رواية عشق لم يسطو بعد
الجزء الثاني من رواية مابعد الجحيم
الفصل الأول والثاني
بقلم زكية محمد
فتحت عيناها العسلية الواسعة بأهدابها الطويلة وأخذت تتمطئ بكسل و نهضت وجلست نصف جلسة ثم فتحت كتابها،
التى كانت تذاكر فيه بالأمس قبل أن يغلبها سلطان النوم ، على إحدى صفحاته حيث تقبع صورة معذبها والتى أخذتها خلسة بمساعدة شقيقته منذ فترة.
تنهدت بثقل وحزن يجثو على صدرها كأنه جبل يرفض أن يتزحزح فيزيدها مشقة وعناء على ذلك العشق الذى تكنه له منذ الصغر دون إرادتها فهى أحبته رغم كل شئ كونها تكبره بثمانية أشهر وكونه عابث يتلاعب بالفتيات بينما هى نقيضه تخاف ربها في كل شئ.
أخذت تتطلع للصورة بعشق شديد ودموعها تغلف عينيها مكونة طبقة كرستالية لامعة وأخذت تلامس الصورة بأطراف أصابعها وتنهدت بثقل فكم صعب الوصول اليه لعدة أسباب من إحداها إنه يعتبرها فقط كشقيقته وإبتسمت بمرارة حينما تذكرته وهو يقص عليها مغامراته مع إحدى الفتيات فهو يقص عليها بمرح وهى تستقبل الأمر بطعنات حادة تسفك بقلبها الصغير فتدميه دون رحمة أو شفقة.
وتساءلت متى سينتهي ذلك العذاب الذى زجت بنفسها فيه طواعية؟
مسحت عبراتها بكف يدها الرقيق كحالها ثم دست الصورة في موضعها و وضعت الكتاب مكانه ونهضت متجهة إلى الحمام لتغتسل وبعد فترة خرجت وهى ترتدى فستانا طويلا واسعا بلون الزيتى ثم وقفت أمام المرآة ترتدى حجابها الطويل وبعد أن إنتهت لم تنسي أن ترتدي نظارتها الطبية الكبيرة فهى جلبتها حتى لا يتضرر نظرها من كثرة الاستذكار إلا أن اعتادت عليها وأصبحت ترتديها طوال اليوم. ..
نزلت للأسفل وجدت العائلة مجتمعة على طاولة الطعام ما عدا هو فهو ينام متأخرا ويستيقظ متأخرا.
سحبت الكرسى الذي بجوار والدتها قائلة بإبتسامة واسعة :- صباح الخير عليكم جميعا.
بادلها الجميع نفس الابتسامة وردوا عليها التحية.
هتف شقيقها الأصغر بمرح :- أهلا بالحجة حبيبة ونضارتها اللى أكبر من وشها.
نظرت له بضيق فأردف معتز بصرامة :-
ولد عيب إحترم أختك الكبيرة.
نظر له بإحترام قائلا :- حاضر يا حج. .
ثم أضاف بمرح :- ههههههه بصراحة مش ماشية معتز مع حج مش كدة؟ هقولك يا ميزو أحسن. ..
نهره معتز قائلا :- ولد
رفع يديه بإستسلام قائلا :- حاضر يا بابا هسكت. ..
ثم وجه أنظاره لشقيقته قائلا :- يلا يا بيبة خلصى بسرعة علشان ما نتأخرش على الجامعة.
نظرت له بتوتر قائلة بكذب:- أااا لا لا روح انت وأنا هبقى أخد تاكسي ورايا حاجة هعملها وهتأخر شوية.
أردف بهدوء:- أوك براحتك. .
كان مراد يتابعها ويتابع توترها وكذبها الواضح فهو يعلم تمام العلم ان إبنة شقيقته تعشق ابنه العابث حد النخاع فهو بالرغم من تفوقه وذكائه إلا انه كثير اللهو والعبث مع الفتيات.
ود لو يزوجه إياها ولكنه يخشي عليها منه لذلك آثر الصمت على الرغم من أن ذلك يؤلمه فكثير ما تخفى ذلك الحب ولكن بمجرد أن يظهر ذلك الأحمق يذهب كل شئ أدراج الرياح وينقلب حالها رأسا على عقب.
تنهد بحزن عميق فلاحظته لمار قائلة بدهشة :- ياااه دة شكل المشكلة كبيرة أوى مخلياك متضايق بالشكل دة.
إنتبه لها قائلا بابتسامة :- لا أبدا يا حبيبتى شوية مشاكل في الشغل. ..
هتفت رنا الابنة الصغرى لهم بهيام :- الله عليك يا بابى يا رومانسي أوعدنى يارب.
وكزتها جدتها قائلة :- إختشى يا مفعوصة وروحي يلا لتتأخرى على bus المدرسة.
نهضت قائلة بعد أن قبلت وجنتها :- حاضر يا تيتة يلا سلام يا مامى سلام يا روميو. ..
قالت ذلك ثم ركضت للخارج.
نظرت لمار له بغيظ قائلة بخفوت:- عاجبك كدة؟ بنتك دى عاوزة قطم الرقبة.
ضحك بصوته العال قائلا :- يعنى الحق عليا بدلعك يا قمر إنت؟
نظرت له بذهول قائلة بخجل :- لا إنت مش طبيعى النهاردة. ..
قالت ذلك ثم نظرت إلى طعامها وهى تتناوله بحنق لتعمده إحراجها أمامهم. ..
رحل أحمد وتبقت حبيبة فهى تختلق الأعذار حتى يصطحبها فارس معه إلى الجامعة. ..
دق قلبها بعنف حينما سمعت خطواته آتية ناحيتهم فجلس قائلا بهدوء :-
صباح الخير ...
هتف مراد بحنق :- صباح الخير يا سعادة البيه تقدر تقولى كنت سهران فين إمبارح؟
أجابه بضيق :- يووه بابا أنا مش صغير لتحقيق كل يوم دة. .
ضرب بيده على الطاولة بغضب قائلا :- لا سيادتك تعمل على الكل كبير بس مش عليا وياريت تحترم نفسك وانت بتكلم أبوك يا. ...يا دكتور. .
هتف بحرج :- أنا آسف يابابا بس أنا مش بحب إسلوب الظابط والمجرم دة.
هتف بذهول :- ظابط ومجرم! خلاص صيع براحتك وعيب على اللى يقولك مالك.
تدخلت لمار قائلة :- فارس حبيبى باباك خايف عليك وانت غلطت.
هتف بهدوء :- حقك عليا يا بابا وحاضر هجاوب حضرتك كنت مع صحابى سهرنا شوية بعد ما خلصنا تدريب في المستشفي.
إمتص غضبه قائلا :- ماشي كمل فطارك علشان تاخد بنت عمتك في سكتك .
أومأ له بموافقة وبعد فترة إنتهى فنهض ونظر إلى حبيبة قائلا :-هسبقك على العربية يا حبيبة.
قال ذلك ثم خرج مسرعا، أما هى تكاد تجزم أن الجميع يستمع إلى طرقات قلبها الصاخبة. نهضت وإلتقطت حقيبتها وكتبها بتوتر بالغ لم يغفل عن مراد.
وما إن نهضت سألتها تسنيم بتعجب :-
مش قلتى إنك هتعملى حاجة قبل ما تمشي؟
هتفت بتعلثم :- ها. .أصل. ..أصل. ...
تدخل مراد قائلا بمرح :- هي قصدها تأكل براحتها يعنى انتى هتوهى عن بنتك لما تشوف الأكل.
ضحكت قائلة :- هههههه عندك حق خلاص يا حبيبتى يلا خلى بالك من نفسك.
نظرت لخالها بإمتنان ثم نظرت لوالدتها قائلة :- حاضر يا مامى يلا سلام. ...
قالت ذلك ثم خرجت ووجدت فارس بإنتظارها فإقتربت وفتحت الباب وجلست في المقعد الخلفي ومن ثم إنطلق إلى وجهتهم.
نظر لها من خلال المرآة ثم هتف بمرح :- بردو مش هتقولى السبب اللى بيخلى وشك يحمر كدة؟
هتفت بتوتر :- ها لا أبدا هو كدة. ..
اردف بمرح بالنسبة له وصاعقة بالنسبة لها :-
يكونش بتحبى يا بت؟ قوليلى مين هو بقى ؟
جحظت عينيها من الصدمة وسرعان ما أغرورقت بالدموع وقالت بتعلثم :- أااا إنت بتقول إيه؟ انا أنا ما بحبش حد. ..
هز رأسه بعدم تصديق قائلا :- ماشى براحتك بس مسيرى هعرف. .
سقط قلبها بين قدميها ما إن سمعت كلماته الأخيرة وأغمضت عينيها تلعن نفسها بداخلها فهى إن ظلت هكذا سيكشف أمرها بالتأكيد.
فاقت من شرودها على ثرثرته بما فعله البارحة مع إحدى الفتيات وهى كالعادة تبتسم له وبداخلها جرح غائر ينزف بقوة دون أن يدرى.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
في فيلا الداغر نزل حمزة وهو في أبهى طلة له فوجد سليم الصغير في وجهه الذى رمقه بسخرية قائلا :-
لسة صاحى! ما إنت مش فاضى غير للبنات وبس. ...وأنا مش هسكت كتير هقول لعمى. ...
وضع يده على فمه يمنعه من مواصلة الحديث قائلا :- ششش أبوس ايدك لحد يسمعك. .
نزع يده بقوة قائلا :- إنت بتعمل إيه يا حيوان؟ إنت قد اللي عملته دة؟
تراجع بتوتر من منظره قائلا :- أنا. ...أنا مقصدش يا كبير هتعمل عقلك بعقل واحد طايش زيي؟
رمقه بسخرية قائلا :- تصدق في دى عندك حق. طيب يلا قدامى بدل ما إنت عارف هعمل إيه؟
وضع يده على وجهه بخوف قائلا :- لا يا عم حاضر. هو أنا ناقص تدينى بونية تبوظ منظرى والبنات يبعدوا عنى. ..لا لا كله إلا كدة.
هز رأسه بقلة حيلة قائلا :- مفيش فايدة طول ما إنت ورا الحيوان فارس مش هتنفع. .
هندم ملابسه بغرور قائلا :- لا عندك ما اسمحلكش إنت مش شايفنى بشتغل ازاى في الشركة؟ دا أنا اللى بوقعلكم العميلات لصالحنا تنكر دة؟
مط شفتيه بضيق قائلا :- الكلام مامنوش فايدة معاك هسبقك على برة. ..
خرج سليم إلى الخارج فوجد همس تنظر في ساعتها متأففة بضيق. نظر لها بعشق جارف أخفاه عن الجميع إلى أن تسنح له الفرصة ويعلن عنه أمام الجميع، تقدم منها بخطوات متمهلة ثم حمحم لتنتبه له فنظرت له بخجل قائلة بهدوء:- صباح الخير يا سليم.
حك مؤخرة رأسه قائلا :- صباح النور. واقفة كدة ليه؟
هتفت بتأفف :- مستنية البرنسيسة رحمة قالتلى هتعدى عليا علشان نروح الجامعة مع بعض.
إبتسم لها بعذوبة ذادتها عشقا له قائلا :- طيب يا ستى ولا تزعلى نفسك أنا ممكن أوصلك عادى. ..
هتفت بإمتنان :- شكرآ ليك يا سليم بس هى هتزعل هضطر أستناها وأمرى لله.
هتف قبل أن يغادر :- اوك سلام.
غادر وتركها تنظر لأثره بحب دفين فيبدو إنه ليس الوحيد الذي يخفى مشاعره.
وصلت رحمة ودلفت بالسيارة بتهور كعادتها ونزلت قائلة بمرح :-
يلا يا هموسة علشان نمشي هنتأخر.
هتفت بسخرية :- تصدقى عندك حق. صبرنى يا رب على ما بليتنى.
ضحكت قائلة :- أحلى بلوة تقدرى تنكرى دة؟
أردفت بغيظ :- طيب يلا قدامى وسوقى براحة أبوس ايدك بلاش جنان.
- ماشى يا خوافة يلا.
وقبل أن تخطو خطوة للأمام وجدت من يسد عليها الطريق فنظرت له بضيق قائلة :-
يا نعم؟
حرك حاجبيه بتلاعب قائلا :- أنعم الله عليكى يا جميل. أنا بس بصبح على القمر علشان نفسي تتفتح.
أردفت بغيظ :- طيب إبعد من وشي.
هتف بعناد :- لا. ..
وياليته ما نطقها إذ قامت بدهس قدمه تحت كعب حذائها العالى فإبتعد صارخا بألم فهتفت بتشفي :-
أحسن علشان تحرم. .
قالت ذلك ثم توجهت لسيارتها وصعدت فلحقتها همس وهى تضحك على أفعال أخيها قائلة :-
لا بس برافو عليكى يا رحمة علمتى عليه. ..
نفخت أوداجها بضيق قائلة :- يستاهل دة قليل الأدب فاكرنى من اللى يعرفهم يتسهوك معاهم وهما فرحانين بدة. هوف عيل خنيق حرق دمي الله يحرقه.
قالت ذلك ثم قادت السيارة بسرعة وضحكات همس عليهما لم تتوقف.
نهض بعدما أخذ يدلك قدمه موضع الألم قائلا بغيظ متوعدا لها
:- ماشى يا بنت سجود اصبرى عليا بس. .
صعد برفقة سليم الذي كان يشاهد الموقف منذ البداية وكان يكتم ضحكه فلاحظه حمزة فقال بضيق :-
اضحك يا اخويا اضحك هى جات عليك يعنى.
قهقه عاليا وهو يقول :- بصراحة البنت جدعة. فوق يا استاذ دى مش من إياهم.
هتف بضيق :- طيب إطلع بالله عليك إطلع. .
قاد السيارة بهدوء إلى الشركة بينما أخذ حمزة يغلى من الغضب بداخله ويتوعد لها.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
وصل فارس إلى الجامعة وصف السيارة أمام مبنى الكلية فنزلت حبيبة بهدوء فألتف لها قائلا :-
يلا يا بيبة أشوفك بعدين هروح لأصحابى أنا.
ثم أضاف بمرح :- يلا يا عيلة روحى شوفي قسم العيال بتاعك دة.
هتفت بوجه عابس :- أنا مش عيلة أنا أكبر منك.
هتف بمرح :- ماكنوش 8 شهور اللى هتزلينا بيهم وحاضر يا ستى قسم العيال قصدي الأطفال أحسن قسم فيكى يا طب بلا جراحة بلا نيلة.
ضحكت بخفوت فقال :- يلا بقي روحى شوفي وراكى إيه.
إبتسمت بخفوت ثم انصرفت تلتحق بزميلاتها.
توجه لأصدقائه في مكانهم المعتاد فأصتدم بجسد هزيل وقعت أرضا بكل ما تحمله تأوهت بصوت مسموع وأخذت تلم في أشيائها أما هو نزل لمستواها وأخذ يلملم معها قائلا بإبتسامة مهلكة أوقعت أثرها عليها :-
سورى يا قمر ما خدتش بالى.
هتفت بتوتر :- لا لا عادى مفيش مشكلة.
نظر لها بعينيه العسلية التى ورثها عن والدته قائلا بعبث :-
هو انتى هنا في طب أول مرة أشوف حد حلو فيها. . انا فارس آخر سنة طب وانتى.
هتفت بخفوت :- أنا هنا في تانية طيب.
ضحك قائلا :- ماشي يا صغنن فرصة سعيدة وأتمنى تتكرر.
قال ذلك ثم رحل وهى تبتسم بخفوت فمن لا يعرف فارس فتى أحلام الفتيات في الجامعة بجميع سنواتها لملمت أشيائها ورحلت والابتسامة لا تفارقها.
وصل لأصدقائه وجلس إلى جوارهم قائلا :-
صباح الخير يا رجالة. .
هتفوا بمرح :- صباح الخير يا راجل.
هتف محمود بمرح :- إيه هي بنت عمتك مش هتحل عن سماك؟
أجابه بمبالاة :- عادي بوصلها في سكتي.
تدخل عادل قائلا :- طيب سيبكم من الخيمة المتنقلة دي وخلينا في المهم.
نظر له بحدة و بغضب وأردف بتحذير :-
عادل عادل متتكلمش عنها بالطريقة دى قدامى وياريت ما تتكلمش عليها أصلا ، فاهم؟
تدخل محمود هاتفآ بهدوء:- خلاص يا فارس هو ما يقصدش مش كدة يا عادل؟
أردف بأسف :- أنا آسف حقك عليا يا سيدي. ها هنسهر فين المرة دى؟
أجابه بإقتضاب :- لا اعفونى أنا من المهمة دى النهاردة.
هتف محمود بدهشة :- ليه؟ غريبة! إنت تقول لا! من امتى؟
هتف بضيق :- أصل شديت مع بابا النهاردة فهاخد بالى من تصرفاتى كام يوم كدة. .
قال ذلك ثم أخذ يمشط المكان بعينيه حتى وقع بصره عليها تجلس على مقربة منهم تتطالع إحدي الكتب فرفعت بصرها تجاهه فغمز لها بعينه بعبث فأخفضتها بخجل فإبتسم بخبث فنهض قائلا :- طيب يا جدعان سلام بقى أنا رايح أقلب رزقى.
ضحك عادل قائلا :- والله اللى يشوفك يقول جاي من السبتية. يلا يا عم الله يسهله ولعانة معاك.
زمجر بضيق قائلا :- أيوة نق يا اخويا نق لحد ما هتجيب أجلي.
ضحك قائلا :- أنا مش بنق بحسد بس ههههه.
ضربه بخفة على رأسه قائلا :- طيب سلام لأحسن المصلحة تطير.
قال ذلك ثم توجه للفتاة وجلس على المقعد قبالتها بثقة قائلا :- إيه دة إنتي شاطرة وبتذاكري.
أردفت بغيظ :- أومال جاية ألعب.
ضحك قائلا :- بهزر يا بنتى المهم تشربي إيه وقبل ما تتكلمي دة هيكون عربون محبة بينا واعتذار مني على الخبطة.
أردفت بتوتر :- لا لا مالوش لزوم.
أردف بإصرار ومرح :- لا طلاق تلاتة ما يحصل هتشربي عصير يعني هتشربي ها بتحبي إيه؟ انا بحب المانجة أطلبلك مانجة؟
هزت رأسها بموافقة فنهض يحضر العصير وهو يتمتم بإنتصار:- صلاة النبي أحسن دى شكلها هتحلو إستعنا علي الشقي بالله.
******
وصلت حبيبة لصديقاتها وأخذن يثرثرن كعادتهن ومن ثم إنسحبت واحدة تلو الاخري حتي تبقت صديقتها المقربة إيمان التي غمزت لها بخبث قائلة :- إيه الأخبار يا جميل؟
أردفت بحزن :- عادي وصلني زى كل مرة وقعد يهزر معايا دة غير مغامراته النسائية الأستاذ كازنوفا. .
نظرت لها بحزن فصديقتها داخل نيران غير قادرة على مساعدتها فهتفت بحذر :-
ما تنسيه.
هتفت بمرار :- مش بإيدي يا إيمان حبه بقي لعنة وصابتنى مرة يخليني أفرح ومرة يخليني أزعل وأعيط لو بإيدي مكانش حبه عايش جوايا لحد دلوقتي . لو بإيدي كنت دفنته من زمان وإترحمت عليه بس إرادتى مسلوبة ما بعرفش اعمل حاجة غير إني أحبه وبس.
ربتت علي كتفها بإشفاق قائلة :- متزعليش يا حبيبتى خير إن شاء الله لو من نصيبك مفيش قوة فى العالم هتمنع دة ولو مش من نصيبك مفيش قوة في العالم هتوفقه سيبي حمولك على الله.
تنهدت بحزن قائلة :- ونعم بالله.
هتفت بمرح بغرض التخفيف عنها :- طيب يلا نلحق محاضرة الدكتور الجان باسم أنا مش عارفة ما بتاخديش بالك منه.
نظرت لها قائلة بدون إكتراث :- وأخد بالى ليه؟
أردفت بضحك :- عندك حق هتاخدى بالك ليه أهم حاجة سي روميو بتاعك دة.
صاحت بغضب :- إيمان.
هتفت بخوف مصطنع :- آسفة يا كبيرة يلا.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في فيلا عمر كان الجميع على طاولة الطعام بإستثناء إياد الذي ذهب باكرا لقسم الشرطة حيث مقر عمله ورحمة التى ذهبت لجامعتها.
هتفت سجود بحنان :- يلا يا حبيبى كمل أكلك.
هتف زياد بمرح :- حاضر يا أمي وعملتيلى الساندوتشات علشان أخدها معايا بالمرة؟
ضحك عمر قائلا :- أيوا وحطتهالك في العربية علشان لو إتأخرت في المدرسة قصدي الشركة ما تجوعش.
نظرت لهم بتذمر قائلة :- الحق عليا إنى خايفة عليه دة طالع من فترة نقاهة ولازم يهتم بصحته.
قبل يدها بحنان قائلا : ربنا يباركلى فيكى يا ماما. متزعليش يا حبيبتى بنهزر معاكى مش كدة يا ميرو؟
ضيق عينيه بإستهجان قائلا :- مير إيه يا أخويا! ولد إحترم نفسك هتضيعلى هيبتى.
هتف بمبالاة:- ما هي كدة كدة ضايعة
وحينما لمح الغضب من والده هتف مسرعا :-
قصدي هيبتك في الحفظ والصون يا حج مش كدة يا تيتة؟
هتفت خديجة بضحك :- ههههه أيوة على يدى.
هتف عمر بضجر :- قصدك إيه يا أمي؟
أردفت بضحك :- أقصد اللى كنت بتعمله فيا زمان هيطلع عليك يا حبيبي وماشاء الله زياد ما يفرقش عنك في حاجة كأنه إنت وانت هو .
ضحكت سجود قائلة :-والله عندك حق يا عمتى.
نظر لها بغيظ قائلا :- عجبتك أوى يا أختى.
ثم وجه أنظاره لإبنه قائلا :- وانت أخلص يلا قدامي على الشغل.
نهض وهو يلوك الطعام قائلا :-
حاضر يا بابا فى ديلك قصدي ورا حضرتك.
طالعه بإشمئزاز قائلا:- طيب وانت شبه ناس كدة أعرفها.
هتفت بشراسة :- تقصد إيه يا عمر؟
أجابها ببراءة :- أقصد عم عبده السواق.
هتفت بغضب مكتوم :- ماشي يا عمر هعديهالك بمزاجي.
قالت ذلك ثم تابعت طعامها بغيظ شديد منه فهتفت خديجة بمزاح :- براحة يا سجود يا حبيبتى إنتي كبرتي لأحسن لقمة تقف في زورك ومنلحقش نتصرف.
أدمعت عينيها وتركت الطعام ودلفت للمطبخ بغضب شديد فهي لن تتغير أبدآ.
هتف زياد بندم :- أوبس شكلنا زودناها معاها
أردف عمر بندم هو الآخر :- عندك حق. إسبقني إنت على ما أروح أصالحها.
غمز له بعينه بخبث قائلا :- اه يا بابا يا شقي ماشي بس ما تتأخرش.
ركض ناحية الباب ما إن رأي والده يبحث عن شئ كي يقذفه به فهتف بغيظ :-
امشي يا ابن الكلب.
قال ذلك ثم دلف للمطبخ ولكنه صدم حينما رآها تأكل فهو توقع بكائها ولكن سجود تبقى سجود.
جلس إلى جوارها وتنحنح بهدوء فأشاحت بوجهها إلى الجانب الآخر بضيق فضحك عليها قائلا :- إيه يا سجود يا حبيبتى هي أول مرة يعني ما إحنا علطول بنهزر إيه الجديد؟
أجابته بغيظ :- يعني مش عارف عمال تتريق عليا إنت وابنك وعمتو ومش مراعين مشاعرى أنا اصلا ماليش غير ابني إياد وبس.
هتف بسخرية :- إياد اللى لو يطول يبلعنا كلنا بعصبيته دي اللي مش عارف جابها منين.
هزت رأسها بنفي قائلة :- بس متنكرش إنه حنين علينا كلنا.
أردف بصدق :- في دي عندك حق.
بس خلينا في المهم لسة زعلانة منا يا حبيبتى؟
إبتسمت بخفوت قائلة :- لا ما اقدرش أزعل منك ولا منهم.
ضمها إلى صدره بحنان قائلا :- حبيبة قلبى يا ناس أم قلب طيب.
ثم هتف بخبث :- طيب مافيش حاجة كدة تحت الحساب.
نهرته بخجل قائلة :- عيب يا عمر امشي روح الحق ابنك المجنون دة.
اقترب منها رادفا بخبث :- لا متحاوليش هاخدها يعنى هاخدها. ..😂
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في إحدي الشقق المتوسطة كانت تجلس إلى جوار والدتها المريضة طريحة الفراش تعطيها الدواء وبعد أن إنتهت مسكت كف يدها وقبلته ثم نظرت لها بحب قائلة :-
ألف بعد الشر عليكي يا أما يارب تخفي بسرعة وترجعيلى كدة مش هقدر عليهم لوحدي.
رفعت يدها السليمة نسبيا بصعوبة فهي مصابة بالشلل ولا تسطيع الحديث وربتت على ظهر ابنتها وكأنها تخبرها بأنها معها وفوق كل ذلك الله معهم .
مسحت دموعها حتى لا تراها والدتها وقالت بمرح :- يلا يا أيوش يا جميلة علشان تاكلى الأكل دة كله.
قالت ذلك ثم أخذت تطعمها كالطفل الصغير وهي تنظر لها بأسي علي ما تعيشه ابنتها من ظلم وقهر وذل على يد زوجة أبيها واخيها غير الشقيق وهى تكتم كل ذلك دون أن تشكو. دعت الله بداخلها أن يخلصها منهم.
بعدما انتهت شجن من إطعامها أخذت بواقى
الطعام وقالت :- هروح أودي الصينية وأروق البيت وأفضالك يا جميل.
قبلتها بعمق من وجنتها وغادرت الغرفة ودلفت للمطبخ فإنتفضت على إثر صوت زوجة أبيها التي قالت بسخرية :-
ما لسة بدري يا دلعدي.
نفخت أوداجها بغيظ ثم إلتفت لها قائلة :- يا نعم.
شهقت بإستنكار قائلة :- شوفي البت أما إنك قليلة رباية صحيح امشي انجري حضري الفطار ليا ولابني واهو اعملي بلقمتك ولا هو أكل ومرعي وقلة صنعة.
نظرت لها واردفت بتحدى :- دة بيت أبويه الله يرحمه وكمان فلوسه انا إستحالة اوسخ ايدى في الحرام بتاعكم.
ضحكت بسخرية قائلة :- دة على أساس ان أبوكي جايبهم من عرق جبينه.
قطبت حاجبيها بعدم فهم قائلة :- قصدك إيه؟
لوحت بيدها بعدم إكتراث قائلة :- ما قصديش وانجري اعملي اللى قولتلك عليه بدل ما أخلي حمدي يجي يجيبك من شعرك.
وضعت يدها تلقائيا علي شعرها قائلة بغيظ :-
حاضر يا مرات ابويا.
ثم تمتمت بخفوت :- ربنا ياخدك انتى وابنك علشان نرتاح منكوا.
توجهت لتعد الطعام بغيظ مكبوت تحت نظرات زوجة أبيها الساخطة التي رمقتها بحقد ثم غادرت المكان.
خرجت وجدت ابنها يدخن في الصالة فجلست إلى جواره قائلة :-
صباح الخير يا حبيب أمك.
هتف بصوته الغليظ :- صباح النور يا أما. مالك ضاربة بوز علي الصبح؟!
قوست شفتيها بعدم رضا قائلة بغضب :-
البت الزفتة أختك حرقت دمي على الصبح.
أردف بغيظ :- قلت أدبها معاكي؟ قوليلى وأنا أحشلك رقبتها.
أجابته بكذب :- أيوة دى كمان كانت عاوزة تمد إيدها عليا.
أكفهر وجهه قائلا :- وقعة أمها سودة بس تطلع.
وبعد لحظات أتت شجن وهي تحمل الطعام ثم وضعته على الطاولة ثم نظرت لهم قائلة بضيق :- الفطار أهو.
هب واقفا وفي لمح البصر كان أمامها ومسكها من شعرها بعنف قائلا :-
بقي بتقلي أدبك علي أمي يا ****
صرخت بألم قائلة :- أبعد عني أنا ماعملتش حاجة.
هتف بغضب :- وكمان بتزعقي في وشي طيب يا بت آيه.
قال ذلك ثم إنهال عليها بوابل من الصفعات وأخذت تتلوي بين يديه وتصرخ ألما بصوت عال.
بالداخل كانت آيه تنزل دموعها بغزارة وهي تشعر بالعجز الشديد لإنها غير قادرة على حمايتها من براثنهم.
بالخارج تدخلت زينب قائلة بخبث :-
خلاص يا أخويا البت هتروح منك.
توقف عن الضرب ووقف يلهث بعنف قائلا :-
تستاهل دي بت قليلة الأدب.
نهضت بصعوبة وهي تنظر لهما بكره شديد ثم توجهت للحمام وغسلت وجهها وجففته ودلفت لوالدتها بإبتسامة مصطنعة فجلست إلى جوارها قائلة :-
أديني جيت يا حبيبتى يلا علشان نعمل المساج.
جلست تحت قدمي والدتها ثم أخذت تدلكها كما أخبرها الطبيب بحنان بالغ وهي تكتم دموعها أما آيه كانت تنظر لها بدموع وكأنها تخبرها يا ليتها كانت سليمة وتلقت عنها ذلك الضرب المبرح ولكن ما باليد حيلة.
بالخارج شرعا في تناول الطعام فقالت زينب بإهتمام :- إيه أخبار الشغل ماشي تمام؟
أومأ برأسه بموافقة قائلا :- أيوا يا أما كله تمام الشحنة المرة دى عدت واتوزعت بسرعة والظابط إياه حل عن سمانا وغار القاهرة وبعد كام يوم هتيجي شحنة تانية.
أردفت بحذر :- بس خلي بالك من نفسك يا عين أمك حرص من الحكومة.
أردف بثقة :- متقلقيش يا أما كله ماشي تمام زى ما أنا مظبط.
غيرت الموضوع وهتفت بضيق :- بقولك إيه البلوتين المتلقحين جوة دول أنا مش طايقاهم في البيت وعاوزين نتخلص منهم.
أومأ برأسه بتأكيد قائلا :- متقلقيش يا أما كله بأوانه وبتمنه.
طالعته بعدم فهم قائلة :- تقصد إيه؟
أردف بهدوء :- بعدين يا أما بعدين. أنا نازل دلوقتي وهاجي على بالليل كدة.
قال ذلك ثم خرج وصفق الباب خلفه أما هي نظرت نحو الباب المتواجد به شجن ووالدتها وهتفت بحقد :- هانت أوى وأرميكم رمية الكلاب. .....
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
ليلا عاد فارس مبكرا من المشفي برفقة حبيبة فدلفا وألقا التحية عليهم وجلسوا بإنهاك واضح.
هتفت تسنيم بإشفاق :- عيني عليكوا بترجعوا من المستشفي مهدودين .
هتف فارس وهو يمدد ساقيه أمامه :- اه والله يا عمتو عندك حق.
ثم جال بأنظاره قائلا :- أومال فين المفعوصة رنا خليها تجيبلى مياه وملح لرجليا.
ظهرت من خلفه قائلة بحنق :- ليه يا أخويا قالولك أمينة وانت سي سيد.
هتف بحدة :- خدي تعالى هنا واسمعي الكلام.
هزت رأسها بنفي قائلة بغرور مصطنع :-
No way, in your dreams baby.
ضيق عينيه قائلا :- وبتعوجيلى لسانك طيب خدي تعالى هنا.
قال ذلك ثم ركض خلفها كي يفتك بها ولكنها جرت مسرعة نحو والدها قائلة :- إلحقني يا بابا
هتف مراد :- بس يا واد يا فارس خليك مكانك رنا في حمايتي.
هتف بغيظ :- اه بتستخبي في الحكومة ماشي يا رنا الحساب يجمع.
ضحكت لمار قائلة :- إطلع يا حبيبى غير هدومك علشان تتعشي.
أردف بحنان :- حاضر يا ست الكل.
وجهت أنظارها لحبيبة قائلة :- يلا يا بيبة إنتي كمان.
فاقت حبيبة التي كانت تراقب فارس قائلة :- ها حاضر يا مرات خالو .
رآها مراد فهتف بخفوت :- لحد إمتي هتفضلي تعذبي نفسك كدة بس لحد امتى؟
بعد وقت إجتمعت العائلة تتناول العشاء في جو أسري سعيد.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
كان في مكتبه يتابع إحدي القضايا بشرود حتي دلف طارق زميله في العمل الذي قال بمرح :- إزيك يا إيدو؟
مط شفتيه بسخرية قائلا :- إيدو! مش عارف أقولك هيحصلك إيه لو الكلمة دى إتقالت برة المكتب دة.
إبتلع ريقه بتوتر قائلا :- عارف يا كبير.
ثم أردف بجدية :- إيه آخر أخبار القضية؟
أردف بهدوء :- هسافر بكرة إسكندرية جاتلنا أخبار إن في شحنة هتتهرب قريب جدآ.
أغلق الملف الذي بحوذته ثم وضعه على المكتب وإنتصب من جلسته قائلا :-
أنا خلصت يلا بينا.
أومأ له ثم غادرا إلى منازلهم. دلف إلى الداخل بخطوات هادئة باردة كحاله رد السلام على أسرته ثم توجه للسلم في طريقه للصعود فأوقفه هتاف أمه :-
إياد حبيبى تعالى أقعد معانا شوية مش كل ما تيجي تطلع على أوضتك علطول.
أغلق عينيه بتعب ثم إلتف ناحيتها قائلا بإبتسامة باهتة :- حاضر يا أمي.
هتفت بفرح :- يحضرلك الخير يا حبيبى. قوم ياض يازياد من هنا خلي أخوك يقعد جنبي.
نهض قائلا بتهكم :- ماشي إتفضل يا برنس.
جلس إياد إلى جوار والدته التى أخذت تثرثر معه.
مالت رحمة على أذن زياد وهمست :- ولا يا زياد هي القيامة هتقوم ولا إيه؟
هتف بنفس الهمس :- شكلها كدة.
هتفت برجاء :- ربنا يستر ومتقلبش غم الواد دة كئيب مش عارفة طالع لمين؟
إلتقطت أذنيه آخر كلماتها فنظر لها بحدة فتوترت ونظرت لزياد قائلة :-
ها يازياد قولى طالع لمين إنت كئيب؟ أخوك إياد زى العسل وأنا أعسل منه إنت طالع لمين؟
لم يستطع منع ضحكاته إذ إنفجر ضاحكا عليها أما البقية نظروا له بصدمة وفاه مفتوح يكاد يصل إلى الأرض
الفصل الثاني
توضيح بسيط للشخصيات
( مراد & لمار = فارس ورنا )
( سليم & ورد= حمزة وهمس )
( عمر& سجود = زياد وإياد ورحمة )
( معتز & تسنيم = حبيبة وأحمد )
____________________________________
أخذوا يتطلعوا له بدهشة فهو منذ رحيل صديقه في إحدى العمليات الخاصة حزن عليه حزنا شديدا وأصبح بوجه جامد. .
لاحظ أن الجميع مسلط نظراته عليه فحمحم بحرج قائلا :- مالكوا بتبصولى كدة ليه؟
هتفت رحمة بمرح :- دة دة ضحك يا جدعان. .ضحك وأنا اللي ضحكتوا هيييه.
وكزتها والدتها بحدة قائلة :- بس يا مقصوفة الرقبة ليرجع في كلامه.
أردف بإبتسامة :- لا متقلقيش يا ست الكل مش هرجع في كلامى.
نظرت له بحنان قائلة :- يلا علشان تتعشي معانا.
أردف بهدوء:- ماشي بس هروح أغير هدومي الأول.
أردف زياد بمرح :- طيب يلا بسرعة وحياة أبوك علشان هنموت من الجوع.
أومأت رحمة بتأكيد :- اه اه بسرعة مش هنستناك.
نهض من مكانه وإقترب منها وبعثر خصلات شعرها الطويل بيده قائلا :- ماشي يا ام لسان طويل.
أعادت ترتيب خصلاتها قائلة بتذمر:- يوووه محدش يلعب في شعري .
تدخل زياد وقام ببعثرته أكثر قائلا بمكر :-
استنى يا رحوم هرتبهولك.
هتفت ببراءة :- ماشي يا زياد. .
وبعد أن انتهى هتف بضحك على منظرها المشعث قائلا : - بقيتى زى أمنا الغولة.
قال ذلك ثم ركض بعيدا عن مرماها أما هي هتفت بغيظ وهي تخلع خفها من قدمها وتركض خلفه :- والله لأوريك يا زياد الكلب بس امسكك.
هز إياد رأسه بقلة حيلة من أفعالهم ثم صعد للأعلى بينما ذهبت سجود لتشرف على الطعام.
دلف عمر بهدوء ولكنه تعثر في زياد فصاح بغضب :- إيه دة؟ حيطة.
تراجع للخلف قائلا :- أنا آسف يا بابا بس بنتك المجنونة عاوزة تضربنى بالشبشب.
ركض بعيدا هربا منها وما إن خطى خطوتين وجد رحمة أمامه فقالت وهي تلهث :-
شفت زياد يا بابا. ؟
رمقها بسخرية قائلا :- كان هنا من شوية عاوزك لما تمسكيه تعدميه ضرب.
ضحكت بحماس قائلة :- حاضر يا بابى وسع كدة خلينى أروح أشوفه راح فين.
ردد بسخرية :- وسع
تداركت نفسها فقالت بسرعة : - قصدي بعد إذن حضرتك ممكن تعديني؟
إبتعد عنها قائلا :- روحي يا اختى أذنك معاكى جاتها نيلة اللى عايزة خلف.
ضحكت سجود من خلفه حينما استمعت جملته الأخيرة قائلة :- علشان بس تعزرني يا ميرو.
تمتم بخفوت :- يعنى هيجبوه من بره.
أردفت بهدوء :-يلا يا حبيبي روح غير هدومك على ما العشا يجهز.
إبتسم بهيام قائلا :- قوليها تاني بالله عليكى أصل نادرا ما بسمعها.
هتفت بعدم إكتراث :- فايق ورايق.
إقترب منها بخبث قائلا :- لو منطقتيش هرزعك بوسة قدام عيالك.
شهقت بخجل وصدمة قائلة بتلعثم:- ححبيبى.
- هيييح وايه كمان؟
نظر عمر وسجود إلى مصدر الصوت فوجدوا زياد ورحمة يجلسان جلسة القرفصاء ويضعون يديهم على وجنتيهم وينظرون لهم بهيام.
أردف عمر بغضب :- بتعملوا إيه يا ولاد الكلب؟
أجابوه سويا :- بنتفرج يلا كملوا.
نظر عمر يمينا ويسارا يبحث عن شئ ما فهتف زياد بتعجب :- بتدور على حاجة يا بابا؟
أجابه وهو مازال يمشط المكان بعينيه :- اه كان في عصايه امبارح مش عارف ودتها فين.
سألته رحمة بغرابة:- ليه يا بابى؟
نظر لهم بغضب قائلا :- علشان أطلع عينكم بيها.
وما إن استوعبوا ما يرمي إليه هبوا واقفين ثم ركض كلا منهم في اتجاه مختلف.
هتف بعد هروبهم بتشفي :- عيال متجيش إلا بضرب العصاية.
هدأ قليلا ثم أردف :- أومال فين ماما واياد؟
نظرت للأعلى قائلة :- عمتو فوق في أوضتها وإياد بيغير هدومه.
هز رأسه بتفهم ثم صعد بدوره للأعلى ليبدل ملابسه.
بعد وقت إجتمعت الأسرة على الطاولة وشرعوا في تناول الطعام.
هتف إياد بهدوء:- احم بابا أنا معايا مأمورية كام يوم في إسكندرية وهمشي بكرة بإذن الله.
نظر له بحنان قائلا :- ماشي يا بطل ربنا معاكم.
تدخلت سجود قائلة بدموع :- خلي بالك من نفسك يا حبيبي.
أردف بنبرة حنونة مطمئنة:- متقلقيش يا أمي إن شاء الله خير.
هتف زياد بخوف أخفاه حول مرحه:-
عارف لو ضفرك إتخدش هعلقك أنا أخوك الكبير ولازم تسمع كلامي.
إبتسم له قائلا :- كبير إيه يا عم دول خمس دقايق عمي هتزلنى بيهم.
هتف بتحدي:- إن شاء الله يكون دقيقة بردو أكبر منك.
ضحك بخفوت قائلا :- ماشي يا سيدي انت الكبير ولا تزعل.
أردف عمر بغيظ وسخرية :- كبير بالستر مشفتش منظرك وانت عمال تجرى زي العيال.
حك مؤخرة رأسه ثم أردف بحرج :- وليه الكسفة دى بس يا بابا؟
هتف بغيظ :- طيب كل يا اخويا كل. ...
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في فيلا الداغر كان سليم يعمل في المكتب حينما دلف حمزة قائلا :- إزيك يا عم الشباب.
هتف بإزدراء:- إيه السوقية دي يا ابني اتكلم عدل.
ضحك عاليا ثم قال :- ههههه حاضر. .احم. ...احم
هتف بضجر :- أخلص قول عاوز إيه؟ مش فاضيلك.
جلس قبالته قائلا :- حبيب هارتي يا سلومة
نظر له بغضب فأسرع يقول :- قصدي يا سليم يا عم بدلعك. المهم احم أنا يعني. ...احم يعنى. ..
قاطعه قائلا :- عاوز تخرج مع شلة الفساد بتاعتك وطبعا عاوزني أدارى عليك.
أرسل له قبلة في الهواء قائلا :- حبيبي يا سليم أموت فيك وانت فاهمني.
هز رأسه برفض ثم نظر في الأوراق التي أمامه قائلا :- انسي. .
هتف بتوسل :- وحياة أبوك آخر مرة بس الطلعة دى ضرورى.
زفر بضيق قائلا :- لا لانك هترجع في نصاص الليالى زى عادتك. أنا مش مستعد أعمل مشاكل مع عمي علشان حضرتك.
نهض بضيق قائلا بخفوت :- عيل رخم.
صاح بحدة :- بتقول ايه سمعني؟
هتف بضيق :- مابقولش. ماشي يا سليم خليك فاكرها كويس علشان لما تدور الأيام هقولك انسي بح شطبنا.
مط شفتيه بسخرية قائلا :- يا ابني اتكلم على أدك مين اللى هتلف بيه الأيام دة؟
هتف بإصرار :- لما نشوف عن اذنك خليك مع ورقك دة خليه ينفعك.
قال ذلك ثم خرج وصفع الباب بقوة فنظر في إثره قائلا بدهشة :- الله يحرقك يا حمزة.
ثم تنهد بحب قائلا :- معقول إنت أخو البسكوتاية الرقيقة دى؟ جاتك نيلة سديت نفسي.
قال ذلك ثم نظر للأوراق التي أمامه وتابع عمله.
**********
كانت ندى وورد تجلسان سويا مع صفاء تتسامران فرآهم حمزة فضحك بإنتصار قائلا :-
بس مفيش غيرها ست الكل نلعب شوية على الوتر الحساس واتسهتن شوية يقوم قلبها الرهيف يرق وتوافق وأهو تيتة تعملها حاجة معانا بسم الله توكلنا على الله. ....
تقدم منهم قائلا بإبتسامة :- مساء الخير على القمرات.
ضحكن عليه وردن التحية فقالت ورد :- إقعد يا بكاش فينك محدش شايفك النهاردة؟
تنهد بأسي ورسم معالم الحزن على وجهه قائلا :- أبدا يا ماما ابنك مطحون في الشغل من الصبح ويدوب راجع.
ربتت على كتفه قائلة :- يا حبيبي يا ابني طيب إنت كويس دلوقتي. ؟
نظر لها بإستعطاف قائلا :- اه كويس الحمد لله وهبقى كويس أكتر لو خرجت برة مع صحابي.
إمتعضت ملامحها قائلة :- لا يا حمزة باباك هيزعق.
مسك يدها وقبلها قائلا :- ما البركة فيكي يا ست الكل يرضيكى حبيبك ابنك يطلب منك حاجة وانتى تقولى لا؟
نظرت له بعاطفه قائلة :- لا ميرضنيش يلا قوم حصل صحابك.
تدخلت صفاء قائلة :- يا خيبتك بياكل بعقلك حلاوة.
قبل وجنتها قائلا بضحك :- إيه يا تيتة ما تخليكي محضر خير وأنا اللى كنت عشمان فيكي.
قرصته من أذنه قائله :- يا واد بطل شغل اللماضة دة.
صاح بألم :- خلاص يا تيتة أنا آسف سيبي ودني.
نزعت يدها قائلة :- تطلع ساعة زمن ترجع متجبش مشاكل لأمك.
قبلها مجددا على جبينها قائلا :- حبيبتي يا تيتة ماشي يلا سلام.
ثم مال على والدته وقبل وجنتها مطولا ثم قال بفرح :- ربنا يبارك فيكي يا ست الكل انتى وتيتة ومرات عمي علشان ما تزعلش سلام بقى اروح اخلع أنا.
قال ذلك ثم ركض للخارج بينما أخذن ورد وندي تضحكان عليه فقالت ورد :-
مش معقول دة مجنون مش طالع لأبوه خالص.
إمتعضت ملامح الأخرى قائلة :- كفاية سليم ابني سليم فين في الشغل سليم فين في المكتب بيفكرني بناس الله يكون في عون اللي هتكون من نصيبه.
ضحكت ورد قائلة :- قلبك ابيض انتى لسة فاكرة بس الحمد لله ربنا هدي الناس دى ولا إيه؟ أنا كل اللى مخوفني سليم الكبير لو عرف.
ربتت علي يدها قائلة :- متقلقيش يعني هي أول مرة طالما مابيعملش حاجة غلط سيبيه. .
أردفت بهدوء :- بس بيجي متأخر وبيتأخر عن معاد الشغل وابوه مانعه من السهر علشان يتظبط في شغله ويتحمل مسؤولية.
أومأت بتفهم قائلة :- إن شاء الله مايتأخرش. أومال فين نوارة البيت؟
أردفت بإبتسامة :- في أوضتها بتذاكر.
- ربنا معاها. ثم أضافت بتهديد :- اسمعي اما اقولك البنت دى مش هتطلع برة البيت دة. دى هتكون من نصيب واحد من ولادي مليش فيه.
قهقهت عاليا وهي تقول :- فظيعة إنتي يا ندي. ماشي يا ستي لو موافقة أنا معنديش مانع.
هتفت صفاء بمكر :- لا متقلقيش هتوافق.
دلف سليم ومصطفى وردوا السلام عليهن وأستاذن سليم بالصعود للأعلى غامزا لورد بأن تتبعه وما إن دلفوا للداخل سألها بمكر :- أومال فين حمزة؟
أردفت بتوتر :- ححححمزة أاا. ... نايم. .حمزة نايم مع جده حسين.
ضيق عينيه ناظرا لها بتمعن أربكها قائلا :-
ومالك مش على بعضك كدة؟
أجابته بتوتر :- ها لا لا أبدا مفيش.
سألها مجددا :- يعني حمزة نايم؟ مش عوايده يعني؟
أردفت بكذب :- اه اه نايم. .
إقترب منها وإحتجزها بين زراعيه قائلا بخبث :- مش عيب عليكي تكدبي يا حبيبتى. ؟!
- ها
ضحك قائلا بعبث :- بقولك مش عيب تكدبي؟ ! عيبك يا وردي ما بتعرفيش تكدبي لانه بيبان عليكي أوي. حمزة خرج تقريبا من نص ساعة وراح مع صحابه.
هتفت ببلاهة :- إنت. ..إنت عرفت ازاى؟
ضحك قائلا بثقة :- عيب عليكي تسأليني سؤال زي دة.
هتفت بتوسل :- طيب علشان خاطري ما تزعقلهوش سيبه يا سليم يخرج مع صحابه طالما ما بيعملش حاجة غلط .
هتف بضيق :- ابنك بيخرج مع صحابه يظبطوا بنات وتقوليلي ما بيعملش حاجة غلط.
هتفت بصدمة :- أوعي تقول انه. ...
قاطعها قائلا :- لا مش اللى فى بالك بس بنات الناس مش لعبة علشان يتسلي بيها.
لما يجي انا ليا كلام معاه.
أردفت بحذر :- خلاص ماشي بس ما تزعلهوش.
ضحك قائلا :- ما هو دلعك دة اللى مخليه سايق فيها. حاضر يا ستي نكلمه ما نكلمهوش ليه.
ثم أحتضنها فجأة قائلا بخبث :-
هو أنا قلتلك إنى بحبك النهاردة؟
هزت رأسها قائلة :- لا ماقولتش. ..
نظر فى عينيها قائلا بشهقة مصطنعة :-
أخص عليا لا دي عيبة في حقي لازم أقولك بحبك وبضمير. .
قال ذلك ثم حملها على حين غرة فهتفت بخجل :- سليم إعقل إحنا كبرنا. .
تحدث بعبث :- إتكلمي على نفسك يا حبيبتي أنا في عز شبابي .
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
كان فارس يراسل هنا التي تعرف عليها للتو ،بعد أن مارس سحره ورجولته الطاغية عليها، على تطبيق الواتس وهو يبتسم لكلامها. .( بقلم زكية محمد )
كانت حبيبة قد أعدت كوبا من القهوة ليساعدها على إستذكار دروسها وكانت بطريقها لغرفتها فإصتدمت فجأة بفارس فتلجلج الكوب الساخن وتساقط المشروب علي يدها فصرخت بألم وسقط الكوب من يدها.
نظر لها بصدمة وسرعان ما هتف بقلق :-
أنا آسف. .آسف والله آسف ماخدتش بالي وريني إيدك.
ضمت يدها ناحية صدرها وهتفت بملامح متقلصة من الألم :- عادي حصل خير. .
زفر بضيق قائلا وهو يمسك يدها :- بلاش عناد ووريني إيدك.
قال ذلك ثم سحبها ناحية المطبخ وفتح الثلاجة وأحضر زجاجة مياه باردة ثم سكبها علي يدها برفق قائلا :- الحمد لله جات سليمة. .
فاقت من سحر اللحظة وسحبت يدها بخجل قائلة :- ششكرآ ....
لاحظ هو تلك الحمرة القانية المغوية فضحك قائلا :-
بردو وشك أحمر. ..
ثم تجرأ ومد يده ووضعها علي وجنتها فإبتعدت للخلف تطالعه بذهول، أما هو هتف بتعجب :- هو انتي سخنة كدة ليه؟
هتفت بتلعثم :- أااا لا لا أنا طالعة فوق. ..
ركضت للأعلى بسرعة الي غرفتها وما إن أغلقت الباب وضعت يدها على صدرها موضع قلبها الذي يضخ بعنف وهي مازالت علي صدمتها.
أما بالأسفل هز رأسه بتعجب قائلا :- البت دي مجنونة ولا إيه؟
قال ذلك ثم تذكر هنا فمسك هاتفه مجددا وأنزوي في احدي الأركان وتابع حديثه معها .
قادتها أقدامها للأريكة فجلست ووضعت يدها علي وجنتها موضع لمسته ولكنها سرعان ما استعادت وعيها وبقت تارة تبكي وتارة تضحك ولما لا وهي مجنونة فارس!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
صباحا في سيارة حمزة كان يصطحب شقيقته برفقته إلى الجامعة .
هتفت بحذر وهدوء:- حمزة عدي علي رحمة أنا قلتلها تستناني علشان نروح مع بعض.
إمتعضت ملامحه حينما تذكر ما فعلته قائلا بغيظ :- ونروح نجيبها ليه إن شاء الله اتكسحت ولا اتشلت.
هتفت بضيق :- ما تقولش كدة علي صحبتي.
أردف بعدم إكتراث :- صحبة الشوم والندامة. أنا مش عارف إزاي مصحباها يعني لا دماغ ولا تشابه ولا أي حاجة.
ضحكت قائلة :- هي مجنونة شوية بس عسل والله واعز صحبة ليا ما تضيقهاش علشاني.
هتف بضيق :- ماشي يا ستي انتي تؤمري.
بعد فترة وصلا للفيلا وما إن رأتهم رحمة تقدمت للسيارة مكان جلوس همس فأدخلت رأسها بداخل السيارة وباقى جسدها بالخارج وأردفت دون أن تعطي أهمية لمن فى الامام:-
صباح الخير عليكي يا هموس. يا بنتى ليه جبتي السواق ما تتعلمي السواقة وتيجي تاخديني لوحدك زي ما بعمل.
إلتف ناحيتها قائلا بغيظ:- سواق مين لا مؤاخذة؟
شهقت بفزع قائلة :- بسم الله الرحمن الرحيم. هما بيطلعوا أمتي دول؟
هتف بنبرة بها بعض السخرية :- بيئة.
رفعت إحدي حاجبيها للأعلى قائلة بغضب :- أهو انت اللى بيئة وستين بيئة كمان.
مسكتها همس من زراعها قائلة برقة :- بليز يا رحمة علشان خاطري خلاص.
قاطعها قائلا بغضب :- خاطر إيه ونيلة إيه؟ وكمان بتستسمحيها مش شايفة بجاحتها؟
ذهبت قبالته وضربت علي زجاج السيارة قائلة بشراسة :- مين اللى بجح دة إن شاء الله احترم نفسك يا جدع إنت.
نزل من السيارة قائلا بغضب :- أنا محترم غصب عنك وابعدي من وشي الساعة دي أنا مش طايقك.
شهقت بإستهجان قائلة :- لا حوش أنا اللى دايبة في دابديبك ياض.
طالعها بإزدراء ثم نظر لأخته في السيارة قائلا :- بالذمة دي أشكال تصاحبيها. .
صعد للسيارة مسرعا ثم أدارها ونظر لها بسخرية قائلا :- سلام يا أم لسان طويل ابقي امشي لوحدك.
قال ذلك ثم انطلق تاركا إياها خلفه. هتفت شقيقته بتوسل:- علشان خاطري ارجع يا حمزة.
صرخ بجنون :- ما اسمعش نفسك تاني لحد ما نوصل. .حرقت دمي الله يحرقها.
إنكمشت بخوف من صوته العالي وصمتت فهي تعلم شقيقها جيدا حينما يغضب. ...
بالداخل دبت بقدمها بغضب في الأرض قائلة بخفوت:- عاااا يا بارد يا رخم. ..
إلتفت لتسير للداخل فأصتدمت بزياد الذي ما إن رأي منظرها هتف بمرح :- إيه يا شعنونة بتكلمي نفسك ليه؟ مين زعلك؟
أجابته بضيق :- ولا حاجة يا زياد ممكن توصلني علشان همس مش هتعدي عليا النهاردة.
أومأ بموافقة قائلا :- أوك. بس مش شايفاها غريبة إنك تروحي من غير جنونك وكمان شكلك متضايق.
إبتسمت بفتور قائلة :- لا أبدا مفيش حاجة يا زياد يلا بينا يا ابني.
ردد بسخرية :- ابنك! ماشي يا ماما. ..
صعد الي السيارة وقادها زياد بهدوء متجها الي وجهة رحمة ومن ثم الي وجهته.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في الجامعة كانت حبيبة برفقة إيمان وكانتا تنظران من بعيد ناحية فارس فهتفت إيمان بفضول :- مين دي اللي قاعد متنيل معاها دي؟
أجابتها بوجع:- دي واحدة من قاموس البنات اللي عنده لسة متعرف عليها جديد اسمها هنا في تانية طب.
نظرت لها بذهول قائلة :- وانتي عرفتي دة كله إزاي؟
إبتسمت بمرار قائلة :- ما هو دايما بيحكيلي عن مغامراته ولا نسيتي؟
هزت رأسها بتفهم قائلة :- اه بس شكلها مش ساهلة وسهنة كدة.
طالعتها بتعجب قائلة :- وانتي عرفتي إزاي؟
أجابتها بثقة :- سيماهم في وجوههم. باين خالص عليها تحسيها ما صدقت حرصي منها.
هزت رأسها بقلة حيلة قائلة :- يعني هعمل إيه؟ أديني قاعدة بتفرج علي اللي هيحصل.
مصمصت شفتيها بعدم رضا قائلة :-
يا خيبتك يا أختي يا خيبتك إتحركي اعملي أي حاجة هتقعدي محلك سر كدة؟ بس إيه ماتجيش تزعلي لما تاخده واحدة من اللي حواليه .
هتفت بفزع :- يعني إيه؟ هو. ..هو ممكن يتجوز اي واحدة من دول؟
أومأت بتأكيد قائلة :- دة مش ممكن دة أكيد فلازم تتحركي وتشوفي هتعملي إيه؟
وخصوصًا إنه. ....يعني عينه زايغة فاتحركي بسرعة. ..
هتفت بضيق :- يعني عاوزاني أقوله حبني اشحت حبه أفرض نفسي عليه؟ انا اللي غلطانة وجبته لنفسي استاهل.
هتفت بغيظ :- لا احرقي في دمي سيادتك. بقولك إيه تعالي نشوف المحاضرة ونبقي نفكر بعدين.
نهضت من مكانها بعد أن رمقته بنظرة تحمل كل معاني الحب والألم في آن واحد ثم رحلت مع صديقتها لحضور المحاضرة. ..
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
دلف للشركة وهو في حالة غضب عارم بسببها، أخذ يصرخ في الجميع دون سبب يصب غضبه عليهم.
وصلت الأخبار لسليم الذي أصابته الدهشة فذهب مسرعا ليراه.
وما إن دلف لمكتبه جلس علي المقعد قبالته قائلا بتعجب:- لا بقي دة بجد وحقيقى اللي اتقال. مصدقتش قلت أجي اتأكد بنفسي.
هتف بضجر:- بقولك إيه أنا مش طايق نفسي روح شوف وراك إيه.
هتف بإصرار وسخرية :- بغض النظر علي طريقتك في الكلام معايا. مش ماشي إلا أما أعرف مين اللي وصلك للحالة دي علشان أكافئه .
أردف بغيظ :- تكافئه! امشي يا سليم الله يسهلك. ....اااه لو تقع تحت ايدي هساويها بالأسفلت.
هتف بدهشة :- هي واحدة اللي عملت كل دة. .
أردف بغيظ :- ايوة يا أخوية واحدة. ..
وجد إنه لا مفر منه فأخبره ما حدث فأنفجر ضاحكا عليه فأغتاظ حمزة قائلا :-
بقولك إيه هتضحك تقوم توريني عرض إكتافك.
كتم ضحكه قائلا :- بصراحة جدعة قلتلك قبل كدة بنات الناس مش لعبة ومش كلهم واحد.
هتف بوعيد :- أنا هوريها هخليها تقول حقي برقبتي.
أردف بتحذير :- حمزة ياريت متعملش حاجة تهد علاقتنا اللي بنوها أبهاتنا وتيجي إنت بسهولة تهدها.
هتف بثقة :- متقلقش أنا بس هديها درس صغير علشان تحرم بنت ال. .....ولا بلاش.
نهض قائلا :- طيب ارجع شوف شغلك بدل ما اظبطك. ..
قال ذلك ثم غادر لمكتبه بينما مسك حمزة إحدي الملفات ولكن عراكها معه لا يبرح مخيلته فيهتف بصوت عال :-
ماشي يا بت عمر كله بحسابه.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
بعد ثلاثة أيام في الإسكندرية كان إياد يدرس ملف القضية وأبعاد المهمة المكلفون بها مع زملائه فأردف بعملية:-
الشحنة هتوصل النهاردة 3 الفجر المينا وهتكون جوة براميل البترول كل واحد دلوقتي هيلتزم بدوره وربنا معانا يا رجالة يلا بينا.
بعد ساعات كان الجميع في الميناء يقف كل منهم في مكانه كما خطط له.
( بقلم زكية محمد )
تحركوا بسرية وهدوء وتوزع الضباط والعساكر في أماكنهم وبقوا علي تواصل بسماعات البلوتوث.
أعطي إياد أوامره بالاستعداد وأخذ يراقب الأوضاع عن كثب.
وفي لحظة أعطي أوامره بالهجوم بعد ضبطهم بالجرم المشهود فعم الهرج وبدأت الاشتباكات بالأسلحة وسقوط القتلى من هنا وهناك وهرب من إستطاع وتم القبض علي البقية والتحفظ علي البضاعة ومصادرتها لحين إعدامها.
وصلت الأنباء سريعا لحمدي الذي ما إن سمع الخبر تحول الي بركان ثائر فأخذ يصرخ ويضرب بقدميه مدمرا كل ما تقابله عيناه .
خرجت والدته علي إثر الصوت الصاخب وحينما وجدته هكذا هتفت بقلق بالغ :-
مالك يا واد؟ في إيه قلقتني؟
صرخ بغضب :- الشحنة إتقبض عليها والرجالة إتمسكوا بيتي إتخرب. ..إتخرب
قال ذلك ثم واصل تحطيمه لما يوجد أمامه.
خرجت شجن تلك المرة فزعة حينما رأت حالة حمدي تلك وكادت تجزم إنه أصيب بالجنون فهتفت ببعض الحدة :-
في إيه؟
جزبها من شعرها بقوة صارخا :- ملكيش دعوة. كله من تحت راسكوا. غورى من وشي بدل ما أطلعهم عليكي. .
تركها ودفعها بقوة فكادت أن تسقط لولا الكرسي الذي كان حائلا بينها وبين الأرض ثم دلفت مسرعة تختبئ من بطشه عند والدتها وهي ينتابها الفضول عما يحدث.
بالخارج هتف بحقد وغل :- كله من الظابط ابن ال*** دة بس وديني لأخليه يبكي بدل الدموع دم لما أحسره علي وظيفته دي. إن ما شلته من الداخلية مبقاش أنا.
هتفت والدته بعدم فهم : - قصدك إيه بالكلام ده؟
شرد قليلا ثم نظر لها قائلا بشر:- سيبيني يا أما أمخمخ واظبطها مع نفسي وبعدين هبقي أقولك.
أومأت بنعم وتركته اما هو جلس وقد إجتمعت حوله الشياطين وبعد مدة هتف بخبث :- بس كدة لقيتها برطعلك يومين في الداخلية قبل ما تودعها ههههههه. ..
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
في فيلا عمر كانت عائلة سليم عندهم مدعوين علي وجبة العشاء .
بالطابق الأعلى كانت تجلس بضجر بسبب إلحاح همس التي تريدها أن تهبط للأسفل.
هتفت بضجر وحدة :- يوووه يا همس خلاص مش عاوزة أنزل أهو كدة.
هتفت بهدوء:- أنا عارفة ليه مش عاوزة تنزلي بس. ...
قاطعتها قائلة بغيظ :- ولما انتي عارفة عاوزاني أتزفت أنزل ليه؟
ضحكت بخفوت :- متخافيش أهلي وأهلك موجودين مش هيقدر يعمل حاجة .
أردفت بشراسة :- ومين قالك إني خايفة من أخوكي دة؟ أنا. ..أنا بس مش عاوزة أشوفه بيعصبني لما بشوفه.
أردفت بإعتراض :- ليه دا زومة عسل.
مطت شفتيها بسخرية قائلة :-
القرد في عين أمه غزال.
هتفت بضيق :-وبعدين بقي لاحظي إنك عمالة تغلطي في أخويا وأنا ساكتة. .
طالعتها بضيق قائلة :- خلاص يا اختي اسفين لسيادتك .
قاطع حديثهن دلوف سجود التي قالت بتعجب :- إيه يا رحوم مش من عوايدك يعني قومي سلمي علي الناس اللي تحت وكمان العشا جهز علشان تاكلوا يلا يا حبايبي.
هتفت بضيق :- حاضر يا ماما هلبس حجابي وننزل.
هتفت بحنان :- طيب يا حبايبي هسبقكم أنا.
قالت ذلك ثم خرجت فنفخت رحمة أوداجها بغيظ قائلة :- إيه التدبيسة دي هووف .
ضحكت همس قائلة :- طيب يلا يلا. ..
نهضت بضجر قائلة :- طيب بس ما تزوقيش.
بعد وقت نزلتا سويا ورحبت سجود بعمها سليم وكذلك ورد. تنهدت بإرتياح وشكرت الله بداخلها إنها لم تجد ذلك السمج كما لقبته فقد كان بصحبة زياد.
وعلي طاولة العشاء شرع الجميع في تناول الطعام بهدوء عدا هو الذي كان يجلس قبالتها وتعمد في ذلك وكان يرسل لها نظرات قاتلة، أما هي كانت تتصنع تناول الطعام وتجاهله ولكنها شعرت بنظراته الحارقة المصوبة تجاهها مما أخافها قليلا ولكنها سرعان ما طردت ذلك الشعور.
هتف سليم :- أومال إياد جاي أمتي؟
أجابه عمر :- بكرة إن شاء الله راجع بعد ما يخلص اللي وراه هناك.
هتفت سجود براحة :- الحمد لله طمنا عليه قلبي كان هيقف من خوفي عليه.
أردفت ورد بإشفاق:- عندك حق كان الله في عونك وربنا يريحنا من المجرمين دول.
هتف الجميع خلفها :- آمين.
لاحظت سجود ابنتها التي تحرك الشوكة بشرود في طبقها فهتفت :- مالك يا رحمة؟ ما بتاكليش ليه؟
هتفت بتلعثم :- أبدا يا ماما بأكل أهو.
رفعت أنظارها أمامها فوجدته علي نفس الحال فإرتبكت ونظرت لطبقها مجددا، أما هو إبتسم بإنتصار وأردف بداخله :-
ولسة انتي شفتي حاجة.
بعد فترة إنتهوا من تناول وجبة العشاء فخرج حمزة وزياد الي الخارج أمام المسبح وجلسوا علي إحدي المقاعد.
هتف زياد بمرح :- إيه يا عم حمزة فينك عاش من شافك؟
أجابه بهدوء :- أبدا إنت عارف الشغل واخد كل وقتي .
نظر له بصدمة قائلا :- يا راجل! من امتي دة؟
وكزه في كتفه قائلا بغرور :- من بدري بس إنت مش واخد بالك.
هز رأسه قائلا بسخرية :- اه يمكن.
نهض حمزة قائلا :- طيب ما تيجي تلعب ماتش ملاكمة.
هتف بضجر:- مليش نفس.
أردف بمكر :- ملكش نفس ولا خايف تتغلب؟
نظر له قائلا بتحدي:- مين دة اللي يتغلب؟ طيب أنا هوريك. .
إبتسم بإنتصار لتحقيقه مبتغاه فدلفوا الي الصالة الرياضية بجوار المسبح وخلع كلا منهم قميصه وبدأوا المبارة.
بعد وقت إستأذنت عائلة سليم وغادروا بعد قضاء الأمسية وتركوا حمزة الذي أخبرهم بأنه سيلحق بهم.
عودة لساحة الملاكمة أبرح ٨حمزة زياد فأوقعه أرضا وكانت المباراة لصالحه فهتف بإنتصار:- تعيش وتاخد غيرها يا زيزو.
نهض زياد قائلا بإصرار :-نلعب ماتش زيادة.
أومأ له حمزة قائلا بسخرية :-ومالوا يلا إبدأ. .
بعد فترة جلس كلا منهم مستندا علي حبال الحلبة بإنهاك واضح.
هتف زياد بأنفاس لاهثة:- وفزت عليك يا زومة تعيش وتاخد غيرها.
أردف بغيظ :- علي فكرة اسمها اتعادلنا. ايه رأيك نلعب واحد تالت. ؟
هز رأسه بنفي قائلا :- لا لا خليها المرة الجاية يكون الواد إياد معانا علشان تبقي معجنة علي حق.
ضحك قائلا بتذكر:- عندك حق.
سحب قميصه قائلا :- خمسة هاخد شاور وراجعلك وانت ادخل الحمام اللى هنا وهجبلك هدوم ...
قال ذلك ثم صعد للأعلى من الباب الخلفي متجها لغرفته بينما دلف حمزة ليغتسل.
في تلك الأثناء خرجت رحمة من غرفتها بملابسها البيتية فوجدت والدتها أمامها فهتفت :- ماما فين زياد؟
أجابتها بهدوء:- في أوضة الملاكمة.
هتفت بفرح :- الله هروح العب معاه ملاكمة.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
كانت تتحدث في الهاتف مع صديقتها في الشرفة وتنظر للأسفل حيث كان جالسا يعبث بهاتفه. ( زكية محمد )
تنهدت بحزن قائلة:- بس عارفة أنا قلقانة أوى المرة دى يا إيمان لإنها الوحيدة اللي قاعد معاها لحد دلوقتي. الباقيين ما بيكملوش يوم ومنفضلهم، أنا بجد خايفة ومش عارفة أعمل إيه؟
أتاها رد الاخري التي هتفت بغيظ :- ما إنتي قاعدة محلك سر وسيباها تتلزقله من هنا وهناك. يا حبيبتي الولاد بتحب الاهتمام والدلع واللي تملي عنيهم مش انتي كل ما تشوفيه تجري تستخبي كأنك عاملة عملة.
بصي من الاخر كسوفك دة هيضيعك.
تنهدت بحزن قائلة :- طيب هتساعديني؟
أومأت بتأكيد :- ماشي يا حبيبتي اللي في ايدي اكيد هعمله. آه صحيح بقولك ابقي صوريلي آخر محاضرة مكنتش مركزة ومكتبتش حاجة وحياة أبوكي.
دلفت للداخل ناحية مكتبها قائلة بضحك :-
حاضر يا ستي هصورهولك استنى بس ألاقي الدفتر.
أخذت تبحث هنا وهناك. ........توقفت فجأة وعقلها يسترجع آخر اللحظات حينما كانت تذاكر فيه بالأسفل وتركته حينما صاحت والدتها باسمها فتركته علي عجلة ثم نست أمره
جحظت عيناها بصدمة حينما تذكرت إنه أيضا بالأسفل يجلس مكانها والذي يتواجد به الدفتر. ...
عند تلك النقطة شهقت بفزع فأتاها صوت إيمان قائلا :- إيه يا بنتي كله دة علشان تدورى عليه. ....
لم تسمع ما قالته فسقط الهاتف أرضا وركضت بسرعة للأسفل تسابق الزمن. .
ما إن وصلت تيبست قدماها بالأرض وكادت أن تفقد وعيها من إثر الصدمة.
كان قد ترك هاتفه الي جواره ومسك الدفتر وأخذ يقلب في صفحاته.
وبدون مقدمات ركضت نحوه و. .......
لقراة باقي الفصول الجزء الثاني من هنا
