أخر الاخبار

رواية عشق رحيم الفصل التاسع والعشرون والاخير بقلم ايمي نور


روايةعشق رحيم

الفصل التاسع والعشرون والاخير

بقلم ايمي نور

دخل رحيم الي جناحه مع حور ليجدها تجلس فوق الفراش تضم ركبتها اليها تنظر بشرود 

امامها حتي احست بدخوله لتسرع في النهوض من الفراش تحاول التقدم منه ليرفع 

سبابته يوقفها قائلا بجمود

=خليكي مكانك تقدري تنامي علي السرير انا هنام هنا علي الكنبة

تحجرش صوتها بالبكاء تحاول التحدث اليه ليتجاهلها تماما متجهآ الي خزانته يخرج منها ملابس نومه يتجه بها الي الحمام لتقف حور مكانها تنساب دموعها بصمت فوق وجهها حتي خرج من الحمام لايرتدي سوي بنطاله وصدره عاري يحمل بيده التشيرت بعد ان فشل في ارتداءه بنفسه ليرميه فوق المقعد بغضب ليذهب الي الفرلش يسحب من فوقه الاغطية يتجه بها الي الاريكة متجاهلا تماما حور الواقفة يستلقي فوق الاريكة محاولا النوم واضعا يده فوق وجهه ليقول بعد عدة دقائق عندما رأها مازالت واقفة في مكانها دون ان تتحرك قائلا بجمود =هتفضلي واقفة مكانك كتير عاوز اقفل النور وانام

لينقلب علي جنبه معطيا لها ظهره ليسود الصمت حتي تحركت حور بخطوات بطيئة تجرجر قدميها حتي الفراش تستلقي هي الاخري تغلق الانوار ليسود الظلام لكن دون ان يطرق النوم جفونها ليمر بها الوقت وهي علي هذه الحالة حتي سمعت اهه الم تصدر من رحيم وهو يتقلب فوق الريكة ببطء ثم يسود السكون مرة اخري لعدة دقائق لتصدر عنه اهه اخري ولكن هذه المرة بصوت مرتفع متألم لتنهض سريعا تجري اليه تركع بجواره علي الارض تساله بلهفة وخوف

= رحيم مالك ايه بيوجعك اصحي حمزة ونروح المستشفي ثم قامت بوضع كفها فوق جبهته لجس حرارته ليضع رحيم يده مبعدا اياها عنه يقول بخشونة =مش عاوز حاجة منك روحي نامي مكانك ومتجيش هنا تاتي

حور باستعطاف

= ارجوك يا رحيم انا عارفة انك زعلان مني بس سبني اطمن عليك وبعدها اعمل اللي انت عوزه

ضحك رحيم بسخرية قائلا

= تطمني عليا !! غريبة من واحدة لسه طالبة الطلاق من جوزها


انفجرت حور في البكاء تضع راسها فوق صدره تقول بضعف

= غصب عني ملقتش حل تاني ادامي غير ده انا مش قادرة اكون سبب في اي اذيه ليك بسببي

اسرع رحيم بالنهوض يجذبها من ذراعيها رافعا ايها لتجلس بجواره يسالها بتوتر = اذيه ايه اللي بتتكلمي عليها فهميني يا حور كل حاجة وبراحة كده

هزت حور راسها بالموافقة لتقص عليه كل ماحدث معها من جمال منذ لحظة دخوله المنزل وحتي هذ اللحظة لتراه وهي تتحدث بانفاسه تتصارع تخرج بخشونة من صدره وهو يضم قبضتيه بعنف كلما توغلت في الحديث حتي انتهت منه ليقف علي قدميه يصرخ بها

= ومفكرتيش تحكيلي علي اللي حصل بدل جنانك اللي عملتيه ده

حور بخوف

=حاولت يا رحيم والله بس غصب عني خوفت كلام سارة عن انك مش عاوز مني غير الاولاد وبس وان ده كل همك من جوازنا وضغط جمال عليا تهديده ليا كل ده خلاني اخاف انك متصدقنيش او اني اكون سبب في احراجك ادام عيلتك كل ده خلاني اسكت واخاف ويوم ما قررت احكيلك جه وهددني بيك قالي بكل صراحة انه السبب في اي حاجة هتحصل لك وفعلا بعدها علي طول جه خبر الحادثة اللي عملتها وده خلاني اصدق انه مش بيهزر ولا انه كلام وخلاص

ولما طلعت هنا افكر اعمل ايه افتكرت كلامه عن الهدية اللي سيبها في اوضتي بمساعدة حد قريب وعرفت وقتها مين ساعده الدنيا ضاقت في وشي ومبقتش عارفة اثق في مين ولا اعمل ايه وحصل انك صممت تعرف بتاعت ايه الحبوب دي لقيت نفسي من غير تفكير بقولك كل كلامي الغبي ده بس صدقني يا رحيم انا فكرت ساعتها ان ده الحل الوحيد الصح انا مقدرتش اكون سبب في اذيتك من تاني انت روحي يا رحيم الهوا اللي بتنفسه وعايشة به ومقدرش اتخيل حياتي وانت مش موجود فيها لتسرع ترتمي بين احضانه تحتضنه بشده تحاول الاختفاء بين اضلاعه


وقف رحيم جامدآ في مكانه لا تصدر عنه اي حركة لمدة طويلة حتي تنهد بقوة مغلقا عينيه يلف ذراعه السليم حولها يشدها اليه بقوة


قائلا بهمس وخضوع

= غبية ومجنونة بس اعمل ايه بموت فيها وبعشقها

رفعت حور راسها عن صدره بسرعة تهتف بذهول وفرحة

= بجد يا رحيم اللي بتقوله ده

اخفض رحيم راسه يقبلها برقة وشعف في كل انحاء وجهها ومابين كل قبلة واخري يهمس

بحبك ...بموت فيكي ...بعشقك ...مجنون بيكي

لتضحك حور بسعادة ترفع نفسها علي اطراف اصابعها تقبله بشوق تهمس بكل عشقها له فوق شفتيه ليغيبا معا في بحور العشق غافلين عن كل ما حولهم

★★***********★★

استيقظ رحيم علي لمسات تشبه رفرفات الفراشات فوق وجه ليدرك بانها حور التي اخذت تقبل ملامحه برقة تهمس بين كل قبله واخري بحبها وعشقها له


لكنه استمر بالتظاهر بالنوم مستمتعا بجرأتها الحديثة معه يعلم انها فور علمها باستيقاظه سوف تعود لخجلها المعتاد معه لكنه لم يحسب لانفاسه التي اخذت بالتسارع نتيجة لاستجابته لتلك اللمسات حسابا فاخذت مع كل قبلة منها تتسارع حتي اصبح يلهث بصوت عالي جعلها تتراجع عنه تشهق قائلة بخجل

=رحيم انتي صاحي صح ؟


 فتح عينيه سريعا التي تشتعل فيهم النيران يميل فوقها قائلا بصوت اجش = من بدري يا عيون رحيم

اخفضت حور عينيها عنه قائلة

= انا .... كنت ... يعني اصل

اخذ رحيم يقترب منها حتي اصبحت شفايه تلامس شفتيها يهمس

= ايوه انا عاوز اعرف اصل دي بالظبط

وما ان كادت حور تفتح فمها لرد عليه حتي اخذ يقبلها بجنون وشغف كما لو كان لا يصدق انها حقا هنا بين ذراعيه فاخذ يبثها حبه من بين قبلاته يهمس لها بشغف

= بحبك ياحور مش متخيل نفسي في يوم اني اعيش بعيد عنك متعرفيش كلامك ليا انك مش عاوزة تكوني معايا عمل فيا ايه انا كنت بموت بالبطيء

امسكت حور بوجهه بين يديها التي اخدت بالارتجاف ترفع عينيها تنظر الي عينيه قائلة بارتعاش

= غصب عني يا رحيم مكنش ادامي حل تاني غير اللي عملته انا قبل ما اوجعك كنت بوجع نفسي حسيت ان كل الدنيا ضدي حتي اقرب الناس ليا

ما ان نطقت بهذه الكلمات حتي ابتعد رحيم عنها يجلس في الفراس معطيا ظهره لها ينفس بخشونة

= كل واحد فكر يأذيكي حتي ولو بكلمة هدفعه التمن غالي اوي و اولهم نرجس الكلب دي

اسرعت حور باحتضانه من ظهره تحاول اخراجه من غضبه ذللك لتقول بهدوء

= علشان خاطري يا رحيم بلاش تأذيها بحاجة دي مهما كانت ام اخواتي علشان خطرهم بلاش تعملها حاجة

التفت رحيم ينظر اليها بدهشة

=بعد كل الي عملته فيكي عاوزة تسامحيها

هزت حور رأسها تعتدل في جلستها لتكون امامه يحدثه بهدوء

= مش هسامحها ابدا في حياتي بس مش هقدر اكون سبب في اذيتها وانا عارفة ان ده هيأثر علي اخواتي وابويا

لتنهض تستند علي ركبتيها تقترب منه تقبله برقه تهمس

= علشان خاطري يا رحيم بلاش اللي في دماغك

اغمض رحيم عينيه محاولا السيطرة علي مشاعره يهمش هو الاخر

= انا شايف انك بقيتي تعرفي تأثري عليا ازاي يا حور هانم

اسرعت حور تندس بين حنايا عنقه تضحك بدلال تهمس له

=حبك يارحيم بحبك اااوي

احتضانها رحيم بشده يهمس هو الاخر

=وانا بعشقك يا قلب رحيم وحاضر ياستي كل طلباتك اوامر

هتفت حور بفرحة

= بجد يارحيم ! وانا اوعدك انها مش هتيجي هنا تاني ولا هيكون ليها اي علاقة بينا

زفر رحيم بقلة حيلة

= مش عارف يا حور بس كان نفسي اربيها علي كل بلاويها بس معلش علشان خطرك انتي بس

صمت رحيم لثواني لترتسم الجدية فوق وجهه يتكلم ليتكلم بنبرة شديدة الحزم

=حور عاوز اتكلم معاكي وافهمك هنتعامل ازاي في الايام الجاية وتفهميني كويس علشان اقل غلطة هتضيع كل اللي ناوي اعمله

شعرت حور بالتوجس لتعدل في جلستها تنظر اليه بقلق

= انت ناوي علي ايه يا رحيم كلامك ده قلقني

رفع رحيم انامله يتلمس ملامحها برقة =متقلقيش يا عيون رحيم انا بس عاوزك تسمعيني كويس

واخذ يتحدث اليها عما ينتاويه ومع كل كلمة يتحدث بها كانت عيونها تتوسع بانبهار

★*******★


اجتمعت كل افراد العائلة في حجرة المعيشة يتبادلان اطراف الحديث في مختلف المواضيع حتي التفت الحاجة وداد ناحية رحيم الذي كان يتبادل الحديث مع اخيه حمزة يجلس بجوارهم جمال صامتا تساله بقلق

= رحيم هي حور منزلتش معاك ليه هي تعبانة ولا حاجة

تغيرت ملامح رحيم الي القسوة ليلاحظ الجميع ذلك التغير ليتحدث قائلا بجمود =فوق مش هتقدر تنزل

وداد بقلق

= ليه تعبانة ولا حاجة انا هقوم اطمن عليها وهمت بالنهوض ليوقفها رحيم بخشونة

= متتعبش نفسك يا امي هي كويس انا اللي مانع انها تنزل وبعد كده الاكل يطلع ليها فوق هي مش هتخرج من اوضتها ابدا

ساد الصمت والتوتر ارجاء الغرفة كادت سارة فيه ان تقفز علي قدميها ترقص من شدة فرحها تعلم بنجاح خطتها لترتسم السعادة والتشفي في عينيها النظرات مع جمال الجالس بهدوء فوق مقعده لاتظهر اي مشاعر فوق وجهه

نظرت وداد الي حمزة نظرة ذات مغزي تفهمها الاخير لتنحنح قائلا بتردد

= رحيم ايه رايك تجي معايا في المكتب ثواني

رحيم بجمود

= ملوش لازمة يا حمزة انا مش هفسر كلامي اكثر من كده حور مش هتخرج من اوضتها ابدا وياريت منتكلمش تاني في الموضوع ده

وما ان كاد ينهي حديثه حتي دخلت حور الي الغرفة تقدم قدم وتأخر الاخري تلقي بتحية المساء بصوت متقطع متوتر وما ان رأها رحيم حتي هب علي قدميه يتجه اليها بعنف ممسكا بذراعيها بخشونة وشدة جعلتها تصرخ بالم تسمعه يصرخ بها

= ايه اللي نزلك انا مش منبه عليكي متتحركيش من اوضتك الا بأوامري

حور بتلعثم محاولة التظاهر بالقوة

= انا زهقت من القعدة لوحدي وبعدين انا مش شغالة عندك علشان تكلمني كده

راي الجميع رحيم وجهه يتحاول الي الاحمرار الشديد ليصيبهم القلق من ان يصيبه شيئ حتي صم اذان الجميع حين صرخ بجنون يشد حور من ذراعيها اليه بقوة

= شكلك كده عاوزة تتربي من اول وجديد وانا اللي هربيكي يا حور

ثم جذبها خارجا بها من الغرفة بقوة يسحبها خلفه لتتعثر في خطواتها خلفه من شدة جذبه لها ليلحق به الجميع يهتفون باسمه محاولين ايقافه عما ينتاويه الا سارة التي وقفت تنظر الي ماحدث والتشفي يرتسم فوق وجهها ليقترب منها جمال يهمس لها بانتصار

= الظاهر اللي كنا عاوزينه حصل يابنت عمي


ظلت سارة بتلك الابتسامة علي وجهها تهمس الي نفسها

= اللي عاوزه انت حصل انما اللي انا عاوزاه انا لسه بدري عليه وشغلتي بقي اخليه يحصل

تجاهلت سارة حديثه اليها لتغادر سريعا للحاق برحيم حتي تري ما ينتوي فعله مع تلك الفتاة

★★**********★★


ادخل رحيم حور الي داخل غرفة المكتب بعنف ثم التفت الي المجتمعين خارجها يصرخ بعنف

= مش عاوز حد يدخل بيني وبين مراتي واياك حد يدخل علينا المكتب

ثم اغلق الباب بعنف اهتزت له ارجاء القصر بعنف يقف امام الباب لبضع ثواني يتنفس بهدوء محاولا السيطرة علي اعصابه حتي وصل الي مسامعه ضحكة حور الخافتة ليفتح عينيه يراها تحاول جاهدة السيطرة علي نوبة الضحك التي اصابتها لتصاب تلك المحاولة بالفشل ليسرع اليها رحيم قائلا بتوتر محاولا اسكاتها

= هش يا حور اهدي كده هتبوظي كل اللي عملناه

حاولت حور التكلم لكن لم تستطيع لتظل علي حالة الضحك التي تملكتها فلم يستطع رحيم فعل شئ لايقافها يقف مستسلما ينظر اليها بغيظ حتي قفزت فكرة خبيثة الي ذهنه ليسرع في تنفيذها يشدها اليه يقبلها بشغف وقوة لتتوقف فورا عن الضحك تقف بين ذراعيه بصدمة تحاول مقاومته سرعان ما تحولت تلك المقاومة للسكينة بين يديه تبادله قبلته بشغف هي الاخري لياخذهم الي عالمهم بعيدا عن كل ما حولهم حتي ابتعد رحيم ينفس بخشونة يهمس

=مجنونة وهتجننيني معاكي

ضحكت حور بدلال ليسرع رحيم بوضع كفه فوق شفتيها قائلا بخبث

= ايه حكايتك شكلك كده عوزاني اسكتك تاني بطريقتي

هزت حور كتفيها بدلال تدعي اللامبالاة لتهمس له باغراء حين ابتعد بكفه عنها

= انا عن نفسي معنديش اي اعتراض علي الطريقة ابدا

نظر اليها بذهول يتنفس بخشونة

= انتي لو قاصدة تجننيني مش هتعملي اكتر من كده بس المشكلة انه جنانك ده جاي في الوقت الغلط

ليتنحنح بخشونة المفروض اني بعاقبك دلوقت بس مش العقاب اللي في دماغي دلوقت ليكي خالص

ضحكت حور مرة اخري لينظر اليها رحيم بغيظ فاسرعت بوضع كفيها فوق فمها تهز راسها بالايجاب ليهمس لها بخبث

= المفروض تخرجي بتعيطي من هنا وريني بقي هتعمليها ازاي

نظرت حور اليه بصدمة ليكمل حديثه ترتسم ابتسامة لئيمة فوق فمه

=واياكي يا حور تضحكي ساعتها هتتعاقبي مني بجد

تصنعت حور الحزن تكتف ذراعيها فوق صدرها

= ده يا رحيم طيب انا زعلانة منك بجد

هتف رحيم بمرح

= ايوه ياريت تفضلي علي كده لحد ما تخرجي من هنا وليكي عليا ياستي لما نطلع اوضتنا اصالحك براحتي خالص

هزت حور كتفيها تقلب شفتيها باستهجان

= بس انا زعلانة بجد يا رحيم

همس رحيم مقتربا منها

_وانا هصالحك يا قلب رحيم ايه رايك بسهرة حلوة انا وانتي بس بشرط عاوز اشوفك بالفستان الاحمر تاني

تبدل وجه حور الي الشحوب الشديد فورا نطق رحيم بتلك الكلمات ليلاحظ رحيم ذلك التغير ليسالها بقلق

= في ايه يا حور مالك

تلعثمت حور بالكلام

= اصل يعني .....يعني

ليسألها رحيم بشك

=ايه مش عاوزة تسهري معايا

اسرعت حور بالنفي تهتف بلهفة

= لاااا ابدا بس يعني .....

هتف رحيم بفروغ صبر

= في ايه يا حور اتكلمي

لتسرع بالكلام بقلق

= الفستان اتقطع ومبقاش ينفع يتلبس

تنفس رحيم براحة واضعا كفيه فوق وجنتيها برقة

= بس كده فداكي الف فستان يا ستي ليعقد حاجبه يسألها بفضول

=بس اتقطع منك ازاي انا مشفتوش عليكي ابدا

ارتبكت حور اكثر تخفض راسها ارضا تتلعثم مرة اخري في الملام ليدرك رحيم بوجود خطب ما ليسألها بلطف = = حور احنا مش اتفقنا وقلنا مش هنخبي حاجة تاني عن بعض

رفعت حور عينيها اليه تهز راسها بالايجاب ليستأنف رحيم حديثه بهدوء كما لو كان يحدث طفلة امامه

= خلاص قوليلي ايه اللي حصل

حور بتردد

= بس توعدني مش انك مش هتتعصب ولا تتضايق ده مجرد فستان واصلا ده حصل من زمان و...

قاطع رحيم حديثها بقلة صبر محاولا اظهار الهدوء في كلامه

= ماشي يا حور حاضر بس قوليلي ايه حصل تنفست حور بقوة في محاولة لتهدئة ضربات قلبها العنيفة ثم اخذت تقص عليه ماحدث تلك الليلة بينها وبين سارة والتي انتهت بالاخيرة تمزق الفستان فوق حور وكانت وهي تقص عليه ماحدث تراقب تعاقب المشاعر فوق وجهه من الذهول الي الصدمة انتهاء بالغضب الشديد لتسرع فوق انتهاء من الحديث الي محاولة تهدئته قائلة بلهفة

= بس ده حصل من زمان والامور دلوقت اتغيرت وهي يعني ......

قاطعها رحيم مرة اخري بغضب يهتف بها

= حور

لتصمت فورا عن الحديث تنظر اليه بقلق ورعب ليغمض رحيم عينيه يتنفس بعمق اخذ منه بعض الدقائق حتي استطاع العودة مرة اخري لهدوءه ليقترب منها يمسك بيدها المرتعشة بين يديه قائلا برقة

=خلاص يا حور متقلقيش وزي ما قلتي دي حاجة حصلت من زمان يلا اطلعي انتي وزاي ما اتفقنا لازم الكل يشوفك زعلانة

هزت حور راسها بالموافقة يظهر القلق فوق ملامحها لتغادر الغرفه وهي تحاول ترسم علي وجهها علامات الحزن والألم لتسرع الي غرفتها دون الالتفات الي الموجودين خارجا لتسمع دوي صوت رحيم يهتف مناديا اخيه لتتسارع دقات قلبها برعب حتي وصلت الي غرفتها لتجلس فوق الفراش تحاول تهدئة انفاسها المتسارعة تخشي ماهو اتي


**************


جلس رحيم يتحدث الي اخيه عما ينتوي فعله وحمزة يستمع اليه باهتمام يسأله بين الحين والاخر مستفسرا عن بعض النقاط قائلا

=يعني ده قرارك النهائي يا رحيم لو عملنا كده مش هتقوم ليه في السوق تاني

رحيم بجمود

= وهو ده اللي انا عاوزه اعمل اللي قولتلك عليه يا حمزة كل ديونه اللي في السوق تكون لينا ادفع اي مبلغ بس مش عاوزه يكون مديون غير لنا وبس حتي البنك اتصرف معاه بس عاوز بكرة الصبح كل حاجة تكون تحت ادينا

هز حمزة راسه بالموافقة يهم بالنهوض مغادرا ليوقفه صوت رحيم القاسي = حمزة عرفت حاجة عن سارة

تنحنح حمزة قائلا بحرج

=مفيش حاجة مؤكدة يا رحيم بس واضح انها متورطة معاه

اغمض رحيم عينيه بألم دون النطق بكلمة ليقف حمزة لعدة ثواني مترددا ماذا يفعل ليقرر اخيرا تركه وشأنه لعله يجد راحته في الجلوس وحيدا فما اكتشفه ليس بالهين

غادر حمزة الغرفة دون ادني صوت ليجلس رحيم مغمضا العين تدور الافكار في راسه كالعاصفة في صخبها وعنفها حتي سمع دقات خافتة فوق باب مكتبه ليعتدل في جلسته مرجعا شعره الي الخلف محاولا السيطرة علي صوته يدعو الطارق الي الدخول ليفتح الباب بهدوء تدخل منه احدي خادمات المنزل يبدو عليها الارتباك والقلق تساله بصوت خافت

=رحيم بيه ممكن اتكلم معاك كلمتين

هز رحيم راسه بالموافقة يدعوها للدخول بهدوء

= تعالي يا عزيزة خير في حاجة ؟

تقدمت عزيزة الي الداخل تقف تفرك يديها بتوتر لعدة دقائق


حتي هتف رحيم بنفاذ صبر

= اتكلمي يا عزيزة عاوزة ايه محتاحة فلوس ولا حاجة

اسرعت عزيزة بالتفي

= لا يا بيه خيرك سابق انا بس كنت عاوزة ....... لتسكت مرة اخري تنظر حولها بقلق ليهتف رحيم بحزم

= اتكلمي يا عزيزة في ايه اخلصي

هتفت عزيزة بتوتر

=الموضوع يخص الست سارة والست حور

واسرعت تقص عليه ما جعله يجلس فوق مقعده ليسود الجمود جميع اطرافه

★★★★


عملت اللي قولتلك عليه

هز حمزة راسه بالايجاب قائلا

= خلصت كل حاجة مع البنك وكل شيئ تحت ادينا

هز رحيم راسه موافقا ليتنحنح حمزة قائلا بتوتر

= طيب وناوي تعمل ايه مع سارة

التفت اليه رحيم اليه بغضب عاوزني اعمل ايه مع واحدة كانت عاوزة تقتل ابني وراحت اتفقت مع عدوي من ورايا وكانت عارفة انه عاوز يقتلني وسكتت وياريت علشان خايفة عليا لا ده علشان توصل للي في دماغها

وتتخلص من حور وابني اللي في بطنها تفتكر واحدة زي دي المفروض اعمل معاها ايه

حمزة بهدوء

= اعمل معاها اللي الشرع اداك الحق فيه طلقها يارحيم واخلص منها خالص من حياتك سيبها تروح بشرها ومضيعش نفسك علشان واحدة زيها

زفر رحيم محاولا وزن الامور في عقله ليقول بعد صمت طويل

=ما نشوف ياحمزة الامور هتوصل بيينا لفين

ثم التفت ناحية الباب يتبعه حمزة متجهين الي غرفة المعيشة ليجدا الجميع مجتمعين

ليقف في منتصف الغرفة قائلا بهدوء موجها انظاره باتجاه حور الجالسة بتوتر

= انا اخدت قرار وانا واثق انا واثق انكم كلكم هتأيدوني فيه لانه به هصلح غلطة مكنش المفروض اعملها بس معلش الانسان بيتعلم من غلطه وانا مبقتش قادر اكمل الحياة مع انسانة بكل العيوب دي حاولت كتير اعدي امور بتحصل منها امور تخطت قدرة اي انسان علي التحمل ويشهد ربنا اني حاولت اكمل معها وانسي ليها كل عيوبها بس للأسف هي وصلتنا للنهاية دي بايديها علشان كده احب اقولها ادامكم كلكم

صمت رحيم لتتبادل سارة و جمال نظرات الانتصار لتشع من عينيهم حتي التفت رحيم الي سارة قائلا بكل هدوء

= سارة انتي طالق وياريت ميعديش ساعة واليقكي بره البيت ده

قفزت سارة علي قدميها تصرخ بصدمة وجنون

= رحيم انت بتقول ايه مين دي اللي طالق انت اتجننت

صرخ رحيم بها هو الاخر

= ايوه اتجننت لما فضلت اربي حيه في بيتي اول ما فكرت تقرص قرصتني انا ولا فكراني يا هانم مش عارف بكل مصايبك وبلاويكي مع الكلب ده

واشار بيده الي جمال لينهض هي الاخر قافزا علي قدميه قائلا بغضب

= اتكلم عدل يا رحيم ومتغلطش دي مشاكل بينك وبين اهل بيتك مدخلنيش فيها

التفت اليه يمسكه من عنقه يضغط عليه لتعالي الصراخ من حولهم ليتجاهل رحيم كل من حوله


ليقول بغضب وعنف

= ولما انت عارف انهم اهل بيتي كنت بترمي بعينك عليهم ليه اتجرئت وهددت مراتي في قلب بيتي يا حيوان وفاكرني مش هعرف

كان رحيم يضغط فوق عنقه مع كل كلمة تخرج منه حتي كاد ان يزهق روحه لولا صراخ حور عليه ان يتركه وتدخل حمزة في اللحظة الاخيرة مبعدا رحيم عنه بصعوبة فاخذ جمال يسعل بحدة محاولا ادخال الهوا الي صدره يقول بصوت متحجرش

= ابدا انا عمري ما فكرت اعمل كده دي هي اللي .....

لم يستطع اكمال جملته فقد عاد رحيم الي الامساك به وهذه المرة لم يستطع حمزة ابعاده الا بعد وقت طويل قد كاد فيه ان يفقد حياته فعليا هذه المرة ليصرخ رحيم بجنون

= سيبني يا حمزة اخلص عليه الكلب ده مش هخليه علي وش الدنيا لو جاب سيرتها علي لسانه تاني

اسرع حمزة بالامساك به محاولا تهدئته = خلاص يا رحيم ده كلب ولا يسوي هضيع عمرك علشان ايه وهو روحه اصلا بقيت في ايدينا ومن غير ما نوسخها بواحد زيه

شحب وجه جمال اكثر من شحوبه =يعني ايه كلامكم ده تقصد ايه يا حمزة

تكلم رحيم يبتسم بتشفي

= يعني روحك بقت في ايدي بحركة واحدة مني انهيك كل ديونك اللي بره بقيت ليا انا فاهم ده معناه ايه ولا مخك الغبي مبيفهمش غير في شغل مؤامرات الحريم

صرخ جمال باستعطاف محاولا انقاذ ما يمكن انقاذه

= رحيم ارجوك انت فاهم غلط مفيش اي حاجة من اللي في دماغك ده حصلت احلفلك بايه يا رحيم

ضحك رحيم بلذة

= وفر صوتك يا جمال بيه هتحتاجه بكرة وانت واقف ادام الصحافة بتعلن افلاسك ادام الكل

انهار جمال علي ركبتيه ينتحب كلاطفال من هول كلمات رحيم الذي التفت الي سارة المذهولة التي تجلس منكمشة علي نفسها يقول بغضب وحقد

= وانت يا سارة هانم يابنت عمي قبل ما تكوني مراتي حطيتي ايدك في ايد عدوي وانت عارفة اللي ناوي عليه لا وكمان بتشجعيه وتسهليله اللي بيعمله

نهضت سارة تقترب منه قائلة باستعطاف

= ابدا يا رحيم ابدا محصلش

ابتعد رحيم عنها كما لو كانت حشرة قائلا بغل ومين اللي تفق مع نرجس انها تحط الحبوب في دولاب حور وادلها الفلوس كنت عوزاني اكتشفهم بنفسي واصدق انها عاوزة تخلص من ابني بعد ما تكوني طبعا عملتيها بنفسك بس شوفي ربنا خلي شريكك هو اللي يوقف كل خططك مش حد تاني ولما عرفتي انه مش مستعد ينفذ اهم حاجة عندك وهي انك تتخلصي من ابني روحتي تدفعي تاني للي ينفذ ويعملها المرة دي بس للاسف الخدامة طلع عندها وفاء وصانت البيت اللي عايشة في خيره وجت وقالتلي علي كل حاجة ها تفتكري مش اقل حاجة اعملها معاكي هو الطلاق مع ان لو الامر بايدي كنت قتلتك وبدم بارد زي ماكنت عاورة تتخلصي من روح ضعيفة ولتاني مرة بقولك ادامك اقل من ساعة انتي والكلب التاني ومشوفش وشكم

حاولت سارة استعطاف رحيم مرة اخري قائلة بضعف

= رحيم علشان خاطري سامحني انامقدرش اعيش من غيرك

جز رحيم علي اسنانه قائلا بشراسة : = قولي مقدرش اعيش من غير هيبة لقب رحيم الشرقاوي من غير فلوس رحيم الشرقاوي انما رحيم الشرقاوي نفسه اشك فيها دي ولو عندك كرامة تخرجي حالا من غير ولا كلمة زيادة انتي والحيوان التاني

نهض جمال واقفا يجرجر قدميه بجوارهم لتنظر اليه سارة بجنون لتنحني فوق المائدة تختطف احدي السكاكين الموضوعة بجوار احد اطباق الفاكهة لتقوم بغرزها في ظهر جمال وهي تصرخ بجنون وهستريا

=انت السبب انت اللي خلتني اعمل كده واخذت بالصراخ ليغطي صراخها علي الصوات الاخري بعد ان سقط جمال كالجثة الهامدة فاقد الحركة ليسود الهرج والمرج ارجاء الغرفة ليصرخ رحيم في الجميع ان يغادر ويطلب من اخيه الاتصال بالسعاف فورا لتستمر هذه الدوامة الساعات القادمة بعد حضور الشرطة وتحفظها علي سارة التي لم تقاوم الاعتقال لتخرج معهم بكل هدوء يصحبها رحيم بينما حمزة يرافق جمال الي المشفي فلم يحضرا الي المنزل الا في الساعات الاولي من الفجر ليجدا الجميع في انتظارهم لمعرفة اخر التطورات منهم ليقول حمزة بايجاز

= جمال لسه خارج من العمليات والدكاترة مش قادرين يحددوا اد ايه الضرر اللي عملته السكينة في ضهره وسارة النيابة وجههت ليها القتل العمد وامرت بحبسها 4 ايام علي ذمة التحقيق ومستنين جمال يفوق وياخدوا اقواله بس معتقدش هتفدها كتير لان عمر جمال ما يسامح في اللي حصله

نظرت وداد الي رحيم الجالس يستند براسه فوق ظهر مقعده تساله برفق : = وهتسيبها يابني

فتح رحيم رحيم عينيه بتعب

=لا يا امي متقلقيش كل محامين الشركة شغالين علي القضية وان شاء الله يقدروا يوصلوا لحل وجمال يفوق والقضية تتلم

هزت وداد راسها بعدم تصديق تعلم ان ابنها يحاول بعث الاطمئنان بداخلها ولكن الامر ليس بالهين وهي تعلم هذا لتهمس بصدمة :

= استفادوا ايه هما الاتتين غير انهم ضيعوا نفسهم

قال حمزة بهدوء

=هو ده اخرة الشر واللي يمشي في طريقه يا امي

وداد بتفهم

=معاك حق يا بني وادينا شوفنا بعنينا اخرة طريقه ايه

★★★★★★★★★


❤❤بعد مرور ثلاث سنوات ❤❤


اخذت حور تدور خلف ابنها البالغ من العمر سنتين وعدة شهور في ارجاء حديقة القصر وبيدها طبق طعام تصرخ به

=يابني متغلبنيش انا عارفة طالع عفريت كده لمين ما اختك اهي نسمة وربنا نسمة

لتسمع من خلفها دوي ضحكة رحيم الصاخبة لتخطف منها انفاسها تلتفت اليه تراه يحمل ابنتهم بين يديه يقترب منها بخطواته الرشيقة لتنظر اليه بحب تعشق كل ما فيه فبعد ان كادت تفقده مرة اصبحت تحمد الله ليل نهار علي نعمة وجوده في حياتها هو واطفالهم فقد رزقهم الله بتؤام صبي وفتاة عمار و جورية وقد اتوا بالفرحة والسرور


بعد عناء وشقاء وها هي فرحة اخري اتيه في الطريق اليهم


لفها رحيم بيده الحرة يضمها اليه يهمس بخبث

= عمار طالع شقي لابوه ولا محتاجة دليل علي كلامي انا مستعد

نكزته حور في صدره قائلة بخجل

= رحيم اعقل

قربها رحيم اكثر اليه ينحني يهمس امام شفتيها

=وهو حد يشوف الجمال ده كله وعوزاه يفضل عاقل طب ازاي يا حور قلبي


وقبل ان يقبلها تمللت ابنته بين يديه تضع يدها المكتنزة فوق وجنتيه تحاول جذبه اليها بعيدا عن امها لتضحك حور بشده قائلة بفرحة

= جوري بتغير عليك مني اومال هتعمل ايه مع النونو اللي جاي

تجمد رحيم تاركا جورية تنزل الي الارض لتذهب سريعا للعب مع شقيقها غافلة عما حدث لوالدها

رات حور حالته لتهزه برفق تهتف بقلق =رحيم مالك انت اضايقت اني هجيب نونو تاني

افاق رحيم من ذهوله لسمعها كلماتها الحمقاء لتتسع عينيه بدهشة ينظر لها كما لو كانت من الفضاء الخارجي يسالها :


= حور انتي مجنونة

ضيقت حور عينيها تسالها بعبوس

= انا مجنونة يا رحيم؟ الله يسامحك


لتلتفت محاولة المغادرة ليسرع بالامساك بها يشبك كفيه حول خصرها يقربها منه : ماهو مفيش الا المجانين اللي يسالوا سؤالك ده بعد ما يقولوا خبر زي اللي قولتيه حالا

ليقترب منها اكثر :


= بس قوليلي بجد اللي سمعته ده بجد انتي حامل

ضحكت بسرور تهز راسها بسعادة ليهتف هو الاخر بسعادة مش تؤام برضه مش كده

هزت حور كتفيها بدلال

= مش عارفة بس ممكن ليه لا

صرخ رحيم بجنون يحملها بين ذراعيه يتجه بعا داخل القصر لتهتف حور به = رحيم يا مجنون الاولاد لوحدهم

غمز رحيم لها بخبث

=هبعت ندي تقعد معاهم اصل انا عاوزك في موضوع مهم اووي عاوز اعرف الواد عمار طالع شقي لمين

ضحكت حور بمرح تدفن وجهها في عنقه تتمني ان تدوم بهم سعادتهم الي الابد مهما طال بهم العمر


☆★*****★*****☆

 وقف رحيم ينظر بحنان الي طفليه النائمان بسلام في جناحهم ليبتسم فجاءة لرؤيته عمار يتقلب في فراشه يزيح الغطاء عنه و يتمتم بكلمات مبهمة غاضبة فهم منها رحيم غضبه وغيرته من ابن عمه ادم علي تؤامه جوريه لمحاولة الاخير اثارة حنقه بمحاولة الانفراد بلعب وحده مع جوريه دون عمار فهذا هو الحال دائما من شد وجذب بينهم 

تقدم رحيم من فراشه يعيد تغطيته يحكم الغطاء حوله ينحني يطبع قبله حنون فوق جبينه مزيحا خصلات شعره شديدة السواد عنه يبتسم برقة وهو يري نسخته المصغرة امامه فعمار يحمل جميع ملامحه وصفاته حتي في غضبه وغيرته علي كل مايخصه 

لتتجه انظاره الي الفراش الاخر يري ملاكه النائم صغيرته والنسخة الاخري من عشقه في الحياة وملاكه الاخر يراها نائمة بسلام تحمل شفتيها ابتسامه صغيرة سعيدة وقد اخذت تلك العادة منها ايضا ينتشر شعرها الاحمر الغجري فوق وسادتها ليقترب منها بهدؤء يزيح تلك الخصلات من فوق جبينها طابعا قبلة حنون فوق جبينها يتذكر ذلك اليوم الذي علم فيه ان الله قد وهبه تؤام صبي وفتاة ليصيبه الذهول والسعادة وقتها ولكنها لاتضاهي يوم ان رأهم بعينه يوم ولادتهم انه رزق بنسخ صغيرة منه ومن حوريته لاينسي حتي الان ما شعر واحس به وقتها من الفرحة والسعادة لدرجة جعلته يصرخ فرحا مثل المجنون تنهمر من عينيه الدموع لايستطيع ايقافها يخر علي الارض ساجدا شكرا لله علي تلك النعمة التي انعم الله عليه بها لتزين حياته بالفرحة كما فعلتها والدتهم من قبل 

وقف رحيم ينظر اليهم بحب وحنان لعدة دقائق ثم خرج بهدوء مغلقآ الباب خلفه يذهب في اتجاه جناحه مع تلك المجنونة والتي سارت منذ حملها كما لو كان قد ذهب جزء من عقلها بعيدا فهي اصبحت تبكي دون سبب وتضحك في اوقات لاتستدعي الضحك لكنه يتغاضي عن هذا يعلم انه من تأثير حملها فهو قد عاني الامرين في حملها الاول ليجعل منه هذا خبير بكل حالاتها المتناقضة ولكن ما فعلته اليوم تخطي كل جنونها السابق ليذهب تاركا لها المكان قبل ان يتهور ويفعل ما لا يحمد عقباه لعلها من بعد ذهابه تكون قد راجعت نفسها وشعرت بخطئها 

تقدم يفتح الباب يحاول رسم الامبالاة فوق وجهه لعل ذلك يستطيع اخفاء شوقه ولهفته لها وما ان دخل حتي وجدها وقد هبت من مكانها بلهفة تتقدم منه بخطوات سريعة هاتفة بخوف 

= رحيم كنت فين كل ده قلقتني عليك 

تقدم الي الداخل بخطوات هادئة متجاهلآ اياها تماما لتزم حور شفتيها بغضب وهي تراه يتخطاها متجها الي خزانته يفتحها ويقوم باخراج ملابس النوم الخاصة به متجها الي الحمام 

ابتسمت حور بخبث ثم اسرعت بالانحناء الي الامام ممسكة ببطنها المنتفخة تأن بألم وتوجع و ما ان سمعها رحيم حتي اسرع بالقاء ما بيده ارضا ملتفتا اليها بلهفة يضمها بين ذراعيه من الخلف يسألها بقلق 

= حور مالك ايه حصل ؟ ايه اللي بيوجعك؟ 

تحدثت حور بصوت حاولت اظهار الضعف فيه 

= مفيش بس اظهار ان ابنك زعلان مني هو كمان .

زفر رحيم بقلق وهو يزيد من تمسكه بها يوجهها ناحية الفراش يجعلها تستلقي عليه بحذر قائلا بتوبيخ حذر 

=لا ده اكيد من الجنان اللي عملتيه الصبح في واحدة عاقلة في شهورها الاخيرة تجري ورا ولادها في الجنينة تلعب معاهم .

هبت حور جالسة تهتف بحنق 

= تقصد ايه يا سي رحيم اني مجنونة .

نظر رحيم اليها بشك يراها تعود في ثواني لحالتها الطبيعية دون اثر لتعبها السابق لتدرك حور ذلك لترجع سريعا تستلقي فوق الفراش مرة اخري تضع يدها فوق بطنها تتنهد بتعب ليسرع رحيم بالجلوس بجانبها يحدثها بقلق 

= لا ياستي مقصدتش كده خاالص بس تعالي نروح للدكتورة نشوف ايه اللي تعبك 

حور بصوت هادئ ضعيف 

=لا بس متسبنيش وخليك هنا معايا وانا هبقي كويسة علي طول .

استلقي رحيم فوق الفراش يعدل من وضعها يضع راسها فوق صدره قائلا بحنان 

=حاضر ياعيون رحيم انا هنا جنبك بس ارتاحي انتي .

ابتسمت حور بسعادة وهي تري راسه يستريح فوق راسها يحيطها بذراعيه يضمها اليه بقوة لترفع اصابعها تتلمس ازرار قميصه قائلة بخفوت 

= رحيم 

همهم رحيم ردا عليها لتكمل حديثها وهي مازالت علي عبثها بقميصه وقد فتحت بضع من ازراره 

= انا مش عوزاك تزعل مني انت عارف اني بحب العب مع الولاد ومكنتش اقصد اني ازعلك ابدا 

رفعت حور راسها بلهفة تنظر الي وجهه تتلمسه باناملها قائلة بحنان ورقة

= علشان خاطري يا رحيم اخر مرة هعمل كده

تسارعت انفاس رحيم وهو يراها تنظر اليه بتلك الطريقة يعلم جيدا معرفتها بضعفه امام تلك النظرة ليتنهد بخفوت قائلا بصوت اجش منخفض

= وانتي عارفة اني مقدرش ازعل منك ابدا يا عيون رحيم 

ثم يخفض وجهه مقربا اياه من وجهها يهمس امام شفتيها 

= مجنونة بس بموت فيكي 

تسارعت انفاس حور هي الاخري لترد بصوت لاهث 

= والمجنونة روحها فيك ولا يمكن تعيش ثانية من غيرك 

التمعت عيون رحيم مشتعلة بالنيران ليخفض شفتيه الي شفتيها يقبلها بلهفة وجنون لم تجد حور قدرة في نفسها سوي مبادلته شغفه وجنونه ليجعلها تنسي اي حديث قد يقال بينهم ليغيبا سويا عما حولهم في رحلة عشقهم

♥♥♥♥

استلقت حور تضع راسها فوق صدر رحيم المغمض العنينين تهمس بخفوت وحذر 

= رحيم 

همهم رحيم لها بالايجاب لتسألها حور بتوجس وخشية 

= مش هتقولي كنت فين طول اليوم مبتردش علي تليفوناتي وقلقتني عليك

تنهد رحيم قائلا بحذر 

= لو قولتلك هتسمعي بعقل ولا المجنونة هتطلع تاني ؟؟

رفعت حور راسها اليه بعنف تضيق عينيها قائلة

= يبقي روحت عندها يا رحيم صح ؟؟

اعتدل رحيم في الفراش يهتف بعنف = مسمهاش روحت عندها يا حور انا كنت عند عمي وانتي عارفة كويس ليه فبلاش كلام هترجعي تندمي عليه بعدين

شحبت ملامح حور قائلة بألم 

= غصب عني يا رحيم انا كل ما اعرف انك معاها في مكان واحد بتجنن قلبي بيوجعني وجع كأن الف سكينة اتغرزت فيه 

اقترب رحيم منها يضم وجنتيها بين كفيه يهتف بلهفة 

= ليه يا قلب رحيم كده انتي عارفة كلامك ده بيعمل فيه ايه ؟

اغمضت حور عينيها بألم تتساقط دموعها فوق وجنتيها ليسرع رحيم يمسحها بأنامله قائلا بلهفة والم

=دموع يا حور لدرجة دي !!

اجهشت حور بالبكاء فأسرع رحيم بضمها اليه تدفن وجهها في عنقه تبكي بخرقة ليتركها رحيم تفرغ كل مشاعرها في تلك الدموع يرتب بحنان فوق ظهرها يهمس بكلمات حنون اليها حتي هدئت شهقاتها الباكية 

قام رحيم برفع وجهها اليه يمسح تلك الدموع برقة قائلا بهدؤء

= خلاص هديتي تسمحي تسمعي كلامي كويس علشان نقفل الموضوع ده نهائي 

اخذت حور تعض شفتيها تهز راسها بالموافقة ليزفر رحيم بقوة قائلا بحزم وهو يمد انامله يقوم بتحرير شفتيها من بين اسنانها 

= وقولت 100مرة بلاش الحركة دي وانا بتكلم معاكي في موضوع مهم 

ضحكت حور رغما عنها علي كلماته تلك ليبتسم رحيم بسعادة وحنان قائلت

= طيب مش مشكلة هعدهالك المرة دي علشان عندنا كلام مهم نتكلم فيه ونبقي نشوف الموضوع ده بعدين


لتتخذ ملامحه مظاهر الجد قائلا بحزم 

= انتي عارفة من بعد موضوع سارة وجمال ورفضه انه يتنازل عن القضية عمي مقدرش يتحمل اللي حصل لبنته وجاتله جلطه خليته مش بيقدر يتحرك من السرير وكان لازم اتولي انا امر الحكاية دي وده لان سارة قبل ماتكون كانت مراتي فهي بنت عمي وطبعا زي ما انتي عارفة جمال رفض يتنازل عن القضية الا لو انا اتنازلت عن كل ديونه اللي كانت ليا عنده وطبعا مكنش ادامي حل غير اني اوافق بس علي شرط انه يسيب البلد بعد التنازل وهو غار في داهية وهي خرجت من القضية بمعجزة وطبعا حصل الطلاق بعدها واللي كان الضربة القاضية لعمي واللي بسببه ادهورت حالته اكتر بس كان غصب عني مكنش ينفع اكمل معاها بعد كل اللي عملته وانتي اكتر حد فاهم اللي جوايا زي ما لازم تفهمي ان اللي بعمله ده ومرواحي لعنده مش لاي سبب غير لاني بتابع مع الدكتور حالته وكمان لاني بقيت المسئول عن كل مصالحه وشغله يعني انا لما بروح يبقي علشان عمي وبس مش لاي حاجة تانية فاهمة يا حور اللي في دماغك استحالة يحصل ابدا .

تنهدت حور بألم تنظر اليه بعيون مغشية بدموعها

= غصب عني يا رحيم انا عارفة ومتأكدة انها استحالة هتستسلم بسهولة ولو بعد 100سنة وده الي مخوفني يارحيم .

انحني رحيم يقبلها بخفة هامسآ = متخفيش يا قلب رحيم انا مش عيل صغير وقادر اعرف كل واحد دماغه فيها ايه وقادر اوقف الكل عند حده يعني ملوش لازمة كل خوفك ده .

ليبتسم برقة مكملا ناظرا في عينيها تظهر كل ما يحمله من مشاعر لها في نظرته تلك 

= يعني نبطل الجنان ده ونعقل كده اتفقنا يا مجنونتي .

ضحكت حور بدلال تعض شفتيها هزة راسها بالموافقة ليهتف رحيم فور رؤيته لحركتها تلك

= يااااااه يا حور ارحميني انا مبقتش عارف اكمل موضوع جد معاكي لاخره ابدا 

رفعت حور عينيها اليه قائلة بخبث ودلال 

= طيب ومين قالك اني عاوزة اكمل كلامك الجد ده 

اتسعت عيني رحيم بذهول 

= بقي كده يا حور هانم 

ضحكت حور بدلال تهز راسها بالايجاب له ليشدها اليه بقوة لتقع فوق صدره ليرفع وجهها اليه يمرر نظراته فوفه بحب هامسا برقة 

=وانا كمان بقول كده مفيش احسن من الكلام اللي هنقوله دلوقتي .

ليغيب معها في دنيا عشقهم تاركين كل شيئ خلفهم الا غرامهم هذا ..

         هنا في كرنفال الروايات. ستجد
.كل.ما هوا جديد.حصري ورومانسى
.وشيق.فقط ابحث من جوجل.باسم
. الروايه علي مدوانة. كرنفال الروايات.وايضاء.اشتركو على

ليصلك. اشعار بكل ما هوه. جديد من اللينك الظاهر امامك        

  🌹🌹🌹🌹 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

                         تمت بحمد الله 

لقراءة باقي الفصول من هنا 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close