أخر الاخبار

رواية عشق رحيم الفصل الحادي والعشرون والثاني والعشرون بقلم ايمي نور


 روايةعشق رحيم

الفصل الحادي والعشرون والثاني والعشرون

بقلم ايمي نور

ادارت حور رأسها تنظر الى رحيم النائم بجوارها وجهه باتجاهها ويده تستريح فوق خصرها بحماية فهو حتى اثناء نومه يقوم بحماية طفله المنتظر منها ولا تعلم لماذا يشعرها هذا بالحزن لاتدرى ماذا اصابها فهى منذ لحظة معرفتها بخبر حملها وهى تشعر بمشاعر متناقضة بداخلها فتارة هى سعيدة لانها تحمل قطعة من رحيم تنمو بداخلها لتصبح جزءآ منها وتارة اخرى تشعر بالحزن والخوف من ان يكون هذا كل ما يريده رحيم منها ان تعطى له الاطفال فقط ولا شئ اخر ان تكون مجرد وعاء للحمل فقط لا غير كما قالت لها سارة سابقا من قبل ....

زفرت أنفاسها بحزن وهى تتلمس ملامحه الرجولية الوسيمة بأصابعها بحنان وهى تفكر كم هى تعشقه وبجنون فهو وسيم وقوى تتمنى ان يرث طفلهم هذا منه كما سيرث ذكائه وقوته وقيادته للأخرين و احساسه بالحماية اتجاه الجميع لكن هل سيشملها هى ايضا بتلك الحماية لو اخبرته بما حدث من ابن عمه البغيض وكلامه المسموم لها لكنها لاتستطيع ان تفعلها وتخبره باى شيئ خوفا من تهديدات جمال لها فتكون سببا فى احراج رحيم امام عائلته بكلامه الكاذب عنها لالالا لن تستطيع فعلها .

ضمت يديها معا بشدة مغلقة عينيها بقوة تحاول عدم الاستسلام للبكاء ولأفكارها لكنها لم تستطع المقاومة كثيرا لتنساب دموعها بصمت فهى لم تعد تستطيع تحمل كل هذا الضغوط من حولها تشعر برغبة شديدة لمغادرة هذا القصر بكل ماحدث لها فيه .افلتت منها شهقة بكاء بصوت عالى لتسرع بوضع يدها فوق فمها تحاول كتمها لكن قد فات الاوان لتشعر بحركة رحيم المفاجئة بجانبها وقد استيقظ فى لحظة واحدة يفتح عينيه يدير رأسه لها بلهفة يرى دموعها المنسابة فوق وجهها بغزارة ليهب سريعا جالسا فوق الفراش يسالها بلهفة وقلق

= مالك يا حور بتعيطى ليه ؟فى حاجة وجعاكى ؟

لتهز رأسها سريعآ بالنفى ليظل ينظر اليها للحظات طويلة قبل ان يقربها منه ياخذها بين احضانه بحنان يهمس لها برقة شديدة

=طيب كفاية عياط وقوليلى ايه يخليكى زعلانة بالشكل ده ؟

لكنها استمرت فى البكاء دون ان تتوقف شهقاتها لا تستطيع ان تخبره بمخاوفها لتفرغ كل هذا الخوف ببكائها هذا فلم يستطع رحيم فعل شئ سوا ان يضمها اليه بقوة لا تصدر عنه كلمة واحدة حتى توقفت شهقاتها فجأة كما بدأت لتجد نفسها مضمومة اليه بقوة وجهها مدفون فى عنقه ودموعها تغرق صدره العارى فتبتعد عنه سريعآ بارتباك تحاول تجفيف دموعها بيدها ليقوم سريعا بابعاد يدها عن وجهها ويجفف هو تلك الدموع بيده هو برقة وحنان يسالها بهدؤء

=بقيتى كويسة دلوقتي ؟

هزت رأسها بضعف ليتنهد و ينهض عن الفراش يتجه الى الحمام ليعود ومعه كوب من الماء ليعطيها اياه ييقف مراقبا لها وهى ترتشف القليل منه وجهه خالى من التعبير ليأخذ منها الكوب حين انتهت منه يضعه على المنضدة الصغيرة بجواره يجلس مرة اخرى فوق الفراش معطيآ ظهره لها يسألها باقتضاب

=مش هتقوليلى ايه حصل علشان تعيطى بالطريقة دى ؟

ابتلعت حور ريقها تبحث عن كلمات تستطيع بها الخروج من ذلك المأزق ليطول صمتها فيلتفت اليها رحيم براسه قليلا قائل بحدة

=حور كل اللى بتعمليه من وقت ما عرفتى انك حامل ملوش غير تفسير واحد عندى

تكلمت حور تتلعثم فى حديثها

=تقصد ايه يا رحيم وتفسير ايه ده ؟

التفت اليها سريعآ ينظر اليها بعينين مشتعلتين

=تفسير انك مش مبسوطة بخبر حملك وانك ممكن تكونى مش عاوزاه حتى .

اخفضت حور راسها قائلة بضعف

=ايه اللى يخليك تقول كده طبعا انا فرحانة ومبسوطة انى حامل

اعتدل رحيم فوق الفراش قائلا بأسف =مش باين يا حور مش باين ابدآ ليستلقى سريعآ فوق الفراش معطيآ ظهره لها لتسكن حور دون حركة لعدة ثوانى ثم تقترب منه تضع يدها فوق ظهره تناديه بهمس لكنه لم يتحرك كما لو كان لم يسمعها لتكمل حديثها بتلعثم = رحيم ارجوك متكبرش الامور

زفر رحيم بحنق قائلا بغضب

=نامى يا حور معدش ليه لازمة الكلام والأفضل ليا وليكى انك تنامى

ابتعدت عنه بجمود الى جهتها من الفراش تستلقى عليها تنساب دموعها مرة اخرى ولكن هذة المرة بصمت

استقظت حور على نداء رحيم لها لتفتح عينيها بصعوبة فهى لم تنم سوى فى ساعات الصباح الاولى بسبب تخبطها طوال الليل داخل افكارها السوداء حتى سقطت فى نوم مرهق لم تستقظ منه سوى على صوته الجاف مناديا لها لتنهض جالسة فوق الفراش تفتح عينيها بصعوبة يتناثر شعرها من حولها بجنون تحاول الانتباه لحديث رحيم لها تسمعه يقول بجمود

= عاوزك تجهزى نفسك علشان نروح للدكتورة النهاردة نطمن على الحمل ونشوف هتقول لينا ايه

انتبهت كل حواسها لتقول سريعا دون تفكير

=هو انت اللى هتيجى معايا ؟

نظر اليها رحيم بتساؤل قائلا ببطء 

= طبعا انا اومال مين هيروح معاكى

حور بارتباك

= اى حد ماما وداد او ندى اى حد

رفع رحيم حاجبه يسالها بتحدى

=ااه يعنى اى حد الا انا تمام مفهوم ياحور بس للأسف محدش غيرى هيجى معاكى فمعلش تعالى على نفسك شوية

اسرعت حور تصحح الأمر قائلة

= انا بس مستغربة انت اكيد عندك حاحات اهم من انك تجى معايا للدكتورة

تحرك رحيم باتجاه الفراش يستند عليه بكفيه ينحنى عليه مقربا وجهه من وجهها ينظر اليها بجمود قائلا بحزم

=لا يا حور مفيش حاجة عندى اهم من ابنى اللى جاى فى السكة وانى اطمن عليه فياريت تحضرى نفسك ونقفل الكلام فى الموضوع ده مفهوم يا حور

هزت حور رأسها بضعف تنظر الى عينيه بخشية وهى تراه يبتعد عنها سريعا يتحه ناحية الباب ليلتفت اليها قائلا

= انا مستنكى تحت متتاخريش عليا

*********************

ما ان نزل رحيم عدة درجات من الدرج حتى سمع صوت سارة مناديا له ليتفت اليها يراها تقف فى اعلاه يظهر التوتر فوق ملامح وجهها ليحدثها بهدؤء قائلا = ايوه سارة محتاجة حاجة

اخدت سارة تفرك كفيها بعصبية

= كنت محتاحة اتكلم معاك لدقيتين

نظر رحيم الى ساعته لتسرع سارة فى القول

=مش هأخرك اكتر من دقيقتين

نظر رحيم قائلا

=طيب تعالى نتكلم فى المكتب

وهم بالنزول مرة اخرى لتوقفه سارة قائلة بلهفة

= لو ممكن نتكلم فى اوضتنا يكون احسن

تردد رحيم لتلاحظ سارة تردده ذلك فتخفض راسها قائلة بخضوع وضعف

=خلاص يا رحيم تقدر تنزل تشوف مشاغلك نبقى نتكلم وقت تانى

شعر رحيم بالذنب على تصرفه القاسى معها بعد ان رأها بتلك الحالة ليقوم بالصعود اليها يرفع وجهها اليه قائلا بهدؤء

= طيب متزعليش وتعالى نتكلم فى المكان اللى تحبيه

ظهرت الفرحة العارمة فوق وحهها تسرع فى الامساك بيده وتتجه معه الى جناحهم وما ان دخلوا اليه حتى ارتمت بين ذراعيه قائلة بفرحة =مبرووك يا رحيم بجد انت متعرفش انا فرحت اد ايه لما عرفت ان حور حامل

تسمر رحيم فى مكانه تتسع عينيه بذهول يسألها

= فرحتى ؟

رفعت سارة عينيها اليه تتلمس ملامح وجهه برقه قائلة

= طبعا يا قلبى فرحت انك اخيرا حققت حلمك وهتكون اب حتى ولو من واحدة غيرى وده اللى هندم عليه عمرى كله وانى كنت السبب فيه بس خلاص كل حاجة تهون علشان خطرك يا رحيم

اخذ رحيم ينظر اليها بشك وهو مازل على حالته من الذهول قائلا

= غريبة يا سارة بصراحة مش قادر اصدقك

حاولت سارة اظهار الاستسلام فى ملامحها وهى تقول

= غريبة ليه يارحيم انت نفسك قولتلى قبل كده ان جوازك من حور اصبح امر واقع وعلشان معنديش استعداد انى اخسرك رضيت بالامر الواقع ده وقبلت بيه ومستعدة اعمل اى حاجة بس ترجع ليا تانى رحيم حبيبى و جوزى حتى لو كان بانى اعتذر لحور على كل حاجة عملتها معاها بس انت تسامحنى يا رحيم .

لتسرع مرة اخرى بالارتماء بين ذراعيه تشهق بالبكاء ليتردد رحيم كثيرا قبل ان يرفع ذراعيه ليحيطها بهم قائلا محاولا تهدئيتها

= خلاص يا سارة اهدى وكل شئ هيبقى تمام

رفعت اليه عينيها الباكية قائلة بضعف = بجد يا رحيم يعنى خلاص سامحتنى

زفر رحيم قائلآ باستسلام

=ايوه يا سارة بس اهم حاجة عندى انك فعلا ندمتى على كل اللى حصل وتحاولى تحسنى علاقتك بحور

اسرعت سارة تهز راسها بالايجاب قائلة بلهفة

= حاضر يا رحيم ولو تحب اروح لها دلوقت واعتذر لها انا موافقة بس تعال معايا اصل اخاف مترضاش تقبل اعتذارى وتفهمنى غلط

تنهد رحيم قائلا بحنان

= لا من الناحية دى متقلقيش حور طيبة واستحالة تضايقك بكلمة وبتصالح بسرعة بس انتى حاولى تحاسبى فى كلامك معاها شوية وهى الامور هتبقى تمام

احست سارة بالنيران تشتعل بداخلها من طريقة حديثه عن غريمتها ولكنها اسرعت تدارى مشاعرها بمحاولة الابتسام قائلة

= لا متقلقش خالص انا من هنا ورايح هعتبرها زى اختى انا اهم حاجة عندى انك تكون مطمن ومبسوط يارحيم

ابتسم رحيم لها بهدؤء

= ماشى ياسارة لو فعلا عملتى اللى بتقولى عليه انا هكون مطمن ومبسوط

اسرعت سارة فى القول

= وترجع تبات فى جناحنا يا رحيم

اتسعت عين رحيم بعد تلك الكلمات منها لترفع سارة يدها تحتضن وجهه بكفيها برقة قائلة

= انت وحشتنى اووى يا رحيم وحشنى حضنك واحشنى انام وانا مطمنة وعارفة انك معايا فى نفس المكان ومش عاوزة منك اكتر من كده

تنهد رحيم قائلا باقتضاب

= خلاص ياسارة ان شاء الله هرجع ابات تانى هنا

شهقت سيارة بسعادة وفرحة قائلة

= بجد يا رحيم يعنى استناك الليلة

ظهر التردد فوق وجهه لتسرع سارة قائلة بالحاح

=علشان خطرى يا رحيم انت متعرفش انت وحشنى اد ايه

هز رحيم راسه بالايجاب يربت فوق وجنتيها بحنان

=ماشى يا سارة هبات هنا الليلة معاكى

قفزت ترتمى بين ذراعيه تقبله بلهفة تضغط بنفسها عليه بقوة ليقف متسمرآ فى مكانه بجمود لا يشعر باى شئ من لهفتها تلك وهى مازالت تقبله بشوق لايشعر بشيئ منه فى نفسه لها حتى اسرع بابعادها عنه لتنظر اليه بذهول وهو يسرع فى النظر الى ساعته يتنحنح قائلا

= انا اتاخرت اووى على حمزة فلو عاوزانى اجى معاكى لحور يبقى يلا بينا

ثم يتحرك باتجاه الباب تاركا ايها خلفه تنظر اليه يظهر حريق غضبها فى عينيها تهمس من بين اسنانها بغل

=بقى كده يا رحيم طيب يانا يا انت فى اللعبة دى

❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

👇22👇


كانت حور مازالت جالسة على وضعها منذ ان تركها رحيم منذ قليل تفكر فى كلام رحيم اليها وغضبه المحق فيه لكنها لا تستطيع فعل شئ للخوف والقلق الذى يموج بداخلها من كل الاحداث التى حدثت لها من تهديدات جمال الى كلمات سارة السابقة لها عن اسباب زواج رحيم منها التى قد حاولت تنسها لترجع تضربها من جديد كل هذا جعل من فرحتها بهذا الحمل ناقصة تشعر الخوف عليه اكثر من شعورها بالفرح به

فماذا تفعل ؟ هل تخبر رحيم بكل مخاوفها تلك ام تصمت وتدع الايام تعالج هى كل هذة المخاوف

زفرت بحيرة تضع يدها فوق جبهتهها تضغط عليها بقوة تشعر بالالم يكاد يفتك براسها من كثرة التفكير حتى سمعت صوت طرقات فوق الباب لتنهض سريعا وقد ادركت مرور الوقت وهى لم تستعد ومن المؤكد ان رحيم قد بعث بمن يستعجلها للنزول سريعا لكنها تسمرت فى مكانها و هي ترى رحيم يدلف الى الداخل يدا بيد مع سارة لتشعر بالبرودة تسرى فى انحاء جسدها من مشهدهم هذا

تقدم رحيم يجذب سارة سارة خلفه ليقف امامها قائلا بهدؤء

=حور سارة كانت عاوزة تتكلم معاكى شوية

تقدمت سارة من خلف رحيم بخجل غريب عليها قائلة بصوت خافض

= حور انا كنت عاوزة اعتذرلك على اى شيئ حصل منى فى حقك ثم اسرعت فجاءة باحتضنها تقبلها سريعا فوق وجنتيها قائلة

= مبروك ...

وتسرع فى الابتعاد مرة اخرى لتنظر اليها حور بذهول ثم الى رحيم الواقف مراقبا لما يحدث يبتسم برقة قائلا = سارة حبت تنهى اى خلاف بينكم وتبارك ليكى بس خافت من ردة فعلك وانك ترفضى طلبها فطلبت منى اجى ليكى معاها

امال راسه الى الجانب قائلا بمرح

=ها ايه رايك يا حور

اخذت تنظر اليه بوجه خالى من التعبير تشعر بالجمود يسيطر على جسدها لا تستطيع النطق بكلمة لتأتى الطرقات فوق الباب كنجدة لها ليدير رحيم راسه عنها باتجاه الباب يامر الطارق بالدخول لتدخل الخادمة قائلة بهدوء

= رحيم بيه حمزة بيه طالب حضرتك تنزله حالا فى المكتب

هز راسه يامرها بالانصراف لتسرع سارة فى القول

= انزل انت يا رحيم شوف شغلك وانا وحور هنقعد شوية مع بعض

تردد رحيم ينظر الى حور الواقفة بصمت يسالها بعينيه عن رايها ليجدها تنظر اليه بجمود لتلاحظ سارة نظراتهم تلك لتقول باسف وضعف

= الظاهر ان حور لسه مش عاوزة تسامحنى فالافضل انى امشى حالا

التفت اليها رحيم قائلا بهدؤء

=استنى يا سارة حور اكيد متقصدش كده بس هى لسه متفاحئة من اللى حصل عموما انا هنزل دلوقت وانتم خليكم مع بعض صفوا الامور بينكم

ثم التفت الى حور يرتب فوق وجنتيها برقة

= مش كده ياحور ؟

رفعت حور عينيها اليه لاتدرى ماذا تقول لتهز له راسها علامة الايجاب ليبتسم لها ولسارة ثم يغادر سريعا تاركا ايهم وحدهم وسط غرفة يعمها الصمت القاتل الذى استمر. لفترة طويلة حتى تكلمت سارة وهى تجلس فوق احدى المقاعد وتشير الى الاخر لحور قائلة بهدوء

= تعالى يا حور اقعدى هنا نتكلم مع بعض

التفت حور اليها تتقدم منها ببطء تجلس امامها لتقول سارة

=عارفة انك مستغربة ومصدومة من اللى عملته بس لازم تعرفى انى اكتر حد ممكن يكون مبسوط من خبر حملك

رفعت حور راسها اليها بعدم تصديق لتهز سارة راسها قائلة باقتضاب =بحملك ده كل الامور هترجع زى الاول بينى وبين رحيم واعتقد انى قولتلك قبل كده عن السبب جوازه منك يمكن وقتها قولتها بطريقة صعبة وقاسية بس هى دى الحقيقة

حاولت حور مقاطعتها لتوقفها سارة بحزم

=عارفة اللى هتقوليه وعارفة ان رحيم بدء يتعلق بيكى بس ده زى حد فرحان بحاجة جديدة عليه هتاخد وقتها معاه وترجع الامور تانى لاصلها اللى انا وانتى عرفينها كويس

شعرت حور بالدنيا تغيم من حولها من كلمات سارة والتى تدرى فى نفسها بانها الحقيقة التى حاولت الهروب من كثيرا ولكنها اتت لتضربها فى ووجها بقسوة تعاقبها على نسيانها فى وقت من الاوقات

رات سارة تعاقب المشاعر فوق وجهها لتدرك نجاحها فيما ارادت وبقوة لتسرع قائلة برقة

= علشان كده صممت النهاردة انى اجى اعتذرلك وابدء صفحة جديدة معاكى علشان نقدر الايام الجاية نعيش سوا فى راحة ونحاول سوا نسعد رحيم معانا ولتانى مرة بعتذرلك واقولك انى فرحانة بخبر حملك اللى كان السبب فى رجوع رحيم من تانى ليا

رفعت حور راسها سريعا بعنف تسالها بتوتر

= تقصدى ايه

هزت سارة كتفيها بلامبالاة

= اعتقد ده رحيم اللى يقدر يتكلم معاكى فيه ويعرفك الايام الجاية هيكون وضعنا كلنا فيها ازاى

نهضت سارة من فوق مقعدها تلتفت للمغادرة تاركة حور فى حالة من الصدمة والذهول من المعنى الذى وصلها من كلماتها المسمومة لها تبتسم بانتصار عينيها تشتعل بالحقد الذى لم تستطيع ان تداريه كثيرا فيهما تعلم بنجاحها فى ما ارادت وبشدة

*******************************

قاد رحيم السيارة عائدا بحور الجالسة بجواره فى صمت كئيب لا تتحدث اليه ابدا ولا تنظر حتى باتجاه رغم محاولته الدائمة بجعلها تتحدث اليه عما يضايقها فهى منذ زيارتهم للطبيبة وهى على هذة الحالة لا من قبل هذا بكثير وليكن اكثرا تحديدا منذ لحظة علمها بانها تحمل منه طفلا وهى على حالة الغريبة تلك تجعله يفقد صبره معها راغبا فى هزها بشدة حتى تنطق وتخبره مابها ليسكت من ظنونه التى تنهش عقله ليسود سوادها افكاره تجعله لايرى امام عينيه غير هذا السواد يتالم بقوة هو يراها امامه على تلك الحالة

زفر بحنق يلتفت اليها يراها تنظر من النافذة بشرود غافلة عما يمر به ليناديها بهدوء حاول اظهاره فى نبراته = حور ايه رايك نروح اى حته نتغدى ونقضى اليوم سوا

هزت حور راسها برفض وهى مازالت تنظر من نافذتها تقول بصوت فارغ النبرات

= لا انا عاوزة ارجع البيت حاسة انى تعبانة ومحتاجة ارتاح

سالها بقلق

=تعبانة حاسة بايه ؟ خلاص نرجع للدكتورة تانى بسرعة تكشف ونطمن عليكى

التفتت حور اليه بوجه خالى من التعبير =متخفش اوى كده تعبى ملوش علاقة بالحمل

تجهم وجهه عند سماعه لطريقة تحدثها قائلا بجمود

= له علاقة او ملوش ده ميمنعش انى اطمن عليكى

نظرت حور عدة ثوانى لا تكشف عن افكارها ثم تلتفت تنظر من النافذة مرة اخرى دون ان تضيف كلمة ليسود الصمت السيارة فترة طويلة حتى تحدث رحيم فجأة قاطعا الصمت

=كنت عاوز اعرفك انى هبات الليلة دى فى جناح سارة وهنرجع تانى لنظامنا القديم اللى كنا اتكلمنا فيه فى اول جوازنا

التفتت حور بقوة تشعر بكلماته تخترقها كسكين حادة تمزق قلبها والضجيج فى اذنيها من شدة ضغط دمها المشتعل فى عروقها لكنها لم تظهر اى شئ فى صوتها عندما تحدثت ردا عليه قائلة بلامبلاة مصطنعة

= اعمل اللى يريحك يا رحيم مبقتش تفرق معايا

صرخ رحيم بعنف محاولا ابقاء عينيه على الطريق امامه

= يعنى ايه كلامك ده ؟ نفسى اعرف ايه اللى بيدور فى دماغك دى يخليكى بالشكل ده ليه شايف البرود ده دايما فى عينيكى

اعتدلت حور فى جلستها لتصبح فى مواجهته تنظر اليه بتحدى

=شكل ايه يا رحيم ؟ كنت متوقع اعمل ايه وانتى بتقولى كلامك ده ؟ اعيط وادبدب فى الارض انك اتصالحت مع سارة ولا كنت تتمنى انزل على ركبتى واترجاك تفضل معايا وليا لوحدى لا يا رحيم بيه انتى لما اتجوزتنى كنت عارفة اتجوزتنى ليه وعلشان ايه فمش من حقى دلوقت انى اعترض على اى حاجة تحصل

لم يرد رحيم على كلماتها يركز فى قيادته للسيارة لاتصدر عنه اى ردة فعل حتى فوجئت به يوقف السيارة بجانب الطريق ينظر امامه عدة دقائق لم تسمع فيها سوى صوت انفاسه المتسارعة الدالة على غضبه الشديد ومحاولته السيطرة عليه لتنكمش حور فى مقعدها تخشى من ردة فعله تعلم انه لن يمرر حديثها اليه بتلك الطريقة على خير ليصدق حدسها حين التفت اليها بعينين تشتعل بالنيران هامسا بوحشية

= وطلما عارفة كل حاجة زي الشاطرة كده تعتقدى انى هيفرق معايا اعتراضك او حتى انك تترجينى زاى ما قولتى وكويس اووى انك عارفة قيمتك عندى فملوش لازمة الكلام

ثم التفت يدير محرك السيارة لتوقف قبل ان يتحرك بها يلتفت اليها مرة اخرى قائلا بجمود

=ااه وياريت لو ممكن تعرفنى انا كمان سبب جوازنا اللى دماغك العبقرية اتوصلت ليه

اخفضت حور راسها قائلة بمرارة

= السبب اللى خليته واضح وضوح الشمس من وقت ماعرفت انى واجبي اجيب لك الاولاد وبس

ظل رحيم ينظر اليها لعدة دقائق بصمت حتى سمعت صوته يخرج بنبرة غريبة تسمعها منه لاول مرة فيها مزيج من خيبة الامل والصدمة قائلا

=برافو يا حور بجد برافو انك قدرتى تعرفى كل ده لوحدك

ثم التفت مديرا للمحرك يتحرك بالسيارة بعنف وغضب تضغط انامله فوق مقودها حتى ابيضت مفاصله من شدة ضغطه عليها متجاهلا حور المتنكمشة فى مقعدها صامتة الباقى من من طريق العودة الى المنزل حتى توقفت بهم السيارة امام القصر لينزل رحيم منها دون كلمة تتبعه حور هى الاخرى تسير خلفه ببطء وصمت حتى وصلوا الى باب القصر لتناديه حور بصوت هامس ليلتفت اليها بجانب وجهه لتقول بنفس الهمس

= انا عاوزة اروح عند اهلى اقعد معاهم محتاجة ابعد عن هنا لفترة

اقترب رحيم منها بخطوات سريعة غاضبة يقبض بقسوة على اعلى ذراعيها جعلتها تشهق بالم وهو يقوم بجذبها الى داخل القصر يمر بالجالسين فى بهو القصر دون ان يلتفت الى احد منهم رغم محاولة والدته لايقافه بندائها المستمر عليه مستمرا فى تحركه باتجاه الدرج جاذبا حور خلفه بشدة حتى وصل الى جناحهم يدفعها الى الداخل بغضب يصرخ بها

=انتي ايه حكايتك بالظبط ليه مصممة تجيبى اخرى فى الصبر عليكى

وعندما استمرت فى صمتها تعالا صراخه اكثر قائلا

= انطقى ايه اخره اللى بتعمليه ده عاوزة توصلى لايه يا حور

رفعت حور عينيها اليه تنظر اليه بجمود مستمر على صمتها امامه ليشعر رحيم بالاستسلام من ان تتكلم

ليمرر اصابعه فى شعره يقبض عليه باصابعه بعنف يتحرك فى ارجاء الغرفة محاولا تهدئة اعصابه حتى يستطيع ترتيب افكاره ليتوقف فجأة يزفر انفاسه ينظر اليها قائلا بعنف لم يستطيع السيطرة عليه

= تمام يا حور خليكى ساكتة زى ما انتى عاوزة بس عاوزك تعرفى ان خروج من البيت مش هيحصل اهلك وحشوكى يتفضلوا يجوا هنا ليكى يزوروكى غير كده معنديش وبصراحة انا جبت اخرى معاكى ومبقتش عارف انتى عاوزة او بتفكرى فى ايه فمتلوميش غير نفسك على اللى هيحصل بعد كده

ثم انطلق مغادرا الغرفة يصفق الباب خلفه بشدة ارتجت لها ارجاء القصر تاركا حور ترتحف بشدة تشعر بالبرودة تسرى فى جميع جسدها تعلم انها تقف على حافة الهاوية معه ولا تراجع بعد الان فما حدث بينهم فاما ان تعيش معه لتظل فى الظل دائما بالنسبة له او تنبتعد تماما تاركة كل شئ فهى لم يعد لديها القدرة على المحاربة فى كل تلك الجبهات من حولها لا ترى ابدا املآ لتحارب من اجله سوى طفلها القادم تحارب من اجله

استلقت فوق الفراش تشعر بحزنها ويأسها يسيطران على روحها حتى سقذت فى النوم مكانها تهرب به عن كل ما يحيط بها

****************************

=ده انتى طلعتى استاذة كبيرة وانا معرفش

تحدث جمال بتلك الكلمات الى سارة الجالسة بجواره تنفرد به فى احدى غرف القصر بعيد عن اعين ساكنيه بعد رؤيتهم لدخول رحيم العاصف منذ قليل لتبتسم سارة بذهو وغرور قائلة

=مش قولتلك متخفش عليا وهقدر العبها صح واظن رجعت من جديد سارة الطيبة فى عيون رحيم ومن شكلهم وهما راجعين اقدر اقولك انى نجحنا فى اللى عاوزينه وان الهانم منطقتش بكلمة لرحيم

ضحك جمال بشدة قائلا

= لا من الناحية دى انا مطمن بس قوليلى عملتى ايه فى اللى اتفقنا عليه

= متقلقش كله تمام وهنبدء فى تنفيذه من بكرة بس عاوزة اقولك الست خايفة المرة دى ومصممة تعرف احنا ناوين على ايه

هز جمال راسه بلا مبالاة

=سيبك منها زوديلها الفلوس شويتين وهى هتنسى حتى اسمها بس اوعى تعرفيها اى حاجة يا سارة مهما حصل هى عليها تنفذ المطلوب منها وبس

هزت سارة راسها تطمئنه قائلة = متقلقش من الناحية دى بس من هنا ورايح نحاول نقلل من مقابلتنا لحد ما اللى عاوزينه يحصل انت فاهم ان القصر هنا فيه الف عين وعين تشوفنا

جمال

= اتفقنا و اهو اسلى نفسى انا هنا بحور حبيبتى وانا بلعب معاها واشوف نظرة الرعب فى عينيها منى ورحيم بيه مش دارى بحاجة من اللى بتحصل

ضحكت سارة بشدة تقول بخبث

=ده انت شيطان ملهوش حل

جمال قائلا بنفس الخبث

= من بعض ما عندك يا بنت يا عمى

               الفصل الثالث والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close