هاجى هقفل بقي عشان اروح

-تروحى انتى فين اصلا!!!

حكت له باختصار ما حدث لها فشعرت شهد بالاسى على حال صديقتها وان مشكلاتها تبدو تافهة بجانب ما تعانيه اروى

شهد:دادة فريدة !الف سلامة عليها طب وانتى هتعملى ايه

أروى:مش عارفة مش عارفة افكر يشهد محتاجة اعد مع نفسى وارتب امورى وخصوصا انى لسة متوظفة النهاردة مينفعش اطلب سلفة انا هقفل معلش عشان الحق اروح قبل الدنيا ما تليل

اغلقت أروى الهاتف على وعدها مع شهد بان تحضر لمنزلها عدا مساءا وشعرت بالحزن ف فعليا هذه اول ليلة لها تبيت فى المنزل بمفردها

...................

صباح يوم جديد

استيقظت اروى وهى تدعو الله ان ييسر لها امورها

ارتدت ثيابها وسرحت قليلا فى السلسال حول عنقها احاطته بكفها الصغير واغمضت عينها

:ان حاسة ان انتو لسة عايشين أرجوكو اظهرو انا ممكن اعيش حياتى على امل 1%بس انكو موجودين انا عارفة ان السلسلة دى الوحيدة اللى ممكن تجمعنى بيكو يرب ساعدنى نفسى افرح اووى

مسحت دمعة عالقة فى عينها واستعدت لبدأ العمل داعية الله بكل التوفيق وان تجد حلا لعملية فريدة

..........

بشركة العمرى للصلب

وصلت اروى قبل الساعة ال9 بدقائق ما ان رأها اسامة ابتسم مجاملا فها هى بدايات التزامها تظهر فتلك الصغيرة تذكره بابنته الراحلة فى البراءة والطفولة

اسامة:قبل معادك بالضبط زى ما قلتى امبارح اتمنى تستمرى على كدا مش اول يوم وخلاص يلا اتفضلى على شغلك وراكى شغل كتير انسة صفاء السكرتيرة هتوريكى طبيعة الشغل وابدأى فورا عشان فى حسابات متأخرة وانا كمان شغال فجزء منهم

أروى وقد علت عزيمتها بعد كلام اسامة حاضر ي فندم وان شاء الله اكون عن حسن ظن حضرتك

اتجتهت الى صفاء التى بدورها شرحت لها طبيعة العمل التى سرعان ما فهمتها اروى وشعرت بكل طاقتها لانجاز ما هو مطلوب منها

............

بعد عدة ساعات فى مكتب يامن

كان يامن فى اقصى مراحل غضبه فها هو يوم اخر تزوره فى احلامه هو يعلم كل العلم انه لن يراها ثانية وكل ما جالت بخاطره يتذكر جاسر وهذا الاحمد الذى نطقت اسمه

رفع يامن سماعة الهاتف:منى تعاليلى فورا

دخلت منى عليه بعد طرق الباب

امرك ي يامن بيه :حسابات شحنة الحديد الاخيرة فين انا مش منبه كل حاجة تبقي على مكتبي النهاردة كلامى مبيتسمعش ليه

منى بخوف :والله حضرتك انا بعت لقسم الحسابات من امبارح بس لسة مجابوش حاجة

يامن:يعنى ايه هى شركة ابوهم

ابعتيلى حد من هناك فورا واطلبيلى قهوة سادة

منى :بس حضرتك بتشربها مظبوطة

يامن بحدة:وانتى مال اهلك كنت هشرب ب بؤك انتى اتفضلى على مكتبك ونفذى اللى امرت بيه

خرجت منى مسرعة واتصلت بقسم الحسابات فاخبرتها صفاء بانها تسأتى حالا

عدلت صفاء من رأيها فهى ليست بحمل غضب يامن فربما يخصم من راتبها نتيجة التأخير حتى لو كان ناتج عن عجز الموظفين فقررت بعث له موظف اخر

دخلت الغرفة لم تجد سوى أروى تعمل على الملفات والباقي يبدو انهم فى استراحة الغداء

صفاء :أروى روح لمكتب يامن بيه فالدور العاشر بسرعة

أروى:ليه حصل حاجة

صفاء:معرفش بس هو طالب حد من الحسابات

حاضر هطلع ربنا يستر

سمت اروى بالله واتجهت الى مكتب يامن

طرقت الباب ف أذن لها بالدخول دخلت ولم ترفع عينها من الارض

قالت بصوتها الرقيق :تحت امرك يفندم

عندها سمح لها يامن بالدخول كان يظنها منى اتت بالقهوة وكان مغمضا عينه يتخيل ما تبقي فى ذاكرته من صورتها ولكن مهلا هذا ليس صوت منى فتح عينه لتسمر فى مكانها فاتحا عيناه على وسعهما رمش عدة مرات كى يتأكد انه لا يتوهم رؤيتها خفق قلبه عدة مرات

-انتى ؟؟؟؟؟

وكأن كلمته كانت اشارة لأروى برفع رأسها اردت للخلف كرد فعل طبيعى للصدمة سرعان ما تعرفت عليه اجل هو كان هناك يوم المشاجرة

وسرعان ما تردد فى عقله جملته"ما انتى لو واقفة محترمة محدش هيكلمك مش عمالة تغنى وتترقصى يمين وشمال"

-انتى بتعملى ايه هنا

أروى بصوت متردد:حضرتك انا شغالة هنا

ابتسم يامن بخبث اذا فهى تعمل لديه وكأن هذا ارضى خانة الغرور داخله فاستعاد شخصيته الجامدة

يامن:فين ورق شحنة الحديد الاخيرة

أروى:معرفش حضرتك انا...

قاطعها يامن :متعرفيش ايه انتى مش موظفة هنا

أروى:ايوا حضرتك بس انا ..

-ولما هو ايوة حسابات مهمة زى دى راحت فين دا انا هطين عيشتكو

اروى :والله ي فندم ما اعرف حضرتك بتتكلم على ايه

-ليه ي حيلة ابوكى مشغل عندى اطفال

أروى:مسمحش حضرتك تكلمنى كدا انا مش كدابة ومتجبش سيرة اهلى على لسانك

استفزه ردها فقام من كرسيه وامسك بمعصمها يهزه بعنف :انا هوريكى ازاى تتجرأى تكلمينى كدا امسكت اروى بسلسالها وكأنها تسمد منه القوة

وقبل حدوث اى شئ فتح الباب اسامة وهو يلهث كانه اتى من ماراثون للركض

يامن بيه استنى هى ملهاش ذنب

ترك يامن يدها واتجه لاسامة

:ملهاش ذنب فايه الورق دا مش مسؤليتها !!!

ايوا حضرتك بس هى لسة اول يوم شغل ليها النهاردة الورق دا معايا انا وانا كنت لسة طالع بيه لحضرتك تراجعه حضرتك عارف ان عندنا عجز الموظفين القسم و النهاردة اول يوم للموظفين الجداد

القي نظره على اروى ليجده تقف منحنيه الرأس عيناها تنذر ببدأ جريان الدموع ولكنه برر لنفسه انها من تعدت حدودها فالحديث معه وكان لابد من تذكيرها بمكانتها

يامن:خد الانسة واتفضل على مكتبك ي استاذ اسامة ملقيش الاستهتار دا تانى

خرج اسامة ومن خلفه اروى بقي يامن محدق فى طيفها الى ان خرجت وهو شارد فالفترة القادمة

ما ان خرجو من مكتبه حتى ربت اسامة على كتفها متزعليش يبنتى هو معاملته دايما كدا حقك عليا انا زيي زيك كلنا خدامين اكل عيشنا

وكأنه ذكرها بانها بحاجة للتحمل من اجل فريدة هزت رأسها ك دليل على الموافقة واتجهت لتنجز باقي عملها بقلب مكسور

...........

فى داخل مكتب يامن

بحث فى جهات الاتصال لديه ليقوم بطلب شخصا ما سرعان ما وصله الرد

:طب تصدق انك قليل الاصل كل دا متسألش على اختك بس هقولك ايه ي استاذ الاهتمام مبيطلبش

يامن بضحك:بطلى بقي شغل الاطفال بتاعك دا والله انا لو من جوزك اطلقك

(يمنى اخت يامن التؤام

والد ووالدة يامن متوفين من زمن واخته متجوزة وعايشة فامريكا مع جوزها )

يمنى:ميقدرش يستغنى عنى طبعا دا انا بجرى فدمه

يامن:وانا اقول جوزك بقي دمه تقيل ليه

يمنى:عااااا انت مستفز قول ما عندك مش متصل لله ف لله كدا

يامن:بصراحة اه انا نويت اتجوز

يمنى بشهقة:تتجوز !!!امتى وفين وازاى ومين دى انطقك اقولك ابعتلى صورتها

يامن:مش اسلوب دا ي يمنى ورب الكعبة اقفل يعنى

يمنى:لا ي حبيبي مقصدش بس استغربت

يامن:خلاص ي حبيبتى متزعليش

هى تبقي بنت راجل اعمال هيبقى شريكى ورايح اطلبها النهاردة

-بتحبها ؟

ارتبك يامن قليلا وقال بصوت متردد: اه ي يمنى بحبها المهم اول ما نحدد معاد الفرح احجزى تذكرة وانزلى عشان وحشتينى

يمنى: وانا اقدر مجيش الف مبروك ي حبيبي عشت واشوفك عريس

..........

بعد عدة ساعات فى منزل شهد

وصلت اروى لمنزل شهد طلبت من والدة شهد تركهم بمفردهم فلم تكف شهد عن البكاء وكلما بكت انتزع ميكياجها

اروى:والله ي شهد ما ينفع كدا دا اللى اتفقنا عليه امبارح دى ولا ذاكرة السمك !!!!!

شهد ببكاء :مش قادرة ي أروى حاسة انى مجبورة مفروض اكون ازاى وانا حياتى هتتربط بواحد معرفوش عشان شوية فلوس ممكن احلفلك حالا انو ولا شاف شكلى حتى وزيو زي ابويا مبيفكرش غير فمصلحتو

ضمتها اروى الى حضنها ومسدت على شعرها وقالت بصوت حنون:ي حببتى متقدريش البلا قبل وقوعه تفائلو بالخير تجدوه يعنى وبعدين لو معجبكيش هنلاقي الف طريقة نقنع بيها والدك المهم متبانيش خايفة ومهزوزة كدا و يلا بقي عشان اصلحلك الميكب للمرة العشرومية ثم تابعت بمزاح:هو الميكب دا فلوسو حرام ولا ايه ي ربي

ابتسمت شهد وسط دموعها وجلست لتكمل اروى تزينها للمرة التى لا تعلم عددها حتى الان

............

فى الخارج دق جرس الباب وكان يامن برفقته ياسين وكريم يحمل باقة من زهور التيوليب وعلبه فاخرة من الشوكولاتة استلمتها منه الخادمة

رحبت بهم نجوى وعبد الرحمن

بعد تبادل بعض الكلام الروتينى

تحدث يامن بجدية :طيب بما ان كلنا موجودين فانا بطلب منك ايد بنتك الانسة شهد بشكل رسمى

عبد الرحمن :وانا مش هلاقي لبنتى احسن منك

هنا تدخلت نجوى :طب مش تشوفو شهد الاول

يامن:انا بقالى اكتر من نص ساعة قاعد عشان اشوفها هى مش ناوية تيجى !!!!

نجوى :لا ازاى هى جوا مع صحبتها ثوانى اناديلها

ارتشف يامن بعض من قهوته وفى تلك الاثناء خرجت اروى تحتضن كف شهد وكأنه تبثها القوة

قطع الصمت صوت كريم التلقائي العالى :مش دول المزز بتوع عيد الميلاد

عبد الرحمن بصوت قوى :ايه انت بتقول ايه يجدع انت

ضرب ياسين كريم بكوعه :اخرس يخربيت ابوك هتفضحنا

ثم وجه كلامه لعبد الرحمن قائلا :ميقصدش حاجة حضرتك دا بيشبه عليهم

اما بطلنا كان بعالم اخر بقيت نظراته مثبتة على أروى وكأن الحظ يزج بها فى طريقه اينما وجد

قاطعت شروده نجوى تعالى ي شهد سلمى على يامن بيه استعاد يامن اتزانه مد يده وصافحها بجمود

وهى ايضا بادلته نفس الشعور تذكرت ما حدث وقت عيد ميلادها وكيف اساء لأروى التى تعتبر قطعة منها وكان هذا سبب كافي لتكره تلك الزيجة اكثر واكثر

اشار يامن على اروى قائلا: دى بتعمل ايه هنا

اندهشت اروى من وقاحته ولكن شهد تولت الرد عليه وخرج صوتها حادا معبرا عن ضيقها منها ورفضها لشخصه وتلك الزيجة

:مسمهاش دى اسمها أروى دى تبقي صحبتى وحتة منى ودا بيتى يعنى بيتها وليها الحق فاى حاجة وكل حاجة تخصنى ولما تتكلم عنها تتكلم بادب جز يامن على اسنانه

:لا دا بتهزأ عندك بقي ي عبد الرحمن بيه

عنف عبد الرحمن شهد بصرامة :اخرسى خالص ومسمعش صوتك دلوقتى

بعتذرلك ي يامن بيه دا طيش شباب ودى صحبتها المقربة هو انت تعرفها ؟

عاد ليرتشف من قهوته من جديد وبكل برود :شغالة عندى

تجمعت الدموع فى عيون أروى امسكت شنطتها وكانت على وشك المغادرة اوقفتها نجوى والدة شهد :أروى متزعليش ي حببتى امسحيها فيا ارجوكى متمشيش انتى مش شايفة العلاقة بين شهد وابوها ازاى وهى مبتعرفش تمسك لسانها خليكى عشان خاطر شهد

اضطرت اروى للرضوخ لطلبها والمكوث من اجل صديقتها كى لا تتهور فالحديث

:نخش فالمهم الفرح هيكون ف اكبر اوتيل فمصر و المهر الرقم اللى تحطه بس الفرح يكون فخلال اسبوع معتقدش انى مستنى اكون نفسى يعنى !!!!!

شهد :بس انا.....

قاطعها عبد الرحمن :اللى تشوفه ي يامن بيه اتفضل يلا اتفضل ي كريم انت وياسين السفرة جاهزة اتجهوا جميعا لتناول العشاء الذى تحول الى اجتماع عمل وشهد تمنع دموعها من الهبوط بصعوبة

لم يسألها احد عن رأيها

لم يوجه لها كلمة واحدة

لم يهتم بالتعرف اليها حتى

نعم كانت على حق

ازدادت كرهها له ولوالدها

قامت فى منتصف العشاء ولم تقل سوى :

الحمد لله

تابعها يامن بعينه حتى غابت عن نظره هى واروى بعدها بفترة سأل يامن عن مكان الحمام لغسل يده شعر بالفضول لمعرفة حديثهما

تفقد الغرف حتى وصل الى عرفتها وضع اذنه بالقرب من الباب واستمع الى حديثهم بالكامل ارتسمت على زاوية فمه ابتسامه خبث ثم عاد الى مجلسهم

مضى بعد الوقت وسمع صوت غلق الباب استنتج ان اروى قد رحلت قام يامن وكريم وياسين بتوديع عبد الرحمن بعد وعد يامن بتكفل كل شئ بخص الزفاف على ان يتم الضم بعد العرس مباشرة

............

اسفل البناية

كريم :بالسلامة انت بقي ي ياسين انا هروح مع يامن

يامن:لا اركب مع ياسين انا ورايا مشوار

ياسين:مشوار ايه فالوقت دا !!!!!

يامن:ملكوش فيه اتفضلو على بيتكو يلا

ركب سيارته وهو يدرك انها لم تبتعد كثيرا ....

.....

سارت اروى مسافة وهى تدرك تأخر الوقت وانه من الصعب العثور على سيارة اجرة فى ذلك الوقت

هاجم عينها كشافات ضوء عاليه وسيارة فخمة تقطع عليها الطريق شعرت بالخوف والبرودة تجتاح أوردتها وسول لها عقلها الف مشهد ومشهد

انزل يامن زجاج السيارة وقال ببرود :أركبي

أروى بعد استعادة توازنها :اركب فين

يامن:العربية مش محتاجة ذكاء

أروى بشجاعة :اسفة مينفعش اركب عربية مع حد معرفوش

يامن وقد بدأ صبره ينفذ:انتى هتعملى فيها محترمة اتفضلى اطلعى انا مديرك وبأمرك

حسنا هذه هى القشة التى قسمت ظهر البعير

تقدمت اروى تجاه السيارة ووقفت امامه

:مد ايدك

عقد حاجبيه :امدها ليه

أروى:معلش هوريك حاجة

مد يامن يده من شباك السيارة

اشارت اروى على ساعته الرولكس وقالت

:اهى ساعة هى و ما شاء الله باين عليها ماركة بص فيها كدا

انا ساعات عملى الرسمية انتهت من 5ساعات وبرة الشغل انت مش مديرى انت زيك زى اى حد غريب واه انا محترمة غصب عن اى حد

ترجل يامن من السيارة ارتدت اروى للخلف كحركة تلقائية

صفق يامن بيده:لا حلو الخطبة دى طب ما تدينى خطبة كمان وتشرحيلى هتطفشينى ازاى عشان صحبتك

اتسعت عينها بذهول وقالت:انت. ...

يامن:ايوا كنت بتصنت عليكو

وبحذرك لاول واخر مرة انت كل دا مشفتيش وش يامن العمرى الحقيقي اوعى تحاولى تبوظى الجوازة دى والا هتشوفي جهنم ربنا عالارض

أروى:طول ما انت بتزعل شهد هفضل احارب واحارب لحد ما تسيبوها غحالها انت وابوها والىى ذيكو

امسكها من معصمها ولواه خلف ظهرها :انت ايه الشجاعة اللى بتتكلمى بيها دى كلى عيش واقفلى بؤك دا شوية

صرخت اروى عاليا واستجمعت قوتها ودفعته من صدره :ابعد ايدك عنى

ارتدت للوراء كحركة تلقائية كادت ان تقطع نتيجة تعثرها بحجر اغمضت عينها مستعدة للسقوط ولكن وجدت قبضة فولاذية تحيط خصرها حالت بينها وبين السقوط فتحت عينها ولمعت ببريق فرحة كأنها تحلم

وقالت :عدى!!!!!!!!!!!!

..........

ما ضر لو انك لى راحمُ،وعلٌتى انت بها عالمُ،يهنٌيك يا سؤلى وما بُغيتى،أنك مما اشتكى سالمُ"

يتبع........التفعيل وحش جدا جدا جدا جدا جدا جدا جدا جدا جدا

الفصل الخامس 💙

"وكأنها دعت الا تفارق عقلى ،وكأن شعوب الارض جميعها ردت آمين "❤

فتحت عيناها على وسعهم لتتأكد من وجوده وان هذه ليست هلاوس عقلها نعم انه اخيها عدى ولكن متى عاد من مهمته وكيف عرف مكانها اسندها كى تستعيد توزنها احتضن وجها بكفه وقالت بصوت يكسوه الحنين :أروى ي روحى انتى كويسة جرالك حاجة

روحى!!!!!

اخترقت تلك الكلمة اذنى يامن كور قبضة يده استعداد للهجوم عليه لماذا كلما شعر احساس تجاه تلك الفتاة يظهر في حياتها ذكر يعكر صفوه من يكون هذا الاخر

أروى : انا كويسة ي حبيبي بس انت عرفت مكانى ازاى

كاد عدى ان يرد عليه حتى قاطعه صوت يامن المتهكم

:طب ابعت اجيب اتنين لمون ولا اشوفلكو حتة مدارية احسن ما انتى مدوارها اهه امال عملالى فيها رئيسة الاخلاق والمثل العليا وعاوزة تبوظى الجوازة ليه

عدى :اخرس ي حيوان انا اختى اشرف منك ومن بلدك كلها

اذن فهى اخته ولكن لا ضير من التسلية قليلا بعد حتى تعرف مع من تريد اللعب

التفت عدى لأروى مين دا ي أروى

أروى :دا دا ....

عدى :هفضل مستنى كتير انطقي

يامن:دا يبقي صاحب الشركة اللى المحروسة شغالة عندو

من التى تعمل عند من !!!!!

هو متأكد من سماعه للجملة

هو يعلم ان مهمته تأخرت كثيرا ولم يكن على اتصال بها ولكن هل تدهور الامر بها لدرجة العمل عند احدهم

عدى :الكلام دا صح

يامن:انت مش مصدق ليه هى اختك دى وزيرة سابقة ومحدش قالى !!!!!

خلاصة الموضوع خلى اختك ماشية جنب الحيط ومتدخلش فاللى ملهاش فيه والا ساعتها متعرفش هيحصل فيها ايه ما كاد يلتفت لركوب سيارته حتى عاجله عدى بلكمة قوية بصق على اثرها الدماء

عدى بغضب حتى احمرت عيناه :هى مين دى ي روح امك دى شعرة منها تساوى حياتك انت عارف انت بتكلم مين دى اخت المقدم عدى الجبالى ودينى لاربيك

تبادل عدى ويامن اللكمات استمرت المشاجرة عدى دقائق حتى اُجبر كلاهما على التوقف عندما سمعو انين خافت التفتو ليجدو أروى تجلس ارضا ضامة ركبتيها الى صدرها وتضع يدها على أذنها كأنما تحتمى من تلك الاصوات

ولكن ما كانت تلك سوى اصوات عقلها الباطن صور ومشاهد ولا زالت الوجوه غير واضحة

دماء

سلاح

صراخ

ثم فراغ

فنفس الوضعية كلما دارت مشاجرة ورأت منظر الدماء والسبب فى هذه الحالة غير معروف حتى الان

فزع عدى من منظرها وصدقا لم يكن عدى بمفرده وكان قناع الجمود الخاص بيامن قد سقط للمرة الثانية التى يراها على هذه الحالة جزء من قلبه تحرك تجاهه هو نفسه لا يعلم ان كانت شفقه ام غيره ولكنه اعترف فى تلك اللحظة انها تؤثر به ركض عدى لها سريعا

تحدث بصوت عالى كأنما يبث لها صوته القوى والواثق ليجبرها على السيطرة على تلك الحالة

:أروى سمعانى حبيبتى أروى بصيلى مفيش حاجة

مفيش حد هيتخانق والله ما كان قصدى

انتشلت كلماته اروى من حالتها وسرعان ما ارتمت باحضانه تتشبث بقميصه كانها وجدت ملاذها

خرج صوتها ضعيفا:عا..عايزة ارو ح..

فى نفس اللحظة مرر عدى ذراعه تحت ساقيها و الاخر اسفل ظهرها وهى لازالت متشبثة بقميصه وسمحت لعيناها بالانغلاق

مر عدى من امام يامن الذى استعاد رباطة جأشه

بصوت هادى يحمل فى طياته التهديد :حظك انها معايا وانا مبحبش اشوفها خايفة معدتش تشتغل عندك تانى ويستحسن متوريناش الخلقة السمحة دى تانى عشان مش هتعدى زى النهاردة وقصتك مش عايز اعرفها ولا عايزة اشوفك قريب منها فهمت

لم يرد عليه يامن ليس خوفا منه بل شرد فى ملامحها الخائفة

الامر لم يتعدى مشاجرة فلم يحدث تطاول بالسلاح حتى وان كانت رقيقة المشاعر لم يستدع الامر هذا الانهيار للمرة الثانية على التوالى بالتأكيد هناك سر ما حملها عدى الى سيارته فى الشارع الخلفى قريب من منزل شهد وترك يامن يصارع افكاره

...............

فى منزل شهد عبد الرحمن

ابدلت شهد ملابسه الى ملابس النوم واندست فى فراشها

شعرت باحد يدير مقبض الباب ما كان هذا الشخص غير والدتها التى بالتاكيد تريد مواستها واقناعها ب يامن انه فرصه زواج لن تتكرر بناء على تحريض زوجها حتى وان كانت غير مقتنعة ولكن هى مغلوبة على امرها وما بيدها حيلة

اغلقت شهد عيناها فورا تمثل النوم فهى لا طاقة لها بالحديث او غيره احكمت والدتها الغطاء عليها وقبلتها من وجنته وهى تشعر بقلبها ينخلع عليها فحتى لو لم تتحدث بعد ذهاب يامن متأكدة من مقتها لتلك الزيجة التى حلت بين ليلة وضحاها اغلقت الاضاءة وعادت ادراجها تاركة شهد التى ما ان تأكدت من خروجه حتى انفجرت فى بكاء مرير واضعة يدها على فمها تكتم شهقتها

كأن ما يحدث مجرد كابوس حتى هو لم يطلب التحدث معها على انفراد

لم يطلب رقم هاتفها للتعرف اليها

لم يود الخروج معها كما المزعوم بين الخطاب

انها كما اسمتها اول مرة ليست سوى صفقة زواج

..............

اسفل منزل اروى

وصل عدى بسيارته اسفل البناية ترجل منها فتح الباب لأروى

وصل لها صوتها بحنان :هتقدرى تطلعى ولا اشيلك ؟

اروى: لا متتعبش نفسك ي عدى هعرف اطلع ما كادت تكمل جملتها حتى تعثرت فى خطوتها وكاد ان تقع اسندها عدى من كتفها وحملها بخفة بين ذراعيه وهو يضحك ضحكة خفيفة :لا واضح ي قلب عدى

صعد بها حتى وصل للشقة انزلها واسندها بزراع واحد ليتمكن من فتح الباب

ارتمت على الكنبة كانها تناجى الراحة ان تعرف طريق اليها

شعرت بكف عدى موضوع على كفها

عدى:تحبي تتكلمى دلوقتى ولا لما تستريحى بكرة

مين دا و ايه اللى خلاكى تشتغلى عندو وفين فريدة !!!

زفرت الهواء دفعة واحدة واخبرته :هحكيلك ي عدى بس اوعدنى متتعصبش عليا

عدى:مش هتعصب بس فهمينى لو سمحتى مش سهل عليا اول مرة اشوفك بعد شهور يكون واحد هيكسرلك دراعك وواقف يناطحنى ويقولى شغالة عندى

اروى: كل الحكاية

دادة فريدة قلبها تعب اووى وكات بتهمل فالدوا ومش بتقولى انو خلص لحد ما رجعت فيوم لقيتها قاطعة النفس

خدتها عالمستشفى عرفت انها حالتها متأخرة ولازم تعمل عملية فالقلب

اضطريت اشتغل عشان اغطى فلوس علاجها واحاول اجمع فلوس المستشفي كاد ان يتحدث وضعت اصبعها الصغير على فمه مكملة :قبل ما تتكلم انا عارفة انك عمرك ما حرمتنى من حاجة وشغلك دا يعنى خدمة بلدك مش بايدك و انا معرفتش اوصلك كان لازم حل سريع لمعت عينها بالدموع وهى تكمل :دى دادة فريدة ي عدى ديدا اللى تعتبر ماما انا صحيح معرفش ماما ولا ان كان ليا ولا لا بس من بعد ربنا وانت مليش غيرها

اسفة انى حطيتك فالموقف دا بس مش بايدى تساقطت دموعها رغم عنها ضمها الى وهو يمسد على شعرها كأنما يتيح لها فرصة اخراج كل ما فى قلبها بعد عدة دقايق اعتدلت فى جلستها ليكمل هو :انا مش زعلان منك بس ارجوكى ي اروى متقوليش قدامى تانى ولا حتى بينك وبين نفسك انك مليش ام ولا اب

انا امك وابوكى واخوكى انتى عيلة وكيان بالنسبالى دادة فريدة من بكرة الصبح هتعمل فحوصات العملية وهدفع فلوسها وهتقوم وتبقى زى الفل وهنرجع من تانى بطلى عياط بقي مش معايا مناديل والله عشان عارف المرحلة اللى بعدها

ضحكت اروى من وسط دموعها على خفة دمه شاركها هو وسرعان ما تجهم وجه وهو يسألها مستنكرا :بس ابن ستين فسبعين كان واقف بيعمل ايه معاكى انتى كنتى عندى شهد صح !!

انا جيت ملقتكيش ولا حتى فريدة اتصلت بيكى مردتيش قلت يبقي عند شهد

سردت له سريعا ما حدث من زواج شهد المفاجئ بيامن وكيف انها مجبرة على هذا الزواج

واما ان انتهت حتى اردف عدى باسي :يعنى شهد النسمة هتتجوز اللطخ دا !!!يعينى عليها طول عمر مامتها ست طيبة لكن ابوها دا كلب فلوس

اروى :خلاص ي عدى بكرة تتحل من عند ربنا

عدى :طب بمناسبة بكرة خلينا نخش نستريح عشان انتى تعبتى وانا جاي من سفر وبكرة هنروح المستشفي ندفع فلوس العملية بتاعت ديدا ونروح نزور قبر جدو جمال

ابتسمت اروى على ذكرى جدها فقد كان نعم السند والقوة بالنسبة لها

...........

عاد يامن الى قصره وشيياطين الارض تتراقص امام عينه .يتذكر وقوفها فى وجهة

مشاجرته مع اخيها

ثم انهيارها الغير مبرر

ولكن اى جزء اغضبه

انها تسعى لمساعدة صديقتها فى الخلاص منه الذى بالتالى سينعكس على مخطتته فى احتكار سوق الصلب

ام ان ما يزعجه انها ما عادت تعمل لديه مرة اخرى

اصدرت احدى الخادمات شقهة حينما رأت الدماء بجانب فمه:ايه دا يامن بيه اطلب لحضرتك دكتور

يامن بهياج :مش عايز زفت غورو من وشى

صعد لجناحه وهو عازم على تحقيق مخططه لضم الشركات واحتكار السوق حتى يصير ملك الصلب ولن يدع لا اروى ولا غيرها يفسد مخططه وليكن ما يكن

.........

يوم جديد ملىء بالاحداث

بدأ يامن تجهيزات عرسه متناسيا ما حدث معه امس من احداث وكأن شيء لم يكن وعزم عن اخراجها من تفكيره

هاتف عبد الرحمن يخبره بتبليغ شهد انه سيمر عليها من اجل تجهيزاتها كفستان الزفاف والاتفاق مع البيوتى سنتر وكانه تذكر لتوه انه حتى لم يأخذ رقم هاتفها ارتدى بذلته الانيقة واتجه لركوب سيارته متخليلا عن السائق فهذا اليوم لن يذهب الى الشركة

وصل تحت منزل شهد وهى نزلت على مضض بعد الحاح من والدتها وخشية من غضب ابيها وقفت امام باب سيارته نظر لها باستفهام كانه يتسائل لما لا تصعد السيارة

ابتسمت بسخرية كانما توبخ نفسها هل كنتى تتوقعى انه سيفتح لكى الباب

ركبت السيارة وانطلق هو دون تحيتها حتى

بعد فترة من القيادة قررت كسر هى حاجز الصمت فاردفت:احنا رايحين على فين

اجاب دون النظر اليها

هناخد مقاسات فستان الفرح

شهد :بس انا منقتش فساتين عشان تاخد مقاسى عليه!!!

يامن:مش مهم انا نقيت

اغتاظت شهد من اسلوبه الفظ كانما يتكرم عليها بالاجابة

:هو ايه اللى مش مهم هو مش انا اللى هلبس ولا الاية اتقلبت وانت اللى هتلبسو!!!

يامن :اتكلمى عدل بدل ما ادبك ما طبعا لازم انا اللى انقيه انتى مش شايفة طريقة لبسك ما كنت استنى تنقيلى فستان مكشوف وهيبقي فى صحفين فاليوم دا وتعرينى !!!

شهد باندهاش من اسلوبه:ايه طريقة لبسي انا لبسي لا قصير ولا ضيق وبعدين انت ايه اللى مضايقك كدا انت مثلا هتغير عليا!!!

ضحك يامن بشدة ومازال يضع نظارته الشمسية مما استفزها كثيرا

يامن :اغير عليكى !!انتى !!!ليه على اساس اننا مقطعين بعض جوابات ؟

شهد :انت ليه كدا انا عملتلك ايه

ليه مش عايز تحاول تتعرف عليا

ليه بحس انك بتكلمنى من مناخيرك كأنك مجبور

يامن:محدش يقدر يجبر يامن العمرى على حاجة فوقي لنفسك وبعدين انتى بتتكلمى ويكأنك مش عارفة ان جوازنا لغرض ؟وزى ما انا هستفيد ابوكى هيستفيد وياخد التمن خلينا حاطين دا قصاد عنيننا احنا الاتنين عشان متتأمليش فحاجة قدام واه صحيح فى شوية حاجات هتمشى عليها بما انك هتبقي مراتى وفوشى

مبحبش الصوت العالى

مش عايز كتر كلامى ولا مناقشة

اوعى تفكرى تردى عليا باسلوبك دا

واهم حاجة فيهم تقطعى علاقتك بصاحبتك

فتحت فمها بزهول وفقدت اعصابها واجابته :ومش عايز تموتنى وتشكلنى على مزاجك تانى بالمرة !!!

اقطع علاقتى باروى !!!

دا انت بتحلم لا انت ولا مية زيك عملتلك ايه هى ها من ساعة ما شفتها وانت مش طايقها ليه !

صدقا حتى يامن لا يعرف الاجابة ولكنه منذ ليلة البارحة وهو ادرك بانها تؤثر فيه ولو جزء صغير لذا قرر اقصاءها عن حياته كانه لم يراها يوما

يامن:مبعدش كلامى مرتين واظن لسة قايل مبحبش المناقشة واضح انك عايزة تتربى ولما تبقي فببتى هكمل التربية اللى ابوكى مكنش فاضى يكملها

اجابته بحدة من شدة انفعالها :مش لما تبقي تربى نفسك الاول

حسنا يبدو انها لم ترى وجهه الحقيقي بعد

اوقف السيارة فجاة نتج عنها اصدمها بالنافذة

نزع نظارته الشمسية واقترب من شهد بهدوء وضع يده على وجنتها فانتفضت هى على لمسته

اخذ ينظر اليها ويملس على وجنتها وهى ثابتة من المفاجأة ماذا يفعل اجن هو ام ماذا

استمر فى التمليس على وجنتها ثم امسك خصلة من شعرها كأنما يتفحص لونه وفى حركة مباغتة جذب شعرها دفعة واحدة فى يده كادت ان تصرخ ولكنه كان الاسرع بوضع يده على فمها

تابع هو بهدوء مثير للشك :انا مش من شوية قلت مترديش عليا لا وانت رديتى وقلتى ادبك لا اسمعى ي حيلة ابوكى مش يامن اللى حتت عيلة تكلمو كدا انتى خدتى وش زيادة مفيش فستان ولا زفت انا هجيبه ويطلع حلو يطلع زفت على دماغك وعلى دماغ اللى خلفوكى مش مهم وبكرة تعرفي اصول التربية على ايدى

تركها فانفجرت هى فى بكاء مرير عاد ادراجه من حيث اتى ليعيدها لمنزلها فبيدو انه سيعانى فى ترويضها كثيرا

............

على الصعيد الاخر اصطحب عدى اروى للمستشفي للاطمئنان على حالة فريدة ودفع تكاليف عمليتها

اخبره الطبيب المسؤول على حالتها انها ستخضع لفحوصات ما قبل العملية وقبل موعدها بيوم سيتم تبليغم

بعد ذلك اتجها للمقابر لزيارة جدهم جمال كما وعدها عدى البارحة

وضعت طرحة على شعرها وقفو امام قبر جدهم وقرأوا له الفاتحة نزلت منها بعض الدموع متذكرة جدها وحنانه عليها ضمها عدى الى صدره كانما يوصل لها رسالة انه معها وليست بمفردها انتهو من قراءة الفاتحة

لاحظت اروى ذبول الورد المزروع بجانب القبر اخبرت عدى انها ستذهب لتحضر المياه من الغفير الحارث للمقابر حتى تقوم برى الورود

وبالفعل احضرت زجاجتين من المياة وفى طريقها لعدى احست بتسارع دقات قلبها وتوقف قدمها عن الحركة كانما شئ يجذبها لهذا المكان نظرت بجانبه لتجد مقابر لعائلة من الواضح ان لا حد يزورها نفضت الغبار عن لوحة الاسم لتقرأ بصوت خفيض عبارة واحدة

"مقابر عائلة سليم"

تسارع النبض اكثر فى قلبها بطريقة لم تتمكن من تفسيرها

استعادت توازنها وشئ لا ارادى جعلها تشعر بالشقفة على شكل هذا القبر وبدلا من ان تقوم برى الورود على قبر جدها

قامت برى الزرع عند هذا القبر قرأت الفاتحة على روح اموات هذه المقبرة ثم انصرفت لتحضر مياة اخرى من اجل قبر جدها

ولا تعلم انها قامت بود من هم يشاركوها فالدم.

...............

عادت شهد ادراجها للمنزل ولكن هذه المرة بنزعة انتقام وعزيمة على التخلص من هذا الشخص فبعد ما ظهر اليوم لها من جانب شخصيته

لن تشاركه صقف بيت واحد ولو كان فى هذا نهاية حياتها

لا لن تبكى بعد اليوم فهذا الامر يحتاج قوة وخطة محكمة ولكن مهلا فلابد من تخطيط دقيق لهذه المغامرة

.........

انقضت الايام سريعا وسط انعزال شهد الدائم واختلائها بنفسها وعدم المشاركة فى مراسم زفافها من زوج المستقبل الرائع

لم تفعل شئ سوى التحدث لاروى ولكن بهدوء على غير العادة حتى ظنت اروى برضوخها لتلك الزيجة

يامن يشرف على الاستعداد لقدم وساق لزفافه بروح خاوية كأنما آلة تسير بلا روح ولا نفس للحياة

كثيرا ما جالت صورتها بفكره ولكن كان يعزى نفسه بان لا مكان للحب لحياته هو قاب قوسين او ادنى من قرب احتكاره لسوق الصلب فى مصر ومنه الى الشرق الاوسط

اما اروى استمتعت كثيرا بقضاء الوقت مع اخيها ولم يعكر صفو حياتها سوى امرين اولهما حالة صديقتها ورفيقة دربها ولكن تبا ليتها تستطيع التخفيف عنها وثانيهما مجئ امر لعدى من قيادة العمليات الخاصة بوجوب السفر لايطاليا فى خلال ايام للتحرى فى امر منظمة لتجارة السلاح ذات افرع عديدة وشركاء فى عدة دول وانه سيتم تبليغه بوقت المهمة قبل ساعات من السفر

سيعود ليتركها ربما شهر او اثنين او ثلاثة او الى ماشاء الله

..............

فى اليوم الذى يسبق الزفاف

تحديدا مقر شاهين

دخل احمد على شاهين يسلمه الدفعة القبل الاخيرة من المال الذى حصله نتيجة توزيع السلاح على التجار

لا زالت هناك دفعة بعد لابد ان تذهب لصالح رجل من كبار رجال الصعيد يدعى فخر الدين الزينى

اثناء استعداد احمد للذهاب لمنزله اوقفه شاهين

شاهين:احمد اعمل حسابك تاخد كل الرجالة معاك بكرة وكل راجل معاه سلاحين على الاقل

قطب احمد ما بين حاجبيه وتسائل:اشمعنى يعنى هى اول مرة اطلع اوزع سلاح ولا ايه

شاهين:الخوف مش منك الخوف من ابن الزينى حاسس ان فى غدر هيحصل بكرة

ما زال احمد لم يفهم مقصده بعد:و ايه اللى يخليه يغدر بينا!!!!انت ليك عداوة معاه!!

انا مش فاكرة انى سلمت حد سلاح من العيلة دى قبل كدا

ابتسم شاهين بشر :لا ابدا دا تار صغير بينى وبين ابوه هموت وتعرف طبعا وهريحك

ابوه كان بيحب زمان رقاصة وكات عشيقته كان ناوى يتجوزها على مراته الاولى وبصراحة البت كات حلوة خسارة فيه خدتها منو وبصراحة هى متتوصاش طلعت كلبة فلوس وماصدقت ضحكت عليها بقرشين الراجل مستحملش وطب ساكت بس معرفش ابنو عندو علم عن سبب موت ابوه ولا لا

تذكر احمد عند اخر كلمات شاهين موت والده واردف بحده:هو انت فى ايه وسخ لسة معملتوش

قهقه شاهين بسخرية :كل حاجة ي حبيبي عملتها مش هنرجع لطولة اللسان تانى مش محتاج افكرك باللى تحت ايده وممكن اعمله

احمد بقلب دامى فهو يعرف مقصده وكيف ينسى وهى لم تغب عن تفكيره لحظة:انت ليه مبتموتش ها ليه موت وريح الناس من شرك

شاهين:فكرك انا لو مت خلاص كدا الشر هيتنهى !!!

الكلام دا فالكتب والروايات اللى الشرير بيموت فالاخر والبطل يتجوز البطلة ويخلفو ولاد وبنات

الشر مببنتهيش الشر ممتد من عصر لعصر هروح انا هيجى غيرى بس فالعصر دا

اقترب من اذنه وهمس بفحيح :انا الشيطان الكبير فخاف منى وخاف عالى منك

نظرة انكسار فى عيني احمد يشعر انه مكبل باغلال لو ليس ضعيف ولكنه لن يقبل المجازفة بقطعة منه تحت اى سبب حتى لو صار نسخة من شاهين وتحت قدمه مدى العمر

عاد شاهين لمكانه واشعل سيجار :خلاصة الموضوع خد كل الرجالة بسلاحهم التسليم هيتم على طريق مصر اسكندرية الصحراوى وفاى لحظة غدر اقرى على روحه الفاتحة

...............

استقبلت اروى رسالة من والدة شهد بضرورة القدوم للمنزل لتساعدها فى التعامل مع شهد ولم تصرح لها عن تفاصيل متحججة ان هذا الامر لا يصلح بالمناقشة فالهاتف وان تسرع لها فليس هناك وقت فتحت لها الخادمة الباب دخلت سريعا لغرفة شهد هرولت اليها والدتها وهى تقول:اروى الحقينى محدش هيساعدنى غيرك شهد عاوزة ابوها يخلص عليها وتفضحنا

دب الخوف فى قلب اروى وهرولت الى شهد الجالسة ببرود

اروى:فى ايه ي شهد ايه اللى طنط بتقوله دا وايه الى انتى هتعمليه

اجابتها شهد ببرود لا يتماثل مع حدة الموقف :ههرب من الفرح .....

اذا لم يجعلك قلبي الصادق تحسن لى ،فرحب بخبثي يا عزيزى

                

                   الفصل السادس من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>